المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس المكتب التنفيذي لملتقى أبناء الجنوب سعيد يافعي لـ(اليقين):


صقر المشألي
2012-01-25, 02:30 AM
رئيس المكتب التنفيذي لملتقى أبناء الجنوب سعيد يافعي لـ(اليقين):

أيها الأمريكان اقنعوا أخواننا الشماليين بالقضية الجنوبية!!

تحدث عن مقاطعة الجنوب للانتخابات الرئاسية..وعن تساهل الدولة مع بعض رجال الأعمال..وإهمالها للقوات البحرية.. وأدان أحداث العنف الأخيرة في عدن.. وعن دور موانئ دبي في ركود ميناء عدن..
رئيس المكتب التنفيذي لملتقى أبناء الجنوب سعيد يافعي لـ(اليقين):
انتخابات (21) فبراير استفتاء على زوال النظام
حاوره/عبدالله مصلح
* بداية ما موقفكم من المبادرة الخليجية؟
- المبادرة الخليجية جاءت في وقت كان اليمن بحاجة إليها؛ لأن الأوضاع كانت في مستوى من الانفجار، وكان يمكن أن تؤدي بالبلد إلى منزلق خطير جداً، ولكن للأسف أن هذه المبادرة لم تأخذ بعين الاعتبار مشاكل اليمن بشكل عام، وإنما عالجتها من منطلق ضيق جداً، وهو كيف يمكن أن يتم التآلف من خلالها بين النظام وأعضاء أحزاب اللقاء المشترك. فهي قاصرة إلى حد كبير لأنها لم تتطرق إلى المشاكل الكبرى في اليمن.
* ما هي هذه المشاكل الكبرى؟
- في مقدمتها القضية الجنوبية، وأيضاً قضية الحوثيين، وفي مقدمة كل ذلك قضية الشباب التي لم تتطرق لها المبادرة الخليجية.. والشباب هم الأساس والسبب في كل ما حدث منذ بداية 2011م.
* لكن المبادرة الخليجية تطرقت لهذه القضايا ودعت لمعالجتها في مؤتمر حوار وطني شامل؟
- هذا غير صحيح.. المبادرة لم تتطرق إطلاقاً وكذلك مجلس الأمن لم يتطرقوا بكلمة واحدة عن هذه القضايا، ولكن نتج عن المبادرة الخليجية الأساس أننا نحن أبناء الجنوب تحركنا على شكل واسع وأسسنا الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء وتحركنا بشكل واسع بين السفراء بدرجة أساسية، وأيضاً التقينا بجمال بن عمر والتقينا بمنظمات مدنية داخل صنعاء ومع منظمات أجنبية، فوصل صوتنا إلى هذه الجهات ونتج عنه –حسب اعتقادنا- أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية شملت تلك القضايا التي لم يتم ذكرها في المبادرة نفسها؛ فهي كما نقول (لحقة) ولكنها أيضاً جاءت في الوقت المناسب. ويعتمد الأمر الآن على كيف سيتم التعامل عند تنفيذ الآلية؛ إما أن تخرجنا من المشاكل التي يواجهها اليمن، أو أن تبقى الأمور عالقة.
* كيف وجدتم ردود أفعال السفراء الذين التقيتم بهم تجاه القضية الجنوبية؟
- تقريباً كل السفراء الذين التقينا بهم كانوا متفهمين تماماً. في البداية وجدنا صعوبة؛ لأن الانطباع الذي كان لديهم أن القضية الجنوبية ما هي إلا قضية مطالب حقوقية.. ضابط أُخرج من وظيفته وربما يعود.. قطعة أرض صغيرة تم الاستيلاء عليها وسيتم إعادتها.. فهكذا كانوا يفهمون القضية الجنوبية، لكنا عملنا بشكل واسع وأوضحنا لهم ما هي القضية الجنوبية.
* وما هو مفهومكم أنتم للقضية الجنوبية؟
- ما يطرحه أبناء الجنوب أن القضية الجنوبية هي قضية دولة.. القضية الجنوبية تختلف تماما عن قضية صعدة وعن القضايا الحقوقية في محافظات كالحديدة وتعز وغيرها.. الجنوب كان دولة مستقلة ذات سيادة وباعتراف المجتمع الدولي بشكل عام.
