المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات وكتابات وتصريحات المناضل د.حيدرة مسدوس


ابو عهد الشعيبي
2011-04-02, 08:15 AM
تحية من القلب للجميع وللوطن ولمشاعل الحرية والإستقلال على الارض الجنوبية الثائرة..
طلبي بسيط ولكن لامر مهم ,, الطلب هو المساعدة في تجميع مقالات وكتابات
وتصريحات وحوارات المناضل الدكتور محمد حيدرة مسدوس تحت هذا العنوان ..
قدر الامكان كاملة منذو سنوات ما بعد الإحتلال وحتى اليوم ..
أرجو التفاعل مع كامل تقديري وتشكراتي

علي شايف الحريري
2011-04-02, 08:35 AM
نرجو من الجميع التفاعل الجاد مع طلب الاخ ابو عهد
وسوف نستعين في ارشيف الموقع وعلى الجميع التعاون واحضار المقالات
التي لم تصل الى الموقع.. وعدم تحويل الموضوع الى استفسارات ومناكفات
حان وقت العمل الجاد
مع تحياتي للجميع
ونترك الموضوع للمقالات والمقابلات

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:21 AM
د.محمد حيدره مسدوس : وثيقتي للتوحيد (1-4)
علمتنا تجاربنا الذاتية أن تقديم الحقيقة للسياسيين تكون أقل فائدة، لأن الذاتية تحول دون فهمها ، وقد وجدنا بان تقديمها إلى الشعب مباشرة هو الأكثر فائدة، لأنه يخلق وعياً شعبياً ضاغطاً على السياسيين، وهو ما اتبعناه سابقا مع قيادة الحزب الاشتراكي عندما حالت الذاتية دون فهم ما كنا نطرحه. وأذكر أنه في آخر اجتماع للأمانة العامة برئاسة الدكتور ياسين سعيد نعمان كان آخر طلب لي قبل مرضي أن تعترف قيادة الحزب بالخطأ عندما تأكده الحياة، وهو طلبي اليوم من أي جنوبي في الداخل أو الخارج يخالفني ذلك، لأنه لن يكون إلاّ هو بشكل حتمي. فلا صنعاء تستطيع الهروب منه، ولا من يعارضه من الجنوبيين سينتصر للقضية بغيره إلاَّ في حالة واحدة وهي انهيار الدولة وصوملة البلد. حيث أن المطلوب إعداد وثيقة سياسية تقوم على مشروعية سياسية وقانونية كافية، وتكون مقنعة للعالم ومحرجة لصنعاء وتسمح بالمرونة السياسية المطلوبة. وهذا ما لم يوجد في المشاريع التي كتبت حتى الآن إلاَّ في هذه الوثيقة. والأخطر من ذلك أن جميع المشاريع التي نزلت حتى الآن تقدم النظام كمدافع عن الوحدة وتقدم الحراك كرافض لها من حيث المبدأ، وهذا ما يقتل مطالب الحراك ويجعل العالم يقف ضدها. ولهذا فإنني أدعو الجميع إلى الأخذ بهذه الوثيقة، وهي على النحو التالي:

ميثاق وطني للنضال السلمي

مدخل:

إن هذا الميثاق هو عبارة عن دليل فكري و سياسي لنضال شعب الجنوب بقيادة حراكه الوطني السلمي الجنوبي الهادف إلى استعادة أرضه وثروته المنهوبة، وإلى استعادة تاريخه السياسي وهويته المطموسة. و يتكوَّن هذا الميثاق من أربعة فصول، أولها حول الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية الوطنية الجنوبية، و ثانيها حول واقع القضية القائم حاليا، وثالثها حول الرفض الجنوبي لهذا الواقع، ورابعها حول الحل الشرعي والوحيد للقضية.

((الفصل الاول))

الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية

أن يوم إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م بين دولة الجنوب و دولة الشمال، هو يوم تدشين قيامها وليس يوم قيامها من الناحية العملية. حيث أن قيام الوحدة من الناحية العملية هو وظيفة الفترة الانتقالية ومبرر وجودها. وقد سميّت هذه المرحلة بالمرحلة الانتقالية نسبة إلى وظيفتها التي تعني الانتقال العملي من دولتي البلدين إلى دولة الوحدة وفقا لاتفاقية إعلانها، وكانت لهذه المرحلة مهام بديهيه سبع يتوقف على تحقيقها قيام الوحدة في الواقع بصرف النظر إن كانت هذه المهام مكتوبة أم لا، لأنها بديهيات. و هذه المهام البديهية السبع كانت تتعلق بإزالة الاختلاف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الطرفين وتحقيق التجانس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بينهما كأساس موضوعي لتحقيق الوحدة في الواقع و قيام دولة الوحدة من الناحية العملية، ويمكن إيجاز هذه المهام البديهية السبع في التالي:

1- البديهية الأولى: إلغاء قوانين التأميم في الجنوب وإعادة جميع الملكيات لمالكيها السابقين وتعويض المنتفعين، باعتبار أن مثل هذه القوانين لم توجد في الشمال، وباعتبار أنه من غير المعقول بأن يظل الجنوب مؤمما وملكيته للدولة، وأن يظل الشمال خالياً من التأميم وملكيته لأهله وهما في دولة واحدة.

2- البديهية الثانية: إعادة شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الشكل العام إلى الشكل الخاص، أي من القطاع العام إلى القطاع الخاص لصالح أبناء الجنوب وحدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم حولها النظام السابق في الجنوب إلى ملكية الدولة، وباعتبار أنه من غير المعقول تمليكها لغيرهم. ثم إنه بدون ذلك يستحيل التجانس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الشمال والجنوب، ومن ثم تستحيل الوحدة من الناحية الواقعية.

3- البديهية الثالثة: إزالة الاختلاف في التركيبة الاجتماعية بين الشمال والجنوب عبر إيجاد قطاع خاص ومالكين في الجنوب حتى يتجانس اجتماعيا مع الشمال ، لأنه من غير المعقول بأن تظل التركيبة الاجتماعية في الشمال من الأغنياء والفقراء والمتوسطين، وأن تظل التركيبة الاجتماعية في الجنوب من الفقراء فقط وهما في دولة واحدة.

4- البديهية الرابعة: استبدال عملة الريال التي تجسد هوية دولة الشمال وعملة الدينار التي تجسد هوية دولة الجنوب، بعملة دولة الوحدة المتفق عليها في اتفاقيات الوحدة والتي هي الدرهم، لأن إلغاء أيٍ منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي مفهوم الوحدة.

5- البديهية الخامسة: إزالة الاختلاف بين أجهزة ومؤسسات الدولتين وتوحيدها على قاعدة الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة، لأنه من غير المعقول بأن تبقى مشطرة وبنظامين إداريين مختلفين وهي في دوله واحدة، ولأن حل أجهزة ومؤسسات أي منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي مفهوم الوحدة.

6- البديهية السادسة: إزالة الاختلاف بين الثقافة المدنية في الجنوب والثقافة القبلية في الشمال لصالح الثقافة المدنية في الجنوب، لأنه من غير المعقول بأن يكون العكس.

7- البديهية السابعة: إيجاد نظام سياسي جديد، لا هو نظام الشمال ولا هو نظام الجنوب، وإنما هو نظام سياسي جديد يضم الهويتين ويقوم على مبدأ الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة، لأن الأخذ بأي من النظامين وإلغاء الآخر يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي الوحدة.

إن هذه المهام البديهية السبع قد كانت مهام موضوعيه للمرحلة الانتقالية، وكانت وظائف موضوعيه لها لا مفر منها، لأنه بدون تحقيقها يستحيل تحقيق الوحدة في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية، وهو ما حصل بالفعل. فبحكم أن المرحلة الانتقالية لم تنجز مهامها البديهية السبع، فإن السلطة قد ظلت سلطتين، و كل وزاره وزارتين، والجيش جيشين، والأمن آمنين، والقضاء قضائين، والمنهج الدراسي منهجين، والعملة النقدية عملتين، والاقتصاد اقتصادين، والتركيبة الاجتماعية تركيبتين، والثقافة ثقافتين ... الخ، و هذا يعني بأن الوحدة لم تقم في الواقع من الناحية العملية. و بالتالي جاءت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك. و قد اعترف الجميع بالأزمة وبطريقة حلها في وثيقة العهد والاتفاق. و لكن الطرف الآخر اختار الحل العسكري وأسقط اتفاقيات الوحدة قبل تنفيذها و استبدل دستورها وحكم على قيادة الجنوب التي وقعت الوحدة معه بالإعدام وألغى شرعية ما تم الاتفاق عليه واعتبر الوحدة من 7 يوليو 1994م، وهو ما أكده الرئيس شخصياً في لقائه مع الوحدات العسكرية في محافظة أبين بعد الحرب، عندما قال: لقد كنا دولتين إلى يوم 7 يوليو 1994م. و فوق ذلك انه مازال يؤكد بأن الوحدة معمدة بالدم. وهذا دليل على الاغتصاب، والاغتصاب لا توجد شرعيه له في التشريعات السماوية ولا توجد شرعيه له في التشريعات الوضعية، والأكثر من ذلك أن دستور الوحدة كان محكوما باتفاقية إعلانها خلال المرحلة الانتقالية حتى تنجز مهامها البديهية السبع. ولكنه بدلا من تحرير الدستور من الاتفاقية بإنجاز تلك المهام والانتقال إليه بعد المرحلة الانتقالية، تم الانتقال إلى الحرب وخلق واقعاً جديداً أسوأ من واقع الاحتلال. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو: من أين يستمد هذا الواقع شرعية وجوده، هل من إعلان الوحدة الذي تم إسقاط شرعيته بإعلان الحرب؟؟؟، أم من اتفاقيات الوحدة التي تم إسقاطها بالحرب؟؟؟، أم من دستور الوحدة الذي تم استبداله بعد الحرب؟؟؟، أم من القيادة الجنوبية التي أعلنت الوحدة مع الشمال و حكم عليها بالإعدام؟؟؟. فعلي عبدالله صالح الذي أعلن الوحدة مع الجنوب نيابةً عن الشمال هو ذاته من أعلن الحرب على الجنوب، وعلي سالم البيض الذي أعلن الوحدة مع الشمال نيابةً عن الجنوب ودون أن يأخذ رأيه هو ذاته من أعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب. و بالتالي ماذا بقى من شرعية لهذا الوضع غير الشرعي في الجنوب؟؟؟. ولهذا فإن الجنود الذين يطلقون النار على المواطنين في الاعتصامات السلمية لا يملكون شرعية وجودهم على أرض الجنوب ناهيك عن قتلهم للأبرياء ومحاصرتهم للمدن والقرى واعتقال وملاحقة الناشطين.

لقد كانت صنعاء تعتقد بان الحرب التي شنتها على الجنوب ستكون مثل سابقاتها في الشمال والجنوب سابقا، و لم تدرك بأن سابقاتها كانت على السلطة ومستقبل الحكام فيها، بينما حربها على الجنوب عام 1994م كانت على الجنوب ومستقبله في الوحدة. و هناك فارق مبدئي كبير بين النوعين. فالصراع على السلطة ومستقبل الحكام فيها ينتهي بانتصار المنتصر على المهزوم، في حين أن الصراع على الوطن يبدأ بانتصار المنتصر على المهزوم. و لهذا فإنه لا بد لصنعاء أن تدرك بأن الوظيفة السياسية للحرب التي شنتها على الجنوب قد كانت من الناحية الموضوعية إسقاطاً للوحدة، وأن الشطارة السياسية التي كانت تعتقدها قد أصبحت خطأ تاريخي تتحمل مسؤوليته لوحدها. كما أن الحرب ونتائجها قد فصلت قضية الجنوب عن قضايا المظلومين في الشمال وجعلتها قضيه وطنيه تخص جميع أبناء الجنوب من السلاطين إلى المساكين وليس فقط المظلومين كما هو حال الشمال. وهذا يعني بأن الحرب قد أسقطت موضوعياً إمكانية النضال المشترك لأبناء الشمال والجنوب، وجعلت وجودهم في إطار سياسي واحد لا معنى له. وإضافة إلى ذلك فإن ظلم المظلومين في الشمال باسم دولتهم، بينما ظلم الجنوب باسم الوحدة. وطالما وأن السبب مختلف فإنه من البديهي بن يكون الحل مختلف أيضاً. ولهذا فانه لا يوجد أي مبرر موضوعي أو منطقي لوجود المنحدرين من الجنوب والشمال في إطار سياسي واحد بعد الحرب. والأكثر من ذلك إنها لا توجد ولن توجد شرعية سياسية أو قانونيه لأي حل إلا على أساس الشمال والجنوب.

لقد ظلت صنعاء منذ انتهاء الحرب ومازالت تنكر على الجنوبيين جنوبيتهم وتفرض عليهم نكرانها بالقوة، وأصبحت ترفض المفهوم الجغرافي والسياسي للوحدة وتقول بأنها وحدة وطنية وليست وحدة سياسية بين دولتين. وهذا في حد ذاته هو نكران للوحدة ورفض عملي لها. فعندما صنعاء تنكر علينا جنوبيتنا وتعاقبنا عليها ونحن كنا دوله ذات سيادة، وعندما تقوم بطمس هويتنا وتاريخنا السياسي لصالح الشمال وتنهب أرضنا وثروتنا وتحرمنا منها... الخ، فإننا مضطرون للدفاع عن وجودنا ومضطرون للنضال من اجل استعادة أرضنا وثروتنا المنهوبة، ومن أجل استعادة تاريخنا السياسي وهويتنا المطموسة، باعتبار أن ذلك حقا مشروعا لنا تكفله الشرائع السماوية والوضعية. فلم يحصل في التاريخ لأي شعب أن يذهب إلى التوحد مع غيره ليلغي نفسه ويلغي هويته وتاريخه السياسي ويسلم أرضه وثروته لغيره كما ترى ذلك صنعاء، و كما فرضته على الجنوب بحرب 1994م. حيث أصبح الإنسان الجنوبي لا يشعر بوجوده على أرضه ولا يحس أنه ينتمي إلى الأرض التي أنجبته وترعرع فيها وعاش عليها، ولا يشعر بأن له حضور فاعل وطموح وتطلعات كطرف مكون للوحدة. حيث حوله نظام صنعاء إلى فايض عن الحاجة، وبات يتعامل معه على قاعدة المنتصر والمهزوم، وينظر إليه كمجرد تابع للأكثرية الشمالية. فلا أرض ولا ثروة ولا وطن له منذ الحرب التي انتصر فيها الشمال على الجنوب ونهب أرضه وثروته وطمس تاريخه السياسي وهويته، ومازال الشماليون يعتبرون يوم 7 يوليو 1994م انتصاراً للوحدة بموجب مفهومهم ومفهوم الحركة الوطنية الخاطئ لها، ونعتبره نحن احتلالاً لنا بموجب حقائق الواقع الموضوعي الملموس وكتحصيل حاصل للحرب ونتائجها.

إن الخطأ تجاه الجنوب قد بدأ بفكرة واحدية الجنوب والشمال التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس وزاد الخطأ أكثر وحدة الأداة السياسية التي جاء بها الحزب الاشتراكي، لأنه بموجب ذلك فتحت دولة الجنوب أبوابها لأبناء الشمال المعارضين لنظام صنعاء وتعاملت معهم كممثلين للشمال في دولة الجنوب حتى وصلوا إلى قمة الحزب والدولة، ومن البديهي بأن يكونوا مطلعين على كامل أسرار الدولة في الجنوب وأن يسخروها لصالح أهدافهم في الشمال ويجعلوا منها فريسة لهم، وهو ما حصل بالفعل. فعلى سبيل المثال قال الأستاذ أحمد عبدالله الصوفي في صحيفة الشارع بتاريخ 28/6/2008م في العدد (54)، قال: إنه من المهم التوقف عند دواعي حركة 22 يونيو 1969م التصحيحية في الجنوب التي بررت مشروعيتها بإسقاط قانون كان شرعه الرئيس قحطان الشعبي لتحديد الجنسية الجنوبية... الخ. و في هذه الخطوة تم استبدال عبارة الجنوبية بعبارة الديمقراطية في تسميه الجمهورية، وأصبحت جمهوريه اليمن الديمقراطية الشعبية بدلا ً عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، و هو ما يهدف إلى طمس الهوية الجنوبية. فهل هذا كان عملا صحيحا ومشروعا من الناحية السياسية والقانونية، أم أنه كان عملاً باطلاً وغير مشروع؟؟؟. أما دولة الشمال فبحكم أنها لم تلتزم لمفاهيم الحركة الوطنية ولم تكن فريسة لها، فقد ظلت مغلقه أمام الجنوبيين المعارضين لنظام عدن و المتواجدين في الشمال، وظل يطلق عليهم صفة جنوبي مقيم إلى يوم إعلان الوحدة. ولهذا وبحكم أن الحركة الوطنية لم تخلق أرضية صالحة للوحدة، فإن الحزب الاشتراكي الذي كان صاحب اليد الطولى في ذلك لم يجد للوحدة طابعاً عند إعلانها غير الطابع الحزبي، وهو الطابع الذي انتهى بحرب 1994م. وهذا الطابع الحزبي في حد ذاته هو دليل وشاهد على خطأ فكرة وحدة الأداة، وعلى خطأ المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية، ودليل وشاهد على بطلان أعمالها وعدم شرعيتها. فمن الناحية الموضوعية والمنطقية كان من المفترض أن يدخل الجنوبيون إلى الوحدة كجنوبيين، وأن يدخلها الشماليون كشماليين، بحيث تدخل المعارضة الشمالية إلى الوحدة من بوابة صنعاء، وبحيث تدخل المعارضة الجنوبية إلى الوحدة من بوابة عدن. ولكن المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية جعلت المعارضة الشمالية تدخل إلى الوحدة من بوابة عدن، وجعلت المعارضة الجنوبية تدخل إلى الوحدة من بوابة صنعاء. وهذا في حد ذاته كان إسقاطاً لشرعية إعلان الوحدة وكان من أهم الأسباب الذاتية للازمه والحرب.

إن حرب 1994م قد كشفت حقيقة المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية وأسقطت كافة أعمالها وأرجعتنا إلى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس، وهو الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي أن نكون عليه منذ البداية انسجاماً مع الواقع الموضوعي الملموس. وبالتالي فإن الحرب ونتائجها قد أسقطت وإلى الأبد المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية وشكلت بذلك إدانة تاريخيه لها بموجب حكم التاريخ. فهل الأحزاب القائمة حاليا والتي هي امتداد لها وبالذات الحزب الاشتراكي ستعترف بذلك وتنتقده وتقدم الاعتذار لشعب الجنوب، أم أنها ستظل تكرس الأخطاء السابقة وستظل في محكمة التاريخ؟؟؟. فبسبب ثقافة الحركة الوطنية الخاطئة أصبح الطيبون من السياسيين كالمريض بالحمى يحس بها ولا يفهم ما هي. فقد أصبحوا يحسون بقضية الجنوب ولا يفهمون ما هي. كما أن أصحاب هذه الثقافة قد ظلوا ثلاثين عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء، وأصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب والمشاركة في انتخاباته. هذه هي أهم الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية.

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:22 AM
د.محمد حيدره مسدوس : وثيقتي للتوحيد (2-4)
((الفصل الثاني))

واقع القضية القائم حالياً

انه من البديهي بان إعلان الحرب قد ألغى شرعية إعلان الوحدة، وأن الحرب و نتائجها قد مثلت النهايه التامة لمشروع الوحدة وأسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه و خلقت واقعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه، و يمكن إيجاز هذا الواقع الجديد في النقاط الأربع التالية:


1- لقد قامت صنعاء بعد الحرب مباشرة بحل كافة الاجهزة والمؤسسات الجنوبية المدنية والعسكرية والامنية وغيرها لصالح مؤسسات الشمال، وعملت على طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال بما في ذلك ثورة الجنوب التي اعتبرتها مجرد فرع لثورة الشمال، و كرّست لهذا الغرض العديد من الندوات تمهيداً لتذويب الهوية الجنوبية في الهوية الشمالية و شرعنت نهب الارض والثروة في الجنوب وحرمان أهلها منها ، في حين ان الثورة في الجنوب هي امتداد عضوي للمقاومة الشعبية المتواصلة في الجنوب منذ دخول بريطانيا مدينة عدن، وهي لذلك ليست فرعا للثورة في الشمال، وإنما هي ثورة شعبية مستقلة بذاتها. ومن الدلائل الهادفة إلى طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو رفض الحديث عن أي شيء اسمه الجنوب، وحتى يوم إعلان الوحدة تم استبداله بيوم الجمهورية اليمنية هروباً من ذكر الوحدة، وقد تم استبدال مفهوم الوحدة السياسية بمفهوم الوحدة الوطنية للهدف ذاته. كما استبدلت كافة المعالم والتسميات التاريخية في الجنوب بتسميات شمالية ...الخ، وحتى إذاعة وتلفزيون عدن تم استبدال اسميهما لنفس الهدف. و قد أصبحت المناهج الدراسية تكرس تاريخ وهوية الشمال دون الجنوب، وهو ما يدل على غياب الوحدة و عدم وجودها. فلو كانت صنعاء معترفة بالوحدة لكانت اعترفت بأن تاريخ وهوية البلاد ككل تتكون من تاريخ وهوية الطرفين كدليل على وجود الوحدة. فعند الحديث عن الحكم الامامي في الشمال كان لا بد من الحديث عن الحكم السلاطيني والحكم البريطاني في الجنوب، و عند الحديث عن الثورة في الشمال و مبادئها الستة كان لا بد من الحديث عن الثورة في الجنوب و مبادئها الخمسة ...الخ ، لأنه بدون ذلك يسقط مفهوم الوحدة وتكون العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة احتلال و ليست علاقة وحدة، و هذا ما هو حاصل منذ حرب 1994م. فقد مارس نظام صنعاء اعمالا خارج العقل، و هو كما عرفناه لا يؤمن بالعقل ولا يحتكم إليه، بل و يراه نوعا من الضعف. كما انه يحتقر التواضع و لا يؤمن به ، بل و يراه ايضا نوعا من الضعف ... الخ . و في هذه الحالة كيف يمكن التعايش مع من يفكر بهذه العقلية؟؟؟ . فمن يسخر من العقل ولا يؤمن به و لا يحتكم اليه، و من لا يعرف التواضع ولا يؤمن به و لا يمارسه لا يمكن له ان يتعايش مع غيره ، لأن استخدام العقل وممارسة التواضع هما القاعدة العامة للتعايش، و هما القاعدة العامة للتطور. أما التعالي والفروسية التي ما زالت متأصله في ثقافة صنعاء، فإنها التجسيد الملموس للجهل والتخلف بكل تأكيد. فقد قال أحد المفكرين إنه من السهل لأي إنسان أن يحكم شعب خارج النظام والقانون حتى و لو كان أمياً إذا ما كان خالياً من الاحساس بالمسؤولية، و لكنه من الصعب عليه ان يحكمه بنظام وقانون، إلاّ بدرجة رفيعة من المعرفة و درجة عالية من الإحساس بالمسؤولية.

2- لقد تم بعد الحرب احتكار السلطة وأصبح القرار السياسي قراراً شماليا خالصاً كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. و هذا يعني بأن السلطة قد فقدت طابعها الوحدوي بعد الحرب وشكلت بذلك دليلا على شمالية النظام وعدم وحدويته. صحيح بأن هناك وزراء من الجنوب، و لكنهم خارج القرار السياسي لسلطة الدولة ويعتبر وجودهم مثل عدمه. والأهم من ذلك أن صنعاء ترفض أن يكونوا ممثلين للجنوب، لأنها لا تعترف بأي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب. و طالما وصنعاء لا تعترف رسميا بانهم يمثلون الجنوب ، و هم من جانبهم لا يدعون ذلك ، فإنهم بالتأكيد موظفون وليس شيئا آخر. والأكثر من ذلك أن صنعاء تقول لا وصاية للجنوبيين على وطنهم غيرها. و هذا القول ليس فقط رفضا للوحدة وعدم الاعتراف بها، و ليس فقط اعترافا ضمنيا بالضم و الالحاق، و إنما هو اعتراف ضمني بالاحتلال. و هناك مبدأ من مبادئ الامم المتحدة يقول إن أي وحده إجبارية تعتبر استعمارا بكل ما للكلمة من معنى، و هو ما ينطبق تماما على قضيتنا، خاصة وأن كل المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة أصبحوا بعد حرب 1994م يصرون على واحدية الجنوب والشمال، وعلى واحدية تاريخيهما و ثورتيهيما خلافا لحقائق الواقع الموضوعي الملموس. و هذا في حد ذاته هو رفض فعلي للوحدة وتكريس عملي للاحتلال. حيث أن أي وحدة سياسية بين دولتين هي وحدة السيادة الوطنية وليست هيمنة طرف على الطرف الآخر و طمس تاريخه السياسي وهويته و نهب أرضه و ثروته وحرمانه منها باسم الوحدة وبقوة السلاح.

3- انه بسبب احتكار السلطة، فقد تم احتكار الارض والثروة في الجنوب عبر السلطة، لأن الأرض والثروة في الجنوب ملكا للدولة بموجب قوانين التأميم التي مازالت سارية في الجنوب، و التي تم التمسك بها أكثر بعد الحرب. حيث تم الاستيلاء على الاراضي العقارية والزراعية والبور، وعلى المباني والمنشآت الحكومية والمؤسسات الإنتاجية والخدمية والورش والمعامل والمصانع والثروات النفطية و السمكية و غيرها لصالح ابناء الشمال. وحتى المشاريع الصغيرة في الجنوب تنفذ من قبل مقاولين شماليين. كما أن القروض من بنك الاسكان ومن بنك التسليف الزراعي مسهلة لأبناء الشمال وصعبة على أبناء الجنوب. وهناك تقويض لميناء ومطار عدن لصالح ميناء الحديدة ومطار صنعاء رغم الأفضليات الجغرافية والفنية و الشهرة العالمية لميناء ومطار عدن. وأمٌا عدن كمنطقة حرة و كعاصمة شتوية واقتصادية ، فإن ذلك لم يحصل حتى الآن. والأخطر من ذلك انه يطبق نظام تمليك الاراضي في الجنوب لابناء الشمال، ويطبق نظام التأجير على أبناء الجنوب الذين هم أصحاب الأرض الأصليين. و قد فتحت مكاتب في صنعاء وغيرها من المدن الشمالية لبيع الأراضي في الجنوب باعتبارها ملكاً للدولة ...الخ. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو بأي حق ينهبون الارض و الثروة في الجنوب ويحرمون أهلها منها ؟؟؟ . وبأي حق يطمسون الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ؟؟؟ . و هل نهب الارض و الثروة و حرمان أهلها منها في الجنوب هو الوحدة ؟؟؟. و هل طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو الوحدة؟؟؟. فلم يخطر في البال مثل ذلك وإلاَّ لما أعلنت الوحدة أصلاً حتى ولو كانت القيادة الجنوبية من دون وعي، لأنه لا يوجد أي شكل من أشكال الوحدة يسمح لهم بذلك حتى ولو كانت وحدة ضم وإلحاق. فالجنوب ممكن ان يكون مفتوحاً للاستثمار، و لكنه لا يمكن ان يكون مفتوحا للنهب و للبيع و التمليك لغير اهله.

4- لقد شمل الغبن كل الجنوبيين نتيجة لذلك بمن فيهم من كانوا ضد الحزب الاشتراكي، وبمن فيهم من تبقى في جهاز الدولة من الجنوبيين، و زاد هذا الغبن اكثر عدم المساواة . فعلى سبيل المثال ، لا شيخ القبيلة في الجنوب مثل شيخ القبيلة في الشمال ، و لا المناضل مثل المناضل ، و لا الشهيد مثل الشهيد ، ولا معاملة المريض مثل المريض ، و لا من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة المدني والعسكري مثل نظرائهم الشماليين، و لا المستثمر الجنوبي مثل المستثمر الشمالي ، و حتى سلاطين الجنوب ارجعوهم الى مشائخ ما دون مشائخ الشمال ، و كذلك الوزراء لم يكونوا متساويين ....الخ . و هناك مئات الآلاف من المدنيين و العسكريين الذين تمت تصفيتهم من أعمالهم المدنية والعسكرية و هم مازالوا شبابا و لديهم الكفاءات و الخبرات في اعمالهم ، مع العلم بأن وظائفهم المدنية ورتبهم العسكرية هي من دولة الجنوب السابقة. و هذا يعني بأن أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ستصبح قريبا خالية تماما من الجنوبيين. صحيح أن جزءا منهم قد تم إخراجهم بموجب قوانين شروط الخدمة المدنية والعسكرية، ولكن هذه القوانين لم تأخذ بعين الاعتبار الفارق الزمني بين نظام الخدمة في الجنوب ونظام الخدمة في الشمال. حيث أن نظام الخدمة في الجنوب من عهد بريطانيا، و نظام الخدمة في الشمال من عام 1985م . و قد كان من المفترض بأن تحل هذه المعضلة باحتساب الخدمة في الجنوب من زمن الخدمة في الشمال او العكس ، و لكن ذلك لم يحصل للاسف . فكما سبق ذكره قد تم حل جميع المؤسسات العسكرية والمدنية الجنوبية بعد الحرب لصالح مؤسسات الشمال، وتم تسريح أفرادها، و تمت تصفية كافة مؤسسات القطاع العام بعد ان تم تحويلها الى قطاع خاص لصالح اصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال، بينما الكل يعرف بأن القطاع الخاص وكل شيء في الجنوب سابقاً قد تم تحويله الى قطاع عام تملكه الدولة مقابل أن تكون الدولة ذاتها هي رأسمال الجميع ومسئولة عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب. و بحكم أنه لم يبق قطاع خاص في الجنوب، فإن كل أبناء الجنوب قد كانوا موظفين مع الدولة، و بعد تصفيتهم من جهاز الدولة أصبحوا عاطلين عن العمل وأطلق عليهم ((حزب خليك في البيت)) إضافة إلى البطالة من الشباب الذين لم يجدوا أعمالاً. حيث يتم التوظيف في الجنوب من أبناء الشمال بما في ذلك عمال شركات البترول العاملة في الجنوب. وحتى منظمات المجتمع المدني التي منبعها من الجنوب لا يوجد فيها جنوبي على رأس أي منظمة، رغم الكفاءات والخبرات المتراكمة لدى الجنوبيين، ناهيك عن وسائل الاعلام والاحزاب المحصورة على أبناء الشمال. كما أن القبول في الكليات العسكرية والامنية والجامعات والمنح الدراسية في الخارج تكاد ان تكون محصورة على أبناء الشمال بما في ذلك السفارات. و هناك تشجيع رسمي للثأرات القبلية و للثأرات السياسية في الجنوب وسياسة تجهيل وإفقار وتغيير سكاني منظم و ملموس. و قد فرض على أبناء الجنوب الفقر والجوع والمهانة منذ حرب 1994م ، وأصبحوا مغلوبين على أمرهم في كل شيء إلى درجة أن من بقي منهم في جهاز الدولة المدني والعسكري أصبح يخفي جنوبيته خوفا على وظيفته او ثروته التي جاد بها النظام عليه، لأنه لا يملك حماية نفسه. هذه هي صورة موجزة عن الواقع القائم حاليا في الجنوب.

إن إعلان الوحدة بين دولة الجنوب ودولة الشمال يختلف من حيث المبدأ عن جميع الوحدات التي عرفها التاريخ حتى الآن بما فيها وحدة المانيا الاخيرة. و يمكن تحديد الفوارق المبدئية بين التجربتين في التالي:

أ- ان الوحدة الألمانية هي وحدة وطنية بين أطراف من دولة واحدة قسمتها الحرب العالمية الثانية وليست وحدة سياسية بين دولتين كما هو عندنا، وهي لذلك قد تمت تحت دستور وعلم و نشيد ألمانيا الغربية وتحت عملتها النقدية وشخصيتها الدولية ...الخ ، باعتبار أن شرق ألمانيا جزءً اقتطعه الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، و فور تخليه عن هذا الجزء تمت إعادته الى الدولة الأم ، بينما الوحدة عندنا هي وحدة سياسيه تم إعلانها عبر حوار بين دولتين، تنازلت كل منهما عن دستورها وعلمها و نشيدها وعملتها النقدية الوطنية وشخصيتها الدولية ... الخ، في سبيل دولة جديدة لا هي دولة الشمال ولاهي دولة الجنوب، وإنما هي دولة جديدة تضم الهويتين. وقد كان من المفترض بأن تقام هذه الدولة الجديدة خلال المرحلة الانتقالية وفقاً لاتفاقية إعلان الوحدة. حيث قام الجانب الجنوبي بإعداد برنامج سياسي يحدد ملامح الدولة الجديدة المفترض إقامتها على مبدأ الأخذ بالأفضل المتفق عليه في إتفاقية إعلان الوحدة. و لكنه بحكم أن مفهوم صنعاء للوحدة هو عودة الفرع الى الاصل، وبحكم أنه لم يوجد في دولة الشمال ماهو أفضل غير الموقف من الملكيه الخاصة والموقف من الدين، و لم يوجد في دولة الجنوب ماهو أسوأ غير ذلك، فإن صنعاء قد ماطلت في تنفيذ اتفاقيات الوحدة وتهربت من قيام دولة الوحدة حتى قامت بالحرب، وألغت شرعية ما تم الاتفاق عليه واعتبرت الحرب حرباً مقدسة. و لذلك فإنه لا يجوز من حيث المبدأ بعد الآن قبول أي حل ما لم يكن مشروطا باستفتاء شعب الجنوب عليه، لأنه لا يوجد ولن يوجد أي حل شرعي إلا برضا الشعب صاحب الشأن.

ب- ان الوحدة الالمانية لم تعمَّد بالدم بعد إعلانها كما حصل عندنا وأدى إلى إسقاط مشروع الوحدة ونهب الأرض والثروة في الجنوب وحرمان أهلها منها. فرغم أن الوحدة الالمانية هي وحدة وطنية وليست وحدة سياسية كما هو عندنا، إلاّ أن سكان شرق المانيا يملكون أرضهم و ثروتهم ويحكمون أنفسهم عبر حكومه خاصة بهم في إطار دولة اتحادية رغم أنهم طرفان من دولة واحدة. فلم تقم ألمانيا الغربية بنهب أرضهم و ثروتهم، ولم تنهب القطاع العام الذي خلَّفه النظام الاشتراكي كما حصل عندنا، وإنما قامت بتحويل القطاع العام الى قطاع خاص لصالح السكان ذاتهم بإعتباره ثروتهم لا يجوز تمليكها لغيرهم، وقامت بدعمهم و تطويرهم اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً من أجل ان يتجانسوا مع المانيا الغربية، في حين ان صنعاء تنهب ارضنا و ثروتنا وتكرَّس التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين الشمال والجنوب، وتكرَّس الامية والجهل في الجنوب منذ حرب 1994م ، و مع ذلك نحن نطالب بالحوار والنظام يرفضه. كما أننا قد كنا ومازلنا ندعم مطالب المعارضة في الشمال وهي كانت ومازالت ترفض مطالبنا. و بالتالي من هو على حق ومن هو على باطل ؟؟؟ .

ج- أنه بالرغم من التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي الذي حصل في شرق المانيا بعد الوحدة، إلاّ أن هناك من يطالب بالانفصال، و مع ذلك فإن السلطة المركزية لم تواجههم بالقمع والقتل والاعتقالات والمحاكمات والملاحقات والحصار العسكري لمدنهم و قراهم كما هو حاصل عندنا، و إنما تواجههم بالحجة وبالاحتكام إلى الرأي العام في شرق المانيا. حيث أن مثل ذلك هو حق تكفله لهم الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى وإن كانا طرفين من دولة واحدة.

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:24 AM
د.محمد حيدره مسدوس : الرفض الجنوبي لهذا الواقع
وثيقتي للتوحيد 3-4

لقد بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج ، ثم تيار إصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي، ثم حركة حتم، ثم التكتل الوطني ، ثم اللجان الشعبية، ثم ملتقى أبناء محافظات الجنوب، ثم تيار المستقلين، ثم حركة تاج، ثم جمعيات المقاعدين من العسكريين والمدنيين حتى توج كل ذلك بالحراك الوطني السلمي الجنوبي الذي انخرط فيه الشعب بكامل فئاته الاجتماعية وذابت فيه كل هذه المكونات بما في ذلك أغلب المنحدرين من الجنوب في الأحزاب. و قد شكلت حركة التسامح و التصالح التي انطلقت من جمعية ردفان الخيرية الأرضية الخصبة والمناسبة لذلك. و كل مكون من هذه المكونات أدى وظيفة معينة تجاه القضية، و يمكن إيجازها في النقاط التسع التالية:

1- حول حركة موج: هذه الحركة ظهرت بعد الحرب مباشرة، و رغم أنها قدمت القضية الوطنية الجنوبية كقضية سلطة ومعارضة وليست قضية شمال وجنوب إلا أنها لعبت دوراً تاريخياً في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لأبناء الجنوب بعد الحرب ولملمت شملهم وجعلت القضية حية في الخارج لمدة سبع سنوات، وشكلت بذلك بذرة من بذرات الحراك.

2- حول تيار إصلاح مسار الوحدة: هذا التيار ظهر بعد الحرب مباشرة ايضا و طرح فكرة ((إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة)) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع، أولها إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب وأباحت الأرض والعرض وحولت الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى والتي لا يجوز دينياً ولا قانونياً ولا وحدوياً ولا أمنياً بأن تظل باقية ، إضافة إلى أن بقاءها يشكل إهانة للشعب المسلم في الجنوب. وثانيها إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة وعامة باعتبارها من آثار الحرب، وباعتبار أنه لا يجوز دينياً ولا قانونياً ولا وحدوياً بأن يملكها غير أهلها. وثالثها إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الامنية والمدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب ، باعتبار ان حلها من آثار الحرب . و رابعها الغاء الاحكام على قائمة الـ(( 16)) لأنها أحكام سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل والخارج إلى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار ان كل ذلك من آثار الحرب و باعتبار ان ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الاسلامي الحنيف والاعلان العالمي لحقوق الانسان. أما إصلاح مسار الوحدة فقد حدده التيار بإصلاح مسارها على نمط أي وحدة سياسية في العالم. و قد ظل في صراع فكري وسياسي مع كل القوى السياسية الشمالية وفي المقدمة الشماليين في الحزب الاشتراكي لأكثر من 15 سنة حتى انتصرت حجته بظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي. ويمكن القول بأن هذا التيار قد أنجز مهمتين هامتين، أولهما تعطيل شرعية عمل قيادة الحزب نحو التطبيع مع الشمال على حساب الجنوب ، و ثانيهما ابقاء القضية حية داخل الحزب الذي مثل الجنوب في إعلان الوحدة حتى سلمت للحراك .

3- حول حركة حتم: هذه الحركة طرحت حق تقرير المصير وأخذت أسلوب الكفاح المسلح منذ البداية، و مع هذا فإن مجرد ظهورها وتضحياتها التي قدمتها قد شكلت بذرة من بذرات الحراك.

4- حول التكتل الوطني: هذا التكتل كان امتداداً لحركة موج، و كان اول محاوله لايجاد أداة سياسية للقضية في الداخل. وقد حاول أن يحصل على ترخيص من السلطة ولم تسمح له، مما جعل أعضاءه ينضمون إلى حزب الرابطة، و لكنه شكل بذرة من بذرات الحراك .

5- حول اللجان الشعبية: هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية ، و كانت بدايتها رائعة، إلا أن معاداة أحزاب المعارضة لها ومؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها و تصفيتها عبر القضاء . و أفضل ما قدمته هذه اللجان انها كانت أول فعل شعبي ميداني بعد مسيرات المكلا الدامية و مسيرات شبوة و أبين وعدن ولحج والضالع و المهرة وغيرها من مناطق الجنوب. و قد كشفت هذه اللجان أساليب النضال السلمي اللاحقة، و شكلت بذلك بذرة أساسية من بذرات الحراك.


6- حول ملتقى أبناء الجنوب: هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء ، و رغم ان مبررات ظهوره كانت مطلبية، إلا أنه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم ، و شكل بذرة من بذرات الحراك .

7- حول تيار المستقلين: هذا التيار كان امتدادا لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفا له ، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياً وشكل بذرة من بذرات الحراك.

8- حول حركة تاج: هذه الحركة ظهرت في لندن وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعد غياب حركة موج وكان لها دور كبير في ظهور الحراك وأصبحت من المكونات الرئيسة للحراك.

9- حول جمعيات المقاعدين: هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي والريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي وبالذات العسكريين. حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل وبقية جمعيات المجتمع المدني الاخرى.

إن ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي في حد ذاته هو دليل و شاهد على عجز الأحزاب وعدم رغبتها في تبني القضية الوطنية الجنوبية، وهو دليل و شاهد على تخليها عنها وبالذات قيادة الحزب الاشتراكي التي كانت طرفاً في الأزمة والحرب. وبالتالي فإن الحراك هو الممثل الشرعي للقضية الوطنية الجنوبية، و هو مفتوح لكل جنوبي بصفته الجنوبية على قاعدة هذا الميثاق مهما كان انحداره باعتبار أن الجنوب لكل الجنوبيين ، وان الانفراد بقضيته أو الوقوف ضدها هو خيانة. كما أن الحراك لا يتطلب موافقة من احد على تمثيله للقضية، لأن من يتبنى قضية الشعب هو الذي يمثله. فمن غير الممكن موضوعيا ومن غير المعقول منطقيا بأن يمثله من يمارس قهره أو من يسكت عليه. فالسلطة ظلت تمارس قهر الجنوب، والأحزاب ظلت صامتة. حيث كانت تعتقد بأن الواقع تابع للسياسه وأنه كيفما تكون السياسة سيكون الواقع، ولم تدرك بأن السياسة تابعة للواقع وأنه كيفما يكون الواقع يجب أن تكون السياسة، و هذا ما جعلها تدخل في علاقة نفي النفي مع القضية الوطنية الجنوبية منذ حرب 1994م حتى الآن .

إن الرفض الجنوبي وحراكه الوطني السلمي يستمد شرعيته من الحرب و نتائجها التي اسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه، ومن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب اللذين شكلا اعترافاً دولياً مباشراً بشرعية القضية وعدالتها، ويستمد شرعيته من عدم استفتاء شعب الجنوب على الوحدة قبل إعلانها. كما يستمد شرعيته كذلك من نتائج انتخابات 1993م التي أظهرت بأن شعب الجنوب انتخب قيادته الجنوبية السابقة نكاية بصنعاء، وأن شعب الشمال انتخب قيادته الشمالية السابقة نكاية بالقادمين من عدن، وبأن كل ذلك قد كان استفتاء على الوحده. و لكنه بدلا من احترام ارادة شعب الجنوب قام الطرف الآخر بالحرب و قمع الإرادة الجنوبية واسقط مرة ثانية شرعية اعلان الوحدة وشرعية ما تم الاتفاق عليه و اخرج القضية من الإطار الحزبي إلى الإطار الوطني وأصبحت الآن بيد شعب الجنوب، وهي رسالة إلى العالم بأن صنعاء في صراع مع شعب وليست في صراع مع قوى سياسية معينه، وأن هذا الصراع ليس حول إدارة الدولة، وإنما هو حول الدوله ذاتها ما اذا كانت دولة الوحدة، أم أنها في الواقع دولة الشمال. و لهذا فإننا نشفق على من يروا حل القضية الوطنية الجنوبية تحت سقف الوحدة وعبر آليَّة الحوار الوطني الشامل، ونقول لهم أين هي الوحدة التي يريدون الحل تحت سقفها؟؟؟، و أين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ؟؟؟ ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال ؟؟؟. فقد كان الوضع في عهد بريطانيا افضل من الآن وكنا نسميه احتلالا. فماذا نسمي هذا الوضع الأسوأ، وهل يعقل بأن نسميه وحدة وهو أسوأ من الاحتلال؟؟؟، و نقول لهم أيضا لو كانت الوحدة موجودة في الواقع و في النفوس بعد حرب 1994م لما ظهرت القضية الوطنية الجنوبية أصلاً . ثم بأي منطق يمكن حلها عبر آليَّة الحوار الوطني الشامل وهي قضية بين طرفين وليست بين أكثر من طرفين، هما: الشمال والجنوب؟؟؟. فلا يمكن موضوعياً ومنطقياً لأي حل بأن يكون شرعياً حتى وإن كان عادلا إلا على قاعدة الشمال والجنوب. كما أن قبولنا بالحوار الوطني الشامل كآليَّة لحل القضية الوطنية الجنوبية هو تنازل عن قراري مجلس الامن الدولي المتخذان أثناء الحرب، وهي الخديعة التي تحاول أن تجرنا إليها كل الأطراف السياسية في صنعاء.

إنه يستحيل بعد الآن حل القضية الوطنية الجنوبية عبر الأحزاب أو عبر مؤتمر حوار وطني شامل أو من خلال تقديم مشاريع حلول كما يرى ذلك البعض، لأن القضية ليست قضية حزبية وليست قضية فقدان رؤية، وإنما هي قضية شعب فقد أرضه و ثروته، و فقد تاريخه السياسي وهويته لصالح غيره. فليست هناك شرعية لأي حل عبر الاحزاب، وليست هناك شرعية لأي حل عبر مؤتمر حوار وطني شامل، و إنما الحل الشرعي والوحيد هو فقط عبر الحوار بين طرفي القضية اللذان هما: الشمال والجنوب، خاصةً وأن الحرب قد أسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه وجعلت شعب الجنوب أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما: القبول بالانقراض أو رفضه. و المشكلة عند صنعاء أنها لم تفهم معنى الوحدة و لم تستوعب كارثة الحرب، أو أنها لا تريد أن تفهم ذلك بإصرارها على تحزيب القضية واعتبارها قضية سلطة ومعارضة تخص الأحزاب متناسية بذلك الحرب و نتائجها ومتناسية بأن اتفاقيات الوحدة ودستورها لم تعد لها أية شرعية سياسية أو قانونية بعد الحرب، وأن الحديث عنها بعد الحرب لا معنى له من الناحية الموضوعية والمنطقية.

لقد سقطت الحزبية موضوعيا في قضية الجنوب بحرب 1994م ، و لم تعد قضية الجنوب بعد الحرب قضية سلطة و معارضة تخص الاحزاب، و إنما أصبحت قضية وطنية تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعية، و في القضايا الوطنية ليست هناك حزبية و ليست هناك قوى تقليدية و قوى غير تقليدية بكل تأكيد. و لهذا و بحكم ان أصحاب السلطة والمعارضة لم يدركوا ذلك ، فإنهم بعد الحرب قد اصبحوا في تعارض مع الواقع الموضوعي الملموس في الجنوب . فالحوار الذي ظهر بينهما بعد الحرب لم توجد له موجبات موضوعية، لأن أي حوار لا بد و ان يكون تعبيرا عن قضية موجودة في الواقع الموضوعي الملموس ، و هذا ما أفتقر اليه الحوار منذ البداية. فالجنوبيون كانوا طرفاً في الازمة والحرب عام 1994م ، و من البديهي بأن يكونوا طرفاً في الحوار و الحل، و هذه هي الموجبات الموضوعية للحوار . و لكن هذه الموجبات لا توجد في الحوار بين السلطة و المعارضة مما جعل الحوار بينهما فارغا و خاليا من المضمون منذ حرب 1994م حتى الآن. و السلطة من جانبها تفاعلت مع هذا الحوار ليس التزاما بالديمقراطية ، و انما بهدف دفن القضية الوطنية الجنوبية، وهي لم تدرك بأنه يستحيل تجاوز حرب 1994م و نتائجها إلا بالحوار بين طرفيها اللذين هما: الشمال و الجنوب . ولا شك بأنها عندما تدرك ذلك ستلجأ مرة أخرى إلى استخدام علماء الدين و خطباء المساجد في الشمال لتشريع استمرار قهر الجنوب. فعلى سبيل المثال اصحاب فتوى حرب 1994م الدينية هم شماليون، وأصبحوا الآن يقولون إن تلك الفتوى لها ظروفها ....الخ ، و قد تحالفوا مع الحزب الاشتراكي الذي كفروه . و لو كان الحزب قد تبنى القضية الوطنية الجنوبية بعد الحرب لما تحالفوا معه و لكانوا قد أستمروا في تكفيره بكل تأكيد . و هذا يعني بأن فتواهم الدينية التي بررت الحرب كانت فتوى سياسية باسم الدين اقتضتها مصلحة الشمال على حساب الجنوب و ليست فتوى دينية. حيث وظفوا الدين في خدمة السياسة. وسيظلون يكررون نفس الافتراء على الدين ، وهذا شأنهم أمام الله يوم القيامة.

إن علماء الدين والسياسيين المنحدرين من الشمال لا يدركوا بان استبدال مفهوم الوحدة السياسية بمفهوم الوحدة الوطنية هو نكران للوحدة، و لا يدركوا بأن الإصرار على واحدية الجنوب و الشمال و اعتبار الوحدة بينهما وحدة وطنية و ليست وحدة سياسية بين دولتين هو ايضا نكران للوحدة، و لا يدركون كذلك بأن الإصرار على طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ونهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و اعتبار مطالب الجنوبيين مناطقيه و كأنهم منطقة تابعة للشمال هو كذلك نكران للوحدة و يعطي الجنوب كامل الحق في إستعادة دولته، ناهيك عن الحرب و نتائجها التي قد أعطت هذا الحق قبل ذلك . و لهذا فإنه ليس أمام صنعاء بعد الآن غير الجلوس مع الحراك الوطني السلمي الجنوبي للحوار من أجل حل القضية أو الرفض و هو اعتراف بالاحتلال . و لا بد من الادراك بأن قوتنا الحقيقية هي في جنوبيتنا، و ضعفهم الحقيقي هو في شماليتهم ، و على الجنوبيين بأن يناضلوا سلمياً على هذه القاعدة، و أن يتخلصوا من مرض المفاضلة بين الأطراف الجنوبية أو حتى بين الافراد ، لأنها تشخصن القضية و تؤدي الى الهلاك. صحيح بأن هناك مواهب إلهية قد تجعل شخص قادراً على خلق الحدث وغير قادر على إدارته ، و تجعل شخص آخر عكسه ، و قد تجعل شخص قادراً على الفعل السياسي وآخر على الفعل الميداني ....الخ . حيث جعل الله الناس مكملين لبعضهم حتى يكون كل منهم سيد موهبته ، لأن الكمال هو لله وحده . و لكن هذه مواهب إلهية و ليست مفاضلة. أما المفاضلة وتصنيف الأشخاص فهي نافية لتوحيد الناس، وهي البوابة التي يدخل منها العدو . فلم نسمع في العالم كله و حتى في قبائل الشمال الذين يقول وزرائهم بفخر إن ولاءهم للقبيلة قبل ولائهم للدولة لم نسمع فيهم مثل هذه المفاضلة، و لم نسمعها إلا في الجنوب، و هي صناعة جنوبية رافقت الجنوبيين منذ الاستقلال وعلينا تجاوزها بعد الآن. و لابد أيضا الإدراك بأن من يتحدث بالمناطقية و يقول هذا مهري أو هذا حضرمي أو شبوي أو أبيني أو عدني أو لحجي أو يافعي أو ضالعي ... الخ ، هو موضوعيا ضد القضية وعدو لدود لها سواء كان ذلك بوعي أم بدون وعي.

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:25 AM
د.محمد حيدره مسدوس : الحل الشرعي و الوحيد للقضيه
وثيقتي للتوحيد 4-4

ان الحل الشرعي و الوحيد للقضيه الوطنيه الجنوبيه يتطلب هذا الخط السياسي المجسد في هذا الميثاق ، و تحقيق هذا الخط السياسي يتطلب خطاباً سياسياً يرتكز على مبادئ ثلاثه : أولها قوة شرعيته ، و ثانيها قوة حجته ، و ثالثها قبوله لدى الرأي العام الداخلي و الخارجي . و لا بد ان ينطلق هذا الخطاب من الحرب و نتائجها ، لان الحديث خارجها يبررها و يقدم الطرف الاخر مدافعا عن الوحده و يعفيه من مسئولية الحرب و نتائجها ، بينما الحقيقه هي عكس ذلك تماما . فلم يكن الطرف الاخر مدافعا عن الوحده من حيث المبدأ ، و انما مدافعا عن الغنيمه و عن واقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . فلو كان مدافعا عن الوحده لما قام بالحرب و لما اسقط اتفاقيات الوحده قبل تنفيذها و لما استبدل دستورها و حولها الى اسواء من الاحتلال . و لهذا و على اساس ما سبق ، فان الحل بعد الان لا بد و ان ينطلق من المنطلقات الخمسه التاليه:

1- المنطلق الاول : ان الهويه السياسيه للجنوب سابقا كانت الجنوب العربي الى يوم الاستقلال ، و قبلها كان سلطنات و امارات تحكم نفسها بنفسها الى ان تم احتلالها من قبل بريطانيا قبل ظهور اليمن السياسي و قبل ظهور دولة صنعاء اليمنيه بزمن طويل . و بعد ظهورها تم ترسيم الحدود معها عام 1934م . و هذه السلطنات و الامارات لم تاخذها بريطانيا من يد الاتراك الذين كانوا يحكمون الشمال او من يد صنعاء بعد خروجهم ، و انما اخذتها من سلاطين الجنوب . و في عهد بريطانيا الذي دام ((129)) عام تم توزيعها الى محميتين لعدن ، هما : المحميه الغربيه التي قامت عليها دولة اتحاد الجنوب العربي ، و المحميه الشرقيه التي ظلت خارج الاتحاد . و قد جاءت الثوره في الجنوب و حررت الشعب من الاحتلال البريطاني و اسقطت دولة الجنوب العربي و استبدلت هوية الجنوب العربي بهوية اليمن الجنوبيه على طريق الوحده العربيه الشامله ، و وحدت المحميه الشرقيه مع المحميه الغربيه في دولة اليمن الجنوبيه الشعبيه . حيث ورثت من دولة الجنوب العربي جيشها الوطني المحترف و أمنها الوطني المحترف و ادارتها العصريه الحديثه و عملتها النقديه الوطنيه المحترمه و التي حافظت على احترامها الدولي الى ان تم الغائها من قبل صنعاء بعد حرب 1994م.

2- المنطلق الثاني : انه بعد ان تم تغيير هوية الجنوب العربي الى هوية اليمن الجنوبيه اصبح اليمن يمنين سياسيين ، هما : اليمن الجنوبيه باعتراف صنعاء و اعتراف العالم ، و اليمن الشماليه باعتراف عدن و اعتراف العالم . و كانا بدولتين وطنيتين معترف بهما دوليا و معترفه كل منهما بالاخرى الى يوم اعلان الوحده ، و كلمة الوحده السياسيه بينهما تتضمن ذلك و تدل عليه . و لكن صنعاء اسقطت مشروع الوحده بالحرب و استبدلت مفهوم الوحده السياسيه بمفهوم الوحده الوطنيه حتى لا يدل ذلك على ان اليمن كانا يمنين سياسيين بدولتين الى يوم اعلان الوحده . حيث تناست صنعاء بان الاعتراف بالدولتين في حد ذاته هو اعتراف بيمنين سياسيين و بشعبين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين ....الخ ، و اعلان الوحده السياسيه بين الدولتين هو دليل و شاهد على ذلك . و الاكثر من هذا ان اليمن ليس اسم امه ، و انما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام . فنحن في الجنوب يمنيين من الناحيه الجغرافيه ، امّا من حيث الهويه السياسيه فقد كنا قبل الاستقلال الجنوب العربي و بعد الاستقلال اليمن الجنوبيه . و اما من حيث الامه و الاصل فنحن جميعنا امه عربيه و اصلنا عرب.

3- المنطلق الثالث : ان النظام السابق في الجنوب قد أمم الملكيه الخاصه و منع ظهورها و حول كل شئ ملكا للدوله مقابل ان تكون الدوله هي رأسمال الجميع ، و هي المسئوله عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب . و هذا ما ادى الى وجود اختلاف اقتصادي و اجتماعي جذري بين الجنوب و الشمال ، ناهيك عن الاختلاف الثقافي بينهما ، خاصة و ان الشمال مجتمع قبلي لا يقبل العيش في ظل حكم دوله ، و الجنوب مجتمع مد ني لا يستطيع العيش الاّ في ظل حكم دوله . و هذا الاختلاف الجذري ما كان يسمح موضوعيا بالوحده بينهما الاّ بازالة الثقافه القبليه في الشمال لصالح الثقافه المدنيه في الجنوب ، و ازالة الاثار الاقتصاديه و الاجتماعيه للنظام السابق في الجنوب لصالح ابناء الجنوب وحدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدوله ، او ايجاد دوله بنظامين كما هو حاصل في الصين . و لكن حكام الدولتين اعلنوا الوحده بارادتهم السياسيه خارج اسسها الموضوعيه ، و جاءت الحرب و اسقطت هذه الاراده و اعادة انتاج دولة الشمال السابقه و نظامها السياسي المتخلف الذي قام بنهب الارض و الثروه في الجنوب و حرم اهلها منها دون ان يكون هو مسئول عن أي جانب من جوانب حياتهم . و هذا يعني بان الاساس الموضوعي للوحده قد تم نسفه بظهور النهج الاشتراكي في الجنوب عام 1969م ، و بان الاساس السياسي لها قد تم نسفه بحرب 1994م ضد الجنوب.

4- المنطلق الرابع : ان اعلان الوحده لم يأت استجابه للتطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي أو استجابه لوحدة السوق مثل الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ ، و انما جاء باراده سياسيه لحكام الدولتين كما سبق ذكره . و الاكثر من ذلك ان هذا الاعلان لم يقم على اسس اقتصاديه و اجتماعيه و ثقافيه متجانسه بين الجنوب و الشمال كما حصل في جميع الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ ايضا ، و انما تم هذا الاعلان على اساسين اقتصاديين و اجتماعيين و ثقافيين مختلفين و متعارضين . فقد كان الاقتصاد الوطني في الجنوب عاما و قائما على الملكيه العامه لوسائل الانتاج ، بينما الاقتصاد الوطني في الشمال خاصا و قائما على الملكيه الخاصه لوسائل الانتاج . و تبعا لذلك تكونت التركيبه الاجتماعيه في الشمال من الاغنياء و الفقراء و المتوسطين ، بينما ظلت التركيبه الاجتماعيه في الجنوب من الفقراء فقط . و كانت الثقافه في الجنوب مدنيه و اشتراكيه ، و في الشمال قبليه و اقطاعيه ... الخ . و هذا يعني بان الوحده قد اعلنت خارج اسسها الموضوعيه التي بها تكون أو لا تكون ، أي خارج اساسها الاقتصادي ، و خارج اساسها الاجتماعي ، و خارج اساسها الثقافي ، و جاء اعلانها باراده سياسيه لحكام الدولتين فقط كما اسلفنا.

5- المنطلق الخامس : ان صنعاء من حيث الممارسه ترفض الوحده منذ اليوم الاول لاعلانها . فقد ماطلت في قيامها من الناحيه العمليه خلال المرحله الانتقاليه حتى قامت بالحرب و اسقطت مشروع الوحده و استعادة دولتها السابقه و ضمت الجنوب الى دولة الشمال بالقوه ، و فكت الارتباط مع الجنوب في الواقع و في النفوس و حولت العلاقه بين الشمال و الجنوب من علاقة وحده سياسيه بين دولتين الى علاقة احتلال استيطاني أسواء من الاحتلال البريطاني . حيث قامت بطمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب و نهبت ارضه و ثروته و حرمته منها ، و رفضت الحوار حول ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ... الخ . و بالتالي ألم يكن بعد هذا كله من حق شعب الجنوب استعادة دولته ؟؟؟ . فقد تنكرت صنعاء للوحده بعد الحرب و رفعت شعار واحدية الجنوب و الشمال و استد لت على هذه الواحديه بعضوية قحطان الشعبي السابقه في الحكومه الشماليه و بعضوية عبدالفتاح اسماعيل في القياده الجنوبيه و هي لم تدرك بان عضوية قحطان الشعبي السابقه في الحكومه الشماليه مثل عضوية عبدالحافظ نعمان حاليا في القياده السوريه . امّا عبدالفتاح اسماعيل فيعتبر من ابناء عدن . و حتى اذا ما أعتبر من ابناء الشمال فانه مثل (( أوباما )) في الرئاسه الامريكيه . و هذا يعني بأن الاستدلال بعضوية قحطان الشعبي و بعضوية عبدالفتاح اسماعيل لا يوفر الغطاء الشرعي للوضع غير الشرعي في الجنوب . فلو كان الجنوب و الشمال واحدا لما كانت هناك حاجه للوحده السياسيه بينهما اصلا.

انه على اساس ما سبق فان قضيتنا الوطنيه الجنوبيه هي قضية ارض و ثروه تم نهبهما ، و قضية هويه و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال . و هي لذلك قضية وطن و هويه بامتياز . و لهذا و انطلاقا من المنطلقات الخمسه أعلاه ، فإن الحل الشرعي و الوحيد الذي يناضل شعب الجنوب من اجل تحقيقه ، هو :

أولا: إستعادة الارض و الثروه و مؤسسات دولة الجنوب المنهوبه ، و استعادة التاريخ السياسي و الهويه المطموسه ، و استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره تحت اشراف دولي وفقا للشرعيه الدوليه المجسده في قراري مجلس الامن الدولي رقم (924) و رقم (931) ، باعتبار ان ذلك هو الحل الشرعي الذي يحمل الشرعيه الدوليه و الشرعيه الشعبيه و الذي يستحيل على صنعاء الهروب منه ، و باعتبار ان اي حل اخر سيظل رأي شخصي لاصحابه حتى يستفتى عليه من قبل الشعب في الجنوب . و على اساس هذا الهدف الوارد في هذا الميثاق فان الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الاداه السياسيه لتحقيقه ، و هو حراك وطني عام خارج الاحزاب و خارج الحزبيه الى ان تحل القضيه . حيث ان الحزبيه لاحقه و ليست سابقه للقضايا الوطنيه ، و حيث ان التحزّب في القضايا الوطنيه هو خيانه لها بالضروره . و في سير النضال السلمي لا بد من التمسك بمبدأ المرونه و الاستمراريه ، لان المرونه تمنع مبررات القمع و الاستمراريه تحقق الهدف ، و لان المرونه غير قابله للانكسار و الفشل من حيث المبدأ و تتيح الفرصه اكثر لمحاكمة النظام ، في حين ان المغامره و عدم المرونه تخلق مبررات القمع و تحمي النظام من العقاب الدولي و تكون قابله للانكسار و الفشل . و لابد ايضا من فتح رقم حساب لمن يستشهد و التبرع لصالح اسرته حتى تحل القضيه التي استشهد من اجلها و تحديد جهه ترعى الجرحى و اسر المعتقلين الى ان تحل القضيه . و بعد حل القضيه يمنح كل شهيد درجه لا تقل عن درجة وزير ، و يمنح الجريح المعاق درجه لا تقل عن درجة نائب وزير ، و الجريح غير المعاق درجه لا تقل عن درجة مدير عام ، و ينطبق ذلك مادياً و معنويا ً على جميع ضحايا الصراعات السياسيه السابقه ، و بحيث يكون هذا الميثاق هو ايضا وثيقة التصالح و التسامح بين كل الجنوبيين دون استثناء . و لمزيد من خلق الثقه بين الجميع فانه ليس هناك مانع من اي طرف جنوبي يحاور صنعاء على هذا الاساس شريطه ان يكون ملتزما بالديمقراطيه.

ثانيا: الاتفاق دستوريا على شكل الدوله بأعتبار ان ذلك هو أساس شرعيتها و استقرارها . فعلى سبيل المثال لو كنا في الجنوب سابقا قد تمسكنا بالدوله الاتحاديه التي تركتها لنا بريطانيا لما حصلت الصراعات الدمويه بيننا ، لان كل منطقه كانت تحكم نفسها بنفسها و تحدد مستقبلها و مستقبل أبناءها بنفسها في اطار السياده الوطنيه الواحده . و لكنه للاسف تم استبدالها بالدوله المركزيه و اصبح مستقبل المحافظات و مستقبل أبناءها يتحدد من عدن ، و جاءوا الناس الى عدن يدافعوا عن مستقبلهم و مستقبل محافظاتهم . فلم يذهب ابناء لحج مثلا الى ابين لمقاتلة ابناء ابين ، و لم يذهب ابناء ابين الى لحج لمقاتلة ابناء لحج ، و انما الكل تقاتلوا في عدن على مستقبلهم و مستقبل محافظاتهم . و هذا يعني بأن الشكل المركزي للدوله هو الذي كان السبب الموضوعي لتك الصراعات و هو الذي اوجد الاسباب الذاتيه لها بكل تأكيد . كما انه لا بد من الاتفاق دستوريا ايضا على شكل النظام السياسي ما اذا كان رئاسياً ام برلمانياً ، و بعدها يتم الدخول في الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ، لان الاتفاق الدستوري على شكل الدوله و على شكل النظام السياسي و بموافقة كافة فئات الشعب و قواه السياسيه ، هو أبجدية مشروعية الدوله و أبجدية مشروعية الديمقراطيه أيضاً.

ثالثا: استبعاد المؤسسات العسكريه و الامنيه دستوريا عن المشاركه في الانتخابات ، لانه يستحيل موضوعيا تحييدها و ابعادها عن السياسه و جعلها مؤسسات مهنيه الا بذلك . فهي مؤسسات وطنيه و وظائفها التي تبرر وجودها وظائف وطنيه مختلفه تماما عن وظائف الاحزاب . حيث ان الوظائف السياسيه للاحزاب هي وظائف حزبيه لصالح طبقات و فئات اجتماعيه على حساب طبقات و فئات اجتماعيه اخرى و ليست وظائف وطنيه لصالح كل الوطن . كما ان تحزيب اجهزة و مؤسسات الدوله المهنيه المحكومه بقوانين شروط الخدمه المدنيه و العسكريه تجعل الحزب هو الدوله و تجعل الدوله هي الحزب كما كان سابقا عندنا في الجنوب و أدى الى هجرة الكفاءات ، لان تحزيب الوظائف المهنيه نافيا موضوعيا للكفاءات .


رابعا: الاتفاق على صياغة دستور جديد يتضمن هذه القضايا و يتضمن إنتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشره و بحيث يمنع دستوريا إنتخابه لأكثر من دورتين إنتخابيتين مدة كل منهما خمس سنوات . كما يمنع دستوريا على من تجاوز سن السبعين او من لم يبلغ سن الثلاثين من العمر ان يترشح للمناصب السياسيه ، و يحرَّم تحريما تاما تعديل أي ماده في الدستور الا بإجماع مجلس النواب المنتخب و إستفتاء الشعب على ذلك التعديل مهما كان صغيراً و بحيث لا يعتبر الاستفتاء شرعيا الا بالاغلبيه المطلقه للمسجلين في القيد و التسجيل . و لابد ان يتضمن الدستور نمط تشكيل كافة الهيئات الدستوريه و القضائيه الموجوده في البلدان المتطوره و جعل القانون فوق الجميع .


ان هذا الميثاق ينطلق من مشروعيه سياسيه و قانونيه لا يمكن للعالم إلاَّ ان يقف معها، و هي محرجه لصنعاء و تسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه .

(( انتهى ))

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:26 AM
د.محمد حيدره مسدوس : توضيح سادس للحراك
هذا التوضيح لقواعد الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و هو حول محاولة السلطة واللقاء المشترك تضليل وعي الناس و ايهامهم بان الحوار الوطني الشامل هو الآلية المناسبة لحل القضية الجنوبية، وأهم هذا التضليل ما شاهدناه في برنامج حوارات يمنية على قناة العربية. و حسب اعتقادي بأن القناة كانت تريد معرفة نوايا السلطة من خلال المتحدث الأول ، و نوايا الحراك الجنوبي من خلال المتحدث الثاني ، ونوايا الحوثيين من خلال المتحدث الثالث ، و نوايا المعارضة من خلال المتحدث الرابع باعتبار ان حزب الإصلاح هو الذي يقود المعارضة. و ما يهمنا هنا هو المتحدث الأول والثاني ، لأن المتحدث الثالث كان همه الحوثيين ، و المتحدث الرابع اعتبر الانتخابات غاية وما عداها وسيلة. فإذا ما انطلقنا مما قاله المتحدث الأول والثاني فانه يمكن توضيح التالي :

أولا: يقول المتحدث الأول أن المشكلة الاقتصادية هي جذر الأزمة بما فيها أزمة الحوثيين التي هي في طريقها إلى النهاية الكاملة (يقصد عبر وساطة قطر)، وأن مسألة الحراك الجنوبي مرهونة بالحوار القادم ، و انه متأكد 100% أن المتحاورين سيرفضون مطلب علي سالم البيض بفك الارتباط ......الخ . هكذا قال المتحدث الاول . فماذا يعني ذلك ؟؟؟ . ألم يعني أن الحوار لدفن القضية الجنوبية طالما و مشكلة الحوثيين في طريقها إلى الحل عبر الوساطة القطرية، و طالما و جذر الأزمة اقتصادي وليس سياسي ، و طالما و هو متأكد أن المتحاورين سيرفضون المطالب الجنوبية لأنهم شماليون ؟؟؟ .

ثانيا: يقول المتحدث الثاني ان هناك ثقافتين تتنافسان في الوقت الحاضر ، ثقافة الحوار و السلم و ثقافة العنف ، و ان الحديث عن تجزئة القوى السياسية بين شمالي و جنوبي عمل مرفوض و عمل مأزوم هدفه تقديم رسالة إلى السلطة بان تعالوا تحاوروا معنا نحن ، و ان الحوار على قاعدة شمال و جنوب مرفوض .... الخ . هكذا قال المتحدث الثاني . فماذا يعني ذلك ؟؟؟ . ألم يعن من حيث المضمون انه يصب في خانة المتحدث الأول ، لأنه ابتدع جذراً للازمة من عنده و حدده بثقافة العنف بدلا عن جذرها السياسي المحدد موضوعيا بإسقاط الوحدة بالحرب و تحويلها إلى احتلال استيطاني أسوأ من الاحتلال البريطاني ؟؟؟ . و ألم تكن ثقافة العنف من حيث المبدأ موجودة بدرجات متفاوتة في كل بلدان العالم، و إلاَّ لما وجدت الجريمة والمحاكم و السجون ؟؟؟ . و ألم يكن رفضه لفرز القوى السياسية و رفضه للحوار على قاعدة الشمال و الجنوب رفضا للقضية الجنوبية ، خاصة و انه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا حلها حلاً شرعياً بدون قيادة سياسية جنوبية لها ؟؟؟ . و ألم يكن الإصرار على وحدة القوى السياسية في ظل انقسام الواقع بين شمال و جنوب هو من الثقافة الارادوية التي لا علاقة لها بالعلمية و التي عفا عنها الزمن ؟؟؟ . و أود هنا أن أقول بأنه ليس لدينا مانع من ان يكون هو ذاته الممثل للجنوب اذا ما قام الحوار على قاعدة الشمال و الجنوب ، لأن الأهم هو تمثيل الجنوب و ليس الأهم من يمثله .

ثالثا: انه ليس هناك من حل شرعي للقضية الجنوبية إطلاقاً إلا بالحوار بين طرفيها اللذين هما الشمال و الجنوب . و تبعا لذلك ليس هناك مفر من الحوار على هذه القاعدة وفقا للشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، أو وفقاً للشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره مهما طال الزمن . و لكنني أتمنى ألاَّ يطول هذا الزمن و ان يجلس الرئيس علي عبدالله صالح للحوار مع الرؤساء الجنوبيين الثلاثة لحل القضية، و الذين تُرفع صورهم في عموم فعاليات الحراك من باب المندب غربا الى سلطنة عمان شرقا . و اقول للذين يقولون أن الحراك بلا قيادة ان يقولوا لنا ما معنى ذلك ؟؟؟ ، و عليهم ان يدركوا بان تجزئة القوى السياسية و فرزها إلى شمال و جنوب قد بدأ من يوم 7 يوليو 1994م ، و انه لا يوجد اليوم اي سياسي جنوبي ضد القضية الجنوبية ولا يوجد أي سياسي شمالي معها ، و بالتالي ماذا يعني ذلك ؟؟؟ .

رابعا : إن القضية الجنوبية كما قلنا سابقا هي قضية وطنية تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعية من السلاطين الى المساكين و ليست قضية حزبية تخص الأحزاب . و لو كان الرئيس علي سالم البيض و الرئيس علي ناصر محمد و الرئيس حيدر ابو بكر العطاس ما زالوا في الحزب الاشتراكي لما رفعت صورهم في المسيرات و المظاهرات بكل تأكيد ، لأن القضية الجنوبية قضية وطنية ما فوق الحزبية و هي التي حتّمت ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي خارج الأحزاب . فلو كان الحراك تابعاً للأحزاب لكانت قد مزقته الأحزاب على عددها بالضرورة . صحيح أن هناك عناصر في الحراك منحدرة من الأحزاب، و لكنها منخرطة في الحراك بصفتها الجنوبية و ليست بصفتها الحزبية . حيث أن الوظيفة السياسية للأحزاب هي ما بعد الوطنية و ليست ما قبلها ، و هي وظيفة طبقيه و ليست وظيفة وطنية بالضرورة أيضاً ، و على من يسعى من الجنوبيين إلى جر الحراك إلى الأحزاب أن يدرك بأنه يجر الحراك إلى التمزيق والضياع، وأنه بذلك يشارك في دفن القضية الجنوبية دون إدراك.

خامساً: إن قيادات الأحزاب القائمة حاليا لا تقرأ الواقع بشكل صحيح ، و لو كانت تقرأ الواقع بشكل صحيح لما وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه . فعلى سبيل المثال بعد حرب 1994م مباشرة عندما كان الحزب الاشتراكي مازال قائدا للجنوب رفضت قيادته و معها قيادات الأحزاب الأخرى في السلطة والمعارضة أن يبقى الحزب ممثلا للجنوب . و هذا ما أدخله في علاقة نفي النفي الموضوعية مع القضية الجنوبية . والآن و بعد أن أصبح وجود الحزب نافيا للقضية الجنوبية، و وجودها نافيا له ، سارعت كل هذه القيادات للعمل على إعادة الحزب من جديد كممثل للجنوب خلافا للواقع الموضوعي الملموس الذي أصبح يرفض الحزب في الجنوب أكثر من غيره . و في تقديري انه يستحيل بعد الآن أن ينسجم الحزب الاشتراكي مع القضية الجنوبية و يخرج من علاقة نفي النفي معها إلاَّ بعودته إلى حزبين كما كان قبل إعلان الوحدة . و إذا ما حصل ذلك فانه من البديهي بأن يكون حزب الوحدة الشعبية هو الأقرب إلى الحزب الاشتراكي و ستظل العلاقة بينهما علاقة عضويه و رفاقية ومنسجمة أفضل من الآن .

سادسا: ان كل مشكلات اليمن هي مشكلات ذاتية يتوقف وجودها على وجود حامليها باستثناء القضية الجنوبية التي هي قضية موضوعية يتوقف وجودها على حلها و ليس على وجود حامليها . فعلى سبيل المثال لو غاب الحوثيون غابت مشكلتهم ، و لو غاب تنظيم القاعدة في اليمن غابت مشكلته ، و لو غاب اللقاء المشترك غابت قضيته ، لأنها كلها مشكلات ذاتيه أوجدها حاملوها و ليست هي التي أوجدت حامليها و مرتبط وجودها بوجود حامليها . أما القضية الجنوبية فهي قضية موضوعية وُجدت قبل وجود حامليها و هي التي أوجدت حامليها و مرتبط وجودها بحلها و ليس بوجود حامليها . فلو غاب الحراك الوطني السلمي الجنوبي و غاب كل السياسيين الجنوبيين ، فان القضية الجنوبية ستظل قائمه بقوة الواقع . و لو كانت القضية الجنوبية قضية ذاتية تتعلق بالافراد لكانت قد حُلت عبر المليارات التي صرفها النظام على الجنوبيين في شراء الذمم و في السيارات و الهبات و غيرها ، ناهيك عما صرفه النظام للموظفين معه في السلطة.

سابعا : إننا هنا نود القول بأننا لسنا ضد الوحدة من حيث المبدأ ، وإنما نحن ضد الاحتلال الذي جاءت به الحرب. و نحن ندعو السلطة للحوار حول الوضع القائم ما إذا كان هو وحدة أم انه احتلال ؟؟؟ . و نطلب ممن يخالفنا المسلمات التالية أن يدحضها أو يأتي بغيرها ، و أولاها : أن أية وحدة سياسية بين دولتين هي وحدة السيادة الوطنية وليست حكم طرف على الطرف الآخر و نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و طمس تاريخه السياسي و هويته لصالح غيره .

و ثانيها : ان ما هو قائم حاليا في الجنوب ليس وحدة و إنما هو احتلال ، لأنه قائم على نتائج الحرب و ليس على اتفاقيات الوحدة و دستورها . و ثالثها : بأنها لا توجد شرعية لأي حل مهما كان صائبا الا باستفتاء شعب الجنوب على هذا الحل ، سواءً كان هذا الحل هو فك الارتباط او الجنوب العربي او الفيدرالية أو الحكم المحلي او غيره ، لأنه لا يوجد و لن يوجد أي حل مشروع إلا برضى الشعب صاحب الشأن . و لذلك فانه لا يجوز -من حيث المبدأ- القبول بأي حل ما لم يكن مربوطا باستفتاء شعب الجنوب على هذا الحل ، و لا يجوز -من حيث المبدأ أيضاً- رفض أي حل إذا ما رُبط باستفتاء شعب الجنوب عليه حتى و لو كان الوضع القائم ذاته . و رابعها : ان الجنوب ملك لأهله و ليس ملكا لغيرهم ، و انه ليس هناك من حل إلا بذلك . و خامسها : ان الجنوبيين ليسوا ملزمين بدستور الحرب و قوانينه ، و ليسوا ملزمين بما ترتب على الحرب بما في ذلك العملة النقدية الشمالية التي حلت محل عملة الوحدة التي هي الدرهم المتفق عليها في اتفاقية إعلان الوحدة. و بالتالي أين هي الوحدة لمن يدعونها ؟؟؟ .

