المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحداث تصنع المتفيدين أما العظماء فهم من يصنع الأحداث.


أحمد علي القميري
2012-04-03, 01:24 AM
الأحداث تصنع المتفيّدين أما العظماء فهم من يصنع الأحداث

منذ أن أبتلينا – كجنوبيين - بقيادات الصدفة ونحن من نكبة لأخرى، فقد قادنا أولئك المتهورين من جرف لدحديرّة وياقلب لا تحزن، حتى أن أدخلونا نفق الجهل والغوغائية، وأغلقوا علينا الباب بالضبة وسلموا المفتاح دون ثمن في بيعة 22 مايو 1990م، بل أنها أسوأ من أن تكون بيعة، فهي لم تكن سوى منحة ممن لا يملك لمن لا يستحق دون مقابل إلا سلامة الرأس، وهو ما لم يكن لغيره أي حساب من وجهة نظرهم وهو ما دفعهم للهروب لحمايته من الجنوب للشمال ومن الشمال وللجنوب، ومن ثم الشرق حتى لم يبق أمامهم غير الهروب وبيع الجنوب في 7/7/94م.
ومنذ ذلك اليوم المشؤوم وشعب الجنوب العظيم يجترح المعجزات بقيادة المخلصين الصامدين من أبنائه في داخل الوطن وخارجه، حتى صنع معجزة القرن الحادي والعشرين والمتمثلة بحراكه التحرري السلمي، الذي أصبح الملهم لكل الثورات العربية التى أطلق عليها مجازاً الربيع العربي وهذا بشهادة العدو قبل الصديق.

وكون ذلك الحدث - الحراك السلمي الجنوبي- قد تم بنائه على قاعدة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبية الثابته، فقد غير المعادلات على أرض الواقع وقلب كل التوقعات، بل وتغلب على جميع الصعوبات، حتى صنع من الضعفاء أقوياء ومن الأغبياء أذكياء، ورغم أن هدير السيل الجنوبي الجارف قد أخرج من في الكهوف وأيقظ من في القبور، إلا أنهم لم يكونوا جميعاً على السوية، فمنهم من خرج بصفاء النية ليكفّر عن بعض خطايا وأعمال الرفاق الدنيئة، ومنهم من أخرجته المطامع والمصالح الإقليمية، أو ساعياً لتعويض خسائر الإستثمارات العائلية والصرف على حفلات وسهرات الليالي الملاح، فتقاطر عليه أصحاب حزب فتاح من سناح للملاح بعد أن عرفوا أن لا عودة لهم بعد أن باعوا وطن وسلموا مخازن السلاح لعلي عفاش إلا بالتحالف مع نظام يقوده أبناء السِفاح فهاهم اليوم يدعون بأن لا فرق بين حي على خير العمل أوحي على الفلاح.!
فمدوا أيديهم لأبناء السِفاح يأكلون سحتاً ويدعون الكفاح، يفرّخون مجالس وهيئات بدعوى الإصلاح بزعمهم أو إستعداداً للكفاح، حتى مزقوا رفاق السلاح، بل وكادوا أن يقضوا على أمضى سلاح، وهو كفاحنا السلمي الذي لا يحمل ولن يحمل السلاح فسلاح الحق هو أمضى سلاح.
واليوم صدّعونا بدعوى توحيد الأداة دون هدف أومبداء أو حتى يفّهمونا إلى أين المراح.؟! فهم لايزالوان في غيهم يعمهون تائهين خائبين لا يجيدون سوا الصياح المداح، أو إصدار البيانات ودبلجة الخطابات عمّال على يطّال - كما يقول أخوانا المصرين - وكله على حسب قرحة القات أو قهوة أخر الليل على مذهب لينين، وليس قهوة الصبح على مذهب أهل التقوى والنجاح.
واليوم وبعد أن شمّر صناع الأحداث عن سواعدهم توارت صنيعة الأحداث فلم نعد نقراء لهم بيان أو نسمع لهم خطاب، خصوصاً بعد أن كانوا يتسابقوا على منصات الخطاب أصبحوا يتواروا عن الأنظار! وهذه والله ليست تنظيرات أو إفتراءات فهي ليست إلا غيض من فيض مما هم عليه، فقد صدّعوا رؤوسنا بأنهم لا يتابعون الأحداث وإنما هم من صناعها حسب زعمهم؟! فأين هم اليوم وأين بياناتهم الفارغة وخطاباتهم الهايفة؟!