القضية الجنوبية أعمق مما يظن البعض، ولا يمكن لأي إنسان أن يتحسس عمق هذه القضية إلا إذا ذهب للجنوب؛ لأن الحديث عن القضية الجنوبية عن بُعد يعطي نزراً يسيراً من الانطباعات، ولكن الانطباع الحقيقي لا يتم إلا على أرض الواقع، وهذا ما نصحنا به السفراء وفعلاً أخذوا بنصيحتنا ونزلوا إلى عدن، وبسبب هذا النزول إلى عدن بدأ يتعمق فهمهم حول القضية الجنوبية، وبدأت آراؤهم تتغير، وأصبحت القضية الجنوبية تناقش بشكل جدي في كل اللقاءات التي يقومون بها.
* وماذا بعد هذه النقاشات الجديّة للقضية الجنوبية؟
- نحن أبناء الجنوب في صنعاء وجدنا أن هذا العام عام 2012م هو عام مصيري لليمن بشكل عام –شماله وجنوبه وشرقه وغربه- لأنه مع زوال النظام الذي حكم لمدة (33)عاما سيكون هناك نظام جديد، فعلى ماذا سيبنى هذا النظام؟ في 21 فبراير ستكون هناك انتخابات رئاسية، بعدها تبدأ الفترة الحاسمة.. سيكون هناك مؤتمر حوار وطني والذي من خلاله ستتضح الملامح الرئيسة للدستور الجديد الذي سيحدد مستقبل اليمن ونوع نظام الحكم القادم، برلماني أو رئاسي، وما هو موقع الجنوب في إطار هذا الدستور.
نحن أبناء الجنوب المقيمين في صنعاء- وغالبيتهم كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً- رأينا أن علينا واجب أن نُسمع المجتمع المحلي والدولي بأن هناك قضية جنوبية، وإنه ما لم تؤخذ القضية الجنوبية بجدية كاملة خلال هذا المؤتمر وعند صياغة الدستور فبالنتيجة أن الجنوب لن يرضى بما سيخرجون به، وإذا لم يعط الجنوب ما يرضيه في الدستور فسيستمر عدم الاستقرار.
* وما هو الذي يرضي الجنوب؟
- هناك توجه للحراك بالانفصال وعودتهم إلى دولة ذات استقلال كامل، وهناك توجه آخر يتبناه مؤتمر القاهرة وهو اتجاه الفيدرالية، ونحن في ملتقى صنعاء قررنا أن لا نأخذ بهذا الاتجاه أو ذاك، وإنما كيف يمكن أن نقرب فيما بينهم بحيث أنه يكون للجنوبيين مظلة واحدة مع تعدد آراء، وهو ذات الهدف من شعارنا ’’ حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وبما يرضي أبناء الجنوب’’ فالأخوة في الحراك يقولون أن الانفصال هو الذي يرضي أبناء الجنوب.. الأخوة الذين ينادون بالفيدرالية وهم جزء من الحراك يقولون أن الفيدرالية هي من ترضي أبناء الجنوب.. هناك ربما مجموعة رغم أنها ضئيلة جداً تنادي بحكم مركزي والاكتفاء بزيادة الصلاحيات للمحليات.
وكما صرحنا في أكثر من مناسبة: لسنا مع الحراك ولكنا لسنا ضده، ولسنا مع الفيدرالية ولكنا لسنا ضدها. فمهمتنا كيف نجعل أبناء الجنوب يتحاورون فيما بينهم ويفهمون بعضهم البعض.
* أنت الآن تتحدث عن آراء نخب سياسية سواء في الداخل أو في الخارج، بينما الشارع الجنوبي يكاد يختلف عن تلك الآراء؟
- نحن لا نتحدث عن نخب فقط، بل لدينا صلة قوية بالحراك في الجنوب. وطوال الفترة الماضية منذ بداية الستينات -وأعتقد أن نفس الشيء ينطبق على الشمال- أن الأمور كانت تملى على الشعب.. القيادة السياسية هي تقرر والشعب ينفذ، بينما المفترض أن يكون العكس أن الشعب يقرر والقيادة السياسية هي التي تنفذ. وفي النهاية وصلنا من خلال لقاءاتنا المتكررة وبالذات مع الإخوة في الحراك أنه مادام أنتم تقولون أن غالبية الشعب معكم فلماذا تخافون من الآراء الأخرى؟ مثل مالكم الحق أن تنزلوا في أوساط الشعب وتقنعوهم بأن الانفصال هو الخيار الأمثل.. إذاً، يحق لغيركم أيضاً أن ينزلوا للشعب ويقنعوه، وفي النهاية الشعب هو صاحب الكلمة الأخيرة، وهو الذي يختار من يمثله من خلال صناديق الاقتراع. فأصبح الآن لهذا قبول في أوساط الحراك وأنهم لن يفرضوا رأيهم على أحد، وإنما سيتركوا الكلمة الأخيرة للشعب.. وهذا ما لمسناه مؤخراً في ورشة العمل التي عقدناها في عدن لمدة يومين ودعينا في مختلف أُطر الحراك وأنصار الفيدرالية ومنظمات المجتمع المدني، وهناك ورشة أخرى ستعقبها في المكلا قريباً.
