المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبده ربه هادي .. هل يحجب السلطة عن بقايا النظام وسُرّاق الثورة ؟


الجنوب حتئ الموت
2011-09-13, 12:10 PM
المعادلة تغيّرت

عبده ربه هادي .. هل يحجب السلطة عن بقايا النظام وسُرّاق الثورة ؟




إلى وقت قريب بل لا يزال حتى الآن يسود الاعتقاد بأن نائب رئيس الجمهورية في اليمن الفريق عبده ربه منصور هادي لا يمكن أن يضطلع بدور مسؤول ومؤثر لعدم توافر الشروط الذاتية والموضوعية لذلك ، غير أن المراقب الحصيف لكافة المعطيات الراهنة ولاسيما المستجدات الأخير سياسياً وعسكرياً يستطيع القول بأن المعادلة بدأت تتغير بالفعل ، وأن من المتوقع أن يلعب عبده ربه هادي دورا فعالا في المرحلة اللاحقة ولعل هذا الدور سيكون محورياً لجهة حجب السلطة عن بقايا النظام الذين لا يزالون يتشبثون بها وبالقصر الرئاسي والقوة العسكرية وفي مقدمهم أحمد علي وأنجال عمه ومن لف لفهم ، ولجهة حجب السلطة أيضاَ عن الطامحين للقفز إليها عبر سرقة الثورة وادعاء امتلاكها والوصاية عليها والمتاجرة بها والذين دخلوا مرحلة اليأس بعد انكشاف أقنعتهم ووثوقهم من أنهم مرفوضون شبابيا وشعبيا ووطنيا ومرفوضون خارجياً أيضاً بوصفهم معاقل لتفريخ الإرهاب سواءا حزب الإصلاح وبيت الأحمر أم الفرقة الأولى مدرع وبقية رهط الأخوان بنسختهم المشوهة قياساً بالنسخة الأصلية في مصر وغيرها .

آخر أوراق الابتذال التي قام بها ما يسمى مجلس وطني تابع لبيت الأحمر وفرقة حسب الله بعد قيامهم بادعاء مبتذل وتهريجي لقيادة الثورة والوطن واختزال المشهد بهم وبعد أن انفضح أمرهم في هذا السياق أصروا واستكبروا استكبارا وادعوا أيضاً أنهم ليسوا فقط ملاك الثورة والوطن بل ومكافحوا الإرهاب فمن ادعاء علي محسن الأحمر وصلا باللواء 25 ميكا طوال الفترة الماضية بنفسه وبوساطة أبواقه الإعلامية في الداخل والخارج وتبين عدم صلتهم به ، إلى خروجهم عن طورهم وقيامهم بخطوة يمكن وصفها بأنها أكثر ابتذالا من كل ماسبق وذلك بتجاوزهم المهام التي انيطت باللجنة التنظيمية –التي احتكرت هي الأخرى التسميات والشعارات والمنصات وقامت بتأجيرها كصالات الأفراح- فقام مجلسهم اللاوطني وبصورة غير مسبوقة بتسمية الجمعة المقبلة وبشكل مبكر حيث اطلقوا عليها إسم ( جمعة مكافحة الإرهاب) تمسحاً في بلاط السفير الأمريكي علّه يرضى عنهم ويصدقهم ويمنحهم فرصة الوصول إلى العرش .

إنه منتهى الابتذال لمتطرفين إرهابيين يمكن أن يبيعوا كل شيء بمافي ذلك القيم التي يقولون بأنهم يؤمنون بها ويستبدلوها بغيرها زورا وبهتانا فقط من أجل السلطة وحلم الوصول إليها وعلى حساب كل شيء .. أرواح الشهداء والوطن والكرامة والثورة وكل التضحيات .

