المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير : من ينشر رائحة الموت في عدن


حسين بن طاهر السعدي
2011-10-10, 08:52 PM
حياة عدن/عبد الخالق الحود


لم يكن احد يتوقع أن تسقط أبين بأيدي المسلحين وفي اقل من أربع ساعات فقط منتصف مايو الماضي وهي المدججة بألوية عسكرية ومعسكرات للنجدة والأمن المركزي والسياسي والقومي ومراكز للشرطة ومصفحات تنتشر في الجولات ومداخل المدينة تؤمن مخارجها وطائرات تحوم فوق سمائها آناء الليل وأطراف النهار .
وكانت الأجهزة الأمنية والألوية العسكرية آنذاك في أهبة استعدادها نظرا لتمكن المسلحين من السيطرة على مدينة جعار كبرى مدن المحافظة سكانا والتي تقع على مرمى حجر من العاصمة زنجبار , وبرغم تبادل الاتهامات بين الأطراف المتصارعة في السلطة والمعارضة بان المدينة قد سلمت ولم تستسلم فان سقوط المحافظة كلها أو اغلبها في قبضة مسلحي (أنصار الشريعة) كانت له مقدمات وعلامات تتشابه إلى حد كبير والأحداث التي تقع الآن في عدن, فقد شهدت محافظة أبين مطلع العام الحالي ونهاية العام الماضي سلسلة من التفجيرات التي استهدفت معظمها مراكز أمنية ومقار استخباراتية وشهدت إطلاق نار على دوريات عسكرية ونقاط تفتيش أوقعت عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف رجال الأمن واستخدم المسلحون في هذه الهجمات درجات نارية وسيارات مدنية كما تم استهداف عدد من الضباط وقيادات عسكرية بشكل منفرد سواء عن طريق زرع عبوات ناسفة في مركباتهم وتفجيرها عن بعد أو إطلاق النار المباشر عليهم بعد خروجهم من منازلهم أو من مقار أعمالهم .
فقبل عام من الآن وتحديدا في شهر نوفمبر من العام المنصرم نشرت أسبوعية الأمناء الصادرة من عدن تقريرا من محافظة أبين بعنوان الانكشاف الأمني في أحداث زنجبار..دور قاعدي أم صراع مراكز قوى؟ وقال كاتبه في مستهل التقرير " تشهد محافظة أبين حالة انفلات أمني غير مسبوق وصل حد استهداف الأجهزة الأمنية ذاتها في وضح النهار وبخاصة ما حصل من استهداف مباشر لمبان ومقرات أمنية في قلب العاصمة زنجبار راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى من أفراد الأمن هذا التدهور الأمني المخيف الذي آلت إليه الأوضاع الأمنية في المحافظة خلق حالة قلق عام للسكينة وهز السلم الأهلي وخلق حالة من الذعر والخوف بين أوساط المواطنين خوفا على حياتهم وممتلكاته" وسبحان مغير الأحوال فلو قسنا ما قيل في سياق التقرير السابق على الوضع الحالي في محافظة عدن لوجدنا أن الوضع يكاد يكون مشابها إلى حد كبير إن لم يكن مطابقا .

من ينشر رائحة الموت في عدن:

وعلمت الصحيفة من مصادرها ان ما يقارب ال80 عنصر من أنصار المسلحين الذين يسيطرون على محافظة أبين هم الآن متواجدون في عدن وبحوزتهم أسلحة وذخائر ومتفجرات الأمر الذي يفسر وقوع عدد كبير من العمليات الانتحارية في عدن ابتداء من تفجير سيارة مفخخة يرتل عسكري كان في طريقه إلى أبين لالتحاق بالقوات التي تقاتل أنصار الشريعة على مشارف عاصمتها زنجبار منذ منصف مايو الماضي وهوا لتفاجير الذي أعلن التنظيم مسؤوليته عنه.
ولم تمر أيام قليلة حتى نفذ مجهولون سلسلة عمليات بعبوات ناسفة استهدفت عدد من القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة نجحت بعضها وتم كشف عدد آخر منها قبل التفجير بقليل .
وفي يوم أمس الأول قتل ضابط برتبة رائد وأصيب سبعة آخرين حالة اثنين منهم خطرة بحسب مصدر طبي في مخفر شرطة القلوعة بمحافظة عدن عندما حاول الضابط القتيل وعدد من الجنود نقل العبوة الناسفة التي كانت موضوعة بكيس بداخل سور مبنى الشرطة إلى مكان آخر لتنفجر العبوةوتقتل الضابط وتخلف عدد من الجرحى في صفوف الجنود .
وغير بعيد من مخفر الشرطة المستهدف كان وزير الدفاع اليمني قد تعرض لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة مطلع الأسبوع الماضي قتل وجرح فيها العشرات من أفراد حراسة الوزير الذي نجا من محاولتي اغتيال سابقة قبل اقل من شهر واحد فقط .

علامات استفهام :

هذه بعض الحوادث التي وقعت في عدن خلال الشهور والأسابيع الماضية وهي تعد عمليات نوعية إذا ما قورنت بعمليات أخرى في أوقات سابقة فقد تمكن مجهولون من قتل خبير المسح البحري البريطاني (ديفد ماكلين) مطلع شهر يوليو من العام الحالي وتفجير عدد من العبوات الناسفة في عدد من مقرات الشرطة بالمدينة بما يعني أن هذه الأحداث قد تكون مقدمة وتهية ربما لمحاولة بحجم السيطرة على محافظة عدن .
وبرغم علم الصحيفة من مصادر مقربة من أنصار الشريعة عدم اعتزامها دخول عدن خاصة في الوقت الراهن لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.