المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال هام جدا للمهندس علي نعمان المصفري: رؤية واقعية لتجنب الأنزلاق الى الهاوية


نورس الجنوب
2011-08-09, 08:10 AM
شبكة الطيف الإخبارية » الأخبار » منبر الطيف

رؤية واقعية لتجنب الأنزلاق الى الهاوية
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الثلاثاء 09-08-2011 05:46 صباحا





المهندس علي نعمان المصفري*
كثر الحديث واللغط والخلط بين الأوراق في ساحات العمل السياسي على مستويات عدة في ساحات التغيير لثورة الشباب وساحات التحرير في الجنوب وعلى مستوى الأقليم والعالم, ولم يتم أستيعاب القضايا الماثله لقضية الجنوب واليمن, أنهما نتاج واقعين مستندين على عصبيتين ونتاجهما عقليتين مختلفتين تماما. في الجنوب عقلية تقبل الدوله وتستوعبها وأخرى في اليمن عقلية ماقبل الدوله.
ولأيضاح ذلك علينا من أستخدام المنطق بأقرار الواقعين والعقل الواعي والناضج الحكيم بمحتوى شفافيته وجدليته في تطوير ثقافة الأعتراف بالآخر وقبوله والخروج من نفق الأقصاء والتهميش والعنف ونبذه بكل أشكاله. ليشكل المنطق أرضية العقل في التفكير الصحيح كوسائل مهمه في أيجاد المعالجة الصائبه بعيدا عن العواطف والتخمينات والتأويلات التي أستقرت بتعمد عدم فهم وأستيعاب الواقعين, وركدت بنا عند قاع بحيرة مآسينا التي أفقدت شعبي الجنوب واليمن قدراتهم في قراءة صحيحة لمعاني ومفاهيم العصر وخلق فضاءآت واسعة للتحضر والتطور أمام الشعبين لأزاحة جليد التخلف والجهل والفقر والخروج الى رحاب العصر الحديث.
ولذلك عندما وجد شعب نفسه الجنوب قد وقع تحت خديعة, كان لابد لأرادته المستوحاه من حيويته, لتكون مصدر زاد بقدرة نهوضه الحتمي لمواجهة التحديات و تلك المؤامرات التي أحاطت به على مدى تاريخه بعد أستقلاله في 30 نوفمبر 1967 ودفع على أثرها ضرائب باهضه لم يحصد منها سوى العذاب والمعاناة التي أصبحن في كل بيت شاهد على هذا المشهد الأنساني الكارثي الذي عمّ الجنوب من شرقه الى غربه, دونما أن تستجيب له كل الأطراف المعنية عربيا ودوليا.
لذلك كان لابد لشعب الجنوب من خلق آلية تحرره عبر وسائل النضال السلمي كحركة شعبية بدأت من الجنوب ومن قلب عاصمته عدن منذو 7 يوليو 2007 , قبل تونس ومصر وكل ثورات الربيع العربي.
ولم يدر أحدا ظهره اليه في الأقليم والعالم. وظل يبحر الى الحياة بقوة أرادته وبعزيمة أهله البسطاء الكريمين وسط صمت مطبق وتعتيم سياسي وأعلامي بل وحتى على مستوى اليمن, لم يلفظ واحدا منهم كلمة حق.
ظل الجنوب شعبا ينزف بالقتل والجرح والأعتقالات, رغم تواصلنا بملفات جرائم النظام اليمني التي أرتكبها بحق شعب الجنوب المسالم, صوت وصورة الى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الأنسان الدولية. وحتى وصلت هذة الجرائم مستوى جرائم ضد الأنسانية لبشاعتها. عكستها بوضوح زيارة اللجنة الدوليه لحقوق الأنسان الى مسرح هذة الجرائم. وتم تقديم تقرير بها الى الأمم المتحدة لكننا لم نرى حتى دخان يرشح عنها. برغم تبلور مثيلات تلك التقارير في قرارات دوليه من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وحتى الجامعة العربية عبر أمينها السابق لم تبدي حتى أيضاح لموقف أدانة لتلك الجرائم وذهب العرب وجامعتهم الى صنعاء يتباكون على مشروع قتلته عصابات نظام صنعاء تحت جنزير الدبابه في 7 يوليو 1994 عندما وقع الجنوب شعبا وأرضا تحت أحتلال همجي لايعرف التاريخ الحديث‪ ‬مثيلا له حتى الفلسطيني على الرغم من تهجيره ومصادرة أرضه الا انه أحتفظت له اسرائيل بالهويه؟.
وفي الوقت ذاته بارك العرب وجامعتهم أنفصال جنوب السودان وأحتفلوا جذلين بهذا الأنجاز التاريخي العظيم حسب شعورهم بينما جنوب السودان لم يكن دوله عبر التاريخ المعروف.
