المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديكتاتورية البيئة الجغرافية في شخصية الحراك الجنوبي السلمي مدعاة تاريخيا لديكتاتورية


نبيل العوذلي
2011-12-30, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يصر الكثير من قادة وقاعدة الحراك الجنوبي على تقرير رؤية نابعة من اثر رجعي جبري نفسي وطبعي لبيئتهم الجغرافيه بطرفيتها وعورة او بسهوليتها سماحة او بوسطيتها اعتدالا فذلك هو الاثر البيئي الجغرافي المؤثر حتما على شخصية الناس وطريقة تفكيرهم واداءهم السياسي والاجتماعي والثقافي
يقول النبي صلى الله عليه وسلم--الكبر والخيلاء في اهل الابل والوقار والسكينة في اهل الغنم--
وهذا يدل على ان البيئة الجغرافية بعناصرها تؤثر في شخصية المجتمع الثقافية والمنهجية امر معروف مستقر لدى العقلاء والمشخصين الاجتماعيين لسنن التاريخ

ولذا تجد ان بيئة معينة يمكن ان يعيش فيها الكل بكل بساطة لسهولتها لاعتداليتها لوسطيتها ولكن هناك بيئة وعرة معقدة في تضاريسها لايتمكن من الحياة فيها سوى مجموعة وليس الكل انها بيئة ديكتاتورية لاتقبل كل الناس بل تقبل اناس بمواصفات معينة محددة فتنعكس ثقافة هذه البيئة على شاكلة ابناءها الذين يتحولون الى عنصريين مناطقيين لايتسطيعون التعايش سوى مع ذات الفصيل بمواصفات المعينة المحددة

واثر هذه المقدمة البسيطة يجب ان نكون منصفين
على يعني هذا عدم امكانية التحول والتطور في ثقافة المجتمع وعناصره ؟
ان القرآن الكريم يبين اطلاقا امكانية هذا التطور
-قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها--
ولكن هناك قابلية وسرعة
فنحن نجد امكانية فصيل فرد او جماعة على التطور وقابليتهم لتلك التحولات والتبدلات ولكن قد يكون بطىء في هذه العمليات بسبب قوة العالق ثقافيا في شخصية القومية واثر المكان الذي عاش فيه ويتصل به ولكنه قد يحول دون حدوث مثل هذه التحولات بسرعة مطلوبة تحتاجها سرعة التحولات العصرية اليوم ثقافيا
ولقد ساهمت الهجرة حقيقيا كما وقع في ظننا باحداث نقلات جيدة نحو الافضل سوى ان التشبت احيانا بجذور قد تجعلك تبعث في الاخرين ذات الجذور التي ذابت بسبب المدنية في اماكن معينة ولم تتحقق لها انتشارا في الاماكن الاخرى مثلما كانت لتلك ولكنك تصر على العودة اليها واحياء ثقافتها مغلفاى اياها بغرف جديد تريد به ان تقنع الاخرين انه الجذور الثقافية الصحيحة للكل وعليهم الالتزام بها بطرق كيدية باتت مكشوفة ومرفوضة ايضا
اننا نعلم جيدا ان ثمة مناطق معينة في الجنوب قد دخلتها المدنية ابان الاستعمار البريطاني سريعا وباتت سمة ثقافية بل وطبعية لابناء تلك المناطق ولكن ثمة مناطق كانت منعزلة منفصلة عن تلك المدنية المتحضرة للاستعمار البريطاني
اليوم بكل بساطة يريد هؤلاء ان يقنعنوننا على اننا نحن ممن دخلتنا تلك المدنية بسرعة سبقية اولية قبلهم وشربنا من رحيق قوانينها وثقافتها وصارت جبلة طبعية في شخصياتنا ورثناها من اباءنا على اننا لانتملك الحد الكافي للرؤية الصحيحة للموقف السياسي او الاجتماعي او الاخلاقي
انهم يصرون ويشيعون على بلاد--عدن -ابين---التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ليدلل على اتصال جغرافي متصل بثقافة وتاريخ وشخصية كونية لسكانها على انها لاتمثل ذلك الحد من الآهلية لادارة الموقف وعملياته النضالية ومتطلباتها السياسية والاخلاقية
بل يشيعون التشكيك وربما التخوين ببلاد ولجتها مياه المدنية ورسخت في ثقافة ابناءها قبلهم بكثير على عكس بعض المناطق التي ظلت معزولة عن تلك المدنية لتظهر اليوم متفلسفة متحذلقة على انها الاكمل والاصلح ليس سوى لانها كانت منعزلة منغلقة ليجعلوا من ذلك الانعزال والانغلاق على انه ثبات تاريخي وجذري للثقافة الجنوبية واصليتها التي يرون انها نابعة من ذلك الانغلاق والانعزال الذي اصابهم ولم يتحرر الكثير منه حتى اللحظة ليدير العملية النضالية والسياسية بذات العقلية المنغلقة التي لاتستطيع سوى ان تحلل وتقدر وتخمن سوى على اساس تلك الانفصالية مطلقا بين الاشياء والعناصر فلا تتمكن بصيرتها من رؤية القدر المشترك حقا وجودا واثرا بين تلك فيستفيدوا منه ويسخروا اجزاء منه لصالح القضية ومبدأيتها ولكنهم لايرون الاشياء سوى على انها اما قطعة متصلة عصبية او جهوية او حزبية او على انها متناقضة منفصلة متباعدة لايوجد اطلاقا شيء مشترك فيما بينها
ويصرون ويصرون ويصرون
على ان بصيرتهم ورؤيتهم تلك هي الاكمل
انها ديكتاتورية مناطقية نابعة من بيئة جغرافية لم يتمكن الكثير منهم من التحرر منها للاسف