المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول الفدرالية .. حوار هادئ مع عمر بن هلابى


ارادة الشعب قانون
2011-06-24, 03:05 AM
وصلتنى رسالة من الاخ عمر بن هلابى حول الفدرالية ، والرسالة او الموضوع محاولة للاقناع بالفدرالية ، ولان الموضوع منشور ، فلقد احببت نشر الرد هنا ليكون مدخلا لحوار حول الفدرالية ، مع تعديل بعض الاخطاء واثبات الكلمات التى سقطت سهوا فى الرسالة الاصلية التى ارسلتها له بالبريد ...



الاستاذ / عمر بن هلابى المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت موضوعك بعنوان : بين المعقول الممكن والمستحيل الامثل

وكما اوردت فى رسالتك ان اغلب الجنوبيين ان لم يكن جميعهم مع العودة الى دولة مستقلة ، وبالتالى كما اوضحت فى موضوعك ضمنا ، انه لا تهم الوسيلة طالما كان الهدف واحد ، وان افضل وسيلة هى الفدرالية كمرحلة انتقالية لنيل حق تقرير المصير

لكن الاشكالية ليست فى الفدرالية الانتقالية بل فى ضمان ان تكون الفدرالية كذلك ، وماهى الضمانات التى يمكن تقديمها ؟

هل تعتبر ان الفدرالية هى الحد الادنى ضمانة من الضمانات ؟

هل تعتبر ان اشتراط قيام دولة مدنية فى الشمال ضمانة من الضمانات ؟

هل تعتبر ان القول بحل القضية حلا عادلا وبما يتوافق مع مطالب ورغبات الشعب فى الجنوب وبالتالى اعتبار ذلك مدخل للاستفتاء ضمانة من الضمانات ؟



اما كون الفدرالية حد ادنى ضمانة من الضمانات اعتقد انها مقولة - واعذرنى - لا تستحق النقاش اطلاقا .

اما اشتراط حكم مدنى فى الشمال كذلك لايعتبر ضمانة اطلاقا ، يمكن اعتباره نوع من الذكاء السياسى ، نوع من المناورة السياسية ، سوف يقابل بذكاء سياسى اخر ومناورة اخرى ، وسوف ندخل فى ممحاكات ومؤامرات جديدة ، اقلها ان الشمال يحتاج فرصة اكبر للانتقال المدنى ووحدة اليمن اهم من اختصار الفترة الزمنية . فاذا لم تعتبر حرب 1994 وممارسات سبعة عشر عاما من الاقصاء والتهميش كافية " لتشطير اليمن الواحد " كيف يمكن ان يكون الاختلال المدنى سببا لذلك ، وهلم جرا فى حرب سياسية جديدة .

واما مجرد القول بحل عادل للقضية الجنوبية ايضا لايمكن اعتباره ضمانة من الضمانات ولا مدخلا للاستفتاء .. وسوف يقال لك ان حل القضية الجنوبية بالفدرالية هو افضل حل عادل ممكن ، وليس فى الامكان ابدع مما كان ، واى مشاكل تنتج بعد الفدرالية فهى بسبب الجنويين انفسهم الذين يحكمون انفسهم واضف لها الحجة السابقة فى النقطة اعلاه ( الحرب والممارسة الاستعمارية ) .

هذه يا استاذى الكريم مطالب خجولة وليست ضمانات حقيقة سوف تدخلنا مرة اخرى فى تجربة امر واقسى

الضمانت هى الشروط السياسية الواضحة والعملية على ارض الواقع التى اذا تمنكت منها لن يستطيع احدا انتزاعها منك ولو فعل لوقف المجتمع الدولى بجانبك ، واهم من ذلك انها تبقى على عدالة قضيتك حية ولا تمتها ، وتعتبر تتوجا للنضال المستمر لا انهاء له .

