صقر الجنوب الحالمي
2011-12-09, 04:42 AM
قصـــــة شهــــــيد جــــــنوبي
الشهيد البطل/محسن طوئرة عاش من أجل الناس واستشهد من أجل الجنوب-
------
الأمناء / غازي العلوي
محسن علي مثنى طوئرة من مواليد 1968م قرية الكرب م/ حالمين بردفان محافظة لحج –متزوج وله سبعة من الأولاد (ثلاثة أبناء وأربع بنات) من أسرة ميسورة الحال .نتقل للعيش في منطقة الضباب (النوبة) م/حالمين وفيها-تلقى تعليمه الابتدائي ثم انتقل لمواصلة تعليمه الثانوي بثانوية لبوزة– الحبيلين لكنه لم يستطع إكمال دراسته إذ أجبرته الظروف الأسرية إلى ترك مقاعد الدراسة والبحث عن سبل العيش لأسرته الكريمة بعد استشهاد أخاه الوحيد علي بن علي طوئرة في أحداث 13 يناير 86م والذي كان له بالغ الأثروالوقع ومثل رحيل شقيقه نقطة تحول في حياته استلهم منها معاني التضحية:والإقدام والرجولة , حيث ترك استشهاد أخيه الأكبر والوحيد فراغآ في الأسرة وفي توفير متطلباتهم واحتياجاتهم. حيث تحمل الشهيد المسئولية في هذه المرحلة ومساعدة والده الذي تأثركثيرا لاستشهاد ابنه الأكبر وساعده الأيمن خصوصا مع تقدمه في العمر , وقد قام رحمة الله عليه بواجبه في رعاية الأسرة وأسرة أخيه الشهيد الذي ترك أربعة أطفال أحسنوا تربيتهم وتعليمهم وهم نبيل (معلم) ماجد(دكتور معيد في كلية طب الأسنان عدن) غسان (طالب في كلية الطب عدن) ملهم(خريج جامعي)
-بدء واضحا إن شهيدنا ومنذ بدايات شبابه الأولى لم يكن يرغب في البقاءحبيس الجدران المغلقة بل اظهر ميلا لحياة الحرية والانطلاق والمرح مع أصدقائه ومعارفة محيطه الاجتماعي ومارس في ظل هذه الروح أكثر من عمل ونسج شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية في مختلف مناطق الجنوب , لذلك برز بشكل واضح دوره الاجتماعي كرجل خير وتعاون في محيطه الاجتماعي في القرية والمديرية عموما كشخصية اجتماعية لها حضورها وتأثيرها الفعال , وقد كان مبادرا وفاعلا ونشطا ويمتلك القدرة التنفيذية لتنفيذ ما يعجز عنه الآخرون حيث ركز اهتمامه على فعل الخير والتعاون ومساعدة المحتاجين والفقراء والمرضى في كافة المناسبات والظروف . كان لشهيدنا البطل رحمة الله عليه دوراً نضاليا في الدفاع عن الوطن انطلاقاً من حرب صيف94م حيث شارك في التصدي للقوات التي اجتاحت الجنوب ونهبت ثرواته وخلفت وضع سياسي واجتماعي واقتصادي متردي ومأساة إنسانية ألقت بضلالها على حياة شهيدنا وحياة كل الجنوبيين بفقدانهم لوطنهم وحريتهم في ظل انعدام العدالة والمساواة والحقوق الإنسانية لحياة كريمة ,ولم يكن شهيدنا يحب حياة الجمود والرتابة والاستسلام بل كان دائم الحركة والنشاط محلقا وطائرا وسباحا في الفضاءات الواسعة والمفتوحة وكأنه إينما كان دائما وأبدا يبحث عن ضالته المفقودة ... حيث سافر إلى المملكة العربية السعودية باحثا عن عمل للتخفيف من وطئت الأوضاع التي آلت إليها الحياة في ظل ذالك الوضع . إلا انه لم يمكث هناك طويلا بعد إن لاح في الأفق شعاع من الأمل في استعادة الحرية والكرامة للوطن المسلوب بقوة السلاح ... حيث كان الحراك الجنوبي قد انطلق في ساحات وشوارع ومدن الجنوب مطالبا بالحرية والعيش الكريم .. فترك شهيدنا رحمه الله كل شيء من حياة رغدآ وفرص عمل كبيرة للعيش الهني في (طيبة) وعاد على جناح السرعة محلقا كعادته وليبدأ بعودته حياة جديدة ومرحلة هامة في الحياة وسجل حضورا مميزا وفعال كمشارك ومنظم وداعم لكافة نشاطات الحراك السلمي الجنوبي مستغلا علاقاته الاجتماعية الواسعة في مختلف مناطق ومديريات الجنوب ولما يتمتع به من حب لشخصيته المرحة وطبيعة فطرته الممزوجة بروح الإصرار والتحدي وقوة الإرادة في تحقيق النجاح ... وهو ما دفع نشاط الحراك الجنوبي إلى مرحلة متقدمة في المديرية خاصة وردفان عامة كمشارك فعال وجهد جبار إلى جهود الآخرين مشكلا حلقة وصل بين القيادات الأخرى ومسجلا بذالك شخصية القائد الذي يمتلك القدرة على التعاطي مع الواقع وتحقيق النجاحات .