المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حراك طور الباحة في خطر ( رسالة مفتوحة لقادة الحراك )


ابو حسام الصبيحي
2011-04-15, 08:54 PM
الوقفة الأولى
( رسالة مفتوحة لقادة الحراك في الداخل والخارج )
رؤية تحليلية لواقع الحراك في طور الباحة
طور الباحة أنموذجا
حراك طور الباحة في خطر
أولا : العوامل الداخلية :
- لم يعد مجلس الحراك السلمي كما كان في سابق عهده بل صار اليوم ( مجلسا للعراك الجنوبي ) وملاذا آمنا للحالات النفسية والمرضية ومكانا مربحا للخونة والمتربصين ، وساحة للقيل والقال والتأمر ، وحلبة صراع للناقمين والمحرومين والمناضلين السفري .
ولكنني أيضا هنا لا اقلل بحجم الشرفاء أصحاب القيم والمبادئ وجلهم من الشباب المتعلمين والخريجين وحملة الشهادات الجامعية وهم بالآلاف ولهم وحدهم أقف وقفة إجلال واحترام فهم من نصر الحراك وشد عوده ودافع عنه في الساحات وقدم لاجل استمراره نهر من الدماء والتضحيات وما زالوا يملكون روح المبادرة يحملون روح الشباب المتعطش للحرية والتحرير والكرامة ولكن قد عاد الغالبية منهم إلى مواقعهم السابقة قبل أن يلتحقوا بالحراك ليرقبوا المشهد من بعيد لان لا احد من الحرس القديم مستعد أن يترك لهم المجال للسير بالسفينة الموشكة على الغرق على الأقل إلى بر الأمان . يحز في النفس أن تؤول قلعة الحراك الأولى إلى هذا الحال المزري ، والمؤلم أكثر إلى حد القتل إن يتلاشى الآلاف من أبناء طور الباحة الحراكييون كما تتلاشى بقع الماء المتناثرة في يوم قائظ .
- طور الباحة كانت المنطقة الأولى التي انتفضت بوعي سياسي سبق الجميع عند اعتقال قادة الحراك الجنوبي في ابريل 2008م ونقلهم إلى صنعاء وفرض حالة الطوارئ الغير معلنة على مناطق الجنوب فاحرق شبابها الأخضر واليابس تعبيرا عن رفضهم لعنجهية سلطة الاحتلال فأسقطت كل مؤسسات الدولة في طور الباحة منذ ذلك اليوم ولم نرى لزبانية الاحتلال ومعاونيه أي وجود أبدا بعد ذلك وسقطت راية الاحتلال .
- من يتفق معي إن طور الباحة كانت أول منطقة على مستوى الجنوب تطر كتائب الأمن المركزي منها بعد معركة طاحنة اثر مقتل الشهيد يحي الصوملي وحافظ الاصنج على أيديهم ، فتم اسر العشرات وإحراق الآليات ولم نرى بعدها وجودا للأمن المركزي اوالجيش منذ 5/5/2011م ذلك التاريخ الأسود وبنفس الوقت فهو تاريخ الانتصار .
- قدمت طور الباحة ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين ويتبوآ عدد من أبناءها مراكز قيادية مرموقة على مستوى القيادات العليا للحراك .
- ولأهمية وحساسية موقع طور الباحة الاستراتيجي المحيط بالعاصمة عدن من جهة الشمال والشمال الغربي وتقع على الممر الرئيس الذي يربط عدن بمدينة تعز اليمنية فان طور الباحة تشكل موقعا خطيرا جدا على عاصمة الجنوب ( عدن ) فان سقوط هذا المنطقة المهمة بيد أعوان السلطة أو قوى التطرف في الإصلاح والتابعة لبيت آل الأحمر ( حميد وعلي محسن ) فان تكرار 1994م امرأ وارد وستصبح طور الباحة منطلقا ومبرا آمن للفرق المتطرفة القادمة من تعز للانتشار في مناطق الجنوب .
