المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صالح والمراهنة على حصان خاسر ( بقلم : د. يوسف خالد )


ابوليث الشعيبي
2007-11-09, 04:15 AM
عدن – لندن " عدن برس " خاص : 8 – 11 – 2007
واهم هو علي عبد الله صالح وواهم كل من لازال يراهن على حصانه الخاسر سواء من شركائه في الحكم ام من حلفائه في المعارضة بشقيها المشترك والتكتل للمعارضة ، أما الدول التي تحالفت معه في الحرب على الإرهاب سواء الأميريكان أو الأوربيين فيبدو أنهم قد شبوا ألان على الطوق بعد سلسله من مواقف وطعنات الغدر التي وجهها لهم رئيس نظام صنعاء .

هذا الوهم مصدره عدم رؤية الأمور على حقيقتها ، وإنما كما يزينها له شيطانه ويدفعه للتمادي فيها ، ونسوق له هنا موقفين من باب المقارنة ، بين ما يتجسد على ارض الواقع وما تعشعش في رأسه من أوهام لا يعيشها إلا هو وأتباعه .
الموقف الأول : في يوم إلقائه كلمته في عدن بمناسبة الذكرى 44 لثورة 14 أكتوبر التي لم يحتفل بها قط ، وإنما موقف الجنوبيين وقرارهم وكذا إصرارهم على الاحتفال بذكرى ثورتهم ، هو من أرغمه على هذا التنازل واحتفل مع مجموعه من أزلامه الشماليين ، والكل شاهد تلك الوجوه في القاعة المغلقة ومن أين ينحدرون ، وبالمقابل شاهد الناس تلك الحشود الكبيرة على صفحات الصحف والمواقع الالكترونية وعلى الطبيعة لمن تمكن من المشاركة والحضور القوي الذي بلغ مئات الآلاف مقارنة بالحضور الهزيل في القاعة.
الموقف الثاني:
يوم أن هرع إلى محافظة أبين بعد أن علم بالاحتفالات الضخمة التي أقيمت في منطقة المفلحي بيافع ، وسيطرة الجماهير على الشارع في مدينة جعار بمحافظة أبين أثر الاشتباكات مع أجهزة الأمن ، تلك الحشود كانت اكبر مما حشد له محافظه شملان في قاعه مغلقه أيضا .
هذه المواقف هي بمثابة إشارات سياسيه ورسائل لأكثر من جهة بان الشارع الجنوبي لم يعد يؤمن بما يؤمن به رئيس اللا نظام وعصابته ، وإنما أصبح يتحرك وفقا لقضيته وقناعاته القاطعة بان ما سمي بوحدة 22 مايو قد أصبحت في دمه التاريخ ، وأسدل عليها الستار الأسود واعتبرها في حكم الماضي البغيض ، ولم تعد شانا في حاضره أو من أجندة مستقبله بعد أن دفنها في حرب 1994م ، هذه حقائق هو يهرب منها ليعالج ما يسمى بآثارها دون أن يعالج او حتى يلامس أسباب هذه ألازمه وحقائقها .. هذه الوحدة ألغيت من عقول الجنوبيين وانتزعت من أرواحهم ، وعليه أن يدرك بان المتغيرات في الأوضاع بعد 13 عاما لم تعد كما كانت قبلها ، وان ما كانت بالأمس مسلمات اليوم قد أنتفت نهائيا ، وعليه أن يعيد مراجعة حساباته فيها ، ليتأكد من صحتها وصلاحيتها وهو ما يزال يبني خطابه السياسي ، إما على ضوء مسلمات لم يعد لها وجود أصلا إلا في دهنه و بني جلدته او على تأجيج الصراعات .
فخطابه يوم 5-11-2007م في محافظة أبين أثار سخرية واستهجان المواطنين الجنوبيين لمستواه الهابط لاستناده على إثارة الفتنه والتحريض على الثار واجترار الماضي وتأجيج الصراع بين المواطنين ، ولا يمكن لسلوك كهذا أن يصدر من أي رئيس دولة يدعو إلى وحدة وطنية بين مواطنيه إلا إذا كان هذا هو سلوكه الحقيقي ، ويعكس ما في وجدانه من أحقاد دفينة نحو الجنوب والجنوبيين على خلفية صراع الدولتين أثناء الحرب الباردة في حربي 1972م و1979م وانتهاء بفتنة 13 يناير 1986م على الرغم من أن هاتين الحربين وهده الفتنه جميعها من تدبير وصناعة القيادة الشمالية في الحزب الاشتراكي ، وعصابات ما سمي بالجبهة الوطنية الشمالية التي كشفت عن وجهها الحقيقي للدور الذي قامت به في تدمير الجنوب وإضعافه واليوم نراها قد عادت إلى أحضان السلطة .
وبقي أن نذكره بأن مأساة 13 يناير 86 ، والتي يراهن على إيقاظ فتنتها ، قد دفنها الجنوبيون يوم 13 يناير 2006م في جمعية أبناء ردفان الخيرية بعدن ، و أقاموا يوما خالدا للتصالح والتسامح الذي أثمر بانتفاضه جنوبية شعبيه مباركه ستستمر في التصاعد حتى يلفظ الاحتلال أخر أنفاسه ، ولن تسعفه أحلامه في استمالة الجنوبيين الذين تركوا مآسي الماضي خلفهم ، واتجهوا صوب هدف واحد ولن يحيدوا عنه ، وسنرى أي الخيارين سينتصر ، خيار الشعب الجنوبي في انتزاع الاستقلال ، أم خيار المنتفعين والمتنفدين في وحدة لا تخدم إلا الشمالي وحده .