من الضمانات من وجهة نظرى التالى :

اولا : الاعتراف بان حرب 1994 كانت عدوان من اليمن على الجنوب وليس حرب انفصال بدأ بها الجنوب كما يدعون ، والاعتذار عن تكفير الشعب الجنوبى واستباحة دمه

ثانيا : انسحاب القوات اليمنية من الجنوب الى حدود 1990 ووجود قوات دولية بديلا عنها فى الجنوب

ثالثا : فترة انقتالية من 3 الى 5 سنوات (يحكم الجنوب فيها نفسه وتكون قوات الشرطة جنوبية مائة بالمائة ) يصار بعدها الى استفتاء

رابعا : يدير الاستفتاء الجنوبيين انفسهم باشراف دولى

ان شرط الاستفتاء بعد خمس سنوات لم تطرحوه بشكل صريح لانكم خائفون من رفضه ولذلك تريدون ان تمرروا الفدرالية بمطالب غامضة وخجولة وفهلوة سياسية ( واعذرنى على هذا التعبير ) اضطرتك الى التوضيح الذى وضعته بين قوسين ، وهو لايعدو الا ان يكون استنباطا . فهل الضمانات كلام مستنبط من عموميات ؟

هل تعتبر حقا استاذى الكريم ان هذه ضمانات ؟

سوف او فقك الراى اذا قلت لى ان الفدرالية افضل وسيلة لتحسين وضع الشعب الجنوبى وسوف تكون افضل وضع من الدولة المركزية ، وهذا هو الممكن و غيره مستحيل سوف يدخلنا فى ورطة كبيرة ، وان النضال من اجل نيل الاستقلال لا جدوى منه والفدرالية افضل الممكن .

اذ كانت هذه وجهة نظرك سوف احترمها اشد الاحترام وسوف اكون متفهم لك الى ابعد الحدود ، لكن ان تقول لى ان هناك ضمانات للصيرورة الى تقرير المصير مثل التى ذكرت ، فاننى اعتبر هذا مغالطة لجرى للقبول بشئ لست مقتنعا به ، وهى ان الفدرالية هى افضل حل ممكن ، وفرق جوهرى بين افضل حل ممكن وافضل وسلة ممكنه ، ولايمكن ان تحول النقاط الثلاث التى ذكرتها الفدرالية من حل الى وسيلة للحل للاسباب التى ذكرناها اعلاه .

وبالتالى - اسمح لى ولا تغضب - اما انكم مغالطين ، او لديكم رؤية غير واضحة عن جوهر الضمانات وماذا تعنى الضمانات وبالتالى لديكم رؤية غير واضحة لا تميز بين الحل النهائى ووسيلة الحل .

استاذى الكريم ، مثل قضية الجنوب تحتاج الى وضوح الرؤية وجرأة فى الطرح ، ولا تحتاج الى لف ودروان وتفاسير بين اقواس ومناورة وذكاء سياسى ، كل ماطرحته لايعدو فى افضل الحالات الا ان يكون مناورة بارعة سوف تقابل بمثلها ، وهروب للامام ووضع الراس فى الرمال وتاخير فى الحسم الى اجل غير مسمى ،... ولكن ليست المشكلة فى تاخير الحسم ، بل فى القضاء على عدالة القضية الجنوبية ودفن كل نضال الشعب الجنوبى الذى تشيد به ، لان القبول بالفدرالية واعتبارها وسيلة بمناورة بارعة هى قبول بانها حل ينهى القضية الجنوبية وبالتالى يتعبر ان الجنوبيين اخذوا مطالبهم وانتهت اسباب نضالهم ، فاذا فشلت الفدرالية فباى سبب سوف تطالب بالانفصال ؟ هل عدم تحديث الشمال سبب كاف وحرب 1994 و17 سنة من الظلم والنهب والسلب ليست سبب كاف ،؟! هل الاحتكام الى راى الشعب الجنوبى فى تقرير مصيره بعد القبول بوحدة اليمن واعادة الاعتبار لها كاف وما الداعى الى ذلك واليمن وحدة واحدة وهوية واحدة لا تتجزأ ولا يوجد هناك شرط فى الفدرالية يعطى لكلا الطرفين التصويت على الانفصال ؟ سوف تعود القضية مرة اخرى ولكن بعدالة لا تقارن بعدالتها الراهنة ...