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:26 AM
د.محمد حيدره مسدوس : ثورة الشباب وتوحيد الشعار
إن الشباب هم طاقة الثورة في كل مكان و زمان في العالم ، و لكن طاقة الشباب بدون خبرة القدامى تظل عمياء ، و خبرة القدامى بدون طاقة الشباب تظل ميتة. فقد ظلت خبرة القدامى في تونس و مصر ميتة الى ان جاءت ثورة الشباب ، و على الشباب الآن أن يدركوا حاجتهم اللاحقة لخبرة القدامى حتى لا تكون طاقتهم هذه عمياء و تؤدي الى الخطأ . فالشباب الثائرون في البلدان العربية قد لا يكونون مدركين بان ثوراتهم هذه هي تعبير عن تناقض موضوعي بين الفقر و الغنى ، و تعبير عن ازمة دستورية تتعلق بشكل الدولة المركزية وبشكل النظام السياسي ما إذا كان رئاسيا ام برلمانيا ، و كل ذلك تغذية التناقضات الدولية على مصالحها في المنطقة باستثناء ليبيا التي يحرك احداثها الاستبداد الفردي من الداخل واللعبة الدولية من الخارج. وبالتالي فإن عدم الإدراك لكل ذلك سيؤدي الى الفوضى الهدامة و ليس الخلاقة. كما أن عدم إدراكهم لذلك وعدم التوافق بين المخابرات الدولية على مصالح بلدانها في المنطقة سيؤدي إلى حروب أهلية ما لم تكن لثورة الشباب هذه قيادات سياسية وطنية من أصحاب الخبرة والدراية بالصراعات الدولية ، خاصة وان أجهزة ومؤسسات الانظمة العربية هي اجهزة و مؤسسات حكام (سلطة) و ليست اجهزة و مؤسسات دولة . اما في اليمن فإن الأمر مختلف تماما وأكثر تعقيداً. فرغم وجود التناقض بين الفقر و الغنى ، و رغم وجود الازمة الدستورية المشار إليها أعلاه ، إلا ان ما يحرك الشارع الجنوبي هي قضية الجنوب، و ما يحرك الشارع الشمالي هي المقايضة برأس النظام لدفنها . و لذلك فإنني أود ان أقول لثورة الشباب في الجنوب ، و لثورة الشباب و اللقاء المشترك في الشمال ، و لاصحاب السلطة ما يلي:

اولا: لثورة الشباب في الجنوب، اقول : انني اريد ان اعلمكم بان اللقاء المشترك منذ عام 2006م و هو يحاول اقناع الجنوبيين في الخارج بحصر قضية الجنوب في رأس النظام و المقايضة به ، و ان الجنوبيين في الخارج اشترطوا ذلك بالاتفاق اولا على حل قضية الجنوب ، و لكن اللقاء المشترك حاليا يحاول الانفراد بكم و اقناعكم باستبدال شعار قضية الجنوب بشعار اسقاط النظام للهدف ذاته ، بينما شعار قضية الجنوب اكثر شرعية بما لا يقاس من شرعية شعار اسقاط النظام . كما ان استبدال شعار قضية الجنوب بشعار اسقاط النظام يعتبر تنازلا ضمنيا عن قضية الجنوب و تنازلا ضمنيا عن قراري مجلس الامن الدولي المتخذين اثناء الحرب ، و هي الخديعة التي ظلت تجرنا اليها كل الاطراف السياسية في صنعاء . ثانيا: لثورة الشباب و اللقاء المشترك في الشمال ، اقول : ان توحيد الشارع الجنوبي مع الشارع الشمالي تحت شعار اسقاط النظام يتطلب شروطاً أربعة إذا ما كنتم صادقين مع وحدة الشعار ، و اول هذه الشروط هو : الاعتراف بقضية الجنوب كقضية وحدة سياسية بين دولتين اسقطها النظام بالحرب و حولها الى احتلال استيطاني أسواء من الاحتلال البريطاني. وثانيها: انكم بعد اسقط النظام مستعدون للحوار مع الجنوبيين لحلها تحت اشراف دولي . و ثالثها : ان يكون تضامنكم مع ضحايا عدن في مناطقكم و ليس في عدن ، لأن الزحف نحو عدن يوحي لنا بان الهدف اسقاط الحراك قبل اسقاط النظام، خاصة وان إسقاط النظام يتطلب الزحف نحو العاصمة صنعاء كما فعل التونسيون و المصريون و ليس نحو عدن .

و رابعها : ان تكون التضحيات متساوية بين الشمال و الجنوب بحسب نسبة السكان ، لأن تضحيات عدن في اسبوع واحد على شعاركم كانت اكثر من 20 شهيداً و مئات الجرحى و المعتقلين ، مقا بل شهيد واحد او اثنين في الشمال و بعض الجرحى و المعتقلين و هو شعاركم ، بينما لم يسقط شهيد او جريح او معتقل واحد من الشمال على شعار الجنوب ، بل بالعكس ظللتم و مازلتم تحاربونه . فما لم تقبلوا بالشروط الاربعة فإننا سندعو ثورة الشباب في الجنوب الى التمسك بشعار قضية الجنوب المستنده على قراري مجلس الامن الدولي الداعيين الى عدم فرض الوحدة بالقوة، و هو ما يعني حق تقرير المصير لشعب الجنوب ، والتضامن مع شعاركم كدعم لكم و عدم رفعه او تبنيه.

ثالثا: لأصحاب السلطة، اقول : انكم لستم بحاجة الى تقديم مليون شهيد على الوحدة كما تقولون، و انما انتم بحاجة الى دورة فكرية و سياسية تجعلكم تتجاوزون جهلكم بها . و لو كنتم قد قلتم بأنكم ستقدمون مليون شهيد على الاحتلال لكان استقام منطقكم ، لأنكم حاليا تدافعون عن الاحتلال و ليس عن الوحدة بكل تأكيد . فأنا متأكد أنكم لم تفهموا أبجدية معنى الوحدة وأنها ضحية جهلكم بها ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه . فلو كنتم تفهمون معنى الوحدة لما قمتم بالحرب بعد اعلانها ، و لما اسقطتم شرعية اتفاقياتها قبل تنفيذها ، و لما استبدلتم دستورها بعد الحرب . و لو كنتم ايضا تفهمون معنى الوحدة لما نهبتم الارض و الثروة في الجنوب و حرمتم اهلها منها ، و لما طمستم الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ، و لما قمتم بحل اجهزة و مؤسسات دولة الجنوب النزيهة و المتطورة لصالح اجهزة و مؤسسات دولة الشمال الفاسدة و المتخلفة خلافا لاتفاقيات الوحدة و دستورها . و لو كنتم كذلك تفهمون معنى الوحدة لما رفضتم إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة رغم بديهيته ، و لما خالفتم المنطق و اصريتم على واحدية الشمال و الجنوب بعد الحرب و قلتم ان الوحدة هي وحدة الواحد و اثبتم عدم فهمكم لها . فكما قال العالم الالماني الشهير (( انيشتاين )) ان من خالف المنطق اثبت عجز تفكيره ، و هو ما ينطبق تماما عليكم . فأنتم لا تميزون بين الوحدة و الاحتلال ، و لا تدركون بأن ميزة الاحتلال هي سلب سيادة الناس على ارضهم كما تفعلون بنا منذ حرب 1994م ، و لا تدركون ايضا بأن ميزة الاحتلال الاستيطاني هي التملك بالارض و الثروة بدلا عن اهلها كما تفعلون بنا كذلك منذ حرب 1994م . و لو كنتم تدركون ذلك لما فعلتم ما فعلتموه بشعب الجنوب . هذا و في الختام اود ان اقول لكم بان عناصر تنظيم القاعده الذين ادخلتموهم الى عدن ليبرروا لكم قمع الشعب المسالم هناك او للقيام بأغتيال قيادات جنوبية هناك ، هم سيف ذ و حدين و سوف تكتوون بنارهم قبل غيركم ، و لذلك فإنني أنصحكم بأن تبتعدوا عن هذه اللعبة القذرة و ان تسلموا بحل قضية الجنوب قبل غيرها . فقد سبق و ان قلت في صحيفة الوسط بأن كل مشاكل اليمن ذاتيه باستثناء قضية الجنوب التي هي موضوعية . فعلى سبيل المثال لو اختفى اللقاء المشترك لاختفت مطالبه ، و لو اختفى الحوثيون لاختفت قضيتهم ، و لو اختفى الارهابيون لاختفى شرهم ، و لو اختفى الفاسدون لاختفى الفساد ... الخ ، لان كل هذه المشاكل هي من صنع اصحابها ، و هي لذلك مشاكل ذاتية و ليست موضوعية . اما قضية الجنوب فهي قضية موضوعية لم يخلقها الحراك ، و انما هي من خلق الحراك . و لو اختفى الحراك لما اختفت ، بل ستظل قائمة بقوة الواقع الى ان يأتي من يعبر عنها بدلا عن الحراك . فهي قضية موضعية ، و هي ام القضايا كلها في البلد ، و بحلها تحل بقية القضايا الاخرى تلقائيا ، لانها ستأتي بنظام سياسي جديد يرضي المعارضه و الحوثيين و يزيل الفساد و يقفل الابواب اما تنظيم القاعدة. اما بدون حلها فلن تحل اي مشكلة في البلد ، بل سيظل كل طرف يوظفها لصالحه .

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:31 AM
محمد حيدرة مسدوس:

كل شئ عند صالح محسوب وهو الرابح الأكبر.


الراية الأسبوعية تحاور القيادي البارز بالحزب الاشتراكي اليمني المعارض

»بن شملان« مرشح اللقاء المشترك محلل لقهر الجنوب وآيل للسقوط

تحالف الاشتراكي والإصلاح عمل خياني ضد قضية الجنوب
حرب 1994 ألغت الوحدة في الواقع وفي النفوس



الأغلبية الجغرافية التي تهيمن على قرارات الاشتراكي تفتقر إلى الشرعية
أرض الجنوب وثرواته تخضع الآن لأصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال
بدون الحديث عن شمال وجنوب يسقط مفهوم الوحدة ويتحول إلى احتلال
الوحدة التنظيمية لـ»الاشتراكي« قائمة أما وحدته الفكرية والسياسية غائبة
أرفض أن أعيش منفياً خارج الوطن وأولوياتي إصلاح مسار وحدته
أطالب بإلغاء فتوى »الإصلاح« التي بررت الحرب وإعادة ما نهب من ممتلكات الجنوب
العفو العام عن قيادات الاشتراكي لا يكفي والمطلوب إلغاء كل الأحكام القضائية بشأنهم
الدفاع عن قضية »الجنوب« هو في الأصل دفاع عن الوحدة بالضرورة
أحزاب اللقاء المشترك تكرس شرعية الرئيس صالح لأول مرة منذ تولى الحكم

معارضة الخارج نتيجة لرفض السلطة لانجاز المصالحة وإصلاح مسار الوحدة
حاوره في صنعاء: نبيل سيف الكميم
صريح إلى أقصى حد.. يطرح رؤيته بدون مواربة أو التفاف دائماً عبر الخط المستقيم الذي يؤمن أنه وحده فقط الذي يقود إلى الحقيقة.منحاز لخيارالمعارضة ولكنها المعارضة التي تبحث عن إصلاح المسارات المغلوطة وفق رؤيته سواء على مستوى النظام الحاكم أو على صعيد الحزب الاشتراكي المعارض الذي ينتمي إليه لكنه لا يؤمن بقياداته الحالية ويقود تياراً أطلق عليه: تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة اليمنية وإزالة آثار حرب صيف 1994.. وهي الحرب التي يرى أنها كرست الوحدة من حيث الشكل لكنها شيدت مسافة بينها وبين الواقع والنفوس.
صاحب هذه الرؤى هو محمد حيدر مسدوس القيادي البارز في الحزب الاشتراكي وعضو مكتبه السياسي.بعض إجاباته جاءت صادمة لي.. ومع ذلك تقبلتها من منظور القبول بالآخر وإخراج حق الرأي الآخر.. خاصة فيما تحدث حول بقاء ما وصفه بقضية الجنوب وسيطرة قيادات شمالية على الحزب الاشتراكي وأمور كثيرة.. على أي حال الحوار مع »مسدوس« يكشف الكثير مما يختزنه في صدره.. ويؤكد أنه لا يطرح رؤاه من أجل المعارضة بل قصده الأساسي الإصلاح.
هنا حصيلة الحوار الذي امتد إلى تساؤلات الساعة في اليمن..
ما الذي يجري داخل الحزب الاشتراكي.. وما حكاية الخلافات بين قياداته؟
- هناك خلاف في الآراء السياسية حول علاقة الحرب- حرب صيف 94 - بالوحدة اليمنية- فالبعض في قيادة الحزب يرى أنه لا توجد علاقة للحرب بالوحدة، والبعض يرى بأن حرب عام 1994 قد ألغت الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990 في الواقع وفي النفوس.
الخلافات لماذا؟
ما الذي يدفع بهذه الخلافات.. ولماذا؟
- تدفع بها القناعات السياسية المتعارضة في قيادة الحزب.. ذلك لأن الذين يفصلون الحرب عن الوحدة هم أصلاً يدفنون قضية الجنوب في الوحدة سواءً كان ذلك منهم بوعي أو بدون وعي- صحيح أنهم الأغلبية، ولكنهم أغلبية جغرافية تسير خارج وثائق الحزب- ونحن ملزمون بالدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة وبموجب وثائق الحزب.
من الشمال
ما الذي تعنيه بالأغلبية الجغرافية في قيادة الحزب؟
- أقصد أن أغلبية قيادة الحزب الآن هي من الشمال، وتتخذ القرارات بالأغلبية الجغرافية وذلك خارج وثائق الحزب.. وهي لذلك قرارات غير شرعية.. فعلى سبيل المثال، لو كان التصويت على المشاركة في الانتخابات المحلية والرئاسية التي ستتم في سبتمبر القادم ستخدم قضية إزالة آثار الحرب- عام 1994م- وإصلاح مسار الوحدة أو لا تخدمها، وقالت الأغلبية بأنها تخدمها، فإن رأي الأغلبية هو شرعي وملزم للأقلية بموجب النظام الداخلي للحزب- لكن أن يكون التصويت على استبدال القضية ودفنها، فإن رأي الأغلبية غير شرعي وغير ملزم للأقلية بموجب البرنامج السياسي للحزب.
ألغت الوحدة
حرب الدفاع عن الوحدة- حرب صيف 1994- قلت إنها ألغت الوحدة اليمنية في الواقع وفي النفوس.. كيف وما هي الأوجه الملموسة لذلك- من وجهة نظرك؟!
- حرب 1994 اسقطت شرعية التراضي بين النظام السياسي الذي كان يحكم شمال اليمن والنظام السياسي الذي كان يحكم جنوب اليمن.. وهما النظامان اللذان وقعا على اتفاقية الوحدة بين الشطرين، واستبدلتهما بشرعية القوة وشرعية القوة غير شرعية في القانون الدولي و هي غير شرعية بالضرورة، وقد أكد ذلك قراري مجلس الأمن الدولي أثناء حرب العام 1994.. أما في الواقع وفي النفوس، فإن أرض الجنوب وثرواته أصبحت بيد أصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال، وأصبح أصحاب الأرض والثروة الأصليين من أبناء اليمن في الجنوب محرومين منها، وهذا ما يولد الحقد والكراهية بين الشعب في الجنوب وفي الشمال.
الحزب والمستقبل
اليوم الحزب الاشتراكي اليمني إلى أين يسير.. وما هي خياراته بالنسبة للمستقبل؟
- الحزب الاشتراكي اليمني الآن يسير باتجاهين مختلفين- أحدهما مع أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة- وبالتالي فإن قضيته أصبحت هي قضية أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة والتي تضم التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية.. هذا الاتجاه الذي مع أحزاب المعارضة أكثرية عناصره منحدرة من الشمال؟!
أما الاتجاه الثاني فهو مع قضية إزالة آثار حرب 1994 ومع إصلاح مسار الوحدة بموجب وثائق الحزب وأكثرية عناصر هذا التوجه منحدرون من الجنوب؟!
وجهت رسالة لقيادة الحزب ذكرت فيها بأن هناك خيارات للحفاظ على الحزب وهي إما أن يسير الحزب باتجاه أقصى الآخر داخل قيادته أو أن يتوحد مع ذاته...
- نعم وجهت هذه الرسالة لقيادة الحزب قبل أسابيع وأقصد منها أن نعمل كحزب موحد برأي وموقف واحد وفقاً لوثائق الحزب أو الاعتراف بوجود الاتجاهين في قيادته والسماح لهما باستخدام وسائل إعلام الحزب على قدم المساواة كما كنا قبل المؤتمر العام الخامس للحزب..!
اسقاط النظام
هذا ما دفعك للقول إن هناك رؤيا ثنائية تجاه الوحدة والحرب في قيادة الحزب؟
- نعم، فيوجد في الحزب اتجاهان سياسيان أحدهما يرى أن المشكلة هي في علي عبدالله صالح واخوانه- وان اسقاطهم هو الحل- واتجاه يرى أن المشكلة هي في حرب 1994 ونتائجها، وان ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي الحل، لأنه حتى إذا ما تم اسقاط نظام علي عبدالله صالح واخوانه. فإن المشكلة ستظل قائمة بقوة الواقع.
كيف لي أن أقبل منك ما تطرحه الآن عن وجود شمال وجنوب في قيادة الحزب الاشتراكي وكذا على أرض الواقع، بعد 16 سنة من تحقيق الوحدة اليمنية.
لابد أن تفهم بأن المفهوم الجغرافي للوحدة هو الدليل الوحيد على وجود الوحدة ذاتها.. لأنه بدون الحديث عن الشمال والجنوب في الوحدة يسقط مفهوم الوحدة ويتحول إلى احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصيروهذا هو المبرر العملي والمبرر المنطقي والديمقراطي الذي يجب أن يجعلك تقبل مثل هذا الطرح.. فكيف يمكن لهم الخطأ والصواب في الوحدة بدون المفهوم الجغرافي لها وعلى أي أساس؟
ادافع عن الحزب
توجه انتقادات حادة في الكثيرمن الأوقات لقيادة الحزب.. فما هي رؤيتك؟
- لم أوجه انتقادات لقيادة الحزب، وإنما أدافع عن وثائق الحزب التي يجري إهمالها.. فعلى سبيل المثال، هم الذين يرفضون العمل من أجل قضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة المقررة في كل وثائق الحزب، وهم الذين يمارسون الاعتراف الضمني بشرعية الحرب ونتائجها ومنحها صفة الشرعية زوراً باسمنا على حساب قضية الجنوب، وهم الذين يجرون الحزب إلى التعارض مع قضية الجنوب الذي هو المسؤول عنها قبل غيره.. إلخ..و هذا العمل الذي يمارسونه هو أكثر ضرراً سياسياً وأكثر خطورة من غيره على قضية الجنوب على الحزب ذاته.
هل يعود ذلك لأسباب شخصية.. أم أنه يعود لأن قيادة الحزب خرجت عن مسار ما يراد منها؟
- لم يعد لأسباب شخصية، لأن العلاقات الشخصية مع القيادة السابقة والجديدة ممتازة، ولو سألتهم عن ذلك لأكدوها ولكن الخلاف لأسباب سياسية تتعلق بالحرب ونتائجها التي عطلت مسار الوحدة بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية.. فقد قلنا لهم اقنعونا بأن الحرب لم تمس الوحدة، وأن الوحدة صالحة ولا تحتاج إلى إصلاح وسنكون معكم، أو أقبلوا منا بأن الحرب عطلت مسار الوحدة، وأن الوحدة عاطلة وبحاجة إلى إصلاح كما جاء في وثائق الحزب وسيروا معنا، ولكنهم يرفضون.
لست وحيداً
وحدة الحزب، هل مازالت باقية، وكذا توجهاته العامة؟
- الوحدة التنظيمية قائمة، لأن أمانته العامة واحدة ومكتبه السياسي واحد ولجنته المركزيةواحدة.. أما الوحدة الفكرية والسياسية فغائبة منذ انتهاء الحرب للأسباب السالف ذكرها والتي تشمل توجهاته.
يلاحظ أنك صرت وحيداً داخل قيادة الحزب، لماذا؟
- لم أكن وحيداً، لأن كل المنحدرين من الجنوب في الحزب و خارج الحزب هم مع قضية ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ولا يوجد جنوبي ضدها، وهذا دليل على أنني لم أكن وحيداً.. صحيح أن بعضهم يحسون بالقضية ولا يدركونها نتيجة لمستواهم الفكري، و لذلك يرفعون أيديهم مع الأغلبية في التصويت من الناحية التنظيمية، ولكن ذلك لا يعني أنهم ضد القضية، أي إحساسهم بالقضية يجعلهم متمسكين بها، وعدم إدراكهم لها يجعلهم يرفعون أيديهم في التصويت بدونها.. فتمسكهم بقية ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة مثلاً هو دليل على إحساسهم بها، وذهابهم في الانتخابات بدونها هو دليل على عدم إدراكهم لها، ولكنهم حتماً سيدركونها مستقبلاً وسيرفعون أيديهم معنا بكل تأكيد. وحتى لو افترضنا أنني وحيد وأنا على حق، فهل يعني ذلك أن الحقيقة ستختفي، أم أن المعارضين لها هم الذين سيختفون؟ فعلى سبيل المثال كان »جاليلليو« وحيداً في الكنيسة عندما جاء إليها حاملاً حقيقة دوران الأرض من حولالشمس وكان الجميع ضده، ولكنهم اختفوا وانتصرت حقيقة »جاليلي« الذي كان وحيداً فيها.
مصالح القيادة
ألا ترى بأن ذلك يعود الى ان ما تطرحه يحالف مصالح الحزب وقيادته الحالية؟
- قد يكون ذلك ولكنه ليس مخالفاً للحقيقة وليس مخالفاً لوثائق الحزب، وإنما هو ترجمة لها. أما القول بأنه مخالف لمصالح القيادة أو مخالف لمصالح الحزب كما تقول القيادة، فهذا كما قلت في صحيفة الأيام هو فهم نقابي لوظيفة الحزب. فوظيفة الحزب ليست في مصالح الحزب كما هي عليه وظيفة النقابة، وإنما وظيفة الحزب هي قضية الوطن وحقوق أهله.
معلوم أنك رجعت الى اليمن بعد -حرب الدفاع عن الوحدة - صيف 1994م بقرار اتخذته أنت ووقتها نشر لك مقال تحدثت فيه عن ما حدث قبل تلك الحرب وأسبابها وتداعيات ما بعدها - سؤالي - ما الذي أراد محمد حيدر مسدوس أن يقوله؟
- أنا عدت بعد الحرب مباشرة لأنني لا أستطيع العيش خارج الوطن، وقبل الإجابة على السؤال أود أن أقول بأن الحرب من الناحية الموضوعية لم تكن دفاعا عن الوحدة كما تعتقدون، وإنما كانت إسقاطا لها في الواقع وفي النفوس بالضرورة. أما المقال فلا أذكر بأنني قد كتبت مقالا بهذا المعنى. ولكنني كنت وما زلت أقول بأن الحرب قد جاءت نتيجة لأزمة سياسية اعترف بها الجميع في وثيقة العهد والاتفاق، وقامت صنعاء باستبدال الحل الذي جاءت به الوثيقة بالحل العسكري وعطلت مسار الوحدة، والأزمة السياسية التي أدت الى الحرب كانت لها أسباب موضوعية تتعلق بالاختلاف الاقتصادي والاختلاف الاجتماعي والاختلاف الثقافي بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية، وكانت لها أسباب ذاتية تتعلق بعدم تنفيذ اتفاقيات لوحدة وفشل المرحلة الانتقالية في إنجاز مهامها، وبالتالي جاءت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك. وهناك أسرار كثيرة حول هذه القضية لم يأت الوقت لطرحها.
منذ ذلك الوقت لم يقتصر الهجوم عليك على الخطاب الإعلامي الرسمي، بل ان صحيفة الحزب تعمدت ان تهاجمك وتنتقد اطروحاتك - لماذا؟
- هذا صحيح، وهو دليل على أن القاسم المشترك بينهما معاداة قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة المقره في وثائق الحزب والتي نحن نتبناها. كما ان مهاجمتهم لي هي دليل على صواب ما أطرحه. فلو كان ما أطرحه خطأ، لما كانوا بحاجة لمهاجمتي، وإنما سيكونون بحاجة الى تكذيب ودحض ما أطرحه. وبالتالي فإن مهاجمتهم لي هي دليل على صواب ما أطرحه.
مسار الوحدة
تحدثت حول اصلاح مسار الوحدة اليمنية، ما هي دوافعك لذلك - وهل تحتاج وحدة اليمنيين الى إصلاح مسارها؟ وما الغاية منه وبأي الوسائل سيتم تحقيقه؟
- دوافعي وحدوية أصلاً، لأننا كنا نمثل دولة اليمن الجنوبية، وأعلنا وحدة سياسية مع دولة اليمن الشمالية، وجاءت الحرب وأسقطت شرعية اعلانها وشرعية كل ما اتفقنا عليه بكل تأكيد. وبالتالي فإن شرعية إعلان الوحدة وشرعية ما اتفقنا عليه تتوقف على إزالة اثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة بالضرورة، لأنه بدون ذلك ستتحول المشكلة القائمة من مشكلة وحدة عطلت الحرب مسارها الى مشكلة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير. أما كيف سيكون ذلك وبأي الوسائل، فقد قلنا أكثر من مرة بأن ازالة أثار الحرب تعني نقاط أربع، وبأن إصلاح مسار الوحدة يعني واحدا من خيارات أربعة سبق وإن قلناها عبر وسائل الإعلام، ولمزيد من التكرار يمكن توضيح ذلك في التالي:
أولاً حول إزالة آثار الحرب:
قلنا بأن هناك نقاط أربعا مجتمعة يمكن لها أن تؤدي الى إزالة آثار الحرب، وهي:
- إلغاء الفتوى الدينية التي أصدرتها قيادات في الإصلاح والتي بررت الحرب، لأنها خاطئة، ولأنه لا يجوز دينياً ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً ولا يجوز أمنياً بأن تظل باقية.
- إعادة ما نهب تحت هذه الفتوى وتحت غيرها من ممتلكات خاصة وعامة، باعتبارها ثروة الشعب في الجنوب حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدولة، وباعتبار انه لا يجوز دينيا ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً بأن يمتلكها غير ابناء الشعب في الجنوب.
واعادة المشردين في الداخل والخارج الى أعمالهم وإعادة ممتلكاتهم باعتبار ذلك من الحقوق المدنية التي تضمنها الشرائع السماوية والإعلان العالمي لحقوق الانسان. وبالتالي فإنه لا يجوز دينياً ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً بأن يحرموا منها.
وإلغاء الأحكام وليس العفو العام الذي يثبت التهمة ويلغي عقوبتها على قائمة الـ 16 باعتبارها أحكاما سياسية باطلة وباعتبار ان الحرب هي حرب صنعاء على عدن باعتراف صنعاء ذاتها، وبالتالي من يحاكم من فيها؟ ثم انه لا يمكن ان تكون الوحدة شرعية بدون شرعية أصحابها.
أربعة خيارات
ثانياً: حول إصلاح مسار الوحدة:
فهناك خيارات اربعة يمكن الأخذ بأحدهما لاستعادة شرعية الوحدة التي أسقطتها الحرب، وإصلاح مسار الوحدة الذي عطلته الحرب، وهذه الخيارات الأربعة هي:
إصلاح مسار الوحدة على أساس اتفاقياتها التي اسقطتها الحرب قبل تنفيذها وعلى أساس دستورها الذي تم استبداله بعد الحرب.
وإصلاح مسار الوحدة على أساس وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من الجميع والقتها الحرب وإصلاح مسار الوحدة على أساس الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السيادية وفقاً لتقسيم اداري جديد يقوم على أساس أقاليم أو ولايات وليس على أساس محافظات وإصلاح مسار الوحدة على نمط أي وحدة سياسية في العالم.
< سأقول بأني متفق معك بأن الوحدة اليمنية تحتاج الى إصلاح، ولكن ما هي منطلقات هذا التوجه الذي تدعو إليه، وما هي الغايات منه، وقبل ذلك ما الذي تريدون تحقيقه؟
- المنطلقات التي ننطلق منها هي اتفاقيات الوحدة التي اسقطتها الحرب، ودستور الوحدة الذي تم استبداله بعد الحرب، وقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب، وتعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب، وكذلك آثار الحرب ونتائجها. أما الغاية فهي استعادة شرعية الوحدة التي أسقطتها الحرب وإصلاح مسار الوحدة الذي عطلته الحرب من أجل إصلاح وضع اليمن ككل من صعدة الى المهرة، وهذا هو ما نريد تحقيقه.
أبناء الجنوب
الحديث عن غبن ومعاناة أبناء الجنوب، ألا ترى بأنه نظرة سياسية قاصرة تتجاهل مشكلات اليمن؟
- المفتاح لحل مشكلات اليمن ككل هو عبر بوابة الوحدة، ومن يعتقد بغير ذلك واهم، ويخلق بذلك شرعية وامكانية الانفصال دون إدراك.. فالحديث عن غبن ومعاناة ابناء الجنوب هو الحديث الشرعي في الطريق الى بوابة الوحدة، وبوابة الوحدة هي الطريق لإصلاح أوضاع اليمن ككل من صعدة الى المهرة كما حصل في السودان.
أنت تركز على وثائق الحزب وقراراته، وقلت في اجابة سابقة بأن قيادة الحزب صارت مع قضية احزاب اللقاء المشترك ولم تعد مع قضية الحزب حسب تحديك.. باعتقادك ما الذي دفع قيادة الحزب لذلك؟
- الفهم الخاطىء للوحدة وغياب الفهم الصحيح لها من قبل هذه القيادات، اضافة الى النزعة الشطرية لدى بعض المنحدرين من الشطر الشمالي في قيادة الحزب.
هناك من يرى أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الحالية قد تجاوزت التوجه الحزبي الى مستوى تبني القضايا الوطنية بشكل اشمل، وان تحالفها مع أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة هو دليل على ذلك، انت ماذا تقول؟
- القضايا الوطنية يبدأ تبنيها بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن أي عمل سياسي بدون هذه القضية هو عمل شطري خاص بالشمال بالضرورة، اما التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك فهو لتحقيق الأهداف الثلاثة التي تسعى إليها القيادة الحالية للاشتراكي والتي سبق وأن أشرت إليها في إجابة سابقة.
قضية الجنوب
ما أسباب تحفظك تجاه التحالف القائم بين الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة؟
- الحزب الاشتراكي له قضية خاصة بالحرب ونتائجها وهو المسؤول عن معالجتها وحلها باعتباره كان ممثلاً لدولة الجنوب، وكان طرفاً في الأزمة السياسية والحرب، ولكن وجوده الآن بين أحزاب لا تعترف بهذه القضية يجعل قضية الحزب الاشتراكي هي قضية الأحزاب التي يتحالف معها وليس قضية الخاصة بحرب العام 94م ونتائجها وهذا عمل خياني لقضية الحزب.
تتحدث عن الدفاع عن القضية الجنوبية أو كما قلت قضية الحزب؟
- لا بد من الإدراك بأن الدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة هو أصلاً دفاع عن الوحدة ذاتها وهو من أجلها بالضرورة.لأن صاحب القرار النهائي في الوحدة هو الشعب في الجنوب وليس الحزب الاشتراكي أو غيره. فإذا فقد الشعب في الجنوب تاريخه السياسي وهويته وخسر مصالحه ومستقبله في علاقته مع الشمال كيف يمكن أن يقبل هذه العلاقة ويبقى فيها الى الأبد؟. أما كيف الدفاع عن هذه القضية وما هي الوسائل فقد قلنا ان الكيف هو إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، وإن الوسائل هي عبر الحوار.
شرعية الحرب
تقول الآن ان قيادة الحزب الحالية تعترف بشرعية حرب 1994م ما الذي تعنيه؟
- أعني ان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي اعتراف ضمني بشرعية الحرب ونتائجها. وفي هذه الحالة تسقط شرعية مطالبته بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتغيب امكانية إصلاح الوحدة لصالح الحل الانفصالي بالضرورة أيضاً.
لماذا تعتبر الحزب الاشتراكي مسؤولاً عن قضية الجنوب دون غيره؟
- لأنه دون غيره كان ممثلاً لدولة الجنوب وكان طرفاً في الأزمة والحرب، ولأنه امتداد لثورة الجنوب ومنبع وجوده من الجنوب، وعليه مسؤولية تاريخية تجاه الجنوب أكثر من غيره.
اليوم الحزب الاشتراكي متحالف مع خصمه الإسلامي حزب الإصلاح، كيف تنظرون الى ذلك؟
- نحن في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ننظر إليه بأن هدفه الأول هو دفن القضية الجنوبية، لأن وجود الحزب الاشتراكي في تكتل سياسي يجعل قضيته السياسية في قضية التكتل الذي هو متواجد فيه، وبحيث ألا يبقى صاحب قضية خاصة تتعلق بالحرب ونتائجها، وهذا هدف مشترك للقاء المشترك وللسلطة. أما هدفه الثاني فهو لتحسين صورة حزب الإصلاح عند الأمريكان ولتحسين صورة الحزب الاشتراكي عند الإسلاميين. وفي تقديري ان هذا هو الذي أغضب بعض العناصر الإسلامية المتشددة والملتزمة للفتوى الدينية التي صدرت في حرب 1994م وأقروا الجهاد الذاتي على أساسها وقاموا باغتيال جارالله عمر في مؤتمر حزب الإصلاح. وأما هدفه الثالث والأخير فهو لإضعاف سلطة الرئيس علي عبدالله صالح، لصالح اللقاء المشترك وتوحيد اليمن الأسفل لمواجهة اليمن الأعلى.
يقال إن القيادة الحالية للحزب الاشتراكي جعلته تابعاً لحزب الإصلاح، ما تعليقكم على ذلك؟
- بعد أن هربت قيادة الحزب من قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتخلت عن الجنوب الذي هو منبع وجود الحزب، أصبح الحزب من حيث المضمون يسير في الخط السياسي للمعارضة السابقة في الشمال، وأصبح حزبا هامشيا يقوده حزب الإصلاح نحو الأهداف الثلاثة السالفة الذكر.
المعارضة والانتخابات
مرشح واحد لأحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية، ما هي دلالة ذلك، وما الذي يعنيه على الصعيد اليمني وطنياً وسياسياً؟
- الدلالة في تقديري هي على الأهداف الثلاثة التي سبق ذكرها، مضافا إليها انهم غير قادرين بأن يكونوا رقما أمام السلطة الا مجتمعين، والقيمة السياسية في ذلك هي لصالح الرئيس علي عبدالله صالح لأنه لأول مرة في حكمه سيحصل على الشرعية لسلطته عبر هذه المنافسة.
ما هي توقعاتك عن نتائج الانتخابات المحلية والرئاسية؟
- توقعاتي بأن نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون لصالح الرئيس علي عبدالله صالح دون منازع، وأحزاب اللقاء المشترك تدرك ذلك جيداً وتدرك بأن مرشحها هو مرشح للسقوط، بدليل انه لم يتجرأ أي من قادتها ان يترشح، وإنما استأجروا بن شملان كمرشح للسقوط ولدفن القضية الجنوبية باعتباره من حضرموت، وهو ذاته يدرك ذلك ويدرك انه لا يستطيع ان يقود المجتمع القبلي في الشمال، ولا أعرف كيف رضي على نفسه بذلك. أما الانتخابات المحلية فاحتمال ان تكون لصالح حزب الإصلاح، لأن نظرة الناس الى قيادات وكوادر حزب المؤتمر بأنهم فاسدون.
الرئيس صالح
ماذا عن تراجع الرئيس صالح عن قراره بعدم خوض الانتخابات، وما رؤيتك لذلك؟
- رأيي في ذلك ان كل شيء عند الرئيس محسوب، فعندما أعلن عدم ترشحه كان محسوباً، وعندما تراجع كان أيضاً محسوباً. وقد استطاع أن يضحك على أحزاب اللقاء المشترك ويحولهم من معارضة له الى معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام ويجعل من نفسه حكما بينهما في اتفاق المبادىء الخاص بالانتخابات والذي هو غير ملزم للسلطة قانونا طالما وهو بين احزاب وليس بين سلطة ومعارضة.
ليس مرشحنا
وماذا عن مرشح الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك، والمنافس للرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية ما هي توقعاتك بشأنه؟
- كما قلت لك فإنه مرشح للسقوط وليس المنافسة وأحزاب اللقاء المشترك والحزب الاشتراكي يعرفون ذلك؟
- يتوقع ان يحظى مرشح المعارضة فيصل بن شملان بأصوات الناخبين المنتمين لهذه الأحزاب.. ومنها أصوات الاشتراكي.
< نحن في تيار إصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار الحرب في الحزب الاشتراكي اليمني نرفض اي ترشيح باسم الحزب ونقول الآن بصراحة للأستاذ فيصل بن شملان بأنه ليس هناك إجماع على ترشيحه داخل الحزب الاشتراكي رغم احترامنا الكبير جداً لشخصه، لأننا في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ندرك بأنه مرشح لدفن القضية الجنوبية لأنه جنوبياً من حضرموت وندرك بأنه مرشح للسقوط، وإلا لماذا لم يترشح أياً من قادة احزاب اللقاء المشترك للمعارضة!!.
مشاركة سياسية فقط
المعارضة قالت انه مرشح أجمع عليه الكل وحرصت على أن تقدمه كصورة لتوافق هذه الأحزاب حول قضية المشاركة في الانتخابات؟
- إن المتاح الآن أمام أحزاب اللقاء المشترك هو المشاركة السياسية فقط في الانتخابات وليس المشاركة الايجابية كما تدعي المعارضة ذلك لأن السلطة قد حضرت للانتخابات وفصلتها على مقاسها ودعت المعارضة إليها حتى تكون شاهد زور.
والسؤال الذي أريد أن أطرحه على أحزاب المعارضة وعلى الجميع هو لماذا في الانتخابات الرئاسية السابقة قامت بترشيح نجيب قحطان الشعبي لمنافسة الرئيس علي عبدالله صالح وهو من حزب الرئيس.. ولماذا الآن قامت بترشيح فيصل بن شملان وهو من خارج أحزاب اللقاء المشترك.
أحزاب اللقاء المشترك قالت ان ترشيحها لفيصل بن شملان كونه شخصية وطنية يمنية.. وليس لأنه من الجنوب كما تقول أنت؟
- المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك والقيادة الحالية للحزب الاشتراكي رشحت فيصل بن شملان وهدفها دفن قضية الجنوب، وإن عدم ترشيحها لمنافس للرئيس صالح من الشطر الأكثر سكاناً - الشمال واختيار منافساً له من الشطر الأقل سكانا، الجنوب هو ترشيح للسقوط وخاصة في المجتع اليمني الذي يتسم بالعصبية والانتماء القبلي، ولذلك نرى أن ترشيحها لفيصل بن شملان وهو مرشح للسقوط أمام الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره من الجنوب بأنه يساوي الإجماع الضمني لأحزاب اللقاء المشترك ولقيادة الحزب الاشتراكي على أن مرشحها هو الرئيس علي عبدالله صالح وأن مرشحها بن شملان وهو من الجنوب سيكون فقط كمحلل لقهر الجنوب.
دعونا للمقاطعة
تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي هل سيشارك في الانتخابات الرئاسية والمحلية المقرر ان تتم في سبتمبر القادم؟
- لا لن نشارك بل ونحن دعونا الى مقاطعة الانتخابات.. قيادة الحزب الحالية أعلنت ان الحزب الاشتراكي سيشارك في الانتخابات لكننا ونحن جزء من الحزب نرفض ذلك ونرفض اي ترشيح باسم الحزب ما لم يتم إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة.
الحوار مع الحاكم
ما تطرحونه من قضايا يتبناها تيار إصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الاشتراكي ما الذي يمنعكم من التحاور حولها وإثارتها مع الحزب الحاكم.. المؤتمر الشعبي العام؟
- لا نستطيع ذلك بدون الحزب ككل، ولذلك فإن الذي يقف دون إثارة وبحث هذه القضايا مع السلطة هي قيادة الحزب رغم ان ذلك موجود في وثائق الحزب وقرارات المؤتمر وقرار اللجنة المركزية. هذا أولاً وثانياً عدم رغبة السلطة في ذلك.
تيار إصلاح مسار الوحدة، هل لديه تحفظ من فتح حوار مع المؤتمر الشعبي العام، عن هذه القضايا وغيرها؟
- المشكلة هي مع السلطة وليست مع المؤتمر الشعبي العام، والسلطة لم تعترف بعد بوجود المشكلة، ولم تعد تعترف بالوحدة ولا بأي تمثيل للجنوب بعد الحرب.. وهذا ما يحقق شرعية وامكانية الانفصال بالضرورة كذلك.
ما هي الرؤيا التي سيقدمها اذا ما تم مثل هذا الحوار؟
- سبق وأن أوضحناها في مفهومنا لقضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ومفرداتها.
أدافع عن قضية
أنت تعارض بقوة من الداخل رغم اتفاق الخصوم سلطة ومعارضة على استهدافك؟
- أنا لست معارض لأحد، وإنما أدافع عن قضية إزالة آثار الحرب ورصلاح مسار الوحدة من أجل الوحدة، لأنه بدون ازالة آثار الحرب وإصلاح الوحدة سوف تتحول المشكلة بشكل حتمي من مشكلة وحدة عطلت الحرب مسارها الى مشكلة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير كما أسلفنا.
ختاماً معارضة الخارج ما رأيك فيها، وهل هي مؤثرة ولها صوت في الداخل؟
- معارضة الخارج هي تحصيل حاصل لرفض السلطة لقضية المصالحة وإصلاح مسار الوحدة، وقد تحول بعضهم الى حركة تحرير بسبب تصلب صنعاء تجاه هذه القضية، وبسبب عدم تبنيها من قبل الحزب الاشتراكي. ولو كان الحزب الاشتراكي قد تبناها رسمياً في خطابه السياسي والإعلامي وعمل من أجلها لما ظهرت المعارضة الجنوبية في الخارج بكل تأكيد. أما تأثيرها في الداخل فصدقني بأنه قد تجاوز الجميع في الشارع الجنوبي.
مسدوس ليس ممثلاً لأبناء المحافظات الجنوبية، ذلك ما يقال عنك أنت بماذا ترد عليهم؟
- هذه محاولة لشخصنة القضية، وهي محاولة فاشلة لأننا منذ انتهاء الحرب ونحن نطالب صنعاء بالاعتراف بالوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية واعتبار الجنوبيين الموجودين والسلطة ممثلين للجنوب سواء كانوا زمرة أو طغمة أو رابطة أو سلاطين وحلت المشكلة، ولكنها ترفض أي تمثيل للجنوب بعد الحرب، وهذا تراجع عن الوحدة ورفض

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:37 AM
توضيح للحراك :

بقلم د/ محمد حيدرة مسدوس

الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الجنوب كله ، و خير وسيله للتواصل معه هي الصحافه . و لهذا و على ضوء تقييم الناس لمؤتمر الرياض ، و وقف الحرب في صعده ، و التصعيد الأمني في الجنوب ، فاننا نود توضيح التالي :

1- بحكم إن مؤتمر لندن قد وضع اليمن تحت المجهر ، فان مؤتمر الرياض ربط المساعدات ضمنياً بحل القضايا السياسيه ، و هو يعلم بان القضية الجنوبية أم القضايا كلها ، و يعلم بأنها قضيه موضوعيه تستمد قوتها من وجودها الموضوعي و من شرعية وجودها ، و يدرك كذلك بان الوجود الموضوعي لهذه القضية هو من جعل شعب الجنوب يتحرك من ذاته لذاته ، أي من ذاته دون أن يحركه أحد ، و لذاته الوطنية بوعي و إدراك لم يشهده في تاريخه . و لذلك فانه لا يوجد لدى النظام أي مبرر موضوعي أو منطقي للهروب من الاعتراف بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها غير غياب القيادة السياسيه لها أو أخطاء الحراك و تبعثره لا سمح الله ، و هو ما ندعو للحذر الشديد منه ، لان النظام يعمل عليه و يراهن عليه . و أود هنا أن أقول للنظام بأنه حتى إذا ما نجح في ذلك فانه لم يفعل غير ترحيل القضية ليكبر انفجارها بالضرورة . أمّا وقف الحرب في صعده فهو استجابة لمطلب دولي و هو دليل على الوصاية الدولية غير المباشرة على اليمن ، إضافةً إلى اكتشاف لعبة الحرب و إيقاف تمويلها على الطرفين . و أمّا التصعيد الأمني في الجنوب فهو في تقديري آخر محاوله لإسكات صوت الجنوب و بعد فشله سيكون الحوار ، أو قد يكون هذا التصعيد ذاته لتقوية شروط النظام في الحوار ، خاصةً و أن هناك إجماع عربي و دولي على الحوار ، و إذا ما كان الأمر على خلاف ذلك فان النظام بهذا التصعيد لم يفعل سوى تكريس الطلاق الأبدي بين الشمال و الجنوب ، و عليه أن يدرك بان دستور الحرب و قوانين الحرب التي يقمع بها الجنوبيين و يحاكمهم على أساسها ليست ملزمه للجنوبيين إذا ما استطاع الجنوبيون إيصال قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية ، و على النظام أيضا أن يدرك بان من دفعوه إلى إسقاط الوحدة بالحرب تحت وهم الدفاع عنها و تحت وهم علاقتهم الوثيقة بالأمريكان ، هم اليوم الذين يدفعونه إلى قمع شعب الجنوب تحت الوهم نفسه و بإسم اتفاقيات الوحدة و دستورها اللذان ألغتهما الحرب . و لكننا نقول لهم بان حبل الكذب قصير . فلو لم تحصل الحرب ، و لو لم يكن الوضع القائم قائما على نتائجها ، و لو لم تنهب الأرض و الثروة في الجنوب و يحرم أهلها منها ، لربما يكون كلامهم صحيح . و لكن طالما و الحرب أسقطت الوحدة و ألغت موضوعيا شرعية إعلانها و شرعية اتفاقياتها و دستورها و خلقت وضعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فان ما يقولونه لا أساس له من الصحة بكل تأكيد . فأين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال كما يقولون ؟؟؟ . و لذلك فان الأحرى بهم أن يدعوا للحوار حول وجود الوحدة من عدمها في الواقع و في النفوس إن كانوا صادقين .
2- إن ما جرى في الجنوب حتى الآن هو دليل على عدم فهم السياسيين الشماليين للوحدة ، و على عدم فهم السياسيين الجنوبيين لقضيتهم منذ البداية ، و هو درس للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و درس للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم . فقد برهن الواقع على إن السياسيين الشماليين أصغر من الوحدة بكثير ، و ان السياسيين الجنوبيين أصغر من قضيتهم بكثير . فلو كان السياسيون الشماليون في مستوى الوحدة لما أسقطوها بالحرب و لما رفضوا حل أزمتها حتى حولوها إلى أسوأ من الاحتلال . فمن يصدق ان شعب الجنوب الذي قاوم الاحتلال البريطاني 130 عام سيترحم عليه لولا القهر المفروض عليه منذ حرب 1994م ؟؟؟ . و من يصدق ان ثوار الجنوب الذين غيروا هوية الجنوب العربي إلى هوية الجنوب اليمني سيرفعون شعار الجنوب العربي من جديد لولا نهب أرضهم و ثروتهم و طمس هويتهم و تاريخهم لصالح الشمال ؟؟؟ . و لهذا فان يمنية الجنوب مرهونة موضوعيا بالاعتراف باليمنين ، لأنه بدون ذلك ليس أمام الجنوبيين غير العودة إلى هوية الجنوب العربي . أمّا السياسيين الجنوبيين فلو كانوا في مستوى قضيتهم لأعتزوا بها و أعلنوا قيادتهم السياسيه لها منذ البداية . فقد قال لي صديق انه سأل الشيخ العماد ، قائد الجبهة الإسلامية في المناطق الوسطى سابقا عن رأيه في قضية الجنوب و رأيه في مشكلة صعده ، و قال العماد ان القضية الجنوبية هي قضيه سياسيه شرعا و قانونا بامتياز و لكنها بلا رجال ، أي بلا قياده . أمّا مشكلة صعده فهي باطله شرعا و قانونا و لكن لها رجال .... الخ . و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، غير أنني على يقين بان القضية الجنوبية ستخلق رجالها ، و ان مشكلة صعده قد أخذت بعداً سلالياً يتطلب حلا سياسيا و ليس عسكريا . و الآن و بعد الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم ، فان على السياسيين الشماليين الاعتراف العلني بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها ، و على السياسيين الجنوبيين الاعتزاز العلني بقضيتهم و التوحد العلني من حولها و إعلان قيادتهم السياسيه لها ، و تحويل الحراك الوطني السلمي الجنوبي إلى حركه وطنيه لشعب الجنوب .
3- ان القيادة السياسيه المطلوبة موضوعيا و منطقيا للقضية الجنوبية ، هي القيادة التاريخية للجنوب زائداً القيادات الميدانية الموجودة حاليا في الميدان و أولاد السلاطين المناصرين للقضية و كبار التجار و رجال الأعمال الجنوبيين إذا ما رغبوا في ذلك ، و على ان تبدأ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بوحدة أطراف الحراك ، ثم وحدة منظمات الأحزاب في الجنوب مع الحراك ، خاصة و ان قضية الجميع واحده ، و هي قضيه وطنيه لا توجد فيها حزبيه بالضرورة . و أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب ان تدرك ذلك جيدا ، و ان تدرك بان قياداتها في صنعاء مازالت متمسكة بواحدية اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية و بواحدية تاريخيهما و ثورتيهما ، و ترى بان الوحدة بينهما وحده وطنيه .....الخ ، و وصفها بالوحدة الوطنية يعني أنها بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و هذه المفاهيم هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها ، لأننا إذا ما سلمنا بهذه الواحديه و بوصف الوحدة بالوحدة الوطنية فلن تبق هناك قضيه جنوبيه اصلاً ، و هذا منافي للواقع و تعقيد أكثر للقضية . و لذلك فان مفاهيم الواحديه التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس هي من عقَّد الأمور منذ البداية ، و هي عبارة عن تضليل فكري و سياسي أدى إلى التضحية بالوحدة . و بالتالي فان هذه المفاهيم لابد و ان تذهب إلى حيث يراد لها التاريخ كما قلنا سابقا . فلو كان اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية واحدا و بتاريخا سياسيا واحدا و بثوره واحده لما قامت دوله في الشمال و دوله في الجنوب و لما اعترفت كل منهما بالأخرى و لما جاء مفهوم الوحدة السياسيه بينهما و لما جاءت اتفاقيات الوحدة و دستورها و لما أعلنت الوحدة السياسيه بينهما ، مع العلم ان الحركة الوطنية ذاتها معترفة بالدولتين و هي من شكل حكومات الدولتين .
4- ان اليمن ليس اسم أمّه كما سوَّقته الحركة الوطنية للرأي العام ، و إنما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام . و هو من الناحية السياسيه لم يكن يمناً واحداً و لم يكن بتاريخا سياسيا واحدا و بثوره واحده كما تقول الحركة الوطنية ، و إنما كان يمنان سياسيان ، هما : اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية ، و كان بتاريخان سياسيين و بثورتين و دولتين إلى يوم إعلان الوحدة كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدولية . و قد أعلنت الوحدة بينهما كوحدة سياسيه بين دولتين و ليست كوحدة وطنيه بين أطراف من دوله واحده كما يصفها الآن إعلام السلطة و المعارضة . و هذه الوحدة قد تم إسقاطها بالحرب و لم تعد موجودة بعد الحرب ، و إنما الموجود بعد الحرب هو اغتصاب أسوأ من الاحتلال . ثم ان الحرب في حد ذاتها قد ألغت موضوعيا شرعية إعلان الوحدة و شرعية اتفاقياتها و دستورها و أرجعتنا إلى شمال و جنوب في الواقع و في النفوس ، و هو الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي ان نكون عليه منذ البداية انسجاما مع الواقع الموضوعي الملموس . و لكن التضليل الفكري و السياسي الذي مارسته الحركة الوطنية تجاه القضيه الجنوبية و الذي لم تتعرض له حتى القضيه الفلسطينية هو السبب في ذلك . و أتمنى على كل الكتاب و المثقفين السياسيين بان يكفوا عن السير في هذا التضليل ، و ان يكفوا ايضا عن إيهام الرأي العام الداخلي و الخارجي بوجود الوحدة بعد الحرب و قبول شعب الجنوب بالوضع القائم ، و نقول لهم ما هي مصلحة شعب الجنوب في طمس تاريخه السياسي و هويته لصالح الشمال و في نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها حتى نقول بان الوحدة موجودة بعد الحرب و ان شعب الجنوب قابل بالوضع القائم ؟؟؟ . ثم هل الوحدة هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و نهب أرضه و ثورته و حرمانه منها ؟؟؟ . و لهذا فانه ليس أمام الجنوبيين اليوم غير رفض هذا الواقع أو القبول بالانقراض فقط و لا غير و بالضرورة .
5- ان الحرب من الناحية الموضوعية و المنطقية ليست فقط قد أسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه فحسب ، و إنما ايضا قد أسقطت كل مبرر موضوعي آو منطقي لبقاء المنحدرين من الشمال و الجنوب في إطار سياسي واحد ، و هو ايضا الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي ان نكون عليه منذ البداية انسجاما مع الواقع الموضوعي الملموس . و أتمنى على قادة جميع الأحزاب ان يدركوا ذلك جيدا قبل ان يجبرهم الواقع على إدراكه بثمن كبير . كما أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب بالذات ان تدرك ذلك جيدا ايضا و ان تعمل على تشكيل لقاء مشترك خاص بها يتبنى القضيه الجنوبية و يناضل مع الحراك من اجل حلها أو ان تذوب بالكامل في الحراك ، و عليها كذلك ان تدرك بان دول الجوار قد لا تساعد على حل القضيه إذا ما قادتها هذه الأحزاب ، لان حلها عبر هذه الأحزاب يغير طابعها السياسي و يحولها من قضية وحده سياسيه بين الشمال و الجنوب إلى قضية سلطه و معارضه ، و هذا ليس حلا شرعيا لها مهما كان صائبا . حيث ان الحل الشرعي لهذه القضيه لابد و ان يكون بين الجنوبيين و حكام الشمال سواء كان على رأسهم علي عبدالله صالح أو غيره .
6- ان كل الأحزاب القائمة حاليا لا تملك هوية في القضيه الجنوبية ، لأنه لا يوجد حزب منها يدعي تمثيله للجنوب آو تمثيله للشمال . صحيح ان الجنوبيين في هذه الأحزاب منحازين باطنيا إلى الجنوب ، و ان الشماليين منحازين باطنيا إلى الشمال ، و لكن إخفاء هذا الانحياز و غياب إعلانه رسميا هو مغالطه للنفس و يجعل هذه الأحزاب بلا هوية في هذه القضيه بالذات . و لهذا و بسبب هذا الخلط الخاطئ الذي تركته لنا الحركة الوطنية و الذي أدى إلى التضحية بالوحدة ، فان هذا الخلط الخاطئ قد جعل الحزب الاشتراكي يسير عكس مجرى التاريخ كتحصيل حاصل لذلك . فقد أبقى نفسه و أخفى الدولة و تخلى عن مصير أهلها بعد حرب 1994م ، بينما مجرى التاريخ أخفى أحزاب البلدان الإشتراكية و أبقى دولها . و هذا التناقض الذي وقع فيه الحزب قد أدخله في علاقة نفي النفي مع القضيه الجنوبية و بالذات بعد حرب 1994م عندما تخلت قيادته عن مصير الجنوب و شاركت في شرعنه قهره مع بقية الأحزاب . و هذه العلاقة تعني موت القضيه الجنوبية ببقاء الحزب أو موت الحزب ببقائها بموجب قانون نفي النفي الموضوعي . و لو نقرأ الواقع بشكل جيد لوجدنا بأنه كلما برزت القضيه الجنوبية كلما أختفي الحزب و العكس . و هذا هو فعل قانون نفي النفي الموضوعي الذي لا يستطيع الحزب الخروج منه و العودة إلى ملازمة القضيه الجنوبية و الانسجام معها ، إلا بالعودة إلى أصله الجنوبي كما قال الدكتور عبدالرحمن الوالي قبل أكثر من ست سنوات ، و أرجو من الأمين العام ان يتمعن في ذلك تماما . كما ان مثل ذلك ينطبق على بقية منظمات الأحزاب في الجنوب بمن فيها منظمات حزب المؤتمر الشعبي العام . و اطلب ممن يخالفني ذلك ان يحتفظ بهذه الكلمات للتاريخ .
7- ان الجنوبيين الآن ، هم لأول مره يعملون لصالح قضيتهم ، و لكن نقطة الضعف الباقية هي عدم إظهار القيادة السياسيه لهذه القضيه . و في هذا الاتجاه أود القول بان هناك شيء اسمه قيادات ميدانيه ، و شيء اسمه قيادات سياسيه ، و كل من النوعين له صفات معينه و طريقة اختيار موضوعيه معينه . فالقيادات الميدانية هي من يفرزها الميدان بصرف النظر عن مستواها الفكري و السياسي ، و هي لا بد و ان تكون من الشباب و من الأبرز و الأقوى ميدانيا . أمّا القيادات السياسيه فهي من تفرزها الحياة السياسيه ، و هي لا بد و ان تكون من أهل الخبرة و من الأبرز فكريا و سياسيا و الأكثر صلابة و ثبات في الموقف السياسي و القادرة على المناورة السياسيه و التكتيك . ففي القضيه الجنوبية أفرز الميدان قياداته الميدانية بكثرة و لم يبق غير تنظيمها و إظهار قياده سياسيه لها من العيار الثقيل . و هذه القيادة سيكون من أهم واجباتها السياسيه مطالبة النظام عبر المجتمع الدولي بالاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس للحوار من اجل حلها على قاعدة الشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أو على قاعدة الشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على قبول هذا الوضع أو رفضه ، خاصةً و انه لم يستفت على الوحدة عند إعلانها ، و خاصةً و ان الوضع القائم لم يكن قائما على اتفاقيات الوحدة و دستورها ، و إنما قائما على نتائج الحرب ، أي قائما على 7 يوليو 1994م . و إذا ما رفض النظام ذلك خلال هذه الفترة حتى الانتخابات القادمة ، فان على هذه القيادة ان تدعوا إلى رفض الانتخابات و تعمل بكل الوسائل السلمية على منعها في الجنوب ، و هذا هو الحل واقعيا و إقليميا و دوليا .
8- إننا حتى إذا ما افترضنا بإغلاق ملف القضيه في الأمم المتحدة كما يقول منظروا حرب 1994م و منظروا قمع الجنوب حاليا ، فهل يعني ذلك ان طمس الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال مشروعاً ؟؟؟ ، و هل يعني ذلك ان نهب الأرض و الثروة في الجنوب و حرمان أهلها منها مشروعاً ؟؟؟ ، و ما هي مصلحة الدول الكبرى التي بيدها فتح أو إغلاق الملف في تأييد النظام على قهر الجنوب و عدم الاستقرار فيه ؟؟؟ ، و ما هي مصلحتها ايضا في جعل الطاقة بيد الكثافة ؟؟؟ ، مع ان قراري مجلس الأمن الدولي قد حددا طرفي النزاع بدولتي الشمال الجنوب ، و آخر فقره من كل قرار تقول : و تبقى القضيه قيد النظر الفعلي ، أي في حالة تجدد النزاع تفعل فعلها و لو بعد عشرات السنين . صحيح ان الدبلوماسية الغربية تشجع على السير في الخطأ لمن لم يسمع النصيحة ، و لكنها تفعل ذلك من اجل سرعة الاصطدام بالواقع لإصلاح الحاكم أو التخلص منه ، و هذا هو حالها اليوم مع النظام . أمّا الذين يقولون بان الوحدة زواج و الانفصال زنا ، أو الذين يقولون ان التوريث و الانفصال وجهين لعمله واحده ، و كذلك الذين يقولون ان الدعوة للانفصال دعوه للحرب أو أنها خيانة .... الخ ، فأنهم جميعهم يتحدثون في عالم المجردات و ليس في عالم المحسوسات . فهم ينطلقون من فرضية وجود الوحدة بعد الحرب ، و هذا كلام نظري لا وجود له في الواقع و في النفوس ، لان الموجود بعد الحرب ليس وحده ، و إنما هو اغتصاب أسوأ من الاحتلال باعتراف الجميع . و بالتالي أين وجه الصواب لما يقولونه ؟؟؟ . و لهذا فاننا ندعوهم إلى النزول من عالم المجردات إلى عالم المحسوسات و سيجدوا الوحدة غائبة في الواقع و في النفوس ، و حينها سيقتنعوا بما نقول ان كانوا صادقين . كما أن المقارنة بين النظام السابق في الجنوب و النظام الحالي التي تكررها السلطة و تعتقد بأنها حجتها القوية لمواجهة مطالب الجنوبيين هي بلطجة سياسيه ، لأن القضيه ليست قضية المفاضلة بين النظام السابق في الجنوب و النظام الحالي ، و إنما هي قضية ارض و ثروة تم نهبهما و قضية هوية و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال . أمّا النظام السابق في الجنوب فقد ذهب و إلى الأبد برضانا يوم إعلان الوحدة . و فيما يتعلق بشعار الوحدة أو الموت فانه يكشف المفهوم الإحتلالي للوحدة و يدل على واقع هذا الاحتلال الذي جاءت به الحرب و ليس على واقع الوحدة بالضرورة . و أمّا الدعوة إلى الحوار دون الاعتراف بالقضية و دون تحديد على ماذا سيتم الحوار فإنها دعوه بيزنطيه ، أي حوار من أجل الحوار و ليس حواراً من أجل الحل . و المضحك أن النظام يطالب بإتحاد عربي كهروب إلى الأمام من القضيه الجنوبية ، و العالم يعرف بأنه عاجز عن حلها ، و يعرف بأن الشمال لم يقبل المصريين الذين ساندوا ثورته و ضحوا كثيرا من أجلها .

الهمشري
2011-04-02, 09:39 AM
في رد لمحمد حيدرة مسدوس على تصريح المستشار سالم صالح:السلطة تدرك معنى أفعالها ولكنها لا تدرك معنى أقوالها
«الأيام» متابعات:
تلقت «الأيام» تعقيباً من الأخ محمد حيدرة مسدوس على مقال الأخ المستشار سالم صالح محمد، رئيس لجنة تقييم الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية، المنشور في عدد الاثنين الموافق 3/12/2007م، وفيما يلي نص التعقيب:

«طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء في عدد الاثنين 3/12/2007بتصريح رد من الأخ/ سالم صالح، ذكر فيه: أن اللجنة التي يرأسها قد تلقت رسالة مفتوحة من قبلي ونظرا لظروفي الصحية فقد كلف الناطق الرسمي لتيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة بالرد عليه، إلا أن ذلك لم يتم، وهو وما اضطرني إلى كتابة هذا التصريح حتى أوضح الأمور التالية:

1- أنا لم أوجه أي رسالة مفتوحة إلى اللجنة المذكورة، وإنما هناك موقف للتيار حول اللجنة ومسؤولياتها سبق أن نوه إليه في بيان سابق (منشور في «الأيام»)يأتي في إطار عام للتيار حول الموقف من القضية الجنوبية والذي يتبناه التيار في إطار الحزب الاشتراكي منذ انتهاء حرب 1994م.

2- إن وظيفة أية لجنة كقاعدة عامة هي فقط لكشف الحقيقة لصاحب القرار ولا تملك حقا دستوريا أو قانونيا لحل أي مشكلة، وطالما وقضيتنا الجنوبية معروفة لصاحب القرار، فإنه يراد لهذه اللجنة بأن تؤدي وظيفة الطابور الخامس وتحول القضية الجنوبية إلى قضية سياسية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة، إلى قضية حقوقية تتعلق بالأفراد كما جاء في بيان التيار المشار إليه أعلاه. ولو كان المطلوب من اللجنة تقديم الحل لصاحب القرار كما يقال، لكان صاحب القرار قد اعترف بالقضية؛ لأنه من غير الممكن حلها بدون الاعتراف بوجودها.

3- إن دعوة الرئيس إلى عودة من هم في الخارج كحل للقضية ليست لها أي معنى ما لم تكن دعوة حوار يقوم على مبدأ الاعتراف بالقضية الجنوبية من جانب الرئيس، والقبول بحلها في إطار الوحدة من جانب المدعوين. أما الإصرار على عدم الاعتراف بوجود القضية، فإنه يعطي الحق للشعب المقهور في الجنوب بالمطالبة بحق تقرير مصيره، حيث إن القضية ليست قضية ذاتية تتعلق بالسياسيين الذين دعاهم الرئيس للعودة حتى ولو سلمهم السلطة بكاملها، وإنما هي قضية موضوعية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة كما أسلفنا. فالسياسيون في مثل هذه الحالة هم فقط أداة للحل وليسوا هم الحل ذاته. ومع كل ذلك فقد ألغى الرئيس دعوته هذه في آخر حديث له في حضرموت، عندما قال: ليس هناك من شخص أو جهة له الحق في إدعاء الوصاية على أي منطقة، وهذا يعني بأنه لا يحق لأي جنوبي بأن يتبنى قضية الجنوب أو يمثلها، وبالتالي ألم يكن ذلك طمسا للهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب؟! وألم يكن ذلك تبريرا كافيا لما تطرحه حركة (تاج)؟؟!

4- إن السلطة تدرك معنى أفعالها، ولكنها لا تدرك معنى أقوالها. فقد أعلنت الحكم المحلي على أساس المحافظات وهي بذلك تهدف إلى دفن القضية الجنوبية، ولم تدرك بأن الحكم المحلي مشروط موضوعيا بوجود سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية، أي مشروط بالفيدرالية. وهذا ما لا يمكن تحقيقه على أساس المحافظات كما هي تعتقد، وإنما على أساس شمال وجنوب أو أكثر. وبالتالي فإن الحكم المحلي على أساس المحافظات هو عبارة عن بلديات وليس حكما محليا بالضرورة.

5- إن القناعة الباطنية لدى صنعاء هي طمس الهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب ونهب أرضه وثروته كما أسلفنا أيضا. ولاشك بأن تشكيل مراكز البحوث وبالذات مركز (منارات) وكذلك الندوات المتواصلة حول واحدية اليمن الجنوبية، واليمن الشمالية وواحدية تاريخيهما وثورتيهما... إلخ، هي جميعها تهدف إلى تبرير قمع إرادة الشعب في الجنوب وطمس تاريخه السياسي وهويته ونهب أرضه وثروته باسم واحدية اليمنيين واحدية اليمنيين وواحدية تاريخيهما وثورتيهما.

6- إنه برغم كل هذه الجهود التي تبذلها السلطة لتحقيق هذا الهدف، إلا أن الحقائق التاريخية تدحض ذلك بقوة وبوضوح. فاليمن ليس اسم أمة، وإنما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام، واليمن بالمفهوم السياسي المعترف به دوليا إلى يوم 22مايو 1990م هو يمنيين، هما: اليمن الجنوبية واليمن الشمالية. كما أن التاريخ السياسي لليمن ككل لم يكن تاريخا واحدا منذ القدم، وإنما هو أكثر من واحد، ودويلاته القبلية المتعددة هي دليل وشاهد على ذلك، ولو افترضنا بأن ما تقوله هذه المراكز والندوات التي انتشرت بكثرة بعد حرب 1994م صحيحا، فإن ذلك لا يعطيهم الحق بأن يتملكوا بالأرض والثروة في الجنوب ويحرمون أهلها منها، فأولاد الرئيس علي عبدالله صالح مثلا يمكن أن يختلفوا على واحدية أصلهم ودينهم وثقافتهم وتاريخهم ولغتهم، ولكنهم سيختلفون على الورث، لأن واحديتهم هذه لا تسمح بظلم أحدهم للآخر، فما لم تعد للجنوب أرضه وثروته وتاريخه السياسي وهويته على قدم المساواة مع الشمال فليست هناك وحدة، وإنما هناك احتلال استيطاني بالضرورة».

11/12/2007

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:40 AM
د/محمد حيدره مسدوس وتوضيح للحراك الجنوبي

- د/ محمد حيدره مسدوس
1- ان مؤتمر لندن من حيث المبدأ هو دليل على فشل النظام في مواجهة التحديات ، و دليل على عجز المعارضه في ان تكون البديل ، و هو ايضاً دليل على ان المجتمع الدولي لن يسمح بصوملة اليمن . فلو لم يكن النظام فاشلاً في مواجهة التحديات لما عقد مؤتمر لندن اصلاً ، و لو كانت المعارضه فاعله لكان أقر المؤتمر الحوار معها كما فعل تجاه (( طالبان أفغانستان )) ، و لو كان المجتمع الدولي سيسمح بصوملة اليمن لما عُقد المؤتمر ايضاً . و لهذا وطالما و الأمور على هذا النحو ، فان الوصايه الدوليه على اليمن تصبح تحصيل حاصل . و في تقديري بانه سيتم التغيير في اليمن وفقاً للإراده الدوليه و عبر السلطه ذاته كتحصيل حاصل أيضا لغياب البديل . أمّا التغيير المطلوب فعلينا ان نتصوره من خلال : رفض صنعاء لحل القضيه الجنوبيه ، و عجزها عن معالجة حرب صعده التي حولتها الى حرب اهليه بزج القبائل فيها ، و فشلها في بناء دولة النظام و القانون ، و رفضها لحكم غيرها ، اضافه الى تصاعد الفساد و تدهور الاقتصاد ، و إضافه الى مقايضة حربها على الارهاب بدفن القضيه الجنوبيه . و هذا يعني بإن الارهاب في اليمن لن ينتهي الاّ بدفن القضيه الجنوبيه . و في سبيل دفنها ليس هناك تحسس من التدخل الدولي و ليست هناك سياده وطنيه الاّ عندما يتعلق الامر بحلها . فلو كان لدى علماء دين صنعاء و مشايخ قبائلها تحسس من التدخل الدولي و لديهم فعلاً سياده وطنيه لرفضوا تواجد القوات الاجنبيه في المياه اليمنيه و في المطارات اليمنيه التي تلاحق عناصر تنظيم القاعده و تقتل المواطنين الابرياء . حيث وصل الامر الى دخولها اليمن بدون إذن من حكومته و بدون علمها .

2- ان خلفية الازمه ليست في اصرار النظام على التمسّك بالسلطه كما تقول المعارضه و كما رسخت ذلك لدى بعض الاطراف الدوليه و بعض الجنوبيين في الخارج ، و انما خلفية الازمه هي في اصرار صنعاء كسلطه و معارضه و علماء دين و مشائخ قبائل على شرعية حرب 94م و نتائجها التي حولت مشروع الوحده السياسيه بين الشمال و الجنوب الى أسوأ من الاحتلال . فعلي عبدالله صالح يدرك بان الجنوبيين قبلوا برئاسته و هم مازالوا دوله في الجنوب ، و هو ذاته من قال لأصحابه اسمحوا لي باعلان الوحده مع الجنوبيين لإبتلاعهم ، و اذا ما فشلت افعلوا انقلاب ضدي و الغوا ما تم بيني و بينهم . فلو كانت السلطه لدى علي عبدالله صالح أغلى من نهب أرض الجنوب و ثروته لما قال ذلك . صحيح ان السلطه غاليه لديه و مستعد ان يقاتل عليها ، و لكنها ليست أغلى من نهب أرض الجنوب و ثروته بكل تأكيد . و بالتالي فان قضية الجنوب ليست فقط مع علي عبدالله صالح كشخص أو كنظام ، و انما هي مع صنعاء كدوله ، و أرجو ان تحتفظوا بهذه الكلمات للتاريخ .

3- ان المحور السياسي للازمه هو في القضيه الجنوبيه دون سواها . فلو كانت قد حلت قبل مؤتمر لندن لما عقد مؤتمر لندن ، لانها لو كانت قد حلت لكانت حلت مشكلة صعده تلقائياً ، و لكان تم الاصلاح السياسي الديمقراطي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه تلقائيا ايضا ، و لكانت أزيلت ارضية الارهاب والفساد و انتهى تنظيم القاعده في اليمن وقضي على الفساد . حيث ان حل القضيه الجنوبيه سيأتي بنظام سياسي جديد يلبي مطالب الحوثيين و يحقق الاصلاح السياسي الديمقراطي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه كنتيجه للحل ، و من ثم ستزول ارضية الفساد و ارضيه الارهاب و ينتهي تنظيم القاعده في اليمن بكل تأكيد . أمّا بدون حل القضيه الجنوبيه فلن تحل مشكلة صعده و لن يتحقق الاصلاح السياسي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه و لن ينتهي تنظيم القاعده في اليمن بالضروره ، و أرجو ان تحتفظوا بهده الكلمات للتاريخ أيضا . حيث ان عدم حل القضيه الجنوبيه يخلق الارضيه المناسبه للفاسدين و الحوثيين و تنظيم القاعده بالضروره كذلك .

4- ان القلق الجوهري لدى صنعاء كسلطه و معارضه و علماء دين و مشائخ قبائل ليس من حرب صعده و ليس من تنظيم القاعده و ليس من الفساد... الخ ، و انما هو الآن من القضيه الجنوبيه و حدها . فقد أدركوا الآن بان الحرب ألغت الوحده و أسقطت شرعية اتفاقياتها و دستورها ، و عرفوا الان بان القضيه الجنوبيه هي أم القضايا كلها ، و انه لو كانت الوحده موجوده بعد الحرب لما ظهر الحراك الوطني الجنوبي اصلاً ، و لكنهم جميعهم يكابرون و يخفون ذلك و لا يظهرونه . و لهذا فانه يجب ان يكون حاضراً في البال بان المعارضه هي بحاجه لنا اكثر من حاجتنا أليها . و بالتالي فان أي علاقه معها يجب ان تكون بشروط الواقع و ليست بشروطها ، و شروط الواقع التي يمكن اقناع شعب الجنوب بها ، هي :

أ) الاعتراف الرسمي بالقضيه الجنوبيه كقضية وحده سياسيه بين دولتين اسقطتها الحرب و جعلت العلاقه بين الشمال و الجنوب علاقة احتلال و ليست علاقة وحده .

ب) الاعتراف الرسمي بأن الحراك الوطني السلمي الجنوبي في الداخل و الخارج هو الاطار السياسي الشرعي لهذه القضيه و الحامل السياسي لها .

ج) الاتفاق على الحل الواقعي لها وفقاً للشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي ، او الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على قبول هذا الوضع او رفضه تحت اشراف دولي ، لانها لا توجد شرعيه لأية وحده الاَّ بذلك ، و لا توجد شرعيه لفك الارتباط الاَّ بذلك ايضا . حيث ان مجلس الامن الدولي يقول لا وحده بالقوه ولا انفصال بالقوه . و هذا هو طريق الشرعيه لنضال شعب الجنوب .



5- إن كل قضيه سياسيه لها جوانب ثلاثه ، أولها الجانب الفكري الذي يبرهن على وجودها و على شرعية وجودها ، و ثانيها الجانب السياسي الذي يقنع الرأي العام بضرورة حلها ، و ثالثها الجانب الميداني ( العملي ) الذي يفرض حلها . فلا يمكن للجانب السياسي بان يكون مجديا الا بالجانب الفكري ، و لا يمكن للجانب الميداني ( العملي ) بان يكون مجديا الا بالجانب السياسي . و في ظل المفاهيم الخاطئه التي خلفتها لنا الحركه الوطنيه تجاه الوحده اليمنيه ، فان الجانب الفكري و السياسي للقضيه الجنوبيه سيظل الاهم حتى تحل ، لان فكرة اليمن الواحد و الثوره الواحده و التاريخ الواحد ... الخ ، الخاطئه و الخارجه عن الواقع الموضوعي الملموس التي أبتدعتها الحركه الوطنيه تسقط شرعية قيام الدولتين السابقتين في كل من صنعاء و عدن و تدين اصحابهما و تجعل إتفاقيات الوحده و دستورها عبثا ، و بالتالي تجعل حرب 1994م و نتائجها مشروعه . وهذه مسائل فكريه و سياسيه خطره لابد من دحضها . و في هذا الاتجاه فإنه يمكن القول بإن الحرب في حد ذاتها قد اسقطت مفاهيم الواحديه ، و برهنت على ان مفاهيم الحركه الوطنيه تجاه الوحده اليمنيه كانت خاطئه ، و انه يجب الانقلاب عليها و ادانتها بموجب حكم التاريخ . فلا يمكن فهم القضيه الجنوبيه و فهم حلها على اساس اليمن الواحد ، و إنما على اساس اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه كما كان في الواقع و كما هو مثبّت في المنظمات الدوليه . و بالتالي فان مفاهيم الواحديه التي ابتدعتها الحركه الوطنيه خارج الواقع الموضوعي الملموس لابد من إسقاطها فكريا و سياسيا حتى تذهب الى مزبلة التاريخ ، لانه يستحيل حل القضيه الجنوبيه في ظل وجودها . فاذا ما هُزمت المفاهيم الواحديه ، فإن صنعاء ستهزم ميدانيا بالضروره . كما ان على الحراك الوطني السلمي الجنوبي ان يدرك بان السياسه تعني اثبات ظلم الظالم و ليست اثبات فروسية المظلوم كما يعتقد العرب . هذا و في الختام اود القول بانني لست كاتبا و ليست مواضيعي مقالات سياسيه عابره كما يعتقد البعض ، و انما هي مواضيع فكريه و سياسيه تبرهن على وجود القضيه و على شرعية وجودها و تقنع الرأي العام الداخلي و الخارجي بضرورة حلها و تضعف صنعاء في موقفها من حلها .

