المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدن عبقرية المكان والحقيقة الغائبة


shrooq
2011-07-17, 09:39 AM
كتب جمال حمدان ذات يوم كتابه " شخصية مصر" وفيه حاول أن يقدم رؤيته حول مكانة مصر ودور الجغرافيا في تحديد أهميتها السياسية والاقتصادية, لقد ربط بين المكان " الموقع" والأهمية السياسية والاقتصادية لمصر.

وعلى أساس منهجية حمدان نحاول دراسة وضع مدينة عدن, وتتبع حالتها من لحظات الانتعاش إلى لحظة النكوص, ونعتقد أنها مدينة أفرغت من مكانتها ودورها بفعل سياسات طفولية طائشة غير مدروسة ونتاج جهل بأهمية موقعها الجغرافي ولا زالت السياسات هذه قائمة لم تبارح مكانها .

احتلت عدن مكانة مرموقة عبر التاريخ, واكتسبت أهميتها من موقعها المميز في خريطة العالم, لكنها في القرنين الفائتين اكتسبت أهمية فائقة بفعل عدة عوامل يمكن تلخيصها بالأتي:

1ـ افتتاح قناة السويس أعطاها أهمية أكبر, جعلها مدينة تلعب دوراً رئيسياً في خطوط الملاحة الدولية اللاحق

2ـ وقوع مصر تحت الانتداب البريطاني بعد فشل ثورة عرابي في منتصف العقد التاسع من القرن التاسع عشر, جعلها مدينة تتوسط المسافة بين قناة السويس والهند, وجميع هذه البلدان كانت ترزح تحت الاحتلال البريطاني.

3ـ زادت أهمية مدينة عدن بعد الحرب العالمية الأولى مما جعلها نقطة أمداد ضرورية للقوات البريطانية.

