المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الخلود الرغبة والرهبة


ياسر السرحي
2011-07-06, 08:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة الخلود
القبر : أول منازل الآخرة , حفرة نار للمنافق والكافر , وروضة للمؤمن , ورد العذاب فيه على معاصي منها : عدم التنزه من البول والنميمة والغلول من المغنم والكذب والنوم صلاة وهجر القرآن والزنا واللواط والربا وعدم رد الدين وغيرها من المعاصي وينجي منه العمل الصالح الخالص لله ، والتعوذ من عذابه ، وقراءة سور الملك وغير ذلك ، ويعصم من عذابه : الشهيد والمرابط والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم .
النفخ في الصور: هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه :نفخة الفزع قال تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ{ فيخرب الكون كله ، وبعد أربعين ينفخ نفخة البعث قال تعالى} ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }

البعث : ثم يرسل الله مطرا تنبت منه أجساد الموتى (من عظمة عجب الذنب) فيكون خلقا جديدا لا يموت ،حفاة عراة غير مختونين ، يرون الملائكة والجن، يبعثون على أعمالهم فالمحرم ملبيا والشهيد ينزف دما والغافل لاهيا ...، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( يبعث كل عبد على ما مات عليه) مسلم.

الحشر : ثم يجمع الله الخلائق للحساب ، فزعين كالسكارى في يوم عظيم قدره 50000 سنة ، مكثهم في الدنيا كساعة ، تدنو الشمس قدر ميل ، فيغرق الناس بعرقهم بقدر أعمالهم ، فيه يتخاصم الضعفاء والمتكبرون ، ويخاصم الكافر قرينه وشيطانه وأعضاءه ، ويلعن بعضهم بعضا ، ويعض الظالم على يديه يقول ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، وتجر جهنم
بـ 70000 زمام ، يجر كل زمام 70000 ملك ، فإذا رآها الكافر ود أفتداء نفسه أو أن يكون ترابا ، أما العصاة : فمانع الزكاة تصفح أمواله نارا يكوى بها ، والمتكبرون يحشرون كالنمل ، ويفضح الغادر والغال والغاصب ، ويأتي السارق بما سرق ، وتظهر الحقائق والخفايا ، أما الأتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم بل يمر كصلاة ظهر {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }الأنبياء103.

الشفاعة : العظمى : وهي خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم في الخلق يوم المحشر لرفع الكرب والبلاء عنهم ومحاسبتهم ، وشفاعات أخرى في غير يوم المحشر عامة للنبي وغيره : كالشفاعة لإخراج من دخل النار من المؤمنين ، ولرفعة الدرجات .

الحساب : يعرض الناس صفوفا على ربهم ، فيريهم أعمالهم ويسألهم عنها ، وعن العمر والشباب والمال والعلم والعهد ، وعن النعيم والسمع والبصر والفؤاد ، فالكافر والمنافق يحاسبون أمام الخلائق لتوبيخهم وإقامة الحجة عليهم ويشهد عليهم الناس والأرض والأيام والليالي والمال والملائكة والأعضاء ، حتى تثبت ويقروا بها ، والمؤمن يخلو به الله فيقرره بذنوبه حتى إذا رآه أنه هلك قال له ( سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) وأول من يحاسب أمة محمد ، وأول الأعمال حسابا الصلاة ، وقضاء الدماء.

تطاير الصحف : ثم تتطاير الصحف فيأخذون كتابا } لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا {المؤمن بيمينه والكافر والمنافق بشماله وراء ظهره.

الميزان : ثم توزن أعمال الخلق ليجازيهم عليها ، بميزان حقيقي دقيق له كفتان تثقله الأعمال الموافقة للشرع الخالصة لله ، ومما يثقله: (لا إله إلا الله..) ، وحسن الخلق ، والذكر : كالحمد لله ، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، ويتقاضى الناس بحسناتهم وسيئاتهم .

