المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شباب الثورة ونظرتهم إلى القضية الجنوبية


بركان الجنوب
2011-10-18, 09:28 AM
شباب الثورة ونظرتهم إلى القضية الجنوبية
ماهر درهم


الاثنين 17 أكتوبر 2011 01:13 مساءً



اقرأ للكاتب
ماهر درهم
بعد أن حققت الثورتين التونسية والمصرية هدفهما وأسقطتا نظامي الرئيسين مبارك و بن على تواصل ما بات يعرف بربيع الثورات الشعبية العربية وتوسعت الدائرة لتشمل بلدان جديدة كليبيا واليمن ومؤخرا سوريا .

ومع دخول الثوار الليبيون إلى العاصمة طرابلس وبكلفة باهظة قدرها الثوار بأكثر من 30 ألف شهيد حتى الآن لكن النصر كما يقدر مراقبون بات قاب قوسين أو أدنى ليسدل المشهد على أطول نظام عربي مستبد .

لكن الحال في اليمن بدأ مختلفا تماما فمنذ مطلع العام الجاري وخروج مئات الآلاف من الشباب في اغلب محافظات اليمن خصوصا في الشمال للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 3 عقود . ومع ازدياد وتيرة العنف وحدة المواجهات بين النظام اليمني ومناوئيه في المناطق الشمالية وخاصة في العاصمة صنعاء حيث توسعت دائرة الاحتجاجات وانشق كثير من الموالين لصالح

وأعلنوا انضمامهم إلى ثورة الشباب المطالبة بإسقاط النظام بدأت السلطة في اليمن تضيق ذرعا من توسع الدائرة وعدم مقدرتها على مواجهتها .بغير العنف فقام بارتكاب عدة مجازر سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى ليتطور الصراع إلى استهداف واستهداف مضاد بمحاولة اغتيال الرئيس صالح واقرب مساعديه في حادثة مسجد النهدين وما تبعا من تداعيات خطيرة تكاد تصل بالبلد إلى حافة الانهيار الكامل.
غير أن الاحتجاجات في الجنوب قد أخذت منحا مختلفا تماما خصوصا بعد انخراط الحركات الاحتجاجية بعدن في إطار الحراك الجنوبي المنادي بفك الارتباط بين جنوب اليمن وشماله وبرغم التعتيم الإعلامي الذي فرض على سير الاحتجاجات في الجنوب خوفا مما رأت أطراف دولية وإقليمية انه قد يؤثر سلبا على ثورة الشمال المنادية بالتغيير وبالتالي أطاله أمد الاحتجاجات ما يعني بقاء نظام صالح فترة أطول.

وحيث أن الجميع بات يدرك مطالب الجنوبيين المغايرة تماما لمطالب شباب الثورة اليمنية في الشمال بعد ان وقعت ثورة الشباب في خطأ أراه استراتيجيا باستعدائها الحراك الجنوبي وتصويره على انه قد انتهى وذاب وتلاشى الأمر الذي سقناه سابقا ما استفز قاعدة الحراك الشعبي في الجنوب ودفعهم بالخروج إلى الشارع لما قال ناشطون فيه انه ظهور النية المبيتة لطريقة التعامل مع الجنوب وقضيته من قبل قيادات الثورة الشبابية

في الشمال. ) حيث يقول الكثير من أبناء الجنوب أنهم تعرضوا للظلم والاضطهاد من قبل نظام صنعاء خصوصا بعد حرب 94م ودخول القوات الشمالية الجنوب والتي استباحت ا الأرض والثروة والإنسان وأنهت بالتالي اتفاقية الوحدة بموجب قراري مجلس الأمن 921و931والقاضيان بان الوحدة لا يمكن أن تفرض بالقوة ومع تمادي النظام الشمالي المنتصر في حرب 94 واستمراره بنهب خيرات الجنوب و تسريح أكثر من 120 ألف من الموظفين من أعمالهم مدنيين وعسكريين من الجنوبيين.

وبالتالي فان أبناء الجنوب يصفون القوات الشمالية المتواجدة على أرضهم بقوات الاحتلال ، ومع تواصل المعاناة والإقصاء والتهميش الذي يقول الجنوبيون أنهم تعرضوا له كان نتاج هذا كله ظهور الحراك الجنوبي السلمي في 2007م الذي بدأ بمطالب حقوقية مثل عودة المسرحين قسرا إلى وظائفهم وعودة الأراضي والممتلكات المنهوبة إلى أصحابها لكن تجاهل الحكومة اليمنية لهذا المطالب أدت إلى إن تتحول هذه المطالب الحقوقية الى مطالب سياسية تنادي صراحة بفك الارتباط واستعادة الدولة .
وقدم ابناء الجنوب من اجل هذا المشروع آلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين الذين تم قتلهم بالمظاهرات السلمية وهم يرفعوا اعلام دولة الجنوب . ومع انطلاق الثورة الشبابية المطالبة باسقاط نظام الرئيس صالح تعاطف الجنوبيين وبشكل كبير مع هذا الثورة واستبشر بعضهم خيرا بأن يتم إعادة صياغة الوحدة بما يضمن الشراكة الحقيقة للجنوب ،غير ان التيار الفاعل والمؤثر في الشارع الجنوبي هوتيار الرئيس البيض واالمنادي صراحة بفك الارتباط ما يعني ان دوامة الصراع في اليمن لم تبدأ بعد وسيناريو مابعد رحيل صالح سيكون مختلفا تماما عما قبله .