المسعودي اليافعي
2011-11-26, 03:12 PM
يعد التاريخ أهـم مكون من مكونات الهوية الوطنية للمجتمعات , فهو يعطيها صفاتها وميزتها الخاصة بها دون سـواها , ذلك ... كون التاريـخ ممارسة ثقافية ذات خصوصية لارتباطها بالأرض والفـرد والجماعة , وإذا ما نسي الفـرد أو الجماعة ماضيها وطمس تاريخها من ذاكرتها تصبح في أضعف حالاتها حيث تنعدم ثقتها بنفسها ويصيبها الشعور بالدونية تجاه الآخـر , فيصيـر سلوكها إزاء ذلك الآخـر سلوك المهـزوم تلقائيا ومن دون مواجهة . أما الإنسان الذي يعـرف نفسه ويعي ذاته فإنه يتصـرف تجاه الآخـر على قـدر من الثقة بالنفس التي تميـز سلوك كل من يعـرف تاريخه جيـدا , فالمعـرفة هي دوما السبيل إلى العمل الصحيح وبلوغ الندية مع الآخـر .
يقـر أساتذة علم الاجتماع السياسي بأن تلك الحقيقة تقترب من أن تكون بديهية , ومن المهم جدا على الأفـراد والجماعات , سواء كانت أمة أو شعب أو قبيلة أن تحـرص على تلقين أبنائها تاريخ الأجـداد , فالهوية الوطنية لأي مجتمع هي في نهاية الأمـر محصلة الخبرات في رحلتها عبر الزمان , ومعرفة قصة هذه الرحلة من الضرورات الملحِّة التي تعين ذلك المجتمع على معـرفة ذاته , والتاريخ هو قصة هذه الرحلة عبر الزمان بالنسبة لكل مجتمع من المجتمعات أينما وجـد .
ولأن ماضينا أو جـزء منه على الأقل , هو الذي يجب أن يشكل حاضرنا , كما أن حاضرنا من ناحية أخـرى سوف يكون أساساً لمستقبلنا , فإن معـرفة مكونات الماضي وأساسياته هي التي تقودنا إلى التصـرف على نحو سليم في الحاضـر لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة , وهذا ما يلزمنا أولاً لبناء تلاحم وطني جنوبي يمكنا من تحقيق الهدف المنشود .
تأتي المعـرفة بالذات من خلال الوعي الحقيقي والصحيح بالتاريخ , فذلك الأمـر يبعث على الثقة بالنفس وعـدم التهوين بها , كما يحـول دون التهويـل من شأن الآخـر والانصياع له . هذا ما أصابنا في الماضي حين توهّم البعض إنه يمكن لبلادنا أن تنهض داخل القوالب السياسية والاجتماعية والثقافية المستعارة من نماذج الاشتـراكية السوفيتية والقبلية اليمنية , التي تمثل نتائجها أمام أعيننا جميعاً وأثبتت فشلها الذريع , السبب : إن هذه التجارب لم تكن نتاجاً للتطور التاريخي الموضوعي في بلادنا وإنما كانت نتاجاً للتطور التاريخي الموضوعي في كلا من الاتحاد السوفيتي والجمهورية العربية اليمنية .
لقد كان الفشل حليف تجربتي حكم سابقتين في بلادنا , الأولى هي فترة حكم الحزب الاشتـراكي اليمني , والثانية ... هي فترة حكم نظام الجمهورية العربية اليمنية الذي بدأ بالوحـدة ثم تحول إلى احتلال للجنوب , لأن الأولى تجاهلت الخصائص التاريخية لبلادنا , ولأن الثانية حوّلت الوحـدة المزعومة إلى احتلال ... فساد الاستبداد والظلم والقهر والسلب والنهب بدلا من العدل والإنصاف والمواطنة المتساوية , وعادت بالوطن والمواطن الجنوبي إلى درك مخيف من التخلف والفقـر والظلم وربما إلى حافة الانهيار , نتيجة التردد وغياب وعي المواطن الجنوبي بحقيقة ذاته ماضيا وحاضرا .
يقـر أساتذة علم الاجتماع السياسي بأن تلك الحقيقة تقترب من أن تكون بديهية , ومن المهم جدا على الأفـراد والجماعات , سواء كانت أمة أو شعب أو قبيلة أن تحـرص على تلقين أبنائها تاريخ الأجـداد , فالهوية الوطنية لأي مجتمع هي في نهاية الأمـر محصلة الخبرات في رحلتها عبر الزمان , ومعرفة قصة هذه الرحلة من الضرورات الملحِّة التي تعين ذلك المجتمع على معـرفة ذاته , والتاريخ هو قصة هذه الرحلة عبر الزمان بالنسبة لكل مجتمع من المجتمعات أينما وجـد .
ولأن ماضينا أو جـزء منه على الأقل , هو الذي يجب أن يشكل حاضرنا , كما أن حاضرنا من ناحية أخـرى سوف يكون أساساً لمستقبلنا , فإن معـرفة مكونات الماضي وأساسياته هي التي تقودنا إلى التصـرف على نحو سليم في الحاضـر لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة , وهذا ما يلزمنا أولاً لبناء تلاحم وطني جنوبي يمكنا من تحقيق الهدف المنشود .
تأتي المعـرفة بالذات من خلال الوعي الحقيقي والصحيح بالتاريخ , فذلك الأمـر يبعث على الثقة بالنفس وعـدم التهوين بها , كما يحـول دون التهويـل من شأن الآخـر والانصياع له . هذا ما أصابنا في الماضي حين توهّم البعض إنه يمكن لبلادنا أن تنهض داخل القوالب السياسية والاجتماعية والثقافية المستعارة من نماذج الاشتـراكية السوفيتية والقبلية اليمنية , التي تمثل نتائجها أمام أعيننا جميعاً وأثبتت فشلها الذريع , السبب : إن هذه التجارب لم تكن نتاجاً للتطور التاريخي الموضوعي في بلادنا وإنما كانت نتاجاً للتطور التاريخي الموضوعي في كلا من الاتحاد السوفيتي والجمهورية العربية اليمنية .
لقد كان الفشل حليف تجربتي حكم سابقتين في بلادنا , الأولى هي فترة حكم الحزب الاشتـراكي اليمني , والثانية ... هي فترة حكم نظام الجمهورية العربية اليمنية الذي بدأ بالوحـدة ثم تحول إلى احتلال للجنوب , لأن الأولى تجاهلت الخصائص التاريخية لبلادنا , ولأن الثانية حوّلت الوحـدة المزعومة إلى احتلال ... فساد الاستبداد والظلم والقهر والسلب والنهب بدلا من العدل والإنصاف والمواطنة المتساوية , وعادت بالوطن والمواطن الجنوبي إلى درك مخيف من التخلف والفقـر والظلم وربما إلى حافة الانهيار , نتيجة التردد وغياب وعي المواطن الجنوبي بحقيقة ذاته ماضيا وحاضرا .