هنا انتهت الرسالة ... وكانت هناك تكملة للموضع لم يسعفنى الوقتلوضعها فى الرسالة اعلاه ، وهى التالى :

لو افترضنا ان ماذكرته من النقاط الثلاث هى ضمانات كافية من وجهة نظرك ، فهى ليست ضمانات كافية بل لا تعتبر ضمانات من وجهة نظر الطرف الاخر ... اقل ما يقال ان هناك اختلاف فى الضمانات التى تجعل الفدرالية مرحلة انتقالية الى مرحلة اخرى ، وهى اما اعادة الوحدة بشكل جديد وجذرى يضمن على الاقل عدم تغيير التركيبة السكانية ، او فك الارتباط الذى انحل اصلا . وذلك عن طريق فدرالية مشروطة باستفتاء ، وهو ضمان سياسى لاقيمة له بدون اشراف دولى يضمن تنفيذه .. فاذا لم تستطيعون طرح الضمان الاخلاقى والشرعى بالاعتراف بالحرب والاعتذار ، ولا الضمان العملى من انسحاب للقوات وحضور قوات دولية فلا اقل من ضمان الفدرالية المشروطة ...
ان رفض اليمنيين للفدرالية او رفض تقديم اى ضمانات ، حتى لا تتحول الفدرالية الى شرعنة جديدة للاحتلال واليمننة ، يدل دلالة قاطعة على نواياهم ... هذا اعتراف عملى منهم بان ليس لك حق فى تقرير مصيرك ، ولسان حالهم ومقالهم يقول : انك جزء لا يتجزأ من اليمن الواحد، بل فرع لا ينبت عن اصله اليمن الطبيعية ، وستضل كذلك ...

النقطة الاخرى التى نسيت مناقشتها وهى القول : ان هذا يعتبر الحد الأدني الذي يمكن أن يقبله أبناء الجنوب كحل لإشكالية الوحدة ما لم فإن لهم خبارات أخرى ... ماذا تعنى بخيارات اخرى ؟ وانت قد حسمت الخيارات فى اثنين اما ثورة وحمل السلاح او الفدرالية .. والثورة لا مجال لها ومن يقول بها غوغائى . وننقل كلامك بالنص :
(( فإن الجميع يدرك بأن الحل لمشكلتنا في الجنوب هو أحد طريقين لا ثالث لهما .
اما الثورة وحمل السلاح وهذا مالم تنضج ظروفه الذاتية والموضوعية حتى الأن . وهو واقع لايمكن إنكاره وأرجوا أن لا يغتر البعض بتنظيرات الغوغائين الذين لم يستطيعوا أن يوفروا حبة دواء لمصاب ولم يمسحوا دمعة من عين طفل من أبناء شهدائنا حتى الآن ، وهذا معلوم للقاصى والدانى فهل من المنطق الإعتقاد بأنهم سيستطيعون توفير غيرها من المتطلبات، أم أنهم يريدوا إقناعنا أن الأوطان تحرر بالبيانات والشعارات ؟! ))

النقطة الاخرى التى اغفلتها عبارة عن تساؤل .

هذه الفدرالية التى تدعون لها ، وتؤكدون انها مرحلة انتقالية ، وان هناك دلائل على كونها كذلك ، وهذه الدلائل هى ان : الفدرالية قدمت على انها الحل الادنى ، واشتراط قيام دولة مدنية ، وحل القضية حل عادل وبما بتوافق مع رغبات الشعب الجنوبى ، ومضمون كلامك : ان رغبات الشعب الحنوبى يفهم منها ضمنا انها مدخل للاستفتاء ، اى انها ضمانة ضمنية - من وجهة نظرى - هل كل هذه المناورات والمفاهيم الضمنية غير الواضحة ( والتى جعلت الجنوبيين يسئون فهمكم واضطرتكم للتوضيح ) هى مناورة على " الطرف الشمالى " لاستدراجه ، ام هى مناورة لاستدراج الشعب الجنوبى ؟ هل تلوم بعد ذلك من يشك فى " مخرجات القاهرة " ؟ ومع ذلك هناك من يؤكد الى هذه اللحظة ، من رموز القاهرة ، انه مازال متمسكا بالوحدة اليمنية التى ناضل من اجلها الشعب اليمنى ... هل هذه الاخيرة ايضا مناروة ؟ نحتاج الى ايضاح بين اقواس كالسابق ، ولن يضيف اى ايضاح شيئا مثل سابقه ... والسؤال المهم : على من سوف تمر هذه المناورات ؟ بالتاكيد على الطرف الاضعف ...

