المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الحرية . . .


أبو غريب الصبيحي
2008-08-10, 10:52 PM
أتصور، أنه لا بد من أن نتفق على تعريف مبدئي لمعنى الحرية، حتى لا تتداخل حدود الأشياء ،وتضطرب الرؤية، ويختلط اللون الأبيض باللون الأسود.

وأول ما أتصوره، هو أن الحرية هي حركة فردية داخل دائرة الجماعة. وهذه الجماعة يمكن أن تكون أسرة، أو قبيلة، أو جمعية، أو مدرسة، أو وطناً. ومعنى هذا أن الحرية هي خط هندسي ضمن دائرة ، وليست أبداً حركة في الفراغ أو في المطلق.

وكما أن البحر محدود بالشواطئ، والريح محدود بالجبال، والأنهار محدودة بضفافها، والطائرات محدودة بمدارج الصعود والهبوط ..والعصافير محدودة بمساحة أجنحتها، فإن الإنسان هو الآخر

محدود بمسؤوليته.

واستعمال الحرية، كاستعمال المستحضرات والعقاقير الطبية، لا يمكن أن يكون بغير مقاييس

ومعايير وضوابط. وإلا كانت الحرية قاتلة.

وللحرية دائماً جانبان متعادلان. جانب يختص بنا، وجانب يختص بالآخرين. وكل محاولة منا

لنسيان الجانب الآخر، يفقد الحرية معناها الأساسي، ويجعلها طغياناً.

لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً بغير شك.. ولكنهن لم يلدننا في الغابة، وإنما ولدننا في إطار بيت،

وأسرة، ونظام اجتماعي نشترك في تأسيسه مع الآخرين.

إن بريطانيا مثلاً، بلد حر، ولكن الفرد البريطاني، أثناء مزاولته لحريته، يبقى ملتزماً باحترام

حرية الآخرين، ولا يقفز فوقها. وبمعنى آخر أن المواطن البريطاني ليس سوى نغمة في

السمفونية الانكليزية.

وقد عرفت الأنظمة الاستراكية، كيف تصقل حرية الفرد، وكيف تمنع تجاوزاته، وكيف تسيطرعلى غريزة الطمع المركبة فيه.. بحيث تأتي حرية المجموع أولاً، وحرية الفرد ثانياً.

أما في الأنظمة الليبرالية، فإن الفرد يتصرف كوحش لا يتورع عن أكل كل ما يصادفه من أرض ومصانع وبر.. وهو يعتقد أن الحرية التي يتيحها له النظام الليبرالي، تمنحه الحق في أن يمدساقيه على رقبة البشرية، ويسحق برأسماله الخرافي واحتكاراته عظام المعذبين في الأرض...

إن الحرية بحر لا ساحل له ..يركبه الرواد والمكتشفون، ويركبه القراصنة وسمك القرش..

ونحن بالطبع نرفض الحرية التي ينادي بها سمك القرش.. لأنها تقوم أساساً على الجريمة،

والنشل ، والمتاجرة بلحوم الآخرين ..

إن التاجر الذي خبأ في حرب تشرين أكياس السكر والرز والطحين، وباعها بضعف أسعارها هوسمكة قرش..

وصاحب مستودع الأدوية الذي ضاعف أسعار القطن، والشاش، والمصل التي احتاج إليها

الجرحى خلال حرب تشرين، هو سمكة قرش..

وأصحاب مستودعات الخشب، والحديد، والورق، الذين جمعوا خلال الشهور الأخيرة ثروات

خرافية لم يجمعها روكفلر، ولا أوناسيس، ولا آغاخان، ولا أي مهراجا هندي.. هم أسماك قرش

لا زالت تتنزه على شواطئ البحر الأبيض المتوسط..

هذه أتفه أنواع الحريات وأحقرها.

إن الحرية عندنا، تفترض أنه لا يوجد على ظهر الأرض سوانا...

فنحن نقود سياراتنا على أساس أن البشر لم يخلقوا بعد .. وأن مصانع السيارات لم تُنتج سوى

سيارة واحدة هي التي نركبها نحن..

