لشري
2011-12-01, 07:17 PM
في ذكرى نكبة الجنوب: من الاستقلال الوهمي الى الاستعمار الرسمي
30 /11/2011
بقلم : الأستاذ أكرم أحمد باشكيل
في القاموس السياسي تأتي مفردة الاستقلال متلازمة مع مفردة الاستعمار فلا يذكر استقلال دون ان يسبقه استعمار وعلى قدر الثاني يأتي حجم الاول ... وهذه العلاقة يفهمها منظري الاصطلاح في العلوم السياسية حيث لا يمكنهم ان يقبلوا بالمطلق مفردة استقلال تطبيقاً على جغرافيا الا وتقع تحت طائلة الاستعمار بالمصطلح الحرفي له ...
من هنا فقط ندخل في خارطة الجنوب السياسية لنتلمس مقاصد هذه التطبيقات السياسية عليها بالمعنى الاصطلاحي لتلك المفردات لا بمعنى الهوس السياسي القائم على نظرية كفاح الرفاق ضد الوجود الاستعماري الذي غذيت به عقول وشارك فيه للأسف المستعمر ل (عدن ) كقاعدة بريطانية هي الوحيدة من بين كل اراضي الجنوب العربي ينطبق عليها هذا المسمى وهو ما يجعلنا نعيد قراءة التاريخ بحالة من التدقيق والتمعن لمجريات الاحداث حينها بكل تجرد من نزوات ونزعات الماضي التي وجدت وسادت هذه التصورات فيه بعفوية ام بعمل دبر بليل كما يقولون ...
ولقد مرت موجات من النضال ضد ( المستعمر )على عموم اطلاق الحكم في اللفظ وجاءت على غير موعدها مرحلة ( الاستقلال ) - كما اطلقت على العموم - التي تخلقت في رحم غير طبيعي وبنطفة غير ابوية وكانت من نتائجها الارتماء بالأم والمولود معا في حضن أجنبي آخر لا يفقه من معاني التربية ولا الأبوة شيئا غير أنه راعيا مرحليا بامتياز...!! وظلت الحالة على ماهي عليه وربما في التوصيف أسوأ وقد أستبدل الذي هو أدنى بالذي أدنى منه وضاعت معاني ما يبحث عنه الساسة في الاستقلال الوهمي ...
ولان الامور تراكمت وتراكبت بشكل تراجيدي من الاخطاء المزمنة فلم تنتج عنها سوى ذلك الحطام الهلامي تحت ظلال الفردوس القومي المفقود لا المشروع الذي يطمح له الجميع مهما قدموا من تنازلات كما فعلها جمال عبد الناصر ... وهو ما أتت أكلها في البسط والسيطرة الجديدتين على كل شيء في الجنوب العربي ... وقد مكنهم هؤلاء في كل شيء وبشكل رسمي وقانوني دون أدنى مراعاة لا لإرادة الشعب ولا أخذ الحيطة القانونية في مجمل هذه الاتفاقيات وكان من نتائجها ان اكلنا يوم اكل الثور الابيض وذهبنا الى حيث ما ارادونا في استعمار مذل لا يقر به العالم اليوم علينا ...
وهكذا عدنا لنبحث عن الاستقلال الحقيقي الذي ننشده بكل الوسائل في ظروف بالغة التعقيد دوليا واقليميا.. وهي مفارقة عجيبة تنم عن عدم وعي بما يحيط ويدبر لنا... لكننا مع ذلك نجد ذات الشخوص وبنفس الخطاب القديم الذي عفى عليه الزمن وتجاوزته الاحداث والمراحل يطلون علينا مكررين اخطاءهم واجندتهم وكأنهم لازالوا يمتلكون تفويضا رسميا منا ...او ان ذلك التفويض القديم لايزال يتمتع بصلاحيته القديمة تلك التي عفى عليها الزمن ...!!
لا أدري باي حال اصف هؤلاء ... هل لايزال النزق السياسي يستهويهم حد الهوس او ان الكراسي لها من القدرة الاستلابية العجيبة التي يصعب عليهم مفارقتها في الوقت الذي يرون هذه الزعامات بكل هيلمانها تتساقط كقطع الشطرنج ..!!
لا اجد اجابة بقدر ما ابث خوفي على هذا الوطن الى اين يذهبون به هذه المرة وفي أي حضن سيرتمي من احضان المومسات السياسية بكل اشكالها...
ابث هذا التخوف وانا اشاهد واقرأ جملة الافرازات السمجة التي يفرزها مشهدهم السياسي العقيم بكل تداعياته دون مراعاة لمعاناة وآلام وتضحيات هذا الجيل الذي ينبغي ان تسلم له الراية ويعودون الى صمتهم كما كانوا ويتركوا الوطن فله رب يحميه ...!!