النقطة الاخيرة : يجب ان نفرق بين حرية الراى ، وهذا مكفول للجميع ولا يحق لاحد مصادرته ، وبين العمل على فرض هذ الراى وانتصاره بالمغالطات احيانا والمناورات احيانا اخرى . ومن ضمن تلك الحرب نقد بعض القيادات بانها ورطت الجنوب فى الوحدة ، فمضمون حديثكم انهم ورطونا ومشروعنا هو المخلص ، فالنقد فى هذا السياق لا يقصد به النقد ذاته وانما نقد لانتصار راى ، والسياق يجعل منه تشويها او ضرب تحت الحزام على اقل تقدير ... ... لكن المشكلة الحقيقة هى اعادة نفس الحكاية ونفس القصة ، واعادة احياء وحدة بدون ادنى ضمانات ... فتجرمون شخص على عمل تسعون فيه الان . وعلى اية حال ، يمكن اعتبار هذا كله من نوع الحرب خدعه ، يمكن تجاوزها وقبولها على مضض ... لكن ما لايمكن قبوله هو ان يندس البعض - ولا اعمم ولا اتهمك شخصيا بل هذا موجود واقعا من البعض - يؤمن بالفدرالية ليشق فريق من يؤمن بغيرها ... حرية الراى شئ والتامر على الطرف المخالف فى الراى شئ اخر .

ارجوا ان تكون المداخلات موضوعية وبعيدا عن التجريح والتشويه ...

