المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توكل كرمان: سترون كيف سنقود العالم


صقر الجزيرة
2011-12-11, 07:19 PM
توكل كرمان: سترون كيف سنقود العالم
الأحد 11 ديسمبر 2011 06:15 مساءً



الفائزات الثلاث بجائزة نوبل للسلام في مؤتمر صحافي قبل تسلم الجائزة
الناشطة الحقوقية توكل كرمان
توكل عبدالسلام كرمان ، ولدت في 7-فبراير - 1979 في محافظة تعز ، اليمن ، كاتبة صحافية معروفة وناشطة في مجال حقوق الإنسان ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود.



تعد توكل كرمان أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وهي ابنة السياسي والقانوني المعروف عبد السلام خالد كرمان . على الرغم من النظرة التقليدية للمرأة في مجتمع محافظ كاليمن ، إلا ان كرمان قدمت نموذجاً متميزا للمرأة التي تخوض في الشأن العام بشجاعة وإصرار ، فكانت في مقالاتها ومواقفها ناقدة قوية وفاضحة للفساد وانتهاكات حقوق الإنسان ، ولطالما دعت إلى ثقافة الحوار والتعايش وانتقدت التطرف والغلو والإرهاب وضرورة الإصلاح والتجديد الديني .


ساهمت توكل في كتابة العديد من التقارير حول الحريات الصحفية ، والفساد في اليمن ، قادت توكل العديد من الاعتصامات والتظاهرات السلمية والتي تنظمها اسبوعياً في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن اسم (( ساحة الحرية )) ، وأضحت ساحة الحرية مكانا يجتمع فيه عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل أسبوعي .


على الرغم من تعرضها للعديد من التهديدات والمضايقات والاعتداءات من أجل اثناءها عن ماتقوم به ،

إلا أنها لم تعر ذلك كله اهتماماً ولازالت تقوم بدروها في مناصرة المظلومين ، وفضح الفساد ، ومناهضة الاستبداد ،

نالت شجاعتها وإصرارها على الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة الفساد في اليمن على احترام وثقة الكثير من الكتاب والناشطين والنخب الاجتماعية والسياسية في اليمن،وكذا المراقبين والمهتمين إقليميا ودولياً، أطلق عليها بعض الكتاب اسم المرأة الحديدية ، وكثير من المواطنين ينادونها بالملكة بلقيس تشبيها لها لإحدى الملكات التي حكمت اليمن ، كرمتها السفارة الأمريكية لشجاعتها ومنحتها جائزةالشجاعة كما تم اختيارها من قبل منظمة مراسلون بلا حدود الدولية كواحدة من سبع نساء كبار الذين أحدثوا تغييراً في العالم ، أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية حول حقوق الإنسان والحكم الرشيد.

دوتش فيلا
أكدت الناشطة اليمنية، توكل كرمان على ضرورة أن تقود النساء العالم كي يتحقق السلام والمساواة، مؤكدة لدويتشه فيله على أهمية ممارسة المرأة للعمل السياسي بفعالية، كما نفت عن بلادها صفة الإرهاب وأكدت على سماحة الأديان عموماً.



وقد عقدت الفائزات الثلاث بجائزة نوبل لعام 2011؛ ألين جونسون ـ سيرليف، رئيسة ليبيريا ومواطنتها الناشطة الحقوقية ليماه غبويي، وتوكل كرمان، مؤتمراً صحفياً الجمعة (9 ديسمبر/كانون الثاني) في معهد نوبل في أوسلو، حضره موفد دويتشه فيله، الذي رافق الناشطة اليمنية من برلين إلى أوسلو.



وفي المؤتمر الصحفي، الذي يأتي جزءا من الاحتفال بتسليم جائزة نوبل، وحضره العديد من وسائل الإعلام العالمية، تحدثت الفائزات الثلاث عن قضايا عدة، مثل دور المرأة كـ "قائدة لعلمية التغيير"، وعن حاجة العالم للسلام والتنمية والديمقراطية، وضرورة حماية حقوق الإنسان وحقوق المرأة والدفاع عنها ضد الانتهاكات. واتفقت النساء الثلاث على ضرورة أن يكون للمرأة "الدور الريادي والقيادي" في العالم وذلك لإحلال السلام والديمقراطية والمساواة، معتبرات أن الزمن الذي كانت فيه المرأة هي الضحية، التي تدفع الثمن "قد ولى، وسترون كيف ستقود النساء العالم"، حسب تعبير "المرأة الحديدية اليمنية "، وهي التسمية التي أضحت وسائل الإعلام تطلقها على كرمان.

"الخطأ في فهم الدين"




وف إجابتها على سؤال لدويتشه فيله، بشأن مضمون "الرسالة" التي تحملها كرمان إلى العالم من اليمن، هذا البلد الذي أصبح اسمه في السنوات الأخيرة مقترناً بالأخبار السلبية؛ مثل الإرهاب، الحروب، الخطف واضطهاد المرأة وغيرها، قالت الناشطة الحقوقية والصحفية اليمنية إن اليمن بطبيعته بلد أمن وأمان وسلام وإن الصورة السلبية التي ألصقت به إنما هي بفعل النظام السياسي الذي حكم لمدة 33 عاماً، وهو الذي "صنع" الإرهاب.



وأكدت كرمان، التي أصبح يطلق عليها "أم الثورة اليمنية"، على أن "شباب الثورة" في بلادها مصممون على بناء "دولة مدنية ديمقراطية" خالية من الإرهاب، وتتحقق فيه مبادئ المواطنة والحقوق المتساوية للجميع رجالا ونساءً. وأكدت كرمان للعالم أن بلادها بعد نجاح ثورته وتحقيق الانتقال الديمقراطي، سيصبح واحة للسلام والأمن، متهمة "الحكم الديكتاتوري" بتوفير بيئة للإرهاب وزعزعة الأمن والسلام.

وفي إجابة على سؤال آخر لدويتشه فيله، حول "الرسالة" التي توجهها للعالم كـ "مسلمة"، خصوصاً وأن الإسلام، رغم أنه مثله مثل الأديان الأخرى يحث على السلام والإخاء والتعايش، إلا أنه في السنوات الأخيرة ألصقت به تهم وصفات عدة كـ"الإرهاب" وعدم التسامح ومعاداة الآخر، قالت كرمان، إنها تؤمن أن جميع الأديان تلتقي عند مبدئي السلام واحترام الآخر، "فقط الناس هم من يفهمون الدين فهماً مغلوطاً".

"قررنا استعادة اليمن"

وكانت الناشطة اليمنية توكل كرمان قد توقفت الأربعاء والخميس في برلين في طريقها إلى أوسلو، حيث أجرت دويتشه فيله معها حوارا أكدت من خلاله على استمرار الاحتجاجات الشبابية في اليمن حتى تحقيق أهداف الثورة، وعلى عزم شباب الثورة على بناء "الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة". وقالت كرمان لبرنامج "ضيف الأسبوع" الذي تبثه قناة "دويتشه فيله عربية" إن اليمن "كان على حافة الانهيار، وتحول إلى دولة فاشلة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. ونحن قررنا أن نستعيد بلدنا، عندما بدأنا ثورتنا". وأكدت الحقوقية اليمنية على ضرورة انخراط النساء في الأحزاب السياسية ولعب دور فعال فيها، مشيرة إلى أن نسبة تمثيل المرأة في الأحزاب السياسية اليمنية "تكاد أن تكون معدومة".

عبده جميل المخلافي ـ أوسلو

مراجعة: أحمد حسو