المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القضية الجنوبية ومهام المرحلة الآنية.. / د. حسين مثنى العاقل


حسين بن طاهر السعدي
2012-03-13, 02:53 PM
القضية الجنوبية ومهام المرحلة الآنية.. / د. حسين مثنى العاقل
صدى عدن

د. حسين مثنى العاقل

على الرغم من خطورة المؤامرات المتلاحقة والمحاولات المتفانية التي تصنعها وتحيكها مراكز النفوذ وأجهزة نظام سلطة صنعاء بكل إمكانياتها المادية وأساليبها التضليلية ووسائلها القمعية، سوى كان ذلك باستخدام مختلف أسلحتها الإجرامية وفتاويها الدينية التكفيرية لإبادة شعب الجنوب، أو في ما تبذله مخابراتها المتعددة بتسمياتها الأمنية المحترفة على البطش والتصفيات الجسدية المحرمة أخلاقيا ودينيا والممنوعة دوليا وإنسانيا، من محاولات الاختراقات بواسطة أذكى الصراعات وأثارة الفتن وترويج الاشاعات الكاذبة بين أبناء الجنوب بصورة عامة، وفي سعيها الحثيث لتعميق التباينات والاختلافات بين قيادات المكونات السياسية للحراك السلمي الجنوبي. كل هذه المؤامرات بما ظهر منها وما خفي؟؟ إلا أن قضية الجنوب وقواها الحية ممثلة بجماهير الشعب وحاملها السياسي الحراك السلمي الجنوبي، تسجل على أرض الواقع وفي ساحات النضال اليومي مواقف بطولية عظيمة جعلت أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الإنسان وكل أنصار الحرية والسلام العالمي، يتابعون باهتمام بل وبأعجاب لمعنوية وعزيمة شعب الجنوب بمختلف شرائحه الاجتماعية والسياسية في مستوى الثبات والإصرار على النضال السلمي في سبيل المطالبة المشروعة لتحرير أرضه واستعادة دولته الحرة والمستقلة من هيمنة وتسلط النظام القبلي المتخلف..

واليوم وبعد نضال شاق وتضحيات جسيمة خلال الخمس السنوات الماضية، وروح الاستعداد النفسي والمعنوي تزداد حماسا لدى أبناء الجنوب لتقديم كل ما لديهم بما في ذلك أرواحهم الغالية من أجل طرد الاحتلال وتحرير وطنهم من هيمنة الاستبداد اليمني، فإن مهام المرحلة الآنية والمستقبلية تضع قيادات الحراك السلمي والهيئات ومنظمات الأحزاب السياسية الجنوبية، ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية المؤمنة بعدالة القضية الجنوبية، تضعهم جميعا أمام مسئولية تاريخية وفي أدق المراحل التاريخية لقياس مستوى جدارتهم على استغلال الفرص السياسية المتاحة خصوصا والرأي المحلي والإقليمي والدولي، قد تابع نتائج الانتخابات الرئاسية وما ترتب على ذلك من رفض ومقاطعة شاملة على مستوى محافظات الجنوب لتمرير المهزلة التوافقية.

أن السؤال الذي يطاردنا به المهتمون والمتابعون من الأشقاء والأصدقاء في الوطن العربي والعالم، حول واقع الحال للقضية الجنوب ومستقبلها هو باختصار (أين القيادة السياسية الرسمية والمنتخبة التي يمكن التواصل والتفاوض معها حول قضيتكم السياسية ؟؟ لماذا طوال سنوات نضالكم السلمي لم تفلحوا في انتخاب هيئة أو مجلس يضم ممثلين عن مختلف القوى السياسية الجنوبية تتولى مهام التحرك الداخلي والخارجي لشرح عدالة قضيتكم في المحافل الإقليمية والدولية؟؟ كم لديكم من الزعامات التي تتنافس على حب الظهور، وتدعي لنفسها تمثيل الحراك الجنوبي كما حدث عند زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وبعض سفراء الاتحاد الأوربي؟؟