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:42 AM
03-11-2006, 11:04 pm
تيسير السامعي
قراءة افكار الدكتور محمد حيدره مسدوس الوحدويه والوحيده لليمن؟؟؟؟؟؟؟


** ألا تعتقد بإن قضية الجنوب و الشمال قد أنتهت الى غير رجعه و الشعب اليمني صار شعبا واحدا ، لأن ما يعانيه أبن صعده هو ما يعانيه أبن المهره ؟

ــ المفهوم الجغرافي و السياسي للوحده ، أي شمال و جنوب هو ملازم للوحده و هو دليل وجودها ، لأنه بدون ذلك يسقط مفهوم الوحده أصلاً و تتحول العلاقه بين الشمال و الجنوب من علاقة وحده الى علاقة إحتلال بالضروره ، و ما يترتب على ذلك من شرعيه لحق تقرير المصير بالنسبه للجنوب . ثم انه بدون مفهوم الشمال و الجنوب يستحيل معرفة الخطأ و الصواب في الوحده . أما المعاناه فليست من نظام الوحده حتى تكون معاناه واحده، و إنما هي من نظام الشمال الذي أعيد أنتاجه عبر حرب 1994م . و لذلك فإن معاناة إبن المهره لها طابع سياسي يتعلق بالوحده التي عطلتها الحرب ، بينما معاناة ابن صعده لها طابع حقوقي يتعلق بالعدل .

** حديثكم عن قضية أبناء الجنوب يخدم النظام الحاكم ؟

ــ الحديث عن اصلاح مسار الوحده لا يخدم النظام الحاكم كما جاء في سؤالكم ، و انما هو الذي يضعفه ، لأن قضية إزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده هي الحجه الشرعيه لإصلاح النظام السياسي لصالح اليمن ككل من صعده الى المهره . و لو كان الأمر كما تقول لما دافعت صحف السلطه عن التيار الرافض لقضية اصلاح مسار الوحده داخل الحزب الأشتراكي و خارجه . و في سبيل دفنها قبل اللقاء المشترك أن يتحمل سلبيات النظام لسبع سنوات عجاف قادمه و دخلوا في الأنتخابات دون أن يشاركوا في القيد و التسجيل و قبلوا بالنتيجه . صحيح انهم لا يريدون حكم الرئيس علي عبدالله صالح و لكنهم في سبيل دفن القضيه الجنوبيه قبلوا كل ذلك .

** ما هو تفسيركم لترشيح النظام الحاكم لأحمد عبدالله المجيدي ؟

ــ السلطه رشحت المجيدي لدفن القضيه الجنوبيه و لتشتيت الأصوات على بن شملان و من اجل ان يكون لديهم مرشح جنوبي في حالة ان يخدعهم بن شملان و ينسحب قبيل يوم الأقتراع ، لان الهدف الأول لدى السلطه و لدى اللقاء المشترك هو اقناع العالم بشرعية الوحده القائمه على الحرب .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

عمار الطويل

** ماهي الصعوبات التي تواجه الحزب الأشتراكي ؟ كما قرأنا في الصحف بأن هناك خلاف بين الحزب و بعض شخصياته مثل الدكتور بن دغر الذي غادر الحزب و انظم الى المؤتمر؟

ـــ الصعوبات التي تواجه الحزب الأشتراكي تكمن في ان الأغلبيه من قيادته قد اصبحت بعد حرب 1994م من لون جغرافي واحد ، و هي من كان معارضه للنظام السابق في الشمال . فلم يعد هناك حضور يذكر لمحافظات الجنوب في القرار السياسي للحزب عدا محافظة لحج وهو في طريقه الى الأختفاء . و هذا ما جعل الموقف الرسمي اليومي للحزب يسير خارج وثائق الحزب و يتماثل مع بقية المعارضه الشماليه الأخرى ، و هو للأسف ما يجعل الحزب يسير نحو الأضمحلال بالضروره ، لأن هناك قيادات حزبيه جنوبيه كثيره جمدت نفسها بسبب ذلك و ليس بن دغر وحده.

** لقد شاهدت لكم مقابله و قرأت لكم الكثير عن موضوع ((اصلاح مسار الوحده)) هل مناشدتكم بهذا الشئ لقي على قبول من قبل الحكومه ؟

ــ القبول من قبل السلطه لن يكون عبر المناشده و لكنه سيكون عبر الفعل ، و الفعل للأسف حالت دونه قيادة الحزب .

** الرئيس علي عبدالله صالح ، وعد بإصلاح سياسي و اقتصادي في البلاد، هل تعتقد بأن الرئيس سوف يتطرق متطالباتكم، مثل اصلاح مسار الوحده؟.


ــ الأصلاح السياسي و الأقتصادي يتطلبه الواقع الموضوعي الملموس وهو مطلب دولي قبل ان يكون مطلب السلطه و المعارضه . و هذا ما اكده الرئيس نفسه عندما قال يجب ان نحلق رؤؤسنا قبل ان يحلقوا لنا .و حتى الديقراطيه جأت في البدايه كشرط للوحده ، و استمرارها بعد الحرب لم تفرضه المعارضه الفاشله في اليمن، و انما هو مفروض دولياً ، و السلطه من جانبها استخدمت الديموقراطيه لدفن القضيه الجنوبيه بأسم الديموقراطيه . اما اصلاح مسار الوحده فهو حتمي سواء استوعبه الرئيس في اصلاحاته ام لم يستوعبه ، لأن البديل هو حق تقرير المصير بالضروره .

** في نظرك من كان المتسبب في اندلاع الحرب (1994م) ؟ بعض المحللين السياسيين يقولوا بان الحرب كانت خطأ الجميع ، أي الجنوب و الشمال ، حتى وصلوا الى مرحلة الجمود بعد وثيقة العهد والأتفاق ؟.

ــ ليس المهم من هو المتسبب في اندلاع الحرب ، و انما المهم هو حل المشكله . فقد قلنا للسلطه اقبلوا منا اصلاح مسار الوحده و حملونا مسؤولية الحرب و اعلان الانفصال ، و لم يقبلوا . و قلنا لهم ايضا اعلنوا بأن الجنوبيين المتواجدين معكم في السلطه يمثلون الجنوب و لو على طريقة ((علاء)) في الكويت ايام غزوه من قبل العراق و حلت المشكله ، و لم يقبلوا ايضا ، لأن هدفهم اسقاط شرعية التمثيل السياسي للجنوب و استبدال مفهوم الوحده اليمنيه بمفهوم الوحده الوطنيه بحيث يجيز لهم نهب الأرض و الثروه في الجنوب و طمس تاريخه السياسي ة هويته .


** كما نعرف جميعا ان السياسيه و الأوضاع في الشرق الأوسط مثل الأمواج لا تستقر ، فهل هذا يدل على خطأ كبير في انظمة الحكم في الدول العربيه ، و ما رأيكم في الوضع الاقتصادي و السياسي في اليمن؟.

ــ الأزمه ليست في الحكام وإلاَ لكانت قد انتهت بتغييرهم الذي حصل منذ قيام الثورات في العالم العربي حتى الآن ، و لكن الأزمه تكمن في النظام السياسي ذاته و في المنطلقات الفكريه للعقل السياسي العربي . فبدون الأصلاح الدستوري للنظام السياسي العربي و تحويله الى نظام فيدرالي او لامركزي ، و بدون تغيير المنطلقات الفكريه للسياسه العربيه و جعلها تنطلق من الموضوع الى الذات و ليس من الذات الى الموضوع كما هي عليه الآن ، أي من الواقع الموضوعي الملموس و ليس من الصوره الذاتيه الموجوده في العقل، لا يمكن ان يكون هناك استقرار او اصلاح .

--------------------------------------------------------------------------------

خالد لقمان03-11-2006, 11:09 pm
د\علي ناصر الزامكي


** هل تعتقد بأن النظام قادر على استنباط الفكره التي تمنكه من الخروج من الأزمه ام انه لا زال يسير بالبلاد الى المجهول ؟

ــ لو كان النظام ومعه المعارضه ايضا قادران على استنباط الفكره التي تمكنهما من الخروج من الأزمه لما حصلت الأزمه اصلا . و لذلك فإن النظام و معه المعارضه يسيران بالبلاد الى المجهول ، و بالذات الوحده بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه .

** أنت اول من عاد بعد الحرب و كانت لديك فرصه لتبني مصالحك الخاصه مع النظام ، و لكنك تمسكت بإصلاح مسار الوحده منذ اول يوم لعودتك، فهل تحقق نجاح ملموس في استيعابها من الطرف الآخر ؟.

ــ الشئ الذي تحقق ان القضيه ظلت حيه بقوه وأصبحت حاضره في الوعي السياسي و الأجتماعي ، و حاضره داخليا و خارجيا . ومن البديهي بأن اية قضيه تكون حيه و حاضره ، هي فقط تنتظر الحل و تبقى المسأله هي مسألة وقت قد يطول و قد يقصر . و السلطه الآن حبلى بها ، بدليل ان الرئيس بعد كل انتخابات يعلن بأنها استفتاء على الوحده. و سوف يظل يكرر ذلك الى ان تتم ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن الوضع القائم على نتائج الحرب هو بالضروره فاقد الشرعيه .

** أريد أعرف اسباب الحصار الأعلامي عليك حتى من القوى السياسيه الأخرى رغم انها تنادي بالتغييرالديمقراطيه؟.

ــ الحصار الأعلامي المفروض علينا من قبل اعلام حزبنا و من قبل اعلام السلطه و المعارضه هو اصلا حصار على القضيه التي نطرحها ، لأننا لو تخلينا عنها لفتحت لنا كل هذه الأعلام . !


** ما موقفكم كحزب اشتراكي شريك في الوحده من الكوادر الجنوبيه المحاله قسرا الى التقاعد؟.

ــ قيادة الحزب تحاول حل مشاكل الكوادر لكسبها ، و السلطه من جانبها تتعامل معهم مباشره لكسبهم ، و كلاهما يعتقدان بان حل مشاكل هذه الكوادر هو الحل للمشكله ، بينما الحل هو في ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن كل ذلك هو نتيجه لتعطيل مسار الوحده . و لو عاد كل الجنوبيين الى مواقعهم السابقه لظلت المشكله قائمه بقوة الواقع مالم تزل آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده.


** تياركم في الحزب دعى الى مقاطعة الأنتخابات ، هل نجحتم في ذلك؟


ــ تيارنا قال بإن الأنتخابات لا تعنينا حتى نقاطعها او نشارك فيها، لأن الديموقراطيه القائمه حاليا في اليمن هي قائمه على نتائج الحرب بالنسبه للجنوب ، و هي لذلك لا تعني الجنوب و انما تعني الشمال. فكما قلت سابقا في صحيفة الوسط بإنه لا يمكن علميا ان تشمل الجنوب الا بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و اعتبار الحرب و نتائجها باطله ، لأن العلاقه بين شرعية 7 يوليو 1994م و بين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي علاقة نفي النفي ، فإذا ما اصبح هذا اليوم شرعيا فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب و العكس ، أي ان شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب ، و شرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضروره . فقد غاب الجنوب من الحياه السياسيه بعد حرب 1994م! و اصبحت الحياه السياسيه شماليه بإمتياز . و طالما و ان الحياه السياسيه هي شماليه بإمتياز فإن الديمقراطيه تبعا لها هي شماليه بإمتياز ايضا. و هذا يعني بأن شرعية حقوق الجنوبيين و هويتهم و مستقبلهم في ارضهم و كرامتهم عليها هي مرهونه بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن أي شئ يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبه او فضيله و ليس حقا مشروعا لهم يستمدون شرعيته من الوحده السياسيه بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه . فعلى سبيل المثال عندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب ، فإنها بذلك لا تعترف لنا بوطن، و بالتالي كيف يمكن ان تعترف لنا بحقوق .



** تحدثت عند عودتك عن محاكمة ال16 و بعد صدور الأحكام طالبت بإلغاءها ، و فيما بعد صدر قرار العفو العام ، أليس هذا كافيا؟

ــ العفو العام على المحكومين يثبت التهمه الباطله اصلا و هو فقط يلغي عقوبتها ، و بالتالي فإن الإعتراف بالعفو العام يساوي الإعتراف بالتهمه الباطله . و لهذا فقد طالبنا بإلغاء الأحكام و ليس العفو العام ، لأنهم هم الذين قاتلونا في عدن و ليس نحن الذي قاتلناهم في صنعاء ، و بالتالي من يحاكم من في حرب 1994م؟


** هل تعتقد بان النظام على ا! ستعداد لمحاورتكم فيما يخص اصلاح مسار الوحده؟.
ــ لو كانت قيادة الحزب معنا في قضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده لكنا قد وضعنا اصحاب السلطه امام خيار! ين لا ثالث لهما، و هما : ان يحاورون الحزب في هذه القضيه او ان يحلوه فق ط و لا غير ، و حل الحزب يساوي حل الوحده ، و هذه المغامره لا يمكن ان يقدمون عليها حتى و لو كانوا من دون وعي . و بالتالي فإنهم سيخضعون للحوار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خالد لقمان

** قلت في لقاء سابق لو كنا حافظنا على النظام اللامركزي الذي تركته بريطانيا في الجنوب لما حصلت الصراعات التي مرينا بها في الجنوب .. من هو المتسبب فيما حدث و كيف بدأت تلك النزعه للصراع و الإقصاء؟

ـ
ـ النظام الذي تركته بريطانيا في الجنوب هو نظام فيدرالي يجعل كل طرف في هذا النظام يحدد مستقبله بنفسه في اطار السياده الوطنيه الواحده ، لأنه يستحيل علميا تحقيق التوزيع العادل للثروه و تحقيق اليمقراطيه الا على اساس النظام الفيدرالي او اللامركزي ، و لكنه تم استبداله بعد الأستقلال بالنظام المركزي الذي جعل مستقبل الجميع يتحدد من عدن ، و بالتالي جأوا الناس الى عدن يتصارعون على مستقبلهم الذي اصبح يتحدد من عدن . اما لماذا حصل ذلك فهو في تقديري نتيجة لغياب الفهم و الخبره عند الثوار .

** تقول ان الوحده الوطنيه غير الوحده اليمنيه .. فأولى بين ابناء اليمن الكبير و الثانيه بين يمنين .. جنوبي و شمالي .. فبالتالي .. أسألك .. أليست الوحده الوطنيه تكفينا حتى لو تم القضاء على الوحده اليمنيه في حرب 1994م؟.

ــ يظهر بإن لديك سؤ فهم لمفهوم الوحده الوطنيه و مفهوم الوحده الوحده اليمنيه . فمن سؤالك يتضح بإنك ترى الوحده الوطنيه اوسع من الوحده اليمنيه ، بينما العكس هو الصحيح . فمفهوم الوحده الوطنيه يعني وحده بين اطراف من دوله واحده ، بينما مفهوم الوحده اليمنيه يعني وحده سياسيه بين دولتين . ثم ان مفهوم الوحده الوطنيه له طابع حقوقي يتعلق بالعدل ،! بينما مفهوم الوحده اليمنيه له طابع سياسي يتعلق بالهويه .

** ماذا لو كانت القياده الجنوبيه قررت البقاء في الجنوب بعد الهزيمه في 1994م و تحملت النتائج مهما كانت .. ألم يكن لتواجدها .. و لو في السجون.. تأثير أكبر على الجنوبيين حتى يتماسكوا و يطالبوا برد مواقعهم في اطار الوحده اليمنيه؟.

ــ لو كانت القياده الجنوبيه قد بقيت في الجنوب لكان قد تم حل المشكله ، و حل المشكله ليس بعودتهم الى مواقعهم كما تقول ، و انما حل الشكله هو بشراكة الجنوب في السلطه و الثروه كشعب و ليس كحزب او افراد .


** قلت في لقاء سابق ان صنعاء اعترفت بإن الحرب كانت حرب صنعاء على عدن .. متى قالت صنعاء هذا ؟ ومن في صنعاء قال! ها ؟ .
ــ البيان الرسمي لصنعاء بعد الحرب مباشره قال ان الحرب كانت ضروريه لمنع الأنفصال ، و كل المسؤولين و على رأسهم الرئيس نفسه مازالوا يقولون بإن الوحده معمده بالدم . و هذا هو اعتراف بإنها حرب صنعاء على عدن .

** وضعت خيارات اربعه لإصلاح مسار الوحده اليمنيه و هي: اصلاح مسار الوحده على اساس اتفاقياتها التي اسقطتها الحرب قبل تنفيذها و على اساس دستورها الذي تم استبداله بعد الحرب، او على اساس وثيقة العهد و الأتفاق الموقع عليها من قبل الجميع و التي الغتها الحرب ، او على اساس الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السياديه وفقا لتقسيم اداري جديد يقوم على اساس اقاليم او ولايات و ليس على اساس محافظات ، او اصلاح مسار الوحده على نمط أي وحده سياسيه في العالم .. الى أي الخيارات تميل؟ و لماذا؟

ــ من الخيارات الأربعه لإصلاح مسار الوحده ، أنا اميل الى خيار الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السياديه وفقا لتقسيم اداري جديد يقوم على اساس اقاليم او ولايات و ليس عل اساس محافظات ، لأن هذا الخيار هو الأسهل و الأقرب الى التحقيق ، و لإنه يشكل الأساس الموضوعي للديمقراطيه و للتوزيع العادل للثروه .

** ألم تدخلون انتم القيادات الجنوبيه مع القيادات الشماليه في وحده(( عدديه)) منذ البدايه .. لماذا تتحدثون الآن عن وحده تنفيذيه يتساوى فيه الجنوب و الشمال ؟.

ــ أي وحده عدديه كما تقول انت حتى و لو كانت وحدة عبيد مع اسياد لا تجيز لأي من طرفيها بأن ينهب ارض الطرف الآخر و ينهب ثروته و يحرمه منها كما هو حاصل في! اليمن منذ حرب1994م . ثم ان الحديث عن ما اتفقنا عليه اصبح غير وارد بعد الحرب ، لأنها اسقطت شرعية ما اتفقنا عليه و لا يمكن علميا استعادة شرعية ما اتفقنا عليه الا بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده فقط و لا غير .


** كيف تفسر الدور الذي لعبه الشيخان الأحمر و الزنداني في 1990م \1994م ؟.

ـــ الشيخان الأحمر و الزنداني كانا ضد دستور الوحده ، و كانا مع رسالة العلماء التي وجهت لعلي عبدالله صالح قبيل اعلان الوحده و التي تقول بالنص : ان ثورة 26سبتمبر هي الأصل الذي انبثقت عنه ثورة اكتوبر ، و الدستور الدائم للجمهوريه العربيه اليمنيه (الشمال) هو نتاج لتلك الثوره الأصل .. في حين ان الشطر الجنوبي من الوطن انما اقتطعه الأستعمار من كيانه الأم ، و جأت الوحده لإرجاع الفرع الى اصله و الجزء الى كله . فالأساس الذي كان يلزم ان تقوم الوحده عليه هو دستور الشمال و مناهجه ، و القاعده ان الأقل يندرج تحت الأكثر .. و دستورنا الدائم ليس فيه نقص و لا عيب حتى نتنازل عنه من اجل مجموعه يسيره. هكذا قالت رسلة العلماء و هوما حققوه بحرب 1994م .


** الحوشيون .. هل سيتفضل الدكتور مسدوس بتقييم دورهم في الجنوب قبل 1990م و بعدها ؟.


ــ أعذرني عن الإجابه عليه .


** يتحدث البعض عن خلاف تاريخي بينك و بين السيد علي سالم البيض .. هل هناك خلاف.. و هل آن الآوان لك! شف اسبابه؟.

ـــ البيض حامل شرعية الجنوب في اعلان الوحده، و لا شرعيه سياسيه أو قانونيه للوحده بدونه ، و هو رفيق نضال طويل لا ! يسمح بإي خلاف يحصل بيننا ، و الحقيقه ليس بيني و بينه إلا كل محبه و احترام .


** تعارض ((صنعاء)) من صنعاء .. في ا قدس ((إنجازاتها)) .. حرب 1994م ، ألا ترى ان معارضتك هذه هي وسام لصنعاء لسعة صدرها و ثقتها من تماسك نظامها و تماسك الوحده؟.

ــ نعم انا اعارض منجزات صنعاء الكارثيه في حرب 1994م من داخل صنعاء ، و السلطه و المعارضه قد فرضوا علينا حصار اعلامي حتى داخل اعلام حزبنا و لم يبق امامهم غير السجن ، و السجن يخافوه لأنه سيظهر القضيه اكثر فأكثر ، و هم لا يريدون ذلك .

--------------------------------------------------------------------------------

خالد لقمان04-11-2006, 12:01 am
فادي السقاف:

هل لك في تلخيص القضية الجنوبية وتوضيح المعنى والقصد بالحق الجنوبي وعلاقة هذا الحق بالوحدة نفسها كمفهوم؟

نحن في عمل سياسي و لسنا قي بحث اكاديمي ، و الحق الجنوبي واضح مثل الشمس .


لقد رأى بعض الجنوبيين في تغيير النظام بنظام أكثر عدالة منه فرصة كبيرة لحل القضية الجنوبية ولهذا وجدنا الكثير من الجنوبيين وقفوا مع المشترك في الإنتخابات آملين بعض الخير في برنامجه الذي تعرض بالذكر لآثار حرب 94م كما أن بعض قياداته وخاصة المنتمية للإصلاح رددت أكثر من مرة تصريحاتتعبر بها عن حُسن النوايا تجاه القضية الجنوبية وأعترفت بوحدوية البيض وبالظروف التي دعت إلى إعلان الإنفصال في عام 94م ..ما رأيكم في هذا ؟

الجنوبيون الذين راهنوا على اللقاء المشترك كانوا مخدوعين ، لأن اللقاء المشترك يمثل المعارضه الشماليه المعاديه للقضيه الجنوبيه أكثر من السلطه ذاتها . و لذلك عليهم الأن ان يأخذوا درس من ذلك و يعودوا الينا .


رعد الشعيبي:

مشروعكم! لإصلاح المسار وإزالت الأثار .. هل هو مشروع مأخوذ بمعطيات وحيثيات إستراتيجية منسجمة مع التقلبات والفرضيات للاحداث والضروف والخصوصية التي عشناها ونعيشها .. ان كانت الإجابه بالإيجاب فهل لي إن أرى لفكركم تفصيل لأهم مرتكزات المشروع وأليات عمله حتى نطمئن لمستقبل يضل فيه الحق الجنوبي مشعل متقد مهما كانت الصعاب إلى إن يقدر الله أمراَ من عنده ؟
مشروعنا يتلخص في ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده، و قد سبق و ان حددنا مفرداته في الصحافه ، و هو حتماً سينتصر ، لأنه يستحيل قبول الوضع القائم ، و لأن البديل هو حق تقرير المصير . أما أداة تحقيقه و وسيلته فهي مسؤولية جميع الجنوبيين و سوف تأتي حتما أن شاء الله .


إلى أي مدى وصلتم في تحقيق مطالبكم ؟ وأين أنتم من الشارع الجنوبي الملتهب والذي يزيد إلتهابأ كل يوم ومع كل ألم وقهر جديد يطال الناس والارض الجنوبية ؟؟ هل لكم في الجنوب تحديداَ وعلى الواقع عمل منظم يساعدكم على تبني القضية بشكل فاعل ونوعي بين الناس بخاصة وإنهم وبمعاناتهم وأقصد الجنوبيين هم الأساس المعول عليه إستمرارية وإنتصار الحق الذي تتزعمون النضال لأجله ؟
أستطعنا ان نبقي القضيه حيه رغم ان السلطه و اللقاء المشترك و حتى الحزب الأشتراكي ظلوا و مازالوا يعملون على دفنها . و هي حاليا مثبته و تفرضها الحقيقه و الواقع و تنتظر الحل و سوف يأتي ان شاء الله.


تاج أكتسح الساحة الجنوبية بشكل فاعل ومؤثر خلال السنتين الماضيتين ، أكثر بكثير منكم على أحدث التغيير وحرك الشارع على الرغم من إنه حديث العمل والنضال .. برايك أين يكمن نجاحه بذلك .. هل لأنه يرفع شعار تحرير وبالتالي فالتجاوب مع هذا الشعار هو المحسوس من الناس كإنعكاس لظيم وقهر! الواقع ، أم إنك ترى أشياء أخرى في حقيقة الأمر ؟؟ نورنا .. وهل لكم تنس يق مع تاج في هذه المرحلة ؟؟
تأثير ((تاج)) في الجنوب تجاوز الجميع ، لأن ما تطرحه تاج يعبر عن رغبة و قناعة الشارع الجنوبي ، و نحن و حركة تاج متفقين على ان الحرب اسقطت شرعية الوحده و عطلت مسارها ، و لكننا مختلفين معهم تماما حول الحل . فهم يريدون الحل ! خارج الوحده ، و نحن نريد الحل في إطار الوحده .


بن دغر .. الجفري .. بن فريد .. كيف ولمادا .. وأين ؟؟؟؟
بن دغر هو مؤشر على اضمحلال الحزب الأشتراكي ، و الجفري و بن فريد حسب علمي لديهم مشروع سياسي لمناقشته مع الرئيس حسب وعده لهم ، فإن نجحوا فيه لصالح الوطن نحن معهم ، و ان فشلوا سيعيدوا الينا لنكون معا من اجل القضيه .


إيمان كبير جداَ بإنا في الجنوب للحق منتصرون مهما كانت فرضيات القهر والباطل ...
إين ترى الحقيقة من هدا التفائل البادخ ؟؟
هذا ليس فقط تفاؤلاً ، و انما هو حتمياً ان شاء الله .


حسن الأصنج:

دكتورنا العزيز قد يكون سؤالى لك فيه نوع من السخف لكن في النهاية أتمنى أن تجيبنى ... الجبهة القومية عندما تأسست في الجنوب بقيادة قحطان الشعبي رفضت بكل الوسائل التحافل مع جبهة التحرير لتكوين حكومة وطنية (( جبهة وطينة )) لتقف هذا الحكومه أولاً تجاه المستعمر و ثانياً تجاه الصعاب التي كانت تواجهوها في تلك المرحلة العصيبة ... حقيقتاً مازالت حتى اليوم أجهل هذا السبب رغم قولكم الكثير من الأسباب غير المقنعة عن رفضكم قبول جبهة التحرير كشريك ( رفض جبهة التحرير للكفاح المسلح ضد المستعمر , إرتباط الجبهة بالجمهورية المتحدة بقيادة عبد الناصر , و ........................... ) رغم أن ! العديد من قيادات الجبهة القومية و من ضمنهم ( السلامي ) قد سارعو لقبول فكرة الدمج .. فهل لي بمعرفه سبب حقيقى مقنع يطفى ما بنفسي من لهفه ...؟ وما بعقلي من ثورة عن رفضكم فكرة و مضمون قبول جبهة التحرير شريك فّعال كنتم وأنت تعلم أكثر منى ...! ستحققون أكثر مما حققتموه أنتم وحدكم .. ووقوفكم بالبنديقة لقتل و جزر العديد العديد من إخوتكم رغم معرفتكم الجليه أن جبهة التحرير جبهة عقل و منطق ....!

جبهة التحرير كان لها باع طويل في ثورة الجنوب ، و أذكر وأنا صغير ان الناس كانوا يقولون للأستاذ عبدالله الأصنج بإنه عبدالناصر الثاني . و لكن نحن الآن لسنا بصدد المحاسبه أو كتابة التاريخ ، و إنما نحن جميعاً في محنه نريد الخروج منها .


محجوب الدبعي:

ماهى المرجعيات الشرعيه بنظرك التى تجعل فكره اللقاء المشترك مقبوله لدى السلطه وخصوصاً وان اللقاء المشترك كان قوياً امام هذه السلطه؟ رغم خسرته لهذه الانتخابات؟؟
الهدف رقم واحد لهما معا هو دفن القضيه الجنوبيه ، لأنهما معا منحدرين من الشطر الشمالي ، و الهدف رقم أثنين بالنسبه للسلطه هو الحفاظ على السلطه ، و بالنسبه للقاء المشترك هو الوصول الى السلطه .

تقول كيفما يكون الواقع تكون السياسيه] اى ان الواقع هو انعزال الحزب الاشتراكى اليمني والبحث عن ااصلاح مسار الوحده واتباع سياسيه هذا جنوبى وهذا شمالى او ان الواقع اتباع حل مسائله اليمن من اجل خ! لق معارضه قويه لنيل الحقوق المسلوبه من قبل السلطه ومنها اصلاح مسار الوحده ماهو الواقع الذى يجب على الحزب تطبيقه ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
عندك سؤ فهم للعلاقه بين الذات و الموضوع . فلو كنت قد أدركت معنى الجمله التي تقول (( كيفما يكون الواقع تكون السياسيه )) لما سألت هذا السؤال. فالواقع يا عزيزي يقول بإن النظام القائم هو نظام الجمهوريه العربيه اليمنيه أعيد أنتاجه عبر حرب 1994م . و هذه الحرب شارك فيها كل سكان الشمال ضد الجنوب . مما يعني ان سكان الشمال قد أعادوا انتاج نظامهم! السابق بأنفسهم و عليهم تحمّل نتائج افعالهم .

كيف يتم اصلاح مسار الوحده فى ظل الضروف الراهنه ونحن نعلم ان انتصار اللقاء المشترك قد يمهد طريق حقيقى لعوده الجنوب والشمال الى مجاره الصحيح؟
لو كان اللقاء المشترك معترف بقضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده لكان كلامك صحيح ، و لكنه للأسف أكثر خصومه لها من السلطه ذاتها.

هل انتَ تتبع سياسه خالف تُعرف مع الحزب الاشتراكى اليمني؟
أنا غني عن ذلك ، و ما أطرحه لا يدل عليه .

كيف تفسر خروج بن دغر الى اْحضان السلطه اثناء الانتخابات؟هذا السؤال سبقت الأجابه عليه في الأجابات على أسئلة السابقين .




صفوان البنا:

هل القضية هي قضية بين شمال وجنوب أم هي قضية بين سلطة ومعارضة؟ وبالتالي كيف ترون العلاقة بين إصلاح مسار الوحدة وإصلاح مسار الديمقراطية؟
قبل حرب 1994م كانت القضيه هي قضية سلطه ومعارضه ، و جأت الحرب و حو! لت القضيه الى قضية شمال و جنوب في الواقع و في النفوس . اما العلاقه بين اصلاح مسار الوحده و اصلاح مسار الديموقراطيه فهي تتوقف على اصلاح مسار الوحده ، لأن اصلاح مسار الوحده يجعل الديمقراطيه تقوم على قدميها ، التي هي الشمال و الجنوب .

أضرت حرب 94 بالوحدة اليمنية أفدح الضرر ولكنها أيضا أجهضت حلم الوحدة العربية بإجهاض الوحدة السلمية. لماذا لا تطرح قضية "إصلاح مسار الوحدة" طرحا عربيا، وليس طرحا وطنيا فحسب، باعتبار الوحدة العربية - شرط النهوض القومي وبالتالي النهوض الوطني اليمني ـ لا يمكن أن تقوم لها قائمة ما لم يتم إصلاح مسار الوحدة اليمنية؟
القاعده العامه تقول بإن إصلاح الكلي يتوقف على إصلاح الجزئي ، لأن الجزئي هو المكوّن للكلّي . فإذا كان الجزئي عاطلاً و غير صالح ، فكيف يمكن ان يصلح الكلي؟.

ترتكز دعوة إصلاح مسار الوحدة على عدم الاعتراف بشرعية الوضع الذي أسفرت عنه الحرب وبالتالي عدم الاعتراف بالسلطة ومعارضة المشترك والآلية الانتخابية كوسيلة. وإذا اعتبرنا إصلاح مسار الوحدة هدفا فما هي الوسائل المتوخاة ! لتحقيقه؟
هذا صحيح ، و لكن اللقاء المشترك يرفض ان يكون أداه لتحقيق الإصلاح السياسي عبر اصلاح مسار الوحده ، و يرفض ان تكون الآليه الأنتخابيه وسيله لتحقيقها .

يعتبر رفاقكم في الحزب من تيار المصالحة الوطنية أن وسيلة تحقيق هدف إصلاح مسار الوحدة هو الإصلاح السياسي فلماذا لا يعتبر الخلاف حول هذا الأمر داخل الحزب اختلافا في الوسائل وليس في الأهداف والغايات ؟
يستحيل اصلاح مسار الوحده عبر الإصلاح السياسي ، و انما العكس هو الصحيح ، لأن الأصلاح السياسي لا يملك شرعيه تلزم السلطه بقبوله ، بينما اصلاح مسار الوحده يمتلك شرعيه تلزم السلطه بقبوله و في مقدمتها قراري مجلس الأمن الدولي اثناء الحرب و تعهد السلطه للمجتمع الدولي بعد الحرب .

هل هناك حوار داخل الحزب؟ وماذا عن الحوار مع المعارضة في المشترك؟ لماذا لا تطرحون مسألة الحوار مع المعارضة؟
الكل يرفض أي حوار حول قضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده بما في ذلك تيار الأغلبيه الجغرافيه داخل الحزب الأشتراكي ذاته.

الانتخابات الأخيرة حققت ما توقعتم وما حذرتم منه ولكنها أيضا حققت حراكا وكسرت محرمات. ما هي أساليب النضال السلمي الأخرى في نظركم لتعزيز فعالية الآلية الانتخابية كوسيلة للتغيير والإصلاح السياسي والتداول السلمي للسلطة؟
الحراك السياسي الذي احدثته الأنتخابات كان لصالح السلطه ، لأنه أعطى شرعيه محليه و دوليه للسلطه لم تحصل عليها قط من قبل ، و أفقدت اللقاء المشترك مصداقيته داخلياً و خارجياً .

نشر مؤخرا حديث للأخ للمناضل علي سالم البيض ورد فيه أنه على اتصال بكم. وقد أثار الحديث بعض الجدل وحاول البعض التشكيك في مصداقيته. هل ترجحون مصداقية الحديث أم العكس؟
هذا كلام غير صحيح و لا أساس له من الصحه .

باعتباركم سكرتيرا للدائرة الاقتصادية في الحزب ما توقعاتكم بالنسبة لمؤتمر المانحين المرتقب في لندن وما رأيكم في "تأهيل" اليمن للاشتراك في مجلس التعاون الخليجي؟
هذا السؤال ذكرني بقصة نابليون في فرنسا ، و الذي كان حينها نجم أوروبا دون منافس ، و كان العالم مندهش كثيرا منه و من قدرته على قيادة شعبه ، و جاء ماركس و درس هذه الظاهره و قال أن نابليون لم يفعل سوى أنه باع فرنسا ليشتريها بأسمه ، أي أنه أغرق البلاد في ديون للغير من أجل ان يبقى في الحكم . و هذا هو حالنا اليوم في اليمن .

--------------------------------------------------------------------------------

عبدالرشيدالفقيه05-11-2006, 09:45 pm
عبد الرشيد الفقيه

** ما رأي الدكتور مسدوس بتجربة الإنتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة عموماً , وبآداء اللقاء المشترك خلال هذه الإنتخابات بوجه أخص ؟

ــ رأينا في الأنتخابات و بأداء اللقاء المشترك في الأنتخابات سبق و ان نشرناه في صحيفة الوسط بتاريخ 11\10\2006م العدد (1! 21) و بإمكانكم الأطلاع عليه عبر الأنترنت .


** بعيداً عن قضية المسار ما هي وجهة نظر الدكتور مسدوس بمشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي والوطني الذي أُعلن قُبيل الإنتخابات الأخيرة ؟!

ــ مشروع اللقاء المشترك لا يختلف عن ما تطرحه السلطه إلا في نقطه و احده ، هي النظام البرلماني ، و النظام البرلماني ليس هو الحل بالضروره . و مع ذلك فإنهم تخلوا عن المشروع و ذهبوا الى الأنتخابات بدونه و ثبتوا شرعية النظام القائم ذاته الذي يدعون تغييره ، لأن الأنتخابات كقاعده عامه تثبت شرعية النظام الذي تقوم على اساسه . و بالتالي من أين سيستمدون شرعية مطالبتهم بإصلاح النظام السياسي و هم أقتنعوا بالنظام القائم و شاركوا في انتخاباته ؟.

** ما رأيك بتجربة المجالس المحلية , وهل بالإمكان أن تكون بوابة للدخول إلى الفيدرالية ؟

ــ المجالس المحليه بالطريقه التي تسير فيها السلطه ، أي على أساس محافظات هي أصلاً إجهاض للحكم المحلي الذي يتطلبه الواقع ، لأن المجالس المحليه على أساس المحافظات هي أصلاً مجالس بلديات لا يمكن ان تؤدي الى الحكم المحلي ، ناهيك عن الفيدراليه أو اللامركزيه .

** شخصياً توصلت لقناعة أن ثقافة المجتمع التي تتعتمد على أسس هشة هي وراء التخلف الواضح في آدائنا السياسي سلطة , ومعارضة ( بمختلف ألوانها ) , ومجتمع , وقفز النخبة , وقيادات وأعيان الجيل الحاضر بمختلف توجهاتهم يرتكبون بالقفز على هذه المنطقة جريمة حقيقية بحق " إنسان اليمن " في شمال البلاد وجنوبها , وشرقها وغربها .. فما رأيك ؟!

ــ هذا صحيح ، و هو للأسف ما لا تدركه قوى التحديث في اليمن بما في ذلك المفكرين اليمنيين .

** كيف تقيم حزب المؤتمر الشعبي العام وآدائه خلال الفترة الماضية من عمره ؟!

ــ المؤتمر في تقديري ليس حزباً ، لأن ظهوره أصلاً لم يأت أستجابه لمتطلبات واقع الشمال سابقاً ، و إنما جاء كمقابل للحزب الأ! شتراكي عام 1981م عندما تم إنجاز دستور الوحده و كانت الوحده على الأبواب ، لأن إتفاقيات الوحده تنص على وجود تنظيم سياسي موحد لدولة الوحده . و المؤتمر حالياً هوعباره عن أطار لموظفين تجمعهم مصالح السلطه ، و اذا ما خرج من السلطه لن يبق بكل تأكيد.

** في حوار مزعوم مع الأستاذ / علي سالم البيض كان مفاد ما نسب إلى البيض أنه مع الوحدة , وأكد ضمنياً تمسك! ه بخيار الوحدة إلى اللحظات الأخيرة , فما قولك ؟!

ــ الحوار المزعوم ليس صحيحاً ، و لكن البيض بالتأكيد هو وحدوي و مع الوحده ، و نحن جميعنا مع الوحده ، و لكن أين هي الوحده بعد حرب 1994م . فالسؤال الذي يطرحه الواقع على القوى السياسيه اليمنيه و لم تجب عليه حتى الآن ، هو : هل الوحده موجوده في الواقع و في النفوس بعد حرب 1994م أم أن الحرب عطلت مسارها؟.

** وفي نفس الحوار المزعوم ذُكر على لسان الأستاذ / البيض أنه على تواصل دائم مع مسدوس , والعطاس , فهل ذلك صحيح ؟ وكيف تصنف , وتقيم هذا التواصل ؟!


ــ نحن لدينا رغبه في التواصل مع البيض و نتمنى ذلك ، و لكن ظروفه لم تسمح له بالإتصال بنا .

** ما يقارب الثلاثون عاماً هي فترة وجود الرئيس / علي عبدالله صالح في الحكم إجمالاً , وستة عشر عاماً على رأس دولة الوحدة , فما هو تقييمك لتجربة الرئيس / علي عبدالله صالح في المرحلتين ؟!

ــ الرئيس علي عبدالله صالح مثل زعماء العرب الآخرين له سلبياته و له إيجابياته ، و لكن الخطأ التاريخي الذي وقع فيه هو الحرب التي عطلت مسار الوحده و أرجعتنا الى شمال و جنوب في الواقع و في النفوس.

** دكتورنا القدير .. مواطن يمني من الحالمة تعز .. شاب يحلم بدولة مؤسسات .. تسودها قيم العدل والمساواة .. يحلم بوطن خال من التمييز , والعنصرية .. يسألك : هل الإنفصال هو الحل بالنسبة للإنسان اليمني حيثما كان ؟ وهل مشكلة هذه البلاد هي الوحدة ؟

ــ الإنفصال ليس هو الحل ، و إحتلال الشمال للجنوب بالقو! ه العسكريه و نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و طمس تاريخه السياسي و هوي ته ليس هو الحل ايضاً ، و إنما الحل هو في إزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن هذا هو الذي سيحقق حلم هذا الشاب الوارد في السؤال .

** رأيك بالحراك الإعلامي الحاصل , ما هي الوسيلة الإعلامية اليمنية التي تتابعها , وتعتمد عليها مصدراً للأخبار ؟ ومن هو الصحفي اليمني الذي تقرأ له باستمرار ؟

ــ الحراك الأعلامي جيد ، و لكنه يتجه نحو المكايده السياسيه البيزنطيه بالنسبه لإعلام السلطه و إعلام المعارضه . و هذا ما يجعل الحقيقه تضيع أمام المجتمع و يتبلد وعيه . أما الوسيله الإعلاميه التي أتابعها و أعتمد عليها كمصدر للأخبار، هي الصحف و شبكات الأنترنت المستقله و الخارجه عن تأثير السلطه و عن تأثير المعارضه ، لأنها هي الأقرب الى الحقيقه .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

حلمي محمود

** أصبح الحزب الاشتراكي صفحة بيضاء نقية يعرف تفاصيلها كل مهتم... و ذلك لأسباب عدة, قد تكون أرادية....
وكما يعرف البعض انه يوجد تياران في الحزب الاشتراكي اليمن كلاً له أهداف متناقضة من حيت قضية الجنوب... ولكن و مع هذا لا نراكم تعلنونها صراحة عن وجود ذلك التيار الوحدوي الذي تنتمي إليه !!!؟ لماذا لا تعلنون عن تياركم الوحدوي و الداعم لقضية الجنوب.... ؟

ــ رغم الحصار الأعلامي المفروض علينا من! قبل السلطه و المعارضه و من قبل تيار الأغلبيه في قيادة الحزب الأشتراكي ، إلا ان تيارنا اصبح حقيقه واقعيه يتناوله الأعلام الداخلي و الخارجي ، و هو التيار الوحدوي الذي يدرك معنى الوحده بين اليمن الجنوبيه و بين اليمن الشماليه . و سوف تأكد الحياه بإنه التيار الوحدوي الوحيد في اليمن .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

ريحان اليماني


** إن حزب الوحدة الشعبية المنحدر من الشمال والمنظم الى الاشتراكي الحالي و الذي كان يمثل المعارضة في الشمال قبل الوحدة مع قواعده في الجنوب بعد هجرة على مدى عشرات السنيين هروبا من الظلم والاطهاد في المناطق الشمالية حيث وفر لهم اليمن الديمقراطي سابقا الملجئ الامن وعاملهم معاملة انسانية وبمساواة مع ابناءه الجنوبيين بل احتلوا مراكز قيادية في الحكم وهذا دليل على ان ابناء الجنوب كانوا ومازالوا ينظروا الى اليمني كأنسان بغض النظر عن انتماءه القبلي كما كان التوجه لاحلال دولة النظام والقانون والمؤسسات، نجد هؤلاء الان هم من يقفوا ضد مطالبة ابناء الجنوب في اصلاح مسار الوحدة والاعتراف بخللها بل ونجد اصوات عالية منهم من تنادي وتتغني بالوحدة باعتبارهم من يمثل الجنوب وفي الواقع هم فقط يم! ثلوا مصالحهم الخاصة متناسيين حقوق شعب كامل من مناطق الجنوب كلها من عدن الى حضرموت وشبوه والمهرة والى سقطرى، نحن ابناء الجنوب من يحق لنا ولنا فقط ان نتحدث عن انفسنا وان نناظل من اجل الحرية .

ماهي وجهة نظرك للخروج من ازمة مطرقة المهاجريين الشماليين في الجنوب وسنديان السلطة الحاكمة من اعلنت الحرب على ابناء الجنوب من ميدان السبعين؟


ــ المخرج هو في التمسك بقضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، و تكريس المفهوم الجغرافي لها ، أي شمال وجنوب كحقيقه تاريخيه يستحيل نكرانها او دحضها ، لأن هذا يساوي الحل بالضروره ، و تبقى المسأله هي فقط مسألة وقت قد يطول و قد يقصر .

((أنتهى))

في الختام أشكر الأخوه في إدارة موقع( حوار نت) على تنظيم هذا المنتدى و إدارته بشكل ممتاز ، و أتمنى لهم التوفيق و النجاح. كما أشكر جميع المشاركين في المنتدى و أتمنى أن تكون إجاباتي قد كانت رداً شافياً لهم....
مع أطيب تحياتي للجميع
(( د\مسدوس))
4\11\2006م

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:46 AM
مسدوس : رساله لقواعد و قادة الحراك

01-05-2011 03:56
الجنوب الحر- د. محمد حيدره مســـدوس- خاص

لا اعرف سبب الاختلاف الذي ظهر مؤخرا بين قيادات الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، لان الكل مجمعون على القضيه و مجمعون على ان الحراك ككل هو الحامل السياسي لها . فهل السبب يعود الى الوثائق التي نزلت على شكل مشروعين بمضمون واحد ، ام يعود الى الجانب التنظيمي الذي لا يختلف عليه غير العرب ، ام ان اصحاب السلطه و اللقاء المشترك قد نجحوا في شق الحراك ؟؟؟ . و لهذا أطلب من قواعد و قيادات الحراك ان يستوعبوا النقاط الثلاث التاليه :

أولا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى الوثائق ، فانني اقول للجميع بأن أيً من المشروعين يستند على مشروعيه سياسيه و قانونيه كافيه و سيكون مقنعا للعالم و محرجا للنظام و يسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه هو الذي يجب الاجماع عليه و الاخذ به ، و اذا كان المشروعان كلاهما خاليان من ذلك ، فانه يجب اعادة صياغتهما في مشروع واحد يقوم على مشروعيه سياسيه و قانونيه كافيه و يكون مقنعا للعالم و محرجا للنظام و يسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه ، لانه بدون ذلك لا قيمه و لا فائده من أية وثيقه تصدر عن الحراك . و الاهم من ذلك ألاَّ تعفي النظام من مسئولية الحرب و نتائجها ، و ألاَّ تقدمه كمدافع عن الوحده ، و انما تقدمه كمدافع عن الغنيمه و عن واقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . كما يجب ألاَّ تقدم الحراك كرافض للوحده من حيث المبدأ ، و انما تقدمه كرافض لواقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . حيث ان تقديم النظام كمدافع عن الوحده و تقديم الحراك كرافض لها من حيث المبدأ هو ضد قضية الجنوب و يخدم النظام بالضروره



ثانيا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى الجانب التنظيمي ، اي الى ترتيب القيادات ، فانني أطلب من الجميع تأجيل ذلك الى ما بعد الانتخابات البرلمانيه القادمه و الانصراف نحو المحافظات و المديريات لمواجهة الانتخابات ، بحيث يقوم كل مجلس في كل محافظه بوضع خطة عمل في اطار محافظته لرفض الانتخابات بالطرق السلميه ، و بالتالي يصبح الناجحون في محافظاتهم قيادات شرعيه لا لبس في شرعيتها . حيث و ان الانتخابات البرلمانيه القادمه هي نجاح او فشل للحراك ، فاذا ما استطاع النظام ان يمرر الانتخابات في الجنوب فان الحراك يكون قد فشل ، و اذا ما استطاع الحراك افشال الانتخابات في الجنوب فانه يكون قد انتصر و يستطيع ان يفعل ما يريد .

ثالثا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى نجاح السلطه و اللقاء المشترك في تخويف بعض اطراف الحراك من عودة حكم السلاطين و تخويف البعض الاخر من عودة حكم الحزب الاشتراكي ، فانني اقول لجميع اطراف الحراك بان حكم السلاطين و حكم الحزب الاشتراكي قد انتهيا الى الابد بوجود الديمقراطيه و صناديق الاقتراع ، و فوق ذلك اقول للجميع بان حكم السلاطين قد انتهى سابقا و الى الابد بوحدة الجنوب ، و اقول ايضا و للمره الرابعه بان الحزب الاشتراكي قد ادخل نفسه في علاقة نفي النفي مع قضية الجنوب و اصبح وجود القضيه و تطورها ينفي وجود و تطور الحزب ، و وجود و تطور الحزب ينفي وجود القضيه و تطورها بالضروره ، و لا يمكن موضوعيا و منطقيا للحزب الاشتراكي بان يلتقي مع قضية الجنوب الا بعودته الى حزبين على اساس شمال و جنوب كما كان قبل اعلان الوحده . و هذا كذلك ينطبق على بقية الاحزاب الاخرى . و اقول لاصحاب السلطه و اللقاء المشترك بان قضية الجنوب لن تموت بموت الحراك لا سمح الله كما يتصورون ، و انما ستظل قائمه بقوة الواقع ، و اقول لهم كذلك بان البديل للحراك في الجنوب هو تنظيم القاعده و ليس اللقاء المشترك كما يعتقدون ، لان الشعب في الجنوب لن يكون مع اللقاء المشترك و لن يكون مع السلطه اذا ما انتهى الحراك بكل تأكيد . و هذا يعني بان مؤامرتهم على الحراك اذا ما نجحت ستؤدي حتما الى استبدال الحراك بتنظيم القاعده و ادخال البلاد في الصراعات الدوليه التي لا ترحم . فأيهما أفضل للسلطه و اللقاء المشترك تنظيم القاعده في الجنوب ام الحراك ؟؟؟ .



أنتهى

3/1/2011م

الهمشري
2011-04-02, 09:46 AM
القيادي الجنوبي د.محمد حيدرة مسدوس في مقاله له كتبها في بريد الجنوب بتايخ 26 مايو 1997 من داخل صنعاء والتي استعرض فيها المعطيات والوقائع التي خلفتها حرب صيف 94 و يستخلص جمله النتائج تظل ابرزها ان الحرب ألغت العقد السياسي بين دولتي الشمال و الجنوب الذي تمثل في اعلان الوحدة في 22 مايو 1990 وفرضت بالقوة نظام الشمال السياسي و الاقتصادي و الثقافي على الجنوب , وبالتالي الحاقه وضمه ...ومن هنا جاء قرار الجنوبيين مقاطعة الانتخابات التشريعية لعام 1997 , والتي كان هدفها أعطاء مشروعية لنتائج الحرب.
د. مسدوس يقول في مقالته بان المشكلة الحقيقية في اليمن هي بالضبط و على وجه التحديد مشكلة غياب الوحدة الوطنية في الشمال و في الجنوب سابقاً , ومشكلة الوحدة بين الشمال و الجنوب حالياً و ليست مشكلة التداول الديمقراطي لادارة سلطة الدولة التي لم تقم بعد, كما أن فرقعات الديمقراطية السياسية و الضجة العالمية لها هي مطلب خارجي غريب تقتضية مصالح دولية اكثر مما هو مطلب داخلي تقتضية حاجة التطور الاقتصادي و الاجتماعي التي لازالت مفقودة و لذلك فان المشكلة الحقيقية في اليمن هي على النحو التالي:
1-لقد تم أعلان قيام الوحدة في 22 مايو 1990 وكان يفترض بأن يتم دمج أجهزة و مؤسسات و مصالح الدولتين في دولة الوحدة خلال سنتين و نصف و هي المدة التي أسميناها بالفترة الانتقالية نسبة الى وظيفتها التي كانت تعني الانتقال من دولتي الشطرين الى دولة الوحدة و ذلك على أعتبار أن يوم 22 مايو 90 هو من الناحية العملية يوم تدشين قيام الوحدة و ليس يوم قيامها , بحيث يكون يوم نهاية هذه الفترة الانتقالية هو يوم استكمال قيام الوحدة من الناحية العملية , ولكن ذلك لم يحصل للاسف ,فقد ظل الجيش جيشين و الامن أمنيين و الشرطة شرطتين و كل وزارة وزارتين والقضاء قضاءين و المناهج الدراسية منهجين و العملة عملتين و الادارة ادارتين...الخ وظلت كافة أجهزة و مؤسسات الدولتين و كافة المنظمات الجماهيرية و الاجتماعية و غيرها مشطرة خلال الفترة الانتقالية, كما انه كان يفترض بان يتم العمل على ازالة الاختلاف في التركيبة الاقتصادية و الاجتماعية بين الشطرين الذي جاء بسبب اختلاف النظامين , وذلك من خلال اعادة شكل اقتصاد الجنوب من عام الى خاص لصالح سكان الجنوب, واعادة بموجب ذلك التركيبة الاجتماعية في الجنوب كما كانت عليه قبل تغييرها من قبل النظام السابق في الجنوب, حيث ان مثل ذلك كان أمراً ضرورياً من اجل خلق تركيبة اقتصادية و اجتماعية متجانسة في الشطرين لتشكل الاساس الاقتصادي و الاجتماعي للوحدة و لكن ذلك ايضاً لم يحصل , ففي الشمال كان الاقتصاد قبل أعلان قيام الوحدة خاصاً, وفي الجنوب كان عاماً . و نتيجة لذلك وجد في الشمال ثلاثة الوان اجتماعية , هي: لون الاغنياء و لون الفقراء و المعدمين , ولون المتوسطين , أما في الجنوب فلون واحد و هو لون الفقراء والمعدمين .
من بين مهام الفترة الانتقالية كان يفترض ايضاً بأن يتم العمل على ازالة الفارق الثقافي بين سكان الشطرين لصالح الثقافة المدنية و ليس لصالح الثقافة القبلية ففي الشمال كانت ولازالت الثقافة السائدة هي ثقافة القبيلة و في الجنوب كانت الثقافة السائدة هي الثقافة المدنية الى درجة ان جزءاً من الاسر الشمالية التي اصبحت تعيش في الجنوب أختلفت ثقافتها عن جزئها الاخر العائش في الشمال , ولكن الذي حصل بعد اعلان قيام الوحدة هو ان السلطة ذاتها قد تبنت رسمياً نشر الثقافة القبلية في الجنوب, وتبنت تعميم اسوأ ما في الشمال لتطبيقة على الجنوب و نتيجة لكل ذلك فقد ظهرت الازمة بعد الفترة الانتقالية كتحصيل حاصل لهذا الواقع الجديد, وقد سلمنا جميعاً بوجود هذه الازمة بما في ذلك الحكام الحاليون, ودخلنا جميعاً في حوار سياسي موسع اشترك فية الجميع بدون استثناء و ذلك من أجل حل الازمة, والاتفاق على شكل دولة الوحدة البديلة للجمهورية العربية اليمنية والبديلة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , وتم الاتفاق بالاجماع على وثيقة العهد والاتفاق التي تضمنت الحل للخروج من الازمة, و تضمنت تحديد شكل دولة الوحدة البديلة للدولتين.
2-إن وثيقة العهد و الاتفاق التي تم التوقيع عليها في الاردن برعاية الملك حسين و باركها العالم ليست فقط وثيقة الاجماع السياسي الوطني و الدولي, وإنما هي وثيقة الشعب في الشمال والجنوب التي اجمع عليها عبر الملتقيات الجماهيرية التي جرت في عموم المحافظات , واعلنت تمسكها بالوثيقة باعتبارها العقد الاجتماعي الجديد لدولة الوحدة, ولكنه للاسف بدلا من السير نحو تنفيذ الوثيقة تم السير نحو الحرب و أدت هذه الحرب الى حل كافة أجهزة و مؤسسات و مصالح دولة الجنوب السابقة العسكرية و الامنية و الادارية و المدنية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها لصالح اجهزة ومؤسسات و مصالح دولة الشمال السابقة و بالتالي تعطل قيام دولة الوحدة كتحصيل حاصل لنتائج الحرب, حيث ان الحرب في حد ذاتها و نتائجها المدمرة قد كانت بمثابة أنقلاب ليس فقط على وثيقة العهد والاتفاق وإنما أيضاً قد شكلت أنقلاباً على اتفاقيات الوحدة و على دستور الوحدة ,و أوجدت أوضاعاً مخالفة لاتفاقيات الوحدة و دستورها .والحقيقة أنني كنت أعتقد بان الحرب ستؤدي الى استبدال وجوه سياسية بوجوه سياسية اخرى, و ان الوحدة السياسية بين الشطرين ستظل باقية ولكن الشيء غير معقول هو أن تؤدي الحرب الى إسقاط اتفاقيات الوحدة واستبدال دستورها, وتغيير قواعد الوحدة بين الشطرين من قواعد وحدة طوعية الى قواعد و حدة بالقوة , و النظر اليها كوحدة وطنية و ليست كوحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين, فبدلاً من الشراكة السياسية في السلطة على اساس وحدوي تمت عملية استبدال هذه الشراكة بشراكة حزبية من لون جغرافي واحد, وهذا مايخلق لدينا الشك بأن تحويل الوحدة الى هذا اللون هو من أجل خلق ظروف مواتية لانفصال أبدي مستقبلاً ولو حتى عن طريق الديمقراطية وحقوق الانسان كما هو حاصل في كندا , وذلك بسبب ان تحويل الوحدة الى وحدة بالقوة يخلق ليس فقط الغبن الدائم لدى سكان الجنوب وانما يخلق بالضرورة تعارضات تناحرية بين المصالح الاقتصادية و السياسية و المعنوية لسكان الشطرين.
و لهذا و لكي تزول هذه التعارضات في اطار الوحدة,فاننا نطالب بايجاد الية جديدة لسلطة الدولة تقوم على اساس و حدوي و ليس على اساس حزبي, بحيث يكون الشكل الحزبي لها على هذا الاساس و ليس العكس كما هو حاصل الان..وهذا هو المفهوم العلمي للثوابت الوطنية بالنسبة للوحدة اليمنية حيث ان أي مفهوم للثوابت الوطنية خارج هذا المفهوم بالنسبة للوحدة اليمنية يلغي بالضرورة الوحدة بين الشطرين, بسبب أن الوحدة بين الشطرين لاتعني انتصاراً لطرف و هزيمة او اخفاء للطرف الاخر المكون لها , وانما تصبح سلامة الوحدة ذاتها من سلامة الاطراف المكونة لها بالضرورة . حيث ان مثل ذلك يتوقف علية انسجام المصالح الاقتصادية و السياسية و المعنوية الافقية ( الوطنية) و ليست العمودية ( الطبقية) لسكان الشطرين, وهناك فارق مبدئي كبير بين المصالح الافقية و بين المصالح العمودية لسكان الشطرين . فالتعارضات في المصالح العمودية يمكن حلها بالتداول الديمقراطي للسلطة ,اما التعارضات في المصالح الافقية(الوطنية) فلا يمكن حلها الا عبر الحل الدستوري فقط , فهي ليست تعارضات ذاتية بين مصالح سياسيين يمكن حلها بالمناصب السياسية في السلطة او غيرها, وانما هي تعارضات موضوعية تخص المصالح الاقتصادية و السياسية و المعنوية الافقية لسكان الشطرين , وذلك كشعب في الشطرين و ليس كأحزاب او سياسيين.فهل يمكن لاصحاب السلطة و المعارضة ان يفهموا هذه الحقيقة ؟و هل يمكن للمخلصين للوحدة اليمنية بأن يفهموا بان الاخلاص للوحدة هو بالضبط في الاخلاص لمصالح سكان الشطرين الاقتصادية و السياسية و المعنوية على قدم المساواة؟وذلك بسبب أن الشطرين قد توحدا بعد أن كانا دولتين كحقيقة تاريخية لا يمكن طمسها من التاريخ و وبالتالي فان الاصرار على النتائج السياسية للحرب من قبل السلطة و المعارضة هو بمثابة الاصرار على التعطيل الابدي للوحدة اليمنية بكل تأكيد , وارجوا ممن يطلع على مقالتي هذه ان يحتفظ بها للتاريخ.
3-انه من اجل كسب الوقت لتكريس النتائج السياسية للحرب,فقد قام الطرف المنتصر عسكرياً بتقديم تعهد مكتوب الى المجتمع الدولي بعد الحرب, التزم بموجبه بمواصلة الحوار على اساس و ثيقة العهد والاتفاق, ولكنه بعد ان كسب الوقت تنصل من ذلك و أصر على الدخول في الانتخابات خارج وثيقة العهد و الاتفاق, من اجل ان يستبدل شرعية القوة بشرعية الصناديق فقط, وكان يريد مشاركتنا في الانتخابات من اجل ان تكون شاهد زور بأن الوحدة السياسية لا زالت باقية,وانها ليست بالقوة,وهذا ما رفضته اللجنة المركزية في دورتها 34 و بالتالي فان المقاطعة للانتخابات لم تكن تهدف الى عرقلة الانتخابات, وهو ما اوضحناه منذ البداية, وإنما كانت تهدف الى هداية السلطة نحو اصلاح مسار الوحدة و تأمين مستقبلها , وكانت تهدف أيضاً الى ابلاغ شعبنا في الشمال بان دولة الوحدة التي وعدناه بها ليست هذه, و الى إبلاغ شعبنا في الجنوب بأن قيادتنا له في تحريره من الاستعمار و في الدفاع عن سيادته و حماية أراضية و قيادتنا له نحو الوحدة مع شعبنا في الشمال ليست من أجل ان توصله الى هذا الوضع الذي هو فيه اليوم, وأنما من اجل حياة اقتصادية و سياسية و معنوية أفضل من حياة التشطير, واننا سوف نقف معه حتى يتم تحقيق ذلك, وكذلك من اجل ابلاغ العالم بان الحرب قد عطلت قيام الوحدة, وأن الواقع الموجود هو مفروض بالقوة.
4-أننا كثيراً ما نسمع من يقول بان كل مانشاهده في وضع البلاد منذ انتهاء الحرب غير صحيح و كثيراً ما نسمع العكس, والحقيقة أن كلاهما على حق من وجهة النظر التي ينطلق منها كل منهما ,فالزمن مثلاً لا يمكن يكون صحيحاً و مضبوطاً الا بالاستناد الى وحدات قياس الزمن التي هي الثانية و الدقيقة و الساعة, وهكذا بالنسبة لوحدات قياس المسافة و الانسان كذلك, هناك وحدة قياس لتفكيره و فعله حيث يستمد صوابه بالقياس الى نقطة الانطلاق التي ينطلق منها تفكيرة, باعتبارها و حدة القياس لصواب فعله.عادة مايكون مصدر الخطأ بين الناس من نقطة الانطلاق لتفكيرهم و ليس من الافعال في حد ذاتها و ذلك بسبب انه كيفما تكون نقطة الانطلاق لتفكير الانسان يكون فعله, ولذلك فان الذين ينطلقون من وجهة نظر نتائج الحرب,فان كل ما نشاهدنه في الوضع القائم هو صحيح و لا خطأ فيه,وهو كذلك صحيح ولا خطأ فيه من وجهة النظر هذه بالتأكيد . اما الذين ينطلقون من و جهة نظر الوحدة اليمنية, فأن كل ما يشاهدونه في الوضع القائم منذ الحرب هو خطأ, وهو بالفعل خطأمن وجهة النظر هذه. و من هذه النقطة بالذات يفقد التفاهم بين الناس و يستحيل الوفاق بينهم, لكون كل منهم يرى نفسه على حق و هو متأكد تماماً من ذلك. ولهذا فأن الاساس للتفاهم بين الناس هو البحث عن الاساس الذي تنطلق منه وجهات النظر المختلفة. وإذا ما تم الاتفاق على الاساس الذي تنطلق منه وجهات النظر المختلفة, فان الناس لا يمكن مطلقاً ان يختلفوا. و اما اذا ما اختلفوا على نقطة الاساس هذه,فانهم سوف يتفقون بانهم مختلفون, وسوف يكون خلافهم خلافاً مبدئياً واضحاً و مفهوماً لايمكن ان يكون اي بريء ضحية فيه.
5-إن عدم الوضوح في نقطة الانطلاق لوجهة نظرنا في الحزب الاشتراكي قد جعلتنا نختلف حول الانتخابات .فالذين كانوا ينظرون الى واقع الوحدة اليمنية من وجهة نظر نتائج الحرب في 7 تموز(يزليو)1994(الوحدة بالقوة) كانوا يرون بان الدخول في الانتخابات هو المتاح الوحيد امامهم و هو الصواب, وهوكذلك صواب من وجهة النظر هذه. اما الذين كانوا ينطلقون من وجهة نظر الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990(الوحدة الطوعية) فقد كانوا يرون الدخول في الانتخابات بدون و ثيقة العهد والاتفاق و بدون المصالحة و إصلاح مسار الوحدة هو خطأ, لانه يعني التخلي عن المصالحة و عن وثيقة العهد و الاتفاق و و ان المقاطعة من اجل المصالحة هي الصواب, وهي بالفعل كذلك صواب من وجهة النظر هذه. وهكذا يتضح بانه يستحيل التفاهم بدون معرفة الاساس الذي تنطلق منه وجهات النظر المختلفةو كما انه يستحيل ان يستقيم اي منطق لاية وجهة نظر بدون معرفة هذا الاساس الذي ترتكز عليه.
و لهذا و لكي نتفق باننا متفقون او نتفق باننا مختلفون, فانه من الضروري أن نبحث نقطة الاساس التي تستند اليها وجهة نظر كل منا حول الوحدة اليمنية, ونقول بوضوح بان نقطة الاساس هي 22 مايو 1990 او انها 7 يوليو 1994 , حيث اننا اذا ما أستندنا الى 22 مايو 1990 سوف نجد بان ماجرى و يجري منذ الحرب حتى الان بما في ذلك الانتخابات هو خطأو غير معقول.اما اذا استندنا الى 7 يوليو 1994 فاننا سوف نجد بان ما جرى و يجري حالياً هو صحيح و معقول و لاخطأ فيه, وبالتالي على هذا الاساس نتفق باننا متفقون او على هذا الاساس نتفق باننا مختلفون.
6-ان تشبيه الوحدة اليمنية بالوحدات الاوروبية و الامريكية التي تمت بالقوة في القرون الوسطى ليس وارداً , ولذلك فانني انصح السياسيين و المنظرين للمؤتمر الشعبي العام بالذات بان يتجنبوا هذا التشبيه لانهم بذلك يقدمون اعترافاً ضمنياً بان الوحدة اليمنية بالقوة. و بهذا يتيحون الفرصة للمس بشرعية الوحدة في هذا العصر الحديث, عصر الديمقراطية الدولية و حقوق الانسان, وعصر تشابك العالم اقتصادياً و سياسياً و ثقافياً و اجتماعياً الى درجة العضوية, ناهيك عن المس بشرعية الوحدة الذي احدثه اقتحام عدن و حضرموت و غيرها من المناطق الجنوبية و نهبها اثناء الحرب, وعسكرتها بعد الحرب , وحل كافة أجهزة و مؤسسات ومصالح دولة الجنوب السابقة لصالح اجهزة و مؤسسات و مصالح دولة الشمال السابقة, واستبدال دستور الوحدة بدستور جديد لم يستفت عليه, حيث ان تلك الوحدات الاوروبية و الامريكية قد تمت ليس فقط في عصر مختلف عن العصر الرهن , وليس فقط بانها وحدات اتحادية (فيدرالية) وإنما لم تكن تلك الوحدات في البداية و حدات سياسية كما حصل في اليمن قبل الازمة و الحرب.فتلك الوحدات التي تمت بالقوة في القرون الوسطى لم تتم عبر حوار وحدوي تنازل بموجبة كل طرف عن شخصيته الدولية و عن دستوره الوطني لصالح شخصية دولية جديدة بديلة لشخصيته الدولية السابقة ولصالح دستور و حدوي جديد بديل لدستوره الوطني السابق,و انما تمت عبر حوار المدافع منذ البداية و تم بموجبها ضم الضعيف الى القوي بالقوة العسكرية ثم تحولت الى وحدات سياسية قائمة على الوحدات الفيدرالية . اما في اليمن فقد حصل العكس تماماً ,فقد بدأت الوحدة اليمنية كوحدة سياسية تنازل فيها كل من الطرفين عن شخصيته الدولية و عن دستوره و غير ذلك لصالح شخصية دولية جديدة و لصالح دستور جديد, وجاءت الحرب و عطلت هذا المشروع و ادت الى اذابة كيان الجنوب في كيان الشمال و تعطيل الوحدة و هذه المشكلة الحقيقية في اليمن و ليس غيرها.
7-إن الذين يدعون بان اليمن قد كان موحداً في دولة و طنية واحدة في التاريخ القديم,و انه قد تشطر بسبب الظلم او بسبب شدة الحكم المركزي او ما شابه ذلك هو ادعاء باطل و لا اساس له من الصحة,فانا استطيع ان اجزم بانها لم تظهر اي دولة وحدة يمنية موحدة على اساس و طني(يمني) في التاريخ اليمني الا يوم 22 مايو 1990 فقط. صحيح بان هناك العديد من الدويلات اليمنية قد ظهرت في اليمن و لكنها كانت تظهر اكثر من دويلة في وقت واحد,و كانت كل دويلة تقوم إما على اساس ديني اقل او اكثر جغرافياً من الوطن, لان الاديان لم تقم على اساس جغرافي و لا تعترف بالحدود الجغرافية للدين, وإما على اساس المدينة دون الريف و ها هو منطق علم التاريخ لنشوء الدولة, واما على اساس اقطاعي دون بقية الوطن, وليست ابداً و على الاطلاق انها قد قامت دولة يمنية على اساس و طني بما في ذلك الدولة الزيدية. ولا شك بان تسميتها بالدولة الزيدية هي برهان على ذلك وينفي بالضرورة طابعها الوطني(اليمني) . فالدولة الزيدية هي نسبة للدين و ليست نسبة للوطن . وهكذا يبرهن علم التاريخ بان مفهوم الدولة الوطنية الموحدة على اساس و طني لم يظهر الا مع ظهور الدولة البرجوازية في اوروبا فقط.وقد ارتبط ظهور هذا المفهوم بظهور الدولة البرجوازية لضرورات اقتصادية من اجل و حدة السوق الوطنية ووحدة الثروة الطبيعية على مستوى الوطن ككل . ولذلك فان مفهوم الدولة الوطنية الموحدة على اساس و طني لم يكن موجود في التاريخ قبل الدولة البرجوازية على الاطلاق.كما ان هذا المفهوم قد ارتبط الى حد كبير بالعولمة في اوروبا, وبالتالي فان مايقال عن دولة الوحدة اليمنية في التاريخ اليمني لا اساس له من الصحة, لان ذلك يتناقض تماماً مع منطق العلم في التاريخ.
للجميع التحية من الاستاذ د. مسدوس ويخص كل الزملاء الذين قدموا له العون في رحلته العلاجية بالندن...
نشرت في بريد الجنوب بتاريخ 26 مايو 1997

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:47 AM
توضيح خامس للحراك


د. محمد حيدره مسدوس



بعد لقاء القاهرة و ما أحدثه من بلبله في صفوف الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، و بعد تسريب الرسالة الداخلية الخاصة بذلك ، و بعد مشروع صنعاء بقيام اتحاد عربي و تصاعد القمع الأمني في الجنوب ، كان لابد من توضيح التالي:


أولا: كان لقاء القاهرة بين وفد اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني و بعض الاخوه من الجنوبيين في الخارج قد احدث بلبله في صفوف الحراك ، و قد قمنا بإرسال ملاحظاتنا عليه في رسالة داخليه خاصة بقادة الحراك في الداخل و الخارج ولا نعرف من الذي سربها للمواقع ، و تسريبها للمواقع لا يخدم القضية . و حسب علمي بان أول من نشرها موقع الهيئة الوطنية في لندن ، و اطلب منه أن يفيدنا بمن سربها اليه و وضع اسمي عليها و هي لم تحمله. و لتجنب التفسيرات الخاطئة ، فإننا قد قلنا في الرسالة بان وجود جنوبيين ضمن وفد اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني قد خلط الاوارق و جعل اللقاء بدون هوية ، لأنه من غير المعقول بان يحاور الجنوبيين بعضهم على قضيتهم ، و من غير المعقول أيضا بان تكون آلية حلها عبر حوار وطني شامل و هي قضيه بين طرفين و ليست بين أكثر من طرفين . و الأهم من ذلك إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيقام على قاعدة السلطه و المعارضة و ليس على قاعدة الشمال و الجنوب ، و هذا من حيث المبدأ هو دفن أبدي للقضية الجنوبية . كما إن عبارة السقف المفتوح للحوار الوارد في نقاط الاتفاق و التي يعتقد الجنوبيون بأنهم كسبوها ، هي فخ جديد بعد الفخ الذي ظللنا فيه منذ الاستقلال ، لان الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيضيعون في بحر الحضور الشمالي الهائل و ستكون عبارة السقف المفتوح لصالحهم و سيفرضون ما يريدونه حتى و إن كان تحت إشراف دولي . وقد طلبنا من الاخوه الذين حضروا لقاء القاهرة بان يعيدوا النظر في ذلك ، و قلنا لقادة الحراك في الداخل بان الاخوه الذين حضروا اللقاء ، هم أكثر اخلاصا للقضية و من يشكك فيهم يشكك في نفسه ، و لكن قد يكون حصل خطأ في التكتيك ، و ممكن أن نختلف معهم عليه ، و لكنه لا يجوز أن نختلف عليهم . فهم قادتنا السياسيون حتى تحل القضية ، لان طاقة الشباب بدون خبرة القدامى تظل عمياء ، و خبرة القدامى بدون طاقة الشباب تظل ميتة . و بالتالي فإنه لا فائدة من طاقة الشباب بدون خبرة القدامى ، و لا فائدة من خبرة القدامى بدون طاقة الشباب ، و من يقل بغير ذلك هو ذاتي و لا يخدم القضية .

ثانيا : أننا إذا ماكنا أصحاب قضيه وطنيه مقدسه ، فإنه لابد أن نجعلها تسمو بشكل مطلق على ماعداها مهما كانت المبررات . و علينا أن لا نفرح بأخطاء بعضنا أو تشويه بعضنا ، بل نحزن إذا ماكانت لدينا قضيه وطنيه مقدسه ، و يجب بأن لا نخاف من أي طرف جنوبي يدخل على خط الحل السياسي بدوننا إذا ماكان هذا الحل على قاعدة الشمال و الجنوب و تحت إشراف دولي و بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب أو على أساس إستفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره ، لان الأهم هو حل القضية و ليس الأهم من يحلها . فالتشرذم لا يدل على الوطنية ، بل يدل على عكسها بالضرورة . و لابد أن ندرك إن السلطه تبحث عن مرتزقة في الجنوب لبعثرة الحراك و تشويهه، و أن اللقاء المشترك يبحث عن حزبيين بلا قضيه في الجنوب لنفس الهدف ، و الفارق بينهما هو فقط في الأسلوب . فالسلطة تريد ذلك بالقوة و القمع و ماتقتله في سنه واحده أكثر مما قتله الانجليز في( 130 سنه ) ، و اللقاء المشترك يريده بالسياسة ، و مافعله من مكر حتى الآن أكثر مما فعلته بريطانيا . و لهذا فإننا ندعو جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج إلى وحدة الصف على أساس رفض المشاركة في أي حوار تدعو إليه السلطه أو المعارضة ما لم يقم على قاعدة الشمال و الجنوب وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . فلا يجوز الخروج عن الشرعية الدولية مهما كانت المبررات . و إذا لم يستجاب لمثل ذلك من قبل السلطه و المعارضة أو حتى من قبل العالم ، فانه من الاشرف لنا ترك القضية للأجيال القادمة و لا نشرع لدفنها . فليست القضية مع علي عبدالله صالح كشخص أو كنظام فقط ، و إنما هي مع صنعاء كدوله . فلو ذهب علي عبدالله صالح و خلفه الشيخ حميد الأحمر أو حتى جنوبي ، هل تكون القضية الجنوبية قد حُلّت أم إنها ستظل قائمه بقوة الواقع ؟؟؟ .

ثالثا : إن أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضة و ليس صفة الشمال و الجنوب هو إسقاط لقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و لتعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، و بالتالي هو د فن أبدي للقضية الجنوبية و شرعنه لنهب الأرض و الثروة في الجنوب و حرمان أهلها منها . و هذا يعني أن السير نحو مؤتمر الحوار الوطني الشامل كآلية لحل القضية الجنوبية سيؤدي إلى ذلك بالضرورة . و اطلب ممن يخالفني ذلك بان يحتفظ بهذه الكلمات للتاريخ . فمن غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا حل القضية الجنوبية إلا بالحوار مع السلطه على قاعدة الشمال و الجنوب و ليس بالحوار مع المعارضة على قاعدة السلطه و المعارضة . و لابد من الإدراك بأنها لا توجد مصلحه للنظام في الحوار مع المعارضة بدون الجنوبيين و بالذات الحراك الجنوبي ، و اعتقد انه من المستحيل أن يدخل النظام في حوار جدي مع اللقاء المشترك إلا بوجود الجنوبيين و بالذات الحراك .

