المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خارطة طريق مشتركة لتيار الفيدرالية وتيار فك الارتباط هل توافقون عليها؟


نصير المقهورين
2011-11-10, 12:04 AM
هذا المووضوع كتبها اخونا فضل عبدالله احمد ويرى فيه مدخلا مناسبا للجنوبين كي يتفقون على كلمة سواء


مشروع خارطة طريق
((.....خطوة في الطريق إلى استعادة وحدة الحراك الجنوبي))

المقدمة:
ثوابت القضية الجنوبية يعرفها القاصي والداني وتتلخص بعبارتين : فك الارتباط و التحرر من الاحتلال و هذان الهدفان لا يمكن تحقيقهما إلا بطريقتين لا ثالث لهما : عودة الاستقلال التام للجنوب أو فيدرالية شطرية(شمال وجنوب) من العيار الثقيل جداً((قد يقول قائل و هل في الفيدرالية عيارات؟ فأجيبه بالقول: نعم الفيدرالية مفهوم مطاط جداً و تحتمل العديد من العيارات تبدأ من الخفيف جداً و تتدرّج حتى نصل إلى الثقيل جداً ! ... والذي لا يعرف هذه المعلومة أنصحه أن يعتزل السياسة فوراً !!)).
و هنا توجد أشكاليتان صغرى و كبرى ... الصغرى تتعلق بهذه الفيدرالية الشطرية (الثقيلة العيار) حيث يستحيل الحصول عليها بطريقة تفاوضية... لأن العملية التفاوضية بالضرورة تستلزم حلول وسطية ! ... ما أقصده هو ان التفاوض سيمنحك بالكثير فيدرالية شطرية من العيار الخفيف أو المتوسط(إذا أفرطنا بالتفاؤل) وهذه قطعاً لن تحقق أهداف وثوابت الحراك الجنوبي ... و الحل لهذه الأشكالية بسيط جداً عنوانه(فيدرالية شطرية غير تفاوضية)!!
أما الأشكالية الكبرى و الأهم فتتعلق بالانقسام حول أي الطريقين سنسلك !! .. ففريق الأستقلال له حيثياته القوية وجمهوره وكذلك فريق الفيدرالية(الثقيلة) له حيثياته القوية و جمهوره أيضاً (( المقصود هنا الفيدرالية الثقيلة التي حدد بعض ملامحها بيان القاهرة وكذلك حزب الرابطة)) .. و كل منهما واثق من صواب رؤيته ... والمصيبة الكبرى إذا تصادم الفريقان و حاول أحدهما أزاحة الآخر بالعنف ((مثل هذه الأقصاآت مع الأسف تكرر حدوثها بتاريخنا المعاصر))..النتيجة ستكون قطعاً ضياع الجميع و ضياع الجنوب(و كثير يعرفون أن هذا ليس مجرد تخويف!).
لذلك فبدلاً من الاصطدام و ضياع الفريقين .. الحل البديهي لهذه الإشكالية هو أن يتفق الفريقان ودياً على أن يبدأ أحد الفريقين بالمحاولة ويستخدم طريقته والآخر يؤازره لفترة محدودة (ثلاث سنوات على سبيل المثال) فإذا فشل يتوقف عن استخدام طريقته ويبدأ الفريق الآخر يستخدم طريقته الأخرى و الفريق الآخر يؤازره !
حسناً .. فلنفترض أن الفريقين أتفقا على أن يبدأ أحدهما ... ستبقى حل أشكالية من سيبدأ أولاً ... نعود مرة أخرى للبديهيات وببساطة من المفترض أن الذي طريقه أقصر و تكاليفه أقل هو الذي سيبدأ لأنه من الغباء أن تسلك الطريق الطويل و الأكثر كلفة !! و عندك طريق مختصر !! ... كما أن وضعنا المزري تحت الاحتلال يحتم علينا أن نسرع بالخطى!((ألا ترون ديك المحتل وهو يغرد فوق كل رأس؟!!)). واضح هنا أن فريق الفيدرالية هو الأقرب لهذه الشروط ولذلك عليه أن يبدأ المحاولة !
أنطلاقاً من كل هذه المعطيات أقترح مشروع خارطة طريق توافقية لكلا الفريقين تقودنا إلى تحقيق أهداف و ثوابت الحراك الجنوبي كما يلي:

