المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشف مراسلات سعودية- يمنية قبل توقيع الخليجية : عبد الخالق الحود


صقر الجزيرة
2012-01-04, 07:01 PM
تقرير: عبد الخالق الحود


كشف مراسلات سعودية- يمنية قبل توقيع الخليجية تقرير :عبد الخالق الحودضلت العلاقات اليمنية السعودية محكومة بعوامل جيوساسية ومصالح معقدة متشعبة الرؤوس متشابكة حد التداخل, تفتر وتشتد تبعا للمتغيرات والمواقف والضر وف التي ما لبثت تعصف باليمن بين صراعات داخلية وتجاذبات وولاءات دولية أبان الحرب الباردة وبعدها ألقت بضلالها على حقبة طويلة من الزمن كانت تحددها تلك الولاءات والتحالفات .غير أن مفردة احتياج اليمن الدائم للملكة كان ولازال هو العامل الأبرز والمحدد لمدى التبعية الكاملة أو المجتزأة على قاعدة "من يأكل من صحن الحاكم يضرب بسيفه " وقد أثبتت الأزمة الأخيرة التي عصفت باليمن أن السعودية أصبحت الآن هي اللاعب الأول بساحتها وبيدها الكرة في شقي الملعب وطوله وعرضه تقلبه كيف تشاء . حصلت صحيفة الأمناء على مجموعة من الوثائق تبين تبادلات استخبارية ومعلومات سرية جرت بين الطرفين تظهر مازعمناه في المقدمة من قوة الدور السعودي وتأثيره على المشهد اليمني في الداخل فقد بينت الوثيقة الأولى وجود معلومات تتلخص في اكتشاف السعودية أنها ضُللت من قبل المخبرين اليمنين المتعاطفين مع الثورة والذين تم تجنيدهم لنقل مايدور دون تحيز الاانهم وبحسب هذه الوثائق قد اوصلوا معلومات مغلوطة تخدم الثورة وجاء فيها نصا :" اضطرت السعودية بعد مدة من الاعتماد عليهم لإلقاء كل المعلومات التي وردتها إلى سلة المهملات. وبمراجعة شاملة للمعلومات تبين أن هذا التضليل هو الغالب على الصورة التي لدى السعودية بسبب كثرة المخبرين المضللين.و بمقارنة هذه المعلومات مع الصورة التي تنقلها السلطات اليمنية بشكل رسمي للسعودية تبين أن الأخيرة أكثر تماسكا وانسجاما وأدعى للتصديق من تقارير المخبرين الذين جندتهم السعودية.وعند مناقشة المشكلة مع رئيس الاستخبارات اعترف بأن تجنيد مخبرين جدد سيستغرق وقتا طويلا والظروف لا تسمح بالانتظار ولا مفر من البحث عن وسيلة أخرى لمعرفة ما يجري في اليمن. ولم يكن هناك خيار أمام السعودية سوى القبول بالمعلومات الواردة من طرف السلطات اليمنية. وتم تبني البرنامج الذي تطرحه السلطات اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح بصفته أقرب للواقع وأسرع حسما.كان هذا التبرير المقدم من رئيس المخابرات حول المعلومات التي وصفت بالمضللة وان المملكة سوف تعتمد على المعلومات والتقارير التي تردها من الطرف الرسمي اليمني وتبين قراءة لتعقيدات الوضع الداخلي اليمني وطرق حلها : .وينقسم التقرير الى جزئين الأول يستعرض الواقع الحالي والثاني تصور لحسم للمشكلة بثمان نقاط تتلخص كما جاء بالوثائق ونوردها كما جاءت برغم احتوائها على كثير من الأخطاء والترابط في بعض العبارات :"تقرير علي صالح للمرحلة الذي قدمة للسعودية 1.التجويع والحرمان من الوقود والخدمات والغذاء نفع في إنهاك الثوار والحد من قدراتهم اللوجستية في مواجهة السلطة وصار ينخر في معنويات البعض وقناعتهم بالتوجه السلمي. وبدأت بعض مناطق اليمن تعاني من بدايات مجاعة وتدمرت محاصيل ضخمة بسبب غياب الوقود.2.في المقابل تمتع القوات الموالية لصالح -رغم مواجهتها لأغلبية الشعب- باسترخاء براحة ومعنويات عالية واستعداد قوي للقمع وجاهزية للقتل وذلك بسبب الدعم غير المحدود من قبل السعودية عسكريا ولوجستيا للمقاتلين والدعم المالي والوقود وحتى الأغذية لأقاربهم وأهليهم وقبائلهم.3.رغم انتشار الثورة أفقيا لكنها تفتقر لقيادات حاسمة تستثمر هذه الروح الثورية الضخمة وحسب تقدير الحكومة اليمنية فإن الثوار لن يتمكنوا حتى بعد الاستفزاز بالقتل في إعلان قيادات مستقلة بسبب توزع الشخصيات المؤثرة بين الحكومة وما يسمى باللقاء المشترك.4.المعارضة الرسمية المسماة باللقاء المشترك أدت دورها جيدا في تشتيت الثورة وإضعاف المعنويات. وطبقا لتقدير الحكومة اليمنية فإن بقاء العلاقات الجيدة بين اللقاء المشترك والحكومة السعودية أفاد النظام اليمني كثيرا بإبراز اللقاء المشترك بصفته ممثل الثورة والمؤهل بالتعامل مع المبادرات.5.تقدر السلطات اليمنية أن الثوار سوف يستمرون في الخيار السلمي مراهنين على أن القوات التي مع صالح لن تستطيع أن تقتل للأبد. وقد نجحت السلطات اليمنية مستعينة باللقاء المشترك في تشجيع الثوار على الخيار السلمي من أجل أن يكون القتل من جهة واحدة. ورغم المحاولات المسلحة المحدودة من قبل بعض القبائل وفصائل عسكرية منشقة فإن النسق العام سلمي وسيبقى سلميا حسب تقدير السلطات اليمنية.6.