المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمال بن عمر في حضرة المعلم / سيف الجنوب - أبو إبداع


حسين بن طاهر السعدي
2011-12-15, 11:19 AM
صحيفة يافع

سيف الجنوب - أبو إبداع

14/ديسمبر/2011م الأربعاء
وماذا بعد نوفمبر ؟

سعدنا كثيراً ونحن نشاهد جماهير شعب الجنوب تخرج في كل مكان من ارض الجنوب الحبيب تهتف بحياة الوطن وحريته واستقلاله في صورة جميلة ورائعة لم نشاهد لها مثيل قط , أذرفت أعين الأمهات والآباء والأبناء بالدموع فرحاً وربما استبشاراً بقدوم فجر جديد نعيش فيه جميعاً حياة كريمة , حياة عزيزة تنتشلنا وشعبنا من مآسي أكثر من خمسين عام أذقنا خلالها ويلات الحروب والاقتتال والظلم والأذية بكل أصنافها ..والحقيقة أن الصورة التي خرجت فيها الجماهير الجنوبية في 30 نوفمبر عكست روح الإصرار والعزيمة لدى شعب الجنوب وتمسكه القوي بالأرض والهوية والحضارة والتاريخ الجنوبي المستقل عن أي هوية وتاريخ مزور ,,, حتى أن من شاهد تلك المناظر الرائعة للجماهير تمنى أن لا ينتهي ذلك اليوم النوفمبري إلا أن في بعض الأحيان يعكر حلاوة المتعة تخوف البعض من أن تعود الثورة الجنوبية إلى الجمود الذي سادها فيما مضى خاصة وأننا رأينا بعض المحافظات مثل الضالع وأبين ولحج تتقهقر بعض الشئ خاصة بعد ظهور ما سمي ثورة في اليمن... فيا ترى هل سيتواصل نضالنا بصورة دائمة ومستمرة وبنفس الزخم النوفمبري وفي كل ربوع الوطن أم سننتظر مناسبة قادمة ؟
وإذا كان شعبنا قد أذهل القريب والبعيد بخروجه الهائل في ذكرى 30 نوفمبر فانه أيضا قد دون في سجل حركته التحررية الثانية أجمل وأقوى الرسائل المهمة إلى كل من يهمه أمر الجنوب العربي ابتداء من الإقليم ثم الدولي وانتهى بالمحلي ( مؤتمر القاهرة ) ناهيك عن تطوعه المجاني وظهوره في استفتاء شعبي أراد به أن يلجم أفواه المزايدين ويسكتهم .... وقد سطر رسالة شديدة اللهجة مفادها بان شعب الجنوب يقف على تراب أرض وطنه المحتل ولن يتزحزح عن مطالبه قيد أنملة حتى خروج الاحتلال واستعادة الوطن والهوية والدولة .. ولاشك بان الإقليمي والدولي قد فهم الرسالة جيداً والدليل أيفاد المبعوث الدولي برغم أن جمال بن عمر قال لم آتي لأناقش القضية الجنوبية والحقيقة أذا لم يكن كذلك فلماذا أذن أتى إلى عدن ؟؟ .. لكن السؤال الأهم هل سيفهم الرسالة ما سمي بالقيادة المؤقتة التي نصبت نفسها قيادة وصية على شعب الجنوب خاصة بعد أن أرسل شعبنا العظيم رسالة الواضحة المعاني عبر (شعار لا وحدة لا فدرالية برع برع يستعمار) وكرر رفضه المطلق لتلك القيادة المؤقتة عبر شعاره الجديد ( لا قيادة بعد اليوم قائدنا حسن باعوم )...فهل بقي في القوم من هو لبيب ؟ أم سيكابرون كعادتهم و يستمرون في غيهم ؟؟
والحقيقة الثانية التي يجب أن يفهمها شعبنا أن الفدرالية والاستفتاء والإقليمين كل هذا ما هو ألا فخ جديد حُضّر له بعناية فائقة من دهاه وعباقرة في السياسية اليمنية قد ربما بعلم أخواننا أو بدون علمهم ولكن الأقرب للحقيقية انه بعلمهم ... والقصد من فدرالية الجنوب مع اليمن هو السعي إلى تمرير ما هو أهم من حكاية الفدرالية نفسها والاستفتاء ومن حكاية الإقليمين وقبول ورفض اليمنيين و كل ما قيل ويقال في هذا الاتجاه كتبريرات سمجة وغير منطقية.وهو انتزاع اعتراف الجنوبيين بكل فئاتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والشعبية بان الجنوب جزء لا يتجزأ من اليمن هوية وارض وإنسان وتاريخ وحضارة .