رابعا : إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل إذا ما تحقق و شارك فيه الجنوبيون ، فانه سيخرج بد فن القضية الجنوبية ، لأنه سيخرج بنتائج ثلاث ، و لا يمكن أن يخرج بغيرها ، و أولها : الاتفاق على استئجار جنوبي مؤقت لخلافة علي عبدالله صالح بعد نهاية ولايته ليحسب ذلك على الجنوبيين ، مع إن استبداله بعد نهاية ولايته الحالية هو تحصيل حاصل لكبر سنه و طول فترة حكمه و وعوده للعالم بذلك ، و تحصيل حاصل لمواد الدستور . كما إن استبداله بجنوبي مؤقت سيكون مخرج لهم من أزمة المنافسة على الخلافة بين احمد و حميد و سيؤدي إلى تذويب الروح الوطنية الجنوبية لدى الجنوبيين و هو الأهم بالنسبة لهم . و ثانيها : الاتفاق على نظام سياسي لا مركزي يقوم على الحكم المحلي أو فيدرالي على أكثر من اثنين ، بحيث يؤدي كل ذلك إلى طمس الهوية و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها . و ثالثها : ضياع الفرصة على شعب الجنوب من رفض الانتخابات النيابية القادمة و حل قضيته ميدانيا بنفسه .

خامسا : لقد كان على قيادة حزب الإصلاح التي تقود اللقاء المشترك و تقود اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني أن تقتنع أولا بخطيئة حرب 1994م و نتائجها قبل أن تطلب الحوار مع الجنوبيين ، و أن تحّمل النظام مسؤولية الحرب و نتائجها ، و أن تعتذر ر لشعب الجنوب على المشاركة فيها و على الفتوى الدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حوّلت الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى إن كانت صادقه مع القضية الجنوبية ، لان الحوار معها بدون ذلك شرعنه ضمنيه للحرب و نتائجها ، و شرعنه ضمنيه للفتوى الدينية التي مازالت باقية . فإذا ما قامت قيادة حزب الإصلاح بذلك فانه يمكن الحوار معها و الاتفاق على تحديد القضية موضوع الحوار .

سادسا : إن تحديد القضية موضوع الحوار هو أبجدية العمل السياسي ، لان تحديدها هو الذي يشكل وحده القياس للأفكار السياسية الصائبة من غير الصائبة . فإذا كان الإنسان مثلا لا يستطيع معرفة الخطأ و الصواب في الزمن إلا بوحدة القياس التي هي الساعة ، و لا يستطيع معرفة الخطأ و الصواب في المسافة إلا بوحدة القياس التي هي الكيلومتر .... الخ ، فانه لا يستطيع معرفة الخطأ و الصواب في السياسة إلا بوحدة القياس التي هي القضية موضوع الخلاف ، فما هي القضية موضوع الخلاف ؟؟؟ . و هل هي قضية السلطه أم إنها قضية الوحدة التي أسقطتها الحرب ؟؟؟ . فإذا ما كانت قضية السلطه ، فان طرفيها هما : السلطه و المعارضة و آلية حلها صناديق الاقتراع ، و إذا ما كانت قضية الوحدة ، فان طرفيها هما : الشمال و الجنوب و آلية حلها هو الحوار بينهما . و في الحوار بينهما لابد من الاجابه على سؤال موضوعي واحد يحدد الحل بوضوح ، و هو : هل اليمن السياسي واحدا أم انه يمنان سياسيان ؟؟؟ .

سابعا : إن الاجابه الموضوعية على هذا السؤال هي الحل . فإذا ما كان اليمن السياسي يمنين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدولية إلى يوم 22 مايو 1990م ، فان الوحدة بينهما هي وحده سياسيه بين دولتين . و في هذه الحالة تكون حرب 1994م و نتائجها قد أسقطتها في الواقع و في النفوس و قد جعلت الوضع في الجنوب احتلالاً و ليس وحده كتحصيل حاصل لنتائج الحرب ، و بالتالي تكون القضية موضوع الحوار هي إزالة هذا الاحتلال ، و يكون طرفاها ، هما : الشمال و الجنوب و آلية حلها هو الحوار بينهما على قاعدة الشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب أو على قاعدة الشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . أما إذا ما كان اليمن السياسي واحدا و ليس يمنين سياسيين ، فان الوحدة بين الشمال والجنوب هي وحده وطنيه بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و في هذه الحالة تكون حرب 1994م و نتائجها مشروعه ، و تكون القضية موضوع الخلاف هي قضية السلطه و ليست قضية الوحدة ، و يكون طرفاها ، هما : السلطه و المعارضة و آلية حلها صناديق الاقتراع كما أسلفنا . و بالتالي يصبح قيام الدولة في الجنوب بعد الاستقلال خيانة وطنيه عظمى ، لأنه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا اعتبار اليمن السياسي واحدا و قيام دولتين شرعيتين فيه . فلا يمكن مطلقا بان يستقيم المنطق في العمل السياسي تجاه القضية الجنوبية إلا بذلك . و أما غيره فهو مضيعه للوقت و تعقيد أكثر للقضية كما هو حاصل منذ حرب 1994م حتى الآن .

ثامنا : إن القضية الجنوبية هي أم القضايا كلها ، لان بقية المشاكل في البلد هي من صنع السلطه لدفن القضية الجنوبية ، و لكنه فقط انقلب السحر على الساحر و أصبح الحوثيون و تنظيم القاعده و اللقاء المشترك يوظفونها لصالحهم كلا بطريقته . و حتى السلطه ذاتها أصبحت تهدد السعوديين بالحوثيين و بتنظيم القاعدة لمنعهم من قول كلمة حق مع القضية الجنوبية ، و تهدد الأمريكان بتسليم البلاد لتنظيم القاعدة إذا ما تدخلوا في قضية الجنوب . كما إن السلطه قد وزعت الأدوار فيما بينها و جعلت فريق منها يدعم تنظيم القاعدة في اليمن و فريق منها يقاتله ، و بالذات من خرج عن طاعتها من المنحدرين من الجنوب ، و بالتالي تقدم نفسها للأمريكان بأنها تحارب الإرهاب . و آخر محاوله لد فن القضية الجنوبية مشروع الاتحاد العربي المضحك الذي قدمته صنعاء للقادة العرب ، بينما القادة العرب يعرفون بأن الشمال مجتمع قبلي غير قابل للدولة أصلا . فهم يعرفون إن قبائل الشمال التي بيدها السلطه و النفوذ مقتنعة بان العرف القبلي أفضل من القانون . فلا أتصور بان شيخ قبيلة أو أي من أولاده يقبل بان يكون متساويا مع عامل النظافة أمام القانون.

تاسعا : إن مشروع الاتحاد العربي ما هو إلا هروب إلى الأمام من القضية الجنوبية ، و هو هروب مكشوف جعل ردود الفعل العربية تسخر منه ، لان فاقد الشيء لا يعطيه . فمن عجز عن بناء بيته كيف يمكن له أن يبني بيوت الآخرين ؟؟؟ . و فوق ذلك فان التاريخ يقول لنا بان صنعاء أول من شرّع لترسيم الحدود بين الأقطار العربية عام 1934م مع السعودية في الشمال و مع السلاطين و الانجليز في الجنوب ، و أول من هزم الفكر القومي في رأس عبدالناصر و المصريين . فقد جاءوا إلى صنعاء و هم مشبعون بالثقافة القومية العربية و ضحوا بآلاف الشهداء في صنعاء من اجلها ، و لكن مكر القبائل اليمنية جعلهم يخرجون من صنعاء و هم كافرون بها ، حتى أن أنور السادات حوّل الهوية العربية لمصر إلى صفه . فقد كانت العربية المتحدة و أصبحت مصر العربية. كما إن الجنوبيين قد جاءوا إلى الوحدة في 22 مايو 1990م و هم مشبعون بثقافة الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية ، و أصبحوا الآن كافرين بكل شيء . و بالتالي من هو الذي سيصدق مشروع صنعاء بإقامة اتحاد عربي ؟؟؟ .

عاشرا : إنني في الختام اطلب من الأستاذ جمال عامر نشر كل مالديه من ردود على موضوعاتي مهما كانت جارحه لعلنا نجد فيها ما يظهر نواقص فكرتي ، مع أنني لم اقل كلمه إلا بتعليل و لم اقل كلمه إلا بتحليل و لم اقل كلمه إلا و أكدها الواقع بإعتراف الجميع إلا الملقنين . فانا واثق بأنني على حق ، و من هو على حق لا يضيع وقته مع من يعارضه ، و إنما يترك له إمكانية العودة إليه في آخر المطاف . أما التجريح الشخصي فانا لم و لن اغضب منه ، لان صحته تتوقف على معرفتهم بي و معايشتهم لي ، و أنا لا عايشتهم و لا عايشوني و لا أعرفهم و لا اعتقد بأنهم يعرفوني ، لأنهم لو كانوا يعرفوني لكان عرفوا بان مناصب السلطه قد عرضت علي ثلاث مرات و لم اقبلها ، و لكان أُزيل من عقولهم ما قيل لهم من كذب و كتبوه.

10/7/2010م

الهمشري
2011-04-02, 09:49 AM
رأينا فيما قاله أمين حزبنا.. محمد حيدرة مسدوس

الأربعاء 20 ديسمبر 2006



ما قاله أمين حزبنا في منتدى الأيام وتم نشره عبر صحيفة الأيام، وما قاله في العديد من الصحف يمكن مقارنته بما يقوله البرنامج السياسي للحزب لمعرفة انسجامه مع البرنامج أو مخالفته له، وبالتالي رأينا المستند على البرنامج وعلى الواقع الموضوعي الملموس. ويمكن توضيح ذلك في المحاور الثلاثة التالية:

أولاً ما ذا يقول برنامج الحزب؟..

1- تقول مقدمة البرنامج السياسي للحزب: إن الحزب يناضل من أجل إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، وإن حرب صيف 1994م قد أدت إلى نتائج مأساوية على وحدة 22 مايو 1990م وأحدثت تصدعاً في وشائج الوحدة اليمنية وأخلت بالتوازن الوطني وعطلت مسار الوحدة، إن الحزب يؤمن بأن تحقيق بناء دولة الوحدة يستدعي إجراء مصالحة وطنية وإصلاح مسار الوحدة بالاستناد إلى جوهر ومضامين اتفاقيات الوحدة ودستورها ووثيقة العهد والاتفاق... الخ. فأين قيادة الحزب من ذلك ولماذا تخلت عنه وذهبت إلى الانتخابات بدونه.

2- تقول مقدمة الفصل الأول من البرنامج السياسي للحزب: إن إقامة دولة الوحدة اليمنية الديمقراطية الحديثة تمثل هدفاً رئيسياً لجميع القوى السياسية والفئات الاجتماعية حاملة المشروع النهضوي الحديث، غير أن هذه المهمة تصطدم بالعديد من الكوابح أهمها استمرار آثار ونتائج حرب صيف 1994م. كما أنها كذلك تصطدم هذه المهمة بعدد آخر من العراقيل المرتبطة بالاختلاف الاقتصادي وبالاختلاف الاجتماعي وبالاختلاف الثقافي. ولهذا فإن الحزب الاشتراكي يؤكد بأن إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وبناء دولة الوحدة اليمنية الحديثة تمثل اليوم مهمة عاجلة وملحة تستدعيها ضرورة الخروج بالبلد من حالة الركود والتراجع والسير بها نحو آفاق التطور الديمقراطي والتحديث...الخ. فأين قيادة الحزب من ذلك ولماذا تخلت عنه وذهبت إلى الانتخابات بدونه ؟؟؟.

3- البند الأول من الفصل الأول للبرنامج السياسي للحزب يوضح مفهوم الحزب لقضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ويحدد مفرداتها، ويقول: إن إزالة آثار ونتائج حرب صيف 1994م وإصلاح مسار الوحدة وإجراء مصالحة وطنية تمثل المدخل الرئيسي لاستعادة وحدة 22 مايو 1990م وإلغاء نهج الحرب وتصفية كامل آثارها وتجسيد الشراكة الوطنية وفقاً لاتفاقيات الوحدة ودستورها، ويرى الحزب بأن تحقيق هذه الغاية يتأتى من خلال:

أ) الإقرار ببطلان الحرب ونتائجها وبخطأ سياسة نهج الحرب وإلغاء فتوى الحرب وتقديم الاعتذار لمواطني محافظات الجنوب وتعويض المتضررين مادياً ومعنوياً عما لحق بهم من أذى بسبب الحرب وتأثير تلك السياسات والفتوى الخاطئة والغير مبررة.

ب) إعادة الممتلكات التي تم نهبها تحت هذه الفتوى وتحت غيرها، وإعادة الاعتبار لمنجزات الثورتين كما نص على ذلك دستور الوحدة.

ج) إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين المشردين والموقوفين والمحالين قسراً إلى التقاعد، إلى أعمالهم بمن فيهم المتضررون من الصراعات السياسية السابقة.

د) إلغاء الأحكام السياسية وإلغاء النتائج المادية والمعنوية والمترتبة عليها، ورد الاعتبار لمن اتخذت بحقهم هذه الأحكام، وإلغاء التفرقة الشطرية.

هـ) إعادة تموضع القوات المسلحة خارج المدن والقرى ووضعها في أماكن الدفاع عن السيادة الوطنية وتحريم تدخلها في الشئون المدنية.

و) بناء دولة الوحدة اليمنية الديمقراطية الحديثة على أساس اتفاقيات الوحدة ودستورها المتفق عليه بين طرفيها ، ووثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من قبل الجميع، وتشكيل هيئة وطنية للمصالحة والإنصاف، مهمتها إظهار الحقائق وتحقيق العدالة للمتضررين من نتائج الحروب والصراعات السياسية وتعويضهم وعائلاتهم بما يحقق الاندماج الوطني ويضع حداً لتداعيات وآثار تلك الحروب والصراعات وتحقيق العفو المتبادل بين أطرافها...الخ. هكذا يفسر برنامج الحزب مفهوم الحزب لقضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ويحدد مفرداتها.

فأين قيادة الحزب من ذلك ولماذا تخلت عنه وذهبت إلى الانتخابات بدونه؟؟؟.



ثانياً: ماذا تقول قيادة الحزب؟:

رغم أن المؤتمر العام الخامس للحزب قد عقد تحت شعار إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، إلا أن قيادة الحزب بعد المؤتمر مباشرة قد دشنت الخطاب السياسي والإعلامي للحزب بعدم فهمها لمفهوم إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة. وعندما تمسك تيار واسع من اللجنة المركزية بهذه القضية تراجعت قيادة الحزب وسلمت بها، ولكنها أوجدت لها تفسيراً من عندها يفرغها من مضمونها ويقوي حجة الطرف الرافض لها. فهي تقول إن إصلاح النظام السياسي يعني إصلاح مسار الوحدة، بينما برنامج الحزب يقول أن إصلاح النظام السياسي هو من خلال إصلاح مسار الوحدة، لأنه يستحيل موضوعياً إصلاح النظام السياسي بدون إصلاح مسار الوحدة، ولأن إصلاح النظام السياسي لا يمتلك شرعية تلزم السلطة بقبوله، بينما إصلاح مسار الوحدة يمتلك شرعية تلزم السلطة بقبوله وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب وتعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب... ومع ذلك فإن قيادة الحزب لم تلتزم حتى بتفسيرها هي لهذه القضية، بل ذهبت إلى الانتخابات بدون إصلاح النظام السياسي وقدمت اعترافاً ضمنياً بشرعية الحرب ونتائجها على حساب الجنوب، ورسخت شرعية هذا النظام القائم ذاته، لأن الانتخابات كقاعدة عامة ترسخ شرعية النظام الذي تقوم على أساسه بالضرورة. وهكذا قامت قيادة الحزب بتجريد نفسها من شرعية المطالبة بأية إصلاحات سياسية تطالب بها. فبعد هذه الانتخابات من أين ستستمد قيادة الحزب ومعها بقية أطراف اللقاء المشترك شرعية المطالبة بإصلاح النظام السياسي وهي قبلت بهذا النظام السياسي القائم ذاته وشاركت في انتخاباته؟؟؟. والأكثر من ذلك بأن الأمين العام في مقابلته مع صحيفة البيان الإمارتية بتاريخ 5/10/2006م قال : إنه ليس نادماً على المشاركة في الانتخابات، وأن السلطة عملت المستحيل كي تدفع المعارضة إلى المقاطعة. وفي مكان آخر من المقابلة يقول: كنا نخشى أن تدخل اليمن في نفس المشكلة التي دخلت فيها بعض البلدان، بالاستناد إلى العامل الاجتماعي والطائفي والمذهبي. ويواصل ويقول: لو لا الانتخابات لكان ترسخ هذا المفهوم وهذه الثقافات وراحت تنتج غطاء ومعايير للحكم كان يمكن أن تشكل خطراً على الوحدة الوطنية (يقصد الوحدة اليمنية). وفي مكان آخر من المقابلة أيضاً يقول: إن الانتخابات هي انتقال جعل ابن محافظة عمران والجوف وحجة يهتف لمرشح اللقاء المشترك القادم من حضرموت وجعل ابن عدن وابن حضرموت يهتف لمشرح المؤتمر الشعبي العام...الخ. وفي صحيفة الأيام بتاريخ 7/10/2006م العدد (4912) يقول: إن الهدف النهائي لهم هو إصلاح النظام السياسي. وفي مكان آخر يقول: إن القسوة الأكثر إيلاماً هي أن يستولي الآخرون على جهودك، ويقول: إنه قد جرى الاستيلاء على جهودنا بالقوة وبأساليب مختلفة وهي القسوة التي تحتاج إلى معالجة من قبل الطرف الذي قام بهذه القسوة. ويواصل ويقول: المؤتمر الشعبي العام التهم الوحدة سياسياً بعد أن تفرد بالحكم، واقتصادياً بعد أن سيطر على كل شيء، وتاريخياً من منطلق إنه من صنع والحدة، فهل من الخطأ أن نقول إننا شركاء في الوحدة؟! وفي رده على سؤال أن الحزب قاد محاولة انفصالية، قال: نحن ما زلنا نطالب بالبحث في تداعيات 1994م، أما البحث في الإدانة فأنا أرفض الحديث فيه.

ويواصل ويقول: الاشتراكي حكم محافظات الجنوب 28 سنة وجاء إلى الوحدة باسمها، لأن الوحدة كانت بين نظامين... الخ. وفي صحيفة الأيام أيضاً بتاريخ 28/10/2006م العدد (4926) يقول الأمين العام: نحن في اللقاء المشترك تحملنا مسئوليتنا الوطنية وقلنا أنه بدون انتخابات حرة ونزيهة لإنقاذ الوطن من إعادة إنتاج الوضع القائم فلن نشارك في الانتخابات ولن نكون شهود زور. ويواصل ويقول: إن الانتخابات أنضجت قضية مهمة، وهي أنه لا يستطيع في هذا البلد أن ينفرد طرف من الأطراف مهما كانت قوته أن يحدد خيارات الناس بشكل منفرد. ويواصل أيضاً ويقول: إن الوضع الطبيعي لإصدار القوانين هو قبل أن تقدم إلى مجلس النواب لا بد وأن يجري بحثها مع المعارضة...الخ. وحول النتائج التي حققها حزب المؤتمر قال الأمين العام: أنا أعتقد بأنها تتوقف على عاملين، وهما: هل المؤتمر الشعبي العام سيتعامل مع هذه النتائج باعتبارها تفويضاً لتنمية الديمقراطية، أو أن يتعامل معها بأنها تفويض لضرب الديمقراطية. وفي حديثه حول اللقاء المشترك قال إنه حاجة موضوعية وسوف يبقى ويتطور ...الخ. وفي صحيفة الأيام كذلك بتاريخ 31/10/2006م العدد (4929) لقول الأمين العام أن الانتخابات خطوة نحو إصلاح النظام السياسي، ويواصل ويقول: إن المشروع الذي وضعناه لم يرتبط بدورة انتخابية واحدة، ولكننا نظرنا إلى هذه الانتخابات باعتبارها حلقة في طريق نضالنا من أجل تحقيق هذا المشروع.

وفي مكان آخر قال: لم يكن الهدف لدى المعارضة إسقاط الرئيس أو إسقاط النظام الحالي. وقال أيضاً: إن هذه الانتخابات أفرزت سلطة وقوة خفية أرادت أن تلتهم الجميع بما في ذلك الرئيس. ويقول كذلك: إن الانتخابات أنقذت اليمن من أن تصبح دولة فاشلة...الخ. هكذا قال الأخ الأمين العام، وهكذا يفهم من كلامه بأن المتضرر من حرب 1994م هو الحزب وليست الوحدة والشعب في الجنوب. وهذا دليل على الفهم الخاطئ للوحدة، ودليل على أن أغلب قيادة الحزب لم تستوعب الواقع الجديد الذي خلقته الحرب، أي لم تستوعب بأن هذه الحرب ونتائجها قد أسقطت شرعية الوحدة وأسقطت شرعية ما اتفقنا عليه وأرجعتنا إلى شمال وجنوب في وفي النفوس وأنه لا يوجد أي مبرر موضوعي لوجود المنحدرين من الشطرين في إطار سياسي واحد غير إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة فقط ولا غير. ولهذه فأنا أتمنى على قيادة الحزب أن تتخلص من البوصلة الارداوية القديمة وتتسلح ببوصلة الواقع الموضوعي الجديدة وسيجدونا مع بعض بكل تأكيد. كما أنهم سيجدون بأن الجنوب قد غاب تماماً من الحياة السياسية بعد حرب 1994م، وأن الحياة السياسية بعد هذه الحرب قد أصبحت شمالية بامتياز، بدليل أنه لم يعد يوجد صانع قرار في السلطة أو في المعارضة من الجنوبيين بعد تلك الحرب حتى في إطار الحزب الاشتراكي الذي هو امتداد لثورة الجنوب ومنبعه من الجنوب. وطالما والحياة السياسية هي شمالية بامتياز، فإن الديمقراطية تبعاً لها هي شمالية بامتياز أيضاً. وحتى النشيد الوطني الذي هو آخر ما تبقى مما اتفقنا عليه تم الآن استبداله من أجل أن يتكيف مع نظام الشمال وتاريخ ثورته وطمس أي أثر باق من الوحدة السياسية بين الشطرين، وبالتالي كيف يمكن أن تستقر الحياة السياسية والديمقراطية بشطر واحد دون الشطر الآخر وهما في دولة واحدة؟؟؟.

لقد قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» بأن الحقيقة الموضوعية التي يستحيل دحضها أو نكرانها، هي أن الديمقراطية قائمة على نتائج الحرب بالنسبة للجنوب، وهي لذلك لا تعني الجنوب، وإنما تعني الشمال. فهي علمياً لا يمكن أن تفيد الجنوب وتشمله موضوعياً إلا بإزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة واعتبار الحرب ونتائجها باطلة، لأن العلاقة بين شرعية 7 يوليو 1994م وبين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي علاقة نفي النفي، فإذا ما أصبح هذا اليوم شرعياً فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب والعكس، أي أن شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب، وشرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضرورة. وهذا يعني بأن شرعية حقوق الجنوبيين وهويتهم ومستقبلهم في أرضهم وكرامتهم عليها هي مرهونة بإزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن أي شيء يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبة أو فضيلة وليس حقاً مشروعاً لهم يستمدون شرعيته من الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية. فعلى سبيل المثال عندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب، فإنها بذلك لا تعترف لنا بوطن. وبالتالي كيف يمكن أن تعترف لنا بحقوق ما لم تزل آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة!!

إن حرب 1994م قد أسقطت الوحدة وحققت ما نصت عليه رسالة العلماء ومشائخ القبائل التي وجهت للرئيس أثناء إعلان الوحدة التي تقول بالنص: إن ثورة 26 سبتمبر هي الأصل الذي انبثقت عنه ثورة أكتوبر، والدستور الدائم للجمهورية العربية اليمنية (الشمال) هو نتاج لتلك الثورة الأصل، في حين أن الشطر الجنوبي من الوطن، إنما اقتطعه الاستعمار من كيانه الأم، وجاءت الوحدة لإرجاع الفرع إلى أصله والجزء إلى كله. فالأساس الذي يجب أن تقوم الوحدة عليه هو دستور الشمال ومناهجه، والقاعدة ،إن الأقل يندرج تحت الأكثر، ودستورنا الدائم ليس فيه نقص ولا عيب حتى نتنازل عنه من أجل مجموعة يسيره. هكذا قالت الرسالة وهو ما تم تحقيقه بحرب 1994م. وبالتالي فإنه ليس أمام الجنوبيين غير التمسك بتاريخهم السياسي وبهويتهم الجنوبية في إطار الوحدة وتكريس المفهوم الجغرافي للوحدة، أي شمالاً وجنوباً كحقيقة موضوعية وتاريخية يستحيل دحضها أو نكرانها، لأن هذا هو الذي يساوي الحل بالضرورة، وتبقى المسألة هي مسالة وقت قد يطول وقد يقصر فقط ولا غير. صحيح أن الوحدة أعلنت ولكن الحرب حالت دون قيامها في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية. فقد قلنا وما زلنا نقول: اقنعونا بأن العلاقة بين الشمال والجنوب هي علاقة وحدة بعد الحرب وسنكون معكم، أو اقبلوا منا بأنها علاقة احتلال وليست علاقة وحدة وعودوا إلى الوحدة، ولكنهم يرفضون، أما الذين يتحدثون عن الوحدة وهم يرفضون المفهوم الجغرافي لها، فإنهم لا يعون ما يقولون، لأن رفضهم لمفهوم الشمال والجنوب في الوحدة يسقط مفهوم الوحدة أصلاً ويحوله إلى احتلال بالضرورة، وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير. فطالما وهم يرفضون المفهوم الجغرافي للوحدة، فبأي منطق يجوز لهم الحديث عنها وما هو الدليل على وجودها، لأن رفضهم لمفهومها الجغرافي الملازم لوجودها، هو نكران لها بالضرورة أيضاً. ثم كيف يمكن معرفة الخطأ والصواب في الوحدة بدون مفهوم الشمال والجنوب فيها!! ولهذا فإننا ندعو الجميع إلى أن يتفهموا ما نقوله إن كانوا يبحثون عن حل. صحيح أنهم حاربونا وجعلوا صوتنا غائباً وغير مسموع، ولكنه يستحيل عليهم أن يوجدوا أي حل غيره مهما طال الزمن إلا حق التقرير المصير للجنوب فقط ولا غير وبالضرورة كذلك.

لقد ظل الرئيس ومازال يقول بأن الانتخابات هي استفتاء على الوحدة. وهذا القول الذي ظل يكرره منذ حرب 1994م هو دليل على أن الرئيس يبحث عن الشرعية المفقوده منذ ذلك الوقت، وسوف يظل يكرر ذلك وسيظل يبحث عن الشرعية ما لم تزل آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن الانتخابات هي شيء و الاستفتاء الذي يحقق الشرعية هو

اليمن لاتحكمه الأشكال السياسية المعلنة إنما العلاقات القبلية والمذهبية والمناطقية والشطرية الخفية

شيً آخر. فليست هناك علاقة للانتخابات بمسألة الاستفتاء، وهي أيضاً ليست مقياساً لقناعة الناس في ظل الهيمنة العسكرية. فعلى سبيل المثال عندما كان الجيش السوري في لبنان كانت نتائج الانتخابات تأتي لصالح الموالين لسوريا، وعند ما خرج الجيش السوري من لبنان جاءت نتائج الانتخابات لصالح المعارضين لسوريا. وهذا يعني بأن الانتخابات في ظل الهيمنة العسكرية ليست مقياساً لقناعة الناس. وبالتالي ليست مقياساً للشرعية بالضرورة. أما بن شملان مرشح اللقاء المشترك فقد أظهر خصومته للقضية الجنوبية في صحيفة النداء بتاريخ 29/11/2006م العدد (81) عندما قال إنه ترشح لإسقاط أي شك في الوحدة اليمنية حتى لا تبقى محل نقاش، وكذلك عندما قال في صحيفة النداء أيضاً بتاريخ 6/12/2006م العدد (82) إن أكثر ما أزعجه هو حديث الرئيس حول الوحدة والذي يوحي وكأن هناك شك فيها. وقال إنه بذلك أدى مهمة. هكذا قال بن شملان. وبالتالي فإن ذلك يدل على احتمالين لا ثالث لهما، وهما:

إن الرجل لا يفهم الوحدة أو أنه يريد إسقاط أية إمكانية لحل مشكلتها في إطار الوحدة، بحيث لا يوجد أي حل لها إلا خارج إطار الوحدة.

ثالثاً: ماذا يقول الواقع؟:

الواقع يقول بأن ما تقوله قيادة الحزب ليس صحيحاً، ويمكن توضيحه في النقاط العشرين التالية:

1- إنه ليس صحيحاً بأن السلطة قد عملت المستحيل لكي تدفع اللقاء المشترك الى مقاطعة الانتخابات كما قال الأخ الأمين العام، وانما العكس هو الصحيح. فقد عملت السلطة المستحيل لكي تدفعهم الى المشاركة في الانتخابات وبالذات الحزب الاشتراكي بهدف جره الى الاعتراف بشرعية الحرب ونتائجها باعتباره كان ممثلاً للجنوب وكان طرفاً في الازمة والحرب، وكذلك من أجل الحصول على الشرعية للانتخابات، لأن شرعية الانتخابات في بلدان الديمقراطية الناشئة مرهونة دولياً بمشاركة المعارضة فيها. وقد دفعت السلطة ملايين من الريالات للقاء المشترك وللحزب الاشتراكي من أجل ذلك.

2- انه ليس صحيحاً أيضاً بأن الانتخابات هي الحل للتناقضات المذهبية والوطنية في اليمن كما قال الأخ الأمين العام، لأن كبتها ونكرانها وعدم الاعتراف بوجودها يعمقها ويولد الحقد والكراهية بين اطرافها ويؤدي الى الانفجار بالضرورة. فكلما طال زمن كبتها كلما ازدادت شدة انفجارها كما هو حاصل حالياً في العراق.

فالامريكان في العراق مثلاً لم يخلقوا الحقد والكراهية بين الشيعة والسنة والاكراد في العراق، وانما فقط ازالوا غطاء كبت هذه التناقضات فانفجرت، وهي حتماً ستنفجر سواء بالامريكان أو بغيرهم مهما طال الزمن. وللعلم بأن شدة انفجارها الذي نشاهده الآن هو تعبير عن سنوات كبتها.

3- أن الانتخابات التي جرت في اليمن والقائمة على نظام 7 يوليو 1994م والتي يراها الأخ الأمين العام بانها الحل للتناقضات المذهبية والوطنية في اليمن، لم تفعل سوى كبت هذه التناقضات وترحيلها ليكبر انفجارها بالضرورة أيضاً.

فاليمن لا تحكمه الاشكال السياسية المعلنة، وانما تحكمه العلاقات القبلية والمذهبية والمناطقية والشطرية الخفية التي عجز العالم عن فهمها وظل خاطئاً في حساباته تجاه اليمن. وخير دليل على ذلك رئيس البرلمان الذي هو من خارج حزب الاغلبية منذ بداية الديمقراطية في اليمن حتى الآن. وهل يدرك العالم بأن العلاقات القبلية والمذهبية والمناطقية في البرلمان تخلق معارضة للسلطة من حزبها وتخلق مؤيدين لها من المعارضة؟؟ كما ان السلطة حالياً قدمت قانون مكافحة الفساد وهي ذاتها متهمة بالفساد، فكيف نفهم ذلك؟؟؟

4- ان قول الأخ الأمين العام بأن الوحدة اليمنية هي وحدة وطنية، هو قول خاطئ ولا علاقة له بالحقيقة، لأن الوحدة اليمنية هي غير الوحدة الوطنية من حيث المبدأ. فالوحدة الوطنية هي وحدة بين اطراف من دولة واحدة، أما الوحدة اليمنية فهي وحدة سياسية بين دولتين، أي ان الوحدة الوطنية لها طابع حقوقي يتعلق بالعدل، أما الوحدة اليمنية فلها طابع سياسي يتعلق بالهوية، والأمين العام ذاته هو من كان رئيساً لحكومة دولة الجنوب.

5- ان قول الأخ الأمين العام بأن الانتخابات كانت انتقالاً جعل ابناء عمران والجوف وحجة (الشمال) يهتفون لمرشح اللقاء المشترك القادم من حضرموت وجعل أبناء عدن وحضرموت (الجنوب) يهتفون لمرشح المؤتمر الذي لم يقل من أين هو قادم كما قال عن بن شملان، هو قول غير صحيح وخارج عن الواقع الموضوعي الملموس، لأننا نعرف بأن أبناء عمران والجوف وحجة هتفوا ضمنياً للشيخ حميد الأحمر، ولولا الشيخ حميد الأحمر لما استطاع بن شملان أن يدخل عمران، ولأننا نعرف أيضاً بأن أكثر الذين هتفوا في عدن وحضرموت لمرشح المؤتمر القادم من صنعاء هم من الشمال، ومن لم يصدق ذلك عليه ان يقوم باحصاء للشماليين في الجنوب.

6- أن قول الأمين العام بأن اصلاح النظام السياسي هدف نهائي للقاء المشترك، هو من حيث المبدأ غير صحيح، وهو من حيث الأمانة غير صحيح أيضاً، لأنه من حيث المبدأ لا يوجد هدف نهائي للسياسة، وإلاَّ لانتهت السياسة بتحقيقه، ولأنهم من حيث الأمانة تركوا مشروعهم السياسي الذي اعلنوه قبيل الانتخابات وذهبوا الى الانتخابات بدونه، ورسخوا شرعية النظام القائم ذاته الذي يدعون تغييره، وهم يدركون أو لا يدركون بأن الانتخابات كقاعدة عامة ترسخ شرعية النظام الذي تقوم على أساسه كما أسلفنا.. والأهم من ذلك ان هذا هو اعتراف بأن الهدف ليس إزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة كما جاء في برنامج الحزب، وانما هو خروج عنه.

7- أن القسوة الأكثر ايلاماً والتي تحتاج الى معالجة هي ليست القسوة علينا كحزب وكأفراد كما يقول الأخ الأمين العام، ولكن القسوة الأكثر ايلاماً والغير مشروعة والتي تحتاج الى معالجة هي القسوة على الشعب في الجنوب ونهب ارضه وثروته وحرمانه منها وطمس تاريخه السياسي وهويته باسم الوحدة. أما القسوة علينا كحزب وكأفراد فإنها مشروعه في اللعبة السياسية وهي مبرر وجودها، وإلاَّ كيف يمكن ان تكون اللعبة السياسية بدونها؟؟؟ وبالتالي فإن ما يجب ان يكون محل البحث ليس من هو المسؤول عن الأزمة والحرب كما يقول الأمين العام رغم أهمية ذلك، وانما ما يجب ان يكون محل البحث هي العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الحرب، أي هل هي علاقة وحدة أم علاقة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير بالنسبة للجنوب مالم تزل آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة.

8- إن قول الأخ الأمين العام بأن المشكلة هي في نكران حزب المؤتمر لشراكة الحزب الاشتراكي في الوحدة، هو قول غير صحيح، لأن الوحدة بعد الحرب لم تعد موجودة في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية.. ثم انه لا يجوز علمياً القول بأن الحزب شريك في الوحدة إلاَّ باسم الجنوب وكممثل للجنوب، وطالما وأن تيار الاغلبية الجغرافية في قيادة الحزب يرفض ذلك، فبأي منطق يمكن اعتبار الحزب شريكاً في الوحدة وهو تخلى عن الجنوب ويرفض ان يكون ممثلاً له في محنته التي هو ذاته أوصله إليها؟؟؟، أي ان رفضه البقاء كممثل للجنوب في محنته التي هو ذاته أوصله إليها يسقط شراكته في الوحدة ويوقعه في الخيانة الوطنية العظمى بالضرورة. فلا يمكن علمياً ان يكون الحزب الاشتراكي شريكاً في الوحدة وان يظل شريكاً فيها إلاَّ باسم الجنوب وكممثل للجنوب فقط ولا غير، ومن يفكر بغير ذلك عليه ان يذهب ويتعلم ابجدية الفكر والسياسة. فابجدية الفكر تقول بأن الوحدة هي بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية وليست بين الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر، وتقول أيضاً بأن الشريك الدائم في الوحدة هو الشعب في الجنوب، وان الحزب الاشتراكي لم يكن سوى ممثل للجنوب في اعلانها، وبقدر ما يكون ممثلاً للجنوب في الوحدة يكون شريكاً فيها. أما ابجدية السياسة فتقول بأن لعبتها تجيز لحزب المؤتمر ما يفعله فينا كحزب وكأفراد، وفقط لاتجيز له ذلك تجاه الجنوب كشعب وكطرف مكون للوحدة وشريك دائم فيها. صحيح ان الاحزاب الأخرى أصبحت متواجدة في الجنوب مثل الحزب الاشتراكي وافضل منه، ولكن الجنوبيين في جميع الأحزاب بما في ذلك حزب المؤتمر وحزب الاصلاح هم مع قضية اصلاح مسار الوحدة وليسوا هم ضدها، وهذا دليل على ان المشكلة السياسية الاساسية والرئيسة في اليمن هي مشكلة الوحدة وليست مشكلة الاحزاب. وحتى الاسلاميين الجهاديين المنحدرين من الجنوب والذين دربتهم صنعاء في افغانستان وكان أميرهم في حرب 1994م ضد الجنوب رئيس الدولة حسب قول الجهادي (ابو الهادي) في صحيفة الوسط بتاريخ 2006/11/15م العدد (124) هم مع القضية وليسوا هم ضدها، وملاحقتهم بعد حرب 1994م هي في الحقيقة ليس انهم ارهابيون، وانما لغيرتهم على الجنوب بعد ان عرفوا الحقيقة.

9- إن رغبة الأمين العام بالبحث في تداعيات حرب 1994م وليس في العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الحرب تعني بأن القضية عنده هي قضية حزب وليست قضية وطن، بينما نحن لدينا قضية وطن وليست قضية حزب. فليس الأهم من هو المسؤول عن المشكلة كما يرى ذلك الأمين العام، وانما الأهم هو حلها. وهل يعلم الأخ الأمين العام بأننا نقول للسلطة اقبلوا منا ازالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة وحملونا مسؤولية الحرب واعلان الانفصال، وانهم يرفضون؟، وهل يعلم الأخ الأمين العام بأننا نقول لهم اعلنوا رسمياً بأن الجنوبيين الموظفين معهم في السلطة يمثلون الجنوب ولو على طريقة (علاء) في الكويت أيام غزوه من قبل العراق وحلت المشكلة، وانهم يرفضون؟؟؟. فهم هدفهم اسقاط ....

شرعية التمثيل السياسي للجنوب واستبدال مفهوم الوحدة السياسية بمفهوم الوحدة الوطنية بحيث يجيز لهم ذلك نهب الارض والثروة في الجنوب وطمس تاريخه السياسي وهويته.

10- أن قول الأمين العام بأن الوحدة اليمنية هي وحدة بين نظامين، هو قول خاطئ وغير صحيح، لأنه من حيث المبدأ لا يوجد ولا يمكن أن يوجد نظام سياسي من دون دولة. فالوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين دولة اليمن الجنوبية ودولة اليمن الشمالية وليست وحدة بين نظامين كما قال الأمين العام، وهو ذاته من كان رئيساً لحكومة دولة الجنوب. فمهما حاول الجنوبيون ان يهربوا من الحقيقة، فإنه ليس أمامهم غير العمل من أجل إزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة أو اعتزال السياسة نهائياً فقط ولا غير، لأن ما عدا ذلك هي خيانة وطنية عظمى بالضرورة.

11- لقد أكد الأخ الأمين العام ما كنا قد قلناه، وهو أن هدف الجميع دفن القضية الجنوبية، وذلك عندما قال انهم في البداية قالوا إنه بدون انتخابات حرة ونزيهة لانقاذ الوطن من اعادة انتاج الوضع القائم فإنهم لن يشاركوا في الانتخابات ولن يكونوا شهود زور، ولكنهم شاركوا في الانتخابات واعادوا انتاج الوضع القائم ذاته وكانوا شهود زور بامتياز. وقد أكد ذلك هو نفسه عندما قال انهم وقعوا على وثيقة المبادئ الخاصة بالانتخابات وهم يدركون بأنها لن تنفذ. وبالتالي ألم يكن ذلك هو برهان على ان هدف الجميع هو دفن القضية الجنوبية؟؟؟

12- إن قول الأخ الأمين العام بأن الانتخابات انضجت قضية مهمة، وهي انه لا يستطيع أي طرف أن يحدد خيارات الناس بشكل منفرد، هو قول غير صحيح، لأن السلطة حددت خيارات الناس بشكل منفرد وهي أقل شرعية وأقل قوة مما هي عليه الآن بعد الانتخابات. ثم ان الفضل في عدم الانفراد بخيارات الناس إذا ما تحقق مستقبلاً، فهو للاتجاه الدولي الذي يفرض الديمقراطية وحقوق الانسان، وليس للانتخابات أو للمعارضة الفاشلة في اليمن.

13- إن قول الأخ الأمين العام بأن الوضع الطبيعي لاصدار القوانين هو أن تتم مناقشتها مع المعارضة قبل تقديمها لمجلس النواب، هو قول غير صحيح من حيث المبدأ، لأن القوانين قبل تقديمها الى مجلس النواب هي ملك السلطة التنفيذية وحدها دون أي شريك معها، وإلاَّ لسقط مبدأ التبادل السلمي للسلطة بالضرورة.

14- إن قول الأخ الأمين العام بأن نتيجة التفويض الشعبي التي حصل عليها حزب المؤتمر تتوقف على عاملين، هما: أن يفهم حزب المؤتمر بأن هذا التفويض هو من أجل تنمية الديمقراطية أو ان يفهم بأنه من أجل ضربها، هو قول غير صحيح، من حيث المبدأ أيضاً، لأن التفويض الذي حصل عليه حزب المؤتمر هو من أجل إدارة البلاد لسبع سنوات قادمة بموجب برنامجه الانتخابي وليس من أجل تنمية الديمقراطية أو ضربها.

15- إن قول الأخ الأمين العام بأن اللقاء المشترك هو حاجة موضوعية هو قول غير صحيح، لأن الحاجة الموضوعية تعني حاجة الشعب إليه. ولكن الانتخابات برهنت على العكس، وبرهنت على ان الحاجة للقاء المشترك ليست موضوعية تتعلق بالشعب، وانما ذاتية لدفن القضية الجنوبية. فهو لم يفعل سوى تقوية تيار الأغلبية الجغرافية في قيادة الحزب الاشتراكي لاسكات صوتنا والتمرد على وثائق المؤتمر العام الخامس للحزب.

16- إن قول الأمين العام بأن الانتخابات خطوة نحو اصلاح النظام السياسي، هو قول غير صحيح، لأن الانتخابات كقاعدة عامة ترسخ شرعية النظام الذي تقوم على اساسه والتي تستمد شرعية قيامها هي ذاتها منه هو ذاته، فكيف يمكن ان تكون خطوة نحو تغييره؟؟؟

وبالتالي فإن هذه الانتخابات هي خطوة لترسيخ نظام 7 يوليو 1994م في سبيل دفن القضية الجنوبية وليست لتغييره. فسكان الشمال مثلاً انخرطوا جميعهم حرب في 1994م ضد الجنوب، وهم بذلك يكونون قد اعادوا انتاج نظامهم السياسي بانفسهم، وقواهم السياسية أيدت النتيجة واسقطت أي قاسم مشترك معها وجعلت الأساس الموضوعي للعمل السياسي شمالاً وجنوباً، وعليهم الآن أن يتحملوا نتائج افعالهم.

17- إن قول الأخ الأمين العام بأنهم لم يكونوا يهدفون الى اسقاط الرئيس ولم يكونوا يهدفون الى اسقاط النظام الحالي، هو برهان على صحة ما كنا قد قلناه، وهو أن هدف الجميع من الانتخابات هو دفن القضية الجنوبية. ثم من هي السلطة والقوة الخفية التي افرزتها الانتخابات والتي تريد ان تلتهم الجميع بما في ذلك الرئيس كما يقول الأمين العام؟؟؟. وبالتالي ألم يكن هذا التناقض هو تأكيد بأن الهدف الأول عند الجميع هو دفن القضية الجنوبية؟؟؟

18- إن قول الأخ الأمين العام بأن الانتخابات أنقذت اليمن من أن تصبح دولة فاشلة، هو قول غير صحيح، لأن الانتخابات أعادت انتاج السلطة ذاتها بكامل سلبياتها ولم تأت بأي شيء جديد. ولكن الجديد هو ان الحزب الاشتراكي في هذه الانتخابات قد فقد الورقة الجنوبية التي هي ورقة حمايته هو ذاته، وبهذا تكون حاجة السلطة إليه قد انتهت بعد هذه الانتخابات وسوف تغض النظر عن مضايقته واضمحلاله.

19- إن قول الأخ الأمين العام بامكانية ترسيخ الديمقراطية في ظل نظام 7 يوليو 1994م، هو قول غير صحيح، لأن الديمقراطية لا يمكن ان تستقيم على شطر واحد دون الشطر الآخر، ولأن الديمقراطية من حيث المضمون هي في الصلاحيات الدستورية للهيئات والمؤسسات وليست في تعدد الاحزاب وتبادلها للسلطة. حيث ان تعدد الاحزاب وتبادلها للسلطة ماهو إلاَّ الشكل المعبر عن المضمون. ولهذا وطالما وان الصلاحيات الدستورية هي مازالت للفرد الواحد، فإنه ليس هناك فارق بين أن يبقى علي عبدالله صالح في الرئاسة أو أن يخلفه بن شملان، لأن الأساس الدستوري للديمقراطية غير موجود. وهذه هي المشكلة التي لم يستوعبها بعد دعاة الديمقراطية في اليمن.

20- إن الديمقراطية بالمفهوم اليمني ليست لها علاقة بالشعب، وانما فقط بالاحزاب. ولو يفهم اليمنيون المعنى العلمي للديمقراطية لخجلوا من فهمهم لها. ولو أنهم يدركون بأن المفهوم الغربي للسلطة خال من المصلحة الذاتية لما تنافسوا عليها تقريباً. فهم لم يدركوا بعد بأن التبادل السلمي للسلطة يعني التنافس على تمثيل الشعب وعلى إدارة هذا التمثيل وليس على حكمه والتحكم فيه، لأن حكم الشعب هو وظيفة القانون والسلطات المحلية وليس وظيفة ادارةالدولة كما هو حاصل الآن. وهكذا يمكن القول بأن العقل السياسي اليمني لم يدرك مضمون المفاهيم السياسية التي ينطقها. فعلى سبيل المثال كتب شخص مثقف مقالاً في صحيفة الوسط بتاريخ 2006/11/15م العدد (124) يرفض فيه القاعدة العلمية للسياسة والتي تقول «كيفما يكون الواقع تكون السياسة باتجاه اصلاحه» معتبراً إياها بالبراجماتية (النفعية) بينما هذه القاعدة ليست لها علاقة بالبراجماتية، لأن هذه القاعدة تتعلق بالواقع الذي هو موضوع السياسة، بينما البراجماتية تتعلق بالإنسان الذي هو الذات للسياسة. فالعقل السياسي اليمني يخلط بين الذات والموضوع، ولا يميز بين الواقع السياسي الذي هو الذات للسياسة وبين الواقع الموضوعي الذي هو الموضوع للسياسة، ويخلط بين الغاية والوسيلة كما قال صاحب قناة الجزيرة للشهيد جارالله عمر رحمه الله. وهذا الخلط هو ما جعلنا نعيش هذه المحنة.


--------------------------------------------------------------------------------

عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:50 AM
المفكر الجنوبي الدكتور محمد حيدرة مسدوس الرسالة رقم 4
شبكة الطيف بقلم : د. محمد حيدره مسدوس
توضيح رابع للحراك .

بعد اكتمال ردود الافعال على خطاب الرئيس بالذكرى العشرين للوحده كما يقولون ، و الذكرى العشرين لاسقاطها كما يقول الواقع ، و بعد مؤتمر اللجنه التحضيريه للحوار الوطني الشامل و ما سمعناه عنها ، كان لابد من توضيح التالي:


أولاً : قبل خطاب الرئيس اتصل بي بعض الاخوان عن توقعاتي لما يمكن ان يأتي به الرئيس حول القضيه الجنوبيه . و قلت لهم لا اتوقع ان يأتي بجديد ، لان النظام برمته لا يفهم من الوحده غير اسمها ، و الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فكما قلت سابقا بان اسم والدي رحمه الله موجودا ، و لكنه غير موجود . و طالما و النظام لا يفهم من الوحده غير اسمها ، فان فاقد الشيء لا يعطيه . فدعوة الرئيس للحوار مشروطه بدستور الحرب و قوانينه و مؤسساته ، و في هذه الحاله على ماذا يحاور الجنوبيين ؟؟؟ . فهو ينطق بكلمة الوحده لغويا و يرفضها عمليا . فعندما يصر على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما و يقول بان الوحده بينهما هي وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين ، فانه بذلك ينكر الوحده منطقيا و يرفضها عمليا . حيث ان الوحده لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . كما ان كذبة الواحديه هذه تجعل من المستحيل فهم القضيه و فهم حلها ، ثم ان هذه الكذبه قد جعلت الحياه السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه تكون شماليه بامتياز . فقد اصبح الاقتصاد شماليا و الثقافه شماليه و السلطه شماليه و المعارضه شماليه و الاحزاب شماليه و وسائل الاعلام شماليه ، و حتى مراسلي الاعلام الخارجي شماليين ..... الخ . و هذا ما أدى الى التعتيم الاعلامي الشامل على ما يجري في الجنوب ، باستثناء بعض الصحف الاهليه و منها صحيفة الوسط المحترمه . و في هذه الحاله اين هي الوحده التي يتحدثون عنها ؟؟؟ . فقد ظللنا خمسة عشر سنه نحاول اقناعهم بان الحرب عطلت مسار الوحده ، و انه لا بد من ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و لم يقبلوا ، و اليوم عليهم هم ان يقنعونا بقبول ذلك . و اذكر ان الاخ العزيز يحيى الشامي قد اتصل بي اثناء التحضير للانتخابات النيابيه عام 1997م و قال : الرئيس طلب لقاء مع الاحزب و سأذهب انا و انت ، لان مقبل و جار الله غير موجودان . و قلت له اذهب انت و احمد علي السلامي ، لانني كنت اريد اللقاء يكون شمالياً خالصاً . و عند عودتهما من اللقاء جاءني ، و قال : اعطوا لنا العدد الذي طلبناه في اللجان . فقلت له : عندما كنتم تناقشون هل فكرتم من اين انتم ؟؟؟ . فقال : من كل الاحزاب . فقلت : اقصد جغرافيا . فغضب و قال : انت لا تعرف شيئا عن الحركه الوطنيه . فقلت له : سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم . فغضب اكثر و غادر منزلي ، مع انه من افضل اصدقائي في الحزب حتى الان . فلم يخطر في بالي بان اي انسان لديه ذره من العقل في السلطه او المعارضه ان يذهب الى الانتخابات بدون المصالحه مع الجنوبيين ، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان يقود الدوله في الجنوب و كان طرفا في الازمه و الحرب . فقد صدمت اكثر من صدمة الحرب و تأسفت على ما قدمه الجنوب للحركه الوطنيه في الشمال و بالذات حزب الوحده الشعبيه (حوشي) و الجبهه الوطنيه . فقد اكتشفت باننا خُدعنا منذ استقلال الجنوب ، لانهم ظلوا لمدة 30 عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء و اصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب ، رغم انهم ظلوا معززين مكرمين في الجنوب و كانوا يعيشون في بحبوحه كما قال الاخ الرئيس علي ناصر محمد ، بينما المعارضه الجنوبيه الهاربه في الشمال لم يسمح لها حتى بنصب خيمه للسكن .

ثانياً : ان خطاب الرئيس الذي نحن بصدده هو اصلا موجه للخارج اكثر منه للداخل ، و هو محاوله مكشوفه للهروب من القضيه الجنوبيه و محاوله لدفنها . فبحكم ان النظام يعتقد بانه ذكي و غير غبي ، فانه يريد ان يقول للعالم بانه ادى ما عليه و رمى الكره في ملعب غيره . و بالتالي يكون ذلك مبررا امام العالم لقمع الاحتجاجات السلميه في الجنوب ، مع العلم بان الاجهزه الامنيه و العسكريه الشماليه مشبعه بالحقد ضد الجنوب . و لهذا و حتى نكشف حقيقة النظام و نسقط مبررات القمع الامني في الجنوب ، فاننا نطلب من الاشقاء العرب و في المقدمه دول الخليج بان يقنعوا النظام بالوحده فعلا لا قولا ، بحيث يسلم بانها وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده ، و ان يسلم بان اليمن ككل كانا يمنين ، هما : اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و انهما كانا بدولتين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه الى يوم اعلان الوحده ، و ان يسلم كذلك بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم ، و ان يجلس للحوار مع الجنوبيين على هذا الاساس . فاذا ما نجحوا في ذلك فانهم يكونوا قد حلوا القضيه و اوجدوا الاستقرار في اليمن ، و اذا ما فشلوا ، فاننا نطلب منهم ادانة النظام و تأييد مطالبنا . و اذكر بانني قد تناولت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجيه العماني الاخ يوسف العلوي عندما هُزمنا في الحرب و خرجنا الى سلطنة عُمان ، و استقبلني و كل من الاخوه : عبدالعزيز الدالي ، و محمد سعيد عبدالله ( محسن ) و صالح عبدالله مثنى ، و سالم جبران ، و مصطفى العطاس ، و محمد سالم كده ، و قلت له : لسنا مختلفين حول الوحده من حيث المبدأ ، و انما مختلفين على مفهومها . فهم يرونها وحده وطنيه و كأنها بين أطراف من دوله واحده ، اي عودة الفرع الى الاصل كما جاء في رسالة علماء دين صنعاء اثناء اعلان الوحده و كما تأكده الممارسه العمليه ، و نحن نراها وحده سياسيه بين دولتين كما جاء في اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب ، و الان و بعد كل ما جرى و بعد معرفة نواياهم ليس هناك من حل غير الحل الفيدرالي . و قال الاخ يوسف : هذا الذي سيكون و لكن ليس وقته ، فقد كان امام علي عبدالله صالح عقبتان ، و اجتاز الاولى و باقي الثانيه ، و نحن واثقون من قدرته على اجتيازها . هكذا قال الوزير العماني .

ثالثاً : ان الجديد بالنسبه للرئيس تجاه الداخل هو فقط في موافقته على اتفاق فبراير 2009م مع اللقاء المشترك و الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات خوفا من فشلها في الجنوب .وهذا الاتفاق يتضمن احتواء الحراك الوطني السلمي الجنوبي من قبل اللقاء المشترك و الوصول الى حوار يكون طرفاه السلطه و المعارضه و ليس الشمال و الجنوب . و مثل هذا الحوار الذي ظهر بأسم مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو دفن أبدي للقضيه الجنوبيه ، لان أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب ، هو طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . كما ان مثل ذلك يعتبر تنازلا عن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . ثم ان مثل ذلك ايضا يعفي النظام و حزب الاصلاح من مسئولية الحرب و نتائجها و من مسئولية الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أدت الى اسقاط الوحده بالحرب . و فوق ذلك مازال علماء دين صنعاء يستخدمون الدين لصالح الشمال على حساب الجنوب و أصبحوا الان يفتون بان الوحده فريضه . حيث تناسوا تعدد الدول الاسلاميه و تعدد الدول العربيه ، و تناسوا تأييدهم لترسيم الحدود فيما بينها و آخرها حدود اليمن مع السعوديه .

رابعا: ان ما يجري في الجنوب منذ حرب 1994م يشكل انقراضا لشعب كان دوله ذات سياده ، و عملية الانقراض هذه مارستها السلطه و علماء دين صنعاء و احزاب اللقاء المشترك خلال السنوات الماضيه كلا بطريقته . و قد سبق و ان قلنا في حينه بان تشكيل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا ، و اللقاء المشترك لاحقا دون ان يعتذر حزب الاصلاح لشعب الجنوب على الحرب التي خاضها ضده ، و دون ان يلغي فتواه الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و مازالت باقيه ، هو لشرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه . فلو لم توجد القضيه الجنوبيه لما وجدت مثل هذه التكتلات بكل تأكيد . و اذا ما حلّت القضيه الجنوبيه او دفنت لا سمح الله ، فان هذه التكتلات لن تبقى قائمه الاّ بتحويل الاسلاميين الى علمانيين او العكس ، و هذا دليل كافي على ذلك . و كما سبق ايضا و ان قلنا بان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، هي لتطبيع الوضع السياسي في الجنوب و شرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه ايضا . و قلنا كذلك بانه لا يجوز استخدام الحزبيه في القضايا الوطنيه ، لان الحزبيه تتعارض موضوعيا مع الوطنيه بالضروره .

خامساً : ان هذه التكتلات السياسيه التي ظهرت بعد حرب 1994م قد وجدت بوجود الحزب الاشتراكي فيها كمحلل لقهر الجنوب ، و لولا وجود الحزب الاشتراكي فيها لما وجدت مثل هذه التكتلات . فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م حاول الرئيس علي عبدالله صالح ، عبر احمد حيدره سعيد و احمد عوض المحروق و لاحقا بن عرب ، إقناع (( مقبل )) بترشيح نفسه كمنافس للرئيس بأسم الحزب أو حتى بأسم المعارضه ، و لكنه رفض . و من جانب مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه في ذلك الوقت اجمع على ترشيح ياسين سعيد نعمان كمنافس للرئيس و هو مازال باقيا في دولة الامارات ، و لكنه ايضا رفض . و بعد ذلك استطاع جار الله عمر اقناع مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه بترشيح (( مقبل )) و هو في لندن للعلاج و طلب منه قطع العلاج و العوده فورا لتقديم طلب الترشيح قبل اغلاق باب الترشيح ، و هذا ما جعل الرئيس يشك في عودة مقبل و في قبوله للترشيح بعد ان كان رافضا ، و وجه مجلس النواب باسقاطه و انجاح نجيب قحطان الشعبي كمنافس للرئيس و هو من حزب الرئيس ، مما يدل على ان السلطه و المعارضه معا كانا يبحثان عن منافس جنوبي يعطي شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م أستأجر اللقاء المشترك الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله كمنافس للرئيس من خارج اللقاء المشترك لنفس الهدف . و هذا ما أكده بن شملان نفسه في حملته الانتخابيه و في الصحف . ففي مقابله له مع صحيفة النداء بتاريخ 18/1/2010م العدد (( 220 )) مثلا ، قال : ان ما كان يزعجني اثناء الحمله الانتخابيه هو حديث الرئيس عن الوحده ، لانه يوحي و كأنها لاتزال محل شك ، و هذا شيء مؤلم رغم مرور هذا الوقت على قيام دولة الوحده ، و قال ايضا و هو مرشح اللقاء المشترك و يمثل سياسته : ان حديث الرئيس عن الوحده بدى و كأنه يشكك في وجودها ، و قال كذلك : انا دخلت الانتخابات من اجل التأكيد على ان الوحده اليمنيه يجب الاّ تكون موضع نقاش . و في الاخير قال : انا أديت مهمه . هكذا قال بن شملان . و لكونه قال هذا الكلام فقد خلق اللقاء المشترك له هاله اعلاميه حتى اليوم . و بالتالي ماذا نسمي هذا العمل بالنسبه للقاء المشترك ، و ماذا نسميه بالنسبه لبن شملان رحمه الله ؟؟؟ . أفلم يكن الاول مؤامره و الثاني خيانه ؟؟؟ .

سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ . فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .

سابعاً : ان اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني التي أختتمت مؤتمرها في الاسبوع الماضي قد حاولت ان تقول كلمة حق تجاه القضيه الجنوبيه ، و نحن نرحب بذلك و نشكرهم عليه . كما اننا نبارك انضمام الحركه الحوثيه و أنضمام مجلس التضامن و حركة التغيير الى مسيرة الحوار الوطني التي يقودها الشيخ حميد الاحمر ، و نأمل بان يكون هذا الاصطفاف الشمالي للمعارضه عاملا مساعدا لأجبار النظام على الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كقضية شعب كان دوله ذات سياده ، و ذلك باتجاه الحوار مع الجنوبيين من اجل حلها على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و أقول لكل المنحدرين من الشمال و الجنوب في الداخل و الخارج بأنه لن يكون الا هذا الكلام شاءوا أم أبوا رغم ظروفي الصحيه و الماديه التي لا تسمح لي كثيرا بالحركه . فلا يمكن ان يكون غير ذلك الا في حاله واحده ، و هي أنهيار الدوله و صوملة اليمن فقط و لا غير و بالضروره .

ثامناً : انني في الختام أقول لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بان القضيه الجنوبيه قد اصبحت حاضره بقوه في الميدان ، و لكنها ليست كذلك في الفكر و السياسه و الاعلام . و هذه المجالات الثلاثه لابد من التركيز عليها في الايام القادمه حتى تواكب ما يجري في الميدان . و لابد من تطوير الحراك الوطني السلمي الجنوبي و تحويله الى حركه سياسيه تكون من حيث التنظيم مثل الحركه الشعبيه في جنوب السودان . فلم تكن الحركه الشعبيه في جنوب السودان تابعه للمعارضه في الشمال و لم تراهن عليها في حل قضية الجنوب ، لان المراهنه عليها تجعل القضيه تكون قضية سلطه و معارضه بدلا عن قضية شمال و جنوب ، و تجعل حاميها حراميها ، رغم ان جنوب السوان لم يكن دوله قط و لم يدخل في وحده سياسيه مع الشمال كما حصل عندنا . ناهيك عن الاختلاف الجذري بين آليّة حل أزمات السلطه و آليّة حل أزمات الوحده . فآليّة حل أزمات السلطه هي في صناديق الاقتراع و ليس غيرها ، و آليّة حل أزمات الوحده هي في الحوار بين طرفيها و ليس غيره بالضروره أيضاً . و بالتالي على الذين يعتقدون بأن الازمه في اليمن هي أزمة السلطه بأن يعيدوا حساباتهم على هذا الاساس .

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:52 AM
في رد لمحمد حيدرة مسدوس على تصريح المستشار سالم صالح:السلطة تدرك معنى أفعالها ولكنها لا تدرك معنى أقوالها
«الأيام» متابعات:
تلقت «الأيام» تعقيباً من الأخ محمد حيدرة مسدوس على مقال الأخ المستشار سالم صالح محمد، رئيس لجنة تقييم الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية، المنشور في عدد الاثنين الموافق 3/12/2007م، وفيما يلي نص التعقيب:

«طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء في عدد الاثنين 3/12/2007بتصريح رد من الأخ/ سالم صالح، ذكر فيه: أن اللجنة التي يرأسها قد تلقت رسالة مفتوحة من قبلي ونظرا لظروفي الصحية فقد كلف الناطق الرسمي لتيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة بالرد عليه، إلا أن ذلك لم يتم، وهو وما اضطرني إلى كتابة هذا التصريح حتى أوضح الأمور التالية:

1- أنا لم أوجه أي رسالة مفتوحة إلى اللجنة المذكورة، وإنما هناك موقف للتيار حول اللجنة ومسؤولياتها سبق أن نوه إليه في بيان سابق (منشور في «الأيام»)يأتي في إطار عام للتيار حول الموقف من القضية الجنوبية والذي يتبناه التيار في إطار الحزب الاشتراكي منذ انتهاء حرب 1994م.

2- إن وظيفة أية لجنة كقاعدة عامة هي فقط لكشف الحقيقة لصاحب القرار ولا تملك حقا دستوريا أو قانونيا لحل أي مشكلة، وطالما وقضيتنا الجنوبية معروفة لصاحب القرار، فإنه يراد لهذه اللجنة بأن تؤدي وظيفة الطابور الخامس وتحول القضية الجنوبية إلى قضية سياسية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة، إلى قضية حقوقية تتعلق بالأفراد كما جاء في بيان التيار المشار إليه أعلاه. ولو كان المطلوب من اللجنة تقديم الحل لصاحب القرار كما يقال، لكان صاحب القرار قد اعترف بالقضية؛ لأنه من غير الممكن حلها بدون الاعتراف بوجودها.

3- إن دعوة الرئيس إلى عودة من هم في الخارج كحل للقضية ليست لها أي معنى ما لم تكن دعوة حوار يقوم على مبدأ الاعتراف بالقضية الجنوبية من جانب الرئيس، والقبول بحلها في إطار الوحدة من جانب المدعوين. أما الإصرار على عدم الاعتراف بوجود القضية، فإنه يعطي الحق للشعب المقهور في الجنوب بالمطالبة بحق تقرير مصيره، حيث إن القضية ليست قضية ذاتية تتعلق بالسياسيين الذين دعاهم الرئيس للعودة حتى ولو سلمهم السلطة بكاملها، وإنما هي قضية موضوعية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة كما أسلفنا. فالسياسيون في مثل هذه الحالة هم فقط أداة للحل وليسوا هم الحل ذاته. ومع كل ذلك فقد ألغى الرئيس دعوته هذه في آخر حديث له في حضرموت، عندما قال: ليس هناك من شخص أو جهة له الحق في إدعاء الوصاية على أي منطقة، وهذا يعني بأنه لا يحق لأي جنوبي بأن يتبنى قضية الجنوب أو يمثلها، وبالتالي ألم يكن ذلك طمسا للهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب؟! وألم يكن ذلك تبريرا كافيا لما تطرحه حركة (تاج)؟؟!

4- إن السلطة تدرك معنى أفعالها، ولكنها لا تدرك معنى أقوالها. فقد أعلنت الحكم المحلي على أساس المحافظات وهي بذلك تهدف إلى دفن القضية الجنوبية، ولم تدرك بأن الحكم المحلي مشروط موضوعيا بوجود سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية، أي مشروط بالفيدرالية. وهذا ما لا يمكن تحقيقه على أساس المحافظات كما هي تعتقد، وإنما على أساس شمال وجنوب أو أكثر. وبالتالي فإن الحكم المحلي على أساس المحافظات هو عبارة عن بلديات وليس حكما محليا بالضرورة.

5- إن القناعة الباطنية لدى صنعاء هي طمس الهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب ونهب أرضه وثروته كما أسلفنا أيضا. ولاشك بأن تشكيل مراكز البحوث وبالذات مركز (منارات) وكذلك الندوات المتواصلة حول واحدية اليمن الجنوبية، واليمن الشمالية وواحدية تاريخيهما وثورتيهما... إلخ، هي جميعها تهدف إلى تبرير قمع إرادة الشعب في الجنوب وطمس تاريخه السياسي وهويته ونهب أرضه وثروته باسم واحدية اليمنيين واحدية اليمنيين وواحدية تاريخيهما وثورتيهما.

6- إنه برغم كل هذه الجهود التي تبذلها السلطة لتحقيق هذا الهدف، إلا أن الحقائق التاريخية تدحض ذلك بقوة وبوضوح. فاليمن ليس اسم أمة، وإنما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام، واليمن بالمفهوم السياسي المعترف به دوليا إلى يوم 22مايو 1990م هو يمنيين، هما: اليمن الجنوبية واليمن الشمالية. كما أن التاريخ السياسي لليمن ككل لم يكن تاريخا واحدا منذ القدم، وإنما هو أكثر من واحد، ودويلاته القبلية المتعددة هي دليل وشاهد على ذلك، ولو افترضنا بأن ما تقوله هذه المراكز والندوات التي انتشرت بكثرة بعد حرب 1994م صحيحا، فإن ذلك لا يعطيهم الحق بأن يتملكوا بالأرض والثروة في الجنوب ويحرمون أهلها منها، فأولاد الرئيس علي عبدالله صالح مثلا يمكن أن يختلفوا على واحدية أصلهم ودينهم وثقافتهم وتاريخهم ولغتهم، ولكنهم سيختلفون على الورث، لأن واحديتهم هذه لا تسمح بظلم أحدهم للآخر، فما لم تعد للجنوب أرضه وثروته وتاريخه السياسي وهويته على قدم المساواة مع الشمال فليست هناك وحدة، وإنما هناك احتلال استيطاني بالضرورة».

11/12/2007

الزامكي
2011-04-02, 09:53 AM
تحية من القلب للجميع وللوطن ولمشاعل الحرية والإستقلال على الارض الجنوبية الثائرة..
طلبي بسيط ولكن لامر مهم ,, الطلب هو المساعدة في تجميع مقالات وكتابات
وتصريحات وحوارات المناضل الدكتور محمد حيدرة مسدوس تحت هذا العنوان ..
قدر الامكان كاملة منذو سنوات ما بعد الإحتلال وحتى اليوم ..