رغم قوة الثورة في اليمن فالإعلام العالمي والعربي مشغول بسوريا وليبيا ومصر وأحداث أخرى وتحولت مسيرات اليمن إلى روتين غير مثير مقارنة بالتطورات المثيرة في أماكن أخرى. هذا فضلا عن أن موقع اليمن وإمكاناتها لا تجعلها بلدا يشد الانتباه كثيرا.7.القوى الغربية وخاصة أمريكا تخشى بقوة من انتصار الثورة بسبب الخوف من استثمار قاعدة اليمن للوضع الجديد ولذلك نجح علي صالح في إقناع أمريكا أن من مصلحتها فشل الثورة واستعادة السلطة اليمنية لسلطتها أو على الأقل أي درجة تسمح بالتعاون مع أمريكا في ضرب القاعدة.8.التيارات المسلحة المحسوبة على القاعدة تمكنت من التوسع خلال فترة الثورة وطرحها بالعودة للشريعة والتعامل مع علي صالح بالسلاح بدأ يلقى قبولا في الأوساط اليمنية بعد أن تبين أن الأسلوب الثوري السلمي الحالي لم يتغير من الواقع شيئا.خطة الرئيس التي وافقت عليها السعوديةبما أن العالم مشغول بأحداث سوريا وليبيا وغيرها، ويـُخشى أن تحسم الثورة في سوريا ويعود التركيز لليمن،وبما أن الغرب يعتبر القضاء على القاعدة أولوية على الثورة ويـُخشى أن تتغير حسابات الغرب إذا لم يحسم الأمر،وبما أن القوات اليمنية التابعة للسلطة متفوقة عسكريا ولوجستيا وجاهزية ويـُخشى أن يزول هذا التفوق اذا طال الأمد،وبما أن الثورة عجزت عن ترميز قيادة تستمثر هذا المد الثوري ويخشى إن لم تقمع الثورة أن تظهر القيادات المؤهلة،وبما أن إطالة الانتظار قد يدفع الثوار للتنازل عن الخيار السلمي إلى الخيار المسلح،فإنه لا بد من التعجيل باستخدام أقصى ما يمكن من القوة لإرهاب المتظاهرين وإجبارهم على التراجع والتفكك والتخلي عن التظاهر ومن ثم السيطرة ميدانيا على كل المدن الكبرى بنقاط تفتيش وحواجز دائمة. وينص البرنامج على أن يكون التحول في مستوى القتل سريعا ومرعبا للمتظاهرين ومربكا لهم قبل أن يتمكنوا من ترتيب صفوفهم وقبل أن تتوفر لهم الفرصة في الخيار العسكري.داخليا اذا ما تمت هذه الخطة بخطوات سريعة حاسمة فلن يكون بمقدار الثوار تجميع صفوفهم ولا استدراك اوضاعهم وتلميع قيادة تناسب المرحلة وبذلك يمكن كسب المعركة داخليا.ورقة القاعدة هي الأضمن دائما :خارجيا الوقت الآن مثالي لتحرك قمعي هائل وسريع لأن الإعلام العالمي منشغل بسوريا وغيرها وأمريكا حريصة جدا للقضاء على القاعدة قبل أن تستفيد من ظروف الثورة.وكان العرض اليمني مقنعا للسعودية التي باركت الخطة ودعمتها وتعهدت بكل ما يمكن أن يقويها ويعجل بنجاحها وخاصة في استمرار الدعم العسكري واللوجستي واستغلال نفوذها في اللقاء المشترك لإجبار الثوار على التراجع.وكان علي صالح قد حصل على الضوء الأخضر من الأمريكان وتعهد منهم بعدم الضغط عليه إن كان استخدامه للقوة المفرطة هو لأجل احتواء الوضع ومنع القاعدة من التوسع."وتدعيما لهذه المعلومات التي نشرت جاءت وثائق سربها موقع ويكلكس مطابقةو تظهر وثائق «ويكيليكس» الصادرة عن السفارة الأميركية في الرياض أن إصرار السعودية على دعم الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، رغم اعترافها بضعفه وفساده، لم يكن ينفصل عن وجود مجموعة من الهواجس التي تتحكّم في مقاربة المسؤولين السعوديين للملف اليمني، ولا سيما المخاوف من تنظيم القاعدة والحوثيينالخوف السعودي من التمدد الحوثي يبدو المسؤولون السعوديون في وثائق ويكيليكس حاسمين في موقفهم من اليمن، يخشون من تأثيرات مشاكله على بلادهم، وتحديداً الحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة على مقربة من حدودهم، وتنظيم القاعدة بوصفه أكبر تهديد خارجي يتربّص بالسعودية. كذلك لا يخفي السعوديون اقتناعهم بفساد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وضعفه، إلى جانب غياب القدرة لديه على السيطرة على البلاد، محوّلاً إياهاً إلى دولة فاشلة، وخطيرةً جداً. لكن رغم ذلك تصر السعودية على التمسك بوجوده، خوفاً من الفراغ الذي قد يمثّله غيابهمحمد بن نايف :لهولبروك :مشكلة لدينا اسمها اليمن.) وتظهر الوثيقةالمؤرخة في تشرين الأول 2009، أن مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف، خلال لقائه عدداً من المسؤولين الأميركيّين، حدد ثلاثة تهديدات تواجه السعودية، في مقدمتها اليمن، بوصفه «دولة خطيرة، وفاشلة» يشبه أفغانستان من حيث السماح لجماعات القاعدة بالتجمع، وإمكان أن يصبح قاعدتها العملية.