المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دومينيك: السلطة باليمن تعزز علاقاتها بالإسلاميين لمواجهة سكان الجنوب والحوثيين


@ توفيق الحالمي @
2008-09-25, 03:23 PM
باريس – أ ف ب – لندن " عدن برس " : 25 – 9 – 2008
يرى خبراء دوليون أن الجهاديين استعادوا نشاطهم في اليمن بعدما أدت الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق إلى إضعافهم إن لم يكن إلى دحرهم في هذا البلد. واعتبر الخبراء ان الهجوم الذي شنته مجموعة مسلحة على السفارة الأمريكية في صنعاء في 17 سبتمبر واسفر عن سقوط 18 قتيلا، انما يؤشر إلى عودة الارهاب الاسلامي إلى اليمن بعدما بدا انه اضعف كثيرا في السنوات التي تلت اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. ويجد أتباع القاعدة في هذا البلد الشاسع والجبلي المحاذي للسعودية الذي تخرج بعض مناطقه عن سيطرة الدولة، الظروف الملائمة لاقامة ملاذ جديد لهم مع قيادة جديدة واكثر شبابا.

وقال جريجوري جونسن الأستاذ الأمريكي في جامعة برينستون انه «بين سبتمبر 2001 ونوفمبر 2003، توصلت الحكومة اليمنية بمساعدة أمريكية إلى اضعاف قيادة القاعدة في البلاد«. وتابع ان «نشاطات القاعدة في اليمن كانت محدودة جدا حتى فبراير 2006، لاسيما انه كان في وسع الشبان الراغبين في ذلك الذهاب إلى العراق للقتال«. وفي فبراير 2006 نجح 23 من قادة القاعدة في الفرار من سجن خاضع لاشراف اجهزة الاستخبارات في ظروف توحي بوجود تواطؤ داخلي، ما ادى إلى تعزيز صفوف القاعدة مجددا بجهاديين محنكين. وقال جونسن ان هؤلاء الفارين «عملوا على اعادة تشكيل البنية التحتية للتنظيم في اليمن وتلقوا مساعدة من العناصر العائدين من العراق« مضيفا «سجلت حالات عودة مقاتلين من العراق ولو انه من الصعب جدا تقدير عددها«. واعتبرت صحيفة «اراب نيوز« الصادرة في السعودية في افتتاحية في 20 سبتمبر ان هجوم السابع عشر من سبتمبر الذي كان الاعتداء الثاني على السفارة الامريكية في هذا البلد في غضون ستة اشهر، «يثبت انه بالرغم من جهود الحكومة، مازالت عناصر بمن فيهم عناصر القاعدة ينشطون في البلد ومازال في وسعهم تسديد ضربات أينما شاؤوا«. وقال الصحفي نبيل الصوفي رئيس تحرير موقع «نيوز يمن« الالكتروني، ان القاعدة تجد في اليمن «تربة خصبة لأيديولوجيتها لاسيما ان الدولة لا تسيطر على جميع مناطق البلاد القاحلة والجبلية حيث يمكنها اقامة معسكرات تدريب من دون ان يلاحظها أحد«. كما رأى الفرنسي دومينيك توما الاختصاصي في التطرف الإسلامي في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ان قرب اليمن من السعودية يلعب دورا في ذلك. وقال «ان كان اليمن اكتسب اليوم اهمية بالنسبة إلى المقاتلين، فهذا ناتج ايضا عن نجاح حملة القمع الشديدة التي جرت في السعودية. فقد انضم اليهم سعوديون عبروا هذه الحدود غير المضبوطة بشكل محكم. ثمة تقليديا روابط قبلية وعشائرية قوية بين البلدين«. كما يشير دومينيك توما وعدد من الخبراء في المنطقة إلى ان الحكومة اليمنية لا تعتبر ان الإسلاميين وحتى المتطرفين منهم يشكلون خطرا أساسيا عليها وانها فضلت مرارا عقد اتفاقات معهم على التصدي لهم بشكل مباشر. وقال دومينيك توما إن «السلطات اليمنية لطالما أعطت الأفضلية لعلاقاتها مع الإسلاميين ومع القبائل لتثبيت سلطتها من أجل التصدي للخطر الرئيسي الناتج عن سكان الجنوب ومواجهة الزيديين في الشمال - الحوثيين - «. وأشار جونسن إلى ان «الحكومة عقدت عدة اتفاقات مع أفراد ينتمون إلى القاعدة لإقناعهم بعدم شن هجمات داخل البلاد«.