- الى رئيس مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب – محافظة لحج الى كل الطاقات الفاعلة في مسيرة الحراك الجنوبي من أبناء الصبيحة ، الى رموز الجنوب في كل مكان تداركو الوضع طور الباحة قبل ان يؤول الى قوى الفيد والغنيمة والدمار ولكم بعض ملاحظاتي :
حينما لم يعد العقيد احمد علوان ثابت رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين ثم رئيس مجلس الحراك السلمي فيما بعد ، حينما أصبح غير قادر على الاستمرار لأسباب شتى كان أبرزها توقيف راتبه لأكثر من عام حتى لم يعد يقوى على الصمود تحت ضغط الحاجة لأسرة تتكون من سبعة أفراد ، وتزامن مع ذلك مرض أصاب عموده الفقري فأقعده البيت وفتح في مسيرة حياته الهادئة الى وقت قريب رحلة طويلة من العلاج والسفر والمعاناة دون أن يذكره احد ولو بكلمة مواساة رد لجميل قدمه للجنوب منذ انطلاقة الحراك حتى يومنا هذا وهو ما يرسل للآخرين برسائل ان لا احد سيلتفت إليكم وهذا ربما مسحوب في كل مناطق الجنوب الفقيرة التي لا تستطيع تمويل نفسها للحركة والاستمرار كما هو الحال في طور الباحة فكان عاملا للإحباط النزيف المستمر لأنصار الحراك ، المهم ليس هذا مجال الحديث ألان .
- في العام الماضي لم يعد العقيد قادرا للمواصلة فترك المجلس بيد رفاقه الذين ائتمنهم عليه ليصبح ( ) وهو جندي سابق رئيسا للمجلس أي انه تركه للمجهول القادم ، سلمه للضياع ، تركه كزورق في عرض البحر تتقاذفه الأمواج العاتية من كل مكان قاصبح مجرد التفكير بتغييره يواجه بمقاومة شرسة ومستميتة من قبله ومن أعضاء الحزب ربما لأنه سهل لهم مهمة السيطرة على الحراك .
- العقيد احمد علوان الذي وحد الجميع وساروا خلف قيادته لأنه مؤهل لذلك ولما يحضى به من تقدير واحترام لدى الجميع ، حينما ذهب بقي الحراك عرض لاختراق أجنحة متصارعة وأجندة مشبوهة وأصبح مجلس الحراك ملاذا آمنا للنفوس المريضة والانتهازية ومصدر للتكسب عند البعض وعقول تقوده لاتستطيع توفير قيمة لافته .
- قائد الحراك الذي وجد نفسه رئيسا دون أن يتفق عليه احد عداء انه كان من نواب الرئيس السابق بعل التسويات التي تمت عند توحيد مكونات الحراك (الدمج القسري ) صار وبالا على الحراك وعلى مسيرته التحررية والنضالية والأخلاقية ، فهو رجل شبه أمي لا يعي من القيادة الا اسمها فهو لم يتوعد على القيادة بل على تنفيذ الأوامر بصفته جندي من مخلفات العسكر الذين تركوا ساحات القتال في عام 1994م ولاذوا ببيوتهم مستسلمين لقوات الاحتلال والمرتزقة التي غزت الجنوب وأنجزت احتلاله في 7/7/1994م ، فأصبح هو كل شيء ويذهب مع جهله ورغبته الجامحة على السيطرة كل شي ايضا .
وفي المقابل فان نائبه رجل حزبي متمرس على العمل الحزبي والتنظيمي والسياسي ولديه خبرة كبيرة في هذا المجال تمتد لعشرات السنين وهو بالفعل سكرتير منظمة الحرب الاشتراكي في طور الباحة وهو معروف عنه عشقه لحزبه أكثر من حبه لأولاده ومقربيه ومستعد أن يدمر كل شي من اجل حزبه الذي يقول عنه انه كل شي لديه .
ينفعل باستمرار ويتقلب وفقا للتعليمات الصادرة إليه من حزبه ، ويعتبر الحراك خادما للحزب وليس العكس ولا يجد غضاضة أحيانا في أن يفصح عن ذلك وأمام الملا .
وللحق نقول إن النائب حافظ على تنظيمية الحراك واستمراره وحد من اختراقه وقاد عمليته السياسية باقتدار لفقدان الرئيس بصورة مطلقة لأي أساس معرفي أو تنظيمي يساعده على العمل فكان المجلس مطلي بلون ازرق سماوي ونسخة مكررة لمنظمة الحزب الاشتراكي ولا تكاد تفصل بينهما إطلاقا ، أي أن منظمة الحزب بكل أفرادها صارت سكرتارية لمجلس الحراك أي إن شريحة واحدة تعمل على خطين متقاطعين تماما .