تركوا الجنوب بين أشواك قدرة الصعب يواجه مصيره بأرادته ومعتمدا على قناعاته في المعالجة لأستعادة الدوله الجنوبيه والهويه الجنوبية العربية المستوطنه في وجدانه عقيدة ثابتة لاتلين.
وعندما أنطلق قطار الجنوب نحو التحريردعونا الأخوة في اليمن الى النهوض بنفس مستوى الحراك الجنوبي وأستيعاب متطلبات المرحلة وشرطيات توفير آليات وأدوات العمل الثوري السلمي قبل ثورتي تونس ومصر.
لكن وللأسف لم تستوعب حتى ثورة الشباب خصوصيات الحراك وعقلية وعصبية شعب الجنوب. وكأن أسقاط نظام الرئيس صالح هو الخروج من المأزق القائم دونما الولوج في القضية الجنوبية ومفرداتها تلك التي تتميّز فيها عن عقلية ماقبل الدولة التي لازالت تحكم اليمن عبر القبيلة والعسكر والأجهزة والعصابات. وربط مصير شعب الجنوب عند تلك العقلية وحبسه لتتجمد حركة التطور التاريخي الأنساني.
كان المفترض أن تعتمد ثورة الشباب على توحيد القيادة والهدف على مستوى ساحات التغيير لحماية الثورة نفسها من قوى الثورة المضادة تلك التي ركبت موجة الثورة في ساحات التغيير عبر عناصرها المتمثلة في بقايا النظام المتهالك وقوى المعارضة التقليديه والقوى العسكرية القيادية المنشقة والعنصر القبلي وقوى الأسلام السياسي وبعض من عناصر الأنتهازية والرأسمال الطفيلي الذين يريدون ضمان موضع لهم في المشهد السياسي برمته؟. وهم يجهضون مضمونها ويريدون الأجهاز عليها بخروج السلطة من أسرة صالح الى قبيلة حاشد. وتتحول الثورة والحراك الى صراع حول السلطة فقط والأمثلة حيّة في الصادمات المسلحة في أبين وصنعاء وأرحب ونهم ومناطق عديدة بحيث تحولت الصورة للمشهد بقدر فرض القوة يتشكل على نحو جيو سياسي يخدم مصالح الثورة المضادة ولا يلبي حقوق شعبي الجدنوب واليمن.
لهذا لابد للحراك من توحيد الصف لمكوناته عبر أصطفاف يفي متطلبات أستحقاقاته في أستعادة حقوقه المسلوبة عبر جسد أنتقالي ينظم ويشرف و يضمن سير الوصول الى الهدف وبالنسبة لثورة الشباب من توحيد القيادة بمعزل عن عناصر الثورة المضادة به. والتعاطي مع الوضع القائم كل على حدة وفق واقعهما عبر الأستفادة من تجارب وأرهاصات المراحل السابقة. وتفويت الفرص على المندسين لتسريع عجلة الأنجاز لأهداف الثورة, وبالمقابل يتم ذلك على مستوى مكونات الحراك الجنوبي؟
وعلى أبناء الجنوب أقتنا ص الفرصة في التعامل بمسئولية أن في وحدتهم قوتهم لتحريرأرضهم ومن يحاول تكرار شطحات الماضي وأدراك أن شعب الجنوب لا يغفر لهم وسيظل بأنيابه ومخالبه متمسك بحقوقه مهما كانت الصعاب.
وأعتراف ثورة الشباب من الآن على واقع تقرير شعب الجنوب لمصيرة دون وصاية وعدم رهن أسقاط نظام صالح سبيلا لأزالة معاناة شعب الجنوب وأنتهاء قضية شعب الجنوب عند هذا الأسقاط الذي تتداوله بعض الأوساط السياسية هذة الأيام؟. حتى لا تتحول الثورة الى كابح تطور الجنوب وقضيتة العادلة ووسيلة أستغلال وأستعباد وأضطهاد تستمر في أستنساخ أحتلال نظام علي عبدالله صالح للجنوب. وحتى لايبقى الجنوب سجينا في معقل أفكار التطرف الفكري والنظري المغامر الذي لازالت مآسيه ماثلة في محنة شعب الجنوب منذو 22 مايو 1990 وحتى اللحظة. فالثورة تحرير وحريه وخبز وكرامه.
من الأهمية بمكان العمل على ايجاد صيغة تفاهم تنسيقي لتبادل الخبرات بين ثورةالشباب والحراك السلمي الجنوبي يحميهما من أية أنتكاسات قادمة تنالهم من أعدائهم؟.