30 /11/2011
بقلم : الأستاذ أكرم أحمد باشكيل
في القاموس السياسي تأتي مفردة الاستقلال متلازمة مع مفردة الاستعمار فلا يذكر استقلال دون ان يسبقه استعمار وعلى قدر الثاني يأتي حجم الاول ... وهذه العلاقة يفهمها منظري الاصطلاح في العلوم السياسية حيث لا يمكنهم ان يقبلوا بالمطلق مفردة استقلال تطبيقاً على جغرافيا الا وتقع تحت طائلة الاستعمار بالمصطلح الحرفي له ...
من هنا فقط ندخل في خارطة الجنوب السياسية لنتلمس مقاصد هذه التطبيقات السياسية عليها بالمعنى الاصطلاحي لتلك المفردات لا بمعنى الهوس السياسي القائم على نظرية كفاح الرفاق ضد الوجود الاستعماري الذي غذيت به عقول وشارك فيه للأسف المستعمر ل (عدن ) كقاعدة بريطانية هي الوحيدة من بين كل اراضي الجنوب العربي ينطبق عليها هذا المسمى وهو ما يجعلنا نعيد قراءة التاريخ بحالة من التدقيق والتمعن لمجريات الاحداث حينها بكل تجرد من نزوات ونزعات الماضي التي وجدت وسادت هذه التصورات فيه بعفوية ام بعمل دبر بليل كما يقولون ...
ولقد مرت موجات من النضال ضد ( المستعمر )على عموم اطلاق الحكم في اللفظ وجاءت على غير موعدها مرحلة ( الاستقلال ) - كما اطلقت على العموم - التي تخلقت في رحم غير طبيعي وبنطفة غير ابوية وكانت من نتائجها الارتماء بالأم والمولود معا في حضن أجنبي آخر لا يفقه من معاني التربية ولا الأبوة شيئا غير أنه راعيا مرحليا بامتياز...!! وظلت الحالة على ماهي عليه وربما في التوصيف أسوأ وقد أستبدل الذي هو أدنى بالذي أدنى منه وضاعت معاني ما يبحث عنه الساسة في الاستقلال الوهمي ...
ولان الامور تراكمت وتراكبت بشكل تراجيدي من الاخطاء المزمنة فلم تنتج عنها سوى ذلك الحطام الهلامي تحت ظلال الفردوس القومي المفقود لا المشروع الذي يطمح له الجميع مهما قدموا من تنازلات كما فعلها جمال عبد الناصر ... وهو ما أتت أكلها في البسط والسيطرة الجديدتين على كل شيء في الجنوب العربي ... وقد مكنهم هؤلاء في كل شيء وبشكل رسمي وقانوني دون أدنى مراعاة لا لإرادة الشعب ولا أخذ الحيطة القانونية في مجمل هذه الاتفاقيات وكان من نتائجها ان اكلنا يوم اكل الثور الابيض وذهبنا الى حيث ما ارادونا في استعمار مذل لا يقر به العالم اليوم علينا ...
وهكذا عدنا لنبحث عن الاستقلال الحقيقي الذي ننشده بكل الوسائل في ظروف بالغة التعقيد دوليا واقليميا.. وهي مفارقة عجيبة تنم عن عدم وعي بما يحيط ويدبر لنا... لكننا مع ذلك نجد ذات الشخوص وبنفس الخطاب القديم الذي عفى عليه الزمن وتجاوزته الاحداث والمراحل يطلون علينا مكررين اخطاءهم واجندتهم وكأنهم لازالوا يمتلكون تفويضا رسميا منا ...او ان ذلك التفويض القديم لايزال يتمتع بصلاحيته القديمة تلك التي عفى عليها الزمن ...!!
لا أدري باي حال اصف هؤلاء ... هل لايزال النزق السياسي يستهويهم حد الهوس او ان الكراسي لها من القدرة الاستلابية العجيبة التي يصعب عليهم مفارقتها في الوقت الذي يرون هذه الزعامات بكل هيلمانها تتساقط كقطع الشطرنج ..!!
لا اجد اجابة بقدر ما ابث خوفي على هذا الوطن الى اين يذهبون به هذه المرة وفي أي حضن سيرتمي من احضان المومسات السياسية بكل اشكالها...
ابث هذا التخوف وانا اشاهد واقرأ جملة الافرازات السمجة التي يفرزها مشهدهم السياسي العقيم بكل تداعياته دون مراعاة لمعاناة وآلام وتضحيات هذا الجيل الذي ينبغي ان تسلم له الراية ويعودون الى صمتهم كما كانوا ويتركوا الوطن فله رب يحميه ...!!