فى الصفحة التالية الموضوع الذى وصلنى بالبريد للاخ عمر بن هلابى
تحياتى

ارادة الشعب قانون
2011-06-24, 03:06 AM
بين المعقول الممكن والمستحيل الامثل

نحن لدينا قناعة ثابتة بأنه لا توجد مثالية في الحياة فمابالكم بالسياسة التى لا يجيدها إلا من تمرس في دهاليسها وإستوعب متطلباتها وأتقن التعامل مع مخرجاتها فهي كما يقال فن الممكن لا المستحيل ، رغم أن دهاتها لا يعترفون بالمستحيل بل يطوعون الواقع لبلوغ الهدف وتحقيق المستحيلن. ومن هذا المنطلق وعلى هذه القاعدة سنحاول وضع النقط على الحروف ليتمكن من لديه لبس بالأمر من إستجلاء الحقيقة كما أننا سنحاول أن تكون كفركة إذن لمن في قلوبهم مرض .
رغم إقرارنا بأنه تمر على الإنسان لحظات أومواقف يعجز فيها عن إيجاد الكلمات أو الجمل التى يعبر بها عن ما يختلج في نفسه من مشاعر وأحاسيس ، وهذا هو الوضع الذي وجدنا انفسنا فيه بعد توارد الردود والتعليقات على الدعوة التى وجهناها والأخ عوض علي حيدرة والمتضمنة الشروط الممكن القبول بها من قبل الجنوبيين لتكوين المجلس الإنتقالي وللمشاركة في قيادة المرحلة الإنتقالية ، تلك الردود التى لم تخلو الكثير منها من جمل وعبارات الشكر والإطراء وذلك الإطراء الذي سنعتبره من باب المجاملة الغير مستحقة لأننا لا نعتقد بأننا قدمنا في سبيل الوطن وقضيتة حتى الان ما هو مطلوب من كل حر في الجنوب فما قدمناه نحن وغيرنا في الخارج لا يساوي نقطة دم واحدة من شرفاء الوطن وشهدائه بل لا نبالغ إذا ما قلنا أنه لا يساوي حتى نقطة عرق سالت من جبهة وطني في داخل الجنوب المهان، ولايمكن مقارنته بما يقدمه اولئك الوطنيين الصادقين ممن يرزحون تحت ذل العوز والهوان ويواجهون جحافل التتار بصدورهم العارية هذا لمن أيد وبارك تلك الفكرة التى نعتقد جازمين بأنها تتطابق مع الواقع المقبول والممكن التحقيق في هذه الظروف والمتغيرات التى يمر بها الوطن والمنطقة بشكل عام .
ومع ذلك فنحن نسجل إعترافنا بحق كل من إختلف معنا في ذلك وكان له وجهة نظره الخاصة التى نحترمها لأننا نرى بأن الخلاف في الرائ لا يفسد للود قضية، إلا أنناعلى قناعة بأن الكثير يشاطرنا الرائ بأننا نمر بأسوأ مراحل تاريخنا ونرزح تحت أسوأ إحتلال همجي متخلف عرفته البشرية ، ورغم ذلك انتصر علينا نتيجة تحالفه مع طرف سياسي جنوبي ولولا هذا الطرف الجنوبي لما انتصر. ولذا فإن كل من يشعر بالمسؤلية الوطنية يتلمس طريق الخلاص للخروج من هذا الوضع المزري الذي أوصلنا إليه المزايدين وأتباعهم من الغوغائين الذين هزمونا في 7/7/1994 ولم يفهموا تلك المعادلة الى الآن.
وحتى لانطيل ونستطرد في شرح وتفصيل ماهو معلوم لدي الجميع نقول لكل المخلصين إننا كغيرنا نتلمس طريق الخروج ونحن على قناعة تامة بل ومعرفة أكيدة بأن كل الجنوبين من المهرة إلى باب المندب يريدون الخلاص من هذا الوضع الغير سوى وكلنا طلاب إستقلال في أخر المطاف ، ولكننا لسنا كغيرنا ممن يدفنوا رؤوسهم في الرمال كالنعامة، وهذه هي قناعاتنا الوطنية التى على أساسها شاركنا الأخوة الداعين والمنظمين للقاء القاهرة التشاوري ، وعلى راسهم الأخوين الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس الذين نعلم علم اليقين بأنهما لم يألواء جهداً في العمل على جمع كل أبناء الجنوب فقد وجهت الدعوات للجميع في الداخل والخارج دون إستثناء وبذلت المحاولات الجادة والمخلصة لتذليل كل العقبات أمام حضور كل من أراد أن يحضر ويقدم وجهة نظره دون قيد أو شرط ، فالجميع يؤمن بأن الجنوب لكل أبنائه ويتسع لكل فئاته من المهرة إلى عدن، وهذا هو الدافع الأساس لمباركتنا وشكرنا لكل من حضر ،ولكل من أزر ولم تساعده الظروف الخارجة عن إرادة البعض للحضور،
أما من لم يكن له عذر سوى المكابرة أو التمترس خلف الشعارات والتقوقع داخل ترابطات وتحالفات الماضي البغيض فنقول لهم جميعاً بأننا لا نستطيع أن نلتمس لهم عذراً لأننا نؤمن بأن من لم يستطع أن يطبق مبداء الخيار السلمي والذي يعني في نهاية المطاف الحوار والتحاور بالكلمة والفكرة وليس غيرها وهي الروح التى سادة لقاء الاخوة بالقاهرة لن يستطيع أن يواجه متطلبات الخيارات الأخر وإن إدعى بغير ذلك . هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى فإن الجميع يدرك بأن الحل لمشكلتنا في الجنوب هو أحد طريقين لا ثالث لهما .