وبعدما رأى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «ليس القائد الأفضل، بعد 30 عاماً من السلطة»، لفت إلى أن إزالته، «إن من خلال الأسباب الطبيعية أو التمرد، ستخلّف فراغاً سيضعف اليمن أكثر».ولم يفصل محمد بن نايف بين الضغوط التي يتعرض لها تنظيم القاعدة في أفغانستان، وتأثيراته في اليمن، بعدما رأى أن «الانفتاح على طالبان في أفغانستان كان مفيداً بعدما جعل قادة القاعدة عصبيين، وغير متيقّنين من أنهم قد يتعرضون للخيانة، لكن هذا الأمر سيجعلهم أكثر قابلية للبحث عن جنة آمنة في اليمن».ومن هذا المنطلق، أوضح محمد بن نايف أن الحكومة السعودية تستخدم مواردها المالية لتحظى بدعم القبائل اليمنية من خلال برامج العمل العام، وخصوصاً بوصفها طريقة للحد من الفوضى على طول الحدود السعودية اليمنية.هذه المعطيات لا يمكن فصلها عمّا أظهرته وثيقة ثانية (09RIYADH670) التي نشرها موقع ويكيليكس في وقت سابق، وأظهرت مساعد وزير الداخلية السعودي، قبل أشهر، وتحديداً في أيار من عام 2009، يتحدث أمام المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستان ريتشارد هولبروك عن «وجود مشكلة لدينا اسمها اليمن»، متحدثاً في السياق عن «تمكّن تنظيم القاعدة من إيجاد أرضية خصبة في اليمن»، مقارناً من جديد التشابه بين طبيعة اليمن الجغرافية وأفغانستان، إضافةً إلى حديثه عن وجود العديد من اليمنيّين المتعاطفين مع أهداف تنظيم القاعدة، أكثر مما كان الأفغانيّون متعاطفين معه.بعدها انتقل محمد بن نايف إلى الحديث عن الخطر الثاني الذي يرى أن السعوديين يواجهونه في اليمن، ألا وهو الحوثيون، قائلاً «القبائل الحوثية تكفيرية وشيعية مثل حزب الله في الجنوب (اللبناني)». وأضاف «هذا تهديد يتكوّن حول السعودية، ويتطلب أفعالاً الآن».وفيما كان محمد بن نايف يجزم بأن اليمن دولة فاشلة «وخطيرة جداً جداً وتتطلب التركيز»، لفت إلى أن السعوديين يرغبون في أن يكون الرئيس اليمني قائداً قوياً، لكن «رؤيته لليمن تقلصت إلى صنعاء، ويخسر السيطرة على باقي البلاد». وأشار محمد بن نايف إلى أن «مستشارِي صالح القدامى رحلوا، وهو يعتمد الآن على نجله وشبان آخرين ممن لا يملكون علاقات جيدة مع القبائل اليمنية، على عكس السعودية، التي لديها علاقات جيدة مع القبائل».وفيما نفى محمد بن نايف أن تكون السعودية تقدّم مساعدات إلى اليمن من خلال الدفع النقدي منذ تبين أن الأمر ينتهي بها في المصارف السويسرية، في إشارة واضحة إلى الفساد المستشري في الدولة اليمنية، لفت إلى أن السعوديين يدعمون المشاريع في المناطق القبلية، حيث تختبئ القاعدة، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك يتلخّص في أنه «عندما يرى اليمنيون الفوائد الملموسة لهذه المشاريع، سوف يدفعون قادتهم إلى نبذ المتطرفين». وأضاف إن «السعودية تعوّل على هذه الاستراتيجية «لإقناع اليمنيين بأن ينظروا إلى المتطرفين كمجرمين، عوضاً عن الأبطال».ورؤية محمد بن نايف لليمن، لا تختلف إلى حد بعيد عن رؤية رئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز، وفقاً لما أظهرته الوثيقة رقم (09RIYADH445). فخلال لقاء مع مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جون برينان، في 22 آذار 2009، لمناقشة قضايا مكافحة الإرهاب وعدد من المواضيع الأمنية الإقليمية، تحدث الأمير مقرن عن الحدود المشتركة بين اليمن والسعودية، لافتاً إلى أن وجود 1200 كيلومتر من «تلال من الرمال والجبال» يضطر السعودية يومياً إلى إعادة ما بين 5 ـــــ 6 آلاف عابر للحدود بطريقة غير شرعية.وبعدما رأى مقرن بن عبد العزيز أنّ الرئيس اليمني «لا يملك الموارد»، اتهمه بأنه «يحصل على المساعدة من إيران وليبيا»، مشدداً في السياق نفسه على خطر تنظيم القاعدة الذي يتعرض لضغوط في أماكن أخرى و«ينقل عملياته إلى اليمن».من جهته، رأى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال لقاء مع السفير الأميركي جايمس سميث، في الوثيقة الرقم (09RIYADH1396)، أن الحكومة اليمنية قابلة للانهيار.