4ـ بلغت أهمية المدينة ذروتها خلال الحرب العالمية الثانية, وتصاعدت أهميتها بعد استقلال الهند عام1948م وخروج قوات الانتداب البريطاني من مصر بفعل ثورة يوليو1952م والتأميم اللاحق لقناة السويس عام1956م
لقد بدأ اهتمام بريطانيا يتضاعف بمدينة عدن في خمسينات القرن العشرين, فشهدت المدينة نهضة عمرانية واقتصادية وتحول ميناءها إلى ميناء ترانزيت؛ فشهدت المدينة انتعاش كبير في التجارة وحركة الرأساميل وأسست البنوك والشركات, فأضحت مدينة عدن أزهى مدينة في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج العربي. لم تكن تضاهيها أية مدينة في المنطقة. واعتبر ميناءها ثاني أو ثالث ميناء في العالم من حيث النشاط والأهمية.
منذُ العام1967م ـ بعد الاستقلال ـ أخذت هذه المكانة تتلاشى رويداً رويدا, إذ خرجت عدن عن طوق الاقتصاد الرأسمالي العالمي, ودخلت منذئذ في كنف منظومة الاقتصاد الاشتراكي؛ انهارت على أثره علاقة المدينة بالاقتصاد الذي أسسها وأنعشها وفقدت الصلة به. رغم أن المدينة لم تفقد ميزتها المكانية, وكان يمكن لها أن تنهض من جديد عند زوال الأسباب, لكنها ما برحت تعاني من كبوتها رغم زوال أسباب نكوصها منذُ العام 1990م, إلاّ أنها لم تستطع أن تنهض بفعل ظهور أسباب جديدة أعاقت انطلاقتها
مع انهيار جدار برلين عام 1989م وتفكك منظومة الاقتصاد الاشتراكي, وتغير فضاء العالم جيوبوليتيكياً, وزوال ثنائيته القطبية منذُ أغسطس 1991م أزيلت هذه العقبة الكأداء أمام إعادة نهوض المدينة من جديد, لولا دخول النظام الحاكم في مشروع سياسي جديد في 22مايو1990م غير مؤسس على ضمانات قانونية سليمة غلب عليها العواطف وغابت عنها السياسة, حيث سلمت قوى الحداثة والمدنية زمام قيادة مشروع الدولة الجديدة إلى قوى تقليدية, وغاب عن قوى الحداثة أن الحداثة والمدنية لا تبنى إلاّ بوسائل من جنسها, لقد سلمت قوى الحداثة زمام قيادة مشروع الحداثة للقوى التقليدية, انعكس ذلك سلباً على مدينة عدن, وكان ذلك سبباً رئيسياً في كبح جماحها وعرقلت نهوضها من جديد, إذ لم تحسب القيادة في الجنوب حساب المصالح التي تكونت خلال الفترة من 1967م حتى 1990م في المنطقة, حيث تشكلت على أساسه مجموعة مصالح في المنطقة, وحلت مدن أخرى بديلة للدور الذي قامت به مدينة عدن سابقاً, ذلك الأمر مهد لصراع جديد يمكن أن نطلق عليه صراع مدن محلية وإقليمية, أنشأت مدينة دبي الحرة التي جمعت مصالح أفراد عديدين في المنطقة بما فيها النخبة التي حكمت اليمن بعد94م, فكان لابد أن تقف هذه النخبة الحاكمة ضد عودة عدن للعب دورها, فزرعت العراقيل أمامها, واختلقت المشاكل لهذه المدينة, لأنها مدينة تتميز بموقع جغرافي لا تحتاج من أجل عودتها للعب دورها سوى لإرادة وطنية حقيقية وصادقة, ولما كانت هذه الإرادة مفقودة لأنها تتعارض مع المصالح الخاصة للنخبة الحاكمة, ومصالحها المتكونة مع مدينة دبي وهناك أخبار متواترة تقول بأن شخصيات نافذة تستلم إتاوات من حكومة دبي مقابل زرع العراقيل أمام هذه المدينة. وأن ما شهدته هذه المدينة منذُ العام 94م حتى الآن من عراقيل يبرهن على صحة ذلك. ناهيك عن إرساء مناقصة تشغيل الميناء " الفضيحة" لشركة دبي يؤكد هو أيضاً هذا الاستنتاج. وهناك سبباً أخر لا يقل أهمية عن سابقه, حيث تقاطعت مصالح النخبة الممسكة بزمام الدولة الجديدة مع النظرة التقليدية الضيقة وغير الوطنية, أخذت تنظر بضيق أفق وتتواطأ مع آخرين تزرع العراقيل أمام نهضة مدينة عدن. حيث جرى زرع العراقيل أمام هذه المدينة, لأن نهوضها يؤثر على مصالح نخب إقليمية وداخلية, كما سيترك أثره على ميزان القوى الاقتصادية المتكونة في المدن اليمينية الأخرى, ولما كان ضرر نهوض مدينة عدن على مدن أخرى ومصالح تكونت داخل اليمن أستمر التأمر على المدينة, أي أن نهضة عدن سيترك أثره على نهضة المدن الأقرب إلى عدن, ستتحول ميزان الثقل التجاري والنشاط الاقتصادي إلى هذه المدينة, الأمر الذي سيجعلها مدينة للتحولات السياسية اللاحقة, أي أن قوى الحداثة ستتصدر فعل التحولات على حساب القوى التقليدية في المجتمع, وهذا ما لا تريد القوى التقليدية حدوثه.
(منقول )

ذو رعين
2011-07-17, 09:58 AM
لازال التجار كبار السن في جدة يتذكرون بضائعهم التي كانوا يستوردونها من عدن وخاصة اقمشة القطن التي كانت افضل جودة من القطن المصري
والجيل الانجليزي الجديد لايعرف عدن واين تقع واجدادهم سكنوها مايقارب قرن ونصف من الزمن
تعاون الجنوبيين بعد الاستقلال على محو اسم عدن من خطوط الملاحة
وبعد 94 تعاونت الدول واصحاب النفوذ في النظام على محو اسم عدن من الخريطة

صقر المرفدي
2011-07-17, 01:29 PM
عند زيارة احد الاخوه الخليجيين وهو من اصول يمنيه الى عدن كان هذا عام 1991 فوجئ بتلك اللوحات التي تحمل اسماء شركات عالميه عملاقه في عالم الشحن والتموين والتجاره واستغرب وجودها في عدن منذ اربعين سنه بحكم انها لم تدخل الخليج الا منذ سنوات قليله فهل نعيد لتك المدينه اعتبارها متى ياترى ؟؟؟