أرجو التفاعل مع كامل تقديري وتشكراتي

__________________________
الاخ ابو عهد صباح الخير.......رسالة مسدوس لرئيس اليمني عند عوته لليمن من عمان عام 1995 ميلادية ركزوا على ما جاء فيها في ضروف غاية بالصعوبة...
شاكر لهذه الفتة الطيبة منكم و اتمنى من الشباب بان ينصفون التاريخ كما ينبغي علينا بغض النظر عن الاختلاف في ما يطرحه الوالد مسدوس منذ فترة طويله و لكن التاريخ لا يعفينا من ذلك و للامانة العلمية و التاريخية بان هذا الرجل كانت لدية نظرة علمية ورؤية تختلف تماماً عن بقية القادة الجنوبيين و بسبب هذه النظرة حاول البعض فترة الحزب تشويهه بمدسوس في الحزب و حتى بعد الحرب و احتلال الجنوب لم يسلم منهم و لكن أثبتت الايام عكس ما كانوا يفكرون به و في مقر عملي التقيت رجل و خبير روسي و كان استاذاً للمكتب السياسي ووصفه لي وصف يصعب عليه قوله لكم عبر العام و انا هنا اتحدث معكم من زاوية اخر و ليست لها علاقة او ارتباط بعلاقتي العائلية بهذا الرجل و لكن انطلقت من قناعات الاستاذ الروسي الذي كان يدرسهم الماركسية في القصر الجمهورية بعدن فترة حكم الحزب للجنوب و قال لي كلاماً كبيراً عنه على كل حال اخي ابو عهد بامكانك تعود لموقع الحوار فترة اصلاح مسار الوحدة و ستجد بعض كتاباته و من يرغب يعرف الخال علية يعود لجريدة بريد الجنوب التي كانت تصدر من الخارج و ستجدون ما ترغبون و المهمة تقع على الدكتور رفيق للبحث عنها و من يهتم باطروحات مسدوس و بافكارة و اليك نص رسالته لرئيس علي صالح عند عوته لليمن من عمان عام 1995.
عنوانها:الحرب ألغت الوحدة السياسية بين سكان شطري اليمن وأدت الى احتلال, للشمال للجنوب بالقوة والغت الوحدة الطوعية بين البلدين
تكشف الوثيقة الهامة التي ننشرها هنا بنصها الكامل(( لابد أن ندرك جيدا تاريخ إرسالها و ماهو اليوم حاصل على الواقع)).الوثيقة تكشف عن جملة من الأخطار التي خلفتها الوحدة على سكان الجنوب بسبب السيطرة الشمالية بقوة الحرب على المقدرات السياسية والأقتصادية وضم دولة الجنوب وإلغاء تاريخها و ابعاد أبنائها . وتطرح الوثيقة جملة هامة من العناوين حول اختلاف نظرة و تصورالجنوبيين للوحدة عن تصور الشماليين لها. و اول قضية هامة وأساسية في هذا الميدان أن الوحدة حصلت بين شطرين (بلدين معترف بهما في العالم) ولم تحصل بين حزبين(الاشتراكي والمؤتمر) وبالتالي فانه يترتب على ذلك منظومة من الضوابط المختلفة كليا عن تلك التي سادت بعد نهاية المرحلة الانتقالية في ابريل 1993 , واستمرات بعد الحرب.ذلك أن الهدف الأساسي من المرحلة الانتقالية لم يتحقق و هو دمج الدولتين و بدلا من البحث في الاسباب فان الشماليين لجئوا الى خيار الحرب و القوة المسلحة لفرض تصورهم للوحدة وبالتالي كان ضم الجنوب.. هذه الوثيقة-الرسالة موجهة من شخصية جنوبية بارزة و كانت في بداية 1995 عند عودتة لصنعاء و هم في احلى اعراسهم بالنصر, انه القيادي البارز في الجنوب و نائب رئيس الوزراء لدولة الوحدة د.مسدوس, وهنا يكشف في رسالتة التي بعثها لرئيس صالح عند عودتة مباشرة من داخل صنعاء , بعد سلسلة من المشاورات و القاءاتة مع رسل العقيد صالح قبل العودة و الضمانات التي طرحت و جرى التخلي عنها و فيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الفريق علي عبدالله صالح المحترم
رئيس الجمهورية تحية وبعد
اكتب اليكم هذه الرسالة وأوجزها على النحو التالي:
1- بعد كل ماحصل كنت اعتقد بأن في حكمة يمانية يمكن أن تحصل و تحافظ على الوحدة السياسية بين الشطرين و تحول دون تحويلها الى وحدة ضم و إلحاق كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. وبسبب هذا الاعتقاد دفعت الى عودة جميع العسكريين من سلطنة عمان وأرسلت عدة نقاط مع العقيد سالم علي قطن كانت في تقديري تشكل الأساس للخروج من الأزمة و إخراج الوحدة اليمنية الى بر الأمان الدائم و قد عرفت من العقيد سالم علي قطن بعد عودته إلى صنعاء و من د.علي حسن الأحمدي عبر الهاتف بأن تلك النقاط مقبولة و على أساس ذلك أعددت وثيقة وأحضرتها عند عودتي كانت في تقديري تشكل المخرج من الأزمة و أخراج الوحدة اليمنية إلى بر الأمان و لكني للأسف بعد عودتي قد وجدت عكس هذه الحكمة عند الجميع فنحن لدينا قضية و طنية و ليست قضية ذاتية ولو كانت المسألة ذاتية لكنت قد بقيت في صنعاء أثناء الأزمة والحرب وأنا في أعلى منصب حكومي بين الجنوبيين المتواجدين في صنعاء و من المقربين من رئيس الدولة(منكم)وكذلك كنت اعرف جيدا بأن موازين القوى العسكرية لصالح صنعاء بالكامل اذا ما اتجهت الأزمة نحو الحرب وكنت ادرك بأن الحرب هي تدمير للوحدة السياسية بين سكان الشطرين و هذا ما كنت اعمل من أجل تجنبه .أما النقاط المرسلة مع العقيد سالم علي قطن فقد كان اهمها التالي:أ- إلى أي مدى يمكن تأمين مستقبل سكان الشطرين دستوريا في الوحدة كحل موضوعي للأزمة؟
ب-إلى أي مدى يمكن للرئيس ان يدرك خطورة نتائج الحرب على الوحدة السياسية بين الشطرين؟
2-إن من يدعي السياسة لابد وأن تكون لدية قضية وهذه القضية ليست القضية الذاتية وإنما هي قضية الناس الذين يمثل مصالحهم المادية و المعنوية أسوة باخوانهم الأخرين في الوطن. أما اذا كان الامر على خلاف ذلك فانه لايجوز لأحد ان يدعي السياسة لأن ذلك كذب على الناس و خداع للنفس.فكم تكون السياسة قذرة عندما تعتمد المغالطة الوطنية او عندما تكون من دون قضية حيث أن بعض المسؤولين في السلطة لازالوا متأثرين بكتاب(الأمير) الذي كان يعتمد المغالطة الوطنية في القرون الوسطى ولا يدركون بأننا اليوم على أبواب القرن الواحد والعشرين الذي تغيرت فية وظيفة السياسة من القدرة على إخفاء الحقيقة الى القدرة على كشفها و تقديمها للناس,حيث أخذت السياسة اليوم طابعا علميا بدلا عن طابعها الذاتي القديم القائم على المكر و الخديعة, وأصبحت تسير بشكل حتمي نحو الحقيقة.ولذلك فأننا نتمنى للسلطة ان تدرك مسبقا نتائج ماتفعلة حيث أن الناس يقعون في الخطأ ليس لأنهم يريدون أن يكونوا خاطئين وإنما فقط لأنهم لم يدركون مسبقا نتائج أفعالهم.
3-إنه اذا كانت الوحدة الايطالية و الوحدة الألمانية والوحدة الأمريكية قد تمت بالقوة فان هذه الوحدات قد كانت استجابة لتطور الإنتاج الوطني و ضرورة موضوعية لوحدة السوق الوطنية من أجل استيعاب فائض الانتاج الوطني ,ثم ان هذه الوحدات وغيرها من الوحدات التي تمت بالقوة العسكرية قد تمت في عصر القوة العسكرية و نظام الدكتاتوريات , وليس في عصر القوة الاقتصادية و نظام الديمقراطيات وحقوق الإنسان , حيث ان عصر القوة العسكرية قد كان ما قبل ظهور أي مرجعية دولية تحتكم اليها الشعوب غير القوة . فقد كان ذلك العصر ماقبل ظهور الأمم المتحدة و ما قبل تشابك العالم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا الى درجة العضوية . هو عصر جديد ينفي عصر القوة العسكرية و بديل له بالضرورة , وبالتالي لايمكن تركيب زمن العصور الوسطى على العصر الجديد.
4-إن جميع الوحدات التي تمت بالقوة المشار اليها اعلاه بما فيها ,انظمام ألمانيا الشرقية الى الغربية الأخير لم تقم عبر حوار وحدوي كما حصل في اليمن , ولم تقم عبر دستور جديد وتسمية جديدة لدولة الوحدة وعلم جديد ونشيد وطني جديد وعملة جديدة , وعبر اتفاق على دمج دولتين في دولة واحدة كما حصل في اليمن قبل الأزمة و الحرب , ومع كل ذلك فان هذه الوحدات المشار إليها أعلاه قد أصبحت قائمة على آلية الفدرالية, حيث عرف التاريخ نوعين من آلية الدولة , هما الآلية المركزية و الآلية الفدرالية.
5-إن مفهوم الوحدة اليمنية لايعني وحدة الأرض الجغرافية, لأن مثل هذه الوحدة الجغرافية موجود منذ أن خلقها الله و ستبقى الى ماشاء الله, وإنما يعني الوحدة السياسية بين السكان المالكين لهذه الأرض . والوحدة السياسية للسكان المالكين لهذه الارض مرهون بوحدة وتوازن مصالحهم المادية والمعنوية, فأن الحرب الأخيرة قد دمرت وألغت مثل هذه المصالح , وبالتالي فانها بذلك ألغت الوحدة السياسية بين سكان الشطرين , ولهذا فانه لابد من الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على معالجتها في اطار الوحدة اليمنية وليس من خلال الضم والالحاق.
6- إن يوم 22 مايو 1990 هو يوم تدشين قيام الوحدة و ليس يوم قيامها ,حيث أن قيام الوحدة من الناحية العملية هو وظيفة الفترة الانتقالية و مبرر وجودها و وقد سميت بالفترة الانتقالية لأنها تعني الانتقال من دولتي الشطرين الى دولة الوحدة وكان يفترض أ يكون يوم نهاية الفترة الانتقالية هو يوم استكمال قيام الوحدة, ولكن ذلك لم يحصل للأسف فقد ظل الجيش جيشين و الامن أمنين و الشرطة شرطتين و كل وزارة وزارتين و القضاء قضاء ين والمناهج الدراسية منهجين و العملة عملتين و الاقتصاد اقتصاديين و الإدارة إدارتين....الخ وظلت كافة أجهزة و مؤسسات الدولتين وكافة المنظمات الجماهيرية والاجتماعية وغيرها مشطره ولكون كل شي خلال الفترةالانتقالية لم يتوحد غيرالعلم والنشيد والتمثيل الخارجي الذي أعلن يوم تدشين قيام الوحدة فانة قد كان على الجميع أن يطالب بتوحيد أجهزة و مؤسسات الدولتين قبل المطالبة بالانتخابات ولكن ذلك لم يحصل للأسف ايضا,فهذه هي الحقيقة بعينها , ومن يخالفني هذه الحقيقة علية يقول لماذا جاءت الفترة الانتقالية وما هي وظيفتها و ماذا تم فيها؟ فالوحدة من الناحية القانونية يمكن اعتبارها قامت, ولكنها من الناحية العملية لم تقم بعد.
7-إن ادخال الشعب في الانتخابات في ظل و جود دولتين بلباس دولة واحدة و في المقدمة وجود جيش دولة الشمال و جيش دولة الجنوب قد كان خاليا من العقل و خاليا من المسؤولية الوطنية بالنسبة لاصحاب السلطة و بالنسبة لاصحاب المعارضة و مع ان النتيجة في الانتخابات جاءت شطرية رغم وجود المسؤولين في المحافظات الجنوبية من المحافظات الشمالية, الا أن هذه النتيجة لم تلفت انتباه أي من القوى السياسية لكون غاية الجميع في السلطة هي السلطة وليس غيرها.
8-إن هذه الغاية زائد إصرار الحزب الاشتراكي على تحزيب الوحدة السياسية بين الشطرين ممثلين بدولتين , زائد المؤتمرات القبلية و الاحداث الامنية التي حدثت أثناء الفترة الانتقالية وغيرها , قد شكلت جميعها العوامل الذاتية الى جانب العوامل الموضوعية لاجهاض اندماج الدولتين في دولة الوحدة خلال الفترة الانتقالية .
9-إنه بسبب تعثر اندماج الدولتين في دولة واحدة خلال الفترة الانتقالية وأدت الى كارثة الحرب و إعلان الانفصال , ولكونه لم يتم توحيد الدولتين في دولة واحدة فقد ظلت أجهزة و مؤسسات الدولتين قائمة حتى جاءت الحرب وأدت الى حل أجهزة ومؤسسات دولة الجنوب السابقة بالقوة وتحويل الوحدة السياسية بين الشطرين الى ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب.
10-لكون الحزب الاشتراكي قد أعطى الوحدة طابعا حزبيا و قد حزب الأزمة أيضا فانه جعل عامة الناس و بعض القوى السياسية في الداخل والخارج تعتقد أن الأزمة ليس أزمة الوحدة ولذلك فقد كانت دوافع الحرب مختلفة ,فالبعض قد خاضها ضد الحزب الاشتراكي و قياداته لتصفية حسابات سابقة و البعض قد خاضها من أجل السيطرة على الجنوب ولكنة اتضح للجميع ألان بأن الأزمة أزمة الوحدة وأن الحرب قد أدت الى ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب و هذه هي مشكلة السلطة مع الواقع و مع العالم بالتأكيد.
11-إن جميع القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري لا تنظر ولا ترى المشكلة مع الواقع و مع العالم هي مشكلة ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب بدلا عن الوحدة السياسية بينهما , وإنما فقط تنظر الى السلطة و الديمقراطية على حد قولها , وهي لا تدرك بأن بنا سلطة الدولة مرهون بالوحدة السياسية بين الشطرين وبأن الديمقراطية السياسية التي تطالب بها مرهونة ببناء سلطة دولة الوحدة , وتحويل المجتمع اليمني الى المدنية حتى لاتكون هذه الديمقراطية التي تطالب بها مثل ديمقراطية الصومال ورواندا وببوروندي.
12-إن القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري قد اصبحت جميعها تعمل ضد الوحدة اليمنية بدون إدراك, وذلك من خلال تجاهلها لطبيعة المشكلة مع الواقع ومع العالم . فهي بسبب طابعها الشطري والمناطقي لا تنظر إلا لذاتها و لا تتاثر إلا بسكان مناطقها و لكونها جميعا تقريبا من المناطق الشمالية فقد أصبح مستقبل سكان الجنوب لدى هذه القوى على هامش إصلاح واقع سكان الشمال وهذا المدمر لمستقبل الوحدة اليمنية بكل تأكيد.
13-إنني على يقين بأن هنا بعض القوى الدولية والإقليمية المعادية للوحدة اليمنية تزين الأمور للسلطة وتوهمها بان الحرب قد حسمت الأمور ولم يبقى سوى الاستمرار على تثبيت نتائج الحرب وذلك من أجل أن تصبح الوحدة بالقوة , وبالتالي يصبح ذلك أساس لأي حركة انفصالية قادمة وضياع الوحدة , كما ان هناك بعض القوى الدولية تدرك الطابع الشطري للقوى السياسية و تعمل على إشغالها بموضة الديمقراطية بدلا عن النظر الى إصلاح الوحدة السياسية بين الشطرين للهدف ذاته .حيث أن سكان الجنوب قد أصبحوا الآن يكفرون بالوحدة , وهذا ما يوفر الظروف لميلاد حركة انفصالية وبالتالي حتى وان كانت هناك إمكانية لقمعها فإنها ستشكل بداية لمشكلة مستعصية في مستقبل اليمن بكل تأكيد.
14-إننا لابد أن ندرك بأن الحركة الوطنية في الجنوب التي سحقت وسرق تأريخها و هي جعلت سكان الجنوب يعترفون بأن الجنوب هو الجنوب اليمني و ليس الجنوب العربي , كما كان يطلق علية في عهد الاستعمار و في عهد دولة الجنوب العربي , وهي التي خلقت لديهم القناعة بالوحدة السياسية بين الشطرين , وبالتالي لا بد أن ندرك بأن ما يجري منذ أنتها الحرب يقنع سكان الجنوب بصواب ما كانوا يعتقدون و ليس بصواب ما جاءت بيه الحركة الوطنية اليمنية لهم, حيث أصبحوا يحسون وكأنهم في غابة وحوش وسائرون الى مصير مجهول – فهل السلطة تعرف ذلك ؟؟؟و هل القوى السياسية اليمنية جميعها تدرك بأن ردود الفعل لدى سكان الجنوب تختلف من حيث المبدأ عن ردود الفعل لدى سكان الشمال ؟؟؟ لقد مضى على نهاية الحرب عام ونصف و لأزل البعض يعيش حالة نشوة نصر لكنة مع الأيام سيتلاشى بتدريج و كما سبق وأن، قلت اعلاة بأن سكان الجنوب سيكفرون بالوحدة و هذا سيوفر ظروف لميلاد حركات تحررية في المستقبل.
15-إن العالم بأسرة يعرف بأن ردود الفعل لدى سكان الجنوب تحمل طابعا سياسيا يتعلق بالوحدة السياسية بين الشطرين. أما ردود الفعل لدى سكان الشمال فتحمل طابعا اجتماعيا يتعلق بإصلاح الحكام و استبدالهم.فهل السلطة تدرك ذلك؟؟وهل السلطة وجميع القوى السياسية اليمنية تدرك بأن هناك فارقا مبدئيا كبيرا بين مفهوم الوحدة اليمنية و بين مفهوم الوحدة الوطنية؟؟
16-إن جميع القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري تعتقد بأن الوحدة السياسية بين الشطرين هي:إذابة كيان في كيان على طريقة القرون الوسطى ,وهي لذلك تحاول أن تجعل مفهوم الوحدة اليمنية و مفهوم الوحدة الوطنية واحدا , وأن الحل هو في إسقاط السلطة أو استبدالها بالتدريج.
17-إن الوحدة اليمنية تعني الوحدة السياسية بين الشطرين , أما الوحدة الوطنية فتعني الوحدة الاجتماعية لسكان الوحدات الإدارية ,وبالتالي فان كانت القوى السياسية اليمنية تدرك ذلك و تتجاهلة ,فانها كما أسلفنا قوى شطرية و ليست وحدوية , وإن كانت لاتدرك ذلك فانها لاتفهم السياسة, وبالتالي حرام ان تقدم نفسها الى ,الشعب بأنها قواة السياسية.
18-أذا كان تاريخ المملكة المتوكلية و تاريخ الجمهورية العربية اليمنية من بعدها يبين بأن هناك مراعاة ثابتة لبعض مناطق جنوب الشطر الشمالي سابقا في السلطة والثروة بسبب كثافتها السكانية و بسبب بعض الحساسيات المذهبية للحفاظ على الوحدة الوطنية , و مساحتها الجغرافية لا تتجاوز كثيرا مرمى المدفع,و لم تكن دولة ولم تدخل في حوار مع صنعاء من اجل الوحدة ,و لا زال سكانها يعتقدون بأنهم مظلومون, فكيف يمكن أن يتم تجاهل تأمين مستقبل سكان الجنوب في السلطة و الثروة الذين كانوا دولة و لديهم ثلاثة أرباع الأرض و الثروة ودخلوا في وحدة سياسية مع سكان الشمال؟ ثم كيف يمكن أن تكون هناك مراعاة للحفاظ على الوحدة الوطنية,ولا تكون هناك مراعاة للحفاظ على الوحدة اليمنية,التي هي كما أسلفنا تعني الوحدة السياسية بين الشطرين؟مع العلم بأن بريطانيا وهي نظام استعماري قد منحت السلاطين والشائخ الجنوب حكم مناطقهم.
19-إننا نؤمن إيمانا عميقا بالوحدة بين الشطرين,وقد ناضلنا من أجلها منذ عهد الاستعمار البريطاني الذي رفضنا فيه واقع التشطير, ولكن ما نلاحظه الآن هو ضم و إلحاق وليس وحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين.وهنا فارق مبدئي كبير بين الوحدة السياسية و بين الضم والالحاق, . فالوحدة السياسية ليست أبدا إذابة كيان في كيان, وإنما هي تعني بالضبط وعلى وجه التحديد إيجاد كيان جديد يضم الكيانين على قاعدة تأمين مستقبل سكان الشطرين دستوريا في الوحدة.أما إذابة كيان في كيان فتعني ضم الجنوب إلى الشمال, وبالتالي ضياع مستقبل سكان الجنوب في السلطة بسبب قلة, عددهم , وضياع مستقبلهم في الثروة بسبب أثار النظام السابق في الجنوب الذي أمم الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و حرم ظهورها بين سكان الجنوب و حول ثروة الشعب إلى ملكية الدولة و حول سكان الجنوب إلى فقراء يعيشون فقط على مرتباتهم من قبل الدولة,في حين أن النظام في الشمال كان على عكس ذلك تماما بما في ذلك ملكية القبيلة و حدودها.
20-أن تحويل الملكية الخاصة الى ملكية الدولة و تحريم ظهورها بين سكان الجنوب سابقا , وتحويل سكان الجنوب الى موظفين مع الدولة , هو الذي جعل الموظفين في الجنوب اكثر من الموظفين في الشمال.ولهذا على أساس ما سبق أعلاه فانه لا بد من الادراك بأنه كلما تركزت السلطة و المال في الشمال و تركز الفقر في الجنوب و غيّب عن السلطة ,كلما أصبحت الوحدة اليمنية ضائعة و أصبحت في خطر بالضرورة.و من هذه الزاوية فانه من البديهي في اطار توزيع و تمليك أراضي الدولة العقارية و الزراعية .و في اطار نظام الخصخصة الجديد بأن يكون الجنوبيون أحق من غيرهم باعتبارها ثروتهم , وهذا مايجب على السلطة و على جميع الاحزاب السياسية ان تدركه . فنحن يمكن لنا وبكل سهولة أن نجامل السلطة و نصلح أمورنا الشخصية معها ,ولكن مثل ذلك هو على حساب مستقبل الوحدة و مستقبل الوطن و خداع للسلطة ذاتها , وعلى حساب الضمير الإنساني.
21-إن قضية الشمال والجنوب ليس ذات أهمية,فقط من وجهة نظر العلاقات الاشتراكية التي كانت تقتضي بأن يكون كل شيء للدولة , والدولة هي رأسمال الجميع. أما من وجهة نظر العلاقات الرأسمالية التي تخطتها اليمن الآن وفي المستقبل و التي تقتضي بأن يكون له حقه والدولة ليست مسئولة عن الجميع,فان مسألة الشمال والجنوب تصبح مسألة جوهرية في نظر سكان الجنوب و في نظر العالم,شأن الملكية الخاصة إلى حد كبير.وقد أصبح العالم وسكان الجنوب يدينوننا بضياع دولة الجنوب التي كانت رأسمالهم ونتحمل مسئولية ذلك تاريخياً و وانسانيين و اخلاقياً وستكون وصمت عار في جبين قيادات الجنوب على على مداء التاريخ الجنوبي.
22-إن السلطة لا زالت تصر على إن الوحدة قد عمدت بالدم.وهذا يعني بأن الوحدة قد أصبحت وحدة بالقوة, وبالتالي فأنها ليست الوحدة السياسية الطوعية التي أعلن عن قيامها في 22 مايو 1990 , وإنما هي وحدة 7 يوليو 1994 . ومن هنا فأن الحرب وإعلان الانفصال قد شكلا انقلابا على وحدة 22 مايو 1990 , وحولا الوحدة السياسية التي وعدنا بها سكان الشطرين إلى وحدة ضم كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. صحيح بأن هناك آلاف الشهداء قد سقطوا في الحرب, ولكن هناك مقابل لهم أضعافهم, وجميعهم خسارة على الوطن من الجانبين.
23-إن البعض يعتقد بأن تكريس الضم وطمس أي هوية للجنوب بما في ذلك تاريخ الثورة وأرشيف الدولة التي كانت في الجنوب هو الذي يرسخ الوحدة اليمنية, ولكنهم لم يدركونا بأن مثل ذلك هو الذي يرسخ الهوية الجنوبية أكثر فأكثر في نفوس كل سكان الجنوب وكل أبناء الجنوب بدون استثناء مهما حاول البعض منهم أن يتكتم على ذلك.
24-إن ما يؤكد بأن الحرب و إعلان الانفصال قد شكلا انقلابا على وحدة 22 مايو 1990 , هو ما قيل أمام الشيخ أحمد بن جلال ألعبيدي من أن وثيقة العهد والاتفاق قد أغلقت الأبواب أمام الرئيس ولم يبقى سبيل غير الحرب, وأنه لا بد من تدمير الوحدات الجنوبية المتواجدة في المناطق الشمالية ونقل المعركة إلى الجنوب.أما الاجتماع السري الخاص الذي عقد في صنعاء بعد التوقيع على وثيقة العهد و الاتفاق في الأردن, فقد توصل إلى خلاصة مفادها بأن الرئيس قد أدخل نفسه و أدخل الجميع معه في كارثتين هما:::قبوله بمساواة الفرع (الجنوب)بالأصل(الشمال) , وقبوله بوثيقة العهد والاتفاق, وانه قد أصبح لا يوجد أي سبيل غير استخدام القوة لإسقاطهما, وهذا الذي حصل بالفعل . و في تقديري بأن ذلك يمكن أن يكون مبررا من وجهة نظر العلاقة مع الحزب الاشتراكي اليمني , ولكنه من وجهة نظر الوحدة السياسية بين الشطرين قد كان عبثا كبيرا بهذه الوحدة, خاصة وأن الأصل قد أصبح اليوم في الثروة و في التطور, وما عداهما هو الفرع في كل بلدان العالم.
25-إن أي وحدة بين دولتين عضوين في الأمم المتحدة و, حتى وإن كانتا في شعب واحد,فان هذه الوحدة في ظروف الأمم المتحدة و في ظروف الديمقراطية الدولية وحقوق الإنسان, وفي عصر القوة الاقتصادية وتشابك العالم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا الى درجة العضوية ...الخ لا يمكن أبدا أن يكتب لها النجاح و لا يمكن أن يكتب لها الاستمرار و البقاء الدائم و الثابت إلا في ظل آلية غير آلية الضم, وذلك بسبب أن ضم الأقل إلى الأكثر بالقوة العسكرية و نظام الديكتاتوريات,ولذلك فان الشعار المطلوب رفعه من قبل جميع الوحدويين اليمنيين في الشمال والجنوب هو ((لا للضم و لا للانفصال, نعم للوحدة بين الشطرين)).
26- إن العيب الشرعي و الجوهري الأول والأساسي للوضع القائم هو تحويل الوحدة بين الشطرين من وحدة سياسية طوعية الى وحدة ضم بالقوة كنتيجة للحرب. و هذا هو الذي خلق المشكلة مع الواقع ومع العالم بكل تأكيد.أما العيب الثاني للوضع القائم فليس في الفساد كما يشاع ,وإنما في إشاعة الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها لأنها لا تسمح للحاكم بالمحاسبة, حيث أن الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي فقط.فلا يجوز أن تكون اليمن حقل تجارب للديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها .فأبجدية الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية تبدأ بإزالة السلاح الناري من المجتمع و تنظيم حملة , فلم يحصل و لا يمكن أن يحصل إدخال أي مجتمع مسلح في الديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية قبل إزالة السلاح الناري بالضرورة.
27-إن التكوينات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية في أي مجتمع لا ينفيها حتما غير التكوينات الطبقية فقط, وطالما أن التكوينات الطبقية لم تظهر بعد في ا��مجتمع اليمني ,فان الوعي في هذا المجتمع لا يمكن بالضرورة ان يكون وعيا وحدويا ,وإنما هو لا زال محكوما الى حد كبير بالوعي القبلي و المناطقي والمذهبي و الشطري ,ولا يمكن أن يكون على غير ذلك , ولهذا فان أي أحزاب سياسية تظهر على مثل هذا الواقع لا يمكن أن توجد لها أساس اجتماعي غير هذه التكوينات ,ولا يمكن لها بالضرورة إلا أن تمثل مصالح هذه التكوينات بصرف النظر عن نواياها , وبالتالي فان الخروج من الأزمة و إخراج الوحدة اليمنية الى بر الأمان الدائم لا يمكن أن يكون عبر الأحزاب والحزبية و أنما عبرالحلول الوطنية التي تؤمن المصالح المادية و المعنوية لسكان الشطرين بالضرورة.
28-إن الوحدة بين الشطرين قد حملت أمراضها معها عندما تحزبت وأعطي لها طابع حزبي بدلا عن طابعها الموضوعي كوحدة سياسية بين الشطرين ممثلين بدولتين عضوين في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية , وحملت أمراضها معها عندما اشترطت الوحدة بالديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها.
29-إن الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية في أي مجتمع قبلي و مناطقي و مذهبي و شطري مثل اليمن , لا بد وأن تتقاطع مع ديمقراطية القبيلة العفوية و تحولها الى فوضى تمنع قيام سلطة الدولة , وتعرقل قيام الوحدة ,وتجهض قيام الديمقراطية السياسية ذاتها . فلو نظرنا بمسؤولية وطنية الى واقع الشطر الشمالي سابقا, فأننا سوف نجد بأن سكان شماله , هم قبائل و يعتمدون على القبيلة في السلطة . أما سكان جنوبه(المناطق الوسطى) فهم شبه مدنيين و يعتمدون على الحزبية المناطقية للوصول الى السلطة و الانتقام من القبيلة .و بالنسبة للجنوب سابقا فقد وصل بكامل مناطقة الى المدنية و شبة مدنية , ولكن قواة السياسية قد صفيت وأصبح بدون قوى سياسية فاعلة ,بدءاً بالحرب الاهلية التي فازت بها الجبهة القومية أثناء الاستقلال الوطني في الجنوب وسحقت فيها بقية الحركة الوطنية هناك , ومرورا بأحداث الرئيس قحطان الشعبي و أحداث الرئيس سالمين و أحداث الرئيس علي ناصر محمد , وانتهاء بالأزمة الأخيرة التي أدت الى كارثة الحرب و إعلان الانفصال , وحاليا تجري المحاولة لسد الفراغ بالقبيلة وبالأحزاب الدينية معا..وهناك العديد من القبائل و السكان يقولون انه مادام الحكم في اليمن قبليا فانه من الأفضل و من الأشرف لنا بأن يحكمنا سلاطين الجنوب وليس قبائل الشمال.
30-لقد برهنت الحياة بأن الحزبية ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي فقط , وهذا يعني بأن المجتمع اليمني لا زال ما قبل الحزبية في الحياة السياسية,لكونه لا زال في مراحل ماقبل ظهور الطبقات في سلم التطور الاجتماعي.و في تقدير بأن ظاهرة المنظمات الخيرية الأخيرة هي دليل على ذلك , ودليل على أن وظيفة الأحزاب الطبقية و الاجتماعية لم تظهر بعد, و بالتالي فان محاولة حل التناقضات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية عبر الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية هي بمثابة صب الزيت على النار, ولذلك بسبب ان القبيلة الأكبر و المنطقة الأكثر و المذهب الأكثر و الشطر الأكبر , سيحكم الأقل كل في مستواه,على هذه القاعدة, وليس على القاعدة الطبقية و الاجتماعية التي تقتضيها قواعد الديمقراطية السياسية.
31-إنه لاشك بأن الديمقراطية السياسية تقتضي خضوع الأقلية لحكم و قرار الأغلبية ذات طابع طبقي واجتماعي , وليس ذات طابع قبلي أو مناطقي أو مذهبي أو شطري كما هو حاصل في اليمن .ثم أن الأقلية و الأغلبية في التناقضات الطبقية و الاجتماعية متغيرة و غير ثابتة,على ضوء تغير الظروف و على ضوء السياسات التي تعالج هذه الظروف,حيث يمكن أن تتحول الأقلية بموجبها الى الأغلبية , وتتحول الأغلبية الى اقلية .أما في التناقضات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية فان الأقلية و الأغلبية ثابتة لا تتغير.فالديمقراطية السياسية جاءت كحل للتناقضات الطبقية والاجتماعية فيما يخص سلطة الدولة, وليس كحل للتناقضات القبلية و الشطرية و المناطقية و المذهبية بالضرورة.
32-لقد انتشر الوعي القبلي و انتشرت الحزبية المناطقية بعد اعلان الوحدة بصورة لم يسبق لها مثيل .حيث اصبح العرف القبلي يحل محل النظام والقانون في الجنوب , واصبح يترسخ اكثر فأكثر في الشمال ,فالقبيلة هي بطبيعتها انفصالية و العرف القبلي لا يوحد الشعوب,بالتالي لا يمكن له أن يوحد اليمن فمن يدعي القبيلة و يعتز بها لا يمكن له ان يكون وحدويا و لا يجوز له أن يدعي الوحدة اليمنية. أما التعددية الحزبية فهي لا تقل خطرا عن ذلك,لكون ظهور الأحزاب قبل ظهور الطبقات و المجتمع الطبقي يجعلها بالضرورة ذات طابع قبلي و مناطقي و مذهبي و شطري مهما حاول أصحاب النوايا الطيبة.
33-إنه لا يمكن أن يوحد اليمن غير آلية جديدة تقوم على أساس النظام والقانون , ولكن النظام والقانون يتطلبان سلطة دولة , وسلطة الدولة لا يمكن أن تقام إلا عبر وسائل الاكراه القانونية لردع و تربية المخالفين وليس عبر الديمقراطية السياسية بالضرورة ,حيث ان الحاكم لا يستطيع أن يمارس الإكراه((حتى وان كان هذا الإكراه قانونيا))لردع وتربية المخالفين و بناء سلطة الدولة وإخضاع مراكز القوى لسلطة الدولة , إلا خارج الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية.و ذلك بسبب أن الفاسدين و المافيا و مراكز القوى و عددهم غير قليل سينحازون في الانتخابات لصالح خصوم الحاكم من أجل إسقاطه و الانتقام منه,ناهيك عن المخالفين بدون وعي الذين لا يمكن أن يكونوا مع الحاكم في الانتخابات وإنما سيكونون مع خصومة, و هؤلاء بالتأكيد ستكون نسبتهم عالية لغياب الوعي القانوني لديهم , و عدم تعود المجتمع على النظام والقانون الذي لم يأت بعد. وهكذا سيجد الحاكم نفسه مضطرا الى ترك الأمور فالتة من أجل سلامة شعبيته للبقاء في الحكم ,فالديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي لإدارة سلطة الدولة هي ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي , وهي عبارة عن أسلوب لإدارة سلطة الدولة وليس أسلوبا لبناء سلطة الدولة بالضرورة.
34-إننا حتى اذا ما افترضنا بأن الديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي للسلطة صالحة في كل مكان و زمان فان صعود أي من أحزاب المعارضة الى السلطة عبر الانتخابات في أي بلد من البلدان المتخلفة مثل اليمن سوف يجد نفسه بالتأكيد عاجزاً عن أن يفعل شيئا,لكون أدوات التنفيذ موالية للحكام المهزومين في الانتخابات و ليس موالية بعد للقانون, حيث ان مسؤولي الجيش و الأجهزة الأمنية و أجهزة الشرطة وغير ذلك هم عادة من مناطق الحكام المهزومين في الانتخابات ومن أصحابهم و من أصدقائهم و من أصحاب المصالح المشتركة معهم....الخ وهذا هو ما يؤكد بأن الديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي لإدارة سلطة الدولة , هي نتاج للمدنية و للوعي القانوني و ليست المدنية و الوعي القانوني نتاج لها كما ترى ذلك الحركة السياسية اليمنية.فالمجتمع الطبقي هو الذي يخلق التعددية الحزبية وليست هي التي تخلقه بالضرورة.
35- إن من يخالفني هذه الحقائق الواردة أعلاه علية أن يدحضها بالحجة و ليس بالرفض.فانا متأكد تماما بأن كل هذه المسائل الواردة أعلاه هي مسائل موضوعية وليست ذاتية وهي لذلك مسائل حتمية لا مفر منها مهما قاومها الناس بقوة الإرادة. صحيح أن موازين القوى الذاتية و قوة إرادة الحكام تكبح فعل الحتميات و تمنعها لفترة من الزمن, ولكنها لا يمكن مطلقا أن تلغيها, ولهذا فأنه لا بد من ترك الشطارة السياسية تجاه أزمة الوحدة اليمنية , وتجاه مسألة الديمقراطية السياسية و التبادل السلمي للسلطة و لابد من العودة الى الحكمة و أمانة الضمير في الوطن كله,حيث أن الشطارة السياسية في الإطار الوطني لا تجوز من حيث المبدأ إلا في المجتمع الطبقي فقط أما في المجتمع القبلي و المناطقي و الشطري ...الخ مثل اليمن ,فان مثل هذه الشطارة السياسية ستكون لصالح طبقات و فئات اجتماعية على حساب طبقات و فئات اجتماعية أخرى. لأن مثل هذه الطبقات و الفئات الاجتماعية لم تظهر بعد, وبالتالي فان هذه الشطارة في أخر المطاف ستكون لصالح الغير بالضرورة, وذلك بسبب تشابك العالم الى درجة العضوية.
36-أن ترك الشطارة السياسية بعدم السير نحو الانتخابات قبل معالجة أزمة اليمن, حيث ان السير نحو الانتخابات بدون معالجة أزمة الوحدة هي السير نحو الخطأ بكل تأكيد .كما أن ترك الشطارة السياسية يتجسد أيضا في التخلي عن الاعتقاد بأن القوى السياسية التي كانت تقود دولة الجنوب السابقة قد انتهت, وبالتالي فان الحرب قد حسمت الأمور ولم يبقى غير تثبيت الأمر الواقع,فلا بد من الإدراك بأن من حمل قضية و عبر عنها سياسيا سوف يكسب أصحاب هذه القضية, وسوف يصبح هو صاحب التأثير و الثقل فيهم مهما كانت محدودية تأثيره و ضعفه ,ومهما كانت قوة وإرادة غيره.
فالمسائل كما أسلفنا حتمية لا مفر منها مهما قاومها الناس بقوة الإرادة , ولهذا فان الحل الوحيد الذي لا غيرة لتأمين مستقبل الوحدة اليمنية و إخراجها الى بر الأمان, وبناء سلطة الدولة التي يجب أن تكون سلطة النظام و القانون هو فقط في التالي:::
أولا:تأمين الوحدة اليمنية دستوريا من الضم والالحاق , الذي جاء كتحصيل حاصل لنتائج الحرب ,وتأمين مستقبل سكان الجنوب دستوريا في السلطة و الثروة , اذا كانت الوحدة في نظر السلطة هي وحدة بالقناعة و ليس بالقهر , وهذا هو الامتحان الحقيقي للسلطة و المعارضة تجاة الوحدة اليمنية بالفعل لا بالكلام, وتأمين الوحدة دستوريا من خطر الانفصال الذي قد يحدث في المستقبل بكل تأكيد.
ثانيا:تعليق الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية لمدة عشر سنوات باستثناء الصحف غير الحزبية و باستثناء حق الإضراب و التظاهر و حق تكوين المنظمات الجماهيرية و الاجتماعية , وذلك حتى يتم بناء سلطة الدولة وفرضها على كامل تراب اليمن , وعلى الحاكم و المحكوم.
37-إن هذه الورقة تحتوي على مضمون الوثيقة المشار اليها أعلاه و التي احضرتها عند عودتي , وهي تتطابق مع محضر لقائنا في سلطنة عمان مع الوفد الذي جاء من صنعاء الى مسقط بعد الحرب مباشرة برئاسة عبد العزيز عبد الغني و عضوية كل من عبد الوهاب ألأنسي و علي محسن الأحمر و آخرين .ففي هذا اللقاء الذي لا زال محضرة مع سلطنة عمان كان الوفد الذي جاء من صنعاء متمسكا بمواصلة الحوار في الداخل بدلا عن الخارج و على ضوء ما اتفق عليه طلبنا تأخير العقيد سالم علي قطن الذي جاء ضمن الوفد من صنعاء من أجل ترتيب إعادة العسكريين تحت إشرافه, ومن أجل إعطائه النقاط المشار إليها أعلاه.
38- إن ما جاء اعلاة ليس فقط انه يتطابق مع محضر لقائنا في سلطنة عمان , وإنما هو تعبير عن قناعة جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بدون استثناء ولا يمكن بالضرورة أن تكون قناعاتهم خلاف لذلك حتى وان تكتموا على ذلك. فالقضية ليست قضية سلطة ومعارضة ,و إنما هي قضية وحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين ,وبالتالي فان كل من تبقى من السياسيين الجنوبيين في الداخل او الخارج هم في الواقع ليسوا معارضة سياسية كما هو حال القوى السياسية الأخرى ,حيث أن لا يمكن موضوعيا و منطقيا أن تنطبق عليهم صفة المعارضة ,و ليس من مصلحة الوحدة السياسية بين الشطرين ان تنطبق عليهم صفة المعارضة السياسية ,فهم من الناحية الموضوعية و المنطقية اما ان يكونوا شركاء في الوحدة وأما ان يكونوا خارج السياسة فقط,فليس من المعقول لأي قيادة ان تقود دولة وتعلن توحيدها مع دولة أخرى حتى وان كانتا في شعب واحد ان تقوم بهذا العمل و من ثم تتحول هي الى معارضة لسلطة دولة الوحدة ,و كيف يمكن ان يحدث ذلك؟؟ وهذا هو الخطأ النظري الذي وقع فيه بعض منظري الحزب الاشتراكي اليمني و تمكنوا من جر الحزب اليه,و هكذا أجهضت الوحدة في معركة الحزب دون إدراك.
39-إن ما هو مطلوب موضوعيا و منطقيا , وما هو مطلوب وطنيا من السلطة ,هو أن تدرك بأن الوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين سكان الشمال و سكان الجنوب , وليست وحدة حزبية بين الحزب الاشتراكي اليمني و المؤتمر الشعبي العام ,أو بين شمال الشمال و جنوبه(المناطق الوسطى)كما يريدها البعض.
40- إن الهبوط بالوحدة اليمنية الى منزلة الوحدة الوطنية ,و اعتبار مشكلة سكان الجنوب الذين دخلوا في و حدة سياسية مع سكان الشمال هي نفس مشكلة المظلومين من سكان الشمال حسب منطق المعارضة هو أمر غير واقعي و غير منطقي و لايمكن أقناع سكان الجنوب بهذا المنطق,وهو منطق يهدف الى حصر المشكلة في الحكام من أجل الإطاحة بهم أو استبدالهم بالتدريج و هذا الحل الذي تراه المعارضة هو بمثابة علاج لغير المرض.
41- إن أكثرية سكان الجنوب كانوا متأثرين بالحزب الاشتراكي وموالين له , ولكن ذلك ليس حبا فيه, وإنما لأنهم كانوا يرون فية صورة الدولة التي كانت رأسمالهم ولكنهم حاليا يقولون بأن الحزب قد خانهم و قد تخلى عنهم و أصبح حزب المعارضة السابقة للنظام السابق في الشمال و ليس حزبهم, أما الأقلية من سكان الجنوب المعادين للحزب فقد صفوا حساباتهم معه أثناء الحرب وبعدها, وبالتالي فان الجنوبيين بصورة عامة يمكن لهم بعد الان أن يقبلوا بأي تصرف تجاه الحزب الاشتراكي, ولكنهم لن يقبلوا مثل ذلك تجاه الجنوب حتى و ان تكتموا على ذلك.
42- أن صنع القرار السياسي الخاص بشؤون الدولة و المجتمع من قبل الحزب الاشتراكي قد انتهى تماما مع إعلان قيام الوحدة بين الشطرين, والحزب من جانبه لم يهتم بذلك رغم انه هو الذي حزب الوحدة, وإنما ظل يهتم فقط بحياته الداخلية و علاقاته بالأحزاب الأخرى , وبالتسكين الوظيفي لاعضائه, وذلك بسبب أن أكثريته الساحقة أصبحت من المعارضة السابقة للنظام في الشمال ومع ظهور الأزمة الأخيرة التي أدت الى كارثة الحرب وإعلان الانفصال زج الحزب بكامل طاقته من اجل تحزيب الأزمة و نجح في ذلك تماما, و لكن مع قيام الحرب انتفت الحزبية من الأزمة وأخذت الحرب طابعها الموضوعي كحرب بين مؤسسات دولة الشمال السابقة و مؤسسات دولة الجنوب السابقة بعيدة كل البعد عن الحزبية, ولهذا فان الحرب وإعلان الانفصال ليس لهما علاقة بالحزبية, ولا داعي لتحزيبها, اذا كان أصحاب السلطة بالفعل دعاة وحدة دائمة و ثابتة بين الشطرين
43- إن الوحدة اليمنية ليست إذابة كيان في كيان و إنما هي وحدة سياسية بين كيانين أما إذابة كيان في كيان فهي ضم وإلحاق بالضرورة ولهذا إنني على يقين تام بأنه بعد كل ما حصل لا يوجد ولا يمكن ان يوجد أي حل لتأمين مستقبل الوحدة و إخراجها الى بر الأمان الدائم , و بناء سلطة النظام و القانون غير الحل الوارد أعلاه فقط حيث أنه بدون هذا الحل فأن البديل هو المزيد من الركود و عدم الاستقرار, وبالتالي تمزيق اليمن لا محالة. فالوضع القائم في نظر سكان الجنوب و في نظر العالم بالنسبة للوحدة اليمنية هو عبارة عن وحدة ضم بالقوة وليست و حدة سياسية بالقناعة بين شطرين كانا دولتين, وهي بشكلها الحالي غير مقبولة لدى العالم و لدى سكان الجنوب مهما كانت المجاملات الدولية للسلطة و مهما كانت حيلة وشطارة السلطة تجاه سكان الجنوب.
44- أن الأيام القادمة ستفرض بالضرورة اصطفافا جنوبيا من أجل إصلاح مسار الوحدة أو الدخول في مؤامرة مع المعارضة للإطاحة بالسلطة وبعد الإطاحة بالسلطة الله أعلم كيف يمكن ان تكون علية اليمن و كيف يمكن أن تكون علية مصير أصحاب السلطة و لهذا فأن أفضل الطرق لإنقاذ الوحدة وإنقاذ أصحاب السلطة هو الحل الوارد أعلاه فقط.
45-إن السلطة بإمكانها أن تقدم على هذا الحل الوارد اعلاة من خلال حوار سياسي مع الجنوبيين في الداخل و الخارج و على رأسهم من هو منهم في السلطة و اذا ما فعلت ذلك سواء عبر حوار او من دون حوار فإنها سوف تؤمن مستقبل الوحدة و سوف تتمكن من بناء سلطة الدولة و فرضها على كامل تراب اليمن و سوف تدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
46-إنه طالما وأن الإنسان لا يمكن ان يصل الى المعرفة المطلقة لكافة الأشياء ,فأن التفكير و البحث الدائمين فيها هما وظيفة العقل الذي أكرم الله الإنسان به وهذا التفكير و البحث الدائمان و المستمران في مشكلات المجتمع هم أمر ضروري و موضوعي و منطقي , وإلا ركدت وماتت حركة الحياة الاجتماعية في المجتمع و وبالتالي فان الذين يسخرون, من التفكير والبحث في مشكلات المجتمع هم كارثة المجتمع و هم الأغبياء الحقيقيون , لأنهم لا يستطيعون أن يبرهنوا بأنهم قد وصلوا الى نهاية المعرفة حتى في شؤون أعمالهم اليومية فقط و هذه السخرية عادة مايصاب بها المنتصرون في الإحداث العسكرية و الإحداث الإدارية
47-إن المنتصر في الاحداث العسكرية و الاحداث الادارية كقاعدة عامة يكونون أكثر بعدا عن فهم الحقيقة , بينما المهزومون يكونون أكثر فهما لها بالضرورة ولكي يفهم المنتصرون الحقيقة فانه بموجب هذه القاعدة العامة لا مناص لهم من هزيمة لكي يفهموا الحقيقة حيث انه كقاعدة عامة تقريبا لا يفهم الحقيقة في الاحداث الاجتماعية غير المهزوم فلا يمكن للانسان في الاحداث الاجتماعية و الادارية ان يفهم الحقيقة الا عبر الهزيمة و ليس عبر النصر اذ أن المنتصر كقاعدة عامة تقريبا لايرى حجم أخطائه , و بالتالي فان كل منتصر لا بد له من هزيمة لكي يفهم الحقيقة, وهكذا دواليك الحياة وحتى يصل جميع الناس في الاحداث الاجتماعية الى فهم الحقيقة . فهل يمكن للسلطة قي اليمن ان تكون استثناء و تفهم الحقيقة و تقبل بها دون المرور بالهزيمة؟!
اخيراً اقول لكم سعادة الرئيس بان الجنوب كان دولة و ليس جزاء من اليمن و لكن نتيجة لشعارات القومية العربية و خداعنا بالوحدة العربية , اليوم الجنوب يدفع ثمنها... أتمنى بان تحتفض بها لتاريخ..
لكم تحياتي محمد حيدة مسدوس صنعاء بتاريخ 20 مارس 1995.

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:54 AM
]توضيح ثالث للحراك



د/ محمد حيدره مسدوس



الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الجنوب كله ، و خير وسيله للتواصل معه هي الصحافه . و لهذا و على ضوء تقييم الناس لمؤتمر الرياض ، و وقف الحرب في صعده ، و التصعيد الأمني في الجنوب ، فاننا نود توضيح التالي :



1- بحكم إن مؤتمر لندن قد وضع اليمن تحت المجهر ، فان مؤتمر الرياض ربط المساعدات ضمنياً بحل القضايا السياسيه ، و هو يعلم بان القضية الجنوبية أم القضايا كلها ، و يعلم بأنها قضيه موضوعيه تستمد قوتها من وجودها الموضوعي و من شرعية وجودها ، و يدرك كذلك بان الوجود الموضوعي لهذه القضية هو من جعل شعب الجنوب يتحرك من ذاته لذاته ، أي من ذاته دون أن يحركه أحد ، و لذاته الوطنية بوعي و إدراك لم يشهده في تاريخه . و لذلك فانه لا يوجد لدى النظام أي مبرر موضوعي أو منطقي للهروب من الاعتراف بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها غير غياب القيادة السياسيه لها أو أخطاء الحراك و تبعثره لا سمح الله ، و هو ما ندعو للحذر الشديد منه ، لان النظام يعمل عليه و يراهن عليه . و أود هنا أن أقول للنظام بأنه حتى إذا ما نجح في ذلك فانه لم يفعل غير ترحيل القضية ليكبر انفجارها بالضرورة . أمّا وقف الحرب في صعده فهو استجابة لمطلب دولي و هو دليل على الوصاية الدولية غير المباشرة على اليمن ، إضافةً إلى اكتشاف لعبة الحرب و إيقاف تمويلها على الطرفين . و أمّا التصعيد الأمني في الجنوب فهو في تقديري آخر محاوله لإسكات صوت الجنوب و بعد فشله سيكون الحوار ، أو قد يكون هذا التصعيد ذاته لتقوية شروط النظام في الحوار ، خاصةً و أن هناك إجماع عربي و دولي على الحوار ، و إذا ما كان الأمر على خلاف ذلك فان النظام بهذا التصعيد لم يفعل سوى تكريس الطلاق الأبدي بين الشمال و الجنوب ، و عليه أن يدرك بان دستور الحرب و قوانين الحرب التي يقمع بها الجنوبيين و يحاكمهم على أساسها ليست ملزمه للجنوبيين إذا ما استطاع الجنوبيون إيصال قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية ، و على النظام أيضا أن يدرك بان من دفعوه إلى إسقاط الوحدة بالحرب تحت وهم الدفاع عنها و تحت وهم علاقتهم الوثيقة بالأمريكان ، هم اليوم الذين يدفعونه إلى قمع شعب الجنوب تحت الوهم نفسه و بإسم اتفاقيات الوحدة و دستورها اللذان ألغتهما الحرب . و لكننا نقول لهم بان حبل الكذب قصير . فلو لم تحصل الحرب ، و لو لم يكن الوضع القائم قائما على نتائجها ، و لو لم تنهب الأرض و الثروة في الجنوب و يحرم أهلها منها ، لربما يكون كلامهم صحيح . و لكن طالما و الحرب أسقطت الوحدة و ألغت موضوعيا شرعية إعلانها و شرعية اتفاقياتها و دستورها و خلقت وضعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فان ما يقولونه لا أساس له من الصحة بكل تأكيد . فأين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال كما يقولون ؟؟؟ . و لذلك فان الأحرى بهم أن يدعوا للحوار حول وجود الوحدة من عدمها في الواقع و في النفوس إن كانوا صادقين .



2- إن ما جرى في الجنوب حتى الآن هو دليل على عدم فهم السياسيين الشماليين للوحدة ، و على عدم فهم السياسيين الجنوبيين لقضيتهم منذ البداية ، و هو درس للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و درس للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم . فقد برهن الواقع على إن السياسيين الشماليين أصغر من الوحدة بكثير ، و ان السياسيين الجنوبيين أصغر من قضيتهم بكثير . فلو كان السياسيون الشماليون في مستوى الوحدة لما أسقطوها بالحرب و لما رفضوا حل أزمتها حتى حولوها إلى أسوأ من الاحتلال . فمن يصدق ان شعب الجنوب الذي قاوم الاحتلال البريطاني 130 عام سيترحم عليه لولا القهر المفروض عليه منذ حرب 1994م ؟؟؟ . و من يصدق ان ثوار الجنوب الذين غيروا هوية الجنوب العربي إلى هوية الجنوب اليمني سيرفعون شعار الجنوب العربي من جديد لولا نهب أرضهم و ثروتهم و طمس هويتهم و تاريخهم لصالح الشمال ؟؟؟ . و لهذا فان يمنية الجنوب مرهونة موضوعيا بالاعتراف باليمنين ، لأنه بدون ذلك ليس أمام الجنوبيين غير العودة إلى هوية الجنوب العربي . أمّا السياسيين الجنوبيين فلو كانوا في مستوى قضيتهم لأعتزوا بها و أعلنوا قيادتهم السياسيه لها منذ البداية . فقد قال لي صديق انه سأل الشيخ العماد ، قائد الجبهة الإسلامية في المناطق الوسطى سابقا عن رأيه في قضية الجنوب و رأيه في مشكلة صعده ، و قال العماد ان القضية الجنوبية هي قضيه سياسيه شرعا و قانونا بامتياز و لكنها بلا رجال ، أي بلا قياده . أمّا مشكلة صعده فهي باطله شرعا و قانونا و لكن لها رجال .... الخ . و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، غير أنني على يقين بان القضية الجنوبية ستخلق رجالها ، و ان مشكلة صعده قد أخذت بعداً سلالياً يتطلب حلا سياسيا و ليس عسكريا . و الآن و بعد الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم ، فان على السياسيين الشماليين الاعتراف العلني بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها ، و على السياسيين الجنوبيين الاعتزاز العلني بقضيتهم و التوحد العلني من حولها و إعلان قيادتهم السياسيه لها ، و تحويل الحراك الوطني السلمي الجنوبي إلى حركه وطنيه لشعب الجنوب .



3- ان القيادة السياسيه المطلوبة موضوعيا و منطقيا للقضية الجنوبية ، هي القيادة التاريخية للجنوب زائداً القيادات الميدانية الموجودة حاليا في الميدان و أولاد السلاطين المناصرين للقضية و كبار التجار و رجال الأعمال الجنوبيين إذا ما رغبوا في ذلك ، و على ان تبدأ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بوحدة أطراف الحراك ، ثم وحدة منظمات الأحزاب في الجنوب مع الحراك ، خاصة و ان قضية الجميع واحده ، و هي قضيه وطنيه لا توجد فيها حزبيه بالضرورة . و أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب ان تدرك ذلك جيدا ، و ان تدرك بان قياداتها في صنعاء مازالت متمسكة بواحدية اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية و بواحدية تاريخيهما و ثورتيهما ، و ترى بان الوحدة بينهما وحده وطنيه .....الخ ، و وصفها بالوحدة الوطنية يعني أنها بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و هذه المفاهيم هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها ، لأننا إذا ما سلمنا بهذه الواحديه و بوصف الوحدة بالوحدة الوطنية فلن تبق هناك قضيه جنوبيه اصلاً ، و هذا منافي للواقع و تعقيد أكثر للقضية . و لذلك فان مفاهيم الواحديه التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس هي من عقَّد الأمور منذ البداية ، و ه

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 09:57 AM
نداء عام إلى أصحاب الحراك السلمي والرأي العام


د.محمد حيدرة مسدوس


في البداية أوجه هذا النداء إلى أصحاب الحراك السلمي
في الجنوب، ثم الرأي العام، وأوجزه في الآتي :

أولاً : أقول لأصحاب الحراك السلمي في الجنوب احذروا
الشغب والعنف الذي تجركم السلطة إليه واعتبروا الشغب
والعنف حراماً في نضالكم السلمي مهما كان عنف السلطة
وقمعها . وعليكم أن تدركوا بأن نقطة ضعف السلطة هي
في النضال السلمي، وأن نقطة قوتها هي في الشغب
والعنف الذي تجركم إليه، وعليكم أن تدركوا أيضاً بأن
الرأي العام العربي والدولي لن يتعاطف إلا مع النضال
السلمي الخالي من الشغب والعنف، ولهذا صعدوا النضال
السلمي حتى يتم الإفراج عن المعتقلين .

ثانياً : أقول للرأي العام بأن السلطة هي التي
افتعلت الشغب من أجل تبرير القمع والاعتقالات، بدليل
أنها قامت بتعميم الاعتقالات على محافظات الجنوب
خارج مناطق الأحداث، وهذه الأساليب سبق أن عرفناها
فيهم عندما كنا وإياهم معاً في السلطة، فبعد إعلان
الوحدة كان هناك شعور لدى سكان محافظة تعز الأكثر
سكاناً في محافظات اليمن بأن القادمين من عدن هم
المنقذون لهم، وبسبب ذلك قامت الأجهزة الأمنية
بافتعال أحداث الشغب التي حصلت في محافظة تعز عام
1993م وبررت تأديب المحافظة وإشعارها بأن القادمين
من عدن لايستطيعون أن يحموا أنفسهم، وهو ماحصل
بالفعل، وفي عام 1997م عندما تمسكنا بقضية إزالة
آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، قامت الأجهزة
الأمنية بافتعال تفجيرات في عدن واتهموني بها وأنا
في لندن للعلاج وأبلغوني بذلك وبعدم رغبتهم في عودتي
إلى البلد ، وقد قاموا باعتقال بعض من أسرتي
وأصدقائي في عدن، وفتشوا منازلهم ونهبوا نقودهم
ولايزال بعضها مع ضابط أمني اسمه (قرقر) حتى الآن،
كما قاموا بتعذيبهم جسدياً، ولايزال أحدهم معاقاً
حتى الآن أيضاً، حيث حاولوا إجبارهم على اعترافات
كاذبة بأنهم قاموا بالتفجيرات بتوجيهات من قبلي،
وحكموا عليهم بخمس سنوات سجن ظلماً وعدواناً، ولذلك
فإننا نطالب السلطة بالإفراج الفوري عن المعتقلين
ونحملها مسؤولية ما سيحدث لهم، خاصة وأن بعضهم
يعانون من أمراض مختلفة .

إن القضية الملتهبة الآن في الجنوب التي بسببها تمت
هذه الاعتقالات، ليست قضية ذاتية تتعلق بأفراد يمكن
إخمادها بالقمع والاعتقالات كما تعتقد السلطة، وإنما
هي قضية موضوعية تتعلق بشعب فقد أرضه وثروته، وفقد
تاريخه السياسي وهويته لصالح غيره، وتمت تصفية
أبنائه من الوظيفة العامة وتعرض للجوع باسم الوحدة،
فعلى سبيل المثال لو كانت له مصلحة اقتصادية
واجتماعية في هذا الوضع وجاءت قوى خارجية تدفعه إلى
الكراهية ورفض الوحدة كما تقول السلطة، فهل سيستجيب
لها أم إنه سيرفضها بالضرورة والعكس صحيح، فالسلطة
تستطيع أن تقول ما تريده وتستطيع أن تقتل من تريد
وأن تعتقل من تريد، ولكنها لا تستطيع أن تحل القضية
بالقوة، فهي الآن في صراع مباشر مع الشعب في الجنوب
بعد أن جردته من قواه السياسية ودجّنت أغلبها
بالترهيب والترغيب .

إن أكثر السياسيين المنحدرين من الشمال معترفون
بغياب الشراكة الجنوبية بعد الحرب ، ولكنهم بسبب
فهمهم الخاطئ للوحدة يصرون على وجودها ، وهذا منطق
متناقض ، لأنه إذا ما كانت الشراكة الجنوبية غائبة
فمن البديهي بأن تكون الوحدة غائبة، وأن يكون الوضع
القائم أسوأ من الاحتلال، فعلى سبيل المثال كان
الوضع في عهد الاحتلال البريطاني أفضل من الآن وكنا
نسميه احتلالاً، فماذا نسمي هذا الوضع الأسوأ؟؟..
وهل يعقل بأن نسميها وحدة وهي أسوأ من الاحتلال
البريطاني؟؟.. وبالتالي فإن من يدعي الدفاع عن
الوحدة، إنما يدافع عن إسقاط الوحدة، وليس عن الوحدة
بالضرورة، فمن فهمهم الخاطئ للوحدة أنهم ينطقون
بالوحدة ويرفضون مفهومها الجغرافي، أي يرفضون مفهوم
الجنوب فيها، وهذا نكران للوحدة ذاتها، لأن الدليل
على وجودها هو مفهومها الجغرافي فقط لا غير،
وبالضرورة أيضاً.

كما يسمونها بالوحدة الوطنية وكأنها وحدة بين أطراف
من دولة واحدة وليست وحدة سياسية بين دولتين، ولهذا
فإنه لايمكن فهم القضية وفهم حلها إلا بالاعتراف بأن
اليمن لم يكن يمناً واحداً، وإنما كان يمنين بدولتين
وبهويتين .

إن القضية الجنوبية قد أظهرتها الحرب ونقلتها إلى
مجلس الأمن الدولي، وقد تعمقت هذه القضية برفض
الحوار بعد الحرب، وبعدم الاعتراف بأي تمثيل سياسي
للجنوب بعد الحرب وبحل كافة مؤسسات الجنوب العسكرية
والمدنية لصالح مؤسسات الشمال، وتعمقت أكثر بنهب
الأرض والثروة وحرمان أهلها منها وبطمس الهوية
والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال. صحيح أن هناك
بعض الموظفين الجنوبيين في السلطة، ولكن السلطة ترفض
أن يكونوا ممثلين للجنوب، وبالتالي فإن عدم الاعتراف
بوجود القضية ورفض الحوار حول حلها ، يعني عدم حلها
باتجاه تصعديها أكثر فأكثر بالضرورة كذلك .

إن النظام السابق في الجنوب قد أمم الملكية الخاصة
ومنع ظهورها وجعل كل شيء ملكاً للدولة مقابل أن تكون
الدولة هي رأسمال الجميع ومسؤولة عن كامل شؤون
حياتهم بموجب النهج الاشتراكي، وهذا ما أدى إلى وجود
اختلاف اقتصادي واجتماعي جذري بين الشمال والجنوب،
ناهيك عن الاختلاف الثقافي بينهما، وهذا الاختلاف
الجذري - كما قلنا سابقاً - ما كان يسمح موضوعياً
بالوحدة بينهما إلا بإزالة الآثار الاقتصادية
والاجتماعية للنظام السابق في الجنوب لصالح الثقافة
المدنية في الجنوب أو إيجاد دولة بنظامين، كما هو
حاصل في الصين، ولكن حكام الشطرين أعلنوا بإرادتهما
السياسية خارج أسسها الموضوعية ودون استفتاء الشعب
عليها، وجاءت الحرب وأسقطت هذه الإرادة وحولت دولة
الوحدة إلى دولة الشمال ونظامها السياسي بكامل صوره
السيئة، حيث قام بنهب الأرض والثروة في الجنوب، وحرم
أهلها منها دون أن يكون هو مسؤولاً عن أي جانب من
جوانب حياتهم، فهل يستطيع أي يمني أو عربي من دعاة
الوحدة أن ينكر ذلك أو أن يأتي بغيره؟؟

إنه بعد أن تم إسقاط شرعية إعلان الوحدة بإعلان
الحرب، وبعد إسقاط اتفاقايات الوحدة واستبدال
دستورها، وبعد نهب الأرض والثروة وحرمان أهلها منها
وبعد طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح
الشمال، وبعد تعميم ثقافة الشمال القبلية على ثقافة
الجنوب المدنية، هل يمكن لأي يمني أوعربي من دعاة
الوحدة أن يقنعنا بوجودها، ويقنعنا بأن العلاقة بين
الشمال والجنوب هي علاقة وحدة، وما هو دليله المادي
على ذلك ؟؟؟ ثم ما هو مفهوم الوحدة لدى دعاتها من
اليمنيين ومن العرب والإسلاميين؟؟؟ وهل هيمنة القوي
على الضعيف ونهب أرضه وثروته وحرمان أهلها منها هي
وحدة ؟؟ وهل غياب المصالح الاقتصادية والاجتماعية
والمعنوية للضعيف لصالح القوي هي وحدة؟؟ وهل يعلمون
أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتناقضاتها هي
التي أسقطت الخلافات الإسلامية، وهي التي منعت قيام
الوحدة العربية، وهي التي أسقطت الاتحاد السوفيتي
بشكل حتمي؟؟ وسؤالي الأخير هو لعلماء الدين في اليمن
الذين شحنوا العساكر حقداً على أبناء الجنوب، وهو :
هل المظلوم هو الذي يخون الوحدة، أم إنه من البديهي
أن الظالم هو الذي يخونها منذ ظهور الخلافة
الإسلامية؟؟

5-4-2008l
__________________
((قد تستطيع دفن الحقيقة ولكن لاتستطيع قتلها))

الهمشري
2011-04-02, 09:59 AM
الخميس, 12 أكتوبر 2006 03:38
صوت الجنوب نيوز .12.10.2006 / د . محمد حيدرة مسدوس / الوسط 11.10.2006
نحن في تيار المصالحة واصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي قد قلنا .
سابقاً بأن الانتخابات لاتعنينا حتى نقاطعها أو نشارك فيها، لأنها موضوعياً لاتعني الجنوب إلاَّ بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة
وقد سبق وان قلنا رأينا في هدفها ونتائجها قبل ظهورها.

والآن نقول رأينا في نتائجها بعد ظهورها، ويمكن توضيح ذلك في النقاط العشر التالية:

1) لقد قلنا أن بن شملان مرشح للسقوط، وان اللقاء المشترك الذي رشح بن شملان يدرك ذلك منذ البداية، لأن السلطة فصَّلت الانتخابات على مقاسها في القيد والتسجيل، واللقاء المشترك وافق على المشاركة في الانتخابات دون أن يشارك في القيد والتسجيل. وهذا يعني بأن المؤيدين لبن شملان لم يكونوا كلهم مسجلين في القيد والتسجيل. وبالتالي فإن النتيجة المعلنة هي صحيحة ولاشك فيها. وكان على قيادة اللقاء المشترك بأن تسلِّم بالنتيجة بوضوح وتذهب طابوراً الى الرئاسة وتقدم التهاني للرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة فوزه الساحق في الانتخابات وتتقبل الهزيمة بروح ديمقراطية وتتحمل المسؤولية أمام هيئات أحزابها، أو ان ترفض النتيجة بوضوح وتخرج الى الشارع، لأن ما عدا ذلك هو موقف انتهازي بامتياز.

كما ان قواعدالديمقراطية المعمول بها في البلدان الديمقراطية تحتم على من سقطوا في الانتخابات بأن يتركوا مناصبهم الحزبية باعتبار انه لا يشرف أي حزب ان يبقى في هيئاته من هو منبوذ من قبل الشعب.

فهل تفعلها الاحزاب في اليمن احتراماً لإرادة الناخبين الذين اسقطوهم؟

2) لقد قلنا أيضاً بأن اللقاء المشترك قد رشح بن شملان ليس فقط للسقوط، وانما لدفن القضية الجنوبية باعتباره جنوبياً ومن حضرموت. وهذا ما أكدته الوقائع الملموسة. فقد أعلن اللقاء المشترك مشروعاً سياسياً لاصلاح النظام السياسي وسرعان ما تركه وذهب يبحث عن المشاركة في الانتخابات بدون المشروع. كما أنه وافق بأن يكون معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام وان يكون الرئيس علي عبدالله صالح هو الحكم، بينما اللقاء المشترك يفترض بأنه معارضة للرئيس وليس لحزبه. وقد قبل كذلك بالمشاركة في الانتخابات دون ان يشارك في القيد والتسجيل كما اسلفنا، وهدد أكثر من مرة بالمقاطعة ولم يقاطع رغم ان السلطة لم تنفذ الاتفاق الذي تم حول الانتخابات، وهدد أكثر من مرة كذلك باللجوء الى الشارع ولم يخرج... الخ، وهكذا يتضح بأن القضية برمتها هي زوبعة انتخابية لدفن القضية الجنوبية.

3) لقد قال بن شملان في مهرجاناته الانتخابية بأن اتهام اللقاء المشترك بدفن القضية الجنوبية منطق غير سليم، بينما هو ذاته في نفس المهرجان قال بالنص: هناك جمهورية يمنية قد توحدت البلاد وأنتهت، هناك مظالم صحيح في كل المحافظات، وفي مظالم خاصة المترتبة على حرب 1994م وحقوق أخرى في عام 1978م الى اليوم، هذه القضايا يجب ان تحل، هناك آلاف من الناس الجالسون في بيوتهم بدون عمل خرجوا لأسباب سياسية، هذه قضايا يجب ان تصفى. واضاف يقول: أما قضية الحديث في الوحدة هذا كلام لم يعد يمكن الالتفات إليه بأي حال من الأحوال ...الخ. هكذا قال بن شملان مرشح اللقاء المشترك. وهذا دفن واضح للقضية الجنوبية. وبالتالي كيف يمكن لمن ادلوا باصواتهم من الجنوبيين ان يعطوها لبن شملان؟؟؟

4) ان بن شملان قدم نفسه للشعب في الجنوب كدافن للقضية الجنوبية وقدم نفسه باسم اللقاء المشترك المكروه لدى الشعب في الجنوب بسبب موقفه المعادي للقضية الجنوبية. حيث ان الشعب في الجنوب يرى بأن هناك خصوماً ثلاثة لقضيته، أول هذه الخصوم الثلاثة هم الناكرون للقضية الجنوبية في الحزب الاشتراكي الذين ينكرونها باسمه زوراً وينكرون الجميل. وثاني هذه الخصوم الثلاثة هم بقية اطراف اللقاء المشترك الذين يتصدون للقضية الجنوبية قبل السلطة وهم في الشارع فكيف إذا هم بالسلطة؟

والخصم الثالث هي السلطة التي اصبحت أهون الشرين في نظر الشارع الجنوبي بالمقارنة مع اللقاء المشترك.

وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات رغم أننا كنا نتوقع فوز الاصلاح في المحليات بسبب فساد المؤتمر. فمع ان اكثر الناخبين في الجنوب هم من الشمال ومن لم يصدق ذلك عليه ان يقوم باحصاء للشماليين في الجنوب، إلاَّ أن من شارك من الجنوبيين في الانتخابات قد نظر الى اللقاء المشترك بأنه شمالي، وقد نظر الى بن شملان بأنه مرشح المعارضة الشمالية، ولذلك فضل بأن يكون مع شمالي في السلطة ولا مع شمالي في الشارع. واضافة الى ذلك فإن بن شملان كان متناقضاً في كلامه. فهو من جهة يعترف بالآثار الكارثية لحرب 1994م ضد الجنوب والتي عطلت مسار الوحدة، ومن جهة أخرى يرفض إزالة آثارها واصلاح مسار الوحدة.

أما الشعب في الشمال فمن البديهي بأن يكون مع الرئيس وحزبه في سبيل ابتلاع الجنوب، وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات.. ونستطيع ان نجزم بأنه لولا القضية الجنوبية لما سمح الشعب في الشمال ببقاء الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم بعد 28 سنة والتي لم يحصل عليها أي حاكم قبله في الشمال. كما أنه لولا القضية الجنوبية لما تمسك النظام اصلاً بالديمقراطية.

5) إن نظام صنعاء هو كما قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» لم يكن ديمقراطياً بطبيعته، لأن دستوره كان يقول من تحزب خان، ولكن اشتراط الوحدة بالديمقراطية هو الذي أجبره على قبول الديمقراطية.

ولولا اشتراط الوحدة بالديمقراطية لما وجدت الديمقراطية في اليمن اصلاً. وهي الآن رغم أسباب وجودها وغياب شروطها، إلاَّ أنها قد اصبحت حقيقة لا يمكن نكرانها. ولكن الحقيقة الموضوعية التي يستحيل دحضها أو نكرانها أيضاً هي ان هذه الديمقراطية قائمة على نتائج الحرب بالنسبة للجنوب. وهذا يعني بأن هذه الديمقراطية لاتعني الجنوب وانما تعني الشمال. فلا يمكن موضوعياً وعلمياً ان تشمل الشعب في الجنوب إلاَّ بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة واعتبار الحرب ونتائجها باطلة، لأن العلاقة بين شرعية 7 يوليو 1994م وبين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي في قانون نفي النفي، فإذا ما اصبح هذا اليوم شرعياً فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب والعكس، أي ان شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب، وشرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضرورة. وبالتالي فإن شرعية الوحدة ذاتها تتوقف على ذلك بالضرورة أيضاً. كما ان المعركة الانتخابية التي جرت حالياً في اليمن إذا ما اعتبرناها معركة، فإنها من حيث الشكل بين سلطة ومعارضة الشمال، ومن حيث المضمون بين اليمن الأعلى واليمن الاسفل من الشمال. أما الجنوب فهو خارج هذه المعادلة منذ حرب 1994م.

6) لقد غاب الجنوب تماماً من الحياة السياسية بعد حرب 1994م وأصبحت الحياة السياسية شمالية بامتياز، بدليل انه لم يعد يوجد صانع قرار في السلطة أو في المعارضة من الجنوبيين حتى في اطار الحزب الاشتراكي ذاته الذي هو امتداد لثورة الجنوب ومنبعه من الجنوب. وطالما وان الحياة السياسية هي شمالية بامتياز فإن الديمقراطية تبعاً لها هي شمالية بامتياز أيضاً وبالضرورة. وبالتالي فإن شرعية حقوق الجنوبيين وهويتهم ومستقبلهم في أرضهم وكرامتهم عليها هي مرهونة بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، لأن أي شيء يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبة أو فضيلة وليس حقاً مشروعاً يستمدون شرعيته من الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية مثل امريكا الجنوبية وامريكا الشمالية. فعلى سبيل المثال كان أكثر المغتربين اليمنيين في الخليج قبل حرب 1994م هم من الشمال، وبعد حرب 1994م أصبح أكثرهم من الجنوب بسبب فقدانهم الأمل في العيش بوطنهم الذي فقدوه. فإذا كانت صنعاء لاتعترف لهم بوطن بعد حرب 1994م لأنها ترفض اسم الجنوب ولاتعترف به، فكيف ستعترف لهم بحقوق مالم تزل آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة؟؟؟ حيث وصل الأمر بصنعاء الى تعمييم منشور سري على جميع السفارات اليمنية بسحب أية وثائق أو حتى اوراق عادية باسم الجنوب بهدف طمس تاريخه وهويته. فعندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب، فإنها بذلك لاتعترف لنا بوطن.

7) إن الاخوان في صنعاء لم يعودوا يعترفون بالوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية بعد حرب 1994م، بل اصبحوا يسمونها بالوحدة الوطنية وكأنها وحدة بين اطراف من دولة واحدة وليست وحدة سياسية بين دولتين. وهذا تراجع عن الوحدة ويعطي الحق للجنوبيين بالمطالبة بحق تقرير المصير. فلقد قلنا أكثر من مرة ومازلنا نقول اقنعونا بأن العلاقة بين الشمال والجنوب هي علاقة وحدة بعد الحرب وسنكون معكم، أو اقبلوا منا بأنها علاقة احتلال وعودوا الى الوحدة، ولكنهم يرفضون.

8) إن تمسك الجنوبيين بتاريخهم السياسي وبهويتهم الجنوبية في اطار الوحدة وتكريس المفهوم الجغرافي للوحدة، أي شمالاً وجنوباً كحقيقة تاريخية وموضوعية يستحيل دحضها أو نكرانها هو يساوي الحل بالضرورة، وفقط تبقى المسألة هي مسألة وقت قد يطول وقد يقصر فقط ولاغير. فالوحدة هي أعلنت من الناحية الشكلية ولكن الحرب حالت دون قيامها في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية.

9) لقد قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» بأن التناقض في اليمن ليس تناقضاً حزبياً بين حزب حاكم واحزاب معارضة يمكن حله بالانتخابات أو بالمشاركة في السلطة، وانما هو تناقض وطني لايمكن حله إلاَّ باصلاح دستوري للنظام السياسي ذاته. فقبل اعلان الوحدة كان التناقض مناطقياً بين مناطق تحكم ومناطق محكومة، وبعد اعلان الوحدة تشكل وضع جديد كاد ينقل اليمن ككل شماله وجنوبه الى التناقض الحزبي البناء بين حزب أو أحزاب تحكم وتعبر عن مصالح قوى اجتماعية معينة وبين حزب أو أحزاب معارضة تعبر عن مصالح قوى اجتماعية أخرى. ولكن حرب 1994م ضد الجنوب قد عطلت هذا الوضع وجعلت التناقض شطرياً بين شطر قاهر وشطر مقهور. وهذا ماأكده الأخ الرئيس في مهرجاناته الانتخابية في المحافظات الشمالية عندما ظل يكرر شكره وتقديره لهم في كل محافظة على انخراطهم في حرب 1994م ضد الجنوب. وهي الحرب التي شكلت الأساس الذاتي لاتحاد الشمال على الجنوب وارجعتنا الى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس.

10) إن هذا الواقع الجديد الذي خلقته الحرب لم تدركه قيادة الحزب الاشتراكي، بل ظلت تتعامل معه وفقاً للواقع القديم، وهذا ما جعل الحزب يكون ضحية وعي قيادته. فقد قلنا لهم بأن أي اصلاح للنظام السياسي هو عبر بوابة الوحدة كما جاء في برنامج الحزب الذي استبدلوه بمشروع اللقاء المشترك. وقلنا لهم أيضاً بأن أية بوابة أخرى هي فاشلة، لأنها لا تستند على مشروعية تلزم السلطة بقبولها. ولكن النزعة الشطرية التي طغت عليهم وعلى اللقاء المشترك قد ضلت بهم الطريق وساروا في الخطأ.. ففي بيانهم الخاص بنتائج الانتخابات قالوا إن حملتهم الانتخابية قد نجحت في تقوية وشائج الوحدة الوطنية (يقصدون الوحدة اليمنية) واضعاف الولاءات الضيقة وتعزيز البعد الوطني في النسيج الاجتماعي للشعب اليمني... الخ. هكذا قالوا في بيانهم وهي اشارة الى تيار اصلاح مسار الوحدة. ولكنه لم يسعفهم وعيهم ويدركون بأن ماقالوه يؤكد ما كنا قد قلناه، وهو أن هدفهم الأول من هذه الانتخابات دفن القضية الجنوبية. ومع ذلك فإنه لو كان ما قالوه صحيحاً لما نبذهم الشعب في الجنوب وكذلك الشمال وجعلهم في ذيل نتائج الانتخابات مابعد المستقلين. وهل يدركون بأن أي حزب يتجاوزه المستقلون يفقد مبرر وجوده بالضرورة؟؟؟ ثم اننا لو سلمنا بمنطقهم القائل بأن الانتخابات هي الحل، فإن هذه الانتخابات تكون حلت مشكلة الشمال وأبقت مشكلة الجنوب، وبالتالي يصبح الأساس الموضوعي للعمل السياسي هو شمال وجنوب.

هذا وفي الختام اود القول بأن ما يقوله اللقاء المشترك وما تقوله قيادة الحزب الاشتراكي هو خارج الواقع، بدليل انهم حالياً يقولون بأن الانتخابات خلقت واقعاً جديداً، بينما الانتخابات كقاعدة عامة لاتخلق واقعاً جديداً، وانما هي تكشف الواقع الملموس. فالانتخابات التي جرت في اليمن لم تخلق واقعاً جديداً كما جاء على لسان الأمين العام للحزب الاشتراكي في صحيفة «البيان» الاماراتية، وانما هي كشفت الواقع الذي هم كانوا يجهلونه.

فإذا هم يقولون بأن الانتخابات خلقت واقعاً جديداً ويرفضون ان تكون حرب 1994م قد خلقت واقعاً جديداً والتي هي بالفعل قد خلقت واقعاً جديداً ونتج عنه القضية الجنوبية، فما علاقة تفكيرهم بالواقع؟؟؟

* عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني
آخر تحديث الخميس, 12 أكتوبر 2006 03:38

الهمشري
2011-04-02, 10:12 AM
محمد حيدرة مسدودس لـصحيفة النداء: عرض عليَّ علي محسن الأحمر المشاركة في السلطة فقلت له: بأي وجه سأظهر معكم؟
[الخميس أكتوبر 22]

في البدء كان تيار «إصلاح مسار الوحده». لكن محمد حيدره مسدوس لم يرد في هذا الحوار الذي تنشره «النداء» على جزئين أن يتحدث كثيراً عن معارك الماضي التي خاضها داخل الحزب الاشتراكي لإقناع الأغلبية في هيئاته بضرورة التمترس في الجنوب من أجل القضية الجنوبية والوحدة معاً. الماضي لا يحضر في هذا الحوار إلا متى أدى وظيفة كاشفة للحاضر والمستقبل. وعبر ساعات هذا الحوار اعتمد أحد أبرز مؤسسي تيار إصلاح مسار الوحدة نبرة هادئة حتى وهو يخوض في مسائل الحاضر المحمولة بالصخب والهياج، وأسئلة المستقبل المسوَّرة بالنار، وتجارب الماضي المغمسة بالأحزان والمرارات.
كان هادئاً، تماماً كما هو في اللحظة الراهنة، اللحظة التي توارى فيها عن سبق إصرار -كما قال لي- عن واجهة المشهد الجنوبي بسبب قلبه الذي يقاسي التضخم، ولكن أيضاً بسبب عقله الذي يقدِّر أن الأيام الجنوبية المقبلة تحتاج إلى دوره في ظلال المشهد بأكثر مما تتطلب حضوره في أضواء الواجهة حيث يتسابق كثيرون على حجز موقع لهم في الصدر! والحاصل أن محمد حيدرة مسدوس، الرجل الذي اختار أن يتوارى، حاضرٌ، كما يبرهن في هذا الحوار، بأكثر مما يتصوره أشد الممسوسين به، داخل الحزب الاشتراكي أو في السلطة أو في الحراك. وبالنظر إلى حساسية موقعه الريادي في الحراك، فقد تقرر أن يتم هذا الحوار طبق اتفاق مبادئ بيننا.
يقضي المبدأ الأول بأن نتجنب الإشارة إلى الخلافات بينه وبين رفاقه في الحزب، الأحياء قبل الأموات، حول قرارات الأغلبية الحزبية بشأن الانتخابات ومصير الوحدة بعد حرب 1994.
وقد تم الالتزام من قبلي بهذا المبدأ إلا متى وجبت الإشارة إلى مواقف سابقة تعين على قراءة تطورات راهنة.
المبدأ الثاني كان بشأن رأيه في التطورات المتسارعة في الجنوب والتقلبات الدرامية في المواقف والاصطفافات جنوباً وشمالاً. وكان الاتفاق على أن يتم الحوار بالمسجل كي يكون نابضاً بالحياة على أن يتم نشره بعد حذف كل ما قد يتسبب في جرح أشخاص، أياً تكن مواقعهم ومواقفهم.
والحق انني لم أجد وأنا أحرِّر هذه المادة ما يستوجب الحذف، فقد بدا مؤسس «تيار اصلاح مسار الوحدة» يقظاً ومتحوطاً عبر مسار هذا الحوار. وقد سد -كما أزعم هنا- كل منفذ من شأنه أن يحرف مسار علاقته بالصحيفة حتى لا يضطر لتأسيس تيار إصلاح مسار الصحافة المستقلة.
وقضى المبدأ الثالث بأن يطلع على نسخة من الجزء الأول من هذا الحوار قبل نشره، على أن لا يجري أي تعديلات أو تصويبات إلا بالتفاهم معي، ومتى قدِّر أن في ما حُرِّر تجاوزاً للمبدأين الأولين. واعترف هنا أنني خرقت هذا المبدأ، إذ أن مشاغل عدة حالت دون إرسال نسخة من الحوار في التوقيت المتفق عليه (مساء الخميس أو نهار الجمعة).
وفي هذا الحوار يعرض محمد حيدرة مسدوس مواقفه من التطورات التي حدثت خلال العامين الماضيين. ومن موقعه الأصيل داخل الحياة السياسية، وبخاصة في قلب الحراك الجنوبي -رغم وجوده في العاصمة -يقدِّم للقارئ زوايا جديدة للنظر في أعماق الحراك الجنوبي ومقدماته ومساره الذي بدوره قد يحتاج إلى تيار إصلاح -ليس علنياً بالضرورة- يحول دون انزلاق مكوناته نحو العنف والإقصاء والانعزالية.