والحرية عندنا، معناها أن نجعل العالم كله أملاكاً خصوصية لنا، وأن نشتري جميع تذاكر السينما ونمدد أرجلنا على جميع المقاعد.. ونشتري كل الأدوية الموجودة في الصيدليات.. وكل الخبزالموجود في الأفران.. وكل السمك الموجود في البحر.. وكل النساء الجميلات في العالم، ونعلقهن كالفراشات المحنطة، على جدران أنانيتنا...

إن الحرية هي محصول حضاري لا يعرفه إلا المتحضرون.

فالثعبان لا يعطى الحرية لأنه لا يحسن التصرف بها..

والذئب لا يمكن أن يدعي الحرية لأن تكوينه الأساسي تكوين عدواني.

والقرصان لا يمكن أن يتكلم عن الحرية، لأن غايته الأساسية هي أن يغتال البحر والمسافرين...

والرجل الذي يذبح شقيقته، أو زوجته ، أو ابنته، بتفويض من مجتمع الثأر والعقد الجنسية لا

يمكنه أن يصرخ أمام المحكمة: "أنا حر". لأن الحرية لا تعطينا تفويضاً بالقتل.

وكذلك الكاتب، والشاعر، والروائي، والصحافي، لا يمكنهم أن يقامروا بالكلمة، ويبيعوها جارية في سوق النخاسة، بدعوى أنهم أحرار. لأن الكتابة ميثاق شرف ثلاثي بين الكاتب، وبين ضميره، وبين من يقرأونه. وكل خيانة لهذا الميثاق تسقط شرف الكاتب والكتابة معاً..

إننا مع الحرية بدون تردد.. ومع الأحرار إلى آخر الشوط.. شريطة أن يكون لهذه الحرية ضابط أخلاقي، وعقلاني، وثقافي، وقومي، يجعلها في خدمة الإنسان، وفي خدمة المثل العليا..

إنه لا يكفي أبداً أن نكون أحراراً ..وإنما لا بد لنا من أن نستحق حريتنا..

نزار قباني ،،،

الجنوب العربي
2008-08-11, 12:02 AM
نعم اخي ابو غريب
‏ ‏
‏ ‏ < { ألحريه } >

‏ الحريه لطالما افتقدناها

‏ الحريه لطالما تمنينا ان نكون
‏ ‏ احرار

لادخل

ولا وصايه لأحد علينا

لا ظلم

لا أستبداد

لا نهب

‏ ‏ لا طمس الهويه

‏ لقد حرمنا من الحريه 0

‏ وحل بدلها ظلم وذل

‏ وحل بدلها اخذ حق بدون وجه حق

‏ حل بدلها ان يأخذ المتنفذ حق الناس الغلاباء

‏ ‏ وان يبقى البريئ في السجون
‏ و المتهم يسرح ويمرح وبمساعدة المسؤلين

‏ حل بدلها ان يقتل أناس أبرياء

‏ خرجوا ليعبرو عن رأيهم

‏ خرجوا ليطالبوا بحقوقهم

‏ خرجوا ليقولوا لا للظلم الذي حل بنا

‏ خرجوا ليلاقوا رصاص الغدر والخيانه رصاص كان يفترض ان يوجه الى صدور من ظلمهم واخذ
كل حقوقهم

اخذ تراب ارضهم الطاهره

اخذ انسانيتهم وتركهم في العراء

اخذ بترول ارضهم

اخذ اسماك ارضهم

اخذ مصادر رزقهم

اخذ اجمل شيئ كانوا يحلموا ان يلاقوه افضل من قبل

‏ كنا احرار شرفا
‏ كنا اناس ضرفا

كنا أناس لا أحد يحمل في صدره
الحقد على اقرب الناس اليه
وسنضل كذلك
ارادو زرع الفتن ارادو ان يتقاتل
الجنوبي مع اخيه الجنوبي
‏ هم ارادو لنا ذلك

حسبوا اننا ضعفا
حسبونا لسنا شرفا

لكن هيهات هيهات

‏ نحن الذين سنستعيد انسانيتنا
نحن الذين سنستعيد ارضنا
نحن الذين سنعلم الذين لا يعلمو
‏ ان الحريه كنز لا يفنى
نحن ابناء الجنوب العربي الحر

مشكور ابو غريب على هذا الموضوع المتميز
تحياتي