بدأ النائب التمترس خلف خواء جمود البرامج وجدلية المقاربة بين الحراك كحراك يمثل الجنوب وبين الحزب ووقف على طرفي نقيض من الازدواجية المفرطة بين ان يكون قائد للحراك وان يكون سكرتيرا للحزب فلم يستطع ان بفرق بينهما حتى أصبحت البيانات المتناقضة تصدر بخط يده ومن حبر قلم واحد .
عناصر أخرى من حزب الإصلاح تغلغلت إلى مجلس الحراك ربما بدافع الاختراق او بدافع التحرر من عقدة الذنب التي يحمل أكثر أعضاء الاصلاح ذكرى مؤلمة عن دوره المساعد الاحتلال وطنه وتدمير منجزات شعبه والمساهمة بمعاناة الناس في الجنوب حتى اليوم ، فمن كان دافعهم هذا تمسكوا بالحراك وان كان لهم مزاجهم الخاص المتقلب والمساند لرفاق دربهم خارج الحراك ( حزب الإصلاح ) وذلك من خلال ترشيد خطابه وتسهيل مهمة أعضائه للتأثير على القرر، وأما أصحاب النوع الأخر من فهم اشد فتكا وخطرا من أعضاء الحزب لان ستارا من الشك والريبة يحوم حول بعضهم لعلاقاتهم باجنده مشبوهة وشخصيات في سلطة الاحتلال ممثلة ( بعلي محسن الأحمر ) . ان الحلقة المفرغة التي صنعها أعضاء الحزب لم يتركوا مجالا لهولا للتعبير عن رؤاهم ووجودهم لوجودهم في هذا المجال المشحون بالشك والريبة وبماسي الماضي الذي مازال حاضرا في الذاكرة ولم يغادرها أبدا . فأصبح مجلس الحراك بيئة طاردة لهم والسبب الأول وجود الحزب الذي لا يريد من خصمه منافسته على الحراك إطلاقا ، فخرج من خرج وعاد إلى وكره القديم من عاد ، وتناثر البقية الذين دفع بهم في البداية للسيطرة على الحراك كما تتناثر حبات المسبحة المنفرطة ، وتحول الكثير منهم ومن بقي في حزب الإصلاح الى عدو لدود للحراك ( باعتبار إن الحراك هو الحزب ) على غرار ما حصل في صيف 1994م وهو ما نراه في خطاب ساحات التغيير في الجنوب والشمال على حد سواء المعادي للجنوب وقضيته العادلة .
- ورغم التباين الذي يبدوا ظاهرا بين المستقلين او الذين ينتمون الى احزاب او جهات اخرى الا ان الهدف العام يجمع بين الجميع ويوحد حركة الحراك وتنفيذ فعالياته ولكن ليس بذلك الشكل المطلوب الذي كان عليه الحراك في طور الباحة سابقا .
- ويمكن إجمال النتائج حول ماسبق ذكره بالتالي :
1. ظعف القيادة ادى الى الانزلاق الى العشوائية بعيدا عن التخطيط والتنظيم لمسيرة الحراك والعمل على التوسع الراسي والافقي كما ونوعا لضمان صمود الحراك وبقاءه .
2. الذاتية المفرطة في اتخاذ القرار بدون اعطاء الفرصة للمشاركة ، وغالبا ما يكون القرار سطحي ولا يلبي أي هدف لا قريب ولا بعيد .
3. هجرة الكفاءات والعقول وأصحاب المؤهلات التعليمية العالية من مجلس الحراك لان افكارهم تتصادم مع حالة الجمود والسطحية التي اصبحت تسيطر على مجريات الامور برؤية قصيرة تقتصر لدعوة الناس لمسيرات جماهيرية فقط حتى مل الناس ذلك .
4. خروج جماعي لحملة الرتب العالية من المتقاعدين العسكريين في طور الباحة لان من يقودهم ( جندي ) لا يحمل أي رتبة .
5. الانكفاء والتقوقع في ( مقر الحزب الاشتراكي ) وعدم الخروج للجلوس مع الناس للحشد والتعبئة واقناع الناس وذلك بسبب وجيه لان من يقود الحراك لايدرك من هذا شيئا وغير قادر على التخطيط لدوائر المجلس للقيان بذلك عوضا عنه .