* ما موقفكم تجاه ما حدث في 13 يناير الجاري في عدن؟
- في أي دولة في العالم حين يكون هناك صراع بين أبناء الشعب ويرى هؤلاء المتصارعون ضرورة إنهاء الصراع فيما بينهم فالمفروض أن الدولة بكل وسائلها تساعدهم على لمّ الشمل؛ لأنها بهذا تحد من الكثير من المشاكل التي تواجهها في حالة استمرار مثل تلك الصراعات.. إلا عندنا في اليمن الناس يريدون أن يتصالحوا والدولة ترفض ذلك، بل تؤجج من الصراعات في المجتمع! فمثلا أحداث عدن الأخيرة كانت ردة الفعل مبالغة جداً من قبل الأجهزة الأمنية، مع العلم أن مسؤولي الفعالية اتصلوا بي قبل الفعالية وأكدوا أنهم رتبوا مع مدير الأمن في عدن واتفقوا على إقامة الفعالية وفي مكان محدد في ساحة العروض (الاستقبال) وأنهم حصلوا على موافقة مشروطة بإقامة الفعالية دون إقامة المخيمات الدائمة وهم وافقوا على ذلك.. وبالفعل استمرت الفعالية بشكل جيد حتى وقت الظهر وذهب البعض للصلاة ولتناول الغداء، وحينما عادوا لمواصلة الفعالية قامت قوات الأمن بمختلف فروعها -حتى يقال مشاركة بعض وحدات الجيش- بإطلاق النار عليهم! ولك أن تتخيل: ناس غير مسلحين رغم أن عدن يحيط بها قبائل مسلحة كصنعاء، أناس جاؤوا للاحتفال بمناسبة العيد السادس للتصالح والتسامح، ويبدأ أفراد الأمن بإطلاق النار المباشر! فهذا يدفع بالمعتدلين تجاه الوحدة إلى اتجاه الانفصال.
* برأيك ما هو الهدف من ذلك؟
- الهدف هو دفع الناس إلى عدم الاستقرار، وعدم إعطاء حكومة الوفاق الفرصة للتركيز على الأشياء الأساسية كالخدمات وكيف تعيد ثقة الناس بالدولة، فكان لا بد من إرباكها.
* ما صحة ما يقال عن مقاطعة أبناء الجنوب للانتخابات الرئاسية القادمة؟ بل أن البعض في الجنوب يدعون لعرقلتها؟
- هناك رأي قوي جداً ضد المشاركة في الانتخابات الرئاسية لسبب وحيد وهو لكي لا يؤخذ بأن هذه مباركة للاستمرار في إطار الوضع الحالي دون الأخذ بعين الاعتبار القضية الجنوبية. وليس السبب متعلقاً برفض الأخ عبدربه منصور.. مع العلم أنه استفز الكثيرين من أبناء الجنوب في أول تصريح له حينما قال أن المبادرة ألغت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالجنوب، وهذا ما نفاه نفيا قاطعاً كثير من القانونيين الذين تحدثنا معهم. الأخ عبدربه منصور محل تقدير، ونحن حاولنا نشرح لهم أن الانتخابات في 21 فبراير ليست انتخابات أساسا بل هي استفتاء، وهي ليست استفتاء على عبدربه منصور بقدر ما هي استفتاء بزوال نظام سابق وانتهاء مرحلة. ولكن الأمور لا زالت في أخذ ورد.
