المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن: مخاطر تتهدد حقوق الجنوبيين في الحوار الوطني بسبب خلافات قياداتهم بالخارج


ابو يوسف النود
2012-03-13, 01:18 AM
صنعاء - خدمة " قدس برس " – لندن " عدن برس " -suoth

علمت وكالة "قدس برس" أن ما يعرف بـ "قوى الحراك الجنوبي في اليمن" تعيش هذه الأيام حالة من التفكك القيادي، الذي تقول مصادر "إن له ما بعده" بالنسبة لمصير مطالب الجنوبيين في الحوار الوطني اليمني المزمع إجراؤه في الأسابيع القليلة المقبلة، وفقا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2014 القاضي بإجراء حوار وطني شامل يضمن مشاركة كل الأطراف السياسية في اليمن بما في ذلك قوى الحراك الجنوبي والحوثيين.





وأوضحت مصادر سياسية وإعلامية يمنية تحدثت لـ "قدس برس" وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن قواعد الحراك الجنوبي "بدأ ينفذ صبرها من قيادات الخارج التي تستطع حتى الآن أن تجتمع على موقف واحد وقيادة موحدة تتبنى المطالب السياسية للشعب اليمني في الجنوب".

وعبرت المصادر عن أسفها في أن الحراك الجنوبي صار كـ "التنين" له جسد واحد ورؤوس متعددة، منها من يطالب بالفيدرالية على الطريقة السودانية، ومن هؤلاء حيدر أبو بكر العطاس وعلي ناصر محمد ومحمد علي أحمد، وهؤلاء جميعهم في مصر الآن، أو من يطالب بفك الارتباط وعدم جدوى الحوار إلا على أساس التفاوض من أجل فك الارتباط بين الشمال والجنوب ومن هؤلاء علي سالم البيض، وأطراف أخرى في الداخل توصف بـ "العقلانية"، التي تتبنى قضايا الجنوبيين وتحقيق مطالبهم السياسية والحقوقية في إطار الدولة الواحدة، وهذا التيار يقوده عدد من السياسيين الجنوبيين سواء كانوا منضوين تحت أحزاب اللقاء المشترك كياسين سعيد نعمان وآخرين أو مستقلين، وهو تيار بدأ يحظى بقبول بعض النخب الجنوبية.

وتضيف المصادر: "إن الخلافات القديمة والحديثة بين القيادات الجنوبية في الخارج مازالت تلقي بظلال سوداء كثيفة على قواعد الجنوبيين في الداخل والخارج، بل إنهم ينظرون إلى هذه الخلافات بأنها أخطر مما كانوا يواجهونه أيام الرئيس السابق علي عبد الله صالح".

وكشفت المصادر النقاب عن أن اجتماعا تمهيديا عقد في برلين الألمانية الأسبوع الماضي، ضم مستشار الرئيس اليمني السابق عبد الكريم الارياني وأمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي وأمين عام الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان وممثل الحوثيين في الخارج عبد الملك الحوثي، وذلك في الطريق إلى مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده خلال أسابيع، غير أن هذا اللقاء عمق الخلافات بين القيادات الجنوبية، فقد اتهم القيادي الجنوبي محمد علي أحمد المهندس أبو بكر العطاس بالانفراد بقرار المشاركة في هذا اللقاء دون تفويض من أي قيادة جنوبية وبدون علمها. وقد أصدر بيانا شديد اللهجة نشرته بعض وسائل الإعلام اليمنية، أكد فيه أن الجنوبيين لن يشاركوا في أي حوار وإنما يريدون التفاوض بين طرفين شمالي وجنوبي.

وفي ظل هذا الاستقطاب المعقد بين القيادات الجنوبية، بدا واضحا، حسب ذات المصادر، أن الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض يغازل القيادي في الحراك الجنوبي حسن باعوم، الذي يتلقى العلاج في المستشفيات السعودية هذه الأيام، ويسعى من خلال شعبية باعوم إلى أن يكسب أنصارا لرأيه القديم المطالب بفك الارتباط والاستقلال.

وعبرت المصادر عن اعتقادها بأن القواعد الجنوبية لم يعد أمامها خيارات كثيرة، وهي ترى مطالبها تندثر شيئا فشيئا، سوى التوجه إلى اختيار قيادات ميدانية تعبر عن نبضها دون مبالغة أو استخدام لأغراض حزبية أو شخصية ضيقة أو وصاية من أية جهة خارجية، كما قالت.