اما الثورة وحمل السلاح وهذا مالم تنضج ظروفه الذاتية والموضوعية حتى الأن . وهو واقع لايمكن إنكاره وأرجوا أن لا يغتر البعض بتنظيرات الغوغائين الذين لم يستطيعوا أن يوفروا حبة دواء لمصاب ولم يمسحوا دمعة من عين طفل من أبناء شهدائنا حتى الآن ، وهذا معلوم للقاصى والدانى فهل من المنطق الإعتقاد بأنهم سيستطيعون توفير غيرها من المتطلبات، أم أنهم يريدوا إقناعنا أن الأوطان تحرر بالبيانات والشعارات ؟!
أما الخيار الأخر فهو الخروج الأمن والمنطقي والمتاح وعلى طريقة( من يده تحت الرحى مادارها) ، وهذا الخيار تؤمن به قوى كثيرة ومؤثرة في الداخل والخارج وهو ما نميل إليه في هذه الظروف والمعطيات على أرض الواقع وليس حباً لهذا او ذاك من الناس خصوصا وأن الاغلبية في الجنوب قد بدأت تقول كلمتها مثل ما قالت عاصمة الجنوب الابدية عدن الابية وتبعتها حضرموت التارخية وما هى إلا أيام ويلحق الجميع بركب الجنوب الجديد.
وهذا هو الواقع الذي نعيشه والذي لا يمكن تجاوزه إلا بروح الإخوة والمصارحة فإسمحوا لنا أن نكون صريحين مع الجميع فنحن نشعر بأن لدى الكثير من الأخوان نوع من الإلتباس والخلط بل وربما سو الفهم لمعطيات ومخرجات الرؤية التى خرجت عن لقاء القاهرة التشاورى فدعونا نحاول توضيح بعض النقاط التى ربما ستساعد طلاب الحقيقة على فهم وإستيعاب تلك الرؤية.
أولآ : نحن والجميع في ذلك اللقاء نعتبر ذلك المشروع هو الحد الأدني الذي يمكن القبول به من قبل الجنوبيين ، وبمعنى أدق فهو لا يعدو أن يكون خارطة طريق للخروج ومدخل للحل كما أن الملتقين فتحوا أكثر من باب للخروج كما سيتضح لكل من يقراء مشروع الرؤية والبيان السياسي بعقلية الواقع وفكر وترابطات الحاضر وليس الماضي ، وحتي تتضح الصورة أكثر سوف نورد بعض مما جاء في مشروع الرؤية والبيان الختامي التى من خلالها بإعتقادنا سوف تتضح الأمور. فعلى سبيل المثال ورد في البيان الختامي التالي:
1- إن هذا يعتبر الحد الأدني الذي يمكن أن يقبله أبناء الجنوب كحل لإشكالية الوحدة ما لم فإن لهم خبارات أخرى.( باعتفادنا هذا يكفى لدحض كل مايروج له بعض المصطادين في الماء العكر ممن يدعون بأن الملتقين في القاهرة قد تخلوا عن خياراتهم، أو قدموا تنازلات غير مبررة حسب تخرصاتهم )
2- إشترط في فقرة أخرى قيام دولة مدنية في الشمال خلال 4-5 سنوات .( وهذا الشرط إذا لم يتحقق يفتح الباب للجنوبين برفض الإستمرار وتقرير مصيرهم وهذه هي السياسة أن تترك الباب مفتوح أمامك لا أن تكور كما فعل اصحابنا الذين ورطونا في مايو عام 90 وفي 7/7/1994)
3- طالب الملتقون بحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وبما يتوافق مع مطالب ورغبات الشعب في الجنوب ( وهذا هو مدخل للإستفتاء على الوحدة وإلا كيف ياسادة يا كرام يمكن الإقناع والإقتناع بأن هذا الحل يتطابق مع مطالب شعب الجنوب إذا لم يؤخذ رائ هذا الشعب كبديهية ثابتة وحق من حقوق هذا الشعب الذي يدعي البعض تمثيله دون القبول بالرجوع إليه وأخذا رايه فيما يطرح باسمه) وحتى لا تتحول البلاد الى انقاض مرة اخرى.. ويتربع على قمتها الجهلة والسفهاء, وتعشعش في سمائها الغربان وتنعق في قيعانها البوم.
أما الذين يكتبون بلغة العنتريات والمزايدات على طريقة خالف تعرف, والذين لا يرون في الوطن وقواه سوى ساحل ومسحول وسالخ ومنسلخ ؤلائك الذين لم يستطيعوا ان يوجدوا لغة تجمع أبناء الجنوب بل لم يكن بمقدورهم الدفاع عن ذاتهم في مناظرة تلفزيونية مع الأخرين ومن .. وقالو عنا اننا انسلخنا من الحراك.. نعم انسلخنا من حراك (المتطفلين) امثال عبده الخولاني. الممثل البارز للطابور الخامس الذين سيكشفهم بدون شك ابناء الجنوب حتى وإن إطرينا لإستخدام الوسائل العلمية كتحليل (الدي . إن . أ ) .
وفي الختام فإن ماتقدم لا يعدو أن يكون بعض الركائز الأساسية الواجب مراعاتها بل نرى أنه على هذا الأساس يجب أن ينظر لمخرجات اللقاء التشاوري في القاهرة ولهذا نطلب من كل المخلصين والعقلاء إعادة قراة وثائق لقاء القاهرة وموقفنا من التطورات الجارية في الوطن فلربما بعد هذا أن تتضح الصورة أكثر وينجلي الإلتباس الذي بعتقادنا كان ولازال السبب الريسي فيه هو الطرح الغوغائ والغير مسؤل لبعض ذوي المصالح والغير مؤمنين بمبداء التصالح والتسامح .
والله من وراء القصد .
عمر سالم بن هلابي.
20 يونيو 2011م.
كندا