* كيف تنظر إلى مستقبل الجنوب بعد 21 فبراير القادم؟
- بعد 21 فبراير يأتي الحوار الوطني.. ولكن للأسف أن الحكومة لا تزال حتى الآن متأخرة في خطواتها؛ فالآلية التنفيذية تؤكد أنه بعد تشكيل الحكومة بأسبوعين على حد أعلى فإنها تشكل لجنة للتواصل ولجنة للتفسير.. وحتى الآن لم تشكل، وإلى الآن لا يوجد رؤية لدى أي طرف، سواء حكومة الوفاق أو الأحزاب منفردة، ما هي أسس الحوار الوطني؟ وما هي مواضيعه؟ وكيف سينظم؟ فهذه لا إجابات عليها، والوقت يمضي. وهذه كانت من مهمة لجنة التواصل التي لم يتم تشكيلها.وحتى أن السفراء الأوربيين مستائين لعدم تشكيلها، وهذا ما لمسناه حلال لقاءاتنا بهم، لأن هذه اللجنة هي الأساس لوضع أسس الحوار.
* نفهم من كلامك أن الجنوبيين سيشاركون في مؤتمر الحوار القادم؟
- أي حوار؟ إلى الآن لم تتشكل ملامح الحوار بسبب تأخير تشكيل هذه اللجان! ثم إن الإخوة في الجنوب يرون أنه إذا كان الحوار سيتم حول القضية الجنوبية في دائرة مستديرة مع مختلف المواضيع الأخرى فإنهم لن يشاركوا في هذا الحوار على الإطلاق؛ لأن القضية الجنوبية قضية منفصلة وتختلف عن القضايا الأخرى، لا بد من تحديد جلسات خاصة بها، فإذا رفض هذا الطلب فيعني رفض المشاركة في الحوار. الشيء الآخر: مع من سيتحاور الجنوبيون؟ هل جنوبي يحاور جنوبي! والخوف أن هذه قد تكون إحدى خطط أحزاب اللقاء المشترك وربما المؤتمر.. فأي شخص أو جهة ترفض الحوار فقد يقال له من أنت؟ أنت لا تمثل الجنوب. وقد تدعو بعض الأحزاب فروعها في الجنوب وتتحاور معهم باعتبارهم جنوبيين، فكيف يتحاور حزب مع فرعه؟!
وأنا طرحت هذه القضية أثناء لقاءاتي بالسفراء الأوربيين والغربيين، وقلت لهم أن الحوار يعتمد على ردة فعل إخواننا في الشمال، وليس على الآراء المطروحة في الجنوب فحسب؛ لأن أبناء الجنوب يقولون: نحن عشنا عشرين سنة من الكذب؛ فلا توجد ثقة. والآن يريدون أن يلمسوا تغييرا على الواقع خلال هذه السنتين القادمتين؛ فإذا وجدوا أنها نفس الأفكار والتوجهات فهم الذين سيقودون الجنوبيين إلى خيار وحيد وهو الانفصال، لكن إذا وجد الجنوبيون نوعا من التفهم وأن الوضع اختلف وأن الناس لديهم استعداد للاستماع لهم ولقضيتهم فأنا أعتقد أن الأمور قد تتغير.
* ماذا عن علاقتكم كملتقى أبناء الجنوب ببقية مكونات الحراك الجنوبي وبمعارضة الخارج وأيضا علاقتكم بالأحزاب السياسية؟
- نحن في جماعة صنعاء أردنا أن نكون ملتقى للجميع، وليس فقط للذين يتواجدون في صنعاء.. علما أن ملتقانا يشمل أعضاء من كافة الأحزاب السياسية، وأيضا معنا من يريد الانفصال ومن يريد الفيدرالية ومن يريد الحكم المحلي واسع الصلاحية. على هذا الأساس قلنا أن علاقتنا بالخارج سواء كانت مجموعة بروكسل التي يقودها الأخ علي سالم البيض أو مجموعة القاهرة التي يقودها الأخ علي ناصر محمد وحيدر العطاس هي علاقة تواصل ولكن ليست علاقة تفاهم كامل، فنحن رفضنا الحضور لملتقى القاهرة بشكل رسمي لأننا اشترطنا بعض الشروط فلم يستجيبوا لها.