-حيث بدء دور شهيدنا جليا وواضحا في حجم وطبيعة المهمات التي تحملها بجسامتها وأهميتها وخطورتها والتي جعلت منه بحق قائدا ميدانيا وناشطا استثنائيا في الحراك الجنوبي كما عرفه الجميع . .. ونتيجة لهذا الدور الذي قام به الشهيد فقد كان محل تركيز واهتمام الأجهزة الأمنية التي قامت بملاحقته واعتقاله والزج به في سجون الأمن العام والسياسي أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة حيث اعتقل بنقطة دار سعد بتاريخ 30 نوفمبر 2007م وتعرض لاعتداءات جسمانية وإهانات وحشية من قبل تلك الأجهزة ... وكذلك تم اعتقاله بمدينة الثورة (الحبيلين) وتم تقديمه للمحاكمة بتهمة نشاطه السياسي ومشاركته في مهرجان الحراك السلمي الجنوبي بتاريخ22/7/2008م وتم الزج به في سجن ردفان ومن ثم ترحيله إلى سجن الأمن السياسي , وقد مكث في سجن الأمن السياسي م/ لحج قرابة الشهر تعرض خلالها لضغوطات كبيرة إلا انه
أبدى مقاومة وصلابة كبيرة ظهرت من خلال سير التحقيق معه وإجاباته على أسئلة المحققين ولم يثنيه اعتقاله وتهديده ومحاكمته عن إيمانه بقضيته الجنوبية , فقد واصل مسيرة نشاطه في الحراك الجنوبي بعد خروجه من السجن أكثر قوة وإصرار لا يعرف معنى الخضوع والاستسلام والقبول بالأهانة وقد تجدد ذلك في خطاباته المتعددة في فعاليات الحراك الجنوبي في حالمين وردفان ومختلف مناطق الجنوب ونواحيه والتي حملته الخطابات روح ثائرا أدهش الجميع فعُرف قولا وفعلا صباح يوم الجمعة العاشر من يونيو كان الشهيد طوئرة على موعد لنيل ما تمناه وضل يردده وينشده حين تدلهم الخطوب وتزداد المحن وهو الشهادة في مواقع الشرف والبطولة الأرض الطاهرة التي لم تعرف على مدى تاريخها أي معنى للاستسلام والخضوع والقبول بالذل والمهانة , نعم لقد نال بذلك الشهادة التي سعى إليها وآمن بضرورة تقديمها في سبيل نصرة القضية الجنوبية وليجسد معنى الإخلاص والتضحية من اجل الوطن والصدق والوفاء للشهداء الذين سبقوه والذين ظل مسكون بذكراهم ومعتزا بتضحياتهم ومعاهدا لهم بالسير على نفس الدرب والطريق , وترك الشهيد الدنيا والأسرة والأصدقاء وأصر إلا أن يكون بجوار الشهداء والصادقين حين اخترقت جسده رصاصات الحقد الغدر والخيانة ليسقط شهيداً إلى جانب رفيق دربه الذي أبى إلا أن يكون بجانبه في تلك اللحظات وهو الشهيد محسن الصهيبي والد الشهيد داؤد الصهيبي الذي سقط العام الماضي بنفس تلك الأسلحة والطريقة التي سقط بها ولده برصاص القوات العسكرية المرابطة في القطاع الغربي لمدينة الحبيلين ... وقد كان لرحيل الشهيد طوئرة أثراً بالغاً في نفوس كل من عرفوه وعايشوه وفي مقدمتهم كاتب هذه السطور وعدد كبير من قادة ورموز الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج ومنهم الرئيس علي سالم البيض الذي قال بأن الشهيد طوئرة كان سيرة كاملة عن التضحية والفداء والإباء والشجاعة والصمود كما وصفه الدكتور ناصر الخبجي بأنه رجل المواقف الصعبة وأنه من قيادات الحراك التي فرضت نفسها وبقوة في الميدان منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي --- رحم الله أبى محمد ونسأل الله تعالى إن يسكنه
فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ....