ورداً على سؤال من السفير الأميركي، عن تقويمه للوضع في اليمن، وصف الفيصل حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأنها ضعيفة ومحاصرة، لافتاً إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بسبب تحدي القبائل التي لطالما ساندت الحكومة سابقاً في الشمال، وبسبب تسلل الإرهابيين وعناصر القاعدة، وتدخل إيران و«الآخرين»، من دون أن يحددهم، قبل أن يرى أن «الانتخابات في اليمن لم تسهم سوى في تفاقم الانقسامات القبلية، وجعلت التعامل مع المشاكل الاجتماعية والتنموية الساحقة قي البلاد أكثر صعوبة»، مشيراً إلى أن «السعودية لديهاالفيصل على السعودية استرضاء الجنوبيين برنامج مساعدات كبير مع اليمن، لكنها لم تتمكن من التغلب على القبلية».وأكد أن الحكومة اليمنية ستنهار ما لم يحصل الرئيس اليمني على مساعدة لمواجهة التمرد الحوثي، الذي رأى أن مشكلته لا يمكن حلها بالمفاوضات، وذلك قبيل دخول القوات السعودية طرفاً في المعارك ضد الحوثيين خلال الحرب السادسة. كذلك رأى الفيصل أنه يجب على الحكومة استرضاء الانفصاليين الجنوبيين، وإلّا فستنهار، ما سيكون بمثابة «كابوس» للسعودية.بدوره، تحدث مساعد وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلطان، في الوثيقة نفسها، عن أن وجود القاعدة في الوضع الأمني المتدهور في اليمن، يمثّل «التهديد الخارجي الأكثر خطورة» للسعودية. وأضاف «اليمن أرضية أفضل بكثير بالنسبة إلى القاعدة، لديهم الحرية في شراء الأسلحة، القبائل تغيّر تحالفاتها غالباً، وهي قريبة من الحدود السعودية»، لافتاً إلى أنه طلب من الأميركيين زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية، وخصوصاً «ما كان يحدث في العلاقة بين الحوثي ـــــ والقاعدة».كذلك تتحدث الوثيقة عن اقتناع سعودي بدعم إيراني للحوثيين، رغم إدراك مساعد وزير الدفاع السعودي أن الأميركيين لا يوافقونهم الرأي. وقال «نحن نتفهم أنكم لا توافقون»، مشيراً إلى أن «ليبيا أيضاً ترسل المال».ورداً على سؤال عمّا يمكن القيام به في اليمن، آخذاً بالاعتبار الوضع الحالي، قال خالد بن سلطان، إن والده «ولي العهد سلطان، يفهم القبائل جيداً جداً، حيث إنه يتولى هذا الملف منذ عام 1962». وبعدما اعترف بوجود مخاوف من قدرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التعامل مع تحديات مختلفة من الجنوب، والقاعدة في جزيرة العرب، والحوثيين، رأى خالد بن سلطان أن «السعودية ليس لديها من خيار سوى دعمه».أظهرت وثيقة تعود إلى عام 2007 (07RIYADH366) أنّ ولي العهد السعودي، الأمير سلطان حثّ الولايات المتحدة على إيلاء دعم أكبر للأمن على طول الحدود معالسعودية.وحذر من وجود مجموعات ناشطة في اليمن، بعضها مرتبط بالقاعدة وتموّله جهات خارجية، بما في ذلك ليبيا وإيران.ورغم تمتع اليمن والسعودية بعلاقات جيدة، طلب الأمير سلطان من الولايات المتحدة دعم الرئيس اليمني، مشيراً إلى أن الدعم الصحيح من مختلف الأطراف، سيؤدي إلى تقليص الخطر الذي تمثله هذه المجموعات.من جهة ثانية، أظهرت الوثيقة أن ولي العهد السعودي لم يتردد في التأكيد أن إيقاف بث قناة المنار على القمر الصناعي عرب سات هو «واجب لن تتردّد السعودي في المساعدة على القيام به»، رداً على طلب من المسؤولين الأميركيين من ولي العهد لاستخدام نفوذ السعودية لوقف بث قناة المنار .أظهرت وثائق تحدثت عنها صحيفة «واشنطن بوست» عن قلق دولي من ازدياد نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن، فيما رأى عضوان في مجلس الشيوخ الفرنسي في برقية بعثا بها إلى وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإنقاذ البلد من أن يصبح قاعدة للتنظيم، رغم إشارتهما إلى أن مئات التابعين للقاعدة ينشطون حالياً في اليمن ومعظمهم أتوا من الخارج.من جهته، حث رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في وثيقة من الدوحة الولايات المتحدة على دعم صالح، لكن مع التشكيك في تأكيداته، وقال «بعد 11 أيلول 2001 أحبت أميركا أن تسمع أن الدول تحارب القاعدة، إلّا أنه ليس على القادة أن يخوضوا معاركهم الخاصة ويقولوا إنهم يحاربون القاعدة».إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن الناطق باسم وزراة الخارجية الأميركية، مايك هامر ، قوله «إن الولايات المتحدة تدين بشدة أي كشف غير مشروع لمعلومات سرية لأنها تدمر مساعيها الدبلوماسية، وتعرّض أمن الأفراد للخطر وتهدد الأمن القومي».ضلت العلاقات اليمنية السعودية محكومة بعوامل جيوساسية ومصالح معقدة متشعبة الرؤوس متشابكة حد التداخل, تفتر وتشتد تبعا للمتغيرات والمواقف والضر وف التي ما لبثت تعصف باليمن بين صراعات داخلية وتجاذبات وولاءات دولية أبان الحرب الباردة وبعدها ألقت بضلالها على حقبة طويلة من الزمن كانت تحددها تلك الولاءات والتحالفات .