* ما هي هذه الشروط؟
- قلنا لهم قبل أن نحضر لا بد أن تكون هناك لجنة تحضيرية لأي مؤتمر لتحديد المواضيع والمخرجات ، فنحن لسنا مستعدين أن نحضر مؤتمراً قد تم التجهيز له ونرفع أيدينا للموافقة فقط. والشرط الآخر هو أن يشمل أي مؤتمر كل الأطر الجنوبية.. واتخذنا نفس القرار بالنسبة لاجتماع بروكسل لأنه كان لهم رؤى محددة ولا يريدون إلا من يتفق معهم حولها.
ورغم عدم حضورنا لمؤتمر القاهرة إلا أن البعض من الملتقى حضروا بصفتهم الشخصية.. والحقيقة كان لهم تأثير كبير حتى أنه غيّر مجرى الأمور في لقاء القاهرة الأخير -بما فيها شعار اللقاء- بأنه أعطى للشعب الحق في تحديد ما يريد. فعلاقتنا جيدة ومفتوحة مع كل الاتجاهات وهذا ما يتميز به ملتقانا.
* لكن البعض اتهمكم بأنكم أدوات للنظام وتبحثون عن سلطة؟
- صحيح، هذا في بداية التأسيس؛ لأنها كانت مفاجأة للجميع سواء للحراك في الجنوب ومفاجأة للمعارضة في الخارج.. حتى أن كل مؤتمراتهم التي عقدت جاءت بعد تأسيس الملتقى في صنعاء. فالبعض كان يعتقدنا أدوات للنظام، أو في الجانب الآخر أن لنا طموحات سياسية كأفراد ونسحب البساط من تحتهم، ولكن الحمد لله الآن وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها موقفنا واضحا لدى الجنوب ومقبولين لدى كل الأطراف. وواجهتنا في الحقيقة مشكلة إضافية في ذلك الوقت أن بعض إخواننا قاموا بتأسيس تجمع آخر في صنعاء معظمهم من الأمن السياسي –تجمع الجنوبيين- واتضح لنا مؤخرا بالصدفة أنهم قد حددوا لهم مساراً ولديهم جريدة وأسسوا حزباً، وهم أكثر الناس قربا من السلطة لأنهم ضد تقرير المصير.. وكانوا يشتغلوا بسرية ويعطوا انطباعاً في الجنوب بأننا وإياهم متفقين، ولكن الناس عرفوا الحقيقة أخيراً. وصلنا وفد من الحراك وكان لنا حوار طويل معهم، والتقينا بحسن باعوم وشرحت له أهدافنا وأننا لم نأتِ لنحلّ محلّ أحد على الإطلاق وإنما كيف نخدم القضية الجنوبية وكيف نجنب هذا الشعب المزيد من الكوارث.
* في حالة عرقلة الانتخابات بحجة أن الأوضاع الأمنية لا تسمح بإجرائها، فما تأثير ذلك على البلد بشكل عام وعلى القضية الجنوبية؟
- لا أعتقد أن الانتخابات ستعرقل لأن الجمهورية كلها دائرة واحدة، وفي النهاية حتى لو خرج عبدربه لوحده ورمى بورقة سيصبح رئيساً.
وهذه الخلافات حول الحصانة وغيرها نوع من المسرحية.. ناس يريدون أن يعبروا عن آرائهم ويعرف الناس أنهم أخذوا موقفاً، لكن في النهاية سوف تقام الانتخابات لأن وراءها المجتمع الدولي بكامله.
* يلاحظ مؤخرا أن الجنوب تحول إلى ساحة معارك سواء بين القاعدة والجيش أو بين الأمن السياسي والأمن القومي، كيف تفسر ذلك؟
- الكثير يعتقدون أن هذه مخطط لها منذ فترة، وأن من أهداف هذا المخطط أن يوحي للعالم الخارجي وبالذات أمريكا والاتحاد الأوربي أنه إذا انفصل الجنوب فأنتم في مشكلة كبيرة جداً؛ لأنه سيتحول إلى بؤرة للقاعدة، والمياه الهامة جداً من باب المندب وحتى قريب من مضيق هرمز هي في الجنوب، وإذا سيطرت القاعدة على هذه المنطقة فهذا يعني أن حرية الملاحة ستنتهي في هذه المنطقة والنتائج الاقتصادية ستكون كارثية. لكن إخواننا في الجنوب متنبهون لهذا الشيء وهم على ثقة أنهم إذا حصلوا على الاستقلال فإن هذه الشوائب كلها ستنتهي. لأنه إذا لاحظت أن الكثير من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالقاعدة هم من خارج المحافظات الجنوبية سواء كانوا من الخارج كباكستان ومصر والمغرب وغيرها أو من المحافظات الشمالية كمأرب والجوف وغيرها.