الحوض : ثم يرد المؤمنون الحوض ، من شرب منه لا يظمأ بعده أبدا ، ولكل نبي حوض أعظمها لمحمد صلى الله عليه وسلم : ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب من المسك ، وآنيته ذهب وفضة كعدد النجوم ،
طوله أبعد من أيلة بالأردن إلى عدن ، يأتي ماؤه من نهر الكوثر.

امتحان المؤمنين : في آخر يوم من الحشر يتبع الكفار آلهتهم التي عبدوها ، فتوصلهم إلى النار جماعات كقطعان الماشية على أرجلهم أو على وجوههم ، ولا يبقى إلا المؤمنون والمنافقون ، فيأتيهم الله فيقول : ( ما تنتظرون؟) فيقولون ( ننتظر ربنا) ، فيعرفونه بساقه إذا كشفها ، فيخرون سجدا إلا المنافقين ، قال تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ }القلم 42 ثم يتبعونه فينصب الصراط ويعطيهم النور ويطفأ نور المنافقين.

الصراط : جسر ممدود على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنة ، وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه ( مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلابيب كشوك السعدان ، .. أدق من الشعرة وأحد من السيف )مسلم. وعنده يعطى المؤمنون النور على قدر الأعمال أعلاهم كالجبال وأدناهم في طرف إبهام رجله ، فيضيء لهم فيعبرونه بقدر أعمالهم
فيمر المؤمن كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاود الخيل والركاب ( فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم ) متفق عليه . أما المنافقون فلا نور لهم يرجعون ثم يضرب بينهم وبين المؤمنين بسور، ثم يبغون جواز الصراط فيتساقطون في النار .

النار : يدخلها الكفار ثم بعض العصاه من المؤمنين ثم المنافقون ، لها 7 أبواب ، أشد من نار الدنيا سبعين مرة يعظم فيها خلق الكافر ليذوق العذاب فيكون مابين منكبيه مسيرة 3 أيام ، وضرسه كجبل أحد ويغلظ جلده ، شرابهم الماء الحار يقطع أمعاءهم ، وأكلهم الزقوم والغسلين والصديد ، وأهونهم من توضع أسفل قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ، قعرها بعديد لو ألقي فيها مولود لبلغ 70 عاما قبل وصوله ، وقودها الكفار والحجارة ، هواؤها سموم ، وظلها يحموم ، تأكل كل شي ، لا تبقي ولا تذر ، تحرق الجلود وتصل العظام ، وتطلع على الأفئدة ، تغيظ وتزفر من كل 1000 يدخلها 999 ، ملابسها نار ، من عذابها إنضاج الجلود والصهر واللفح والسحب والتسويد .

القنطرة : قال صلى الله عليه وسلم ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) البخاري.

الجنة : مأوى المؤمنين ، بناؤها من فضة وذهب وملاطها مسك ، حصباؤها لؤلؤ وياقوت و ترابها زعفران ، لها 8 أبواب ، عرض الباب مسيرة 3 أيام ، لكنه يغص بالزحام ، فيها 100 درجة مابين الدرجتين مابين السماء والأرض ، الفردوس أعلاها ومنه تتفجر أنهارها ، وسقفه عرش الرحمن ، أنهارها تجري دون أخدود يجريها المؤمن كما يشاء ، أنهارها عسل ولبن وخمر وماء ، أكلها دائم دان مذلل ، بها خيمة لؤلؤ مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية أهل ، أهلها جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا ثيابهم ، لا بول ولا غائط ولا قذارة ، أمشاطهم ذهب ، ورشحهم مسك ، نساؤها حسان أبكار عرب أترابا ، أول من يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء ، أقلهم من يتمنى فيعطى عشرة أضعافه ، خدمها ولدان مخلدون كلؤلؤ منثور ، ومن أعظم نعيمها رؤية الله عز وجل، ورضوانه ،والخلود.
منقول .. من كتاب تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم.