المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياعالم أصحوا/ أو انكم متوقعين تلاقوا وطن بمكرمة.....


الصهاريج
2011-09-26, 12:21 AM
القتال بالملح / يوسف أبو لوز

لم يطلب المهاتما غاندي لا دولة ولا استقلالاً من الاستبداد البريطاني الذي كان يربض على صدر الهند في النصف الأول من القرن العشرين، قرن وحيد القرن، أو قرن الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .
كان “الروح العظيمة” يقاوم بالملح والصيام وحتى الصيام عن الكلام، لكن حكايته النضالية ظلت بيضاء مثل لون الملح ولون إزاره الخفيف على بدنه النحيل .

لم يذهب إلى هيئة أمم أو عصبة أمم أو مجلس أمن . ذهب فقط إلى طعامه النباتي ومغزله منتمياً إلى الفقراء والمضطهدين والمظلومين إلى أن جعل التاج البريطاني يتآكل بثقافة المقاومة . الثقافة الأخلاقية أولاً وأخيراً، بل كانت ثقافة غاندي تنهض على عمود فقري فلسفي لو جازت العبارة، وقد تكون ثقافة مستقاة من خلفيته التربوية والعائلية، هو الذي ترك رأس المال يتدحرج من بيت العائلة أو يسقط من صورة العائلة .

لم يضع يده في يد مجرم أو قاتل أو محتل .
كانت الهند تمنعه من ذلك . ضميره وقلبه وأخلاقه كانت رادعاً لأي انكسار أو سقوط قد يفضي به إلى هاوية .

لم يتنازل ولم يتراجع ولم ينم في فندق من خمسة نجوم . نجمته الوحيدة كانت الحرية .
كانت السلطة بالنسبة إليه هي سلطة الثقافة التي يؤمن بها إلى حد الموت، وبالفعل، مات غاندي وهو بطل وأيقونة ورمز .

طريق الحرية التي مشى عليها لم تكن مرصوفة بالأوسمة والسجاد الأحمر . كان يدخل السجن ليخرج منه أكثر صلابة، وأكثر ثقة بقضيته وأشد إيماناً بعدالة ما يفعل .
ذلك هو مربط الفرس كما يقولون، القضية .

كان غاندي يحمل قضية ولم تكن قضيته تحمله .
قضيته لم تجعل منه زعيماً إلا في حدود الإيمان والثقة بما يفعله، هذه الثقة التي اعطاها له الفقراء والمنبوذون والمستعبدون، أولئك الذين قاتل من أجلهم . قاتل بهم وأصر على قتاله “اللاعنفي” إلى أن ذوَّب حديد التاج .

هل يمكن اعتبار المهاتما غاندي أمثولة أو نموذجاً أو خلاصة إيمانية إنسانية حرة يمكن أن يستفيد منها كل من يركض وراء سراب؟
رجال الملح وحدهم يعرفون الجواب .

جريدة الخليج 25/9/2011
http://www.alkhaleej.ae/portal/5798ebdd-a528-4d44-8a47-972bad26b131.aspx

الحالم بالوطن
2011-09-26, 01:08 AM
القتال بالملح / يوسف أبو لوز

لم يطلب المهاتما غاندي لا دولة ولا استقلالاً من الاستبداد البريطاني الذي كان يربض على صدر الهند في النصف الأول من القرن العشرين، قرن وحيد القرن، أو قرن الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .
كان “الروح العظيمة” يقاوم بالملح والصيام وحتى الصيام عن الكلام، لكن حكايته النضالية ظلت بيضاء مثل لون الملح ولون إزاره الخفيف على بدنه النحيل .