هذه الأسئلة وغيرها تحتم على المناضلين الجنوبيين، دونما تباطؤ أو تخاذل أو تسويف إلى سرعة الاستشعار بالواجب وذلك بالتجرد من عيوب الذاتية والاجماع على ضرورة لم الشمل وفق عمل تنسيقي بين قيادات مكونات الحراك بالمحافظات وممثلين عن الأحزاب الجنوبية وكل المعنيين من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية وذلك لعقد لقاء موسع يدعو إليه رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبية أو من ينوبه. بحيث توجه الدعوة إلى قيادة مجالس الحراك بالمحافظات الجنوبية بكل تسمياتها، وإلى رؤساء أو الأمناء العامون للأحزاب السياسية الجنوبية، ورؤساء الهيئات والمنظمات الجماهيرية وشخصيات الاجتماعية تمثل شرائح المجتمع الجنوبي من (رجال الدين والمشايخ والتجار وأمراء وسلاطين، وممثلين عن قطاع المرأة الجنوبية والشباب والطلاب، والعمال والفلاحين والاتحادان المهنية والتخصصية وغيرها. على أن يسبق هذه الدعوة التحضير والتنسيق المناسب حول القضايا التي سيتم مناقشتها قبل موعد اللقاء الموسع، على أن يكون الهدف من هذا اللقاء هو الخروج بتوصيتين مهمتين هما:

الأولى: انتخاب مجلس أو هيئة تضم عدد من قيادة مكونات الحراك ومن الشخصيات الكفؤة سياسيا ودبلوماسيا ومن المؤهلات القانونية والتشريعية ومن الخبراء في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، والتي لها اسهامات فاعلة ومشهودة في الحراك السلمي الجنوبي ومناصرة وداعمة له، وهي أيضا مؤمنة بعدالة ومشروعية القضية الجنوبية ومقتنعة بمشروع نضال الشعب الجنوبي في سبيل تحرير أرض الجنوب من الاحتلال اليمني واستعادة دولة الجنوب الحرة والمستقلة. على أن تمنح هذه الهيئة الثقة الرسمية والاعتبارية في مهمة التفاوض والحوارات مع نظام سلطة صنعاء وحكومة ما يسمى بالوفاق الوطني ولها وحدها الصلاحية الكاملة لتمثيل قضية الجنوب مع الهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية.. على أن يصدر بها بعد ذلك قرار التكليف من الرئيس الشرعي لدولة الجنوب علي سالم البيض.

الثانية: انتخاب هيئة مماثلة من الكفاءات العلمية والخبرات السياسية والتنظيمية يتم انتخابها بصورة مجردة من التصنيفات السياسية، وتحظى بثقة الجميع في نزاهة مواقفها ومكانتها الحيادية، تتولى مهام (اللجنة التحضيرية) في أعداد الوثائق الخاصة (البرنامج السياسي والنظام الداخلي ووثيقة ميثاق الشرف وغيرها) سوى في جمع مختلف الوثائق المقدمة من مكونات الحراك ومن الهيئات والشخصيات التي سبق اشهارها فقط، ومن ثم استخلاص مضامينها ومحتوياتها في وثيقة شاملة جامعة، أو أعداد وثائق جديدة أخرى تستوعب مختلف القضايا البرنامجية لأهداف القضية الجنوبية وأبعادها الاستراتيجية، بالإضافة إلى وثيقة دستور دولة الجنوب ، بحيث يتم انزال هذه الوثائق إلى هيئات الحراك في مديريات محافظات الجنوب، وذلك قبل 15 يوما من موعد المؤتمر العام لقوى الحراك السلمي الجنوبي.

نتمنى أن تجد هذه الدعوة طريقها للقبول والتنفيذ، لكي نضع الإجابة العملية والتطبيقية لأسئلة الأشقاء والأصدقاء، ونقطع دابر المؤامرات لمن يحاولون عرض أنفسهم كممثلين لقضية الجنوب في قاعات ومجالس المؤتمرات الحوارية غير المشروعة..