* يعني لا يوجد أحد في القاعدة من أبناء المحافظات الجنوبية؟
- بالتأكيد هناك شباب مندفعون، لكن القيادات والمفكرين والمخططين الغالبية العظمى منهم ليسوا من المحافظات الجنوبية.
* ما الذي يحدث في أبين وفي رداع من وجهة نظرك؟
- الذي يحدث في أبين كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. سلّمت لهم المعسكرات والأسلحة؛ وعندما ينسحب الأمن المركزي من معسكره دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة ويترك كافة معداته داخلها فماذا يعني هذا؟! العسكري على الأقل يقاتل حتى تنتهي ذخيرته ثم يستسلم! وقد ينطبق هذا على ما حصل في رداع مؤخراً.
* ننتقل لقضايا البحر.. كخبير بحري ووزير نقل سابق، ما تقييمك لنشاطات مينائي عدن والحديدة؟
- الموانئ مرتبطة بالنشاط الاقتصادي لأي بلد؛ إذا هناك نشاط فالموانئ تنشط، والعكس صحيح.. وهذا يخص ميناء الحديدة بدرجة أساسية؛ لأن ميناء الحديدة ميناء استيراد وتصدير وليس ميناء خدمات، فإذا كان هناك طلب على البضائع وتصدير سوف ينشط الميناء. بالنسبة لميناء عدن يختلف أنه ميناء خدمات وأيضاً استيراد وتصدير، وهذا يعني أن ميناء عدن يتأثر بالركود الاقتصادي فيما يخص الاستيراد والتصدير، لكن المفترض أنه لا يتأثر في الجانب الخدمي إذا كان هناك إدارة جيدة؛ لأن موقعه الاستراتيجي وشكله الطبيعي من ناحية الحماية الطبيعية والأعماق المتوفرة فيه وقربه من خط الملاحة الدولية.. كل هذه تؤهله لأن يعود كما كان أحد الموانئ الرائدة في العالم. لكن أولا الاتفاقية التي أبرموها مع موانئ دبي لم تحقق ما كان مرجوا منها بشكل عام، وأقصد هنا عودة نشاط ميناء عدن، لكن تفاصيل الاتفاقية حتى الآن لا أحد يعلمها سوى من أبرمها.
* البعض يرى أن موانئ دبي تعمل على إضعاف دور ميناء عدن لصالح استمرار نشاط ميناء دبي والمنطقة الحرة بدبي؟
- هناك منطق لدى من يقول ذلك؛ لأنه عندما أعلن أن ميناء عدن بعد الوحدة مباشرة سيصبح منطقة حرةسمعنا أنه كان هناك انزعاج كبير في ميناء دبي، كويف سيؤثر ميناء عدن على ميناء دبي؛ لأن موقع ميناء عدن أفضل بكثير من ميناء دبي في تجارة الترانزيت.. يعني السفينة تمر على بعد (4 ميل بحري) وعندما تمر على عدن تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات ، وعندما تذهب إلى دبي تستغرق يومين ثلاثة أيام!! والسفن بالذات الحديثة منها تكاليفها لا تقل عن (20-30 ألف دولار) في اليوم الواحد، وتكلفة العملاقة (50 ألف دولار وأكثر) وبالتالي من الطبيعي أن يحظى ميناء عدن بتفضيل هذه الشركات، وهذا بالطبع ليس لصالح ميناء دبي.
الشيء الثاني أن الاتفاقية بين بلادنا وموانئ دبي تقضي بأن أي تطوير لميناء عدن لا بد أن تتحمل تكاليفه الدولتين بالتناصف.. ومعروف أن بلادنا ليس لديها إمكانيات؛ فمثلا ممكن يقول مسؤولو موانئ دبي أنهم بحاجة إلى رافعتين للحاويات قيمتهما (50 مليون دولار مثلاً) فمن أين لليمن نصف هذا المبلغ؟ يعني المبرر الدائم لموانئ دبي أن اليمن لم تقدر على دفع المبالغ التي عليها!! فهذا خطأ كبير.