غير أن مفردة احتياج اليمن الدائم للملكة كان ولازال هو العامل الأبرز والمحدد لمدى التبعية الكاملة أو المجتزأة على قاعدة "من يأكل من صحن الحاكم يضرب بسيفه " وقد أثبتت الأزمة الأخيرة التي عصفت باليمن أن السعودية أصبحت الآن هي اللاعب الأول بساحتها وبيدها الكرة في شقي الملعب وطوله وعرضه تقلبه كيف تشاء .

وحصلت صحيفة الأمناء على مجموعة من الوثائق تبين تبادلات استخبارية ومعلومات سرية جرت بين الطرفين تظهر مازعمناه في المقدمة من قوة الدور السعودي وتأثيره على المشهد اليمني في الداخل فقد بينت الوثيقة الأولى وجود معلومات تتلخص في اكتشاف السعودية أنها ضُللت من قبل المخبرين اليمنين المتعاطفين مع الثورة والذين تم تجنيدهم لنقل مايدور دون تحيز الاانهم وبحسب هذه الوثائق قد اوصلوا معلومات مغلوطة تخدم الثورة وجاء فيها نصا :
" اضطرت السعودية بعد مدة من الاعتماد عليهم لإلقاء كل المعلومات التي وردتها إلى سلة المهملات. وبمراجعة شاملة للمعلومات تبين أن هذا التضليل هو الغالب على الصورة التي لدى السعودية بسبب كثرة المخبرين المضللين.
و بمقارنة هذه المعلومات مع الصورة التي تنقلها السلطات اليمنية بشكل رسمي للسعودية تبين أن الأخيرة أكثر تماسكا وانسجاما وأدعى للتصديق من تقارير المخبرين الذين جندتهم السعودية.
وعند مناقشة المشكلة مع رئيس الاستخبارات اعترف بأن تجنيد مخبرين جدد سيستغرق وقتا طويلا والظروف لا تسمح بالانتظار ولا مفر من البحث عن وسيلة أخرى لمعرفة ما يجري في اليمن. ولم يكن هناك خيار أمام السعودية سوى القبول بالمعلومات الواردة من طرف السلطات اليمنية. وتم تبني البرنامج الذي تطرحه السلطات اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح بصفته أقرب للواقع وأسرع حسما.
كان هذا التبرير المقدم من رئيس المخابرات حول المعلومات التي وصفت بالمضللة وان المملكة سوف تعتمد على المعلومات والتقارير التي تردها من الطرف الرسمي اليمني وتبين قراءة لتعقيدات الوضع الداخلي اليمني وطرق حلها : .
وينقسم التقرير الى جزئين الأول يستعرض الواقع الحالي والثاني تصور لحسم للمشكلة بثمان نقاط تتلخص كما جاء بالوثائق ونوردها كما جاءت برغم احتوائها على كثير من الأخطاء والترابط في بعض العبارات :
"تقرير علي صالح للمرحلة الذي قدمة للسعودية
1.التجويع والحرمان من الوقود والخدمات والغذاء نفع في إنهاك الثوار والحد من قدراتهم اللوجستية في مواجهة السلطة وصار ينخر في معنويات البعض وقناعتهم بالتوجه السلمي. وبدأت بعض مناطق اليمن تعاني من بدايات مجاعة وتدمرت محاصيل ضخمة بسبب غياب الوقود.

2.في المقابل تمتع القوات الموالية لصالح -رغم مواجهتها لأغلبية الشعب- باسترخاء براحة ومعنويات عالية واستعداد قوي للقمع وجاهزية للقتل وذلك بسبب الدعم غير المحدود من قبل السعودية عسكريا ولوجستيا للمقاتلين والدعم المالي والوقود وحتى الأغذية لأقاربهم وأهليهم وقبائلهم.

3.رغم انتشار الثورة أفقيا لكنها تفتقر لقيادات حاسمة تستثمر هذه الروح الثورية الضخمة وحسب تقدير الحكومة اليمنية فإن الثوار لن يتمكنوا حتى بعد الاستفزاز بالقتل في إعلان قيادات مستقلة بسبب توزع الشخصيات المؤثرة بين الحكومة وما يسمى باللقاء المشترك.

4.المعارضة الرسمية المسماة باللقاء المشترك أدت دورها جيدا في تشتيت الثورة وإضعاف المعنويات. وطبقا لتقدير الحكومة اليمنية فإن بقاء العلاقات الجيدة بين اللقاء المشترك والحكومة السعودية أفاد النظام اليمني كثيرا بإبراز اللقاء المشترك بصفته ممثل الثورة والمؤهل بالتعامل مع المبادرات.