وإنا لله وإنا إليه راجعون
الشهيد البطل/محسن طوئرة عاش من أجل الناس واستشهد من أجل الجنوب-
------
الأمناء / غازي العلوي
محسن علي مثنى طوئرة من مواليد 1968م قرية الكرب م/ حالمين بردفان محافظة لحج –متزوج وله سبعة من الأولاد (ثلاثة أبناء وأربع بنات) من أسرة ميسورة الحال .نتقل للعيش في منطقة الضباب (النوبة) م/حالمين وفيها-تلقى تعليمه الابتدائي ثم انتقل لمواصلة تعليمه الثانوي بثانوية لبوزة– الحبيلين لكنه لم يستطع إكمال دراسته إذ أجبرته الظروف الأسرية إلى ترك مقاعد الدراسة والبحث عن سبل العيش لأسرته الكريمة بعد استشهاد أخاه الوحيد علي بن علي طوئرة في أحداث 13 يناير 86م والذي كان له بالغ الأثروالوقع ومثل رحيل شقيقه نقطة تحول في حياته استلهم منها معاني التضحية:والإقدام والرجولة , حيث ترك استشهاد أخيه الأكبر والوحيد فراغآ في الأسرة وفي توفير متطلباتهم واحتياجاتهم. حيث تحمل الشهيد المسئولية في هذه المرحلة ومساعدة والده الذي تأثركثيرا لاستشهاد ابنه الأكبر وساعده الأيمن خصوصا مع تقدمه في العمر , وقد قام رحمة الله عليه بواجبه في رعاية الأسرة وأسرة أخيه الشهيد الذي ترك أربعة أطفال أحسنوا تربيتهم وتعليمهم وهم نبيل (معلم) ماجد(دكتور معيد في كلية طب الأسنان عدن) غسان (طالب في كلية الطب عدن) ملهم(خريج جامعي)
-بدء واضحا إن شهيدنا ومنذ بدايات شبابه الأولى لم يكن يرغب في البقاءحبيس الجدران المغلقة بل اظهر ميلا لحياة الحرية والانطلاق والمرح مع أصدقائه ومعارفة محيطه الاجتماعي ومارس في ظل هذه الروح أكثر من عمل ونسج شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية في مختلف مناطق الجنوب , لذلك برز بشكل واضح دوره الاجتماعي كرجل خير وتعاون في محيطه الاجتماعي في القرية والمديرية عموما كشخصية اجتماعية لها حضورها وتأثيرها الفعال , وقد كان مبادرا وفاعلا ونشطا ويمتلك القدرة التنفيذية لتنفيذ ما يعجز عنه الآخرون حيث ركز اهتمامه على فعل الخير والتعاون ومساعدة المحتاجين والفقراء والمرضى في كافة المناسبات والظروف . كان لشهيدنا البطل رحمة الله عليه دوراً نضاليا في الدفاع عن الوطن انطلاقاً من حرب صيف94م حيث شارك في التصدي للقوات التي اجتاحت الجنوب ونهبت ثرواته وخلفت وضع سياسي واجتماعي واقتصادي متردي ومأساة إنسانية ألقت بضلالها على حياة شهيدنا وحياة كل الجنوبيين بفقدانهم لوطنهم وحريتهم في ظل انعدام العدالة والمساواة والحقوق الإنسانية لحياة كريمة ,ولم يكن شهيدنا يحب حياة الجمود والرتابة والاستسلام بل كان دائم الحركة والنشاط محلقا وطائرا وسباحا في الفضاءات الواسعة والمفتوحة وكأنه إينما كان دائما وأبدا يبحث عن ضالته المفقودة ... حيث سافر إلى المملكة العربية السعودية باحثا عن عمل للتخفيف من وطئت الأوضاع التي آلت إليها الحياة في ظل ذالك الوضع . إلا انه لم يمكث هناك طويلا بعد إن لاح في الأفق شعاع من الأمل في استعادة الحرية والكرامة للوطن المسلوب بقوة السلاح ... حيث كان الحراك الجنوبي قد انطلق في ساحات وشوارع ومدن الجنوب مطالبا بالحرية والعيش الكريم .. فترك شهيدنا رحمه الله كل شيء من حياة رغدآ وفرص عمل كبيرة للعيش الهني في (طيبة) وعاد على جناح السرعة محلقا كعادته وليبدأ بعودته حياة جديدة ومرحلة هامة في الحياة وسجل حضورا مميزا وفعال كمشارك ومنظم وداعم لكافة نشاطات الحراك السلمي الجنوبي مستغلا علاقاته الاجتماعية الواسعة في مختلف مناطق ومديريات الجنوب ولما يتمتع به من حب لشخصيته المرحة وطبيعة فطرته الممزوجة بروح الإصرار والتحدي وقوة الإرادة في تحقيق النجاح ... وهو ما دفع نشاط الحراك الجنوبي إلى مرحلة متقدمة في المديرية خاصة وردفان عامة كمشارك فعال وجهد جبار إلى جهود الآخرين مشكلا حلقة وصل بين القيادات الأخرى ومسجلا بذالك شخصية القائد الذي يمتلك القدرة على التعاطي مع الواقع وتحقيق النجاحات .