- حـوار: سـامي غالـب
> لجنة الحوار الوطني أطلقت مشروعاً، ودعت مكونات الحراك والقوى السياسية في الداخل والخارج إلى الحوار. هل يمكن أن يستجاب لها؟
- لابد لأي حوار أن تكون له موجبات موضوعية، هذه الموجبات هي أصلاً موجودة، لكن الإخوة في المشترك ولجنة الحوار الوطني ابتعدوا كثيراً عن هذه الموجبات. ولأنهم ابتعدوا عنها فأعتقد ألا تكون هناك استجابة من المعارضة في الخارج. القضية الجنوبية لها طرفان: الطرف الجنوبي والسلطة. الجنوبيون في 1994، كانوا طرفاً في الأزمة، وطرفاً في الحرب، ومن البديهي أن يكونوا الآن طرفاً في الحوار، وطرفاً في الحل، سواءً كان الطرف المقابل لهم هو السلطة أو المعارضة. هذه القضية (الجنوبية) تتطلب بالفعل حواراً، الوثيقة للأسف ذهبت بعيداً عنها. نفس الشيء بالنسبة لمشكلة صعدة، الوثيقة لم تتناولها بشيء من الحلول. كنت أفضل أن يوجه الإخوة في المشترك ولجنة الحوار دعوة للجنوبيين، ودعوة للحوثيين، كلٍّ على حدة. يبحثوا مع الجنوبيين القضية الجنوبية وكيفية حلها، ويبحثوا مع الحوثيين مشكلة صعدة وكيفية حلها، وبعد أن يتفقوا على حل القضية الجنوبية مع الجنوبيين، ويتفقوا مع الحوثيين على حل لمشكلة صعدة، كان بالإمكان إيجاد وثيقة يتحقق إجماع عليها، وتتشكل جبهة وطنية تضم هذه الأطراف.
> على حد علمي فإن ترتيبات تجري حالياً مع شخصيات لها وزن في الخارج مثل علي ناصر محمد وحيدر العطاس لبحث هذا الموضوع.
- إن كانت الدعوة للجنوبيين كجنوبيين لبحث القضية الجنوبية والاتفاق على حلها، هذا ممكن. لكن الدعوة إلى الحوار أو إلى مؤتمر وطني على أساس الوثيقة التي اطلعنا عليها فأنا لا أعتقد أنها ستكون دعوة مجدية، ولا أعتقد أنها ستلقى استجابة.
> علاوة على هذا النقد للآليات، ما هي ملاحظاتك الأخرى على هذه الوثيقة؟
- المشاريع تكون في العادة خلاصة للحوار مع أطراف المشكلة، لا أن يصممها طرف واحد، وهو لا يدرك كيف يفكر الطرف الآخر حيالها. في تقديري الشخصي أنها لن تكون مجدية، وأقترح على أصحابها تجاوز هذه الوثيقة، وأن يدعوا الجنوبيين للحوار حول كيفية حل القضية الجنوبية.
> أي أنك تعتقد أن هذا المشروع لا يصلح لأن يكون ركيزة، أو منطلقاً، لحوار مع مختلف الأطراف، وبخاصة الحراك الجنوبي.
- نعم. المفروض تكون الدعوة للحوار على أساس مبادئ، وتترك التفاصيل للحوار. الوثيقة جاءت بكل التفاصيل بصورة غير واضحة، ولا تؤدي الغرض، وكان من الأفضل للإخوة الذين دعوا للحوار وفق هذه الوثيقة، أن يذهبوا للرئيس ويقنعوه بالمشكلات.
> هم يقولون إنهم دائماً في لقاءاتهم مع الرئيس يطرحون عليه هذه المشكلات وأهمية الاعتراف بها كمدخل لمعالجتها، لكن دون جدوى. حتى إن أحد هذه القيادات قال لي إنهم يائسون تماماً من الرئيس، وما من بديل سوى الذهاب للتفاهم مع الحراك والحوثيين.
- إنْ كان هذا صحيحاً فلماذا لا يقولون للرأي العام المحلي والخارجي بأنهم قد طرحوا المشكلات على السلطة، وطلبوا منها الاعتراف بها وإيجاد حلول لها والسلطة رفضت. إذا يريدون معالجة المشكلات بشكل عملي وجدي ممكن يقومون هم بوظيفة السلطة.
> تقصد أي وظيفة، هل تقصد أن يذهبوا مباشرة للحوار مع الأطراف الأخرى؟
- التعامل مع القضية الجنوبية والتعامل مع مشكلة صعدة. يعقدون مؤتمراً صحفياً، ويعلنون اعترافهم بالقضية الجنوبية، ويدعون الجنوبيين للحوار من أجل إيجاد حل لها، والأمر نفسه بالنسبة للحوثيين. بعد أن يتفقوا مع الجنوبيين حول كيفية حل القضية الجنوبية، وبعد أن يتفقوا مع الحوثيين حول كيفية حل مشكلة صعدة، يمكن هنا أن تتشكل جبهة موحدة ويفرضوا الحل الذي يتفقون عليه عبر عصيان مدني.
> أيمكن في الوقت الراهن أن ينفتح الحراك الجنوبي على أحزاب المشترك؟ تعلم أنه في الفترة الماضية وجدت أزمة ثقة ومصداقية. قياديون في المشترك يشيرون إلى أن الحراك يتعامل مع أي بيان للمشترك يؤيد مطالبهم باعتباره محاولة للالتفاف على الحراك أو اختراقه.
- هذه موجودة فعلاً. وتجاوز أزمة الثقة هو في يد اللقاء المشترك والمعارضة. ويمكن للمعارضة أن تزيل أسباب هذه الأزمة، وتثبت للآخرين مصداقيتها. اللقاء المشترك، والمعارضة عموماً، لم يكن موقفه من القضية الجنوبية إيجابياً منذ البداية، تم اعتماد أسلوب التجاهل تجاه القضية الجنوبية، وهذا أعطى انطباعاً لدى الشعب في الجنوب بأن الكل تخلى عن قضيته. معالجة أزمة الثقة الآن في يد المعارضة (المشترك) بأن تبرهن للجنوبيين أنها صادقة ومستعدة للعمل من أجل معالجتها.
> قيادات وناشطون في الحراك يكررون دوماً بأن الحراك يخرج في مسيرات واعتصامات في المحافظات الجنوبية، ويسقط جراء ذلك شهداء وجرحى ويُقتل العشرات، فيما الشارع في العاصمة ومدن أخرى في الشمال هادئ، وكأن ما يجري في الجنوب لا يعنيه، وهم يحملون المشترك مسؤولية هذا التراخي. ويحضرني الآن ما قاله لـــ"النداء" ناشط في الحراك قبل نحو عام ونصف العام، رأى أن المشترك غير مطالب بالمشاركة في فعاليات الحراك في الجنوب بقدر ما هو مطالب بإثبات صدقيته في معارضة السلطة في الشمال، وتحريك مسيرات واحتجاجات ضد المظالم التي يكابدها أبناء الشمال، وسيتم اللقاء بين الحراك والمشترك تلقائياً. ما يعني أن قيادات الحراك يريدون من المشترك توكيد مصداقيته أولاً قبل إطلاق أية دعوات أو مبادرات.
- هذا كلام صحيح من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية في صعوبة. أنا شخصياً لا أعتقد أن المشترك والمعارضة ليست لديهما رغبة في تحريك الشارع الشمالي. أنا مقتنع أن لديهم رغبة، لكن يشعرون بصعوبة تنفيذ ذلك.
> تقصد أن المسألة مسألة قدرات؟
- لا. الصعوبة قد لا تكون موجودة في أذهان الناس، أو أنهم لا يريدون لهذه الصعوبة أن تظهر، لكنها موجودة في الواقع. أذكر أنني ناقشت الشهيد جار الله عمر حولها قبل استشهاده بعدة سنوات، تقريباً في أواخر 1997، بعد الانتخابات النيابية. جرى ذلك في بيتي، وبحضور عبدالواحد المرادي. كنا مختلفين حول موقف الحزب من القضية الجنوبية، وبادر المرادي واقترح أن نجلس، جار الله عمر وأنا، لنتفق أولاً، وبعد أن نتفق يمكن أن نوسع نطاق النقاش ليشمل أعضاء المكتب السياسي. جاء إلى بيتي (السابق في منطقة حدة) جار الله عمر وعبدالواحد المرادي. قلت لجار الله عمر خلونا نقرأ الواقع بشكل سليم إذا نريد الحفاظ على وحدة الحزب، وكي يبقى قائداً في الجنوب. أنا متأكد أن الواقع في الشمال أفضل، ولو نسبياً، عما كان عليه قبل الوحدة. سألني: من أي ناحية أفضل؟ قلت من الناحية السياسية، الناس كانوا مقموعين ولا يستطيعون النقد، ولا يوجد هامش لحرية الصحافة أو حرية العمل الحزبي، وكان الدستور الشمالي يقول من تحزب خان، هذا قبل الوحدة، أما الآن فهذا ليس موجوداً، ما يعني أن الوضع من الناحية السياسية أفضل مما كان عليه قبل الوحدة. صحيح أن الديمقراطية شكلية، لكن بالمقارنة مع ما كان قبل إعلان الوحدة، الوضع أفضل نسبياً. وكذلك الحال من الناحية السيكولوجية، ومن الناحية الاقتصادية أيضاً، فالمظلومون في الشمال تمكنوا من الحركة، سعياً وراء الرزق، في الجنوب، وتحسن وضعهم. لكن في الجنوب الوضع أسوأ من كل النواحي عما كان عليه قبل الوحدة، إذن، كيف أنا في الجنوب أستطيع إقناع السكان بقبول الأسوأ، وكيف أنت في الشمال تستطيع إقناع السكان برفض الأفضل؟ يوجد اختلال في الواقع، وواجبنا أن نستوعبه في السياسة. جار الله عمر قال: ألا يوجد قاسم مشترك في نظرك؟ قلت له هناك قاسم مشترك وهو "وثيقة العهد والاتفاق". رد: ومن قال إننا تخلينا عنها؟ أوضحت: المشاركة في الانتخابات، فعندما تشاركون في الانتخابات، فهذا يعني عملياً تخليكم عن الوثيقة.
> لأن الوثيقة في هذه الحالة أعلى من الدستور؟
- نعم. كان ينبغي على المعارضة كلها أن تشترط للمشاركة في الانتخابات تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق التي وقع عليها الرئيس علي عبدالله صالح، وأجمعت عليها القوى السياسية كلها.
> لنعد إلى النقطة الأساسية، أنت ترى أن المعارضة لديها الرغبة في تحريك الشارع، لكن إمكانية تجسيد هذه الرغبة غير ممكنة، لأن الوضع في الشمال تحسن عما كان عليه قبل الوحدة، وبكلمة أخرى، يصعب تحريك الشارع في المحافظات الشمالية في قضية لها علاقة بالوحدة؟
- بالضبط. لن تكون الاستجابة في الشمال كما هي في الجنوب. وهذه المسألة ينبغي على السياسيين أخذها في الاعتبار، لا أن يأتوا لــــ"يكعفوا" الناس، إما أن يكعفوا الجنوب لما هو في صالح الشمال أو العكس، وهذا ما يحصل الآن.
> ماذا بوسع المشترك، إذن، أن يفعل حيال القضية الجنوبية؟ الشارع في الجنوب لا يتحرك إلا بناء على أجندة الحراك بعد أن انحسر دور المشترك تدريجياً، وبات الآن كما كتبت يوماً مجرد معلق سياسي. وفي الشمال يمكن للمشترك أن يحرك الشارع نسبياً، لكن ليس في قضية ذات صلة بالوحدة.
- المطلوب ليس إعداد وثيقة. هذه الوثيقة تعكس رؤيتهم هم (المشترك). المشترك حتى الآن لم يقرر هويته ولا وجوده في ما يخص القضية الجنوبية: هل هو طرف مصطف مع الحراك أم طرف مصطف مع السلطة، ليس واضحاً أين موقعهم. والحال كذلك في ما يخص مشكلة صعدة.
> تقصد أن على المشترك أن يقرر موقعه حيال هاتين الأزمتين قبل أن يبادر لدعوة هذا الطرف أو ذاك للحوار؟
- بالضبط.
> لعلك لاحظت غياب التوازن في رؤية المشترك من حيث الأهمية. فهي استغرقت في التاريخ والتشخيص، وتقشفت في ما يخص الآليات. ومع ذلك، في ما يخص القضية الجنوبية، أفسحت الوثيقة مساحة كبيرة لها، وقد لمست أن ما ورد فيها قريب مما كان ينبه إليه تيار إصلاح مسار الوحدة منذ أكثر من عقد، وحتى إن هذا القرب ظاهر في تصريحات وأحاديث قيادات المشترك؟.
- (باسماً) هي المسائل كلها لها علاقة بالكيمياء حتى في السياسة. عندما تطرأ ظروف معينة تتطلب شيئاً معيناً، وهو تركيب كيماوي صحيح، يضيع الوقت وتفوت الفرصة، يصبح الأمر عبثياً. أريد هنا أن أعلق على تشخيص الأزمة الوارد في الوثيقة. الوثيقة حصرت المشكلة في رأس شخص (قاصداً الرئيس). ولو كانت المسألة في أشخاص لكانت قد حُلت في الماضي. في الشمال كان السلال أول رئيس، ثم جاء الإرياني، فالحمدي، فالغشمي، وأخيراً علي عبدالله صالح. لا يعقل أن يكون هؤلاء جميعاً شياطين. لو كانت المشكلة تكمن في أشخاص كانت قد حلت خلال هذا التبدل الذي حصل في الشمال. الأمر نفسه في الجنوب، جاء قحطان، ثم سالمين، فعبدالفتاح، فعلي ناصر، فالعطاس. المشكلة ليست في الأشخاص، بل تكمن في النظام.
> تقصد بنية النظام السياسي والقيم السياسية الحاكمة؟
- تكمن في النظام، والنظام يعني الدستور. مثلاً في الجنوب قبل الوحدة النظام السياسي والدستور لم يكن يسمح للسرق بأن يمارسوا السرقة، وللمرتشين بممارسة الرشوة، ولم نسمع بالسرقة والرشوة على مدى 23 عاماً حكمنا فيها الجنوب، ليس لأننا ملائكة، بل لأن النظام لا يسمح بذلك. عندما جئنا إلى صنعاء وجد جنوبيون يمارسون السرقة والرشوة أكثر من الشماليين، وكانوا قبل ذلك في الجنوب ملائكة. النظام يمكن أن يصلح قيم الناس ويمكن أن يفسدها. في الشمال توجد مناطق قبلية لا تقبل الدولة، ولديها قناعة كاملة بأن العرف القبلي أفضل من القانون، وبعض أبناء هذه المناطق مثل المشائخ لهم مصلحة في تكريس هذه القناعة، لأنهم يؤدون وظائف الدولة، مثل القضاء، ويدر عليهم ذلك مصالح وأموالاً. مناطق اليمن الأسفل فيها مجتمع غير قبلي ويريد دولة النظام والقانون. المنطقتان كلاهما في دولة واحدة محكومة بنظام مركزي محتكر بيد القبائل. وهذا الواقع المتناقض لا يمكن موضوعياً -فالقصة ليست رغبات- أن يُدار بدولة مركزية، واستمراره هو نوع من العسف. وضع من هذا النوع يتطلب نظاماً فدرالياً يجعل المناطق المتطورة تحكم نفسها وفقاً لمستواها الثقافي والاجتماعي، والمناطق الأخرى تدير نفسها، وهذا سيخلق نوعاً من المنافسة باتجاه الأفضل والتعايش. وبعد الوحدة دخل الجنوب، والجنوب لا يستطيع العيش إلا في دولة، ولأنه كذلك صبر 15 سنة (منذ 7 يوليو 1994) لأنه يشعر أن الخروج عن النظام والقانون...
> تقصد أنه لم يعتد العيش خارج الدولة كما قد يحصل في بعض المناطق في الشمال؟
- نعم. هذا الواقع المتناقض يستحيل إدارته بدولة مركزية، لأن السلطة ستقسر الجميع على العيش داخل نظام واحد، بينما الواقع لا يسمح بأن يتجسد هذا النظام في كل المناطق. إذا كان هذا هو الواقع فالمفروض أن تنبني السياسة على أسسه. بسبب الأفكار الاشتراكية والقومية العربية كان القادة يعتقدون أن الواقع تابع للسياسة، وكيفما تكون السياسة يكون الواقع. وهذا فكر إرادوي ليس له صلة بالعلم. السياسة تكون وفق الواقع، ولكن باتجاه إصلاحه، وهذا ليس موجوداً.
> هذا يعني أن تغيير طبيعة النظام السياسي قد يشكل مخرجاً من الأزمات؟
- نعم، ولكن من أين تبدأ؟ تبدأ من الدستور وليس من الأشخاص.
> لكن الحراك الجنوبي لم يعد يقبل الصيغة الفدرالية، وسقفه فك الارتباط. لعلك تذكر كيف أن الحكم المحلي قبل عدة سنوات كان بمثابة الكفر في وعي النخبة الحاكمة، والآن ينظر إلى الفدرالية على أنها كفر. هل تتصور أن تكون الفدرالية مخرجاً في الأمد القصير؟
- المسألة أولويات. الخطوة الأولى بالنسبة للمشترك هو أن يحدد موقعه من المشكلات. إذا هم يرون أن الحراك على حق والسلطة على باطل، فهم ملزمون أخلاقياً ووطنياً بأن يكونوا مع الجنوبيين. أما إذا رأوا أن الجنوبيين على خطأ فيمكن أن يكونوا بوضوح مع السلطة. وكذلك الأمر في ما يخص مشكلة صعدة. عندما يتحقق الوضوح في موقعهم وموقفهم، يستطيعون التفاهم مع الآخرين. إذا قالوا إن الحراك الجنوبي على باطل يكون في إمكانهم التوصل إلى لغة مشتركة مع السلطة. إذا هم مقتنعون أن الجنوبيين محقون والسلطة على باطل، فإنهم عندما يعلنون موقفهم سيجدون لغة مشتركة مع الحراك. هذه الخطوة الأولى، وإذا تمت ستأتي الخطوات اللاحقة، ولكن إذا تحقق الصدق وليس عبر تكتيكات.
> كما تعلم فإن لجنة الحوار الوطني وهي تصوغ رؤيتها للإنقاذ أجرت اتصالات ونقاشات مع منظمات وشخصيات، هل اتصلت بك اللجنة وتناقشت معك أو على الأقل استمعت لوجهة نظرك؟
- زارني بعض الإخوة من اللجنة وعرضوا عليَّ الفكرة. نصحتهم أن تكون الخطوة الأولي قبل إعداد الوثيقة هو اختيار لجنة من أشخاص قادرين على الحديث، وأن تطلب هذه اللجنة لقاء بالرئيس (علي عبدالله صالح)، ويقدموا أنفسهم للرئيس باعتبارهم أنداداً وليس مرؤوسين. واقترحت عليهم أن تطرح هذه اللجنة 5 قضايا على الرئيس هي: القضية الجنوبية، ومشكلة صعدة، وتنظيم القاعدة، وقضية الفساد، وأخيراً القضية الاقتصادية. هذه القضايا الخمس تهدد البلاد بالصوملة إذا لم تعالج. والسلطة أظهرت حتى الآن أنها عاجزة عن معالجتها. وعليهم أن يقولوا للرئيس: سنكون مع السلطة في حال كانت جادة في معالجة هذه القضايا. سألوني: كيف يتم طرح هذه القضايا على الرئيس؟ أجبت قائلاً: بخصوص القضية الجنوبية اطلبوا من الرئيس أن يعترف بها، بحيث يدعو الجنوبيين للحوار حول حلها. كذلك الحال في ما يخص مشكلة صعدة، بحيث يدعو الرئيس الحوثيين للحوار حول مشكلة صعدة، وهكذا. وأعتقد أنه إذا حُلت القضية الجنوبية فإن القضايا الأخرى جميعها ستُحل.
> تقصد أن القضية الجنوبية هي سبب عجز السلطة عن إدارة الأزمات الأخرى جراء غياب التوازن؟
- طبعاً. سألني الإخوة من لجنة الحوار بعد أن عرضت عليهم اقتراحي: وفي حال رفض الرئيس هذا؟ قلت: قولوا له بوضوح إن الوطن لنا كلنا، ولا يمكن أن نكتفي بالتفرج وأنتم تقودونه إلى الهاوية، ونحن سنقوم بواجبنا. اخرجوا من عنده، وادعوا الصحافة والهيئات الدبلوماسية إلى مؤتمر صحفي، وأعلنوا اعترافكم بالقضية الجنوبية، ووجهوا الدعوة إلى الجنوبيين للحوار على الحل، وكذلك في ما يتعلق بصعدة. وعندما يتم الاتفاق مع الحراك والحوثيين على الحل يمكن إعلان عصيان مدني يفرض الحل على السلطة.
> بماذا ردوا عليك؟
- غادروا منزلي وهم مقتنون بما طرحته، لكن الأمور سارت في اتجاه آخر.
> هناك من يرى أن المشترك لم يحسم خياره بعد حيال هذه الأزمات والقضايا، ولذلك يراوح حول إطلاق مبادرات، وهناك من يعتقد أن الأمور قد خرجت عن نطاق سيطرة المشترك عليها؟
- لا أعلم كيف يفكرون. إما أنهم لا يقرؤون الواقع بشكل صحيح، وإما أنهم غير جادين. لا أعرف ماذا يدور في رؤوسهم، لكني أقرأ ما يدور في الواقع.
> هذا النقاش جرى قبل إعلان وثيقة الرؤية؟
- صحيح. تم أثناء إعداد الوثيقة من قبل لجنة الحوار.
> دعنا نتحدث عن مواقف الأطراف المعنية بهذه الوثيقة. تعلم أن السلطة رفضت هذه الوثيقة فور إعلانها. بالنسبة للأطراف من خارج السلطة، فإن عبدالملك الحوثي أشاد قبل أسبوع بالوثيقة وأعلن ترحيبه بالحوار، لكن الأطراف الأخرى تجاهلتها، سواء مكونات الحراك أو القيادات الموجودة في الخارج سواءً علي سالم البيض أو علي ناصر أو حيدر العطاس.
- بالنسبة للحوثي فإنه تعامل بذكاء سياسي. هو كان يخشى انضمام المشترك إلى السلطة في حربها ضده. ولذلك بادر إلى الترحيب بالوثيقة لقطع الطريق أمام رهان السلطة على استمالة المعارضة إلى صفها. الآن وبعد موافقة الحوثي، فإن المعارضة لا تستطيع تأييد السلطة.
> أيمكن القول أيضاً إن مطالب الحوثي لا تتصل بصميم النظام السياسي وتركيبته بقدر ما تتعلق بشؤون ذات طابع محلي (في صعدة وغيرها)، ما يجعله منفتحاً وأقل حساسية تجاه مبادرة المعارضة؟
- مشكلة صعدة غامضة. انفجرت فجأة ودون مقدمات، ودون أن يدرك الرأي العام أسبابها وحيثياتها، وتعمقت الشكوك عندما اتخذ الرئيس العام الماضي قراراً بوقف الحرب الخامسة، وكأن وقفها أو استمرارها رهن بطرف واحد، ولكن إذا اجتهد المرء يمكن أن يستنتج أن الحوثيين قلقون وكأنهم يستشعرون خطر طمس مذهبهم وتاريخهم، هذا ما أعتقده. بالنسبة للجنوبيين فإن أي سياسي جنوبي لا يستطيع أن يتجاوز الحراك، ومن يتجاوز الحراك يحرق في الشارع. توجد أزمة ثقة بين الحراك والمعارضة، وهذه الأزمة سببها المعارضة واللقاء المشترك. صحيح أن المشترك يلاحظ أن بعض الشعارات (التي يرفعها الحراك) مزعجة لهم ومقلقة وتخيفهم، لكنهم للأسف يقرؤون هنا النتيجة، ولو قرأوا الأسباب لوجدوا أن هذه الشعارات إفراز طبيعي، وهنا ستزول مخاوفهم. على سبيل المثال لو أن الحزب الاشتراكي اليمني تبنى القضية الجنوبية منذ البداية، لكان الحراك ظهر تحت قيادته، ولن يعود ممكناً أن يبحث عن قيادة غير الحزب الاشتراكي. وإذا كان هذا حصل هل كانت ستظهر شعارات تخيف المعارضة، وهل كانت ستظهر قيادات أخرى؟ بالتأكيد لا. لنأخذ الحالة المعاكسة، لو أن الاشتراكي بعد حرب 1994 مباشرة أعلن رسمياً تخليه عن القضية الجنوبية كان سيظهر حامل سياسي لهذه القضية قبل أن يظهر الحراك، وكان الحراك الحاصل الآن سيظهر تحت قيادة هذا الحامل السياسي ولن يخرج عنه، وسيتوفر للحراك عندها قيادة موحدة وشعارات موحدة. ما يحصل الآن هو نتيجة طبيعية سببها سياسة قيادة الاشتراكي تجاه القضية الجنوبية، ولذلك انفجر الشارع الجنوبي دون أن يكون هناك حامل سياسي يقوده.
> لكن الحراك يبلور حالياً صيغة قيادية؟
- بشكل حتمي سيأتي حامل سياسي للحراك يجمعه في قيادة واحدة وخطاب سياسي واحد وشعار موحد.
> واضح أنه ليس بوسع أي طرف أو قيادي أن يحتكر لنفسه قيادة الحراك. لكن لنعد للمشترك، لعلك تتفق معي بأن المشترك بدا فاعلاً في السنة الأولى للحراك، وذلك عبر فروعه في المحافظات الجنوبية الشرقية، غير أن حضوره انحسر تدريجياً حتى إنه صار غائباً كلياً عما يجري كما هو ظاهر في فعاليات الحراك أمس (14 أكتوبر 2009)، هل ترى أن تفاوت الأوزان والتقديرات داخل المشترك ومحورية التجمع اليمني للإصلاح داخله، جعل المشترك أقل حساسية تجاه التطورات في الجنوب، وأنا هنا لا أقصد نقد "الإصلاح" بقدر ما أريد تحليل الأمور بموضوعية؟
- لو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لنلتقط اللحظة التي انفجر فيها الحراك، مقدمات الحراك معروفة منذ حرب 1994، ولكن لماذا انفجر في 2007؟ لأن المشترك وقع على وثيقة (اتفاق مبادئ حول الانتخابات)مع السلطة تعتبر أن القضية الجنوبية قضية حقوقية. هذه الوثيقة فصلت تماماً بين المشترك والجنوب، لأن الشارع الجنوبي فقد الأمل تماماً في اللقاء المشترك معه.
> على ما أعتقد كان لديك حينها وجهة نظر نقدية حيال هذه الوثيقة، وبخاصة موقف الاشتراكي.
- وقتها كنت مريضاً في لندن، وعندما سمعت بخبر التوقيع على الوثيقة كتبت مقالاً وأرسلته بالفاكس إلى صحيفة "الأيام" التي نشرته. كان التوقيع خطأ، وبسببه بدأ الشارع الجنوبي يبحث عن حامل سياسي غير الاشتراكي وغير اللقاء المشترك، وهنا بدأت المشكلة، وأن يصحح المشترك الآن خطأه ليس عيباً. أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) اعترف أنه طلب تأجيل التصويت على تقرير جولدستون خطأ، وأعلن أنه مستعد لتصحيح هذا الخطأ. وعلى المشترك أن يعترف بأنه أخطأ، مافيش في هذا عيب.
> عندما يقول المشترك الآن في رؤيته إن القضية الجنوبية موجودة وينبغي معالجتها ويدعو السلطة إلى الاعتراف بها، فهو ضمنياً يتدارك خطأه، صحيح أنهم لم يقولوا علناً بأنهم أخطأوا لكن الاعتراف الضمني موجود.
- الوثيقة اعترفت بالقضية الجنوبية، لكن المصداقية تتحقق أكثر بالاعتراف بالخطأ. عندما يقترف طرف ما خطأً فإنه وهو يراجع مواقفه بعد مضي وقت على خطئه، ويقدم حلولاً حول القضية التي ارتكب خطأ حيالها، فإنه إذا لم يعترف أصلاً بخطئه يظل محل شك لدى الآخرين في مواقفه الجديدة. وفي ما يخص فروع المشترك، أنا متأكد أنهم جميعاً مع الحراك ولكن كلاً حسب ظروفه. في القضايا الوطنية لا توجد حزبية.
> تقصد قضية "وطنية جنوبية"؟
- نعم. وهذه القضية تخص الجنوبيين في الإصلاح والاشتراكي والناصري والأحزاب الأخرى، وحتى الجنوبيين في المؤتمر. وعلى الرئيس ألا يصدق أن الجنوبيين الذين في السلطة معه، هم معه علشان الراتب والوظيفة، لكن لهم قناعتهم الحقيقية، وأنا متأكد من هذا الكلام.
> لكن بعض هؤلاء الذين في السلطة وتقول إنهم مع الحراك، لا يخفون حماسهم في الدفاع عن الوحدة.
- هذه الحماسة قد يكون سببها العكس، أي عدم القناعة، أو إخفاء قناعتهم. المشكلة في أنهم ليسوا شركاء في صنع القرار فحسب، بل أيضاً في أن السلطة لا تعترف بهم كممثلين للجنوب. بعد الحرب التقيت علي محسن الأحمر، وتحدثنا طويلاً. قلت له: حصلت حرب، واختفى الطرف السياسي الذي حمل الجنوب إلى صنعاء، ولا يوجد بديل له حتى الآن، وإذا تريدون معالجة الأمور خلونا نحن (في الاشتراكي) نعلن بأن إدارتنا للأزمة كانت خاطئة، وهذا يساعدكم على أن تعلنوا أن الحرب ليست الحل. وهذا سيمثل مدخلاً لمعالجة المشكلة. رد علي محسن قائلاً: أنْ تقولوا بأنكم أدرتم الأزمة بشكل خاطئ، فهذا صحيح، لكن أن نقول (في المقابل) بأن الحرب ليست الحل، فهذا غير ممكن وغير صحيح، فالحرب حافظت على الوحدة. قلت له: الحرب عندك حافظت على الوحدة، لكنها عندي لم تحافظ على الوحدة، بل أسقطتها، ليس عندي أنا بل واقعياً. رد علي محسن مؤكداً على موقفه، وأضاف أن كل شيء تمام وطبيعي، وهناك فقط مشكلة اقتصادية نواجهها. قلت له: لكن حتى الآن لا يوجد شرعية للوضع القائم إلا بوجود طرف جنوبي. قال: ليش، يعني عبدربه منصور هادي (نائب الرئيس)، وأحمد مساعد حسين والبطاني (وعدد آخر) ليسوا بديلاً؟ قلت: بديل ونصف، وهم أحسن منا، لكن اعترفوا أنهم يمثلون الجنوب. قال: لا، هم لا يمثلون الجنوب، نحن وطن واحد. قلت: هذا الكلام يمكن أن تخدع به نفسك، لكنه لا يقنع أحداً في الجنوب، وأضفت: أعلنوا أن الإخوة الجنوبيين الذين قاتلوا معكم في الحرب يمثلون الجنوب، وطبقوا اتفاقية الوحدة معهم، أو خلونا نتفق على معالجة المشكلة معاً. نحن نقول بأن إدارتنا للأزمة خطأ، وأنتم تقولون بأن الحرب ليست الحل. قال: لا، لا. فقط نوسع.
> يقصد توسيع المشاركة في السلطة لصالح الجنوبيين؟
- يقصد إلى جانب عبدربه منصور وغيره، يتم تعيين آخرين في السلطة. قال لي: نجيبك أنت، ونجيب فضل محسن، و... قلت له: يا عزيزي، أنا لا أصلح أن أكون معكم في السلطة إلا بمصالحة وطنية، لأنني في الأزمة وقفت مع عدن، قد يكون وقوفي هذا على حق وقد يكون على باطل: إذا كان على حق فإنه لا يعقل أن أمشي معكم على باطل مقابل منصب سبق أن كنت فيه، وإذا كان على باطل فبأي وجه سأظهر فيه معكم وأنا على باطل؟ لهذا لست صالحاً لأن أكون معكم في السلطة.
> هذا اللقاء كان بعد الحرب مباشرة؟
- بعد عودتي من الخارج أواخر 1996. هو أرسل اثنين إلى منزلي يطلبني للجلوس معه في منزله، هما: ناصر عمر الشيخ، وهو كان عضو مجلس نواب من مودية، ومحمد عبدالله الحامد وهو شيخ من الإصلاح، وهو أيضاً من مودية، من نفس منطقتي. جاؤوا وأخذوني إلى منزله، وعندما بدأنا نخزن استعدا للمغادرة، فقلت لهما اجلسوا علشان تسمعوا الكلام. وقد قلت لعلي محسن: شوف، هؤلاء (الشيخ والحامد) يصلحوا يكونوا معكم لأنهم وقفوا معكم.
> لأنهم كانوا ضمن المعسكر المنتصر في الحرب؟
- نعم. وقلت له: أما نحن فلا نصلح نكون معكم. امشوا وإن وصلتم البلد إلى بر الأمان، فقدها لنا ولكم، وإن وصلتوها إلى ظلام فلكم وحدكم. إخواننا الموجودون في السلطة لا تعترف بهم صنعاء بأنهم ممثلون للجنوب، ولما تكون صنعاء لا تعترف بهم، وهم من جانبهم لا يدعون ذلك، فإنهم يكونون موظفين.
> لكن موقفهم مبرر دستورياً. دولة الوحدة اندماجية وفق الدستور، والمرحلة الانتقالية انتهت مع أول خطوة تجسد بها هذا الدستور (الذي تم إقراره في استفتاء شعبي عام 91) وذلك في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 27 أبريل 1993، وبالتالي فإنهم مثل أي مواطن يمني في السلطة، فعبدربه منصور هادي موجود في موقعه التنفيذي باختيار من الرئيس وطبق الدستور، وبعد حرب 1994 التي عمدت الوحدة القائمة بالدم كما يقال.
- هذا المنطق يستقيم إذا لم تقع حرب. لكن بعد حدوث الحرب يكون الحديث عن شرعية الاتفاقات والدستور لا معنى له. لماذا؟ لأن الوضع القائم الآن قائم على أساس7 يوليو وليس 22 مايو. لو كان الوضع قائماً على أساس 22 مايو فإن هذا الكلام يستقيم، لأن اتفاقية إعلان الوحدة شرعية والدستور شرعي.
> وانتخابات 1993 التي أفرزت برلماناً؟
- كل شيء شرعي، لكن طالما الوضع قائم على 7 يوليو، فإن الحديث عن شرعية الاتفاقات والدستور لا معنى له.
هذا أولاً. وثانياً، فإن الاستفتاء على الدستور تم بعد إعلان الوحدة، وإذن فإن الاستفتاء لم يكن على الوحدة بل على الدستور، ومع ذلك فإن هذا الدستور ألغي بعد الحرب. كان الدستور يحتوي على 120 مادة، وقد تم إلغاء 80 مادة منه وبقيت 40 مادة من الدستور الأصلي، وأضافوا عليها 40 مادة جديدة.
> الذي أجرى هذا التعديل هو البرلمان المنتخب.
- برلمان ما بعد الحرب.
> لكن كتلة الاشتراكي كانت موجودة في البرلمان، وأغلبها شارك في التعديل؟
- الوضع بعد الحرب خرج من الحزبية.
> ومع ذلك فإن قراري مجلس الأمن الصادرين أثناء الحرب تعاملا مع ما جرى في اليمن باعتباره حرباً أهلية داخل دولة واحدة. القراران أكدا على وقف العمليات، ودعوا الطرفين المتقاتلين إلى العودة إلى الحوار، وتلاهما التزام من الحكومة اليمنية نهار 7 يوليو بتطبيق وثيقة العهد والاتفاق ومعالجة آثار الحرب. وكما ترى فإن القرارين يؤكدان على حل سياسي للأزمة ولكن تحت سقف دولة الوحدة.
- السلطة تجاهلت هذا كله. القراران ما يزالان قائمين، وهما ملزمان للطرفين، لكن النظام (الحاكم) حتى الآن لا يعترف بالشرعية الدولية في ما يخص هذين القرارين، ولا يقبل الحوار على أساسهما. بالنسبة لانتخابات 1993 فإنها أفرزت نتائج شطرية. الجنوب انتخب قيادته السابقة نكاية بصنعاء، والشمال انتخب قيادته السابقة نكاية بالقادمين من عدن. أنا كنت مشرفاً (حزبياً) على انتخابات أبين وشبوة. الاشتراكي في مودية رشح مدرساً، ورشح الإصلاح حسين عثمان عشال، وهو قائد الجيش الأسبق، وشخصية مرموقة ومعروفة للناس. مرشح الاشتراكي لم يكن معروفاً، حتى أنا لم أكن أعرفه. انتخب الناس المدرس وأسقطوا حسين عشال.
> لكن عشال كان منقطعاً عن المنطقة قرابة ربع قرن.
- صحيح، لكنه شخصية معروفة، وكان مدعوماً من الإصلاح ومن السلطة، ومع ذلك سقط أمام المدرس، ليس لأن الناس لديهم موقف منه، بل لأنه مرشح صنعاء، ولأن المدرس مرشح عدن.
> لماذا لا نقول إن الاشتراكي كان صاحب القدرة على استخدام آليات ومقدرات الدولة والقوة في دوائر الجنوب تماماً كما أن المؤتمر والإصلاح كانا أقدر على الاستفادة من هذه الآليات والمقدرات في دوائر الشمال؟
- هذا صحيح، ولكن تأثيره نسبي في الأصوات.
> لنضرب مثلاً آخر عن انتخابات 1993، عمر الجاوي وهو شخصية تحظى باحترام فإنه في دائرة خور مكسر عدن تعرض لسقوط مروِّع في مواجهة مرشح الاشتراكي. الجاوي، كما هو معروف، ليس مع (السلطة في) صنعاء، ولا يمكن أن يحسب عليها، وهو مرشح في عدن حيث لا توجد عصبيات اجتماعية قبلية، ورغم ذلك أسقط بفارق 9 آلاف صوت.
- عمر الجاوي أُسقط بالعسكر وليس بالناس.
> هؤلاء العسكر يلتزمون قراراً سياسياً وحزبياً؟
- قرار حزبي وقرار عسكري. والعسكر ما بيخالفوا قائدهم. الشعب لم يسقط الجاوي، العسكر هم من أسقطوه. في خور مكسر كانت توجد قوة عسكرية ضاربة، وهناك قوى أمنية، وأكثرية سكان خور مكسر هم عائلات هؤلاء العسكر، ولهذا فإن الشعب لم يسقط الجاوي بل العسكر.
> ألم تقم أنت بأي جهد للحؤول دون هذا؟
- لم أكن المشرف على عدن، كنت مشرفاً على أبين وشبوة. كان يوجد انضباط حزبي، ولم يكن جائزاً أن يتدخل أحد في شؤون أحد.
> من كان المشرف على عدن؟
- سالم صالح محمد. خذ مثلاً دائرة مكيراس، المؤتمر الشعبي رشح محمد عبدربه جملة، وهو مناضل قديم من الجبهة القومية، وفدائي، وشخصية بارزة في مكيراس، الاشتراكي رشح مدرساً اسمه المسيبلي، سقط محمد عبدربه بشخصيته البارزة أمام المدرس، لأنه مرشح صنعاء، فيما المدرس مرشح عدن. الأمر نفسه في شبوة، المؤتمر رشح عبدالله علي طرموم، وهو مناضل معروف، ونحن في الاشتراكي رشحنا فلاحاً من عسيلان -بلحارث، وهو مش معروف، حتى أنا المشرف على شبوة لم أكن أعرفه. وقد سقط طرموم لأنه مرشح صنعاء، وهكذا فإن نتائج الانتخابات جاءت شطرية.
> حصل انحياز فعلاً، ولكن توجد عوامل أخرى تؤخذ في الاعتبار عند تحليل النتائج، فعلى سبيل المثال فإن الحزب الاشتراكي بصرف النظر عن عدد المقاعد التي حصدها في محافظة شمالية مثل تعز، ومع تحييد الأخطاء التحالفية للحزب، فإن الحزب جاء أولاً من حيث عدد الأصوات.
- صحيح، لكن إدارة الانتخابات من قبل الاشتراكي في تعز كانت ضعيفة.
> هذا الكلام قد يغضب صديقك الأستاذ عبدالواحد المرادي الذي كان مشرفاً على انتخابات تعز.
- نحن لا نتحدث عن أشخاص، لكن هذه هي الحقيقة. إذا كنا في الأصوات جئنا أولاً ولكن حصدنا مقاعد أقل، فهذا يعني سوءاً في تقديرات الإدارة.
> علاوة على مساوئ النظام الانتخابي، وإخفاق في إدارة الحزب لتحالفاته، هناك أيضاً مساوئ النظام الانتخابي القائم على أساس الأغلبية النسبية(دائرة فردية صغيرة).
- صحيح ولكن هذا أيضاً تأثيره نسبي. أتذكر أن الرئيس طلب من الاشتراكي ضمان مقعد للمؤتمر في حضرموت، ومعقد في أبين حتى لا تكون النتائج شطرية بالكامل، وتم تلبية طلبه. وبعد الانتخابات طلب علي سالم البيض من علي عبدالله صالح عقد لقاء لتقييم النتائج، ولماذا جاءت شطرية. قال البيض للرئيس: إن كانت النتائج بفعل فاعل فإنه من السهل تجاوزها، سواء كان الفاعل نحن (في الشمال وفي الجنوب) أو أطرافاً خارجية، لكن إنْ كانت هذه النتائج تعبيراً عن قناعة شعبية فهي مشكلة كبيرة. وافق الرئيس علي عبدالله صالح على عقد اللقاء، لكنه لاحقاً رفض الجلوس مع البيض.

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 10:48 AM
نقاط ثلاث للحراك. .. .خلاف اللقاء المشترك مع النظام خلاف حول السلطة.

الخميس, 05-أغسطس-2010
د. محمد حيدرة مسدوس -

النقاط الثلاث أدناه هي لعامة الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و هي خاصة باتفاق السلطة مع اللقاء المشترك . و قبل النقاط الثلاث اود القول بان توافق ردود الفعل الجنوبية على الاتفاق قد كانت تعبيرا صادقا عن القضية الجنوبية و اظهرت اداتها السياسيه الجنوبية و شكلت رسالة واضحه لكل المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة بان الجنوبيين في الداخل و الخارج مجمعون على قضيتهم كما هم مجمعون على دفنها . فما قاله علي ناصر و العطاس و محمد علي احمد و غيرهم في الخارج حول الاتفاق كان متوافقا مع ما قاله قادة الحراك في الداخل رغم استباق بعضهم بطرح الحل قبل الحوار . اما النقاط الثلاث ، فهي :
أولا: ان السلطة بهذا الاتفاق مع اللقاء المشترك تريد من اللقاء المشترك ان يجلب لها القادة الجنوبيين الى الحوار و ان يجعل القضية الجنوبية قضية سلطه ومعارضه و ليست قضية شمال و جنوب ، بحيث يتم دفنها على هذا الاساس وفقا لسياسة اللقاء المشترك ، او ان يقف اللقاء المشترك مع السلطة ضد الحراك و يتم دفنها بالقوه وفقا لسياسة السلطة . هذا بالضبط ما تريده السلطة من الاتفاق مع اللقاء المشترك . و لكن اللقاء المشترك لا يستطيع ان يجلب القادة الجنوبيين الى الحوار كما يريد هو و كما تريد السلطة ، لان الشرط الاول للقاده الجنوبيين هو الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضيه سياسيه بين الشمال و الجنوب ، و لا يستطيع الوقوف علنا مع السلطة ضد الحراك ، لان الوقوف علنا معها ضد الحراك سيخلق انشقاقا في احزاب اللقاء المشترك بين الشماليين و من تبقى من الجنوبيين في تلك الاحزاب . و لهذا و طالما و اللقاء المشترك لا يستطيع ذلك ، فانها لا توجد مصلحه للسلطه في حوار جدي معه . و بالتالي فان مصير الاتفاق هو الفشل مثل سابقيه .
ثانيا : اذا كان وفد اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الذي ذهب الى القاهرة قد قال بان قادة الحراك في الداخل هم اعضاؤه ، فانه كان يفترض بان يكون ذلك محل ترحيب و ليس محل رفض . و قد كنت اتمنى على الجنوبيين الذين استقبلوهم في القاهرة أن يطلبوا منهم اعلان ذلك رسميا حتى يكون ذلك إعترافا من جانبهم بادبيات الحراك و شعاراته ، و يكونون ملزمين بها و تسقط مبررات الحوار الذي ذهبوا من اجله . و لو كان تم ذلك فإنني على يقين بان الجنوبيين في الوفد سيقبلون ، و ان الشماليين في الوفد سيرفضون ، و حينها سينكشف المستور و ستظهر الحقيقه لمن لم يدركها بان القضية موضوع الحوار هي قضية شمال و جنوب و ليست قضية سلطه و معارضه . فلم يحصل في التاريخ لأية قوى سياسيه بان تدعو الى حوار دون تحديد موضوع الحوار مسبقا ، لان موضوع الحوار هو الذي يحدد أطرافه . فاذا كان موضوع الحوار هو القضية الجنوبية ، فان طرفيها ، هما : الشمال و الجنوب ، وآلية حلها هو الحوار بينهما و ليس الحوار بين السلطة و المعارضة . و المضحك أن شخصيات من المعارضة وردت في كشف السلطة لمؤتمر الحوار الوطني ، و شخصيات من حزب السلطة وردت في كشف المعارضة لمؤتمر الحوار الوطني ، مما يدل بإن الهدف الاول للطرفين هو دفن القضية الجنوبية . و لهذا فإنني أنصح العناصر الجنوبية الذين وردت أسماؤهم في الكشفين بأن يرفضوا المشاركه في دفن قضية وطنهم ، مع أنني مقتنع قناعه مطلقه بإنها لن تدفن حتى وإن قمنا بخيانتها كلنا ، و إنما أريدهم أن يتقوا الله في أنفسهم من عقاب التاريخ .
ثالثا : ان خلاف اللقاء المشترك مع النظام اذا ما وجد ، فانه خلاف حول السلطة ، و هو لذلك خلافا ذاتي محكوم بموازين القوى . اما خلاف الجنوبيين مع النظام فهو خلاف على وطن ، و هو لذلك خلاف موضوعي محكوم بعدالته من عدمها و ليس محكوما بموازين القوى كما يعتقد البعض . فلو كان الخلاف ذاتي على السلطة بالنسبة للجنوبيين لكان الاقتراب من اللقاء المشترك و التحالف معه امراً ضرورياً لخلق ميزان قوى يسمح بالوصول الى السلطة . و لكن الخلاف بالنسبة للجنوبيين هو خلاف موضوعي على وطن . و طالما و هو خلاف موضوعي على وطن ، اي على القضية الجنوبية ، فإن الركون الى اللقاء المشترك في حلها هو ضياع لها ، لان مثل ذلك يخلط الاوراق و يحوّل القضية الجنوبية من قضية شمال و جنوب الى قضية سلطه و معارضه و تبعا لذلك يتحول طابع الصراع من صراع موضوعي بين حق و باطل محكوم بعدالته من عدمها الى صراع ذاتي محكوم بموازين القوى السياسيه ، و في موازين القوى السياسيه يظل الشماليون هم الاكثر و الاقوى الى الابد و يظل الجنوبيون هم الاقل و هم الاضعف الى الابد أيضا ً . و لهذا فانه من الضروري التمسك الصارم بالطابع الموضوعي للصراع بالنسبة للقضيه الجنوبية و عدم الخروج عنه . فهو الاقوى من كل موازين القوى ، و هو الاقوى من كل الارادات السياسيه مهما كانت قوتها . فعلى سبيل المثال : اذا كانت الوحدة موجودة في الواقع و في النفوس كما هم يقولون ، فانها لا توجد قضيه جنوبيه و لا نستطيع نحن ان نوجدها مهما كانت قوة قوانا السياسيه و ضعف قواهم السياسيه ، و اذا كانت العكس كما نقول نحن ، فانها العكس مهما كانت قوة قواهم السياسيه و ضعف قوانا السياسيه . و بالتالي فانه لا يجوز موضوعيا للجنوبيين بأن يشاركوا في اي حوار مالم يقم على قاعدة الشمال و الجنوب وفقا لقراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب او على قاعدة استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره فقط و لا غير و بالضرورة كذلك . وعلى بعض الجنوبيين الذين لأيةتمون كثيرا بالعمل السياسي أن يتذكروا بأن أسلافنا الجنوبيين من الاجيال السابقه قد ظلوا ( 130 ) عاما في العمل الميداني ضد بريطانيا و لم يحققوا النصر الاّ عندما توج العمل الميداني بالعمل السياسي و اصبح قائدا له في ستينيات القرن الماضي . هكذا يجب أن يكون فهم و موقف الحراك
* نقلا عن الوسط

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 10:50 AM
د / مسدوس : يوجه دعوته العامة الثانية لإصحاب القضية الجنوبية!!

الخميس 05 فبراير-شباط 2009 / بلا قيود نت

بعد عودتي من رحلة العلاج الأولى وجهت دعوه عامه لأصحاب القضية . و الآن وبعد عودتي من رحلة العلاج الثانية أوجه هذه الدعوة ، و أوجزها في النقاط التالية :
1- أدعو جميع اطراف الحراك في الجنوب إلى التوحد تحت شعار القضية الجنوبية التي اجمع عليها كل الجنوبيين في الداخل و الخارج . و القضية الجنوبية هي كما قلنا سابقا قضية أرض وثروة تم نهبهما ، وهي قضية هوية و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال . و هذا يعني بأن القضية الجنوبية هي قضية وطن . و بالتالي فان أي خلاف على ماعداها هو بالضرورة ذاتي أو سلوكي لا يجوز الانجرار ورائه . كما ان الحياه برهنت بان كل الخلافات السابقة بين الجنوبيين قد كانت ذاتيه و سلوكيه و لم تكن سياسيه باعتراف الجميع . فبدون وحدة الجميع في هذه القضية بالذات سيخسر الجميع ، و أطلب ممن يخالفني ذلك من الجنوبيين في الداخل أو الخارج بأن يحتفظ بدعوتي هذه للتاريخ حتى يؤكدها و يجعله يعود إليها أو ينفيها و يجعله يدينني بها ، لأن من لديه قضيه و يريد الانتصار لها ، لا بد له ان يسعى الى كسب الناس و توحيدهم من حولها ، و ليس إلى تمزيقهم و شرذمتهم ، حيث ان تمزيقهم و شرذمتهم هو موت لها بالضرورة .
2- ان الجنوبيين في اللقاء المشترك و في بقية الأحزاب الأخرى ، هم مع القضية الجنوبية ، و هم أصلا في قلب الحراك الجنوبي ، و قد دخلوا هذا الحراك كجنوبيين و ليسوا كأحزاب ، بسبب ان قيادتهم في صنعاء لم تعترف بالقضية الجنوبيه ، و عليهم الآن إقناعها بالاعتراف بالقضية و تحريك الشارع الشمالي من أجل حلها ، أو الانسلاخ عنها و الاعلان عن انفسهم كلقاء مشترك جنوبي كما هو حاصل في الواقع ، بحيث يكون هناك لقاء مشترك جنوبي و لقاء مشترك شمالي مثلما كان عليه الحزب الاشتراكي سابقا و كما يجب ان يكون عليه الان اذا لم يتحرك الشارع الشمالي . فلا اعتقد بان الجنوبيين في الحزب الناصري مثلا يقبلون بما قاله الأستاذ الصبري بان حراكهم و رفاقهم في الجنوب هو بلطجه ، مع انه يعترف بان اتفاقهم مع السلطه على تصنيف القضيه الجنوبيه بالحقوقيه هو الذي فجَّر الشارع الجنوبي .
3- أنني اطلب من الذين يستبعدون وجود القواسم المشتركه مع اللقاء المشترك بان يميزوا بين اللقاء المشترك الجنوبي و اللقاء المشترك الشمالي ، لأن كل القواسم و بدون استثناء هي مشتركه مع اللقاء المشترك الجنوبي . كما ان الجنوبيين الذين وقفوا مع صنعاء في الازمه و الحرب لم يقفوا معها ضد وطنهم الجنوب ، و إنما وقفوا معها ضد الحزب الاشتراكي و النظام السابق في الجنوب . و لو كانوا يدركون بان صنعاء تستهدف طمس هوية وطنهم و تاريخه السياسي و نهب ارضه و ثروته لما وقفوا معها بكل تأكيد ، بدليل انهم اليوم في قلب الحراك الجنوبي. كما انني اطلب من الجنوبيين في اللقاء المشترك ان يدركوا بانه ليس امامهم غير الانسلاخ عن قياداتهم في صنعاء او الأخذ بنصيحة النوبه التي قدمها للحزب الاشتراكي إذا لم تعترف قيادتهم في صنعاء بالقضية الجنوبيه و تحرك الشارع الشمالي من اجل حلها. صحيح بان هناك بعض الشعارات في الشارع الجنوبي لا تتفق معها بعض قيادات منظمات اللقاء المشترك في الجنوب ، و لكن عليها ان تدرك بان اية معارضه لهذه الشعارات قبل اعتراف صنعاء بالقضيه الجنوبيه هي تأييد للوضع القائم في الجنوب بالضروره أيضاً .
-4 ان الجنوبيين في اللقاء المشترك و في جميع الأحزاب الأخرى هم جنوبيين قبل ان يكونوا في الاحزاب و سيظلوا جنوبيين بعد ان يتركوا الاحزاب . و لذلك فان دورهم في الحراك الجنوبي هو دور جنوبي لصالح الجنوب و ليس دورا حزبيا لصالح الأحزاب . و عليهم ان يقدموا أنفسهم كذلك في هذا الحراك . حيث ان النضال الحالي للجنوبيين هو نضال وطني و ليس نضالا حزبيا ، و هو نضال من اجل الوطن و ليس نضالا من اجل السلطه . و بالتالي فان الاداه السياسية لهذا النضال لا بد و ان تكون وطنيه و ليست حزبيه بالضرورة كذلك . كما ان الذين يصفون مطالبنا بالمناطقيه فأنهم يكرسون فكرة الفرع و الأصل ، لأنهم ينظرون إلى الجنوب كمنطقه تابعه للشمال و ليس كدوله اعلنت الوحده مع دولة الشمال . و أمّا الذين يصنفون مطالبنا بالمشاريع الصغيره أو بالانعزاليه و غيرها ، فانهم لا يدركون بان هذه هي مصطلحات إيديولوجيه و ليست وطنيه . فهم يخلطون بين القضايا الوطنيه و القضايا الايديولوجيه و لا يميزون بينهما . و لو كانوا يدركون ذلك لكانوا خجلوا من تكرارها .
_5 ان القضيه الجنوبيه ليست قضيه إيديولوجيه و ليست قضيه حزبيه ، و إنما هي قضيه وطنيه بإمتياز . فهي قضية وحده سياسيه بين دولتين تم إسقاطها بالحرب . و لهذا فإن قضية الجنوب بعد حرب 1994م قد أصبحت موضوعياً خارج الحزبيه ، و لا يمكن بأن يكون حلها عبر الاحزاب ، لان حلها عبر الاحزاب يجعلها قضية سلطه و معارضه و ليست قضية وحده سياسيه بين الشمال و الجنوب ، و هذا ليس حلاً شرعياً لها مهما كان صائباً . كما انه يستحيل حلها عبر مؤتمر حوار وطني شامل ، لانها قضيه بين شطرين و ليست بين أكثر من شطرين . فالقضيه الجنوبيه هي قضيه وطنيه كما أسلفنا ، و القضايا الوطنيه لاتوجد فيها حزبيه . صحيح ان هناك كانت امكانيه سياسيه لحلها عبر الحزب الاشتراكي بعد الحرب لو كانت هذه الامكانيه قد اُلتقطت ، و لكنها حالياً قد أنتهت و لم تعد باقيه في الواقع الموضوعي الملموس . و بالتالي فانه ليس امام صنعاء غير الاعتراف بالقضيه الجنوبيه و دعوة الجنوبيين الى الحوار من اجل حلها . فلا شرعيه لأي حل عبر الاحزاب ، و لا شرعيه لأي حل عبر مؤتمر حوار وطني شامل ،و انما الحل الشرعي الوحيد هو عبر الحوار بين طرفي القضيه اللذين هما الشمال و الجنوب فقط و لاغير و بالضروره ايضاً ، خاصةً ً و ان الحرب قد الغت شرعية ما تم الاتفاق عليه و لم يعد الوضع القائم بعد الحرب هو قائم على مانم الاتفاق عليه . فالحرب قد الغت الوحده في الواقع و في النفوس و جعلت الشعب في الجنوب امام خيارين لا ثالث لهما ، وهما القبول بالانقراض أو رفضه . و المشكله عند الجميع تقريباً انهم لم يستوعبوا كارثة الحرب ، و بعصهم لا يفهمون الوحده اصلاً . كما ان البعض منهم يساوي بين حرب 1994م و سابقاتها في الشطرين سابقاً و لم يدرك الفارق المبدئي بين حرب 1994م وسابقاتها . فالحروب السابقه في الشطرين كانت على السلطه و مستقبل الحكام فيها ، بينما حرب 1994م كانت حول الجنوب و مستقبله في الوحده .
6- ان القضيه الجنوبيه ليست قضية سلطه ومعارضه يمكن حلها عبر الاحزاب ، و انما هي كما اسلفنا قضيه وطنيه لا يمكن حلها الا عبر الحوار الوطني مع الجنوبيين كجنوبيين و ليسوا كأحزاب . حيث ان الحزبيه هي اصلا عمل ايديولوجي يقوم على المفاضله بين الاحزاب لادارة البلاد . و بالتالي فان أي حل للقضيه الجنوبيه عبر الاحزاب هو غير شرعي ، وهو ايضاً دفن لها اذا ما قَبِل الجنوبيين بذلك ، خاصه و ان الحزب الاشتراكي قد تخلى عن تمثيله للجنوب منذ حرب 1994 م و لم يعد هناك أي حزب يمثل الجنوب غير الحراك الوطني الجنوبي
7- انه بعد ان تم اسقاط شرعية اعلان الوحده باعلان الحرب ، و بعد اسقاط اتفاقيات الوحده قبل تنفيذها و استبدال دستورها ، و بعد نهب الارض و الثروه في الجنوب و حرمان اهلها منها ، و بعد طمس الهويه و التاريخ السياسي للشعب في الجنوب لصالح الشمال ، لا يوجد أي حل غيرالحل الذي كنا نطرحه سابقاً و الذي تجاوزه الشارع الجنوبي ، وهو ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، أو حق تقرير المصير الذي تطرحه حركة ((تاج)) و يؤيده الشعب في الجنوب بكامله . و لمزيد من التوضيح حول ذلك ، فان حق تقرير المصير يعني استفتاء الشعب في الجنوب على قبول هذا الوضع القائم على نتائج الحرب أو رفضه . أمّا ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده الذي كنا نطرحه سابقاً فيعني التالي :
أولاً حول إزالة أثار الحرب : أن إزالة أثار الحرب تعني :
أ / الغاء الفتوى الدينيه التي بررت الحرب وأباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى ، و بإعتبار أنه لايجوز دينياً و لاقانونياً و لا أمنياً و لا وحدوياً بأن تظل باقي .
ب / إعادة مانهب تحت هذه الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصه و عامه ، و في المقدمه المنشآت العامه و الخاصه و الأراضي العقاريه و الزراعيه و البور بإعتبارها ثروة الشعب في الجنوب حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدوله ، و بإعتبار أنه لا يجوز دينياً و لا قانونياً و لا وحدوياً بأن تذهب لغير أهلها الجنوبيين .
ج / الغاء الاحكام على قائمة ال ( 16 ) بإعتبارها أحكاماً سياسيه باطله و عودة المشردين في الداخل و الخارج الى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم . حيث أن مثل ذلك هو من الحقوق المدنيه و القانونيه التي يكفلها لهم الدين الاسلامي الحنيف و الاعلان العالمي لحقوق الانسان .
د / أعادة جميع المؤسسات المدنيه و العسكريه الجنوبيه كما كانت عليه قبل الحرب .
ثانياً حول إصلاح مسار الوحده : إن إصلاح مسار الوحده هو ماسبق و ان طرحته للبيض و علي عبدالله صالح أثناء الازمه و قُبيل الحرب ، وهو إزالة خوف الشماليين دستورياً من الانفصال ، و إزالة خوف الجنوبيين دستورياً من الضم و الالحاق ، و الذي رفضه العليَيَن . هذا وفي الختام فأنني أطلب من الشعب في الجنوب بأن يرفض الانتخابات و لايشارك فيها ، لان مشاركته فيها تعطي شرعيه للباطل المفروض عليه و تشكل هزيمه لحراكه السياسي العظيم . و عليه ان يثق ثقه كامله بأنه لن يكون غير الحلول الوارده أعلاه بالضروره حتى و أن راهنت السلطه على تمرير الانتخابات و هزيمة الحراك عبر شراء الذمم . صحيح انها تستطيع ان تشتري سكوت بعض الجياع في الجنوب ، و لكنها لا تستطيع أن تشتري قناعاتهم . و على جميع القوى السياسيه في السلطه و المعارضه ان تدرك بأن كل الانتخابات السابقه التي جرت في ظل أثار الحرب و نتائجها قد كانت بلطجه بإمتياز و كانت عبث بكل شئ ، و ان مشاركة المعارضه فيها قد شجعت السلطه على هذه البلطجه . و الخطاء التاريخي الاكبر ان الحزب الاشتراكي شارك في اكثر هذه الانتخابات و اسقطت شرعية تمثيله للجنوب ، وعليه ان يدرك الان بأنه لن يرى عافيه بعدها بالضروره .
أنتهى 20/1/2009 م

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 10:55 AM
مسدوس يدعو صالح الى الاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس لحلها بعد فشل الوحدة.

صنعاء – لندن " عدن برس " خاص :

15 – 6 – 2009

وجه الدكتور محمد حيدرة مسدوس القيادي في تيار إصلاح مسار الوحدة نداء الى الرأي العام العالمي للضغط على النظام في صنعاء برفع القهر المفروض على ابناء الجنوب منذ حرب 1994م ، وقال الدكتور مسدوس في البيان الذي أرسل الى " عدن برس " أن : " علي عبدالله صالح الذي اعلن الوحده مع الجنوب نيابة عن الشعب في الشمال هو ذاته من اعلن الحرب على الجنوب ، و علي سالم البيض الذي اعلن الوحده مع الشمال نيابة عن الشعب في الجنوب و دون ان يأخذ رأيه هو ذاته من اعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب . و بالتالي ماذا بقى من شرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب ؟؟؟ ، و هل الوحدة باقيه بالفعل بعد الحرب ام ان الحرب حولتها الى اكبر مزحه في التاريخ ؟؟؟

( نص نداء الدكتور محمد حيدرة مسدوس )
أوجه هذا النداء الى الرأي العام للضغط على النظام في صنعاء برفع القهر المفروض على ابناء الجنوب منذ حرب 1994م . حيث ان هذا النظام لا يعرف قواعد الاختلاف و الاتفاق . فهو لا يعرف بان الناس يتفقوا بانهم متفقين او يتفقوا بانهم مختلفين ، و نحن نريد ان نتفق مع هذا النظام باننا مختلفين حتى يعرف الرأي العام على ماذا نحن مختلفين ، و بعد ذلك يمكن ان نحتكم الى الشعب و يكون حكم الشعب هو الحكم النهائي . و لمزيد من التوضيح نسرد الحقائق التاليه :


1- الحقيقه الاولى : ان اعلان الحرب على الجنوب عام 1994م قد اسقط شرعية اعلان الوحده ، وان الحرب و نتائجها قد خلقت واقعا جديدا لا علاقه له بما تم الاتفاق عليه . وهذا الواقع الجديد الذي يستحيل انكاره و الذي هو أسوأ من الاحتلال البريطاني لا يعقل بان نسميه وحده . و السؤال الذي يطرح نفسه هو: من اين يستمد شرعية وجوده ، هل من اعلان الوحده الذي تم اسقاط شرعيته باعلان الحرب ؟؟؟ ، ام من اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب؟؟؟. ، ام من دستور الوحده الذي تم استبداله بعد الحرب؟؟؟ ، ام من القياده الشرعيه الجنوبيه التي اعلنت الوحده مع الشمال و حكم عليها بالاعدام ؟؟؟ . فعلي عبدالله صالح الذي اعلن الوحده مع الجنوب نيابة عن الشعب في الشمال هو ذاته من اعلن الحرب على الجنوب ، و علي سالم البيض الذي اعلن الوحده مع الشمال نيابة عن الشعب في الجنوب و دون ان يأخذ رأيه هو ذاته من اعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب . و بالتالي ماذا بقى من شرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب ؟؟؟ ، و هل الوحده باقيه بالفعل بعد الحرب ام ان الحرب حولتها الى اكبر مزحه في التاريخ ؟؟؟ .

2- الحقيقه الثانيه : ان الاجهزه الامنيه و العسكريه التي لا تفهم حقائق هذه الامور و التي ترتكب جرائم ضد الانسانيه في الجنوب ، لا تملك شرعية وجودها هناك ، ناهيك عمَّا تقوم به هذه الاجهزه من قمع و قتل و اعتقالات و محاكمات و ملاحقات و غيرها ، و هو ما يجب تقديمه اولاً بأول الى محكمة الجنايات الدوليه ، خاصه و ان القضاء اليمني ليس مستقلا . و لو كان القضاء في اليمن مستقلا لكان رفض قبول ملفات الاتهام ، لان ما ورد فيها هو في اطار الديمقراطيه . أمّا الاستنتاجات السياسيه للاجهزه الامنيه و نيابة السلطه التي تقول بان ذلك تحريضا على الكراهيه و غيرها ، فانه لا يجوز قانونا قبول هذه الاستنتاجات السياسيه من قبل المحكمه . و مع ذلك فانها استنتاجات سياسيه خاطئة ، لاننا اذا ما افترضنا بان هناك مصلحه اقتصاديه و اجتماعيه و سياسيه للجنوب في هذا الوضع القائم ، و جاءت كل مخابرات العالم و شياطين الجنوب لتحريض الناس على كراهية صنعاء لرفضوا ذلك بالضروره و العكس صحيح . حيث ان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي بالضروره ايضا و ليس العكس . و لذلك فاننا ندعوا الرأي العام المحلي و العربي و الدولي الى الضغط على النظام في صنعاء لاطلاق سراح المعتقلين ، و معالجة الجرحى ، و ايقاف المحاكمات و الملاحقات ، و محاكمة الجناه من العسكريين و الامنيين ، و رفع الحصار المفروض على صحيفة الايام .

3- الحقيقه الثالثه : ان صحيفة الايام الاهليه قد تعرضت لهجومين عسكريين لم يحصل مثلهما في التاريخ ، كان الاول على مقرها في صنعاء ، و كان الثاني على مقرها في عدن ، و هي صحيفه اهليه لا ذنب لها غير انها عدنيه و تصدر من عدن و تعكس ما يجري في الواقع على ارض الجنوب . و رغم انني قد كنت في رحله علاجيه اثناء الهجوم الاول على مقرها في صنعاء ، الا ان لدينا معلومات بانه لم يقتل احدا في ذلك الهجوم الذي حملوه باشراحيل و حارس صحيفته زورا و بهتانا . و لو كان القتل قد حدث فعلا لكانت ظهرت جثة القتيل و لكان تم تشريحها . و عندما سأل الناس عن الجثه قيل لهم انه تم دفنها . فبحكم ان باشراحيل رجل مدني و لا يعرف الاعراف القبليه ، فقد استدرجته السلطه الى التحكيم القبلي ، و ذلك بارسال عدة بنادق كتحكيم و هو لا يعرف بان ذلك يعني الاعتراف بالقتل ، و على اساس ذلك تجري حاليا محاكمة حارسه و ملاحقته هو شخصيا . و السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف قبلت المحكمه هذه التهمه و هي لم توجد ادله قاطعه تؤكد حدوث القتل و تؤكد مسؤولية حارس باشراحيل عليه ؟؟؟ . كما ان ما يؤكد بان السلطه هي وراء كل ذلك هو احتضانها و حمايتها لمن قاموا باعتراض توزيع الصحيفه و احرقوا اعدادها ، بدلا عن معاقبتهم على فعلتهم هذه باعتبار السلطه هي المسئوله عن الامن العام . و لكن كل ذلك هو تأديب لجنوبيتها و صدورها من الجنوب .

4-الحقيقه الرابعه : ان النظام في صنعاء قد ظل و مازال ينكر على الجنوبيين جنوبيتهم و يفرض عليهم نكرانها بالقوه و يعاقبهم عليها . و هذا في حد ذاته هو نكران للوحده و رفض عملي لها . صحيح ان هناك رد فعل جنوبي تجسد في شعارات تزعج السلطه و تزعج كل المنحدرين من الشمال ، و لكن هذه الشعارات هي تحصيل حاصل لتصرفات صنعاء ، لانه كلما يأس الشعب في الجنوب من الحل في اطار الوحده التي كان يحلم بها ، كلما صمم على الحل خارجها . فعندما تنكر صنعاء على الجنوبيين جنوبيتهم و تعاقبهم عليها و هم كانوا دوله ذات سياده ، و عندما تقوم بطمس هويتهم و تاريخهم و تنهب ارضهم و ثروتهم و تحرمهم منها ... الخ ، ماذا تنتظر منهم للدفاع عن وجودهم و عن هويتهم و تاريخهم و عن ارضهم و ثروتهم ؟؟؟ . و لذلك فان سقف الشعارات يحدده موقف صنعاء من القضيه . فلا يمكن فهم القضيه و فهم حلها الا بالتخلص من واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و من واحدية هويتيهما و تاريخيهما و ثورتيهما ، و الابتعاد نهائيا عن فكرة اليمن الواحد و الوطن الواحد و التاريخ الواحد و الثوره الواحده ... الخ ، التي ظلت تلوكها الحركه الوطنيه بغباء شديد ، لانها خارج الواقع الموضوعي الملموس ، ولان الحركه ذاتها معترفه بدولتين ، و لان هذه الواحديه نافيه للوحده اصلا ، بسبب ان الوحده لا يمكن موضوعيا بان تكون وحدة الواحد ، و انما هي وحدة الاثنين . و بالتالي فان هذه الواحديه هي بالضروره عمى الحل و هي المشكله بعينها . فلابد من التسليم بان اليمن كان يمنيين بدولتين و هويتين و بتاريخين سياسيين مختلفين و منفصلين الى يوم اعلان الوحده كما كان في الواقع و كما هو معروف لدى المنظمات الدوليه ، و ان الوحده بينهما هي وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده . فلا يمكن فهم القضيه و فهم حلها الا على اساس شمال و جنوب و ليس على اساس سلطه و معارضه . و هذا الفهم للقضيه و الفهم لحلها يبدأ باعتراف الشماليين بشماليتهم ، و الجنوبيين بجنوبيتهم ، لانه بدون ذلك يستحيل فهم القضيه و يستحيل فهم حلها . و لابد من التسليم ايضا بان الجنوب هو ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم . و لذلك فان دعوات احزاب المعارضه الى مؤتمر حوار وطني شامل او تقديم مشاريع حلول ، هي دعوات فارغه و لا معنى لها ، لان القضيه هي بين اثنين و ليست بين اكثر من اثنين ، هما : الشمال و الجنوب ، و لان القضيه ليست قضية فقدان رؤيه ، و انما هي قضية شعب فقد ارضه و ثروته ، و فقد تاريخه السياسي و هويته . فليس هناك أي مبرر موضوعي لمثل هذه الدعوات الا اذا كان الهدف منها هو التبرير للوقوف ضد المطالب العادله للشعب في الجنوب . فاذا ما كانت هذه الاحزاب تريد ان تخدم الوطن بالفعل ، فان عليها اقناع النظام بالاعتراف بالقضيه الجنوبيه و دعوة الجنوبيين للحوار من اجل حلها . امّا كيفية حلها ، فهذه هي وظيفة الحوار . و بالتالي فان الذين يتبرعون بالحلول ، فانما هم يستبقون الحوار الحتمي لحل القضيه الجنوبيه بكل تأكيد ، سواء كان ذلك بوعي ام بدون وعي .

5- الحقيقه الخامسه : انه لا يمكن للمنحدرين من الشمال بان يكونوا جنوبيين قبل ان يكونوا شماليين و العكس صحيح كقاعده عامه بما في ذلك علماء الدين و خطباء المساجد مهما أخفوا ذلك . فعلى سبيل المثال اصحاب فتوى حرب 1994م الدينيه ، هم منحدرين من الشمال و اصبحوا الان يقولون بان تلك الفتوى لها ظروفها ، و قد التقوا بعدها مع الحزب الاشتراكي الذي كفروه . و لو كان الحزب قد تبنى القضيه الجنوبيه بعد الحرب لما التقوا معه و لكانوا قد استمروا في تكفيره بكل تأكيد . و هذا يعني بان فتواهم الدينيه التي برروا بها الحرب قد كانت فتوى سياسيه باسم الدين اقتضتها مصلحة الشمال على حساب الجنوب و ليست فتوى دينيه . حيث وظفوا الدين في خدمة السياسه . و اليوم يكرر السلفيون نفس الافتراء على الدين ، و هذا شأنهم امام الله يوم القيامه . اما السياسيين و مشايخ القبائل المنحدرين من الشمال فقد كانوا و مازالوا يحاولون خلط الاوراق لدفن القضيه الجنوبيه . فقد قلدوا اللجان الشعبيه التي ظهرت في الجنوب و تخلوا عنها عندما غابت لجان الجنوب ، و قلدوا ملتقى ابناء الجنوب و تخلوا عنه عندما غاب ملتقى الجنوب ... الخ . و الان يحاولوا ان يقلدوا الحراك الجنوبي حتى يقولوا للعالم بان الازمه ليست ازمة شمال و جنوب ، و انما هي ازمة سلطه و معارضه . و لكن هذه المحاولات ستفشل كما فشلت سابقاتها . فقد حاولوا دفن القضيه الجنوبيه بالعفو العام ، و لكنه اظهرها اكثر بعدم الاستجابه اليه . و حاولوا دفنها بمشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات ، و لكنها اظهرتها اكثر بفشله الذريع في الجنوب . صحيح ان اسم الوحده مازال موجودا ، و لكن الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها ، لاننا هنا بصدد وحده ملموسه و ليست وحده مجرده . فعلى سبيل المثال اسم والدي رحمه الله موجودا ، فهل يعني ذلك بانه موجود ؟؟؟ . و لذلك فان الذين يقولون بان الوحده مازالت باقيه بعد الحرب ، و انه لا ذنب لها ، فانهم من الناحيه النظريه يتحدثون عن وحده مجرده . اما من الناحيه العمليه فهم يساهمون في دفن القضيه الجنوبيه سواء كان ذلك بوعي ام بدون وعي . كما ان ما هو حاصل في الجنوب هو نتيجه للحرب التي ادت الى اسقاط مشروع الوحده و ليس نتيجه لسياسة السلطه او لفشل النظام كما تقول احزاب المعارضه ، لان سياسة السلطه و هذا النظام الفاشل ذاته هو نتيجه من نتائج الحرب . فلو لم تحصل الحرب و لو لم يسقط مشروع الوحده لما وجدت مثل هذه السياسه و لما وجد مثل هذا النظام الفاشل بكل تأكيد .

6- الحقيقه السادسه : ان النظام في صنعاء يمارس اعمالا لا تدخل في العقل ، و هو كما عرفناه لا يؤمن بالعقل و لا يحتكم اليه ، بل و يراه نوعا من العيب ، لانه في نظره يعبر عن الضعف ، و خير دليل على عقليته الفروسيه هو اختيار الحصان كرمزاً له . كما انه يحتقر التواضع و لا يؤمن به ، بل يراه ايضا نوعا من العيب ، لانه في نظره يعبر عن الضعف ... الخ . و في هذه الحاله كيف يمكن التعايش مع من يفكر بهذه العقليه ؟؟؟ . فمن يسخر من العقل و لا يؤمن به و لا يحتكم اليه ، و من لا يعرف التواضع و لا يؤمن به و لا يمارسه لا يمكن له بالضروره ان يتعايش مع غيره ، لان استخدام العقل و ممارسة التواضع هما القاعده العامه للتعايش ، و هما القاعده العامه للتطور . اما التعالي الذي سلكه العرب منذ القدم و الذي مازال متأصلا في ثقافة صنعاء ، فانه التجسيد الملموس للجهل و التخلف بالضروره كذلك .
انه على اساس ما سبق ، فاننا ندعوا الشعب الى توحيد وعيه و توحيد فهمه على هذا الاساس الوارد اعلاه ، و تصعيد نضاله السلمي حتى يتحقق التالي :

أ- اطلاق سراح المعتقلين و ايقاف المحاكمات الباطله .

ب- معالجة جميع الجرحى السابقين و اللاحقين .

ج- ايقاف الملاحقات و الاعتقالات .

د- محاكمة الجناه من العسكريين و الامنيين .

ه- رفع الحصار المفروض على صحيفة الايام .

و- الاعتراف بالقضيه الجنوبيه و الجلوس للحوار من اجل حلها .

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 11:03 AM
بيان للدكتور محمد حيدره مسدوس .


الجنوبيون لا يمكن أن يكونوا شماليون.. والحزب الإشتراكي قادنا ليس للوحدة، وإنما قادنا للجحيم.

د/ محمد حيدرة مسدوس

1- في هذه الظروف الصعبة والمعقدة، لا يحتاج الامر الى عناء كبير للعودة للتاريخ، والتذكير بالدماء التي سالت على أرض الجنوب منذ 14 أكتوبر 1963م لغاية اليوم - بالحق أو بالباطل- كي يدرك المرء أن الجنوب العربي سقط فريسة سهلة تحت سنابك خيل الرئيس اليمني، المشير علي عبدالله صالح، في 7 يوليو 1994م، وهذا يعني وفق حسابات العقل والمنطق الواقعي، أن الجنوب وقع هذا اليوم تحت إحتلال الجمهورية العربية اليمنية، ويعد بمثابة وصمة عار في جبين كل إنسان جنوبي حر، لم يفرط في وطنه أو كرامته أو دينه. كما سقطت أيضاً كل النظريات والمنظرين للوحدة في أول إمتحان عملي على أرض الجنوب في 7 يوليو 2007م، أولئك المنظرين الذين كانوا يحاصرون ( العقل الجنوبي ) منذ 30 نوفمبر 1967م. وعوّدنا طويلاً رؤية الأشياء كما صوّروها لنا، أي كما أريد لها أن تبدو لنا. ولم تتح لنا فرصة لنراها كما يجب أن نراها بعيوننا وبالوان طبيعية، نحكم عليها بعقولنا وليس بعقول الحكماء والموجهين والمرشدين من خارج إطارنا.