ولابد للمرء البسيط أن يتساءل لماذا الفدرالية قبل الاستفتاء مع أن المحتل يعترف انه مستعمر للأرض الجنوبية أيضا رواد الفدرالية يقولون الواقع على الجنوب احتلال وليس وحدة أذن المنطق يقول كيف تكافئ المحتل بالفدرالية معه ؟
وبالتالي نفهم أن كل ما يحصل هو مناورات سياسية خبيثة المراد منها يمننة الجنوب وانتزاع اعتراف رسمي وشعبي وسياسي والحقيقة بالنسبة لهم لا يهمهم الاستفتاء أن يأتي أولا يأتي فلديهم كل الخيارات المفتوحة في اختلاق أي حجة لرفض الاستفتاء أو حتى رفض الفدرالية برمتها ومهما قيل عن وجود ضمانات إقليمية أو دولية فكلها ستتبخر . ولدينا نحن الجنوبيين تجربة سابقة حيث لم تشفع لنا الضمانات الدولية والإقليمية ولا حتى القرارات الأممية .عندما وقعوا مع البيض في الأردن وثيقة العهد والاتفاق ثم بعدها بيوم أشعلوا حرب اجتياح الجنوب.. و هاهي أيضا المبادرة الخليجية برغم وقوف مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي خلفها لا تزال تتأرجح وقد تصبح في خبر كان كما يتوقع كثير من المراقبين .. لهذا وباختصار شديد أن شرط الفدرالية باستفتاء ما هو ألا ذر الرماد في الأعين... ولنا أن نتساءل لماذا الإصرار الفضيع من قبل أصحاب المشروع ... ألا ينذر هذا الإصرار القوي بشي تخفيه الأنفس الشريرة ضد شعب الجنوب وهويته ؟ وأيضا ممكن لأي عاقل أن يتساءل ...من يمول تلك المؤتمرات وما مصلحته من جلب الناس من الداخل والشتات وإنفاق الأموال عليهم من تذاكر وسكن لكي يحضروا مؤتمراتهم ؟هل نتوقع انه من إخواننا الجنوبيين أصحاب المشروع الفدرالي ؟
والحقيقة الأخرى أن كثير من الجنوبيين يتساءل أليس الأجدر بما سمي القيادة المؤقتة أن يطالبوا بالاستفتاء ثم الفدرالية أي فدرالية بعد أن يقبل شعب الجنوب بالوحدة والهوية اليمنية أساسا ؟؟
قبل الأخير
مخطئ من يقول أن قادة مؤتمر القاهرة أغبياء أو سذج حتى تنطلي عليهم مؤامرة كبيرة كهذه ولكن كثيرين من الجنوبيين ذوي الاطلاع يتهمونهم بالمشاركة في الوقيعة بشعب الجنوب مرة رابعة مع ترجيح اختفائهم عن الساحة بعد تنفيذ المهمة تماماً تحت أي ذريعة وسيتركون شعب الجنوب يواجه مصيره كما هي عادتهم بعد أن أوقعوه نفس الوجيه تقريباً للمرة الأولى في وقيعة 67م عندما يمننوا الجنوب ثم وقيعة عام 90 وبعدها بيعة عام 94م وأخيرا البيعة النهائية التي يخطط لها في القاهرة بعناية فائقة تحت يافطة الفدرالية ثم استفتاء الجنوبيين وبالتالي القضاء تماماً على حلم الجنوبيين باستعادة هويتهم ودولتهم.
