المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحراك الجنوبي والموروث الثقيل


naji
2012-04-05, 03:59 AM
الحراك الجنوبي والموروث الثقيل
03 April, 2012 02:16:00 الهيئة الإعلامية تاج- خاص
حجم الخط: /a>
*ناجي الحريري
قد يقول قائل لماذا الحراك الجنوبي والنضال الجنوبي عموما لم يؤت ثماره الى الان بالرغم من السنين والتضحيات وشبه الاجماع الجنوبي حول الحراك الجنوبي واهدافه.
نقول ان قضية الجنوب ليست القضية الاولى التي تأخر الانتصار فيها ولنا امثالا كثيره على المستويات الإقليمية والعربية والدولية.
فهناك قضايا طال امدها وكثرت تضحياتها وضاقت بها السبل لكنها في الاخير حققت اهدافها او على الاقل فرضت على الطرف الاخر تنازلات لم ولن يكن ليقبلها لولا هذا الصمود والتضحيات وسياتي اليوم الذي يجد نضام الجمهورية اليمنية نفسه امام خيار واحد لابديل عنه وهو الاستجابة لمطالب الجنوب في الحرية والاستقلال وفك الارتباط.
اننا الان امام ارثين ثقيلين الاول هو السياسة التي اجتلبتها قيادة الجنوب بعد الثورة واثقلوا فيه كاهل ابناء الجنوب بأيدولوجيات وارده من ما كان يسمى جبهة تحرير العربية اليمنية والتي كانوا يوهمونا انهم على اساس هذه الايديولوجيات سيعيدوا بناء الدولتين الجارتين على هذه الاسس.
ان هذا الارث لم يكن اقل ثقلا من الارث الاخر الذي نتج عن اتفاق 22 مايو 1990 وادخل الجنوب في غيابات الجب ولم يجد السيارة التي يخرجوه منها.
لذلك لا ينبغي علينا تحميل كل هذه الموروثات للحراك السلمي الجنوبي لأنه لم يكن شريك في صناعتها بل هو من وجد نفسه امام مسؤوليه تاريخيه وهي تحمل اخطاء وموروثات الاخرين ليبدا البناء من جديد على اساس عدم العودة الى مربع جديد من الموروثات مثل ما ينادي به ما يسمى الفيدراليين وهم بالأساس يريدون ادخال الجنوب في دوامه جديده من الموروثات بحيث لا يستطيع الجنوبيين الخروج منها ويظل ابناءه في لتصحيح اخطاء الاخرين في الوقت الذي ان الاوان فيه لأبناء الجنوب ان يبنوا دولتهم ينعم ابناءه بالاستقرار ويتمكنوا من العيش الكريم اسوة بنظرائهم في بقية انحاء العالم.
اضافه الى الموروثين الثقيلين هناك المحيط الذي نعيش فيه والذي يعامل جيرانه بمقاييس من صنع هذا المحيط فنجده تاره يدعم حق الشعوب ويمدهم بكل اشكال الدعم المادي والاعلامي بل وحتى السلاح وتحريك المجتمع الدولي في الاتجاه الذي يدعمه في مكان ما وتارة يغض الطرف متعمدا او غير متعمدا عما يجري في اماكن اخرى كما هو الحال في الجنوب ليس هذا فحسب بل نجده يدعم من ليس عنده القدرة ان يحمي مصالحه ومواثيقه وتعهداته.
فالجنوب نسيجه الاجتماعي والعقائدي متجانس ليس فيه مذاهب متعددة وبلد عنده الخبرة في بناء دوله مدنيه قادره على القيام بواجباتها الإقليمية والدولية بما يدعم استقرار المنطقة والعالم.
اما ماعليه الحراك الجنوبي فنقولها وبكل مراره فهو تعدد هيئاته ومكوناته مما جعله غير قادر على جذب الشخصيات الجنوبية الهامه والمؤثرة سواء على مستوى الداخل او الخارج فنجاح النضال الجنوبي مقترن بتوحيد الصفوف والخروج بمجلس وطني لقيادة المرحلة ويكون ذات قبول وترحيب واسع داخليا وخارجيا.

*رئيس فرع التجمع الديمقراطي تاج
بلجيكا - بروكسل