عبده ربه منصور هادي تصدر المشهد السياسي منذ حادثة النهدين التي شكلت عبئا على الثورة السلمية ومحاولة لحرف مسارها فظن هؤلاء أنهم سيتمكنوا من تجيير الرجل لصالحهم وأن يقدم الولاء والطاعة إلى دار الحصبة ليشاركهم سرقة الثورة مقابل مغنم البقاء كنائب في ظل نظام يتساقط ورئيس محترق ومغادر إلى السعودية بين الحياة والموت ، وليكون هادي وسيلتهم لنقل السلطة من السلف الأحمر للخلف الأحمر ولكن وكما يقول المثل المصري : (جات الحزينة تفرح ملأتلهاش مطرح ) ، فالرجل بداية رفض استقبالهم ثم بعد ذلك تعاطى معهم بمنطق المسؤول الذي يريد ممارسة دوره دون أن يكون تابعا لطرف ، وعندما فشلوا في إقناعه قاموا بذمه وقدحه بعد أن كانوا قد بدأوا بالإطراء له عبر أبواقهم .

وفي الضفة المقابلة بدى أن الرجل يسجل مواقف تعثيرية لخطط بقايا النظام في مسألة الهجوم عسكرياً على ساحة التغيير وقتل المعتصمين السلميين والدخول في معارك مع من يدعوا الانشقاق ويريدون الوصول إلى الحرب الأهلية ليكونوا أمراءها، وقد كشفت التقارير الصحفية عن خلافات دارت في هذا الاتجاه وهدد عبده ربه في أكثر من مرة بمغادرة العاصمة صنعاء إلى العاصمة عدن ، لأنه بالتأكيد إذا ما انشق عن النظام فلن يلتحق بعلي محسن الأحمر كما يظن البعض بل سيلتحق بربعه وأهله في الجنوب .

وفي سياق آخر وعلى صعيد الحرب على القاعدة في محافظة أبين التي ينحدر منها عبده ربه بدى المشهد مختلفاً مع تسجيل انتصار عسكري على العناصر المسلحة هناك والتي تعد كلها صنيعة من صنائع علي صالح وعلي محسن ، حيث كشفت الزيارة التي قام بها السفير الأمريكي بعد الانتصار مباشرة إلى النائب هادي وشكره له لجهوده ودوره أنه هو المعني الحقيقي بهذا الانتصار والأمريكان أدرى فهم من قاموا بمتابعة المسألة استخباراتيا ولاشك أنهم من أنجزوا التغطية الجوية ليتحقق فك الحصار على أبين ، وعلى هذا الصعيد تكشفت أقنعة بقايا النظام وسراق الثورة وكل من حاول أن يسرق انتصارا ليس له فيه لا ناقة ولا جمل بل هم سبب في كل ماجرى لأبين من الأساس .

علي صالح ومن الرياض عمد إلى سرقة الانتصار وتجييره لمصلحة مهدي مقولة في محاولة بائسة لتمييع الحقيقة فقط على المشاهدين السياسيين والمواطنين أما الأمريكان فهم يعرفون جيدا من يستحق الشكر وقد قاموا بفعل ذلك ، وأما ذكر علي صالح لدور هادي فهو محاولة لذر الرماد على العيون وحتى لا تتبين مؤامرته الجديدة لإزاحة الرجل الذي بدأ يحظى بتقدير إقليمي ودولي .