المتن:
1. يجتمع كوادر و خبراء(متخصصون) من الفريقين المذكورين أعلاه(الأستقلاليون و الفيدراليون) ليكوّنوا ورشة عمل موحّدة تعمل على صياغة تفصيلية لمشروع الحل الفيدرالي(شمال و جنوب) ويصيغوه (أي المشروع) كما يشتهي الجنوبيون و يحقق مصالحهم و بالحد الأقصى من الضمانات و الضوابط الدستورية و الفوق دستورية! و عند الانتهاء من صياغته يُدعى لمؤتمر وطني خاص بالجنوبيين فقط لا يستثني أحداً على الأطلاق من طيف مكوناته وهيئاته(بما في ذلك الجنوبيون الوحدويون غير الحراكيين) لمناقشة و تعديل(إذا في ضرورة)ثم إقرار ما توصل إليه الخبراء المتخصصون من صياغة لمشروع الحل الفيدرالي ((وإذا لزم الأمر استفتاء عام لكل الجنوبيون حول المشروع فلا بأس)).
2. يقدم مشروع الحل الفيدرالي الذي تم إقراره في المؤتمر الوطني إلى الممسكين بزمام السلطة بصنعاء (أي كان لونهم) ليخيّرون بين الموافقة على هذا المشروع الفيدرالي الثنائي (دون أي تعديل بالمطلق و كأنه قرآن منزل) ومن ثم يتم تطبيقه بكل دقة وبجميع الضمانات الواردة في المشروع و التي ارتضاها الجنوبيون لأنفسهم.... أو الخيار الثاني و هو فتح باب التفاوض على المشروع الفيدرالي الثنائي و لكن بشرط قبول (السيناريو السوداني) .. ما معناه أن نتفاوض على فيدرالية شطرية توافقية من نوع ما وثم تطبق لبضعة سنوات وفي نهايتها للجنوبيين حق تقرير المصير بالأستفتاء العام لكل جنوبي أما بالاستمرار بالفيدرالية أو الحصول على الأستقلال الكامل للجنوب. و تمنح سلطة صنعاء مهلة مدتها ثلاث سنوات كحد أقصى لاختيار وتطبيق أحد هذين الخيارين!!
3. إذا رفضت سلطة صنعاء كلا الخيارين في البند الثاني(أو حتّى تلكأت و ماطلت) عندها يتم أغلاق ملف الفيدرالية ويتراجع الفيدراليون إلى الخلف ويتقدم الأستقلاليون لقيادة النضال السلمي و كل جمهور الحراك يؤازروهم...((ذلك لأن المزاج العام لجمهور الحراك بشقيه الاستقلالي و الفيدرالي لا يستسيغ الكفاح السلمي الطويل و المرهق في سبيل الفيدرالية...فقط الأستقلال من يستحق البذل والتضحية دون حدود))
4. وإذا جاوز الظالمون المدى و لم يتمكن الجنوبيين من تحقيق الاستقلال بالنضال السلمي خلال ست سنوات(3+3) عندها يدعى لمؤتمر وطني جنوبي للنظر في دراسة طرق و أساليب نضالية أخرى لتحقيق أهداف و ثوابت الحراك الجنوبي.

.....و ملاحظتان ختاميتان
الأولى: ما ورد أعلاه مجرد مشروع خارطة طريق مطروح للنقاش .. أقدمه لجماهير الحراك الجنوبي عامة وللشباب منهم خاصة.. و هي محاولة لعل وعسى ... كما أنني اعتبرها لفت نظر للأهمية القصوى لمسألة الدخول في تفاصيل الحلول المقدمة للقضية الجنوبية وعدم الاكتفاء بالخطوط العريضة والشعارات البراقة ... ولأن كل حكماء العالم أكدوا أن الشيطان دائما يوجد في التفاصيل... فلن نتوحد كجنوبيين قبل أن نقلع الشيطان بالتوافق على التفاصيل ... يا شباب الجنوب لا تسمحوا لأي قائد مهما كانت كارزميته و قدراته أن يقودكم في طريق ليست واضحة معالمه... فثقافة الاكتفاء بالثقة بالقائد والإيمان به ثقافة لا تنتمي لعصرنا الحديث فهي ثقافة قديمة مندثرة من مخلفات قرون الأنحطاط!!.
الثانية: أنا كاتب هذه الخارطة أميل لخيار الفيدرالية لأسباب براجماتية وليست أسباب عقائدية (أيديولوجية) – (بالمناسبة كل نكبات الجنوب تسبب بها المتأدلجون العقائديون)- حتى أنني لا أرى حرج من أعطاء خيار الاستقلال الأولوية بشرط أن يتوفر له خارطة طريق براجماتية قابلة للتطبيق و عملية .. ولكنني كمتابع لما يجري على الساحات الجنوبية وصلت إلى قناعة تامة بأن النزعة الأستقلالية الجنوبية قد تحولت إلى نزعة أيديولوجية(عقائدية) عمياء! ... أقول هذا و أنا مسؤول عن كلامي!! مع عميق أسفي.
أمعقول هذا؟؟ مرة أخرى يبرز قرن الأيديولوجيا الصماء البكماء العمياء .. هل نحن ناقصين نزعات أيديولوجية أضافية فوق الذي معانا !! ... فنحن الجنوبيون قد لُدغنا من جحر الأيديولوجيا مرة بعد مرة ........!! ولن نسمح بأن يتكرر الأمر.
نحن الجنوبيون سقطنا في بئر الوحدة الأندماجية أثناء سيرنا معصوبي الأعين برباط الأيديولوجيا....فما بال هولاء المتأدلجون الجدد يرقصون ((البَرَعْ الأيديولوجي)) في قاع البئر!! متوسمين الخروج مبترعين! متقفّزين! .... ما هذا العبط؟ .... يا قوم!! لن تخرجوا من ورطتكم التاريخية هذه إلا بالتسلّق البراجماتي البطيء والمؤلم!!
خطورة النزعات الأيديولوجية أنها تمزق و تشتت الصفوف ونحن الجنوبيون في مرحلة تاريخية حرجة جدا وبأمس الحاجة للتوحد...أضرب لكم مثلاً للتوضيح : لو اجتمع أصلاحي براجماتي و أشتراكي براجماتي و سلفي براجماتي و رابطي براجماتي و مؤتمري براجماتي على مائدة مستديرة ليتحاوروا حول قضية خلافية ستجد أنهم سيصلون إلى حلول توافقية بسهولة أكبر بكثير من العقائديون المتأدلجون من نفس هذه الأحزاب والجماعات.
خلاصة الخلاصة أرفعوا رايات البراجماتيين(بكل أصنافهم) و نكّسوا رايات المتأدلجين(بكل أصنافهم).....تفلحوا !!!!!!
مع تحيات أخوكم: فضل عبدالله أحمد