المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجواب على مبدأية استناد دكتورنا السقاف ترجيحه العمل بنتائج بروكسل دون القاهرة


نبيل العوذلي
2011-07-05, 03:34 PM
الجواب على مبدأية استناد دكتورنا السقاف ترجيحه العمل بنتائج بروكسل دون القاهرة

أيهما افضل لثقافة الجنوبيين الوطنية اليوم ان تكون على اساس قضيتهم الحالية والمتمثلة باحتلال الشمال للجنوب أم على اساس تاريخهم وتجربتهم التي مضت؟

هذا هو جوهر المسألة تقريبا التي يمكننا اعادة النقاش والتحليل والتشخيص لانسب العلاجات لقضيتنا المرحلية بناء على كلام المفكر الجنوبي الدكتور السقاف –استاذ القانون الدولي-الكريم
والقصد من وراء ذلك ان شاء الله الاصلاح والتوفيق ما استطعت

ان الركون الى التفسير المفضي للحصول على الاستقلال باستعادة الدولة بسبيل يحدده البعض بالخيار الوحيد للشعب الجنوبي دونا عن بقية الخيارات الاخرى المطروحة باعتبارها
اولا
لاتمثل الحد الكامل للوطنية والهوية الجنوبية المستقلة استقلالا كاملا ومنفصلا عن الشمال تاريخيا واجتماعيا وسياسيا كما يرونها
ثانيا
انها تلقي بمصير الشعب الجنوبي بهويته المستقلة استقلالا كاملا عن الشمال بما تعنيه الكلمة الى سلوك الشمال المجرب تاريخيا بحسب ما يراه هذا الفريق ناقضا للعهود وملتفا على الوعود
ثالثا
ان قضيتنا الحالية بحدها الزمني متعلقة بثقافة وحاضر اليوم فقط ولاعلاقة لنا بحدود زمنية اخرى هي قضية احتلال ولاتحتمل الا تفسيرا غير ذلك ولاتقتضي حلولا غير الاستقلال الواضح كما تفسره نتائج بروكسل
فالركون الى غير هذا التفسير للقضية بحدودها اللغويه والاصطلاحيه وطنيا وضرورة يراها الدكتور السقاف والكثير من الوطنيين الصادقين على انها سفه ومضيعة للقضية والوقت مع اناس مردوا كما يرونهم على التحايل والالتفاف بحسب احجيتهم المحددة بالركون الى التجربة السابقة
وبنظري ان اهم شيء يستحسن مناقشته هنا هو ---أحجية ---
الركون الى السلوك المتفق عليه عند الجنوبيين لاهل الشمال المجرب
هذه المسألة صحيحة وهي حمل متشابه سلوك جماعة معينة او فرد الى محكمهم المعهود عنهم وعليهم تاريخيا عند الاشتباه والرغبة للحكم عليهم
اي حينما يكون لك تاريخ معين من السلوك والاقوال ويتفق الناس على تخصيص هذا النمط من السلوك والاقوال لشخصيتك ويظهر لك سلوكا مغايرا يلتبس فيه البعض عن تحديد شخصيتك بناء على هذا الجديد فيتم حمل تفسير هذا السلوك الجديد للمعهود المجرب عن شخصيتك , على سبيل المثال تم الاتفاق عند الجنوبيين على ان الشماليين يجيدون الالتفاف على المواثيق والوعود والعهود وبالتالي ما يظهر منهم من جديد اليوم لايجب الاغترار به بل يجب حمله على ما جرب عنهم ويجب ان يفسر هذا الطارىء على انه فقط استهلاكي لضرورة المرحلة وقد يعودون الى ما عرف عنهم من شيء مجرب اذا ما استقرت الامور وبالتالي يجب عدم الركون الى اي رأي غير الاستقلال الواضح
وهذا صحيح وهو حقيقية من فطنة الدكتور السقاف ورجاحة عقله حفظه الله وميله الى الحكم على الناس والمجتمعات بما استقرتاريخيا عنها وعليها من معهود ثابت مجرب لهم ونتفق معه جملة وتفصيلا , ولكن ما يغفل عنه الدكتورهو اننا في الطرف المغايرلنظرته والاخوة الاخرين معه لم ننظر فقط الى ما عهد وجرب واستقر تاريخيا عن سلوك وطباع اخوتنا في الشمال فقط فقط فقط—كررتها ثلاثا لان هذا هو جوهر النقص في اكتمال الاحاطة بالرؤية الحسنة للموقف---بل اننا ايضا نظرنا الى ما استقر تاريخيا وعهد وجرب عن ومن سلوك الجنوبيين والمتمثل
اولا
عدم اتفاقهم واصطلاحهم على قيادة موحدة للجنوب كله من عدن الى المهرة خلال زمن السلطنات الجنوبية العبدلية والفضلية والعوذليه والقعيطية والكثيرية والعولقية ومكاتب ومشيخات يافع ودثينة ......الخ
قبل مجيء الا ستعمار بل كانت اشبه بأمارات صغيرة متناحرة فيما بينها البين ودام هذا الوضع السياسي لاكثر من ثلاثمائة عام تقريبا قبل مجيء الانجليزبينما كان الشمال يخضع لحكم واحد –حكم ائمة ال البيت الزيدية -
ثانيا
في فترة الانجليز ساهم الى حد حسن في خلق جو فيدرالي يكون الاستعمار هو بمثابة السلطة السياسية والعسكرية الواحدة لهم مكونا قوات عربية من البوليس العسكري-ارم بوليس-والليوي والشرطة بينما احتفظت كل سلطنة بكيانها الاقليمي الخاص بها
ثالثا
اثمرت محاولات الاباء بشكل جيد في توحيد هذه القطاعات المتناثرة المتعصب افرادها كلا لعصبيته وعصبته في كيان جمهورية الجنوبية الشعبية ثم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ,ولكن خلال هذه المحاولات الحسنة رافقتها شخصية للجنوبيين كانت ولاتزال حاضرة في البعض متمثل في سلوك اقصائي او كما اسماه الشيخ الدكتور العفيفي المندعي –نرجسي وانوية ذاتية متضخمة لاتستطيح التحليل والحوار للوصول الى الرأي المشترك بقصد الحصول على موقف مشترك نتيجة لقصور فكري وحصور فهمي على طريقة معينة للفهم تجعل من المواقف دائما بين طرفي نقيض احدهما وطني والاخر خائن –
رابعا
طالما افرزت الصراعات بين الجنوبيين نتيجة لهذا السلوك والطبيعة المجربة والمعهودة في الكثير منهم ولازالت عن هجرة الكثير من ابناء الجنوب الى الشمال الذين كانوا وبكل صراحة مستقبلين لهم الاستقبال الحسن وفتحوا لهم دورهم مدارسهم وجامعاتهم واسواقهم بل وناسبوهم بمصاهرة ومن ينكر ذلك فقد ابتعد عن مقتضى التقوى بمقتضى قوله تعالى(((ولايجرمنكم شنآن قم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى)))—اي لايحملنكم عداوتكم لقوم على ان لاتقولوا الحق –بغض النظر عما هومتفق عليه عنهم في سلوكهم الثابت من التجربة كما هو متفق عليه من سلوك ثابت في كثير من الجنوبيين ايضا ومن تجربة , مما جعل الكثير من الجنوبييين يستقر على حقيقة مفادها التمسك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم—احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما—
خامسا
افرزت تغايرات الاراء لدى الجنوبيين منذ بدء فعاليات الحراك حتى اليوم عن حقيقة تؤكد ان الجنوبيين وكما هو مجرب عنهم لايستطيعون الاتفاق والاصطلاح فيما بينهم البين وقد يغلب البعض منهم تعصبه لرأيه ان يقصي الاخر ويهمشه

