المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسين زيد يحيى : ابن جنوبي ضال


حسين بن طاهر السعدي
2011-10-11, 05:28 AM
حسين زيد يحيى

حياة عدن >> وجهات نظر

منذ أن وطئت أقدام الغزاة الانجليز أرض عدن الطاهرة بدأت المقاومة ، التي لم تتوقف يوما لكنه اختلال ميزان القوة لصالح المستعمر يقابله ضعف قوة المقاومة الوطنية لأسباب يعرفها الجميع ادت الى أدامة الاحتلال 129عاما ، ما حصل بعد ذلك انه توافرت ظروف موضوعية وذاتية مكنت ارادة الشعب من الانتصار وتحقيق الاستقلال 30نوفمبر 1967، هكذا نقرأ السفر النضالي التحرري لشعبنا كل واحد لا يتجزأ.
الاشكالية ما بعد الانتصار حيث غاب المشروع الوطني لصالح الصراع من اجل السلطة والذات الانانية , مما ادخل الدولة الوطنية الناشئة نفق التنابز القروي المناطقي القبلي قادها نهاية المطاف للهروب لفخ "الوحدة" الارتجالية الغير متكافئة او ندية في 22مايو 90م.
استفادة من دروس الماضي المرير الحكمة ان نستخلص العبر تجنبا من اعادة انتاجها مرة اخرى , ايضا , بما يؤسس لمقدمات تضمن الذهاب نحو مستقبلا حر وسعيد للجنوب ، فليس كافيا ان تكون قضيتنا عادلة واخلاقية للوصول السلس للانتصار ، من التجربة راينا نضوج العوامل الذاتية كيف اطلقت حراك تحرري سلمي جنوبي رائع بكل المقاييس ؟!
اخفاق القدرة التأثيرية على تجيير العوامل الموضوعية لصالح الثورة السلمية الجنوبية المعاصرة ، قابلة اجادة نظام صنعاء بترتيب علاقاته الدولية والاقليمية مقابل شراكته بالحرب على الارهاب اجهض اندفاعته (الحراك) ، مسائل الاعتراف بها يشكل مدخلا لابد منه لتجاوزها للانطلاق مجددا ، فما يجب التأشير عليه بوضوح وبصوت عال انه مع صوابية (الفكرة) وعدالتها واخلاقيتها كان الحامل السياسي لها وفعله النضالي مخيبا للآمال ودون مستوى (القضية)، حيث مرة اخرى يعاد تكرار اخطاء الماضي بتغييب المشروع الوطني لصالح نزوات البحث عن السلطة والذات تجسدت بعجالة تشكيل مكونات لاحتكار (الحراك) بداخلها ، المحصلة له انها اضعفته عن امكانية استمراريته على التواجد بالساحات كما جسدته فيما بعد ثورات الربيع العربي في تونس ، مصر ، البحرين.. الخ.
لكل حصان كبوة، حسنا، الوجود الموضوعي للقضية الجنوبية قادر على ابداع اشكالاً نضالية توفر اسباب انتصاره ، تمر عبر عودة الوعي الجمعي بالمشروع الوطني المستوعب للكل ، وهو امر سهل التحقق بعد حركة التصالح والتسامح التي ابتدعها الحراك ، لتجاوز طارئ (المكونات) من خلال تأسيس مجلس وطني جنوبي توافقي ، فرصة اخرى للتصالح والتسامح رفضا لإغلاق الباب الجنوبي بل تركه مواربا ، على امل أن لا تتأخر عودة الوعي الى النخب ، مناضلي حركة التحرر الوطني (الحراك) ، رؤساء الجنوب السابقين ، الفعاليات السياسية والحزبية كذا جنوبيي السلطة ، اعتبار ان الجنوب لكل الجنوبيين بالتالي الآمال ان لا نرى (ابن جنوبي ضال) يتخلف عن ركب المجلس الوطني الجنوبي القادم.