المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفارقات شهداء الحراك الجنوبي واسقاط النظام لثورة الشباب والقاعدة غير قاعدة


نبيل العوذلي
2011-06-17, 02:34 PM
نسمع كثيرا عبارات من شباب ثورة التغيير اليمني مثل
لايهمنا
ولايمثلنا
ولسنا معنيين
وذلك ازاء تعليقاتهم اما حول المباردرة الخليجية او دور اللقاء المشترك ومواقفه تجاه احداث الساعه او التكتل القبلي المناصر لقبيلة حاشد ومشايخها الكرام الذي دخل في معركة حقيقية مشرفه ضد الحرس الجمهوري في صنعاء-الحصبة- ونحو ذلك كثير, ولانني مررت بفترة الشباب ونشوة الشعور القوي الاراردة والظن بالمقدرة على احداث التغيير ولو كنت لوحدي , حتى انني وكما يتذكر الكثير ممن يعرفني في الحصبة ودارس والدائري والتلفزيون وكذلك ايضا في عدن وابين ....انني كنت اقدم على القيام بمغامرات لوحدي مواجها فساد النظام من خلال كتاباتي التجريحية ضد رموز النظام ويتذكر بعض طلابي محاولة الاغتيال التي تعرضت لها في اواخر التسعينات لما كتبت كتابا عن فساد النظام المتمحوره سلطته في يد افراد كان قد خرج عن ذلك الكثير من الاخيار كأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رحمه الله وازاء تلك التجربة التي اجدها حاضرة في شباب ثورة التغيير في اليمن عامة شمالا وجنوبا احب ان ابدي بعض النصائح والعبر استخلصتها من تجربتي تلك
اولا
علينا تذكر قصة محاولة فتح احد حصون اليهود في المدينة من قبل الصحابيين الجليلين فيما اتذكر ابي بكر رضي الله عنه في اليوم الاول ثم عمر رضي الله عنه في اليوم الثاني ولم يتمكنا من فتح الحصن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ويحبه ويجعل الله الفتح على يديه –او بهذا المعنى-فكانت الراية لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه الذي فتح الله على يديه ما عجز عنه الصحابيين الجليلين في اليومين السابقين
الشاهد من هذه القصة المعروفة هل ذلك جعل من علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد كان شابا يافعا ان يتطاول على دور كبار السن من الصحابة ويهمش دورهم ومكانتهم رضي الله عنهم اجمعين . ازاء ذلك علينا ان نعترف بدور السابقين من الاباء في اللقاء المشترك والحراك الجنوبي ومشايخ واعيان اليمن ولانشعر بدورنا الحالي انه مدعاة لتهميشهم وعلينا تذكر ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه لم يتقدم اولئك الكبار لسابقتهم ولسنهم الذين صاروا فيما بعد حكام للخلافة الاسلامية وهم ابوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
ثانيا
دور سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه معروف في كسر امبراطورية فارس والروم ولكن ذلك لم يجعله يتطاول على دور الكبار واصحاب السابقة وكان يميز رضي الله عنه بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية كما هو مصطلح اليوم على تسميتها. وهذا اذا كان القبائل قد ادركوا هذه المسألة واتفقوا على ان يكون قيادة البلد ان شاء الله من السياسيين المدنيين وتعهدوا كما في كلام للشيخ صادق بعدم ولوج هذا المعترك لادراكهم ان هذا الدور له اشخاص معنيين وهو ما لم يدركه الكثير من الشباب وتشعر في كلامهم الرغبة في اقصاء ممن لهم الدراية والخبرة من كبار السن بمبرر ان هذه الثورة انما هي ثورة الشباب متغافلين عن جملة من الجقائق منها مثلا انه لولا الله تعالى وقوقف قيادة الجيش واعيان القبائل لهم لكان النظام اليمني قد دخل معتصماتهم بالدبابات وقد فعلها في تعز فلما شعر ان البعد القبلي الرجولي لقبائل تعز والمناصرين لهم من قبائل اليمن الاعلى قد بدأوا يتجهون الى مواجهتهم بالقوة كما فعلوا ذلك في صنعاء تراجعوا فالمسألة تكاملية لايستطيع اي فريق ان يستحوذ ويستفرد بثمرة التغيرات واذا ما فكر كل فصيل او مكون بهذه الطريقة فأن النتيجة ستكون حتمنا كما حصل للحراك الجنوبي وقيادته الذي حاول بعض القيادة منهم الاستفراد الحزبي او المناطقي او السياسي فحصل التنازع ثم الفشل