ودعونا نستعرض بعض من أخطار وأهداف مشروع يمننة الجنوب ( الفدرالية )في حال إن فرضت على شعب الجنوب
من أهدافهم الأولية
أولا عرقلة المسيرة التحررية الجنوبية وتشتيت وحدة أبناء الجنوب كما نرى وجود الخلافات تظهر بين وقت وآخر وكل ما كان هناك دعوة إلى توحيد أو اجتماع يوحد الجنوبيين
ثانياً قطع الطريق على القيادة السياسية الجنوبية في الداخل والخارج الداعية للاستقلال وعلى رأسهم الرئيس علي سالم البيض من أي اتصالات خارجية أو إقليمية بشان القضية الجنوب تحت ذريعة وحدوا رؤاكم ياجنوبيين
ثالثاً خلق نوع من البلبلة في صفوف الثوار الجنوبيين وإدخال الشكوك والظنون بينهم ,وبالتالي تصنيف الثوار لبعضهم بالقول هذا فدرالي وهذا استقلالي وهذا عميل للاحتلال .وبالتالي عدم وجود الثقة فيما بينهم والغرض إيصال شعب الجنوب إلى حالة من اليأس والإحباط والتخبط بين المشاريع وحسب مخططهم فان الشعب عندما يوصل إلى هذه الحالة بكل سهولة سيتم تمرير مشروع يمننة الجنوب .
أما الخطر المستقبلي
أولا .. أن مجرد اعتراف الجنوبيين بالهوية اليمنية وان الجنوب جزء لا يتجزءا من اليمن ارض وإنسان وهوية وتاريخ وحضارة يعني نهاية مطالب شعب الجنوب باستعادة دولتهم اقلها من وجهة نظر اليمنيين وأصحاب مشروع يمننة الجنوب
ثانياً تجريد شعب الجنوب من كل أسلحته القانونية والسياسية والحق التاريخي والحضاري المستقل عن أي حضارة وتاريخ مزور يمني .
ثالثاً إلغاء قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب والتي نعرف أنها تؤرق اليمنيين وقد تجلى ذلك في حديث عبدربة منصور هادي نائب الرئيس اليمني الذي قال عن قرارات الأمم المتحدة لقد انتهت القرارات الخاصة بالجنوب في أشارة إلى قراري مجلس الأمن الدولي رقم 921 و 931بعد أن أصدرت الأمم المتحدة قرار رقم 2014 الخاص بالأزمة اليمنية الحالية . ما يعني أن عبدربه ينقل ما يدور من أحاديث وأمنيات تقال في مجالس اليمنيين سلطة ومعارضة .
رابعاً نهاية حجة عدم استفتاء شعب الجنوب فيما سمي وحدة عام 90م وحقه القوي في استعادة دولته كونه لم يكن له أي رأي فيما سمي وحدة عام 90م بل زج به في مسمى وحدة في ظل نظامين شموليين في اليمن والجنوب
خامساًالقضاء نهائياً على إعلان استعادة دولة الجنوب الذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض في 21مايوا 1994م بعد حرب الاجتياح للجنوب ارض وإنسان والتي فرضت على الجنوبيين ما سمي وحدة بالقوة العسكرية ..
هذا باختصار شديد أهم الأمور التي يحاول أصحاب مشروع يمننة الجنوب تحت (مسمى الفدرالية ) أن يوقعوا شعب الجنوب مرة رابعة في فخ اليمننة ..ومن هذا وذاك يجب على شعبنا أن يدرك مخاطر ما يدعون أليه قادة مشروع يمننة الجنوب تحت مسمى الفدرالية ..