الشيء الآخر الذي يضع علامة استفهام كبيرة، هو أنه على بعد (150 ميل بحري) من عدن قامت نفس الشركة –موانئ دبي-باستثمار أكثر من (450 مليون دولار) في المرحلة الأولى من إنشاء ميناء جديد في جيبوتي، وهي الآن تنفق سنويا عشرات الملايين من الدولارات على تطوير هذا الميناء؛ فإذا كانت نواياهم حسنة في تطوير ميناء عدن فلماذا ينفقون هذه المبالغ في جيبوتي؟!! ثم إن هذا يعني أن ميناء عدن أصبح محاصرا من الجانبين (دبي وجيبوتي) وهو نائم في الوسط!
* وماذا عن استثمار القطاع الخاص المحلي في المياه اليمنية؟
- عندما كنت وزيرا للنقل كنت أول من أقنع القطاع الخاص بالاستثمار في ميناء عدن ودخلنا في اتفاقية مع مجموعة هائل وبنوا رصيفاً وصوامع غلال في ميناء عدن، باتفاقية محكمة وبشروط 100% لصالح الدولة. فجاءت بعض البيوت التجارية من الشمال وذهبوا عند الأخ الرئيس وقالوا له: القبطان سعيد باع ميناء عدن لمجموعة هائل، فدعاني الرئيس وسألني عن ذلك، فقلت له: أولا الاتفاقية ليست سرية وبإمكانك أن تعرضها على قانونيين وخبراء، والشيء الثاني لو فلان وفلان جاؤوا إلى عندك وقالوا لك ذلك فأنا مستعد اليوم أن أوقع معهم على اتفاقية مماثلة وبشروط أفضل.. ولكن لم يوافقوا على ذلك؛ لأنهم لا يريدون القيام بأي عمل، بل أن أحد رجال الأعمال هؤلاء أخذ مساحة كبيرة في ميناء المعلا في عام 2002م وقام بتسويرها لغرض الاستثمار وبناء صوامع غلال فيها، ولكن حتى اليوم لم يعمل فيها شيئاً؛ فلا هو استثمرها ولا هو تخلى عنها ليستثمرها غيره!!
* كيف تنظر إلى التنافس العسكري الخارجي في المياه اليمنية؟
- كما يقول المثل الشعبي ’’المال السائب يعلم السرقة’’.. خليج عدن، والذي يخلط كثيرون بينه وبين البحر العربي؛ لأن خليج عدن يمتد من باب المندب إلى سقطرة، وهذه المساحة معترف بها دوليا بموجب اتفاقيات دولية موقعة.
فمثلا إيران تقاتل في اسم الخليج العربي وتصر على أنه الخليج الفارسي، ونحن لدينا خليج عدن ونصرّ على أن نسميه البحر العربي، وهذا –للأسف- موجود في كثير من أدبياتنا وفي الخطاب الرسمي والإعلامي وغيره.
على كل حال، المنطقة هذه حمايتها في منتهى السهولة إذا أعطيت إمكانيات للدول المطلة عليه، وهذا طرحته على الأمريكان وغيرهم.. قلنا لهم: الآن الأساطيل البحرية من أكثر أنواع السفن كلفة؛ فهو يكلف عشرات ومئات الملايين، ولو تعطونا نسبة بسيطة من هذه المبالغ التي تصرفونها لنشتري بها سفناً حربية وزوارق سريعة ونطور خفر السواحل والبحرية اليمنية، فنحن نقدر على القيام بحماية المياه أفضل منكم بعشرات الأضعاف. لكن الذي يريدونه هم هو التواجد في المياه، وما هذه القرصنة إلا ذريعة ومبرراً لتواجدهم في المياه.. وحتى الآن لم يستطيعوا القضاء على القرصنة!! الشيء الآخر أن دولتنا الحكيمة لا تزال تفكر بالعقلية الجبلية، وما دخل إلى أذهانهم أن الجمهورية اليمنية ما هي إلا شريط ساحلي عمقه محدود! لكنها ممتدة لمسافة طويلة جداً، يقال أنها حوالي أكثر من (2000 كلم) لأنه لم يحدد بالضبط. والغريب أن الدولة تصرف مبالغ خيالية على القوات البرية والقوات الجوية وبالمقابل تهمل إهمالاً كاملاً القوات البحرية، مع أنه يفترض أن تكون أساس قواتنا قوات بحرية ثم الجوية؛ لأننا قد حددنا حدودنا البرية ولا توجد لدينا مشاكل مع أي دولة، وهذا يعني أن حاجتنا للقوات البرية محدودة جداً.. لكن القوات البحرية ضرورة هامة؛ فنحن طرف في مجموعة كبيرة من الاتفاقيات الدولية، وهذه الاتفاقيات تتطلب مننا إجراءات لحماية الملاحة الدولية وحماية البيئة البحرية بما هو محدد في هذه الاتفاقيات الموقعة. ولكن للأسف نحن نوقع على اتفاقيات ثم ندخلها الدرج وننسى التزاماتنا في ذلك، مع أن هذه الاتفاقيات تتضمن حقوقاً لنا، بالإضافة أن لدينا ثروة سمكية محترمة جداً، لكن لا أحد يهتم بذلك.