اذ علينا ان نعرف ان هناك محاولات اقليمية ودولية لاجهاض مشروع ثورة الشباب ربما لقصور في قياساتهم مبالغة في حذر وتوجس هم اصلا بعيدن عنه لان وضعهم لايمت بصلة لوضعنا المختلف عنهم كونه يمثل حالة حسنة عنا, ولذا علينا ان نستوعب بعضنا البعض في ظل هذه المرحلة ونعرف لكل ذي حق حقه وكل ذي قدر قدره(—اجعلوا تحت هذه الكلمات مائة خط و-شخط-)
ثالثا
انني اجد الشباب في صنعاء وتعز مصرين على الفاظ مثل لن ننسى دم الشهداء ونتنازل عن ما ضحوا من اجله وازاء ذلك الاصرار اقول لهم اليس من حق الحراك الجنوبي قادة وقاعدة ان يتمسكوا بنفس الاصرار على ما ضحى من اجله الشهداء الجنوبيين خلال نضالهم السلمي الذي سبق نضال الشباب في صنعاء وتعز وهو استعادة دولتهم التي دخلوا بها شراكة مع رجل ونظام يتفق الاخوة في الشمال اليوم على انه ونظامه من اسوأ الانظمة فسادا وعنادا وبالتالي يكون الجنوبيين وحراكهم هو صاحب السبق النضالي في هذا الميدان ولهم الحق بالاصرار على ما يصر به الشباب في تعز وصنعاء بعد التفريط بدم الشهداء الذين ضحوا من اجل استعادة دولتهم ام ان الشهادة والشهداء في هذا المضمار يختلفون بين النضال السابق للجنوبيين والنضال الحالي لاسقاط النظام
رابعا
ان المرحلة والواقع اليوم يفرض لحلحة قناعاتنا لصالح الحفاظ على المصلحة العظمى للناس كلهم بغض النظر عن مذهبيتهم وحزبيتهم وتوجههم وقناعاتهم لان الشر سيعم الكل ولابد من الاصطلاح على اتفاق يساعد على خلق اجواء تساعد على تحقيق الغاية النبيلة التي جاء بها الاسلام في حفظ النسل والدين والعرض والمال والعقل التي يشترك بها كل الناس بما تحمله كلمة الناس من معنى اي مؤمنهم وكافرهم عاصيهم ومطيعهم
خامسا
ان من اهم الخطوات التي يجب المساهمة في تعزيزها للوصول الى تلك الظروف بنظري هي مساعدة نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في ممارسة مهامه التي يسعى بعض الاوباش من الابناء والفتانين الى عرقلة ذلك لمعرفتهم بشخصيته المتزنه والمسالمة وعلينا ان نضغط في هذا الاتجاه حاليا
سادسا
التعويل على الحل العسكري بنظري سواء من قبل القاعدة او غيره لن يخلق ضروفا مناسبة بل فوضوية لاتساعد على تعزيز فرص التعاون مع المجتمع الاقليمي والدولي الذي يتحكم بالبحر والجو والبر اقتصاديا وسياسيا بحسب ما اعطاهم اياه الله تعالى وعلينا احترام هذه المسلمات والتعامل معها مثلما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع مسلمات واقعية ولم يقفز عليها
سابعا
لنفرض ان القاعدة تمكنت من السيطرة على جنوب اليمن حينها لنسأل انفسنا
هل يستطيعوا ان يستفيدوا من البحر والجو والبر؟

البحر يسيطر عليه الغرب فبالتالي لن يكون هناك حركة لهم سوى القرصنة اما الجو فمن المسلمات سيطرة الغرب عليه والبر معك السعودية ستحمي حدودها وعمان ايضا ويبقى المنفذ الشمال الذي يمكن السيطرة عليه فبالتالي ستتكون امارة اسلامية سيكون اهلها اول المعارضين عليها لحاجة الناس للنفط والغاز والغذاء والحديد والاسمنت والطعام والاليات ....الذي سيمنعه عنك الاخرين .و يتحكم به من جعلهم الله متفوقين علينا وعلينا احترامه دون المساس بعقيدتنا وخصوصيتنا تماما مثلما تفعل ذلك المملكة العربية السعودية الى حد كبير التي حافظت على خصوصيتها الدينية والعرفية ولم تنعزل عن العالم وصار فيها من الوضع الاسلامي ما لا يتوفر في كثير من الدول الاسلامية
اما بالنسبة لبعض المتحمسين للحل العسكري من الحراك الجنوبي فنقول لهم نثمن تحمسكم ولكن هل تظنون انه يمكنكم ان تحققوا بالحل العسكري ما عجزتم ان تحققوه بالحل السلمي حينما لم تتمكنوا من الاتفاق على مشروع واحد وقيادة واحدة