من مناضلي حرب التحرير الى مناضلي الحراك السلمي

[نصير المقهورين]

لا اعرف من اين ابدا بعد ان جالت في خاطري ذكريات ماضية كنا فيها شهود ما شفناش حاجة في تزوير التاريخ ولم نكن ندرك يومها ان هذه الاساليب هي اسلوب حياة لدى البعض
حينما كنا في منتصف السبعينات طلابا كان بيننا طلابا يتقاضون رواتب كونهم من مناضلي حرب التحرير ولم نكن نعر الامر ذلك الاهتمام لاننا كنا نعتقد انهم يتقاضون رواتب بدلا عن اهلهم او احد اقاربهم لكننا عندما وصلنا الى الجامعة اصبح زملاءنا هولاء يضيفون في تاريخ حياتهم انهم هم من مناضلي حرب التحرير وان الرواتب تدفع لهم بناءا على نضالهم من اجل الثورة .
وبدأنا نعيد التفكير كيف لهولاء المواليد في اعوام 58-59-1960م ان يكونا مناضلين في ثورة قامت عام 1963م امر عجيب!!!!!!!!!!
لكتشف بعد كذا ان الامر بالوراثة وبالاحقية وان هذا امر مقدس لا يجوز نقاشه لان النقاش فيه تشكيك في رجالات الثورة ومناضليها وصمتنا لانه لا صوت يعلو فووق صوت اصحاب الثورة

اليوم خرجت جماهير شعبنا دون ادعاء من اي احد بدات بحركة احتجاجات تصدى لها بعض المتقاعدين مطالبين بحقوقهم وربنا يسرها لنا ان جعل الشاويش يرفض الاعتراف بهذه المطالب مما زاد من الغضب ويتوسع ويشمل كل فئات ابناء الجنوب ليرفع صوته ويطالب بحقه في وطنه واستعادة هويته الجنوبية
الشاهد على هذه المقاربة هو اننا اصبحنا نقرأ قبل كثير من الاسماء المناضل ابن المناضل فلان بن علان والوطني ابن الوطني علان بن فلان واصبح لدينا مراكز اعلامية لتوزيع هذه الالقاب على اسلوب شركات الدعاية والعلاقات العامة التي تستخدمها الشركات وحتى الدول في تجميل صور الفاشلين منها وتحسين موقعها

ما يخيف هنا ليس ان يمنح هذا الاخ لقب مناضل او مكافح او غيرها ولكن الخوف ان يصدق هلواء انفسهم ويبدأون يعتقدون انهم كذلك وبالتالي يجتمع حولهم او معهم مجموعة من البلاطجة ويفرضون اتاواتهم على الاخرين والاتاوات هنا ليس بالضرورة المال انما التصفيق والدعاية لنجد انفسنا امام زعماء عصابات يتصدرون المشهد السياسي الجنوبي وليس قادة منتخبين
ومن هنا علينا ان نتخيل مشهدنا يوم ذاك وهم يسلحون هذا ويصنفون ذاك عميل دحباشي عميل اصلاحي عميل فيدرالي عميل لدولة توجو العظمى
قليل من الحكمة قد تجنبنا شئ من هذا المشهد المأساؤي