هنا يتم رسم صورتي الواقعين عبر ما يفرضه المشهدين السياسين وابرازهما على النحو الذي ليس فقط يعالج المشكلتين بل ويعطي كل ذي حق حقه في توفير البئية السياسية المناسبة لأستيعاب أستحقاقات الحراك وشعب الجنوب وكذا ثورة التغيير؟
ولهذا ينبغي عدم النظر الى المشكلة كمشكلة واحدة بل مشكلتين؟ لكل منهما خصوصية تختلف عن الأخرى؟ خصوصا بعدما فشلت عملية مشروع التوحد في 22 مايو 1990. لكون أن أتفاقيات التوحيد لم تعد صالحة أطلاقا وفقدت شرعيتها لحنث الطرف اليمني بها عبر فرض حرب 1994 الظالمة على الجنوب وأحتلالة. ويتجلى هذا التجاهل لقضية شعب الجنوب بوضوح تام في تعميم المشهد على الكل والتركيز على الأحداث في أطار الصراع القائم في اليمن وعدم تسليط الضؤ حتى على الخبر ونقله في وسائل الأعلام المختلفه متناسين الجنوب وقضيته على الرغم من عتقها.
وطالما الآن نظام صالح يتساقط ويتهاوى ويلفظ آخر أنفاسة والأقليم والمجتمع الدولي يبحثون على أيجاد حل لخروج البلاد والعباد من هذة المحنة لابد من أقتناص هذة اللحظة التاريخية التي نضجت بفعل التراكم الكمي والنوعي لمعاناة الناس بحيث الأنهيارات الأمنية والسياسية والأقتصادية والمعيشية صارت تشكل المشهد العام للفوضى وعدم الأستقرار. لهذا يتوجب بالضرورة العمل على تملئتها وتصحيح التوازن من خلال أقرار مشروعية دولة الجنوب منعا لأستمرارية المأساة والأنزلاق الى الهاويه, تجنبا لعدم تكرار ما حدث في تلك البلدان التي غابت عنها شمس الحرية والعدالة كأفغانستان والصومال ودواليك, لتهاون المجتمع الدولي وتأخره في مساندتها, بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى نشؤ تلك الأزمات التي ظهرت على سطح المشهد السياسي وتعذر أيجاد المعالجات لها السيطرة على أوضاع هذة البلدان. لتدخل وضع الدولة الفاشلة التي لايكون ضحيتها شعوب تلك البلدان فقط, بل تحمل المجتمع الدولي أعباء أضافية خصوصا وأن الأقتصاد العالمي يعيش ومنذ زمن ركود وكساد في أزمه حقيقيه لا زالت تسحب نفسها على كل أقطار العالم, وهزت حتى الأقتصاديات القويه وتأثرت سلبيا بها.
ولهذا المعالجة تأتي عبر مايلي:
توفير الضمانات للجنوب ليستعيد دولته وفق هويته بتنسيق دولي يضمن تعزيز الديمقراطية وحقوق شعب الجنوب الأنسانية وضمان مسارها على قدر واسع من أستيعاب الكل في وعاء ديمقراطي يضمن حق الشعب دون أنتقاص بمنهاج علمي مؤسسي كحامل رئيس للنهوض وتعويض مافته من خلال ركود العملية الأنسانية خلال العقدين المنصرمين وأستعادة مكانته في التطور الأنساني.
واليمن يتم الاشراف عليه دوليا اي لبناء دولة المؤسسات بمعزل عن القبيلة وترسيخ مبادئ الدولة الحديثة وآلياتها. والتحول الى مجتمع مدني يسهم في أستيعاب مفهوم الدولة.
وعندها سيعم حتما خير ذلك كل شعوب المنطقة وتتكافل مصالحها بالتتقاطع مع مصالح الأقليم والعالم وضمان السلام والأستقرار ومنع التطرف السياسي والديني وزوال حجج القاعدة والأرهاب.
مادون ذلك خداع للشعوب وضياع وقت والترقيع بعيدا عن موضع الألم؟ والهروب عن المعالجة الحقيقية والمزايدة ليس إلا وتضييع الفرص والأمكانات. ويكون الحل بعيد المنال لكارثة أنسانية لا يدري نهايتها الا الله سبحانه وتعالى؟.
والله من وراء القصد.
*كاتب وباحث أكاديمي
لندن في 8 أغسطس 2011
شبكة الطيف الاخبارية

جنوب احرار
2011-08-09, 09:03 AM
يعطيك الف عافيه دكتور المصفري
قراه سريعه لاكن يبدو لي خلاصه
معاناه شعب الجنوب من 67 الى يومنا هذا
الله يبارك بك ويزيد من امثالك
يحياتي