-حيث بدء دور شهيدنا جليا وواضحا في حجم وطبيعة المهمات التي تحملها بجسامتها وأهميتها وخطورتها والتي جعلت منه بحق قائدا ميدانيا وناشطا استثنائيا في الحراك الجنوبي كما عرفه الجميع . .. ونتيجة لهذا الدور الذي قام به الشهيد فقد كان محل تركيز واهتمام الأجهزة الأمنية التي قامت بملاحقته واعتقاله والزج به في سجون الأمن العام والسياسي أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة حيث اعتقل بنقطة دار سعد بتاريخ 30 نوفمبر 2007م وتعرض لاعتداءات جسمانية وإهانات وحشية من قبل تلك الأجهزة ... وكذلك تم اعتقاله بمدينة الثورة (الحبيلين) وتم تقديمه للمحاكمة بتهمة نشاطه السياسي ومشاركته في مهرجان الحراك السلمي الجنوبي بتاريخ22/7/2008م وتم الزج به في سجن ردفان ومن ثم ترحيله إلى سجن الأمن السياسي , وقد مكث في سجن الأمن السياسي م/ لحج قرابة الشهر تعرض خلالها لضغوطات كبيرة إلا انه
أبدى مقاومة وصلابة كبيرة ظهرت من خلال سير التحقيق معه وإجاباته على أسئلة المحققين ولم يثنيه اعتقاله وتهديده ومحاكمته عن إيمانه بقضيته الجنوبية , فقد واصل مسيرة نشاطه في الحراك الجنوبي بعد خروجه من السجن أكثر قوة وإصرار لا يعرف معنى الخضوع والاستسلام والقبول بالأهانة وقد تجدد ذلك في خطاباته المتعددة في فعاليات الحراك الجنوبي في حالمين وردفان ومختلف مناطق الجنوب ونواحيه والتي حملته الخطابات روح ثائرا أدهش الجميع فعُرف قولا وفعلا صباح يوم الجمعة العاشر من يونيو كان الشهيد طوئرة على موعد لنيل ما تمناه وضل يردده وينشده حين تدلهم الخطوب وتزداد المحن وهو الشهادة في مواقع الشرف والبطولة الأرض الطاهرة التي لم تعرف على مدى تاريخها أي معنى للاستسلام والخضوع والقبول بالذل والمهانة , نعم لقد نال بذلك الشهادة التي سعى إليها وآمن بضرورة تقديمها في سبيل نصرة القضية الجنوبية وليجسد معنى الإخلاص والتضحية من اجل الوطن والصدق والوفاء للشهداء الذين سبقوه والذين ظل مسكون بذكراهم ومعتزا بتضحياتهم ومعاهدا لهم بالسير على نفس الدرب والطريق , وترك الشهيد الدنيا والأسرة والأصدقاء وأصر إلا أن يكون بجوار الشهداء والصادقين حين اخترقت جسده رصاصات الحقد الغدر والخيانة ليسقط شهيداً إلى جانب رفيق دربه الذي أبى إلا أن يكون بجانبه في تلك اللحظات وهو الشهيد محسن الصهيبي والد الشهيد داؤد الصهيبي الذي سقط العام الماضي بنفس تلك الأسلحة والطريقة التي سقط بها ولده برصاص القوات العسكرية المرابطة في القطاع الغربي لمدينة الحبيلين ... وقد كان لرحيل الشهيد طوئرة أثراً بالغاً في نفوس كل من عرفوه وعايشوه وفي مقدمتهم كاتب هذه السطور وعدد كبير من قادة ورموز الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج ومنهم الرئيس علي سالم البيض الذي قال بأن الشهيد طوئرة كان سيرة كاملة عن التضحية والفداء والإباء والشجاعة والصمود كما وصفه الدكتور ناصر الخبجي بأنه رجل المواقف الصعبة وأنه من قيادات الحراك التي فرضت نفسها وبقوة في الميدان منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي --- رحم الله أبى محمد ونسأل الله تعالى إن يسكنه
فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ....
وإنا لله وإنا إليه راجعون