أوليست عودة المناضل محمد على أحمد إلى أرض الوطن من الأحداث الجسام، فهو يعد من طراز المناضلين الشجعان الذين طغت شجاعتهم على سياساتهم امثال: سالم ربيع علي/ علي احمد عنتر/ اممجعلي/ صالح بن حسينون وليس ممن يدوخ ويسقط على الارض مغشيا عليه لمجرد أن يرى الدم، حتى ولو كان دم دجاجة... كفانا كلاما وكلنا تحت اقدام من سيوفهم فوق رقابنا.. فالحقد مرض يدمر صاحبه, وهؤلاء الذين يهاجمون ابو سند عبر بعض المنتديات, هم انفسهم قد هاجموا قبله العميد ناصر علي النوبة و الشيخ طارق الفضلي والسفير احمد عبدالله الحسني و د. محمد حيدرة مسدوس وقبل هؤلاء جميعا هاجموا علي ناصر محمد, فهم الحاقدون على ابناء ابين وشبوه اكثر من حقدهم على الاحتلال. لذلك ندعوا من الله لهم بالشفاء من هذا المرض الخبيث كما نقول لهؤلاء ان ابوسند جبل ما يهزه ريح والايام سوف تفرز الصالح من الطالح والبادئ اظلم.

بل ان عودة ابوسند لا يضاهيها حدث في الجنوب سوا خروج منديلا الجنوب الشيخ حسن باعوم من سجنه الذي سجنوه فيه هم أنفسهم، فمالنا لم نسمع لهم خطاب أو نقراء لهم بيان؟؟! أو لا يحق لنا السؤال؟ بل ألا يضع هذا مئات من علامات الإستفهام؟ هل من يجيب على هذا السؤال؟!
وحتى لا نطيل نقول للجميع نحن نعرف بأن الشمس إذا ظهرت توارت النجوم ونكست الكواكب الروؤس. وليس أمامنا ولا أمامهم إلا تصفيت النفوس، على نحو يمكننا من رص الصفوف فهل يأتوا لكلمة سواء بيننا وبينهم ألا يكون ولاؤنا إلا لله ثم للوطن، أخوة متحابين غير خزى ولا مفتونيين؟ هل لنا أن نلتقى ونتوافق على توحيد الجهود ونأخذ على بعضنا العهود، بأن التوافق لن يكون إلا بين ستة أخوة متحابين متسامحين متصالحين، تمثلهم نسبة توافقية من ذوى الحل والعقد من كل أطياف وشرائح الجنوب في محافظاته الست.!

فإن هم قبلوا فهي لنا ولهم وستكون بداية النهاية لمن أذاقنا المهانة، فيد بيد سنخرج المحتلين صاغرين.. وإن ضلوا على غيهم فنقول لهم بأن الأحداث تصنع المتفيدين أما العظماء فهم من يصنع الأحداث، وإن غذاً لناظره لقريب .

وبناء على ما تقدم نقول: ياخواننا عودوا الى رشدكم, وحاولوا ان تقرأوا تاريخكم باعينكم وليس باعين الاخرين، لكي تعرفوا كيف تكون آداب الحوار والنقد البنّأ وليس الهدام.. وامسكوا بنادقكم للدفاع عن مدينتكم التي علمتكم مالم تعلمون عدن.. فلا جنوب بدون عدن.. اقرأوا ما كتبه ويكتبه العقلاء المؤرخين المحترمين وهم على سبيل الذكر لا للحصر: السيد عبدالرحمن الجفري/ د. ابوبكر السقاف/ علي ناصر محمد/ عبدالحميد الشعبي/ نجيب قحطان الشعبي/ ال باشراحيل/ د. علي محمد السقاف/ د. محمد احمد البيضاني/ عبدالله ال عبدالله/ باسلامه/ د. محمد حيدرة مسدوس/ محمد عباس ناجي/ حسين زيد بن يحيى.. وبلاش الاهتمام بكلام السفاسيف الذين يتعاونون مع الامن الوطني. فمن باع الوطن مره سوف يضل يبيع ويبيع طالما الحنفية مفتوحة، ومن يحاول يصطاد في الماء العكر وينفث سمومة بين الجنوبيين. فهم اولئك الذين يعتبرون الصلاه وراء علي ناصر والعطاس رحمة بينما الاكل مع علي سالم البيض دسمة.

د/ عبدالله سالم شيخ
1 أبريل 2012
هذا هو الرابط:
http://www.al-teef.info/index.php?option=com_content&view=article&id=3531:2012-04-02-01-59-39&catid=23:2011-12-04-22-38-30&Itemid=34