* ختاماً هل من رسالة تود توجيهها؟
- رسالتي للأمريكان وقد طرحتها لهم أثناء لقائي بهم، وقلت لهم: أنتم يا أمريكان.. نحن الجنوبيين نعتبركم أصدقاءنا، وإخواننا في الشمال يعتبرونكم أصدقاءهم. نحن عندما نتحاور معهم في بعض الأمور يجدون صعوبة في تقبل ما نطرحه، لكن نطلب منكم من أجل مصلحة اليمن بدرجة أساسية أن توصلوا إليهم أن هناك قضية جنوبية قوية جدا لن تنزاح من الوجود ما لم تحل حلا صحيحا، وأنه بقدر ما الجنوبيين مسؤولين عن حل القضية الجنوبية فإن الشماليين وبنفس القدر وربما أكثر ملزمون بحلها أيضا.
فالمطلوب من إخواننا الشماليين في المواقع المؤثرة أن يفهموا أنه ما لم تحل القضية الجنوبية حلا عادلا وبما يرضي أبناء الجنوب فإن اليمن لن يرى استقراراً.. ونحن بأمس الحاجة إلى استقرار؛ لأنه بدون الاستقرار لا تنمية ولا أمن.

صقر المشألي
2012-01-25, 02:34 AM
اقرئوا هذا اللقاء ورد لي خبر هل كان القبطان سعيد يافعي منصف في طرحه للقضية الجنوبيه او متحيز لطرف ما

عمقيان
2012-01-25, 03:15 AM
الراجح ان الجنوبيين في صنعاء هم من سيرجح كفة اي خيار بالنسبة للجنوب . ويتضح من المقابلة انهم اقرب الى خيار الفيدرالية دون شروط .

اوراس شمسان
2012-01-25, 04:27 AM
ما يقوم به ملتقى ابناء الجنوب في صنعاء شيء مهم جدا للغاية في خدمة القضية الجنوبية
نرجوا من الجميع تشجيعهم على هذا الموقف الشجاع ...لا تنسوا ان اغلب منتمي هذا الملتقى هم من الكوادر الجنوبية المؤهلة تأهيل عالي جدا (حملة الشهادات العلياء) وموقفهم هذا هو مبدأي وقناعة منهم وليس كما يحاول الإصلاح تشويههم بانهم يتبعون النظام ....على ابناء الجنوب كافة ان يشجعوا اي جنوبي في اي مكان يعلن اي موقف ايجابي لصالح قضيتنا...

احمد العدني
2012-01-25, 09:38 AM
القبطان سعيد يافعي رجل مشهود له بالكفاءة والنزاهة ونظافة اليد ،وانحيازه الى قضية شعبه في الجنوب ومن خلال المقابلة الصحفية معه يتضح دوره المحوري في تجميع ابناء الجنوب في صنعاء ،حول القضية الجنوبية من ناحية، ودوره في التحرك مع البعثات الدبلوماسية لتبصيرها حول القضية الجنوبية ،وعلى الحراك الجنوبي ان يشجع هذا العمل ،لانه يصب في مصلحته ويسد النقص في نشاطة خصوصا دبلوماسيا .

هداف المنتخب -
2012-01-25, 09:45 AM
هولاء من يرجح كفة الحراك الجنوبي

البيض لم يلتقي بأي سفير منذ ظهوره

في ناس تشتغل خلف الكواليس ولا يعرفون الاعتكاف والحنق .... يستحقون الزعامه

ياسر السرحي
2012-01-25, 09:52 AM
كلام قروش ونريده يتدخل اكثر واكثر فأننا بحاجة لمخاطبة الغرب بمثل هذه الطرق