6. إهمال دور الشباب والعناصر الجديدة القادمة للحراك للفهم الخاطئ عند قيادة الحراك الحالية وبعض العسكر فيما يتعلق بالوجوه الجديدة القادمة باعتبار الحراك من انجازهم وهم فقط من سيحافظ عليه .
ثانيا : العوامل الخارجية :
• العمل المؤسسي :
يتفق الجميع ان أي عمل سياسي او جماهيري او ثوري يسير دون عمل مؤسسي ويفتقر لقيادة سياسية وميدانية مجربة مقتدرة ، والى آليات عمل لتنفيذ البرامج والخطط ثم المتابعة المستمرة من خلال التواصل بمختلف الوسائل الممكنة ، فان ذلك العمل مصيره إلى الزوال والانحلال مع مرور الوقت حسب القوانين التي تفرضها الحياة . وهذا ما نفتقده في مسيرة الحراك منذ بدء انطلاقته لتداخل الو لاءات وتعدد الكيانات وتنافر القيادات وهو ما اثر سلبا على تماسك الحراك في طور الباحة وساهم في تحلل ا لروابط بين عناصره حتى أصبح الحراك ممثل بأعداد ثابتة غير قابلة للتجدد بسبب هذا التمترس خلف قناعات تأتي من خارج المؤسسة التي يفترض ان تكون جامعة للكل تحت هدف واحد يجمع عليه الجميع .
• الجانب الإعلامي :
رغم كل الجهود التي تبذل من اجل إيصال صوت أبناء الصبيحة ( جهود ذاتية ) من خلال إرسال الفعاليات إلى المواقع الجنوبية والى القناة إلا ان ذلك لم يلقى أي اهتمام من الوسائل الإعلامية الجنوبية وخاصة قناة عدن التي لازالت ميتة جامدة تسهم في زيادة الإحباط والقهر لعدم قدرتها على مواجهة الحملات الإعلامية الموجهة ضد الحراك الجنوبي ولو بأدنى الحدود كل ذلك جعل نشاط الحراك في طور الباحة في إدراج النسيان وهو ما أصاب الكثير بالإحباط وعدم المشاركة المستمرة لانه لا يرى ثمرة تذكر للجهد الذي يقدمه خاصة ونحن نعيش عصر الإعلام ، وظف الى ذلك محدودية الوسائل وشحة الإمكانات .
• الجانب المالي :
في هذا الجانب حدث ولا حرج فحراك طور الباحة لا يملك حتى قيمة خياطة علم وهذا يكفي لتوضيح الفكرة تماما ، فلا يوجد من يقدم شيء لتطوير وتوسيع نشاطات الحراك وكاننا نعيش في عالم لا يهمه من أمرنا شيء ، وبحسب البعض ان طاقتهم نفذت تماما .
الخلاصة : اذا أراد قادة الحراك الاستمرار في تجاهلهم لحراك طور الباحة فابشروا بما هو أسوأ فلا مجال في عالم اليوم الا للأقوياء القادرين على الحشد والتعبئة وإجادة حرب الإعلام ، والخوف كل الخوف ان ذلك مسحوب على كل المناطق فذلك يعني شيء واحد ان الحراك الجنوبي في خطر في خطر فتداركوا الأمور قبل ان تخرج عن السيطرة ويحدث ما بشر به المحامي ( يحيى الشعيبي ) ما اسماه ( تصفير عداد الحراك والعودة الى نقطة الصفر ) اللهم إني بلغت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ان الهدف من هذا الجهد هو كشف الواقع الذي يعيشه الحراك في طور الباحة وقد يتشابه الى حد ما مع بعض مناطق الجنوب ولا يعني الإساءة لأحد باعتبار ان احد من تحدثت عنهم هو أخ لي فالهدف هو كيف ننصر الحراك ونرتقي فوق الأنانية الضيقة لمصلحة الشعب وانتصار قضيته العادلة ، والشكر الجزيل لكل من تفاعل مع الموضوع ولكم كل حبي
ابو حسام الصبيحي – طور الباحة 15/4/2011م
[email protected]
أرجو حذف النسخة الاولى
]

أفق الضالع
2011-04-16, 01:00 AM
الجنوب كله يعيش هذا الحال وليس طور الباحة لوحدها