لم يذهب إلى هيئة أمم أو عصبة أمم أو مجلس أمن . ذهب فقط إلى طعامه النباتي ومغزله منتمياً إلى الفقراء والمضطهدين والمظلومين إلى أن جعل التاج البريطاني يتآكل بثقافة المقاومة . الثقافة الأخلاقية أولاً وأخيراً، بل كانت ثقافة غاندي تنهض على عمود فقري فلسفي لو جازت العبارة، وقد تكون ثقافة مستقاة من خلفيته التربوية والعائلية، هو الذي ترك رأس المال يتدحرج من بيت العائلة أو يسقط من صورة العائلة .

لم يضع يده في يد مجرم أو قاتل أو محتل .
كانت الهند تمنعه من ذلك . ضميره وقلبه وأخلاقه كانت رادعاً لأي انكسار أو سقوط قد يفضي به إلى هاوية .

لم يتنازل ولم يتراجع ولم ينم في فندق من خمسة نجوم . نجمته الوحيدة كانت الحرية .
كانت السلطة بالنسبة إليه هي سلطة الثقافة التي يؤمن بها إلى حد الموت، وبالفعل، مات غاندي وهو بطل وأيقونة ورمز .

طريق الحرية التي مشى عليها لم تكن مرصوفة بالأوسمة والسجاد الأحمر . كان يدخل السجن ليخرج منه أكثر صلابة، وأكثر ثقة بقضيته وأشد إيماناً بعدالة ما يفعل .
ذلك هو مربط الفرس كما يقولون، القضية .

كان غاندي يحمل قضية ولم تكن قضيته تحمله .
قضيته لم تجعل منه زعيماً إلا في حدود الإيمان والثقة بما يفعله، هذه الثقة التي اعطاها له الفقراء والمنبوذون والمستعبدون، أولئك الذين قاتل من أجلهم . قاتل بهم وأصر على قتاله “اللاعنفي” إلى أن ذوَّب حديد التاج .

هل يمكن اعتبار المهاتما غاندي أمثولة أو نموذجاً أو خلاصة إيمانية إنسانية حرة يمكن أن يستفيد منها كل من يركض وراء سراب؟
رجال الملح وحدهم يعرفون الجواب .

جريدة الخليج 25/9/2011
http://www.alkhaleej.ae/portal/5798ebdd-a528-4d44-8a47-972bad26b131.aspx
كلام درر
تحيه للكاتب في إظهار العمق الانساني والفلسفي
في الموضوع

طائر الاشجان
2011-09-27, 09:26 AM
ما يصلح لأن يكون سلاحاً فاعلاً بيد غاندي كالملح في غابات الهند ليس بالضرورة أن يكون كذلك في يد عمر المختار فوق رمال الصحراء الليبية ، وبرغم انبهارنا من النتائج التي حققتها ثورة المهاتما غاندي إلا أنها ليست نموذجاً استرشادياً يصلح للإستنساخ بحذافيره في كل زمانٍ ومكان ، ويكون هو الطابع الأوحد مبررين لذلك فاعليته في شبه القارة الهندية ، ولكننا نستعيض عن بياض الملح الأبيض بحبر القلم الأسود ، فبموازاة ثورات الشعوب في المشرق العربي ومغربه ، سارت ثورة إعلامية بتكنولوجيا الأقمار الإصطناعية ، وتدفق المعلومات ، ونقل وقائع الحدث بالصوت والصورة إلى المشهد العالمي عبر الفضائيات ، ووسائل الشبكة العنكبوتية " الإنترنت " ، وفي طيات هذه المنظومة التقنية شهادة لمنح ثورة غاندي صفة التفوق لأنها جابهت القهر في غياب هذه التقنيات عالية الجودة .
ما أود قوله هو أن ثورة غاندي عظيمة مثلما هي ثورة عمر المختار كذلك ، لكن الأخرى ليست استنساخاً للأولى فالمعطيات مختلفة كاختلاف البشر ، وربما كانت ثورتنا بعد تجربتها السلمية هذه مؤهلة لأن تكون عمرية مختارية ، فهي الأقرب روحاً إلى شعبٍ يطرب عند سماعه ( نحن لا ننهزم ننتصر أو نموت ) .

تحياتي
طائر الاشجان