ومن هنا نقول الى انه لابد ايضا من مراعاة هذا المحكم المثبوت في شخصية كثير من الجنوبيين كما راعينا المحكم المثبوت في شخصية كثير من الشماليين كي لاننزلق نحو اراء نراها هي الحق الثابت الذي لايجب الحيود عنه ثم تصبح بعد ذلك من الحق الذي يمكن الاجتهاد فيه مثلما حصل مع الاباء الاوائل الذين كانوا يرون بالاستقلال الواضح والتام والكامل عن بريطانيا فرأوا ان الذين كانوا يرون بنوع من الاستقلال الممنهج تمهيدا للاستقلال التام عبر مراحل نتيجة لفترة الاتصال ببريطانيا التي امتدت لاكثر من مائة عام مثل اصحاب اتحاد الجنوب العربي والرابطة فرأى الاباء وقتذاك ان هذا الرأي لايمثل الرأي الصحيح فاعتبروهم خائنين لقضية الشعب فتم اقصاءهم واليوم رجعنا الى الندم على موقفنا السابق
نفس الشيء حصل مع قحطان هناك رأى ان ثمة رأي هو الحقيقة المطلقة وغيرها الخيانة المطلقة ونفس الشيء مع سالمين وعلي ناصر و................الخ
وهنا نرجع الى جوهر السؤال