5. تقدر السلطات اليمنية أن الثوار سوف يستمرون في الخيار السلمي مراهنين على أن القوات التي مع صالح لن تستطيع أن تقتل للأبد. وقد نجحت السلطات اليمنية مستعينة باللقاء المشترك في تشجيع الثوار على الخيار السلمي من أجل أن يكون القتل من جهة واحدة. ورغم المحاولات المسلحة المحدودة من قبل بعض القبائل وفصائل عسكرية منشقة فإن النسق العام سلمي وسيبقى سلميا حسب تقدير السلطات اليمنية.6.
رغم قوة الثورة في اليمن فالإعلام العالمي والعربي مشغول بسوريا وليبيا ومصر وأحداث أخرى وتحولت مسيرات اليمن إلى روتين غير مثير مقارنة بالتطورات المثيرة في أماكن أخرى. هذا فضلا عن أن موقع اليمن وإمكاناتها لا تجعلها بلدا يشد الانتباه كثيرا.

7.القوى الغربية وخاصة أمريكا تخشى بقوة من انتصار الثورة بسبب الخوف من استثمار قاعدة اليمن للوضع الجديد ولذلك نجح علي صالح في إقناع أمريكا أن من مصلحتها فشل الثورة واستعادة السلطة اليمنية لسلطتها أو على الأقل أي درجة تسمح بالتعاون مع أمريكا في ضرب القاعدة.

8.التيارات المسلحة المحسوبة على القاعدة تمكنت من التوسع خلال فترة الثورة وطرحها بالعودة للشريعة والتعامل مع علي صالح بالسلاح بدأ يلقى قبولا في الأوساط اليمنية بعد أن تبين أن الأسلوب الثوري السلمي الحالي لم يتغير من الواقع شيئا.

خطة الرئيس التي وافقت عليها السعودية


بما أن العالم مشغول بأحداث سوريا وليبيا وغيرها، ويـُخشى أن تحسم الثورة في سوريا ويعود التركيز لليمن، وبما أن الغرب يعتبر القضاء على القاعدة أولوية على الثورة ويـُخشى أن تتغير حسابات الغرب إذا لم يحسم الأمر،
وبما أن القوات اليمنية التابعة للسلطة متفوقة عسكريا ولوجستيا وجاهزية ويـُخشى أن يزول هذا التفوق اذا طال الأمد، وبما أن الثورة عجزت عن ترميز قيادة تستمثر هذا المد الثوري ويخشى إن لم تقمع الثورة أن تظهر القيادات المؤهلة، وبما أن إطالة الانتظار قد يدفع الثوار للتنازل عن الخيار السلمي إلى الخيار المسلح، فإنه لا بد من التعجيل باستخدام أقصى ما يمكن من القوة لإرهاب المتظاهرين وإجبارهم على التراجع والتفكك والتخلي عن التظاهر ومن ثم السيطرة ميدانيا على كل المدن الكبرى بنقاط تفتيش وحواجز دائمة. وينص البرنامج على أن يكون التحول في مستوى القتل سريعا ومرعبا للمتظاهرين ومربكا لهم قبل أن يتمكنوا من ترتيب صفوفهم وقبل أن تتوفر لهم الفرصة في الخيار العسكري.


داخليا اذا ما تمت هذه الخطة بخطوات سريعة حاسمة فلن يكون بمقدار الثوار تجميع صفوفهم ولا استدراك اوضاعهم وتلميع قيادة تناسب المرحلة وبذلك يمكن كسب المعركة داخليا.
ورقة القاعدة هي الأضمن دائما :خارجيا الوقت الآن مثالي لتحرك قمعي هائل وسريع لأن الإعلام العالمي منشغل بسوريا وغيرها وأمريكا حريصة جدا للقضاء على القاعدة قبل أن تستفيد من ظروف الثورة.وكان العرض اليمني مقنعا للسعودية التي باركت الخطة ودعمتها وتعهدت بكل ما يمكن أن يقويها ويعجل بنجاحها وخاصة في استمرار الدعم العسكري واللوجستي واستغلال نفوذها في اللقاء المشترك لإجبار الثوار على التراجع.وكان علي صالح قد حصل على الضوء الأخضر من الأمريكان وتعهد منهم بعدم الضغط عليه إن كان استخدامه للقوة المفرطة هو لأجل احتواء الوضع ومنع القاعدة من التوسع."وتدعيما لهذه المعلومات التي نشرت جاءت وثائق سربها موقع ويكلكس مطابقةو تظهر وثائق «ويكيليكس» الصادرة عن السفارة الأميركية في الرياض أن إصرار السعودية على دعم الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، رغم اعترافها بضعفه وفساده، لم يكن ينفصل عن وجود مجموعة من الهواجس التي تتحكّم في مقاربة المسؤولين السعوديين للملف اليمني، ولا سيما المخاوف من تنظيم القاعدة والحوثيين
الخوف السعودي من التمدد الحوثي
يبدو المسؤولون السعوديون في وثائق ويكيليكس حاسمين في موقفهم من اليمن، يخشون من تأثيرات مشاكله على بلادهم، وتحديداً الحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة على مقربة من حدودهم، وتنظيم القاعدة بوصفه أكبر تهديد خارجي يتربّص بالسعودية. كذلك لا يخفي السعوديون اقتناعهم بفساد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وضعفه، إلى جانب غياب القدرة لديه على السيطرة على البلاد، محوّلاً إياهاً إلى دولة فاشلة، وخطيرةً جداً. لكن رغم ذلك تصر السعودية على التمسك بوجوده، خوفاً من الفراغ الذي قد يمثّله غيابه