لذلك، لم يعد ثمة حبل يتعلقون به سوى الخطابات الممجوجة ذات الطابع الإنفعالي المتشنج، ومحاولة تجديد تنظيرات بائسة، تنطوي على مبررات واهية لا تعدو كونها أقرب الى شهادات براءة ذمة لفشل الوحدة وتحويلها الى إحتلال بفعل حرب 1994م. فمن يدعي أو يرى عكس ذلك من أبناء الجنوب، فهو وحدوي حتي إشعاراً آخر… وحدوي من طراز جديد، لا يرى ولا يسمع ما يدور في الجنوب حتى آخر سيارة يابانية فارهة، وآخر بيت جديد، وآخر قطعة أرض ( فائضة ) على الجماعة!!. وعندما يتوقف المدد الوحدوي المقرر، بالضروة سيتوقف عزف لمن كل هذا ( القناديل )، وساعتها سوف يعود كل جنوبي الى رشده وأهله ووطنه سالم غانم على أنغام صبوحه خطبها نصيب.

فمنذ ذلك التاريخ الأسود، ونحن معشر الجنوبيين، نعيش أسوأ إحتلال عرفه القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين بعد نكسة فلسطين في 1948م وعربستان.. وما من بلد تعرض للقهر والتنكيل بعد فلسطين، كمثل ما تعرض له الشعب والوطن في الجنوب.. هذا الشعب الطامح للحرية والحياة الكريمة والأمن والإستقرار.

2- لا يحتاج المرء الى عناء كبير كي يدرك عن مدى عبث وإستخفاف الرئيس اليمني وقيادته العسكرية والأمنية الشمالية ضد الجنوب وأهله، بحيث إختزلوا الجنوب خلال (15) عام كما لو كان عبارة عن عقار، نقلت ملكيته عبر الشهر العقاري (الأطقم العسكرية) من عائلة الى أخرى، أو في أحسن الأحوال كأرض مشاع لم يكن لها مالك من قبل، مما جعل الرئيس وقواته الشمالية تنزل من الجو بـ (البراشوت) على أرض غير مأهولة بالسكان. ليصبح الرئيس اليمني هو المالك الشرعي والوحيد حسب مفهومه، مما دفعه يتصرف بطريقة رعناء. عكست مواقفه وسياساته العملية تصرقات غير مسؤولة خلافاً للمنطق والقانون والتاريخ والطبيعة، خصوصاً تأكيده المستمر بان الجنوب ليس ملك لاحد.. والذي ما اعجبه الوضع يشرب من البحر.. والجنوبيين مصابون بمرض انفلونزا الخنازير.. وهم مجرد بقايا هنود وصومال.

لم نقراء او نسمع، ممن يتباكون اليوم على ما جرى ويجري في اليمن بصورة عامة وفي الجنوب العربي (جمهورية اليمن الديمقراطية سابقا) وعلى وجه الخصوص، من بني يعرب صوت واحد يستنكر تلك الجرائم، التي ترتكبها الاجهزه الامنية والعسكرية في الجنوب، حتى بعض القيادات الجنوبية في الخارج هي الاخرى لاذت بالصمت وكان الامر لا يعنيها.. ويبدو أن تلك القيادات ما تزال أسرى حسابات احداث تاريخ الماضي في الجنوب، ولو لم تكن كذلك في الاسر لما كانوا مختلفين.. ومن يدري ربما هذه المرة خلافهم صار حول الإمام علي كرم الله وجهه والصحابي معاويه بن ابي سفيان.. قس على ذلك الخلافات الذاتية الطاغية، فحدث ولا حرج، ولو اشرنا لبعضها لما سامحنا ( الحبايب) الذين كنا نحبهم وهم يحبونا بالامس على حسن نيتنا، واننا لا نقصد الاساءة لاحد.. ولكن هذا هو حال قيادتنا في الحكم وخارجه وربنا يكون في عون الجنوبيين.

3- لم يكتف او يقتنع نظام صنعاء بمصادرة ونهب ارض الجنوب ماتحتها وما فوقها فحسب، بل استهدف خلع الجنوب من صلب التاريخ ومحو معالمه واثاره من على الخارطة كجغرافيا وكشعب، له هوية وجذور تاريخية وحضارية اصيلة، اختزنت في ذاكرة الزمن. حيث عمل على تطبيق نفس الاساليب والممارسات العنصرية القمعية، التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.. طبق سياسية ممنهجة مدروسة لاصلة لها بوطن او دين او قانون او اخلاق، وهي ( الفوضى الهدامة ) طيلة (15) سنة، وفق الفتوى العنصرية الدينية، التي اطلقها الشيخ عبدالوهاب الديلمي عام 1994. تلك الفتوى التي اجاز فيها شرعيةالحرب، وجعل الارض والانسان في الجنوب كغنيمة حرب، ولازالت سارية المفعول. واعتبرت تلك الفتوى امتداداً تاريخياً للفتوى التي اصدرها الامام إسماعيل بن القاسم عام 1855 وعنوانها (ارشاد السامع في جواز اخذ مال الشوافع). (انظر كتاب حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية ص 100: تاليف الشيخ محمد بن هاشم الطبعة الاولى تريم).

4- اذن- لقد وصلت الامور الى ذروتها في الاستهتار والاحتقار بالحياة والناس في الجنوب، الى درجة كما يردد البعض من القيادات العسكرية الشمالية، بأن ما جرى ويجري من قتل/ اعتقالات / مطاردة / حصار عسكري/ تجويع / قطع مرتبات لابناء الجنوب، مجرد بروفة إعداد وتنظيم القوات العسكرية الشمالية المرابطة في الجنوب، وإجراء أعمال ومناوشات وتمرين كتهيئة الظروف المناسبة لتوجيه الضربة القاضية لكل القيادات في الحراك، وهدم المعبد على من فيه.

لذلك، فان الخطر الداهم يتطلب العمل الجدي ورص الصفوف وتوحيد الكلمة، لمواجهة الامواج العاتية بالعمل والتنسيق وليس بالبيانات والتصريحات، بل بالارتفاع والارتقاء في التعامل الى مستوى المسؤولية الوطنية لمواجهة التحديات، سيما والرئيس اليمني لن يتورع في إستخدام أبغض الوسائل ضد الجنوب والجنوبيين، وهذا ما شاهدناه ونشاهدة في الغارات الجوية المختلفة والمتكررة على محافظتي شبوة وأبين، ومن سينسى أو لا يذكر مجزرة المعجلة على وقرى ال عتبور وال حيدرة وال لشعر معوان باكازم، التي أسفرت عن إستشهاد أكثر من (62) من المدنيين الأبرياء من اطفال ونساء وشيوخ ورجال، تحت دعوى محاربة الارهاب في هاتين المحافظتين، ونرى مشهد آخر على محافظة لحج، على شكل حصار عسكري للمديريات الصامدة الضالع وردفان والصبيحة والعاصمة الحوطة.. والسؤال الكبير الذي يؤرقنا موجة الى الرئيس علي سالم البيض، لماذا المصائب الكبيرة موجودة في محافظتي شبوة وأبين أكثر من بقية المحافظات؟ ولم تحضى هاتين المحافظتين بالإهتمام والتغطية الإعلامية المستحقة مثل غيرها من المحافظات.

وما تعرض له شعبنا من قهر وظلم ولازال، لا يصدقه عقل او منطق، ولا أظن انه حدث في اي قطر عربي اخر، مثلما حدث للجنوب - الا في فلسطين - ورغم ذلك لازال شعبنا صابر.. ويتسأل عن اسباب ما جرى ويجري؟ وما اختلط من امورنا والتبس في وعينا ونظرتنا ونظرياتنا من خلال بحثه الدؤوب عن ذلك الخيط الرفيع بين ظلمة الليل وضياء الفجر، مما جعل الكثير في الداخل والخارج يحسدون الجنوب وشعبة على هذا التحمل في تعاطيه حبوب الصبر، حتى يفرجها ربنا ومن ثم الرجال الاوفياء المخلصين، والصبر طيب ياجنوب.

5- لعله يكون ضروريا ومفيدا لنا جميعا ان نتوقف للعمل على ضرورة حماية التاريخية التي تتطلب أقصى درجات الحذر والصدق مع النفس، من اجل تسمية الاشياء بمسمياتها الصحيحة، وبالتالي العمل على كسر حاجز إنعدام الثقة في النفوس، التي ارهقتها شعارات مضللة في ماضينا ولا زالت تلقي بظلالها علينا لغاية اليوم، إنطلاقاً من الاصوات والصراخات المتشنجة التي تخلط الحابل بالنابل ولا تميز بين الحق والباطل والامور الاساسية والامور الثانوية.

فلا يحتاج المرء الى عناء كبير لمعرفة السبب والمسبب في هزيمتنا في 7 يوليو1994م. تلك الهزيمة التي حولت شعب كامل الى رهينة لدى نظام صنعاء. ( نازل فيه) الرئيس اليمني وجيشه قتل وإعتقال وحصار ومطاردة ومحاولة الصاق نضالنا الوطني بالقاعدة ورغم ذلك لازال بعضنا نجده في اطارنا ممنوع اعلان الفطام. وعليه ان يواصل الرضاعة والامتثال حتى اخر نفس، وقديماً قيل ان طباخ السم يتذوقه، لذلك وجد اعرابي حية على قارعة الطريق ملتفة على بعضها نتيجة البرد والمطر، فعطف عليها واخذها تحت معطفه فلما احست بالدفء ردت الجميل بلدغة.

ابو عهد الشعيبي
2011-04-02, 11:31 AM
بن شايف وابو صالح والهمشري والدكتور الزامكي
رفع الله قدركم وحفظكم , واحييكم واشكركم من القلب على سرعة التجاوب
وأتمنى ان ارئ من المزيد من التفاعل ..

مودتي وخالص تقديري

ابو صالح الحضرمي
2011-04-02, 11:38 AM
نقلا عن صحيفة المستقله

مقابلة د/مسدوس مع صحيفة المستقله.

د. محمد حيــــــدره مسدوس
- كيف تقرأون المشهد السياسي في ظل الازمات المتعدده التي تشهدها البلاد .. الانفلات الامني .. الحراك الجنوبي .. الوضع في صعده .. التدهور الاقتصادي .. حرب القاعده ؟ .


* هذا المشهد بكامله كان مفتعل من قِبل السلطه لدفن القضيه الجنوبيه ، و لكنه أنقلب السحر على الساحر . و بالتالي فان الحل الوحيد لهذا المشهد السياسي هو في اعتراف السلطه بالقضيه الجنوبيه و الجلوس للحوار مع الجنوبيين من اجل حلها ، لان حل القضيه الجنوبيه سيأتي بنظام سياسي جديد يرضي الحوثيين و يرضي المعارضه و يزيل أرضية الارهاب و يوفر الامن و الاستقرار للاستثمار .

- دكتور محمد ، هناك من يرى ان الحوار الجاري بين السلطه و المعارضه يستهدف احتواء الحراك ، فما رأيك ؟ .
* هو في الاساس يستهدف دفن القضيه الجنوبيه التي يحملها الحراك و بدفنها يموت الحراك ، و هذا ما يسعون اليه . و اذا ما نجحوا في ذلك فانهم سيعيدون انتاج النظام نفسه ، و هذا يعني استمرار البلد في ازماتها و اجبار شعب الجنوب على العوده الى الجنوب العربي كما كان قبل الاستقلال .

- هل الحوار بين السلطه و المشترك ام بين السلطه و لجنة الحوار الوطني التي يهيمن عليها الشيخ حميد الاحمر . و هل بنظرك اصبحت لجنة الحوار الوطني بديلا عن اللقاء المشترك ؟ .
* الشيخ حميد هو زعيم اللقاء المشترك و زعيم لجنة الحوار ، لان اللقاء المشترك و لجنة الحوار شيئا واحدا ، و لا يوجد للقاء المشترك شريك غير نفسه .

- السلطه تسعى للحوار من اجل اجراء الانتخابات .. ترى ماذا تريد المعارضه من هذا الحوار حسب متابعتك و فهمك لكثير من الحقائق غير المعلن عنها ؟ .
* كلاهما يريدان الانتخابات ، و قد خاضاها معاً منذ حرب 1994م ، و الفارق بينهما الان بعد ظهور الحراك الجنوبي ، هو ان السلطه تريد الانتخابات بمشاركة المعارضه لتمريرها في الجنوب و من ثم دفن القضيه الجنوبيه بالقوه ، و اللقاء المشترك يريد الانتخابات بمشاركة الجنوبيين لدفن القضيه الجنوبيه بدون القوه .

- و لكن اصحاب السلطه و اللقاء المشترك يرون الحوار الجاري بين السلطه و المعارضه هو الذي سيحل الازمه اليمنيه ، فهل هناك شكلا آخر للحوار كان يجب ان يكون ؟ .
* طالما و نوايا الطرفين دفن القضيه الجنوبيه ، و طالما و انهما يريان الانتخابات غايه و ما عداها وسيله ، فانه يستحيل ان يكون الحوار بينهما هو الحل ، لأن الحوار الحقيقي المطلوب موضوعيا هو مع الجنوبيين لحل القضيه الجنوبيه باعتبارها أم القضايا كلها و باعتبار ان حلها سيؤدي تلقائيا الى حل بقية القضايا الاخرى .

- لماذا تم اقصاء عبدربه منصور هادي من لجنة الحوار المصغره ؟ .
* ربما يكونوا قد رحموه و جنبوه الاحراج ، لانه يصعب عليه اخلاقيا ان يحاور أخوانه الجنوبيين حول القضيه الجنوبيه .

- الى اين سوف يسير هذا الحوار حسب توقعك ؟ .
* الى الفشل بكل تأكيد .

- هل ترى ان الفيدراليه هي الحل الاخير و الانسب الذي ستلتف حوله كل الاطراف ؟ .
* الحديث عن الحل قبل اعتراف السلطه بالقضيه الجنوبيه سابق لاوانه ، و الحل اصلا هو وظيفة الحوار و مبرر وجوده ، و اي حل يتم الاتفاق عليه بعد الان لن يصبح شرعيا الا باستفتاء شعب الجنوب عليه .

- كيف تقرأون سيناريو ما يحدث في الجنوب بصوره عامه و على نحو اخص بعد مصرع شخصيات مهمه في الاجهزه الامنيه في اكثر من محافظه سيما و ان هذه الشخصيات تعد بمثابة اعين و سمع و اجنحة السلطه ؟ .
* الاحداث الامنيه في الجنوب من صنع السلطه لاقناع الاروبيين و الامريكان بأولوية الملف الامني على الملف السياسي . و حسب معلوماتنا بان الجيل الجديد من تنظيم القاعده في الجنوب هو من صنع الاجهزه الامنيه لقمع الحراك باسم الحرب على الارهاب و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعده الذي يحاربه العالم ، و كل ذلك يهدف الى دفن القضيه الجنوبيه ، اضافةً الى ان الاجهزه الامنيه موزعه على مخابرات خارجيه و مرتبطة بها . و هذه المخابرات الخارجيه مصالحها متناقضه في اليمن و هو ما ينعكس على الاجهزه الامنيه ذاتها ، و مثل ذلك هو بدايه لادخال اليمن في الصراعات الدوليه التي لا ترحم . و انا مقتنع بان التيارات الاسلاميه المتطرفه كلها هي من صنع المخابرات الدوليه ، و انها جميعها و على رأسها تنظيم القاعده ((و بن لاذن )) ستختفي اذا ما اتفقت المخابرات الدوليه فيما بينها ، و لولا الخلافات بين الكبار لما ظهر محوري الممانعه و الاعتدال في الدول العربيه بكل تأكيد . و عندي قناعه ايضا بان المخابرات الاروبيه تستخدم فروع من تنظيم القاعده ضد المصالح الامريكيه و حلفائها من الحكام العرب و المسلمين ، و ان المخابرات الامريكيه تستخدم فروع اخرى في امكان اخرى من تنظيم القاعده ضد المصالح الاروبيه و حلفائها من الحكام العرب و المسلمين ايضا ، لان الصراع العالمي اليوم هو صراع مصالح بين الكبار ، و العرب و المسلمين ليسوا منافسين في هذا الميدان ، و انما هم اسواقا مستهلكه يتنافس عليها الكبار و يستخدمون سلاح الدين ضد مصالح بعضهم لتحقيق مصالحهم . فليس الصراع العالمي اليوم صراع حضارات او صراع اديان كما توهمنا المخابرات الدوليه و تشدنا اليه حتى ننشغل به و نترك الحاضر و المستقبل لهم ، و انما هو صراع مصالح اقتصاديه عالميه لا يوجد للعرب و المسلمين مكانه فيها . فالانظمه الغربيه انظمه علمانيه لا تؤمن بالاديان و لا تؤمن بتشريعات الاديان ، و هي التي ثارت على الكنيسه و اسقطتها و ليس المسلمون . و بالتالي فان الحرب العالميه اليوم ليست حرب صليبيه ضد الاسلام كما يقول المتشددون الاسلاميون ، و انما هي حرب المصالح الاقتصاديه العالميه بين الكبار بكل تأكيد . و الاهم من كل ذلك ان الاعمال الارهابيه هي التي سمحت للدول الكبرى بأستباحة العالم العربي و العالم الاسلامي و احتلاله عسكريا بأسم الحرب على الارهاب . حيث ان السياسه تقول بأن المستفيد من الحدث هو وراء الحدث كقاعده عامه .

- هل تخشى من مغبة انزلاق الاوضاع في الجنوب نحو الفوضى و فقدان الحراك السيطره عليها ؟ .
* السلطه هي من يصّدر الفوضى الى الجنوب ، و قيادات اللقاء المشترك تخفي رغبتها في ذلك اعتقادا منها بانها البديل للحراك في الجنوب . صحيح ان الرئيس علي عبدالله صالح يريدهم البديل اذا ما تمكن من قمع الحراك ، لأنه اصبح الان يخاف كثيرا من القضيه الجنوبيه و لا يخاف من اهلها . و لكن قيادات اللقاء المشترك لن تكون البديل ، و انما سيظهر حراك وطني جديد باسلوب عمل جديد يقوم على هوية الجنوب العربي و ليس على هوية الجنوب اليمني بكل تأكيد . حيث ان ذلك سيكون المخرج الوحيد امام شعب الجنوب . و هناك مبدأ في الامم المتحده يقول ان أي وحده اجباريه تعتبر استعمارا بكل ما للكلمه من معنى ، و هو ما أكدته الأمم المتحده لشمال السودان قبل اسبوع . و هذا ينطبق على قضيتنا في الجنوب بإمتياز ، خاصةً و ان كل الشماليين بدون استثناء اصبحوا بعد حرب 1994م يصرون على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما خلافا للواقع الموضوعي الملموس ، و مثل ذلك هو رفض لمفهوم الوحده و رفض مسبق للحل .

- في نظركم الى ماذا تعود اسباب تراجع استمرارية نشاط الحراك بما فيها زخم المسيرات و المهرجانات في العديد من المحافظات مثل .. حضرموت .. شبوه .. المهره .. و حتى أبين بعد اختفاء الفضلي مقارنه مع لحج و الضالع ، و هل تعتقد ان ذلك الفراغ سيزيد من تركيز السلطه على مناطق الضالع و لحج و ردفان ؟ .
* لم يتراجع نشاط الحراك في المحافظات التي ذكرتها ، و انما هناك ضعف في التغطيه الاعلاميه للحراك ، الى جانب التعتيم الاعلامي المفروض من قبل السلطه . و هناك بعض الناشطين في الحراك يفضلون الاحتفاظ بطاقات الناس ليوم الانتخابات القادمه .

- هل بات الفضلي واحدا من الحاملين الحقيقيين للقضيه الجنوبيه ؟ .
* نعم الفضلي من الحاملين للقضيه الجنوبيه ، و قد دخل الحراك بقناعه و فهم و ابعاد يدركها اكثر من غيره و هو من اسره تاريخيه اصيله لها مكانتها الاجتماعيه في الجنوب التي تجعله من الحاملين الحقيقيين للقضيه الجنوبيه أكثر من غيره .

- كونك من الشخصيات الوطنيه البارزه التي افنت حياتها في مسار النضال الوطني و باعتباركم اول الحاملين الحقيقيين للقضيه الجنوبيه ، فلماذا لم نشاهد لكم حضور ميداني في مهرجانات و فعاليات الحراك خلال الفتره الماضيه خصوصا و ان الجماهير متعطشه لرؤيتكم ؟ .
* العمل الميداني يتطلب طاقة الشباب ، و قياداته الآن من الشباب و لدينا فائض من القيادات الميدانيه الشابه ، و ما ينقصنا هو القيادات الفكريه و السياسيه و الاعلاميه التي مازالت غائبه و هذا ما نحاول تغطيته من قِبلنا . اما الجماهير فسوف نراها و ترانا في الوقت المناسب إن شاء الله .

- دكتور مسدوس ، كنتم اول من نادى بعد حرب 1994م باصلاح مسار الوحده و تزعمتم تيار المصالحه و اصلاح مسار الوحده داخل الحزب الاشتراكي .. اليوم و على اثر ما شهده الجنوب من حراك شعبي افضى الى رفع شعار الانفصال و تقرير المصير ، هل مازلت عند خيار اصلاح مسار الوحده ام ان الاوضاع قد تجاوزت هذا الخيار و باتت تفرض خيارات مفتوحه لديكم ؟ .
* كل الخيارات اصبحت الان بيد شعب الجنوب . و كما قلت في صحيفة الوسط انه لا يجوز من حيث المبدأ قبول اي حل ما لم يكن مربوطا باستفتاء شعب الجنوب عليه سواء كان هذا الحل فك الارتباط او الجنوب العربي او الفيدراليه او الحكم المحلي او غيره ، لانه لا يوجد و لن يوجد اي حل مشروع الا برضى الشعب صاحب الشأن ، و بالمقابل لا يجوز من حيث المبدأ ايضا رفض اي حل اذا ما ربط باستفتاء شعب الجنوب عليه حتى و لو كان الوضع القائم ذاته ، و أيً من السلطه او المعارضه يقبل بذلك سنمد أيدينا إليه .

- معلوم ان اي حراك يسعى الى تحقيق اهداف كبيره عبر مراحل التحولات التاريخيه و المدنيه انه بالتأكيد يمتلك برنامج سياسي واضح و نظام اليه تنفيذيه لبرنامجه ، فلماذا لم يتبلور حتى اللحظه مثل هكذا برنامج و اليه تتوحد على حملهما كافة اطراف الحراك ؟ .
* هذا ما يقوم به حاليا الاخوه في الداخل و الخارج .

- لماذا فشلت العديد من اللقاءات بين بعض الاطراف الجنوبيه بما فيها لقائ لندن الاخير عن خلق قياده جنوبيه موحده ، اين تكمن اسباب الخلاف و الى اي مدى قد ينعكس تأثير ذلك على معنويات الشارع ؟ .
* لم يفشل لقاء لندن و لم تكن هناك خلافات سياسيه حول القضيه الجنوبيه ، بل بالعكس كانت في السابق خلافات حولها و حاليا تم توحيد الجميع حولها و لم يبق غير بعض التفاوتات في الأراء حول الجوانب التنظيميه ، و هذا ما يجري تجاوزه حاليا .

- هل تعتقد ان عملية التصالح و التسامح تجسدت بين القيادات الجنوبيه بما فيها المنتميه للحراك بالقدر الذي تفرضه ظروف الواقع ، ام ان بعض رواسب الماضي لازالت في قلوب البعض ؟ .
* عملية التصالح و التسامح بين الجنوبيين ليست عمليه عاطفيه ، و انما هي عمليه موضوعيه يحتمها المصير الواحد . فعلى سبيل المثال عندما تحالف العمال و الفلاحون في التجربه الاشتراكيه السابقه لم يأتوا بالكتاب المقدس و يحلفوا عليه ، و انما العمال رفعوا شعار الارض لمن يفلحها و اصبحت قضيتهم واحده و مصيرهم واحد ، و نحن اليوم قضيتنا واحده و مصيرنا واحد .

- للشباب دورهم و حضورهم المتميز الى كونهم الاكثر تضحيه في سبيل القضيه الجنوبيه و استطاعوا توحيد الصفوف بطابع تحريري فلماذا لم تقدم لهم بعض التنازلات من قبل قيادات الحراك حتى يستطيعوا ان يسهموا اكثر في اطار الوحده الجنوبيه ؟ .
* القيادات الميدانيه كلها من الشباب ، و العمل الميداني ذاته يتطلب قيادة الشباب و يفرضها ميدانيا . و الظروف التي تمر بها القضيه الجنوبيه تتطلب نوعا من الثبات في القيادات ، لان نقل الاسرار من قائد الى اخر يؤدي الى افشاءها و فشل العمل . و بعد حل القضيه ستنتفي الحاجه للسريه و سيأتي دور الجميع وفقا للكفاءات العلميه . اما دورهم في توحيد الصف الجنوبي فهو مطلوب في كل مكان و زمان . و انا عندما ذكرت الرؤساء الجنوبيين الثلاثه في صحيفة الوسط ، ذكرتهم لاسباب اربعه ، اولها ان الجماهير في الجنوب لم ترفع غير صورهم ، و ثانيها انهم كانوا رؤساء للجنوب و يحملون الشرعيه التي يمكن توظيفها لصالح القضيه ، و ثالثها ان العالم لن يتفهم لقضيتنا الا عبرهم ، و رابعها انهم عباره عن عنوان للقضيه .

- عندما كان الدكتور مسدوس يتحدث عن اصلاح مسار الوحده عقب حرب 1994م كون تلك الحرب افرغت الوحده من مضمونها السلمي و اقصت الشريك الجنوبي كان هناك من يقف على مهاجمتكم الى حد اتهامكم بالجنون على اثر ما تتبنوه .. اليوم و بعد ان اثبتت المرحله مصداقية طرحكم و استوعب الجنوبيين مشروعية قضيتهم ماذا يقول مسدوس لأولئك النفر ؟ .
* لا عتب عليهم ، لان الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ضد الاسلام و عندما عرف الحقيقه نصر الاسلام ، و كل ما نريده منهم الآن ان ينصروا القضيه الجنوبيه بعد أن عرفوا الحقيقه .

- ما مدى مصداقية السلطه في الحلول الفعليه لما يتعلق في قضية صعده و ما هي احتمالات نشوب حرب سابعه هناك ؟ .
* مشكلة صعده خرجت من يد السلطه الى يد غيرها . و هذا الغير اصبح بيده الحرب و السلام في صعده .

- هل ترى ان السلطات اليمنيه جاده في محاربة اعضاء تنظيم القاعده ، ام ان القاعده باتت عباره عن ورقه سياسيه تلعب بها السلطه متى ما ارات لغرض كسب المساعدات الغربيه من ورأها ؟ .
* السلطه لها مصلحه ذاتيه في بقاء و استمرار تنظيم القاعده و بالذات في الجنوب لاهداف اربعه ، أولها لتبرير قمع الحراك و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعده الذي يحاربه العالم ، و ثانيها لاقناع الاروبيين و الامريكان بأولوية الملف الأمني كما اسلفنا ، و ثالثها لأقناعهم بان البديل في الجنوب هو تنظيم القاعده ، و رابعها للحصول على المساعدات .

- لا شك ان الوضع الاقتصادي في البلاد يتجه يوما بعد يوم نحو الاسوأ ، في تقديركم الى اين قد تصل الامور في هذا السياغ ؟ .
* من الطبيعي ان يتجه الاقتصاد نحو الاسوأ ، لان الاقتصاد كقاعده عامه لا يزدهر الا في بيئه آمنه و مستقره ، و هذا غير موجود في اليمن .

- هل تعتقد ان هناك ثمة معالجات يمكن ان تتم في حالة مضى المشترك و المؤتمر قدما في عملية الحوار و انهاء جميع الازمات القائمه ؟ .
* الحوار بين السلطه و اللقاء المشترك مضيعه للوقت ، لان اللقاء المشترك في هذه الازمات الراهنه بلا هويه . فلا هو طرف علني مع السلطه في قضية الجنوب و لا هو مع الحراك فيها ، و لا هو طرف علني مع الحوثيين في مشكلة صعده و لا هو مع السلطه فيها .

- ما هي الكلمه الاخيره التي تود قولها لجماهير الحراك ؟ .
* ان يتحدوا و ان يثقوا بعدالة قضيتهم و حتمية انتصارها مهما طال الزمن ، و ان يتركوا المنافسه فيما بينهم على القياده ، لان سنة الله في خلقه تقول ان الذكاء في أي عمل هو موهبه إلهيه توهب لاشخاص و ليس لكل الناس . فعلى سبيل المثال في امتحانات المدارس يكون هناك الخمسه الاوائل و العشره الاوائل و لم يحصل و لن يحصل ان تكون الاكثريه هي الاوائل . و نحن في الجنوب مشكلتنا منذ البدايه اننا كلنا نريد ان نكون اوائل و هذا أمر مستحيل ، اي اننا كلنا نريد ان نكون مفكرين و سياسيين و قياديين ، و من تميز منا بالفكر او بالسياسه او بالقياده حسده الاخرون و وقفوا ضده حتى أصبحنا بلا مفكرين و بلا سياسيين و بلا قياديين و ضيعنا الوطن . و هذا ما نريد الحراك ان يتجاوزه . و عليه ان يدرك بأن الله جعل الاشخاص الموهوبين مرشدين للتاريخ و جعل الشعوب صانعه له ، و أي مخالفه لهذه القاعده تؤدي الى كارثه بالضروره .

16/10/2010م

*الغريب*
2011-04-02, 01:33 PM
عن صحيفة الوسط اليمنية ..كتب/د.محمد حيدرة مسدوس
علمتنا تجاربنا الذاتية أن تقديم الحقيقة للسياسيين تكون أقل فائدة، لأن الذاتية تحول دون فهمها ، وقد وجدنا بان تقديمها إلى الشعب مباشرة هو الأكثر فائدة، لأنه يخلق وعياً شعبياً ضاغطاً على السياسيين، وهو ما اتبعناه سابقا مع قيادة الحزب الاشتراكي عندما حالت الذاتية دون فهم ما كنا نطرحه. وأذكر أنه في آخر اجتماع للأمانة العامة برئاسة الدكتور ياسين سعيد نعمان كان آخر طلب لي قبل مرضي أن تعترف قيادة الحزب بالخطأ عندما تأكده الحياة، وهو طلبي اليوم من أي جنوبي في الداخل أو الخارج يخالفني ذلك، لأنه لن يكون إلاّ هو بشكل حتمي. فلا صنعاء تستطيع الهروب منه، ولا من يعارضه من الجنوبيين سينتصر للقضية بغيره إلاَّ في حالة واحدة وهي انهيار الدولة وصوملة البلد. حيث أن المطلوب إعداد وثيقة سياسية تقوم على مشروعية سياسية وقانونية كافية، وتكون مقنعة للعالم ومحرجة لصنعاء وتسمح بالمرونة السياسية المطلوبة. وهذا ما لم يوجد في المشاريع التي كتبت حتى الآن إلاَّ في هذه الوثيقة. والأخطر من ذلك أن جميع المشاريع التي نزلت حتى الآن تقدم النظام كمدافع عن الوحدة وتقدم الحراك كرافض لها من حيث المبدأ، وهذا ما يقتل مطالب الحراك ويجعل العالم يقف ضدها. ولهذا فإنني أدعو الجميع إلى الأخذ بهذه الوثيقة، وهي على النحو التالي:

ميثاق وطني للنضال السلمي
مدخل:
إن هذا الميثاق هو عبارة عن دليل فكري و سياسي لنضال شعب الجنوب بقيادة حراكه الوطني السلمي الجنوبي الهادف إلى استعادة أرضه وثروته المنهوبة، وإلى استعادة تاريخه السياسي وهويته المطموسة. و يتكوَّن هذا الميثاق من أربعة فصول، أولها حول الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية الوطنية الجنوبية، و ثانيها حول واقع القضية القائم حاليا، وثالثها حول الرفض الجنوبي لهذا الواقع، ورابعها حول الحل الشرعي والوحيد للقضية.
((الفصل الاول))
الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية
أن يوم إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م بين دولة الجنوب و دولة الشمال، هو يوم تدشين قيامها وليس يوم قيامها من الناحية العملية. حيث أن قيام الوحدة من الناحية العملية هو وظيفة الفترة الانتقالية ومبرر وجودها. وقد سميّت هذه المرحلة بالمرحلة الانتقالية نسبة إلى وظيفتها التي تعني الانتقال العملي من دولتي البلدين إلى دولة الوحدة وفقا لاتفاقية إعلانها، وكانت لهذه المرحلة مهام بديهيه سبع يتوقف على تحقيقها قيام الوحدة في الواقع بصرف النظر إن كانت هذه المهام مكتوبة أم لا، لأنها بديهيات. و هذه المهام البديهية السبع كانت تتعلق بإزالة الاختلاف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الطرفين وتحقيق التجانس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بينهما كأساس موضوعي لتحقيق الوحدة في الواقع و قيام دولة الوحدة من الناحية العملية، ويمكن إيجاز هذه المهام البديهية السبع في التالي:

1- البديهية الأولى: إلغاء قوانين التأميم في الجنوب وإعادة جميع الملكيات لمالكيها السابقين وتعويض المنتفعين، باعتبار أن مثل هذه القوانين لم توجد في الشمال، وباعتبار أنه من غير المعقول بأن يظل الجنوب مؤمما وملكيته للدولة، وأن يظل الشمال خالياً من التأميم وملكيته لأهله وهما في دولة واحدة.

2- البديهية الثانية: إعادة شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الشكل العام إلى الشكل الخاص، أي من القطاع العام إلى القطاع الخاص لصالح أبناء الجنوب وحدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم حولها النظام السابق في الجنوب إلى ملكية الدولة، وباعتبار أنه من غير المعقول تمليكها لغيرهم. ثم إنه بدون ذلك يستحيل التجانس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الشمال والجنوب، ومن ثم تستحيل الوحدة من الناحية الواقعية.

3- البديهية الثالثة: إزالة الاختلاف في التركيبة الاجتماعية بين الشمال والجنوب عبر إيجاد قطاع خاص ومالكين في الجنوب حتى يتجانس اجتماعيا مع الشمال ، لأنه من غير المعقول بأن تظل التركيبة الاجتماعية في الشمال من الأغنياء والفقراء والمتوسطين، وأن تظل التركيبة الاجتماعية في الجنوب من الفقراء فقط وهما في دولة واحدة.

4- البديهية الرابعة: استبدال عملة الريال التي تجسد هوية دولة الشمال وعملة الدينار التي تجسد هوية دولة الجنوب، بعملة دولة الوحدة المتفق عليها في اتفاقيات الوحدة والتي هي الدرهم، لأن إلغاء أيٍ منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي مفهوم الوحدة.

5- البديهية الخامسة: إزالة الاختلاف بين أجهزة ومؤسسات الدولتين وتوحيدها على قاعدة الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة، لأنه من غير المعقول بأن تبقى مشطرة وبنظامين إداريين مختلفين وهي في دوله واحدة، ولأن حل أجهزة ومؤسسات أي منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي مفهوم الوحدة.

6- البديهية السادسة: إزالة الاختلاف بين الثقافة المدنية في الجنوب والثقافة القبلية في الشمال لصالح الثقافة المدنية في الجنوب، لأنه من غير المعقول بأن يكون العكس.

7- البديهية السابعة: إيجاد نظام سياسي جديد، لا هو نظام الشمال ولا هو نظام الجنوب، وإنما هو نظام سياسي جديد يضم الهويتين ويقوم على مبدأ الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة، لأن الأخذ بأي من النظامين وإلغاء الآخر يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي الوحدة.

إن هذه المهام البديهية السبع قد كانت مهام موضوعيه للمرحلة الانتقالية، وكانت وظائف موضوعيه لها لا مفر منها، لأنه بدون تحقيقها يستحيل تحقيق الوحدة في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية، وهو ما حصل بالفعل. فبحكم أن المرحلة الانتقالية لم تنجز مهامها البديهية السبع، فإن السلطة قد ظلت سلطتين، و كل وزاره وزارتين، والجيش جيشين، والأمن آمنين، والقضاء قضائين، والمنهج الدراسي منهجين، والعملة النقدية عملتين، والاقتصاد اقتصادين، والتركيبة الاجتماعية تركيبتين، والثقافة ثقافتين ... الخ، و هذا يعني بأن الوحدة لم تقم في الواقع من الناحية العملية. و بالتالي جاءت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك. و قد اعترف الجميع بالأزمة وبطريقة حلها في وثيقة العهد والاتفاق. و لكن الطرف الآخر اختار الحل العسكري وأسقط اتفاقيات الوحدة قبل تنفيذها و استبدل دستورها وحكم على قيادة الجنوب التي وقعت الوحدة معه بالإعدام وألغى شرعية ما تم الاتفاق عليه واعتبر الوحدة من 7 يوليو 1994م، وهو ما أكده الرئيس شخصياً في لقائه مع الوحدات العسكرية في محافظة أبين بعد الحرب، عندما قال: لقد كنا دولتين إلى يوم 7 يوليو 1994م. و فوق ذلك انه مازال يؤكد بأن الوحدة معمدة بالدم. وهذا دليل على الاغتصاب، والاغتصاب لا توجد شرعيه له في التشريعات السماوية ولا توجد شرعيه له في التشريعات الوضعية، والأكثر من ذلك أن دستور الوحدة كان محكوما باتفاقية إعلانها خلال المرحلة الانتقالية حتى تنجز مهامها البديهية السبع. ولكنه بدلا من تحرير الدستور من الاتفاقية بإنجاز تلك المهام والانتقال إليه بعد المرحلة الانتقالية، تم الانتقال إلى الحرب وخلق واقعاً جديداً أسوأ من واقع الاحتلال. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو: من أين يستمد هذا الواقع شرعية وجوده، هل من إعلان الوحدة الذي تم إسقاط شرعيته بإعلان الحرب؟؟؟، أم من اتفاقيات الوحدة التي تم إسقاطها بالحرب؟؟؟، أم من دستور الوحدة الذي تم استبداله بعد الحرب؟؟؟، أم من القيادة الجنوبية التي أعلنت الوحدة مع الشمال و حكم عليها بالإعدام؟؟؟. فعلي عبدالله صالح الذي أعلن الوحدة مع الجنوب نيابةً عن الشمال هو ذاته من أعلن الحرب على الجنوب، وعلي سالم البيض الذي أعلن الوحدة مع الشمال نيابةً عن الجنوب ودون أن يأخذ رأيه هو ذاته من أعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب. و بالتالي ماذا بقى من شرعية لهذا الوضع غير الشرعي في الجنوب؟؟؟. ولهذا فإن الجنود الذين يطلقون النار على المواطنين في الاعتصامات السلمية لا يملكون شرعية وجودهم على أرض الجنوب ناهيك عن قتلهم للأبرياء ومحاصرتهم للمدن والقرى واعتقال وملاحقة الناشطين.

لقد كانت صنعاء تعتقد بان الحرب التي شنتها على الجنوب ستكون مثل سابقاتها في الشمال والجنوب سابقا، و لم تدرك بأن سابقاتها كانت على السلطة ومستقبل الحكام فيها، بينما حربها على الجنوب عام 1994م كانت على الجنوب ومستقبله في الوحدة. و هناك فارق مبدئي كبير بين النوعين. فالصراع على السلطة ومستقبل الحكام فيها ينتهي بانتصار المنتصر على المهزوم، في حين أن الصراع على الوطن يبدأ بانتصار المنتصر على المهزوم. و لهذا فإنه لا بد لصنعاء أن تدرك بأن الوظيفة السياسية للحرب التي شنتها على الجنوب قد كانت من الناحية الموضوعية إسقاطاً للوحدة، وأن الشطارة السياسية التي كانت تعتقدها قد أصبحت خطأ تاريخي تتحمل مسؤوليته لوحدها. كما أن الحرب ونتائجها قد فصلت قضية الجنوب عن قضايا المظلومين في الشمال وجعلتها قضيه وطنيه تخص جميع أبناء الجنوب من السلاطين إلى المساكين وليس فقط المظلومين كما هو حال الشمال. وهذا يعني بأن الحرب قد أسقطت موضوعياً إمكانية النضال المشترك لأبناء الشمال والجنوب، وجعلت وجودهم في إطار سياسي واحد لا معنى له. وإضافة إلى ذلك فإن ظلم المظلومين في الشمال باسم دولتهم، بينما ظلم الجنوب باسم الوحدة. وطالما وأن السبب مختلف فإنه من البديهي بن يكون الحل مختلف أيضاً. ولهذا فانه لا يوجد أي مبرر موضوعي أو منطقي لوجود المنحدرين من الجنوب والشمال في إطار سياسي واحد بعد الحرب. والأكثر من ذلك إنها لا توجد ولن توجد شرعية سياسية أو قانونيه لأي حل إلا على أساس الشمال والجنوب.

لقد ظلت صنعاء منذ انتهاء الحرب ومازالت تنكر على الجنوبيين جنوبيتهم وتفرض عليهم نكرانها بالقوة، وأصبحت ترفض المفهوم الجغرافي والسياسي للوحدة وتقول بأنها وحدة وطنية وليست وحدة سياسية بين دولتين. وهذا في حد ذاته هو نكران للوحدة ورفض عملي لها. فعندما صنعاء تنكر علينا جنوبيتنا وتعاقبنا عليها ونحن كنا دوله ذات سيادة، وعندما تقوم بطمس هويتنا وتاريخنا السياسي لصالح الشمال وتنهب أرضنا وثروتنا وتحرمنا منها... الخ، فإننا مضطرون للدفاع عن وجودنا ومضطرون للنضال من اجل استعادة أرضنا وثروتنا المنهوبة، ومن أجل استعادة تاريخنا السياسي وهويتنا المطموسة، باعتبار أن ذلك حقا مشروعا لنا تكفله الشرائع السماوية والوضعية. فلم يحصل في التاريخ لأي شعب أن يذهب إلى التوحد مع غيره ليلغي نفسه ويلغي هويته وتاريخه السياسي ويسلم أرضه وثروته لغيره كما ترى ذلك صنعاء، و كما فرضته على الجنوب بحرب 1994م. حيث أصبح الإنسان الجنوبي لا يشعر بوجوده على أرضه ولا يحس أنه ينتمي إلى الأرض التي أنجبته وترعرع فيها وعاش عليها، ولا يشعر بأن له حضور فاعل وطموح وتطلعات كطرف مكون للوحدة. حيث حوله نظام صنعاء إلى فايض عن الحاجة، وبات يتعامل معه على قاعدة المنتصر والمهزوم، وينظر إليه كمجرد تابع للأكثرية الشمالية. فلا أرض ولا ثروة ولا وطن له منذ الحرب التي انتصر فيها الشمال على الجنوب ونهب أرضه وثروته وطمس تاريخه السياسي وهويته، ومازال الشماليون يعتبرون يوم 7 يوليو 1994م انتصاراً للوحدة بموجب مفهومهم ومفهوم الحركة الوطنية الخاطئ لها، ونعتبره نحن احتلالاً لنا بموجب حقائق الواقع الموضوعي الملموس وكتحصيل حاصل للحرب ونتائجها.

إن الخطأ تجاه الجنوب قد بدأ بفكرة واحدية الجنوب والشمال التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس وزاد الخطأ أكثر وحدة الأداة السياسية التي جاء بها الحزب الاشتراكي، لأنه بموجب ذلك فتحت دولة الجنوب أبوابها لأبناء الشمال المعارضين لنظام صنعاء وتعاملت معهم كممثلين للشمال في دولة الجنوب حتى وصلوا إلى قمة الحزب والدولة، ومن البديهي بأن يكونوا مطلعين على كامل أسرار الدولة في الجنوب وأن يسخروها لصالح أهدافهم في الشمال ويجعلوا منها فريسة لهم، وهو ما حصل بالفعل. فعلى سبيل المثال قال الأستاذ أحمد عبدالله الصوفي في صحيفة الشارع بتاريخ 28/6/2008م في العدد (54)، قال: إنه من المهم التوقف عند دواعي حركة 22 يونيو 1969م التصحيحية في الجنوب التي بررت مشروعيتها بإسقاط قانون كان شرعه الرئيس قحطان الشعبي لتحديد الجنسية الجنوبية... الخ. و في هذه الخطوة تم استبدال عبارة الجنوبية بعبارة الديمقراطية في تسميه الجمهورية، وأصبحت جمهوريه اليمن الديمقراطية الشعبية بدلا ً عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، و هو ما يهدف إلى طمس الهوية الجنوبية. فهل هذا كان عملا صحيحا ومشروعا من الناحية السياسية والقانونية، أم أنه كان عملاً باطلاً وغير مشروع؟؟؟. أما دولة الشمال فبحكم أنها لم تلتزم لمفاهيم الحركة الوطنية ولم تكن فريسة لها، فقد ظلت مغلقه أمام الجنوبيين المعارضين لنظام عدن و المتواجدين في الشمال، وظل يطلق عليهم صفة جنوبي مقيم إلى يوم إعلان الوحدة. ولهذا وبحكم أن الحركة الوطنية لم تخلق أرضية صالحة للوحدة، فإن الحزب الاشتراكي الذي كان صاحب اليد الطولى في ذلك لم يجد للوحدة طابعاً عند إعلانها غير الطابع الحزبي، وهو الطابع الذي انتهى بحرب 1994م. وهذا الطابع الحزبي في حد ذاته هو دليل وشاهد على خطأ فكرة وحدة الأداة، وعلى خطأ المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية، ودليل وشاهد على بطلان أعمالها وعدم شرعيتها. فمن الناحية الموضوعية والمنطقية كان من المفترض أن يدخل الجنوبيون إلى الوحدة كجنوبيين، وأن يدخلها الشماليون كشماليين، بحيث تدخل المعارضة الشمالية إلى الوحدة من بوابة صنعاء، وبحيث تدخل المعارضة الجنوبية إلى الوحدة من بوابة عدن. ولكن المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية جعلت المعارضة الشمالية تدخل إلى الوحدة من بوابة عدن، وجعلت المعارضة الجنوبية تدخل إلى الوحدة من بوابة صنعاء. وهذا في حد ذاته كان إسقاطاً لشرعية إعلان الوحدة وكان من أهم الأسباب الذاتية للازمه والحرب.

إن حرب 1994م قد كشفت حقيقة المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية وأسقطت كافة أعمالها وأرجعتنا إلى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس، وهو الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي أن نكون عليه منذ البداية انسجاماً مع الواقع الموضوعي الملموس. وبالتالي فإن الحرب ونتائجها قد أسقطت وإلى الأبد المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية وشكلت بذلك إدانة تاريخيه لها بموجب حكم التاريخ. فهل الأحزاب القائمة حاليا والتي هي امتداد لها وبالذات الحزب الاشتراكي ستعترف بذلك وتنتقده وتقدم الاعتذار لشعب الجنوب، أم أنها ستظل تكرس الأخطاء السابقة وستظل في محكمة التاريخ؟؟؟. فبسبب ثقافة الحركة الوطنية الخاطئة أصبح الطيبون من السياسيين كالمريض بالحمى يحس بها ولا يفهم ما هي. فقد أصبحوا يحسون بقضية الجنوب ولا يفهمون ما هي. كما أن أصحاب هذه الثقافة قد ظلوا ثلاثين عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء، وأصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب والمشاركة في انتخاباته. هذه هي أهم الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية.

رفيق الجنوب
2011-04-02, 02:20 PM
بارك الله فيكم اخوتي
وكما اكد الاخ بن شايف نرجوا من الجميع التعاون مع الاخ الشعيبي
والشكر الكبير للاخ ابو صالح الحضرمي

عموما سيتم التواصل مع الدكتور مسدوس لعل وعسى تكون جاهزه عنده في ارشيف فيعطينا المقالات مرتبه حسب التواريخ
فان توصلنا لشئ سيكون لنا عوده
تحيه

رفيق

عبدالله البلعسي
2011-04-02, 02:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تصريح للدكتور محمد حيدره مسدوس
عضو المكتب السياسي للاشتراكي

عضو الامانه العامه للحزب

قيادي تيار اصلاح مسار الوحده

حول موقف التيار مما سمي مبادرة الاصلاح السياسي لاحزاب اللقاء المشترك
نقلاً عن موقع
عدن نيوز - خاص - 28-11-2005



نحن في تيار المصالحه واصلاح مسار الوحده مدركين منذ البدايه بأن وجود مجلس التنسيق سابقا واللقاء المشترك حاليا هو فقط من اجل ان يكون الحزب الاشتراكي داخله وتكون قضية الحزب الاشتراكي من قضية هذا التكتل الذي هو متواجد فيه وبحيث لايبقى منفردا وصاحب قضيه تتعلق بالحرب ونتائجها . وانطلاقا من ذلك فأن المشروع الذي اعلنه اللقاء المشترك في 26-11-2005 يسير في هذا الاتجاه. فلو كان المشروع خالي من الالتفاف على القضيه الجنوبيه لكان تضمن ماتوصلنا اليه معهم سابقا حول هذه القضيه ولكان الموقعون على المشروع من الحزب الاشتراكي قد اخذوا بعين الاعتبار الشعار الذي عقد تحته المؤتمر العام الخامس للحزب ووثائقه التي ركزت جميعها على اصلاح مسار الوحده.

ان الايام القادمه سوف تكشف الحقيقه, فأذا مادخل اللقاء المشترك في الانتخابات بدون هذا المشروع الذي اعلنه فأن ذلك يعني بأن المسأله كلها هي مؤامره على القضيه الجنوبيه باتفاق مع السلطه, واذا ماقاطع الانتخابات من اجل فرض مشروعه فأن ذلك يعني بأنه جاد في تحقبق مشروعه. وفي هذه الحاله يكون الموقعون على المشروع من الحزب الاشتراكي قد ادخلوا انفسهم في خصومه لا لنا ناقه فيها ولاجمل حتى وان تم الاصلاح السياسي وفق المشروع الذي وقعوه لأن التنافس على السلطه هو في اطار دولة الشمال وهو في الاساس بين اصحاب اليمن الاعلى واليمن الاسفل. اما الجنوب فهو خارج هذه المعادله نتيجه للحرب ونتائجها التي عطلت مسار الوحده وسوف يظل كذلك بالضروره مالم تزل آثار الحرب ويتم اصلاح مسار الوحده. ولهذا ولكون المشروع لايعني الجنوب وانما يعني الشمال ويتعارض مع وثائق الحزب الاشتراكي فأنه لايعنينا ونحن غير ملزمين به. وهذا ليس رأيا شخصيا لنا كأفراد او كتيار فحسب, وانما هو رأي وموقف جميع الجنوبيين داخل الحزب وخارجه وهذا الموقف يستند الى قوة الواقع والى وثائق المؤتمر العام الخامس.28-11-2005

ابو اصيل الجنوب
2011-04-02, 05:56 PM
عمل جميل اخي ابو عهد

" بن عامر "
2011-04-02, 06:06 PM
عمل ممتاز جدا
مع التحية للكاتب والدكتور مسدوس وابو صالح الحضرمي والهمشري والغريب والبعسي الحر وكل من يساعد

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:26 AM
في رساله كان يريد يوجها لقيادات الحزب الاشتراكي ( الجنوبيه ) بعد المؤتمر مباشره الذي عقد في الكليه الحربيه صنعاء عندما غادر القاعه هو الزعيم باعوم اول جلسه .
وللمعلومه انه لم ينشرها وقفها بطلب على ما اعتقد من مقبل . وهذه المعلومات حصلت عليها عندما زرته الى بيته خور مكسر بعد المؤتمر انا وأحد قيادات الحزب الاشتراكي عدن في ذالك الوقت .
فلهاذا من عنده تواصل مع الدكتور يطلبها منه لانها مهمه جداً في واقعنا اليوم .

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:41 AM
من هنا وهناك
الدكتور مسدوس لـ " التغيير " : مستقبل اليمن بيد السلطة .. الاشتراكي ليس له مستقبل إلا بالانضمام للحراك.. ولا يوجد انفصال، لأنه لا توجد وحدة السبت 2009/05/23 الساعة 21:33:20

التغيير ـ عرفات مدابش:
يتحدث الدكتور محمد حيدرة مسدوس ، نائب رئيس الوزراء السابق واحد ابرز القيادات الاشتراكي اليمنية التي نادت مبكرا بـ " إصلاح مسار الوحدة اليمنية " في هذا الحوار ، عن نقاط محددة بشأن التطورات الأخيرة في البلاد وخصوصا في الجنوب .. فماذا يقول بشأن عودة البيض وعن تواصله مع الرئيس صالح وبشأن " الحراك " .. إلى نص المقابلة :
- كنتم بالأمس كأصوات محدودة أنت ورفيقك حسن باعوم، تطالبون بإصلاح مسار الوحدة .. هل كنتم تستشعرون خطورة الوضع مبكراً ولماذا برأيكم وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم ؟
* من يفكر بتفكير موضوعي وينطلق من ثنائية اليمن ويسلم بان اليمن لم يكن يمنا واحداً وإنما كان يمنان بدولتين وهويتين هما : اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ، كما كان في الواقع ، وكما هو معروف لدى المنظمات الدولية ، سيدرك منذ البداية بان الأمور ستصل بشكل حتمي إلى ما هي عليه الآن ، لأن الحرب ألغت الوحدة في الواقع وفي النفوس وأسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه وخلقت واقعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه . أما من يفكر بتفكير ذاتي وينطلق من واحدية اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ، ومن واحدية هويتيهما وثورتيهما ، ومن واحدية تاريخيهما السياسيين .. الخ ، ويظل يلوك هذه الواحدية خلافا للواقع الموضوعي الملموس ، فانه لن يرى ذلك حتى يقع الفأس في الرأس . وهذا هو ما حصل بالفعل، لان الوحدة ليست وحدة الواحد، وإنما هي وحدة الاثنين. وبالتالي فان إزالة هذه الواحدية يساوي الحل ، لان هذه الواحدية في حد ذاتها هي بالضرورة نافية للوحدة . كما أن من يعتقد بان الوحدة موجودة في ظل الإصرار على هذه الواحدية وفي ظل نهب الأرض والثروة وحرمان أهلها منها ، وفي ظل طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو بلا عقل . صحيح أن اسم الوحدة مازال موجوداً ، ولكن الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فعلى سبيل المثال اسم والدي – رحمه الله – موجود، فهل يعني ذلك انه موجوداً ؟؟؟
- بالأمس كانت المطالب محدودة ومحصورة ولكن اليوم ارتفع سقف المطالب.. فهل سقف المطالب كان موجودا في السابق أم أن هناك ثمة ظروفاً جعلته كما هو حالياً ؟
* من البديهي انه كلما كابرت صنعاء ورفضت الاعتراف بالقضية الجنوبية كلما يأس الشعب في الجنوب من الحل في إطار الوحدة، وكلما يأس من الحل في إطار الوحدة كلما صمم على الحل خارج إطارها. ولذلك فان السقف يتحكم فيه موقف صنعاء من القضية.
- الناس يتساءلون : لماذا خفت ثم ضاع صوت مسدوس وقد كان الأول في الجهر بالمطالب ؟
* عندي ظروف صحية لا تسمح لي بذلك ، ثم أن القضية خرجت الآن إلى يد الشعب ، وهي رسالة إلى العالم بان صنعاء في صراع مع شعب وليست في صراع مع قوى سياسية معينة ، والشعب سيخلق من بين صفوفه قيادات شابة لديها طاقة النضال وخالية من مشاكل الماضي وغير ملزمة بشيء وصالحة للإجماع الوطني ، ونحن إلى جانبهم .
- هل لديكم اتصالات معينة بالأخ رئيس الجمهورية بشأن الأوضاع في الجنوب ؟
* ليست لدينا اتصالات مع أي مسؤول في السلطة غير علاقتنا الجنوبية مع الجنوبيين .
- هل يعتبر الدكتور مسدوس احد قيادات " الحراك الجنوبي " ؟
* نحن مع الحراك ونسعى إلى توحيد أطرافه وخلق قيادات سياسية شابه من بين صفوفه، ونحن إلى جانبهم كما قلت سابقاً.
- ماذا عن علاقتكم بالحزب الاشتراكي كقيادي أولاً.. وثانيا ما هي قراءتكم لمواقفه إزاء القضايا الوطنية بشكل عام " وقضية الجنوب " بصورة خاصة ؟
* الحزب منذ بداية تكوينه تشكل على أساس انه غاية في حد ذاته ، ولم يدرك مشكلوه وقياداته المتلاحقة بأنه وسيلة . فبدلا من استخدام الحزب كوسيلة نضالية لخدمة القضية الجنوبية بعد الحرب ، تم استخدامه لصالح ذاته ، وهذا ما ادخله في علاقة نفي النفي مع القضية الجنوبية ، وجعل الجنوبيين في الحزب أمام خيارين لا ثالث لهما ، وهما : أن يخسروا الحزب أو يخسروا الوطن . وبعد حيرتهم التي دامت أكثر من عشر سنوات اختاروا الوطن وخسروا الحزب . فلو كان الحزب قد تبنى القضية الجنوبية بعد الحرب وكرس نضاله لخدمتها لكان ظهر الحراك الوطني الجنوبي تحت قيادته، ولا يمكن بالضرورة أن يبحث عن قيادة غيره.
- كيف تنظرون إلى مستقبل الحزب ؟
* على أساس ما سبق ليس له مستقبل إلا إذا انضم رسميا إلى الحراك الوطني الجنوبي أو عاد إلى فرعين كما كان سابقاً ، ومن لم يصدق ذلك عليه أن يحفظ هذه المقابلة للتاريخ حتى يؤكدها وينصفني أو يدحضها ويدينني بها .
- هل تعتقدون أن الجواب ربما سينجح في الانفصال وهل مستقبل اليمن مرهون بحروب أهلية أو ربما بتقسيم إلى دول ؟
* من الناحية الموضوعية والمنطقية ليس هناك انفصال، لأنها لا توجد وحدة أصلاً حتى يكون هناك انفصال. ثم أن كلمة الانفصال تتضمن الاعتراف الضمني بوجود الوحدة وتقدم شهادة زور لصنعاء بأنها تدافع عن الوحدة، بينما هي تدافع عن نهب الأرض والثروة في الجنوب وحرما أهلها منها باسم الوحدة. أما مستقبل اليمن ككل فهو بيد السلطة ويمكنها أن تخرجه إلى بر الأمان عبر الاعتراف بالقضية الجنوبية والقبول بالحوار من اجل حلها أو أن تقوده إلى المزيد من المآسي برفضها.
- هل تعتبرون كلام الرئيس صالح من حرب من " بيت إلى بيت ومن طاقة إلى طاقة " حقيقة أم مجرد تخويف لـ " الحراك " ؟
* هذا كلام عليه وليس له سواء كان حقيقة أم تخويف . أما الحراك فلن يخسر إلا قيوده . فالرئيس بيده السلطة والمال ويستطيع أن يجنب البلد هذه الكارثة أو أن يقودها إليها . وكان عليه أن يشكل لجان للتأكد من وجود الوحدة في الواقع وفي النفوس قبل أن يشكل لجان للدفاع عنها وهي أصلاً غير موجودة.
- ماذا تقرأون في المواقف الخليجية المعلنة والمناهضة للمساس بالوحدة اليمنية .. وهل هي إستراتيجية أم تكتيكية ، خاصة في ظل أن البعض يطرح أن لولا أي دعم خليجي لما قام الحراك أصلاً ؟
* حسب علمي أن البيان الصادر عن دول الخليج لم يذكر اليمن، وان ما تقوله وسائل إعلام السلطة غير صحيح. وحتى لو كان ذلك صحيحاً ، فانه يعني بان دول الخليج وحتى بقية دول العالم الأخرى ليست مع الضم والإلحاق ، وإنما هي مع الوحدة التي تؤمن مصالح الطرفين لتحقيق الاستقرار .
- ما هو تعليقكم على خروج البيض بعد هذه الفترة وإزاء مواقف الآخرين.؟
* اعتقد أن خروج البيض من سلطنة عمان وبيانه الأخير ومقابلته الأخيرة ومقابلة رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في قناة " الحرة " ، قد حسمت هذا الموضوع ولم تبق أية ضبابية بعد ذلك .
__________________

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:49 AM
من هنا وهناك
الدكتور مسدوس لـ " التغيير " : مستقبل اليمن بيد السلطة .. الاشتراكي ليس له مستقبل إلا بالانضمام للحراك.. ولا يوجد انفصال، لأنه لا توجد وحدة السبت 2009/05/23 الساعة 21:33:20

التغيير ـ عرفات مدابش:
يتحدث الدكتور محمد حيدرة مسدوس ، نائب رئيس الوزراء السابق واحد ابرز القيادات الاشتراكي اليمنية التي نادت مبكرا بـ " إصلاح مسار الوحدة اليمنية " في هذا الحوار ، عن نقاط محددة بشأن التطورات الأخيرة في البلاد وخصوصا في الجنوب .. فماذا يقول بشأن عودة البيض وعن تواصله مع الرئيس صالح وبشأن " الحراك " .. إلى نص المقابلة :
- كنتم بالأمس كأصوات محدودة أنت ورفيقك حسن باعوم، تطالبون بإصلاح مسار الوحدة .. هل كنتم تستشعرون خطورة الوضع مبكراً ولماذا برأيكم وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم ؟
* من يفكر بتفكير موضوعي وينطلق من ثنائية اليمن ويسلم بان اليمن لم يكن يمنا واحداً وإنما كان يمنان بدولتين وهويتين هما : اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ، كما كان في الواقع ، وكما هو معروف لدى المنظمات الدولية ، سيدرك منذ البداية بان الأمور ستصل بشكل حتمي إلى ما هي عليه الآن ، لأن الحرب ألغت الوحدة في الواقع وفي النفوس وأسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه وخلقت واقعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه . أما من يفكر بتفكير ذاتي وينطلق من واحدية اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ، ومن واحدية هويتيهما وثورتيهما ، ومن واحدية تاريخيهما السياسيين .. الخ ، ويظل يلوك هذه الواحدية خلافا للواقع الموضوعي الملموس ، فانه لن يرى ذلك حتى يقع الفأس في الرأس . وهذا هو ما حصل بالفعل، لان الوحدة ليست وحدة الواحد، وإنما هي وحدة الاثنين. وبالتالي فان إزالة هذه الواحدية يساوي الحل ، لان هذه الواحدية في حد ذاتها هي بالضرورة نافية للوحدة . كما أن من يعتقد بان الوحدة موجودة في ظل الإصرار على هذه الواحدية وفي ظل نهب الأرض والثروة وحرمان أهلها منها ، وفي ظل طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو بلا عقل . صحيح أن اسم الوحدة مازال موجوداً ، ولكن الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فعلى سبيل المثال اسم والدي – رحمه الله – موجود، فهل يعني ذلك انه موجوداً ؟؟؟
- بالأمس كانت المطالب محدودة ومحصورة ولكن اليوم ارتفع سقف المطالب.. فهل سقف المطالب كان موجودا في السابق أم أن هناك ثمة ظروفاً جعلته كما هو حالياً ؟
* من البديهي انه كلما كابرت صنعاء ورفضت الاعتراف بالقضية الجنوبية كلما يأس الشعب في الجنوب من الحل في إطار الوحدة، وكلما يأس من الحل في إطار الوحدة كلما صمم على الحل خارج إطارها. ولذلك فان السقف يتحكم فيه موقف صنعاء من القضية.
- الناس يتساءلون : لماذا خفت ثم ضاع صوت مسدوس وقد كان الأول في الجهر بالمطالب ؟
* عندي ظروف صحية لا تسمح لي بذلك ، ثم أن القضية خرجت الآن إلى يد الشعب ، وهي رسالة إلى العالم بان صنعاء في صراع مع شعب وليست في صراع مع قوى سياسية معينة ، والشعب سيخلق من بين صفوفه قيادات شابة لديها طاقة النضال وخالية من مشاكل الماضي وغير ملزمة بشيء وصالحة للإجماع الوطني ، ونحن إلى جانبهم .
- هل لديكم اتصالات معينة بالأخ رئيس الجمهورية بشأن الأوضاع في الجنوب ؟
* ليست لدينا اتصالات مع أي مسؤول في السلطة غير علاقتنا الجنوبية مع الجنوبيين .
- هل يعتبر الدكتور مسدوس احد قيادات " الحراك الجنوبي " ؟
* نحن مع الحراك ونسعى إلى توحيد أطرافه وخلق قيادات سياسية شابه من بين صفوفه، ونحن إلى جانبهم كما قلت سابقاً.
- ماذا عن علاقتكم بالحزب الاشتراكي كقيادي أولاً.. وثانيا ما هي قراءتكم لمواقفه إزاء القضايا الوطنية بشكل عام " وقضية الجنوب " بصورة خاصة ؟
* الحزب منذ بداية تكوينه تشكل على أساس انه غاية في حد ذاته ، ولم يدرك مشكلوه وقياداته المتلاحقة بأنه وسيلة . فبدلا من استخدام الحزب كوسيلة نضالية لخدمة القضية الجنوبية بعد الحرب ، تم استخدامه لصالح ذاته ، وهذا ما ادخله في علاقة نفي النفي مع القضية الجنوبية ، وجعل الجنوبيين في الحزب أمام خيارين لا ثالث لهما ، وهما : أن يخسروا الحزب أو يخسروا الوطن . وبعد حيرتهم التي دامت أكثر من عشر سنوات اختاروا الوطن وخسروا الحزب . فلو كان الحزب قد تبنى القضية الجنوبية بعد الحرب وكرس نضاله لخدمتها لكان ظهر الحراك الوطني الجنوبي تحت قيادته، ولا يمكن بالضرورة أن يبحث عن قيادة غيره.
- كيف تنظرون إلى مستقبل الحزب ؟
* على أساس ما سبق ليس له مستقبل إلا إذا انضم رسميا إلى الحراك الوطني الجنوبي أو عاد إلى فرعين كما كان سابقاً ، ومن لم يصدق ذلك عليه أن يحفظ هذه المقابلة للتاريخ حتى يؤكدها وينصفني أو يدحضها ويدينني بها .
- هل تعتقدون أن الجواب ربما سينجح في الانفصال وهل مستقبل اليمن مرهون بحروب أهلية أو ربما بتقسيم إلى دول ؟
* من الناحية الموضوعية والمنطقية ليس هناك انفصال، لأنها لا توجد وحدة أصلاً حتى يكون هناك انفصال. ثم أن كلمة الانفصال تتضمن الاعتراف الضمني بوجود الوحدة وتقدم شهادة زور لصنعاء بأنها تدافع عن الوحدة، بينما هي تدافع عن نهب الأرض والثروة في الجنوب وحرما أهلها منها باسم الوحدة. أما مستقبل اليمن ككل فهو بيد السلطة ويمكنها أن تخرجه إلى بر الأمان عبر الاعتراف بالقضية الجنوبية والقبول بالحوار من اجل حلها أو أن تقوده إلى المزيد من المآسي برفضها.
- هل تعتبرون كلام الرئيس صالح من حرب من " بيت إلى بيت ومن طاقة إلى طاقة " حقيقة أم مجرد تخويف لـ " الحراك " ؟
* هذا كلام عليه وليس له سواء كان حقيقة أم تخويف . أما الحراك فلن يخسر إلا قيوده . فالرئيس بيده السلطة والمال ويستطيع أن يجنب البلد هذه الكارثة أو أن يقودها إليها . وكان عليه أن يشكل لجان للتأكد من وجود الوحدة في الواقع وفي النفوس قبل أن يشكل لجان للدفاع عنها وهي أصلاً غير موجودة.
- ماذا تقرأون في المواقف الخليجية المعلنة والمناهضة للمساس بالوحدة اليمنية .. وهل هي إستراتيجية أم تكتيكية ، خاصة في ظل أن البعض يطرح أن لولا أي دعم خليجي لما قام الحراك أصلاً ؟
* حسب علمي أن البيان الصادر عن دول الخليج لم يذكر اليمن، وان ما تقوله وسائل إعلام السلطة غير صحيح. وحتى لو كان ذلك صحيحاً ، فانه يعني بان دول الخليج وحتى بقية دول العالم الأخرى ليست مع الضم والإلحاق ، وإنما هي مع الوحدة التي تؤمن مصالح الطرفين لتحقيق الاستقرار .
- ما هو تعليقكم على خروج البيض بعد هذه الفترة وإزاء مواقف الآخرين.؟
* اعتقد أن خروج البيض من سلطنة عمان وبيانه الأخير ومقابلته الأخيرة ومقابلة رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في قناة " الحرة " ، قد حسمت هذا الموضوع ولم تبق أية ضبابية بعد ذلك .
__________________

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:51 AM
د. محمد حيـــــــدره مسدوس يكتب : الرفض الجنوبي لهذا الواقع !!!!

