المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحراك الجنوبي وضرورة حالة التجديد الثوري


shrooq
2011-12-04, 03:42 AM
الحراك الجنوبي وضرورة حالة التجديد الثوري
التاريخ : السبت/3/12/2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحراك الجنوبي وضرورة حالة التجديد الثوري
أن ثورة الحراك الجنوبي الشعبي هي ثورة حقيقية مستمدة قوتها من الشارع العام الجنوبي ومصالحه وجاءت ملبية لحاجات مستقبل أجياله .. لذا فقد صار ضرورة حين تكبر الثورة فلابد على القيادة التي واكبت الثورة أن توسع مداركها حتى تواكب الحالة الثورية وإلا فأن الزخم الثوري الصاعد لن تستوعبه وبالتالي فأن حالة من الفراغ ستنتج لهذا المدارك التي تحجرت وتسمرت في حالة ( قف في محلك سر )ولا تستطيع مواكبة التغييرات الثورية لحراكنا الجنوبي السلمي لينتقل من طور إلى طور ثوري حتى استعادة الدولة وتحقيق الأهداف ومن ضمنها طرد المحتل اليمني .

فنحن يقينا نعلم أن التغيير الثوري الداخلي لحراك ثوارنا الجنوبيين لا شك أنه سيقوم بالتغيير وقد شاهدنا بداية هذه الثورة مقبلة خاصة وأن الخطاب السياسي قد بدأ بالانحدار فالشارع قد صار يفضل في وقت سابق الشعراء كرد فعل مباشر على عدم جاهزية الخطاب السياسي لقيادات الشارع العام وعدم قدرته على المواكبة .. والتوجه العام للشارع الجنوبي يريد حالة من التجديد للخطاب السياسي الجنوبي وهم مصممون على حالة (قف في مكانك ثابت) وهي مختلفة عن قف في مكانك سر فحالة سر مختلفة عن ثابت .

ومن الطبيعي أن تظهر الكثير من التشضيات والانشقاقات وهي حالة طبيعية فحالة عدم الإدراك من ناحية ومن ناحية أخرى محدودية عدم الإدراك لمن قاموا بالثورة من الرعيل الأول وعدم استيعابها لممثلي الشارع العام وثواره من الكوادر والنخب العالية المستوعبة والتي تحمل فكر مغاير مضمونه الحالة المدنية والحضرية ويتقاطع مع فكر (أستريح أستعد) وهم الذين يلتحقون بصفوف الثورة والذين يركنون جانبا اليوم ويرحلون قسرا إلى مراحل مقبلة وهم اليوم يفضلون عدم الصدام بهذه القيادات والتي هي قيادات مفصلية سابقا نكن لها كل الاحترام والتقدير ومكانها مكان آخر ليس ،تعلمه هي والشارع العام كذلك يعلم أين موقعها في هذه الثورة الجنوبية التي لا محالة منصورة ولكنها يقينا ليست قيادة بل مواكبة ومصاحبة لهذه المرحلة السياسية الحضرية والمدنية فمنها من استطاعت المواكبة وسيطرت وكبحت جماح فكرها الخاضع للنظرية العسكرية الصرفة .

كما أن المرحلة الماضية نتيجة لهذا الخوف وما يتعامل معها المحتل نجدها تفقد صوابها مع ضغط الشارع العام وردات فعلها غير موزونة لذا تزداد تشبثا فارضة قيادات من النوع الذي لا يتوافق وطموحات التوجه العام للشعب الجنوبي ومصالح ثورته وثواره .

ونتيجة لما سبق ذكره تكبر الفجوة بين الشارع العام ويكبر التناقض فيما بين خطابها السياسي الممل والذي لا يواكب بالطبع مطالب الجماهير وحاجاته .. ونتيجة لما تعانيه من ضغط المحتل المتعدد الألوان ومن ضمنه المادي وضغوط الشارع وحالة المد الثوري وتشبثها بالقيادة وعدم مواكبتها وقدرتها على استيعاب المطالب الثورية نجدها تنزلق لمخططات تتناقض مع عملها الثوري فتسقط فريسة للهزيمة أو التعامل والتخابر وهذه حالة طبيعية فعلى خط سير حركة نضالنا الثوري التحرري سيتساقط العديد منها خلال مراحل عملنا التحرري حتى تحقيق طرد المحتل .