محمد بن نايف :لهولبروك :مشكلة لدينا اسمها اليمن


وتظهر الوثيقةالمؤرخة في تشرين الأول 2009، أن مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف، خلال لقائه عدداً من المسؤولين الأميركيّين، حدد ثلاثة تهديدات تواجه السعودية، في مقدمتها اليمن، بوصفه «دولة خطيرة، وفاشلة» يشبه أفغانستان من حيث السماح لجماعات القاعدة بالتجمع، وإمكان أن يصبح قاعدتها العملية.وبعدما رأى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «ليس القائد الأفضل، بعد 30 عاماً من السلطة»، لفت إلى أن إزالته، «إن من خلال الأسباب الطبيعية أو التمرد، ستخلّف فراغاً سيضعف اليمن أكثر».ولم يفصل محمد بن نايف بين الضغوط التي يتعرض لها تنظيم القاعدة في أفغانستان، وتأثيراته في اليمن، بعدما رأى أن «الانفتاح على طالبان في أفغانستان كان مفيداً بعدما جعل قادة القاعدة عصبيين، وغير متيقّنين من أنهم قد يتعرضون للخيانة، لكن هذا الأمر سيجعلهم أكثر قابلية للبحث عن جنة آمنة في اليمن».ومن هذا المنطلق، أوضح محمد بن نايف أن الحكومة السعودية تستخدم مواردها المالية لتحظى بدعم القبائل اليمنية من خلال برامج العمل العام، وخصوصاً بوصفها طريقة للحد من الفوضى على طول الحدود السعودية اليمنية.هذه المعطيات لا يمكن فصلها عمّا أظهرته وثيقة ثانية (09RIYADH670) التي نشرها موقع ويكيليكس في وقت سابق.

وأظهرت مساعد وزير الداخلية السعودي، قبل أشهر، وتحديداً في أيار من عام 2009، يتحدث أمام المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستان ريتشارد هولبروك عن «وجود مشكلة لدينا اسمها اليمن»، متحدثاً في السياق عن «تمكّن تنظيم القاعدة من إيجاد أرضية خصبة في اليمن»، مقارناً من جديد التشابه بين طبيعة اليمن الجغرافية وأفغانستان، إضافةً إلى حديثه عن وجود العديد من اليمنيّين المتعاطفين مع أهداف تنظيم القاعدة، أكثر مما كان الأفغانيّون متعاطفين معه.بعدها انتقل محمد بن نايف إلى الحديث عن الخطر الثاني الذي يرى أن السعوديين يواجهونه في اليمن، ألا وهو الحوثيون، قائلاً «القبائل الحوثية تكفيرية وشيعية مثل حزب الله في الجنوب (اللبناني)». وأضاف «هذا تهديد يتكوّن حول السعودية، ويتطلب أفعالاً الآن».وفيما كان محمد بن نايف يجزم بأن اليمن دولة فاشلة «وخطيرة جداً جداً وتتطلب التركيز»، لفت إلى أن السعوديين يرغبون في أن يكون الرئيس اليمني قائداً قوياً، لكن «رؤيته لليمن تقلصت إلى صنعاء، ويخسر السيطرة على باقي البلاد».



وأشار محمد بن نايف إلى أن «مستشارِي صالح القدامى رحلوا، وهو يعتمد الآن على نجله وشبان آخرين ممن لا يملكون علاقات جيدة مع القبائل اليمنية، على عكس السعودية، التي لديها علاقات جيدة مع القبائل».وفيما نفى محمد بن نايف أن تكون السعودية تقدّم مساعدات إلى اليمن من خلال الدفع النقدي منذ تبين أن الأمر ينتهي بها في المصارف السويسرية، في إشارة واضحة إلى الفساد المستشري في الدولة اليمنية، لفت إلى أن السعوديين يدعمون المشاريع في المناطق القبلية، حيث تختبئ القاعدة، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك يتلخّص في أنه «عندما يرى اليمنيون الفوائد الملموسة لهذه المشاريع، سوف يدفعون قادتهم إلى نبذ المتطرفين». وأضاف إن «السعودية تعوّل على هذه الاستراتيجية «لإقناع اليمنيين بأن ينظروا إلى المتطرفين كمجرمين، عوضاً عن الأبطال».



محمد بن نايف لليمن، لا تختلف إلى حد بعيد عن رؤية رئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز، وفقاً لما أظهرته الوثيقة رقم (09RIYADH445). فخلال لقاء مع مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جون برينان، في 22 آذار 2009، لمناقشة قضايا مكافحة الإرهاب وعدد من المواضيع الأمنية الإقليمية، تحدث الأمير مقرن عن الحدود المشتركة بين اليمن والسعودية، لافتاً إلى أن وجود 1200 كيلومتر من «تلال من الرمال والجبال» يضطر السعودية يومياً إلى إعادة ما بين 5 ـــــ 6 آلاف عابر للحدود بطريقة غير شرعية.وبعدما رأى مقرن بن عبد العزيز أنّ الرئيس اليمني «لا يملك الموارد»، اتهمه بأنه «يحصل على المساعدة من إيران وليبيا»، مشدداً في السياق نفسه على خطر تنظيم القاعدة الذي يتعرض لضغوط في أماكن أخرى و«ينقل عملياته إلى اليمن».من جهته، رأى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال لقاء مع السفير الأميركي جايمس سميث، في الوثيقة الرقم (09RIYADH1396)، أن الحكومة اليمنية قابلة للانهيار.ورداً على سؤال من السفير الأميركي، عن تقويمه للوضع في اليمن، وصف الفيصل حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأنها ضعيفة ومحاصرة، لافتاً إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بسبب تحدي القبائل التي لطالما ساندت الحكومة سابقاً في الشمال، وبسبب تسلل الإرهابيين وعناصر القاعدة، وتدخل إيران و«الآخرين»، من دون أن يحددهم، قبل أن يرى أن «الانتخابات في اليمن لم تسهم سوى في تفاقم الانقسامات القبلية، وجعلت التعامل مع المشاكل الاجتماعية والتنموية الساحقة قي البلاد أكثر صعوبة»، مشيراً إلى أن «السعودية لديها

