المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وطن 30 تشرين !


محمد خميس
2012-02-17, 12:53 PM
وطن 30 تشرين !
ما أروّعك ياوطن تشرين ، وما أروّع سهولك ، جبالك شواطيك ، هضابك / حواضرك وريفك ..
شكراً تشرين ، لم يخيب فيكَ الأمل ، لقد كانَ للنضال والفداء ، تحت صقيع الرصاص وطغيان العِداء ، أن استعدنا وطن ، وحققنا حُلم أرواح تتوق للحرّية ، ووفينا العهد لأرواح طاهرة من هذه الأرض انطلقت تحمل اهآت الوطن و ارتقت إلى مد السماء العلوي..
في الثلاثين من تشرين من عام 67م ، كُنا في موعد من القدر ، ننتظر في طابورا عريض !
اجتمعناً معنا لنودع سنوات الظلم والطغيان ، وفي هذا اليوم أقفلنا الورقة الأخيرة من كتاب العبودية والاستبداد ..
رفضنا بكبرياء أن نسجد للشيطان ، رفضنا أن نقدم لهُ أحلامنا قربان ، فما أقسى أن تفقد الكرامة ، وما أصعب الحياة دون حرية وإرادة ..

وبعد أن مرت تلكَ السنيين ، أتى كانون محاولاً أن يأخذ منّا هديّة تشرين ، آه يا كانون ، برغم انكَ كنتَ أول الشهور .. فماكنا نتوسم فيكَ الخير ، آه ياكانون ، بذلك الخِنجر المسموم تلقينا طعنات حقداً دفين ،، حتى كنا لم نتوقع أن نفيق بعدها .. لكن قدرة الرب كان اقدر على أن تفيقنا وشاء جلالة أن نستفيق بعد ضربة كانون !

وبعد ذلك ، أتى تمّوز واخذ منا الكثير ، فحطم ذلك التاج ، ونشر الرعب ، وحطم قوائم ذلك الحُلم الرائع على ارض 30 تششرين !
ولم يكن تموز إلا مكملاً لما أراده أن يكون كانون ،،
هكذا تجمعت علينا الشهور حقداً بل ربما غيرة من عطية وهدية تشرين الوفي !
تمّوز ، حسبك ! ماذا فعلت !!
هدمت المعبد ، والمسجد ،، وقلّت أحجار الطرقات !
تموّز ، فيكَ لعلع الرصاص واسكت ضحكات الاطفال
وفيك امتحت البسمات من الوجوه الملائكية !
تمّوز حسبُك !
بالمدافع والقنابل اضحى وطني " بقايا وطن !
كيف لي ان اسامحك يا تمّوز ؟
لقد قضيتَ على كل ذرّة أمل في أن أتعايش بطمأنينة وسكون معك ..
تمّوز ، لقد فرضت عليا قسرا ان اتوشح السواد لمجرد سماع اسمك !
ما ابقيت لي في هذه الدنيا شياء من ذكريات تشرين !
جرعتني العذاب واسقيتني الموت لتُنسيني تشرين !
تمّوز لا تحاول ..لن انسى وطنُ تشرين ولو اموت الف مرّة ..
تمّوز انت ايام ساصبر فيها واصوم ، 30 ليلة واكثر استطيع الصبر
ولكن تأكد بانه حتماً سيعود تشرين من جديد ، وستعاد البسمة في ذلك النهار الجديد !
تمّوز ان ايماني بالرّب أكبر من شهوتي الى متاعك ومغرياتك ..
تمّوز انت يوما ويمضي وهذا وطن يبقى وسيبقى على ىالاقل وطناً غالياً ..
فإن لم نسكن فيه ،، فهو يسكن فينا ،، وليموت الحاقد المريض !

اذا لم يكن لنا فنحن له
اذ لم نعيش فيه فهو يعيش فينا
متنا ام حيينا
فمن اصلابنا سنجعلها عقيده
سنربي صغارنا
ونعلمهم حب تشرين
لو افنيتهم سيزالوا مخلصين لتشرين

يا ابناء ويابنات وطن 30 تشرين :
اليوم لا تعجعلوا شبّاط في يومة الحادي والعشرين ينال منكم ..
أحرقوا الارض قبل ان يحركم
اسيلوا دمة قبل ان تسيل دمائكم
ياشعب تشرين الطيّب ، انزع عن لباس الطيبة مؤقتا ،، والباس لباس الحرب
فما كانوا ابائك هكذا ،، فقد كانوا طيبين ، فما حصدوا الا الموت ، وملابس الحرب في ادراجها !
يا ابناء وبنات وطن 30 تشرين انها رسالة علوّية مقدسة ـ تقول لكم لا حياة تستقيم بدون كرامة ،، ولا نضال بدون ان تسيل الدماء الطاهره لتروي وتطّهر هذه الارض من رجس الطغاه وترويها لسنيين الحرمان بالوفاء ..

كتبت هذه الكلمات في الخيال في :
شواطي جنوب مدينة الطير البيضاء / جنوب لبنان