وبحسب صحيفة ايلاف فإن (مصدر قيادي في المؤتمر الشعبي العام قال ان الرئيس علي عبدالله صالح عرض مساء السبت الماضي على عدد من قيادات حزبه الذين التقوه في مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض تعيين العميد الركن مهدي مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية، على ان يبقى الفريق عبدربه منصور هادي الذي رفض (صالح) مقترحاً أممياً بنقل سلطاته الرئاسية كاملة إليه، يبقى نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية، مبديا موافقته على ان يقود (هادي) حوارا مع المعارضة للاتفاق على آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية التي رفض صالح التوقيع عليها مرارا، مبررا ذلك بأن المرحلة تحتاج الى رجل قوي وصاحب قرار يمكن ان يبت في قرارات الحرب والسلم في اللحظات الحرجة "حد قول المصدر" الذي قال ان صالح طرح الموضوع اولا لنقاش وقياس راي قيادات حزبه، ثم لاخذ الموقف القانوني وكيفية تكييفه مع الدستور من قبل وزيري العدل السابقين عبد الله غانم واسماعيل الوزير والوزير الحالي للشؤون القانونية د. رشاد الرصاص الذين حضروا اللقاء بمعية شخصية قانونية غير يمنية حضرت اللقاء بطلب من الرئيس). وهذا يعني أن علي صالح بدأ فعلا يخشى من عبده ربه منصور هادي ويريد إزاحته عسكرياً من خلال ما يصله من تقارير ابنه وأبناء أخيه ، ويرغب الآن بإقصائه بشكل غير مباشر ليقلل من حظوظه في لعب دور في هذه المرحلة الحرجة ، ولأجل ذلك اختاره أن يكون مفوضا للحوار مع المعارضة وهو يعرف أن هذا التفويض هو لإحراق كرته بالكامل لأن من يدخل في حوارات مع المعارضة الشكلية في اليمن التي لا تمثل سوى اصحابها من بيت الأحمر العصيماتية يحكم على نفسه بالفشل لأنه حوار ممجوج ولا طائل منه في ظل الثورة واستحقاقاتها وفي ظل رفض شعبي للسلطة وللمعارضة و للمبادرة ( المؤامرة) الخليجية فضلا عن رفض صالح لها مما يعني رغبة من صالح في تفويض نائبه ليلحقه الفشل واللعنات نيابة عنه .

إلى ذلك أضافت صحيفة ايلاف عن العميد محمد فؤاد بدر السميري وهو احد زملاء العميد مقولة قوله : ان هذا التعيين ( تعيين مقولة ) لو تم فانه قرع لطبول الحرب ومؤشر حقيقي لحرب اهلية طويلة الامد لاسمح الله، لاسيما وان العميد مقولة معروف بانه من العسكريين الاقوياء العابثين، والذي يمكن ان يقوم بأي اعمال هوجاء وغير محسوبة العواقب في سبيل ارضاء الرئيس صالح او تحقيق غرض في نفسه مهما كان صغيرا او حقيرا ويمكن ان يُدخل البلاد في حرب طاحنة.

ووفقاً لكل ماسبق فإن المعادلة من الواضح أنها تتغير ، ويبدو ان أكثر من قرأ المشهد جيداً كان الرئيس علي ناصر محمد وهو زعيم ما كان يسمى الزمرة التي كان عبده ربه عنصرا بارزاً فيها في ثمانينات القرن الماضي حيث ظل ناصر يعول على دور مسؤول لعبده ربه منذ وقت مبكر وحتى آخر مقابلة صحفية له مع صحيفة الشرق الأوسط قبل عيد الفطر المبارك بيوم واحد او يومين .

ليس من السهل التكهن بما سيحدث في قادم الأيام في ظل جنون السلطة وجنون الراغبين في التمسك بها أو الوصول إليها بأي ثمن من آل الأحمر إلا أن المعطى الراهن يكشف أن حظوظ عبده ربه هادي تبدو كبيرة ومرد ذلك ان خطواته كانت محسوبة وهادئة ولم ينجر كلياً لمصلحة بقايا النظام من جهة كما لم يصدق سرّاق الثورة في الضفة الأخرى وتعامل مع الشباب بحيادية وبدون اتباع لخطى الذين يحاولون فرض وصايتهم على الساحات بزعم انها ملكهم وثورتهم كحميد الأحمر ومن شاكله والذين ترفضهم الساحات وينبذهم المجتمع الدولي ، فهل سيبقى عبده ربه هادي يلعب الدور ذاته في حجب السلطة عن بقايا النظام وسرّاق الثورة وهل سيصبر المتعجرفون من الجانبين عليه حتى ينسحب البساط كلياً أم أنهم سيتخذون موقفاً اتجاهه يدفعه للالتحاق بالحراك الجنوبي ؟!.