لقد شاهدنا في الماضي القريب ومن قيادات حراكنا الثوري وقياداته وهي من تملك الشارع في الماضي وخفت قبضتها نتيجة لما سبق ذكره أن توجهت نحو أقصى شمال الشمال باليمن وفي مدينة صعدة بالتحديد علها تجد حلا لمعاناتها مع الشارع الجنوبي الثوري وزخمه المتصاعد مع اختلاف التجربة في الوسائل والطرق المتبعة علها تستنبط أو تسدى لها النصيحة وهي الأهم ولكن ليس هناك العلاج والمعالج المتخصص .

فالجنوب مختلفا كل الاختلاف في صميم جوهر ثورته ولا ينطبق عليهم قول عدو عدوي صديقي ولا ينطبق عليهم حليف تكتيكي ولكن نتمنى أن يكونون حلفاء مرحليين وعلى المدى البعيد الاستراتيجي .. ونحن ننتظر منهم قولا وفعلا الكثير من التوضيحات لنبني عليها مستقبل علاقاتنا كشعبين يقطنان المنطقة فلم نجد إلى اليوم من خلال التواصل والزيارات المتكررة للمحافظات الجنوبية ومنها المكلا شيئا من الايجابيات على هذا ولكن نأمل أن الزمن كفيل بتوضيح ما نجهله أو ما يتوقعون أننا نجهله ونحن ننتظر منهم الكثير خاصة وأن الخطاب السياسي للحوثيين لازال متخلف وكذا وجهة نظرهم تجاه القضية الجنوبية بشكل تفصيلي ونحن ننتظر أفعالا والزمن كفيل بتوضيح ما خفي .

لقد قدم الشباب الجنوبي وكوادر الثورة الجنوبية مثالا حيا يحتذى به في احتفالات الثلاثين من نوفمبر المجيدة في المعلا وهو الشارع العام الرئيسي وكان من خلال الشارع الرئيسي العام للمعلا أن سددت ضربة قوية لقيادات الماضي والتي عليها أن تستوعب اليوم وغدا وقد قدمت مشكورة كل ما لديها ولا تستطيع تقديم المزيد فهذه طاقتها فلتستريح جانبا وتراقب وتنصح وتوجه وتصوب إن استطاعت من خلال التجربة المتراكمة لديها وليس هذا بمنقصة أو مذمة بل منقبة لها ذلك فهي تخدم شعبها وثورتها .
كما أن المهرجان بسيئون العاصمة للوادي وعمق الجنوب قدمت مهرجانا عملاقا ولكن واكبه خطابا سياسيا باهتا لا يتوافق ومتطلبات المرحلة فالجميع داخليا للنخب والعامة وخارجيا إقليميا ودوليا منتظرين سماع خطاب سياسي موجه على مستوى راقي معبر عن الحالة الثورية ومواكب للزخم الثوري وقد زامن هذا زيارة لأطراف اليمن الجميع ينتظر ممن قاموا بتلك الزيارات تبريرها وأطلاع الجميع على نتائجها كما قامت بزيارة لأطراف حضرموت فشلت سياسيا في كسبها وقت الزخم الثوري الكاسح ونحن من سيعمل على إنجاحه اليوم قبل غدا .

أن الشارع الرئيسي للمعلا قد صار مثالا يحتذي به وسيكون الجنوب من اليوم وغدا كله شارع المعلا الرئيسي فليس بالجنوب إلا شارع واحد رئيسي وهو المعلا وسيكون الجنوب كله شارع المعلا الرئيسي من المهرة حتى باب المندب وعلى كل القيادات من نخب تتحمل المسئولية والتي على عاتقها كل المسئولية التاريخية عليها تتحمل مسئوليات المرحلة الحالية والمقبلة وأن تتحمل مسئولية توجيه الشباب وقيادات الشارع المفصلية وتبدأ بتصويب الثورة فقد شذت قياداتنا كثيرا ووجب التصحيح الثوري الداخلي لحركة سير ثورة حراكنا الجنوبي ..
وأنها لثورة حتى النصر .
السبت 3ديسمبر 2011م
بقلم ..
أحمد سالم بلفقيه