أيهما افضل لثقافة الجنوبيين الوطنية اليوم ان تكون على اساس قضيتهم الحالية والمتمثلة باحتلال الشمال للجنوب أم على اساس تاريخهم وتجربتهم التي مضت؟
وهذا السؤال يستدعي اسئلة فلسفية اخرى
هل الحقائق نسبية ام مطلقة؟
هل يمكن ان تكون حقيقة ما لوقت ما هي الحقيقة المطلقة ثم بعد زمن تكون حقيقة نسبية؟
ما ذنب الذين يقتلون ويسجنون ويشردون على ظهر ذلك المفهوم للحقيقة ؟

من يقرر ان تكون هذه الحقيقة مطلقة وتلك نسبية ؟
هل هم البشر ام خالق البشر؟
هل يمكن ان تساعد اجتهادات البشر واصطلاحاتهم على جعل حقائق معينة مطلقة واخرى نسبية؟
هذه اسئلة للمريد ان يتوسع فقط..ولكن يظل السؤال قائما

أيهما افضل لثقافة الجنوبيين الوطنية اليوم ان تكون على اساس قضيتهم الحالية والمتمثلة باحتلال الشمال للجنوب أم على اساس تاريخهم وتجربتهم التي مضت؟
الجواب ببساطة يقول تعالى(((لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ....))))
فبما ان القران يحوي القصص المتصلة بالماضي يدل على ان هناك دورة للفهم والتحليل تساعدك على فهم الموضوع المراد تحديد الخيارات المناسبة بناء على احداث الماضي والتجارب السابقة لانها بمثابة الاصل الذي يتم الاستناد عليه واليه,وليس حدث اللحظة وموقف اللحظة كما يريد البعض ان يروج له ليكررنفس السيناريو الذي مضى حينما كان يرى كل فريق ان حدث اللحظة وتفسيره للوطنية والمبدأية منها هو القاطع لكل الحبال الاخرى ثم ما يلبث ان تمضي عدة سنين فيكتشف ان قتله لفلان وسجنه لاخر ومعاداته لاخرين لم تكن صحيحة ,ذلك ان هناك من يريدنا ان ننسى كل القصص التي مضت على كل فصيل وفريق وفرد منذ فترة الاستعمار حتى اليوم من اجل قصته الحاضرة التي يروج لها ويريد ربما ان يمرر من خلالها اخطاء اخرى ومظالم اخرى نكتشف لاحقا اننا قد كنا على غير صواب
الجنوبيون ازاء الاستناد الى قصص وعبر الماضي اقسام
قسم يستند بقصص يجعل من الشمال والشمالي هو المتآمر على الجنوب منذ القدم فقط ويستثني الجنوبي دائما بينما احداث وفهاليات السنوات الاخيرة التي لم يصل اصحابها الى موقف مشترك لم يكن هناك شمالي بيننا
وقسم يحمل الجنوبيين فقط اخطاء واقعهم مكرسا التبعية والذل للشمال والشمالي لضعف ووهن ارادته

وقسم يحاول ان يحلل ويشخص بغض ليقرر ثقافة الوعي والتحليل للواقع بعيدا عن تأثير الاحبار والرهبان السياسيين الذين يكرسون عقيجدة للجنوبيين يظن الكثير منهم انهم لن يفهموا الواقع وحاجته الا من خلال هوؤلا الاحبار والرهبان وهذا ما نحاوله بعون الله
اخيرا ان مسألة الاحتجاج بان هذا الرأي هو الانفع لقضيتنا امام حاجة القانون الدولي ومحاكمة ليس دائما صحيحا لان النظرة الجديدة للقضايا اصبحت متصلة ليس فقط بصحة الادلة وكمال الموقف الذي عليه اصحاب هذه الادلة من قضيتهم بقدر حاجة المجتمع الاقليمي والدولي لهذا التغيير اولا ثم اكتمال صفات القوامة الفكرية والسياسية للمطالبين بمطالبهم من قدرتهم على فهم الواقع ومواكبته اما ثالثا فالواقع الذي يفرضه اصحاب هذه المطالب وقدرتهم على توظيف الكثير من العوامل المحلية والغير محلية لصالح قضيتهم ومن اهمها قدرتهم على الاتفاق على مشروع واحد وقيادة واحدة