الفيصل على السعودية استرضاء الجنوبيين


برنامج مساعدات كبير مع اليمن، لكنها لم تتمكن من التغلب على القبلية».وأكد أن الحكومة اليمنية ستنهار ما لم يحصل الرئيس اليمني على مساعدة لمواجهة التمرد الحوثي، الذي رأى أن مشكلته لا يمكن حلها بالمفاوضات، وذلك قبيل دخول القوات السعودية طرفاً في المعارك ضد الحوثيين خلال الحرب السادسة. كذلك رأى الفيصل أنه يجب على الحكومة استرضاء الانفصاليين الجنوبيين، وإلّا فستنهار، ما سيكون بمثابة «كابوس» للسعودية.بدوره، تحدث مساعد وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلطان، في الوثيقة نفسها، عن أن وجود القاعدة في الوضع الأمني المتدهور في اليمن، يمثّل «التهديد الخارجي الأكثر خطورة» للسعودية. وأضاف «اليمن أرضية أفضل بكثير بالنسبة إلى القاعدة، لديهم الحرية في شراء الأسلحة، القبائل تغيّر تحالفاتها غالباً، وهي قريبة من الحدود السعودية»، لافتاً إلى أنه طلب من الأميركيين زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية، وخصوصاً «ما كان يحدث في العلاقة بين الحوثي ـــــ والقاعدة».كذلك تتحدث الوثيقة عن اقتناع سعودي بدعم إيراني للحوثيين، رغم إدراك مساعد وزير الدفاع السعودي أن الأميركيين لا يوافقونهم الرأي. وقال «نحن نتفهم أنكم لا توافقون»، مشيراً إلى أن «ليبيا أيضاً ترسل المال».ورداً على سؤال عمّا يمكن القيام به في اليمن، آخذاً بالاعتبار الوضع الحالي، قال خالد بن سلطان، إن والده «ولي العهد سلطان، يفهم القبائل جيداً جداً، حيث إنه يتولى هذا الملف منذ عام 1962». وبعدما اعترف بوجود مخاوف من قدرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التعامل مع تحديات مختلفة من الجنوب، والقاعدة في جزيرة العرب، والحوثيين، رأى خالد بن سلطان أن «السعودية ليس لديها من خيار سوى دعمه».


أظهرت وثيقة تعود إلى عام 2007 (07RIYADH366) أنّ ولي العهد السعودي، الأمير سلطان حثّ الولايات المتحدة على إيلاء دعم أكبر للأمن على طول الحدود معالسعودية.وحذر من وجود مجموعات ناشطة في اليمن، بعضها مرتبط بالقاعدة وتموّله جهات خارجية، بما في ذلك ليبيا وإيران.ورغم تمتع اليمن والسعودية بعلاقات جيدة، طلب الأمير سلطان من الولايات المتحدة دعم الرئيس اليمني، مشيراً إلى أن الدعم الصحيح من مختلف الأطراف، سيؤدي إلى تقليص الخطر الذي تمثله هذه المجموعات.من جهة ثانية، أظهرت الوثيقة أن ولي العهد السعودي لم يتردد في التأكيد أن إيقاف بث قناة المنار على القمر الصناعي عرب سات هو «واجب لن تتردّد السعودي في المساعدة على القيام به»، رداً على طلب من المسؤولين الأميركيين من ولي العهد لاستخدام نفوذ السعودية لوقف بث قناة المنار .أظهرت وثائق تحدثت عنها صحيفة «واشنطن بوست» عن قلق دولي من ازدياد نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن، فيما رأى عضوان في مجلس الشيوخ الفرنسي في برقية بعثا بها إلى وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإنقاذ البلد من أن يصبح قاعدة للتنظيم، رغم إشارتهما إلى أن مئات التابعين للقاعدة ينشطون حالياً في اليمن ومعظمهم أتوا من الخارج.من جهته، حث رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في وثيقة من الدوحة الولايات المتحدة على دعم صالح، لكن مع التشكيك في تأكيداته، وقال «بعد 11 أيلول 2001 أحبت أميركا أن تسمع أن الدول تحارب القاعدة، إلّا أنه ليس على القادة أن يخوضوا معاركهم الخاصة ويقولوا إنهم يحاربون القاعدة».إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن الناطق باسم وزراة الخارجية الأميركية، مايك هامر ، قوله «إن الولايات المتحدة تدين بشدة أي كشف غير مشروع لمعلومات سرية لأنها تدمر مساعيها الدبلوماسية، وتعرّض أمن الأفراد للخطر وتهدد الأمن القومي».


http://www.adenlife.net/news/8881.htm