المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صبرا باعوم..! بقلم /عبدالخالق الحود


المنظار
2011-09-16, 01:05 AM
صبرا باعوم..!
عبدالخالق الحود


إيه أبا فادي عش كبيرا ومت كبيرا وستبعث إن شاء الله كبيرا يا من علمتنا أن النضال سلاما وجهادا... بذلا وترفعا... زهدا وفطنة... ورعا وسيادة... تواضعا وقوة...رحمة وعدلا. وإذا كان إيمانك بقضيتك تطلب هذا كله فأنت أيها الشيخ الماشي على الأرض نموذجا باهرا لهذا الإيمان فقد سبقت الناس إلى الزنازين ومسيرات لعلع فيها الرصاص وشغلت نفسك بما لا يطيقه إلا الأبطال بين جدران السجون لنرى أبناء الجنوب النور يوما ...وآثرت الجوع وقسوة النوم على صقيع الأرض لتعلو راية الحق التي آمنت أنها حتما ستنتصر .


وإذا كان هناك من يرى أن ما تؤمن به سيدي لن يكون إلا كسراب بقيعة فليكن اتبعانا للسراب كطلّاب حق خير من نصر موشى بالذل والمهانة والمكر والزيف والخداع وإحناء الرؤوس على موائد الثوار الجدد .فقهم أبا فادي بصيرورة التغيير وان مصائر الشعوب ودماء الشهداء لا تهدى بحفنة ترمى على سجاجيد المترفين وجنرالات الفيد وقطاع الطرق واثبت لهم أيها الشيخ أن الثورات لا يدلس على أصحابها ولا تجزأ أهدافها وان لقب المناضل فيها ينتزع ولا يوهب إلا لمن تعفرت قدماه بالتراب على طول ساحات الجنوب وعرضها علمهم أبا فادي أن قوة الحق لا تقبل فيها التنازلات والمساومة و إصدار القرارات ورسم السياسة لا يأتي استجابة لحماسة مؤقتة بل هي خيارات الرجال.

أرهم أبا فادي كيف أعطيت شعبك كل ثوانيك و جوامع اهلك وأمان أسرتك ومستقبلها علمهم أبا فادي أن الصدق في العمل تأتيه أنت قبل أن تطلب من غيرك فعله.

ان الإنسان الذي يعيش مع مسئوليات كبار كتلك التي يتطلبها مواجهة الباطل لنضام جمع كل مثالب أقرانه ونخرة الفساد والظلم والقهر, والسلب والنهب لم يستطعه إلا أنت بعكازك الذي علا فوق أسلحتهم كلها ,وشرايين قلبك المتهالكة كانت أقوى من حبائل مكرهم

أيها الشيخ الدالف فوق الثمانين إن قوتك الحق..

ورب الكعبة أبا فادي ما حملهم على سجنك إلا إيقانهم انك حامل لواء النصر وأمام عينيك رايته وهو ما دفع الشيخ القعيد الشهيد احمد ياسين ثمنه حياته.

فسلعتنا غالية . يا دامي العينين، والكفين! إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقيةٌ ولا زرد السلاسل! نيرون مات، ولم تمت روما... بعينيها تقاتل! وحبوب سنبلةٍ تموت ستملأ الوادي سنابل...

أما نحن أبا فادي فاعذر تقصيرنا فالسجن لمثلك أقيمت أسواره وعلت جدرانه ولنا بكاء الثكالى..