المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوجه العام في سير مسيرة حراكنا السلمي الجنوبي لاستعادة الدولة


الكاش
2011-08-21, 05:49 PM
أحمد بلفقيه
التوجه العام في سير مسيرة حراكنا السلمي الجنوبي لاستعادة الدولة
التاريخ : الأحد / 21 أغسطس آب 2011

من خلال تجربتنا المتواضعة منذ نشوء حراكنا السلمي الجنوبي نستشف بعض النتائج المستخلصة عبر مسيرة حراكنا ونضاله السلمي لاستعادة الدولة الجنوبية وطرد المحتل اليمني لعل في ذلك فائدة ترجى.

الحراك الجنوبي السلمي هو ثورة شعبية عارمة تمثل مصالح الجنوبيين عامة وهي مستقبل أجيالهم وأغلب عناصر ثوارها هم من الشريحة المتضررة وهم الفقراء وهم الأغلبية الكاسحة والذين يمثلون أكثر من 70% والفقراء وقود كل الثورات في كل بقاع العالم ولا يعني أن الطبقة المتوسطة والغنية بجنوبنا هم لا ينتمون لصفوف ثورتنا بل هم موجودين بيننا يقودون مفاصل الثورة ولكنهم لا يمثلون نسبة كبيرة بين صفوف الشعب الثائر كنسبة طبيعية وهم أصحاب مصلحة كذلك في طرد المحتل.

إن الثورة الشعبية عادة ما تكون قياداتها توجه وتشير فقط ولا تمتلك زمام الأمور بشكل مطلق من الانفلات في بعض مسيرتها بحكم إمكانيات المحتل وقدرته على السجن وحبس الثوار كما أن الاختراق وارد من قبل المحتل وبقليل من الأفراد يستطيعون استفزاز الشارع الغاضب والثائر ويحرفون المسيرات الشعبية عن مسارها الوقتي والآني ولكونهم ثوار لا يستلمون مقابل ثورتهم بل إن ثورتهم الشعبية على حساب قوت عيالهم وعلى حساب بنود أساسية من الإنفاق الضروري لعائلاتهم.

إن التنظيمات السياسية والقوات المسلحة والمليشيات المنظمة هم مجاميع ملتزمة تجاه مصالحها ويكونون مربوطين بما يصرف لهم من أجر أو مكتسبات قد تكون حوافز أو مكافآت تستلم عبر جمعيات أو مؤسسات لذا يكونون منصاعين لقياداتهم خوفاً على مستقبل مواردهم من دخول منتظمة (كالمرتبات) أو كطلاب المدارس حين يسيرون خلف مدرسهم بانتظام مخافة من العقاب..عكس منتسبي الثورة المتمردين على كل القواعد وقوانين المحتل التي شرعها مدمرين كل شيء يعترضهم حتى وإن كان مصلحة لهم ساهموا في بناه وقد يستفيدون منه.

إن الثورات عادة لا تتسم بالانضباط ولا يتسم الثوار بالشارع من خلال مسيراتهم إلا لمن يحترمونه وعادة يكون من خلال رصيد نضالي مكتسب كونه لا يملك القدرة على المعاقبة وفرض الأوامر لذا فالقائد هو من يساير ويماشي وينزل حتى يوصل المعلومة والفكرة للجموع الشعبية والجماهير ربما تعي مصالحها وقد لا تستطيع التعبير عنها ولكن من يفهمها من القادة هو من يستطيع فهمها والتعبير عن مصالحها ومستقبل أجيالها ومن هنا نجده يكون أكثر طاعة كما أن الثوار قد يحرفهم مستفز واحد ويمشون خلف شخص واحد قد يكون مندس ليحكمهم بعد ذلك السلوك الجمعي والجماعي الى أماكن لا يجب أن يكون فيها وربما يكون استدراج ولكن ذلك قد يحدث بفعل استفزاز بسيط يستطيع المندس الاستفادة من هذا الحدث ولكنها الثورة وهكذا هي الثورات اندفاع قد يكون غير محسوب العواقب.

لذا فالقادة يعلمون علم اليقين عندما تتعارض وتتناقض مصالح الشعب وجماهيره المستفيدة من الثورة أصحاب المصلحة الحقيقية من طرد المحتل سيتجاوزهم ثوار الشارع وجماهير الثورة كقيادة وهذا ما ثبت بالتجربة للمناضلين المتساقطين في مرحلة ومسيرة الثورة ومن خلال حراكنا السلمي فقد خسر أعلام رصيدهم المتراكم عبر السنين بعد اتخاذهم موقف غير مدروس يتعارض مع مزاج الشارع ويكون نتيجة لهذا الموقف أن يخسر الشارع ونسبته الكبيرة التي كان يحظي بها ولاستعادة مكانته القديمة يحتاج لإمكانيات وجهد كبير قد لا يستطيع استعادة موقعه السابق.

لذا فالثورات الشعبية عادة ما تكون عارمة تكتسح من في طريقها وتتجاوزه وإن كانت سلمية فلربما قد تتسم بالعنف تجاه من يناقضها ويتعرض لمصالحها حتى وأن لم يخطط لها ذلك.

كما أن الثورات السلمية عادة تكون مستعدة على تقديم التضحيات بدون احتساب لتقدير عوامل الكلفة والربحية.. فلا شيء يعترضها حتى تبلغ هدفها المنشود من الثورة وهو طرد المحتل فقد تستمر الثورات طويلا خاصة للبلاد الخاضعة للمحتل من أجل طرد الاحتلال.. ولكن هذا ليس من خلال تجربة ثورتنا السلمية الجنوبية فالأمور تتصاعد بشكل سريع ومضطرد فقد صارت ثورتنا قريبة من استعادة الدولة وطرد المحتل.