الكاتب : وكالة انباء عدن -خاص
البريد الإلكتروني :

الرفض الجنوبي لهذا الواقع .. كتب / د . محمد حيدره مسدوس
لقد بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج ، ثم تيار اصلاح مسار الوحده في الحزب الاشتراكي ، ثم حركة حتم ، ثم التكتل الوطني ، ثم اللجان الشعبيه ، ثم ملتقى ابناء محافظات الجنوب ، ثم تيار المستقلين ، ثم حركة تاج ، ثم جمعيات المقاعدين من العسكريين و المدنيين حتى توج كل ذلك بالحراك الوطني السلمي الجنوبي الذي انخرط فيه الشعب بكامل فئاته الاجتماعيه و ذابت فيه كل هذه المكونات بما في ذلك اغلب المنحدرين من الجنوب في الاحزاب. و قد شكلت حركة التسامح و التصالح التي انطلقت من جمعية ردفان الخيريه الارضيه الخصبه و المناسبه لذلك . و كل مكون من هذه المكونات أدى وظيفه معينه تجاه القضيه ، و يمكن ايجازها في النقاط التسع التاليه :
1- حول حركة موج : هذه الحركه ظهرت بعد الحرب مباشره ، و رغم انها قدمت القضيه الوطنيه الجنوبيه كقضية سلطه و معارضه و ليست قضية شمال و جنوب الا انها لعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمه النفسيه و المعنويه لابناء الجنوب بعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضيه حيه في الخارج لمدة سبع سنوات ، و شكلت بذلك بذره من بذرات الحراك .
2- حول تيار اصلاح مسار الوحده : هذا التيار ظهر بعد الحرب مباشره ايضا و طرح فكرة (( ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده )) و حدد مفهومه لازالة آثار الحرب بنقاط اربع ، أولها الغاء الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و اباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و التي لا يجوز دينيا و لا قانونيا و لا وحدويا و لا أمنياً بان تظل باقيه ، اضافه الى ان بقائها يشكل اهانه للشعب المسلم في الجنوب . و ثانيها اعادة ما نهب تحت تلك الفتوى او تحت غيرها من ممتلكات خاصه و عامه باعتبارها من آثار الحرب ، و باعتبار انه لا يجوز دينيا و لا قانونيا و لا وحدويا بان يملكها غير اهلها . و ثالثها اعادة جميع المؤسسات العسكريه و الامنيه و المدنيه الجنوبيه الى ما كانت عليه قبل الحرب ، باعتبار ان حلها من آثار الحرب . و رابعها الغاء الاحكام على قائمة ال (( 16 )) لانها احكاما سياسيه باطله ، وعودة جميع المشردين في الداخل و الخارج الى اعمالهم و اعادة ممتلكاتهم ، باعتبار ان كل ذلك من آثار الحرب و باعتبار ان ذلك من الحقوق المدنيه التي يكفلها الدين الاسلامي الحنيف و الاعلان العالمي لحقوق الانسان . أما اصلاح مسار الوحده فقد حدده التيار باصلاح مسارها على نمط أي وحده سياسيه في العالم . و قد ظل في صراع فكري و سياسي مع كل القوى السياسيه الشماليه و في المقدمه الشماليين في الحزب الاشتراكي لاكثر من 15 سنه حتى أنتصرت حجته بظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي . و يمكن القول بان هذا التيار قد انجز مهمتين هامتين ، أولهما تعطيل شرعية عمل قيادة الحزب نحو التطبيع مع الشمال على حساب الجنوب ، و ثانيهما ابقاء القضيه حيه داخل الحزب الذي مثل الجنوب في اعلان الوحده حتى سلمت للحراك .
3- حول حركة حتم : هذه الحركه طرحت حق تقرير المصير و اخذت اسلوب الكفاح المسلح منذ البدايه ، و مع هذا فانه مجرد ظهورها و تضحياتها التي قدمتها قد شكلت بذره من بذرات الحراك .
4- حول التكتل الوطني : هذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان اول محاوله لايجاد اداه سياسيه للقضيه في الداخل . و قد حاول ان يحصل على ترخيص من السلطه و لم تسمح له ، مما جعل أعضاءه ينضمون الى حزب الرابطه ، و لكنه شكل بذره من بذرات الحراك .
5- حول اللجان الشعبيه : هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبيه محليه ، و كانت بدايتها رائعه ، الا ان معاداة احزاب المعارضه لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطه على قمعها و تصفيتها عبر القضاء . و أفضل ما قدمته هذه اللجان انها كانت أول فعل شعبي ميداني بعد مسيرات المكلا الداميه و مسيرات شبوه و أبين و عدن و لحج و الضالع و المهره و غيرها من مناطق الجنوب . و قد كشفت هذه اللجان اساليب النضال السلمي اللاحقه ، و شكلت بذلك بذره اساسيه من بذرات الحراك .
6- حول ملتقى أبناء الجنوب : هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء ، و رغم ان مبررات ظهوره كانت مطلبيه ، الا انه شكل ازعاج كبير للسلطه و أوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدوله ، و حافظ على بعض من حقوقهم ، و شكل بذره من بذرات الحراك .
7- حول تيار المستقلين : هذا التيار كان امتدادا لتيار اصلاح مسار الوحده خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفا له ، و قد لعب دورا في ابراز القضيه اعلاميا و شكل بذره من بذرات الحراك .
8- حول حركة تاج : هذه الحركه ظهرت في لندن و امتدت بسرعه فائقه الى الداخل و تمكنت من احياء القضيه في الخارج بعد غياب حركة موج و كان لها دور كبير في ظهور الحراك و اصبحت من المكونات الرئيسيه للحراك .
9- حول جمعيات المقاعدين : هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي و الريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين . حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري ، و هي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحت بذلك الطريق واسعا امام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف اليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الاخرى .
ان ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي في حد ذاته هو دليل و شاهد على عجز الاحزاب و عدم رغبتها في تبني القضيه الوطنيه الجنوبيه ، و هو دليل و شاهد على تخليها عنها و بالذات قيادة الحزب الاشتراكي التي كانت طرفا في الازمه و الحرب . و بالتالي فان الحراك هو الممثل الشرعي للقضيه الوطنيه الجنوبيه ، و هو مفتوح لكل جنوبي بصفته الجنوبيه على قاعدة هذا الميثاق مهما كان انحداره باعتبار أن الجنوب لكل الجنوبيين ، وان الانفراد بقضيته أو الوقوف ضدها هو خيانه . كما ان الحراك لا يتطلب موافقه من احد على تمثيله للقضيه ، لان من يتبنى قضية الشعب هو الذي يمثله . فمن غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا بان يمثله من يمارس قهره او من يسكت عليه . فالسلطه ظلت تمارس قهر الجنوب ، و الاحزاب ظلت صامته . حيث كانت تعتقد بان الواقع تابع للسياسه و انه كيفما تكون السياسه سيكون الواقع ، ولم تدرك بإن السياسه تابعه للواقع و إنه كيفما يكون الواقع يجب أن تكون السياسه ، و هذا ما جعلها تدخل في علاقة نفي النفي مع القضيه الوطنيه الجنوبيه منذ حرب 1994م حتى الان .
ان الرفض الجنوبي و حراكه الوطني السلمي يستمد شرعيته من الحرب و نتائجها التي اسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه ، و من قراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب اللذان شكلا اعترافا دوليا مباشرا بشرعية القضيه و عدالتها ،و يستمد شرعيته من عدم استفتاء شعب الجنوب على الوحده قبل اعلانها . كما يستمد شرعيته كذلك من نتائج انتخابات 1993م التي اظهرت بان شعب الجنوب انتخب قيادته الجنوبيه السابقه نكايه بصنعاء ، و ان شعب الشمال انتخب قيادته الشماليه السابقه نكايه بالقادمين من عدن ، و بان كل ذلك قد كان استفتاء على الوحده . و لكنه بدلا من احترام ارادة شعب الجنوب قام الطرف الاخر بالحرب و قمع الاراده الجنوبيه و اسقط مره ثانيه شرعية اعلان الوحده و شرعية ما تم الاتفاق عليه و اخرج القضيه من الاطار الحزبي الى الاطار الوطني و اصبحت الان بيد شعب الجنوب ، و هي رساله الى العالم بان صنعاء في صراع مع شعب و ليست في صراع مع قوى سياسيه معينه ، و ان هذا الصراع ليس حول ادارة الدوله، و انما هو حول الدوله ذاتها ما اذا كانت دولة الوحده، ام انها في الواقع دولة الشمال . و لهذا فاننا نشفق على من يروا حل القضيه الوطنيه الجنوبيه تحت سقف الوحده وعبر آليَّة الحوار الوطني الشامل ، ونقول لهم اين هي الوحده التي يريدون الحل تحت سقفها؟؟؟، و اين هي الوحده حتى يتم الحفاظ عليها ؟؟؟ ، و اين هي الوحده حتى يكون هناك انفصال ؟؟؟. فقد كان الوضع في عهد بريطانيا افضل من الان وكنا نسميه احتلالا . فماذا نسمي هذا الوضع الاسواء ، وهل يعقل بان نسميه وحده و هو اسواء من الاحتلال؟؟؟ ، و نقول لهم ايضا لو كانت الوحده موجوده في الواقع و في النفوس بعد حرب 1994م لما ظهرت القضيه الوطنيه الجنوبيه اصلا . ثم باي منطق يمكن حلها عبر آليَّة الحوار الوطني الشامل و هي قضيه بين طرفين و ليست بين اكثر من طرفين ، هما : الشمال و الجنوب ؟؟؟ . فلا يمكن موضوعيا و منطقيا لاي حل بان يكون شرعيا حتى و ان كان عادلا الا على قاعدة الشمال و الجنوب . كما ان قبولنا بالحوار الوطني الشامل كآليَّه لحل القضيه الوطنيه الجنوبيه هو تنازل عن قراري مجلس الامن الدولي المتخذان اثناء الحرب ، و هي الخديعه التي تحاول ان تجرنا اليها كل الاطراف السياسيه في صنعاء .
انه يستحيل بعد الان حل القضيه الوطنيه الجنوبيه عبر الاحزاب او عبر مؤتمر حوار وطني شامل او من خلال تقديم مشاريع حلول كما يرى ذلك البعض ، لان القضيه ليست قضيه حزبيه و ليست قضية فقدان رؤيه ، و انما هي قضية شعب فقد أرضه و ثروته ، و فقد تاريخه السياسي و هويته لصالح غيره . فليست هناك شرعيه لاي حل عبر الاحزاب ، و ليست هناك شرعيه لاي حل عبر مؤتمر حوار وطني شامل ، و انما الحل الشرعي و الوحيد هو فقط عبر الحوار بين طرفي القضيه اللذان هما : الشمال و الجنوب ، خاصةً و ان الحرب قد اسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه و جعلت شعب الجنوب امام خيارين لا ثالث لهما ، و هما : القبول بالانقراض او رفضه . و المشكله عند صنعاء انها لم تفهم معنى الوحده و لم تستوعب كارثة الحرب ، او انها لا تريد ان تفهم ذلك باصرارها على تحزيب القضيه و اعتبارها قضية سلطه و معارضه تخص الاحزاب متناسيه بذلك الحرب و نتائجها و متناسيه بأن اتفاقيات الوحده و دستورها لم تعد لها أية شرعيه سياسيه او قانونيه بعد الحرب ، و ان الحديث عنها بعد الحرب لا معنى له من الناحيه الموضوعيه و المنطقيه .
لقد سقطت الحزبيه موضوعيا في قضية الجنوب بحرب 1994م ، و لم تعد قضية الجنوب بعد الحرب قضية سلطه و معارضه تخص الاحزاب ، و انما اصبحت قضيه وطنيه تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعيه ، و في القضايا الوطنيه ليست هناك حزبيه و ليست هناك قوى تقليديه و قوى غير تقليديه بكل تأكيد . و لهذا و بحكم ان أصحاب السلطه و المعارضه لم يدركوا ذلك ، فانهم بعد الحرب قد اصبحوا في تعارض مع الواقع الموضوعي الملموس في الجنوب . فالحوار الذي ظهر بينهما بعد الحرب لم توجد له موجبات موضوعيه ، لان أي حوار لا بد و ان يكون تعبيرا عن قضيه موجوده في الواقع الموضوعي الملموس ، و هذا ما أفتقر اليه الحوار منذ البدايه . فالجنوبيون كانوا طرفا في الازمه و الحرب عام 1994م ، و من البديهي بان يكونوا طرفا في الحوار و الحل ، و هذه هي الموجبات الموضوعيه للحوار . و لكن هذه الموجبات لا توجد في الحوار بين السلطه و المعارضه مما جعل الحوار بينهما فارغا و خاليا من المضمون منذ حرب 1994م حتى الان . و السلطه من جانبها تفاعلت مع هذا الحوار ليس التزاما بالديمقراطيه ، و انما بهدف دفن القضيه الوطنيه الجنوبيه ، وهي لم تدرك بانه يستحيل تجاوز حرب 1994م و نتائجها الا بالحوار بين طرفيها اللذان هما : الشمال و الجنوب . و لا شك بانها عندما تدرك ذلك ستلجأ مره اخرى الى استخدام علماء الدين و خطباء المساجد في الشمال لتشريع استمرار قهر الجنوب . فعلى سبيل المثال اصحاب فتوى حرب 1994م الدينيه هم شماليون ، و اصبحوا الان يقولون ان تلك الفتوى لها ظروفها ....الخ ، و قد تحالفوا مع الحزب الاشتراكي الذي كفروه . و لو كان الحزب قد تبنى القضيه الوطنيه الجنوبيه بعد الحرب لما تحالفوا معه و لكانوا قد أستمروا في تكفيره بكل تأكيد . و هذا يعني بان فتواهم الدينيه التي بررت الحرب كانت فتوى سياسيه باسم الدين اقتضتها مصلحة الشمال على حساب الجنوب و ليست فتوى دينيه . حيث وظفوا الدين في خدمة السياسه . وسيظلون يكررون نفس الافتراء على الدين ، وهذا شأنهم امام الله يوم القيامه .
ان علماء الدين و السياسيين المنحدرين من الشمال لا يدركوا بان استبدال مفهوم الوحده السياسيه بمفهوم الوحده الوطنيه هو نكران للوحده ، و لا يدركوا بان الاصرار على واحدية الجنوب و الشمال و إعتبار الوحده بينهما وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين هو ايضا نكران للوحده ، و لا يدركون كذلك بان الاصرار على طمس الهويه والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و إعتبار مطالب الجنوبيين مناطقيه و كأنهم منطقه تابعه للشمال هو كذلك نكران للوحده و يعطي الجنوب كامل الحق في إستعادة دولته ، ناهيك عن الحرب و نتائجها التي قد اعطت هذا الحق قبل ذلك . و لهذا فإنه ليس أمام صنعاء بعد الان غير الجلوس مع الحراك الوطني السلمي الجنوبي للحوار من أجل حل القضيه أو الرفض و هو اعتراف بالاحتلال . و لا بد من الادراك بان قوتنا الحقيقيه هي في جنوبيتنا ، و ضعفهم الحقيقي هو في شماليتهم ، و على الجنوبيين بان يناضلوا سلميا على هذه القاعده ، و ان يتخلصوا من مرض المفاضله بين الاطراف الجنوبيه او حتى بين الافراد ، لانها تشخصن القضيه و تؤدي الى الهلاك . صحيح بان هناك مواهب إلهيه قد تجعل شخص قادر على خلق الحدث و غير قادر على ادارته ، و تجعل شخص اخر عكسه ، و قد تجعل شخص قادر على الفعل السياسي و اخر على الفعل الميداني ....الخ . حيث جعل الله الناس مكملين لبعضهم حتى يكون كل منهم سيد موهبته ، لان الكمال هو لله وحده . و لكن هذه مواهب إلهيه و ليست مفاضله . اما المفاضله و تصنيف الاشخاص فهي نافيه لتوحيد الناس ، و هي البوابه التي يدخل منها العدو . فلم نسمع في العالم كله و حتى في قبائل الشمال الذين يقول وزرائهم بفخر ان ولائهم للقبيله قبل ولائهم للدوله لم نسمع فيهم مثل هذه المفاضله ، و لم نسمعها الا في الجنوب ، و هي صناعه جنوبيه رافقت الجنوبيين منذ الاستقلال و علينا تجاوزها بعد الان . و لابد ايضا من الادراك بأن من يتحدث بالمناطقيه و يقول هذا مهري او هذا حضرمي او شبوي او ابيني او عدني او لحجي او يافعي او ضالعي ... الخ ، هو موضوعيا ضد القضيه و عدو لدود لها سواء كان ذلك بوعي ام بدون وعي .
(( يلحق في العدد القادم ان شاء الله ))

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:53 AM
ما رأيكم بإجابات الدكتور مسدوس؟


من وجهة نظري أن الدكتور مسدوس وضع كثير من النقاط على كثير من الحروف وكان واضحا جدا ودقيقا جدا في إجاباته مما يدل على أن القضية التي يتحدث عنها واضحة في ذهنه كل الوضوح ومن النقاط الجديدة والمفاجئات التي استرعت انتباهي في إجاباته
• الأزمه ليست في الحكام وإلاَ لكانت قد انتهت بتغييرهم الذي حصل منذ قيام الثورات في العالم العربي حتى الآن ، ولكن الأزمه تكمن في النظام السياسي ذاته و في المنطلقات الفكريه للعقل السياسي العربي . فبدون الأصلاح الدستوري للنظام السياسي العربي و تحويله الى نظام فيدرالي او لامركزي ، و بدون تغيير المنطلقات الفكريه للسياسه العربيه و جعلها تنطلق من الموضوع الى الذات و ليس من الذات الى الموضوع كما هي عليه الآن ، أي من الواقع الموضوعي الملموس و ليس من الصوره الذاتيه الموجوده في العقل، لا يمكن ان يكون هناك استقرار او اصلاح . ولو كان النظام ومعه المعارضه قادران على استنباط الفكره التي تمكنهما من الخروج من الأزمه لما حصلت الأزمه اصلا . ولذلك فإن النظام ومعه المعارضه يسيران بالبلاد الى المجهول.
• في العلاقه بين الذات والموضوع: (( كيفما يكون الواقع تكون السياسيه )). فالواقع يقول بإن النظام القائم هو نظام الجمهوريه العربيه اليمنيه أعيد أنتاجه عبر حرب 1994م . و هذه الحرب شارك فيها كل سكان الشمال ضد الجنوب . مما يعني ان سكان الشمال قد أعادوا انتاج نظامهم! السابق بأنفسهم و عليهم تحمّل نتائج افعالهم .
• الشيخان الأحمر والزنداني كانا ضد دستور الوحده، وكانا مع رسالة العلماء التي وجهت لعلي عبدالله صالح قبيل اعلان الوحده و التي تقول بالنص: ان ثورة 26سبتمبر هي الأصل الذي انبثقت عنه ثورة اكتوبر، والدستور الدائم للجمهوريه العربيه اليمنيه (الشمال) هو نتاج لتلك الثوره الأصل .. في حين ان الشطر الجنوبي من الوطن انما اقتطعه الأستعمار من كيانه الأم ، و جأت الوحده لإرجاع الفرع الى اصله والجزء الى كله . فالأساس الذي كان يلزم ان تقوم الوحده عليه هو دستور الشمال ومناهجه، والقاعده ان الأقل يندرج تحت الأكثر .. و دستورنا الدائم ليس فيه نقص ولا عيب حتى نتنازل عنه من اجل مجموعه يسيره. هكذا قالت رسلة العلماء و هو ما حققوه بحرب 1994م
• أي وحده عدديه حتى و لو كانت وحدة عبيد مع اسياد لا تجيز لأي من طرفيها بأن ينهب ارض الطرف الآخر و ينهب ثروته و يحرمه منها كما هو حاصل في اليمن منذ حرب1994م. ثم ان الحديث عن ما اتفقنا عليه اصبح غير وارد بعد الحرب ، لأنها اسقطت شرعية ما اتفقنا عليه و لا يمكن علميا استعادة شرعية ما اتفقنا عليه الا بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده فقط و لا غير .
• مفهوم الوحده الوطنيه يعني وحده بين اطراف من دوله واحده ، بينما مفهوم الوحده اليمنيه يعني وحده سياسيه بين دولتين . ثم ان مفهوم الوحده الوطنيه له طابع حقوقي يتعلق بالعدل ،! بينما مفهوم الوحده اليمنيه له طابع سياسي يتعلق بالهويه ..
• قبل حرب 1994م كانت القضيه هي قضية سلطه ومعارضه ، و جأت الحرب و حو! لت القضيه الى قضية شمال و جنوب في الواقع و في النفوس . اما العلاقه بين اصلاح مسار الوحده و اصلاح مسار الديموقراطيه فهي تتوقف على اصلاح مسار الوحده ، لأن اصلاح مسار الوحده يجعل الديمقراطيه تقوم على قدميها ، التي هي الشمال و الجنوب.
• القاعده العامه تقول بإن إصلاح الكلي يتوقف على إصلاح الجزئي ، لأن الجزئي هو المكوّن للكلّي . فإذا كان الجزئي عاطلاً و غير صالح ، فكيف يمكن ان يصلح الكلي؟.
• حل المشكله هو بشراكة الجنوب في السلطه والثروه كشعب و ليس كحزب او افراد . ومشروعنا يتلخص في ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده، و قد سبق و ان حددنا مفرداته في الصحافه ، و هو حتماً سينتصر ، لأنه يستحيل قبول الوضع القائم ، و لأن البديل هو حق تقرير المصير . أما أداة تحقيقه و وسيلته فهي مسؤولية جميع الجنوبيين و سوف تأتي حتما أن شاء الله .
• الشئ الذي تحقق ان القضيه ظلت حيه بقوه وأصبحت حاضرة في الوعي السياسي والأجتماعي، وحاضره داخليا و خارجيا . ومن البديهي بأن اية قضيه تكون حيه وحاضرة، هي فقط تنتظر الحل وتبقى المسأله هي مسألة وقت قد يطول وقد يقصر. والسلطه الآن حبلى بها، بدليل ان الرئيس بعد كل انتخابات يعلن بأنها استفتاء على الوحده. و سوف يظل يكرر ذلك الى ان تتم ازالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، لأن الوضع القائم على نتائج الحرب هو بالضروره فاقد الشرعيه. أستطعنا ان نبقي القضيه حيه رغم ان السلطه و اللقاء المشترك و حتى الحزب الأشتراكي ظلوا ومازالوا يعملون على دفنها. وهي حاليا مثبته و تفرضها الحقيقه و الواقع وتنتظر الحل و سوف يأتي ان شاء الله. هذا ليس فقط تفاؤلاً ، و انما هو حتمياً ان شاء الله .
• من الخيارات الأربعه لإصلاح مسار الوحده، أنا اميل الى خيار الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السياديه وفقا لتقسيم اداري جديد يقوم على اساس اقاليم او ولايات و ليس عل اساس محافظات، لأن هذا الخيار هو الأسهل و الأقرب الى التحقيق ، و لإنه يشكل الأساس الموضوعي للديمقراطيه و للتوزيع العادل للثروه .
• يستحيل اصلاح مسار الوحده عبر الإصلاح السياسي ، و انما العكس هو الصحيح ، لأن الأصلاح السياسي لا يملك شرعيه تلزم السلطه بقبوله ، بينما اصلاح مسار الوحده يمتلك شرعيه تلزم السلطه بقبوله و في مقدمتها قراري مجلس الأمن الدولي اثناء الحرب و تعهد السلطه للمجتمع الدولي بعد الحرب . لوكان اللقاء المشترك معترف بقضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده لكان ذلك صحيحا، و لكنه للأسف أكثر خصومه لها من السلطه ذاتها. اللقاء المشترك يرفض ان يكون أداه لتحقيق الإصلاح السياسي عبر اصلاح مسار الوحده، و يرفض ان تكون الآليه الأنتخابيه وسيله لتحقيقها .الكل يرفض أي حوار حول قضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده بما في ذلك تيار الأغلبيه الجغرافيه داخل الحزب الأشتراكي ذاته.
• الحراك السياسي الذي احدثته الأنتخابات كان لصالح السلطه ، لأنه أعطى شرعيه محليه و دوليه للسلطه لم تحصل عليها قط من قبل ، و أفقدت اللقاء المشترك مصداقيته داخلياً و خارجياً
• تيارنا قال بإن الأنتخابات لا تعنينا حتى نقاطعها او نشارك فيها، لأن الديموقراطيه القائمه حاليا في اليمن هي قائمه على نتائج الحرب بالنسبه للجنوب ، و هي لذلك لا تعني الجنوب و انما تعني الشمال. فكما قلت سابقا في صحيفة الوسط بإنه لا يمكن علميا ان تشمل الجنوب الا بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و اعتبار الحرب و نتائجها باطله ، لأن العلاقه بين شرعية 7 يوليو 1994م و بين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي علاقة نفي النفي ، فإذا ما اصبح هذا اليوم شرعيا فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب و العكس ، أي ان شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب ، و شرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضروره . فقد غاب الجنوب من الحياه السياسيه بعد حرب 1994م! و اصبحت الحياه السياسيه شماليه بإمتياز . و طالما و ان الحياه السياسيه هي شماليه بإمتياز فإن الديمقراطيه تبعا لها هي شماليه بإمتياز ايضا. و هذا يعني بأن شرعية حقوق الجنوبيين و هويتهم و مستقبلهم في ارضهم و كرامتهم عليها هي مرهونه بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن أي شئ يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبه او فضيله و ليس حقا مشروعا لهم يستمدون شرعيته من الوحده السياسيه بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه . فعلى سبيل المثال عندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب ، فإنها بذلك لا تعترف لنا بوطن، و بالتالي كيف يمكن ان تعترف لنا بحقوق .
• لو كانت قيادة الحزب معنا في قضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده لكنا قد وضعنا اصحاب السلطه امام خيارين لا ثالث لهما، وهما : ان يحاورون الحزب في هذه القضيه او ان يحلوه فقط ولا غير ، وحل الحزب يساوي حل الوحده ، وهذه المغامرة لا يمكن ان يقدمون عليها حتى ولو كانوا من دون وعي. وبالتالي فإنهم سيخضعون للحوار.
• الجنوبيون الذين راهنوا على اللقاء المشترك كانوا مخدوعين ، لأن اللقاء المشترك يمثل المعارضه الشماليه المعاديه للقضيه الجنوبيه أكثر من السلطه ذاتها . و لذلك عليهم الأن ان يأخذوا درس من ذلك و يعودوا الينا .وتأثير ((تاج)) في الجنوب تجاوز الجميع ، لأن ما تطرحه تاج يعبر عن رغبة و قناعة الشارع الجنوبي ، و نحن و حركة تاج متفقين على ان الحرب اسقطت شرعية الوحده و عطلت مسارها ، و لكننا مختلفين معهم تماما حول الحل . فهم يريدون الحل ! خارج الوحده ، و نحن نريد الحل في إطار الوحده .
• بن دغر هو مؤشر على اضمحلال الحزب الأشتراكي ، و الجفري و بن فريد حسب علمي لديهم مشروع سياسي لمناقشته مع الرئيس حسب وعده لهم ، فإن نجحوا فيه لصالح الوطن نحن معهم ، و ان فشلوا سيعيدوا الينا لنكون معا من اجل القضيه .
• مؤتمر المانحين المرتقب لندن و"تأهيل" اليمن للاشتراك في مجلس التعاون الخليجي ذكرني بقصة نابليون في فرنسا ، و الذي كان حينها نجم أوروبا دون منافس ، و كان العالم مندهش كثيرا منه و من قدرته على قيادة شعبه ، و جاء ماركس و درس هذه الظاهره و قال أن نابليون لم يفعل سوى أنه باع فرنسا ليشتريها بأسمه ، أي أنه أغرق البلاد في ديون للغير من أجل ان يبقى في الحكم. وهذا هو حالنا اليوم في اليمن .
• تكذيب ما نشر حول أن الأخ علي سالم البيض أدلى بحديث مؤخرا مع تأكيد أنه على علاقه جيدة بعلي سالم البيض حامل شرعية الجنوب في اعلان الوحده، و لا شرعيه سياسيه أو قانونيه للوحده بدونه ، و هو رفيق نضال طويل لا يسمح بإي خلاف يحصل بيننا، والحقيقه ليس بيني و بينه إلا كل محبه و احترام .

كان السؤال الذي يشغلني هو ما هي وسيلة تحقيق إصلاح مسار الوحدة والجواب الذي فهمته من خلال اإجابات على عدة اسئلة هو ان يتبنى الحزب الاشتراكي ومن ثم اللقاء المشترك والمعارضة إصلاح مسار الوحدة باعتباره مقدمة للإصلاح السياسي وليس العكس ولهذا يركز ضغطه على الحزب الإشتراكي والراي العام المتعاطف. لكنه لا يبدو أنه يراهن كثيرا على قيادات وتيارات معينة في حزب الإصلاح ولا على جزء كبير من الرأي العام في الشمال الذي يعتبر أنه يساهم في اعادة انتاج الأوضاع الراهنة. فعلى ما يراهن الدكتور مسدوس؟ إنه يراهن على تغير الأوضاع المحيطة بالقضية مع الزمن .. على تفاقم الأوضاع .. على حصول تحول في الوعي وفي موازين القوى وانقلاب كبير في الرأي العام جنوبا ثم شمالا وعلى حركات مثل (تاج) والحزب الاشتراكي..

فما رأيكم أنتم؟

صقر المشألي
2011-04-03, 12:55 AM
مسدوس:رساله لقواعد و قادة الحراك
السبت , 8 يناير 2011 م
كتب/د.محمد حيدرة مسدوس





لا اعرف سبب الاختلاف الذي ظهر مؤخرا بين قيادات الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، لان الكل مجمعون على القضية و مجمعون على ان الحراك ككل هو الحامل السياسي لها . فهل السبب يعود الى الوثائق التي نزلت على شكل مشروعين بمضمون واحد ، ام يعود الى الجانب التنظيمي الذي لا يختلف عليه غير العرب ، ام ان اصحاب السلطه و اللقاء المشترك قد نجحوا في شق الحراك ؟؟؟ . و لهذا أطلب من قواعد و قيادات الحراك ان يستوعبوا النقاط الثلاث التاليه :




أولا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى الوثائق ، فانني اقول للجميع بأن أيً من المشروعين يستند على مشروعيه سياسيه و قانونيه كافيه و سيكون مقنعا للعالم و محرجا للنظام و يسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه هو الذي يجب الاجماع عليه و الاخذ به ، و اذا كان المشروعان كلاهما خاليان من ذلك ، فانه يجب اعادة صياغتهما في مشروع واحد يقوم على مشروعيه سياسيه و قانونيه كافيه و يكون مقنعا للعالم و محرجا للنظام و يسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه ، لانه بدون ذلك لا قيمه و لا فائده من أية وثيقه تصدر عن الحراك . و الاهم من ذلك ألاَّ تعفي النظام من مسئولية الحرب و نتائجها ، و ألاَّ تقدمه كمدافع عن الوحده ، و انما تقدمه كمدافع عن الغنيمه و عن واقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . كما يجب ألاَّ تقدم الحراك كرافض للوحده من حيث المبدأ ، و انما تقدمه كرافض لواقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . حيث ان تقديم النظام كمدافع عن الوحده و تقديم الحراك كرافض لها من حيث المبدأ هو ضد قضية الجنوب و يخدم النظام بالضروره .




ثانيا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى الجانب التنظيمي ، اي الى ترتيب القيادات ، فانني أطلب من الجميع تأجيل ذلك الى ما بعد الانتخابات البرلمانيه القادمه و الانصراف نحو المحافظات و المديريات لمواجهة الانتخابات ، بحيث يقوم كل مجلس في كل محافظه بوضع خطة عمل في اطار محافظته لرفض الانتخابات بالطرق السلميه ، و بالتالي يصبح الناجحون في محافظاتهم قيادات شرعيه لا لبس في شرعيتها . حيث و ان الانتخابات البرلمانيه القادمه هي نجاح او فشل للحراك ، فاذا ما استطاع النظام ان يمرر الانتخابات في الجنوب فان الحراك يكون قد فشل ، و اذا ما استطاع الحراك افشال الانتخابات في الجنوب فانه يكون قد انتصر و يستطيع ان يفعل ما يريد .




ثالثا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى نجاح السلطه و اللقاء المشترك في تخويف بعض اطراف الحراك من عودة حكم السلاطين و تخويف البعض الاخر من عودة حكم الحزب الاشتراكي ، فانني اقول لجميع اطراف الحراك بان حكم السلاطين و حكم الحزب الاشتراكي قد انتهى الى الابد بوجود الديمقراطيه و صناديق الاقتراع ، و فوق ذلك اقول للجميع بان حكم السلاطين قد انتهى سابقا و الى الابد بوحدة الجنوب ، و اقول ايضا و للمره الرابعه بان الحزب الاشتراكي قد ادخل نفسه في علاقة نفي النفي مع قضية الجنوب و اصبح وجود القضيه و تطورها ينفي وجود و تطور الحزب ، و وجود و تطور الحزب ينفي وجود القضيه و تطورها بالضروره ، و لا يمكن موضوعيا و منطقيا للحزب الاشتراكي بان يلتقي مع قضية الجنوب الا بعودته الى حزبين على اساس شمال و جنوب كما كان قبل اعلان الوحده . و هذا كذلك ينطبق على بقية الاحزاب الاخرى . و اقول لاصحاب السلطه و اللقاء المشترك بان قضية الجنوب لن تموت بموت الحراك لا سمح الله كما يتصورون ، و انما ستظل قائمه بقوة الواقع ، و اقول لهم كذلك بان البديل للحراك في الجنوب هو تنظيم القاعده و ليس اللقاء المشترك كما يعتقدون ، لان الشعب في الجنوب لن يكون مع اللقاء المشترك و لن يكون مع السلطه اذا ما انتهى الحراك بكل تأكيد . و هذا يعني بان مؤامرتهم على الحراك اذا ما نجحت ستؤدي حتما الى استبدال الحراك بتنظيم القاعده و ادخال البلاد في الصراعات الدوليه التي لا ترحم. فأين أفضل للسلطه و اللقاء المشترك تنظيم القاعده في الجنوب ام الحراك ؟؟؟ .

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:55 AM
بقلم : د. محمد حيدره مسدوس سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم


بعد اكتمال ردود الافعال على خطاب الرئيس بالذكرى العشرين للوحده كما يقولون ، و الذكرى العشرين لاسقاطها كما يقول الواقع ، و بعد مؤتمر اللجنه التحضيريه للحوار الوطني الشامل و ما سمعناه عنها ، كان لابد من توضيح التالي: أولاً : قبل خطاب الرئيس اتصل بي بعض الاخوان عن توقعاتي لما يمكن ان يأتي به الرئيس حول القضيه الجنوبيه . و قلت لهم لا اتوقع ان يأتي بجديد ، لان النظام برمته لا يفهم من الوحده غير اسمها ، و الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فكما قلت سابقا بان اسم والدي رحمه الله موجودا ، و لكنه غير موجود . و طالما و النظام لا يفهم من الوحده غير اسمها ، فان فاقد الشيء لا يعطيه . فدعوة الرئيس للحوار مشروطه بدستور الحرب و قوانينه و مؤسساته ، و في هذه الحاله على ماذا يحاور الجنوبيين ؟؟؟ . فهو ينطق بكلمة الوحده لغويا و يرفضها عمليا . فعندما يصر على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما و يقول بان الوحده بينهما هي وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين ، فانه بذلك ينكر الوحده منطقيا و يرفضها عمليا .


حيث ان الوحده لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . كما ان كذبة الواحديه هذه تجعل من المستحيل فهم القضيه و فهم حلها ، ثم ان هذه الكذبه قد جعلت الحياه السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه تكون شماليه بامتياز . فقد اصبح الاقتصاد شماليا و الثقافه شماليه و السلطه شماليه و المعارضه شماليه و الاحزاب شماليه و وسائل الاعلام شماليه ، و حتى مراسلي الاعلام الخارجي شماليين ..... الخ . و هذا ما أدى الى التعتيم الاعلامي الشامل على ما يجري في الجنوب ، باستثناء بعض الصحف الاهليه و منها صحيفة الوسط المحترمه . و في هذه الحاله اين هي الوحده التي يتحدثون عنها ؟؟؟ . فقد ظللنا خمسة عشر سنه نحاول اقناعهم بان الحرب عطلت مسار الوحده ، و انه لا بد من ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و لم يقبلوا ، و اليوم عليهم هم ان يقنعونا بقبول ذلك . و اذكر ان الاخ العزيز يحيى الشامي قد اتصل بي اثناء التحضير للانتخابات النيابيه عام 1997م و قال : الرئيس طلب لقاء مع الاحزب و سأذهب انا و انت ، لان مقبل و جار الله غير موجودان . و قلت له اذهب انت و احمد علي السلامي ، لانني كنت اريد اللقاء يكون شمالياً خالصاً . و عند عودتهما من اللقاء جاءني ، و قال : اعطوا لنا العدد الذي طلبناه في اللجان . فقلت له : عندما كنتم تناقشون هل فكرتم من اين انتم ؟؟؟ . فقال : من كل الاحزاب . فقلت : اقصد جغرافيا . فغضب و قال : انت لا تعرف شيئا عن الحركه الوطنيه . فقلت له : . فغضب اكثر و غادر منزلي ، مع انه من افضل اصدقائي في الحزب حتى الان . فلم يخطر في بالي بان اي انسان لديه ذره من العقل في السلطه او المعارضه ان يذهب الى الانتخابات بدون المصالحه مع الجنوبيين ، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان يقود الدوله في الجنوب و كان طرفا في الازمه و الحرب . فقد صدمت اكثر من صدمة الحرب و تأسفت على ما قدمه الجنوب للحركه الوطنيه في الشمال و بالذات حزب الوحده الشعبيه (حوشي) و الجبهه الوطنيه . فقد اكتشفت باننا خُدعنا منذ استقلال الجنوب ، لانهم ظلوا لمدة 30 عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء و اصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب ، رغم انهم ظلوا معززين مكرمين في الجنوب و كانوا يعيشون في بحبوحه كما قال الاخ الرئيس علي ناصر محمد ، بينما المعارضه الجنوبيه الهاربه في الشمال لم يسمح لها حتى بنصب خيمه للسكن .


ثانياً : ان خطاب الرئيس الذي نحن بصدده هو اصلا موجه للخارج اكثر منه للداخل ، و هو محاوله مكشوفه للهروب من القضيه الجنوبيه و محاوله لدفنها . فبحكم ان النظام يعتقد بانه ذكي و غير غبي ، فانه يريد ان يقول للعالم بانه ادى ما عليه و رمى الكره في ملعب غيره . و بالتالي يكون ذلك مبررا امام العالم لقمع الاحتجاجات السلميه في الجنوب ، مع العلم بان الاجهزه الامنيه و العسكريه الشماليه مشبعه بالحقد ضد الجنوب . و لهذا و حتى نكشف حقيقة النظام و نسقط مبررات القمع الامني في الجنوب ، فاننا نطلب من الاشقاء العرب و في المقدمه دول الخليج بان يقنعوا النظام بالوحده فعلا لا قولا ، بحيث يسلم بانها وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده ، و ان يسلم بان اليمن ككل كانا يمنين ، هما : اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و انهما كانا بدولتين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه الى يوم اعلان الوحده ، و ان يسلم كذلك بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم ، و ان يجلس للحوار مع الجنوبيين على هذا الاساس . فاذا ما نجحوا في ذلك فانهم يكونوا قد حلوا القضيه و اوجدوا الاستقرار في اليمن ، و اذا ما فشلوا ، فاننا نطلب منهم ادانة النظام و تأييد مطالبنا . و اذكر بانني قد تناولت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجيه العماني الاخ يوسف العلوي عندما هُزمنا في الحرب و خرجنا الى سلطنة عُمان ، و استقبلني و كل من الاخوه : عبدالعزيز الدالي ، و محمد سعيد عبدالله ( محسن ) و صالح عبدالله مثنى ، و سالم جبران ، و مصطفى العطاس ، و محمد سالم كده ، و قلت له : لسنا مختلفين حول الوحده من حيث المبدأ ، و انما مختلفين على مفهومها . فهم يرونها وحده وطنيه و كأنها بين أطراف من دوله واحده ، اي عودة الفرع الى الاصل كما جاء في رسالة علماء دين صنعاء اثناء اعلان الوحده و كما تأكده الممارسه العمليه ، و نحن نراها وحده سياسيه بين دولتين كما جاء في اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب ، و الان و بعد كل ما جرى و بعد معرفة نواياهم ليس هناك من حل غير الحل الفيدرالي . و قال الاخ يوسف : هذا الذي سيكون و لكن ليس وقته ، فقد كان امام علي عبدالله صالح عقبتان ، و اجتاز الاولى و باقي الثانيه ، و نحن واثقون من قدرته على اجتيازها . هكذا قال الوزير العماني .


ثالثاً : ان الجديد بالنسبه للرئيس تجاه الداخل هو فقط في موافقته على اتفاق فبراير 2009م مع اللقاء المشترك و الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات خوفا من فشلها في الجنوب . و هذا الاتفاق يتضمن احتواء الحراك الوطني السلمي الجنوبي من قبل اللقاء المشترك و الوصول الى حوار يكون طرفاه السلطه و المعارضه و ليس الشمال و الجنوب . و مثل هذا الحوار الذي ظهر بأسم مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو دفن أبدي للقضيه الجنوبيه ، لان أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب ، هو طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . كما ان مثل ذلك يعتبر تنازلا عن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . ثم ان مثل ذلك ايضا يعفي النظام و حزب الاصلاح من مسئولية الحرب و نتائجها و من مسئولية الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أدت الى اسقاط الوحده بالحرب . و فوق ذلك مازال علماء دين صنعاء يستخدمون الدين لصالح الشمال على حساب الجنوب و أصبحوا الان يفتون بان الوحده فريضه . حيث تناسوا تعدد الدول الاسلاميه و تعدد الدول العربيه ، و تناسوا تأييدهم لترسيم الحدود فيما بينها و آخرها حدود اليمن مع السعوديه .


رابعا: ان ما يجري في الجنوب منذ حرب 1994م يشكل انقراضا لشعب كان دوله ذات سياده ، و عملية الانقراض هذه مارستها السلطه و علماء دين صنعاء و احزاب اللقاء المشترك خلال السنوات الماضيه كلا بطريقته . و قد سبق و ان قلنا في حينه بان تشكيل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا ، و اللقاء المشترك لاحقا دون ان يعتذر حزب الاصلاح لشعب الجنوب على الحرب التي خاضها ضده ، و دون ان يلغي فتواه الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و مازالت باقيه ، هو لشرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه . فلو لم توجد القضيه الجنوبيه لما وجدت مثل هذه التكتلات بكل تأكيد . و اذا ما حلّت القضيه الجنوبيه او دفنت لا سمح الله ، فان هذه التكتلات لن تبقى قائمه الاّ بتحويل الاسلاميين الى علمانيين او العكس ، و هذا دليل كافي على ذلك . و كما سبق ايضا و ان قلنا بان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، هي لتطبيع الوضع السياسي في الجنوب و شرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه ايضا . و قلنا كذلك بانه لا يجوز استخدام الحزبيه في القضايا الوطنيه ، لان الحزبيه تتعارض موضوعيا مع الوطنيه بالضروره .


خامساً : ان هذه التكتلات السياسيه التي ظهرت بعد حرب 1994م قد وجدت بوجود الحزب الاشتراكي فيها كمحلل لقهر الجنوب ، و لولا وجود الحزب الاشتراكي فيها لما وجدت مثل هذه التكتلات . فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م حاول الرئيس علي عبدالله صالح ، عبر احمد حيدره سعيد و احمد عوض المحروق و لاحقا بن عرب ، إقناع (( مقبل )) بترشيح نفسه كمنافس للرئيس بأسم الحزب أو حتى بأسم المعارضه ، و لكنه رفض . و من جانب مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه في ذلك الوقت اجمع على ترشيح ياسين سعيد نعمان كمنافس للرئيس و هو مازال باقيا في دولة الامارات ، و لكنه ايضا رفض . و بعد ذلك استطاع جار الله عمر اقناع مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه بترشيح (( مقبل )) و هو في لندن للعلاج و طلب منه قطع العلاج و العوده فورا لتقديم طلب الترشيح قبل اغلاق باب الترشيح ، و هذا ما جعل الرئيس يشك في عودة مقبل و في قبوله للترشيح بعد ان كان رافضا ، و وجه مجلس النواب باسقاطه و انجاح نجيب قحطان الشعبي كمنافس للرئيس و هو من حزب الرئيس ، مما يدل على ان السلطه و المعارضه معا كانا يبحثان عن منافس جنوبي يعطي شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م أستأجر اللقاء المشترك الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله كمنافس للرئيس من خارج اللقاء المشترك لنفس الهدف . و هذا ما أكده بن شملان نفسه في حملته الانتخابيه و في الصحف . ففي مقابله له مع صحيفة النداء بتاريخ 18/1/2010م العدد (( 220 )) مثلا ، قال : ان ما كان يزعجني اثناء الحمله الانتخابيه هو حديث الرئيس عن الوحده ، لانه يوحي و كأنها لاتزال محل شك ، و هذا شيء مؤلم رغم مرور هذا الوقت على قيام دولة الوحده ، و قال ايضا و هو مرشح اللقاء المشترك و يمثل سياسته : ان حديث الرئيس عن الوحده بدى و كأنه يشكك في وجودها ، و قال كذلك : انا دخلت الانتخابات من اجل التأكيد على ان الوحده اليمنيه يجب الاّ تكون موضع نقاش . و في الاخير قال : انا أديت مهمه . هكذا قال بن شملان . و لكونه قال هذا الكلام فقد خلق اللقاء المشترك له هاله اعلاميه حتى اليوم . و بالتالي ماذا نسمي هذا العمل بالنسبه للقاء المشترك ، و ماذا نسميه بالنسبه لبن شملان رحمه الله ؟؟؟ . أفلم يكن الاول مؤامره و الثاني خيانه ؟؟؟ .


سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ . فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .


سابعاً : ان اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني التي أختتمت مؤتمرها في الاسبوع الماضي قد حاولت ان تقول كلمة حق تجاه القضيه الجنوبيه ، و نحن نرحب بذلك و نشكرهم عليه . كما اننا نبارك انضمام الحركه الحوثيه و أنضمام مجلس التضامن و حركة التغيير الى مسيرة الحوار الوطني التي يقودها الشيخ حميد الاحمر ، و نأمل بان يكون هذا الاصطفاف الشمالي للمعارضه عاملا مساعدا لأجبار النظام على الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كقضية شعب كان دوله ذات سياده ، و ذلك باتجاه الحوار مع الجنوبيين من اجل حلها على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و أقول لكل المنحدرين من الشمال و الجنوب في الداخل و الخارج بأنه لن يكون الا هذا الكلام شاءوا أم أبوا رغم ظروفي الصحيه و الماديه التي لا تسمح لي كثيرا بالحركه . فلا يمكن ان يكون غير ذلك الا في حاله واحده ، و هي أنهيار الدوله و صوملة اليمن فقط و لا غير و بالضروره .


ثامناً : انني في الختام أقول لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بان القضيه الجنوبيه قد اصبحت حاضره بقوه في الميدان ، و لكنها ليست كذلك في الفكر و السياسه و الاعلام . و هذه المجالات الثلاثه لابد من التركيز عليها في الايام القادمه حتى تواكب ما يجري في الميدان . و لابد من تطوير الحراك الوطني السلمي الجنوبي و تحويله الى حركه سياسيه تكون من حيث التنظيم مثل الحركه الشعبيه في جنوب السودان . فلم تكن الحركه الشعبيه في جنوب السودان تابعه للمعارضه في الشمال و لم تراهن عليها في حل قضية الجنوب ، لان المراهنه عليها تجعل القضيه تكون قضية سلطه و معارضه بدلا عن قضية شمال و جنوب ، و تجعل حاميها حراميها ، رغم ان جنوب السوان لم يكن دوله قط و لم يدخل في وحده سياسيه مع الشمال كما حصل عندنا . ناهيك عن الاختلاف الجذري بين آليّة حل أزمات السلطه و آليّة حل أزمات الوحده . فآليّة حل أزمات السلطه هي في صناديق الاقتراع و ليس غيرها ، و آليّة حل أزمات الوحده هي في الحوار بين طرفيها و ليس غيره بالضروره أيضاً . و بالتالي على الذين يعتقدون بأن الازمه في اليمن هي أزمة السلطه بأن يعيدوا حساباتهم على هذا الاساس .

الموضوع الأصلي: بقلم : د. محمد حيدره مسدوس سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم || الكاتب: %الوحيد% || المصدر: منتديات بلاد الكوازم

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:57 AM
مسدوس: الحل استفتاء شعب الجنوب على قبول هذا الوضع او رفضه تحت إشراف دولي

صنعاء – لندن " عدن برس " : 11 – 2 – 2010
1 ان مؤتمر لندن من حيث المبدأ هو دليل على فشل النظام في مواجهة التحديات ، و دليل على عجز المعارضه في ان تكون البديل ، و هو ايضاً دليل على ان المجتمع الدولي لن يسمح بصوملة اليمن . فلو لم يكن النظام فاشلاً في مواجهة التحديات لما عقد مؤتمر لندن اصلاً ، و لو كانت المعارضة فاعله لكان أقر المؤتمر الحوار معها كما فعل تجاه (( طالبان أفغانستان )) ، و لو كان المجتمع الدولي سيسمح بصوملة اليمن لما عُقد المؤتمر ايضاً .

و لهذا وطالما و الأمور على هذا النحو ، فان الوصاية الدولية على اليمن تصبح تحصيل حاصل . و في تقديري بانه سيتم التغيير في اليمن وفقاً للإرادة الدولية و عبر السلطه ذاته كتحصيل حاصل أيضا لغياب البديل . أمّا التغيير المطلوب فعلينا ان نتصوره من خلال : رفض صنعاء لحل القضية الجنوبية ، و عجزها عن معالجة حرب صعده التي حولتها الى حرب اهليه بزج القبائل فيها ، و فشلها في بناء دولة النظام و القانون ، و رفضها
لحكم غيرها ، اضافه الى تصاعد الفساد و تدهور الاقتصاد ، و إضافه الى مقايضة حربها على الارهاب بدفن القضيه الجنوبيه . و هذا يعني بإن الارهاب في اليمن لن ينتهي الاّ بدفن القضيه الجنوبيه . و في سبيل دفنها ليس هناك تحسس من التدخل الدولي و ليست هناك سياده وطنيه الاّ عندما يتعلق الامر بحلها .
فلو كان لدى علماء دين صنعاء و مشايخ قبائلها تحسس من التدخل الدولي و لديهم فعلاً سيادة وطنيه لرفضوا تواجد القوات الاجنبيه في المياه اليمنيه و في المطارات اليمنية التي تلاحق عناصر تنظيم القاعده و تقتل المواطنين الابرياء . حيث وصل الامر الى دخولها اليمن بدون إذن من حكومته و بدون علمها .
2- ان خلفية الازمه ليست في اصرار النظام على التمسّك بالسلطه كما تقول المعارضه و كما رسخت ذلك لدى بعض الاطراف الدوليه و بعض الجنوبيين في الخارج ، و انما خلفية الازمه هي في اصرار صنعاء كسلطه و معارضه و علماء دين و مشائخ قبائل على شرعية حرب 94م و نتائجها التي حولت مشروع الوحده السياسيه بين الشمال و الجنوب الى أسوأ من الاحتلال . فعلي عبدالله صالح يدرك بان الجنوبيين قبلوا برئاسته و هم مازالوا دوله في الجنوب ، و هو ذاته من قال لأصحابه اسمحوا لي باعلان الوحده مع الجنوبيين لإبتلاعهم ، و اذا ما فشلت افعلوا انقلاب ضدي و الغوا ما تم بيني و بينهم . فلو كانت السلطه لدى علي عبدالله صالح أغلى من
نهب أرض الجنوب و ثروته لما قال ذلك . صحيح ان السلطه غاليه لديه و مستعد ان يقاتل عليها ، و لكنها ليست أغلى من نهب أرض الجنوب و ثروته بكل تأكيد . و بالتالي فان قضية الجنوب ليست فقط مع علي عبدالله صالح كشخص أو كنظام ، و انما هي مع صنعاء كدوله ، و أرجو ان تحتفظوا بهذه الكلمات للتاريخ .
3- ان المحور السياسي للازمه هو في القضيه الجنوبيه دون سواها . فلو كانت قد حلت قبل مؤتمر لندن لما عقد مؤتمر لندن ، لانها لو كانت قد حلت لكانت حلت مشكلة صعده تلقائياً ، و لكان تم الاصلاح السياسي الديمقراطي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه تلقائيا ايضا ، و لكانت أزيلت ارضية الارهاب والفساد و انتهى تنظيم القاعده في اليمن وقضي على الفساد . حيث ان حل القضيه الجنوبيه سيأتي بنظام سياسي جديد يلبي مطالب الحوثيين و يحقق الاصلاح السياسي الديمقراطي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه كنتيجه للحل ، و من ثم ستزول ارضية الفساد و ارضيه الارهاب و ينتهي تنظيم القاعده في اليمن بكل تأكيد .
أمّا بدون حل القضيه الجنوبيه فلن تحل مشكلة صعده و لن يتحقق الاصلاح السياسي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه و لن ينتهي تنظيم القاعده في اليمن بالضروره ، و أرجو ان تحتفظوا بهده الكلمات للتاريخ أيضا . حيث ان عدم حل القضيه الجنوبيه يخلق الارضيه المناسبه للفاسدين و الحوثيين و تنظيم القاعده بالضروره
كذلك .
4- ان القلق الجوهري لدى صنعاء كسلطه و معارضه و علماء دين و مشائخ قبائل ليس من حرب صعده و ليس من تنظيم القاعده و ليس من الفساد... الخ ، و انما هو الآن من القضيه الجنوبيه و حدها . فقد أدركوا الآن بان الحرب ألغت الوحده و أسقطت شرعية اتفاقياتها و دستورها ، و عرفوا الان بان القضيه الجنوبيه هي أم القضايا
كلها ، و انه لو كانت الوحده موجوده بعد الحرب لما ظهر الحراك الوطني الجنوبي اصلاً ، و لكنهم جميعهم يكابرون و يخفون ذلك و لا يظهرونه . و لهذا فانه يجب ان يكون حاضراً في البال بان المعارضة هي بحاجه لنا اكثر من حاجتنا أليها . و بالتالي فان أي علاقه معها يجب ان تكون بشروط الواقع و ليست بشروطها ، و شروط
الواقع التي يمكن إقناع شعب الجنوب بها ، هي :
الاعتراف الرسمي بالقضيه الجنوبيه كقضية وحده سياسيه بين دولتين اسقطتها الحرب و جعلت العلاقه بين الشمال و الجنوب علاقة احتلال و ليست علاقة وحده .
ب) الاعتراف الرسمي بأن الحراك الوطني السلمي الجنوبي في الداخل و الخارج هو الاطار السياسي الشرعي لهذه القضيه و الحامل السياسي لها .
ج) الاتفاق على الحل الواقعي لها وفقاً للشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي ، او الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على قبول هذا الوضع او رفضه تحت اشراف دولي ، لانها لا توجد شرعيه لأية وحده الاَّ بذلك ، و لا توجد شرعيه لفك الارتباط الاَّ بذلك ايضا . حيث ان مجلس الامن الدولي يقول لا وحده بالقوة ولا انفصال بالقوه . و هذا هو طريق الشرعيه لنضال شعب الجنوب .


5 إن كل قضيه سياسيه لها جوانب ثلاثه ، أولها الجانب الفكري الذي يبرهن على وجودها و على شرعية وجودها ، و ثانيها الجانب السياسي الذي يقنع الرأي العام بضرورة حلها ، و ثالثها الجانب الميداني ( العملي ) الذي يفرض حلها . فلا يمكن للجانب السياسي بان يكون مجديا الا بالجانب الفكري ، و لا يمكن للجانب
الميداني ( العملي ) بان يكون مجديا الا بالجانب السياسي . و في ظل المفاهيم الخاطئه التي خلفتها لنا الحركه الوطنيه تجاه الوحده اليمنيه ، فان الجانب الفكري و السياسي للقضيه الجنوبيه سيظل الاهم حتى تحل ، لان فكرة اليمن الواحد و الثوره الواحده و التاريخ الواحد ... الخ ، الخاطئه و الخارجة عن الواقع الموضوعي الملموس التي أبتدعتها الحركه الوطنيه تسقط شرعية قيام الدولتين السابقتين في كل من صنعاء و عدن و تدين اصحابهما و تجعل إتفاقيات الوحده و دستورها عبثا ، و بالتالي تجعل حرب 1994م و نتائجها مشروعه . وهذه مسائل فكريه و سياسيه خطره لابد من دحضها . و في هذا الاتجاه فإنه يمكن القول بإن الحرب في حد ذاتها قد اسقطت مفاهيم الواحديه ، و برهنت على ان مفاهيم الحركه الوطنيه تجاه الوحده اليمنيه كانت خاطئه ، و انه يجب الانقلاب عليها و ادانتها بموجب حكم التاريخ . فلا يمكن فهم القضيه الجنوبيه و فهم حلها على اساس اليمن الواحد ، و إنما على اساس اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه كما كان في الواقع و كما هو مثبّت في المنظمات الدوليه . و بالتالي فان مفاهيم الواحديه التي ابتدعتها الحركه الوطنيه خارج الواقع الموضوعي الملموس لابد من
إسقاطها فكريا و سياسيا حتى تذهب الى مزبلة التاريخ ، لانه يستحيل حل القضيه الجنوبيه في ظل وجودها . فاذا ما هُزمت المفاهيم الواحديه ، فإن صنعاء ستهزم ميدانيا بالضرورة . كما ان على الحراك الوطني السلمي الجنوبي ان يدرك بان السياسه تعني اثبات ظلم الظالم و ليست اثبات فروسية المظلوم كما يعتقد العرب .
هذا و في الختام اود القول بانني لست كاتبا و ليست مواضيعي مقالات سياسيه عابره كما يعتقد البعض ، و انما هي مواضيع فكريه و سياسيه تبرهن على وجود القضيه و على شرعية وجودها و تقنع الرأي العام الداخلي و الخارجي بضرورة حلها و تضعف صنعاء في موقفها من حلها .

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 12:59 AM
تر 0طباعةأرسل
مسدوس والخطاب التعبوي ..قراءة في ثقافة السقوطالأربعاء , 23 يونيو 2010 م
جاء في مقال مسدوس في صحيفة الوسط في عددها الصادر الأسبوع المنصرم، أن ما سماه بكذبة الواحدية قد جعلت الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية شمالية بامتياز. وأن الوحدة هي وحدة بين دولتين بتاريخين وهويتين وطنيتين. وأن الخلاف ليس حول الوحدة، وإنما حول مفهوم الوحدة، وطنية أم سياسية. وأن حل المشكلة على قاعدة السلطة والمعارضة يعني طمس هوية الجنوب. وأن الجنوب ليس ملكاً لأهله وإنما ملك لغيره. وأن من سماهم بعلماء صنعاء يستخدمون الدين لمصلحة الشمال، وعلى حساب الجنوب. وأن حزب الإصلاح لم يعتذر عن فتواه الدينية التي بررت الحرب ضد الجنوب، والتي حولت الجنوب إلى غنيمة واستباحت الأرض والعرض. وأن الحزب الاشتراكي استخدم كمحلل لقهر الجنوب. وأن المعارضة تآمرت مع السلطة على اختيار نجيب قحطان الشعبي كمرشح جنوبي في انتخابات عام 1999م، كي تعطي شيئاً من الشرعية لوضع غير شرعي في الجنوب. وأن المهندس فيصل بن شملان كان مستأجراً من قبل المشترك، وأن في ذلك مؤامرة وخيانة. وأنه لا يوجد جنوبي واحد في أي حزب صانع قرار، فالجنوبيون موظفون في السلطة. ويطالب بإعادة تنظيم الحراك على غرار الحركة الشعبية لجنوب السودان، من حيث أن الحركة لم تراهن على المعارضة، رغم أن جنوب السودان لم يكن دولة. والسؤال المطروح هنا هو: هل بوسع خطاب مسدوس أن يصمد أمام النقد شأنه شأن أي خطاب موضوعي وأصيل؟ للإجابة على هذا السؤال دعونا ننظر في التالي:

إن الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في اليمن ليست لا شمالية ولا جنوبية، وإنما هي منتج آلة الفساد التي يديرها النظام، ومن الطبيعي أن تكون فاسدة ومشوهة، ولا مكان للبعد الجهوي هنا. أما الوحدة فلا خلاف أنها قامت بين دولتين، آلت إلى دولة وطنية واحدة، ولا مكان هنا لاختلاف الهوية ولا لاختلاف التاريخ، فعمر الدولة في الجنوب لم يستمر سوى 23 عاماً، وذلك لا يشكل تاريخاً، ولا يصنع فروقاً البتة، وأبناء المحافظات الجنوبية هم مثلنا يمنيون عرب، فلسنا أنجلوسكسون، وليسوا هنوداً حمر، حتى تبرز مشكلة هوية، فالهوية هي أصلاً واحدة، كانت كذلك قبل الوحدة وستبقى كذلك. أما القول بأن الجنوب ليس ملكاً لأهله فإن اليمن لم تكن يوماً ملكاً لأهلها لا قبل الوحدة ولا اليوم، فقد كانت الجنوب ملكاً لقبائل لحج والضالع، وميداناً لصولات وجولات حروبهم وتصفياتهم الدموية، وكانت الشمال ملكاً للأسرة، وآلت اليوم اليمن برمتها إلى ملك أسرة واحدة. وبالمثل فإن بقية الدول المحيطة بنا ليست ملكاً لأهلها، وإنما ملك لأسر بعينها، وهذه مسألة مرهونة بطبيعة المرحلة التي تعيشها الأمة العربية والشعوب المماثلة لها في التطور الاقتصادي والاجتماعي، وليست خاصية يمنية. ولا أرى أن هناك شيئاً اسمه علماء صنعاء، فرجال الدين ينقسمون بفعل المعيار الديني إلى مذاهب وفرق ونحل، وليس بفعل المعيار الجغرافي، وليسوا جميعاً على موقف واحد من النظام، أما موقفهم من الوحدة فينبع من كون رجال الدين أصحاب أممية دينية تتعدى حدود الوطن وحدود القومية، وليس من العقل في شيء أن نطلب من رجال الدين أو نتوقع منهم أن يكونوا مناطقيين، فهذا يتعارض كل التعارض مع أممية معتقدهم، إذ يطالبون ويدعون إلى وحدة إسلامية شاملة. كما أن حزب الإصلاح لم تصدر عنه فتوى تبرر الحرب حتى يعتذر عنها، والحزب لا يصدر فتاوى من حيث الأساس وإنما تصدر عنه بيانات، والفتوى صدرت عن شخص واحد، وقد أدانها الجميع حين صدورها، في الوقت الذي كان فيه مسدوس يلتزم الصمت المطبق، من الواضح هنا أن مسدوس يختلق وقائع لا وجود لها على الإطلاق، إنه يكذب. أما القول بأن الفتوى حولت الجنوب إلى غنيمة واستباحت الأرض والعرض، فهذا خطاب تحريضي مغرض، فاليمن كلها قد باتت غنيمة لأسرة واحدة وبدون فتاوى، بدليل ما يحدث اليوم لأراضي الحديدة، ولا مكان للعرض هنا ولا معنى لربطه بالأرض، فالصراع هنا صراع مصالح تحركه آلة الفساد، ولا توجد حالات تعدي على الأعراض على أسس مناطقية أو جغرافية. ولا أرى أن الحزب الاشتراكي قد استخدم كمحلل لقهر الجنوب، فالحزب لم يشارك لا في سلطة ولا في أي حكومة بعد الحرب، ولم يبرر للنظام شيئاً على الإطلاق، بل ظل في حالة من الخصومة الدائمة معه إلى اليوم، والتوصيف الصحيح لوضع الحزب أنه من ضمن المقهورين ولم يكن أداة لقهر أحد. كما أن اختيار شخصية المرشح في انتخابات 1999م الرئاسية، تم من جانب مركز النظام الذي كان يبحث عن محلل وعن مطية فوجد ضالته فيمن ذكر مسدوس، ولم يكن هناك دور ولا رأي للمعارضة في هذا الاختيار، وليس هناك ما يستدعي المؤامرة في عملية اختيار تخص طرفاً بعينه، ولو كان لدى مسدوس دليل واحد على وجود مؤامرة كهذه لما تردد في ذكره، ولم يكن المهندس فيصل بن شملان مستأجراً بل كان عامل وحدة، ولو أننا تمكنا من إيصاله إلى سدة الرئاسة لما برزت اليوم مشكلة القروية والمناطقية التي ينظّر لها مسدوس، فلا مؤامرة ولا خيانة في سلوك بن شملان، ولا في سلوك من قرروا ترشيحه، إلا بمقاييس مسدوس الذي يرى في الوحدة الوطنية مؤامرة وخيانة. أما القول بأنه لا يوجد جنوبي صانع قرار فهو قول ناقص، والحق أنه لا يوجد يمني صانع قرار، إذ لا وجود في اليمن برمتها إلا صانع قرار واحد، حتى علي محسن الأحمر لم يعد اليوم صانع قرار، والكل يعرف ذلك. وكيف يمكن إعادة تنظيم الحراك على غرار الحركة الشعبية لجنوب السودان؟ وكيف تذكر مسدوس بأن جنوب السودان لم يكن دولة، ونسي بأن جنوب السودان مختلف عن شماله لغوياً ودينياً وعرقياً؟ ألا يدل هذا على وجود انتقائية مغرضة لدى الرجل؟ لا أريد هنا أن أتحدث عن منهج مسدوس فقد تعرضت لذلك في مقال سابق، وإنما أريد هنا أن أشير إلى الآتي:
1- أن مسدوس في هذا الخطاب وفي شأن كل خطاباته يخلق وقائع لا أساس لها ولا وجود لها على الإطلاق، مثل ادعاء الفتوى المزعومة التي نسبها لحزب الإصلاح، ومثل المؤامرة المزعومة على اختيار شخص المنافس في انتخابات عام 1999م الرئاسية، وهذا أمر معيب ومشين للغاية، فالكلمة أمانة ومسؤولية، واختلاق الوقائع لا يدل البتة على وجود أمانة أو مسؤولية لدى الرجل.
2- تجزئة الواقعة الواحدة والانتقاء منها ما يخدم وجهة نظره وتجاهل ما عدا ذلك، مثل القول بأن جنوب السودان لم يكن دولة، وإغفال حقائق من قبيل أن جنوب السودان لا يتماثل مع شماله لا لغوياً ولا دينياً ولا عرقياً. 3- التعسف في تفسير وتأويل الوقائع بهدف خدمة أهداف محددة سلفاً لدى الكاتب، مثل مقولة علماء صنعاء، التي يصور من خلالها بأن كل من يسكن صنعاء من رجال الدين هم مع السلطة وضد الجنوب، في حين أن الواقع يشير إلى أن رجال الدين مشارب ومذاهب مختلفة، وبعضهم في حالة عداء سافر مع النظام. ومثل تصويره لأبناء المحافظات الشمالية وكأنهم في صف واحد وفي خندق واحد مع النظام، متناساً أن قطاعاً مهماً من أبنا المحافظات الشمالية اليوم يرفعون السلاح في وجه النظام في أكثر من مكان، وينضوون في أحزاب وحركات وتكتلات كلها تعارض النظام.
4- فصل المقدمات عن النتائج فسبب الأزمة في نظر مسدوس هو إلغاء اتفاقيات ودستور دولة الوحدة، فإذا كان هذا السبب فإن المنطق المترتب على هذا السبب يقضي بأن الحل يكمن في إلغاء السبب، أي في العودة إلى اتفاقيات ودستور دولة الوحدة، لكنه لا يلتفت إلى المقدمة التي وضعها بنفسه كسبب، ويقفز إلى نتيجة لا ترتكز على مقدمة كقراري مجلس الأمن اللذَين أتيا على خلفية الحرب، وبفعل أمريكي، وبهدف خلق أوراق للضغط على النظام حينها. أو إلى إجراء استفتاء شعبي في ظروف استثنائية وغير مواتية. والمحصلة من كل ما سبق أننا إزاء خطاب تعبوي، وخطاب شعبوي، خطاب غير موضوعي يفتقر إلى الأمانة والنزاهة والمسؤولية، بدليل أن الرجل لا يتورع في أن يكذب، ولا يجد في ذلك حرجاً على الإطلاق.

بلاغ إلى وزير التربية والتعليم:
عمليات التزوير والتلاعب في النتائج وبيع الشهادات جارية هذه الأيام على قدم وساق، في بعض مدارس جنوب العاصمة، وبالذات التي جرى افتتاحها العام الماضي، لا أريد أن أفصل، ولا أن أسمي الآن، على أمل أن يتحرك الوزير، وتتحرك الجهات الرقابية في الوزارة، لوضع حد لهذا العبث.

عبدالله البلعسي
2011-04-03, 01:00 AM
06-16-2010, 09:49 pm
بقلم : د. محمد حيدره مسدوس

بعد اكتمال ردود الافعال على خطاب الرئيس بالذكرى العشرين للوحده كما يقولون ، و الذكرى العشرين لاسقاطها كما يقول الواقع ، و بعد مؤتمر اللجنه التحضيريه للحوار الوطني الشامل و ما سمعناه عنها ، كان لابد من توضيح التالي:


أولاً : قبل خطاب الرئيس اتصل بي بعض الاخوان عن توقعاتي لما يمكن ان يأتي به الرئيس حول القضيه الجنوبيه . و قلت لهم لا اتوقع ان يأتي بجديد ، لان النظام برمته لا يفهم من الوحده غير اسمها ، و الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فكما قلت سابقا بان اسم والدي رحمه الله موجودا ، و لكنه غير موجود . و طالما و النظام لا يفهم من الوحده غير اسمها ، فان فاقد الشيء لا يعطيه . فدعوة الرئيس للحوار مشروطه بدستور الحرب و قوانينه و مؤسساته ، و في هذه الحاله على ماذا يحاور الجنوبيين ؟؟؟ . فهو ينطق بكلمة الوحده لغويا و يرفضها عمليا . فعندما يصر على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما و يقول بان الوحده بينهما هي وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين ، فانه بذلك ينكر الوحده منطقيا و يرفضها عمليا . حيث ان الوحده لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . كما ان كذبة الواحديه هذه تجعل من المستحيل فهم القضيه و فهم حلها ، ثم ان هذه الكذبه قد جعلت الحياه السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه تكون شماليه بامتياز . فقد اصبح الاقتصاد شماليا و الثقافه شماليه و السلطه شماليه و المعارضه شماليه و الاحزاب شماليه و وسائل الاعلام شماليه ، و حتى مراسلي الاعلام الخارجي شماليين ..... الخ . و هذا ما أدى الى التعتيم الاعلامي الشامل على ما يجري في الجنوب ، باستثناء بعض الصحف الاهليه و منها صحيفة الوسط المحترمه . و في هذه الحاله اين هي الوحده التي يتحدثون عنها ؟؟؟ . فقد ظللنا خمسة عشر سنه نحاول اقناعهم بان الحرب عطلت مسار الوحده ، و انه لا بد من ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و لم يقبلوا ، و اليوم عليهم هم ان يقنعونا بقبول ذلك . و اذكر ان الاخ العزيز يحيى الشامي قد اتصل بي اثناء التحضير للانتخابات النيابيه عام 1997م و قال : الرئيس طلب لقاء مع الاحزب و سأذهب انا و انت ، لان مقبل و جار الله غير موجودان . و قلت له اذهب انت و احمد علي السلامي ، لانني كنت اريد اللقاء يكون شمالياً خالصاً . و عند عودتهما من اللقاء جاءني ، و قال : اعطوا لنا العدد الذي طلبناه في اللجان . فقلت له : عندما كنتم تناقشون هل فكرتم من اين انتم ؟؟؟ . فقال : من كل الاحزاب . فقلت : اقصد جغرافيا . فغضب و قال : انت لا تعرف شيئا عن الحركه الوطنيه . فقلت له : سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم . فغضب اكثر و غادر منزلي ، مع انه من افضل اصدقائي في الحزب حتى الان . فلم يخطر في بالي بان اي انسان لديه ذره من العقل في السلطه او المعارضه ان يذهب الى الانتخابات بدون المصالحه مع الجنوبيين ، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان يقود الدوله في الجنوب و كان طرفا في الازمه و الحرب . فقد صدمت اكثر من صدمة الحرب و تأسفت على ما قدمه الجنوب للحركه الوطنيه في الشمال و بالذات حزب الوحده الشعبيه (حوشي) و الجبهه الوطنيه . فقد اكتشفت باننا خُدعنا منذ استقلال الجنوب ، لانهم ظلوا لمدة 30 عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء و اصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب ، رغم انهم ظلوا معززين مكرمين في الجنوب و كانوا يعيشون في بحبوحه كما قال الاخ الرئيس علي ناصر محمد ، بينما المعارضه الجنوبيه الهاربه في الشمال لم يسمح لها حتى بنصب خيمه للسكن .

ثانياً : ان خطاب الرئيس الذي نحن بصدده هو اصلا موجه للخارج اكثر منه للداخل ، و هو محاوله مكشوفه للهروب من القضيه الجنوبيه و محاوله لدفنها . فبحكم ان النظام يعتقد بانه ذكي و غير غبي ، فانه يريد ان يقول للعالم بانه ادى ما عليه و رمى الكره في ملعب غيره . و بالتالي يكون ذلك مبررا امام العالم لقمع الاحتجاجات السلميه في الجنوب ، مع العلم بان الاجهزه الامنيه و العسكريه الشماليه مشبعه بالحقد ضد الجنوب . و لهذا و حتى نكشف حقيقة النظام و نسقط مبررات القمع الامني في الجنوب ، فاننا نطلب من الاشقاء العرب و في المقدمه دول الخليج بان يقنعوا النظام بالوحده فعلا لا قولا ، بحيث يسلم بانها وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده ، و ان يسلم بان اليمن ككل كانا يمنين ، هما : اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و انهما كانا بدولتين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه الى يوم اعلان الوحده ، و ان يسلم كذلك بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم ، و ان يجلس للحوار مع الجنوبيين على هذا الاساس . فاذا ما نجحوا في ذلك فانهم يكونوا قد حلوا القضيه و اوجدوا الاستقرار في اليمن ، و اذا ما فشلوا ، فاننا نطلب منهم ادانة النظام و تأييد مطالبنا . و اذكر بانني قد تناولت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجيه العماني الاخ يوسف العلوي عندما هُزمنا في الحرب و خرجنا الى سلطنة عُمان ، و استقبلني و كل من الاخوه : عبدالعزيز الدالي ، و محمد سعيد عبدالله ( محسن ) و صالح عبدالله مثنى ، و سالم جبران ، و مصطفى العطاس ، و محمد سالم كده ، و قلت له : لسنا مختلفين حول الوحده من حيث المبدأ ، و انما مختلفين على مفهومها . فهم يرونها وحده وطنيه و كأنها بين أطراف من دوله واحده ، اي عودة الفرع الى الاصل كما جاء في رسالة علماء دين صنعاء اثناء اعلان الوحده و كما تأكده الممارسه العمليه ، و نحن نراها وحده سياسيه بين دولتين كما جاء في اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب ، و الان و بعد كل ما جرى و بعد معرفة نواياهم ليس هناك من حل غير الحل الفيدرالي . و قال الاخ يوسف : هذا الذي سيكون و لكن ليس وقته ، فقد كان امام علي عبدالله صالح عقبتان ، و اجتاز الاولى و باقي الثانيه ، و نحن واثقون من قدرته على اجتيازها . هكذا قال الوزير العماني .

ثالثاً : ان الجديد بالنسبه للرئيس تجاه الداخل هو فقط في موافقته على اتفاق فبراير 2009م مع اللقاء المشترك و الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات خوفا من فشلها في الجنوب . و هذا الاتفاق يتضمن احتواء الحراك الوطني السلمي الجنوبي من قبل اللقاء المشترك و الوصول الى حوار يكون طرفاه السلطه و المعارضه و ليس الشمال و الجنوب . و مثل هذا الحوار الذي ظهر بأسم مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو دفن أبدي للقضيه الجنوبيه ، لان أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب ، هو طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . كما ان مثل ذلك يعتبر تنازلا عن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . ثم ان مثل ذلك ايضا يعفي النظام و حزب الاصلاح من مسئولية الحرب و نتائجها و من مسئولية الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أدت الى اسقاط الوحده بالحرب . و فوق ذلك مازال علماء دين صنعاء يستخدمون الدين لصالح الشمال على حساب الجنوب و أصبحوا الان يفتون بان الوحده فريضه . حيث تناسوا تعدد الدول الاسلاميه و تعدد الدول العربيه ، و تناسوا تأييدهم لترسيم الحدود فيما بينها و آخرها حدود اليمن مع السعوديه .

رابعا: ان ما يجري في الجنوب منذ حرب 1994م يشكل انقراضا لشعب كان دوله ذات سياده ، و عملية الانقراض هذه مارستها السلطه و علماء دين صنعاء و احزاب اللقاء المشترك خلال السنوات الماضيه كلا بطريقته . و قد سبق و ان قلنا في حينه بان تشكيل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا ، و اللقاء المشترك لاحقا دون ان يعتذر حزب الاصلاح لشعب الجنوب على الحرب التي خاضها ضده ، و دون ان يلغي فتواه الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و مازالت باقيه ، هو لشرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه . فلو لم توجد القضيه الجنوبيه لما وجدت مثل هذه التكتلات بكل تأكيد . و اذا ما حلّت القضيه الجنوبيه او دفنت لا سمح الله ، فان هذه التكتلات لن تبقى قائمه الاّ بتحويل الاسلاميين الى علمانيين او العكس ، و هذا دليل كافي على ذلك . و كما سبق ايضا و ان قلنا بان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، هي لتطبيع الوضع السياسي في الجنوب و شرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه ايضا . و قلنا كذلك بانه لا يجوز استخدام الحزبيه في القضايا الوطنيه ، لان الحزبيه تتعارض موضوعيا مع الوطنيه بالضروره .

خامساً : ان هذه التكتلات السياسيه التي ظهرت بعد حرب 1994م قد وجدت بوجود الحزب الاشتراكي فيها كمحلل لقهر الجنوب ، و لولا وجود الحزب الاشتراكي فيها لما وجدت مثل هذه التكتلات . فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م حاول الرئيس علي عبدالله صالح ، عبر احمد حيدره سعيد و احمد عوض المحروق و لاحقا بن عرب ، إقناع (( مقبل )) بترشيح نفسه كمنافس للرئيس بأسم الحزب أو حتى بأسم المعارضه ، و لكنه رفض . و من جانب مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه في ذلك الوقت اجمع على ترشيح ياسين سعيد نعمان كمنافس للرئيس و هو مازال باقيا في دولة الامارات ، و لكنه ايضا رفض . و بعد ذلك استطاع جار الله عمر اقناع مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه بترشيح (( مقبل )) و هو في لندن للعلاج و طلب منه قطع العلاج و العوده فورا لتقديم طلب الترشيح قبل اغلاق باب الترشيح ، و هذا ما جعل الرئيس يشك في عودة مقبل و في قبوله للترشيح بعد ان كان رافضا ، و وجه مجلس النواب باسقاطه و انجاح نجيب قحطان الشعبي كمنافس للرئيس و هو من حزب الرئيس ، مما يدل على ان السلطه و المعارضه معا كانا يبحثان عن منافس جنوبي يعطي شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م أستأجر اللقاء المشترك الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله كمنافس للرئيس من خارج اللقاء المشترك لنفس الهدف . و هذا ما أكده بن شملان نفسه في حملته الانتخابيه و في الصحف . ففي مقابله له مع صحيفة النداء بتاريخ 18/1/2010م العدد (( 220 )) مثلا ، قال : ان ما كان يزعجني اثناء الحمله الانتخابيه هو حديث الرئيس عن الوحده ، لانه يوحي و كأنها لاتزال محل شك ، و هذا شيء مؤلم رغم مرور هذا الوقت على قيام دولة الوحده ، و قال ايضا و هو مرشح اللقاء المشترك و يمثل سياسته : ان حديث الرئيس عن الوحده بدى و كأنه يشكك في وجودها ، و قال كذلك : انا دخلت الانتخابات من اجل التأكيد على ان الوحده اليمنيه يجب الاّ تكون موضع نقاش . و في الاخير قال : انا أديت مهمه . هكذا قال بن شملان . و لكونه قال هذا الكلام فقد خلق اللقاء المشترك له هاله اعلاميه حتى اليوم . و بالتالي ماذا نسمي هذا العمل بالنسبه للقاء المشترك ، و ماذا نسميه بالنسبه لبن شملان رحمه الله ؟؟؟ . أفلم يكن الاول مؤامره و الثاني خيانه ؟؟؟ .

سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ . فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .

سابعاً : ان اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني التي أختتمت مؤتمرها في الاسبوع الماضي قد حاولت ان تقول كلمة حق تجاه القضيه الجنوبيه ، و نحن نرحب بذلك و نشكرهم عليه . كما اننا نبارك انضمام الحركه الحوثيه و أنضمام مجلس التضامن و حركة التغيير الى مسيرة الحوار الوطني التي يقودها الشيخ حميد الاحمر ، و نأمل بان يكون هذا الاصطفاف الشمالي للمعارضه عاملا مساعدا لأجبار النظام على الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كقضية شعب كان دوله ذات سياده ، و ذلك باتجاه الحوار مع الجنوبيين من اجل حلها على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و أقول لكل المنحدرين من الشمال و الجنوب في الداخل و الخارج بأنه لن يكون الا هذا الكلام شاءوا أم أبوا رغم ظروفي الصحيه و الماديه التي لا تسمح لي كثيرا بالحركه . فلا يمكن ان يكون غير ذلك الا في حاله واحده ، و هي أنهيار الدوله و صوملة اليمن فقط و لا غير و بالضروره .

ثامناً : انني في الختام أقول لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بان القضيه الجنوبيه قد اصبحت حاضره بقوه في الميدان ، و لكنها ليست كذلك في الفكر و السياسه و الاعلام . و هذه المجالات الثلاثه لابد من التركيز عليها في الايام القادمه حتى تواكب ما يجري في الميدان . و لابد من تطوير الحراك الوطني السلمي الجنوبي و تحويله الى حركه سياسيه تكون من حيث التنظيم مثل الحركه الشعبيه في جنوب السودان . فلم تكن الحركه الشعبيه في جنوب السودان تابعه للمعارضه في الشمال و لم تراهن عليها في حل قضية الجنوب ، لان المراهنه عليها تجعل القضيه تكون قضية سلطه و معارضه بدلا عن قضية شمال و جنوب ، و تجعل حاميها حراميها ، رغم ان جنوب السوان لم يكن دوله قط و لم يدخل في وحده سياسيه مع الشمال كما حصل عندنا . ناهيك عن الاختلاف الجذري بين آليّة حل أزمات السلطه و آليّة حل أزمات الوحده . فآليّة حل أزمات السلطه هي في صناديق الاقتراع و ليس غيرها ، و آليّة حل أزمات الوحده هي في الحوار بين طرفيها و ليس غيره بالضروره أيضاً . و بالتالي على الذين يعتقدون بأن الازمه في اليمن هي أزمة السلطه بأن يعيدوا حساباتهم على هذا الاساس .

صقر المشألي
2011-04-03, 01:06 AM
توضيح سادس للحراك )
حوارات (العربية)
أرادت معرفة نوايا السلطة والحراك والحوثيين والمعارضة
الأربعاء , 6أكتوبر 2010 م

بقلم/ د. محمد حيدرة مسدوس

إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها .


هذا التوضيح لقواعد الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و هو حول محاولة السلطة واللقاء المشترك تضليل وعي الناس و ايهامهم بان الحوار الوطني الشامل هو الآلية المناسبة لحل القضية الجنوبية، وأهم هذا التضليل ما شاهدناه في برنامج حوارات يمنية على قناة العربية. و حسب اعتقادي بأن القناة كانت تريد معرفة نوايا السلطة من خلال المتحدث الأول ، و نوايا الحراك الجنوبي من خلال المتحدث الثاني ، ونوايا الحوثيين من خلال المتحدث الثالث ، و نوايا المعارضة من خلال المتحدث الرابع باعتبار ان حزب الإصلاح هو الذي يقود المعارضة. و ما يهمنا هنا هو المتحدث الأول والثاني ، لأن المتحدث الثالث كان همه الحوثيين ، و المتحدث الرابع اعتبر الانتخابات غاية وما عداها وسيلة. فإذا ما انطلقنا مما قاله المتحدث الأول والثاني فانه يمكن توضيح التالي :
أولا: يقول المتحدث الأول أن المشكلة الاقتصادية هي جذر الأزمة بما فيها أزمة الحوثيين التي هي في طريقها إلى النهاية الكاملة (يقصد عبر وساطة قطر)، وأن مسألة الحراك الجنوبي مرهونة بالحوار القادم ، و انه متأكد 100% أن المتحاورين سيرفضون مطلب علي سالم البيض بفك الارتباط ......الخ . هكذا قال المتحدث الاول . فماذا يعني ذلك ؟؟؟ . ألم يعني أن الحوار لدفن القضية الجنوبية طالما و مشكلة الحوثيين في طريقها إلى الحل عبر الوساطة القطرية، و طالما و جذر الأزمة اقتصادي وليس سياسي ، و طالما و هو متأكد أن المتحاورين سيرفضون المطالب الجنوبية لأنهم شماليون ؟؟؟ .
ثانيا: يقول المتحدث الثاني ان هناك ثقافتين تتنافسان في الوقت الحاضر ، ثقافة الحوار و السلم و ثقافة العنف ، و ان الحديث عن تجزئة القوى السياسية بين شمالي و جنوبي عمل مرفوض و عمل مأزوم هدفه تقديم رسالة إلى السلطة بان تعالوا تحاوروا معنا نحن ، و ان الحوار على قاعدة شمال و جنوب مرفوض .... الخ . هكذا قال المتحدث الثاني . فماذا يعني ذلك ؟؟؟ . ألم يعن من حيث المضمون انه يصب في خانة المتحدث الأول ، لأنه ابتدع جذراً للازمة من عنده و حدده بثقافة العنف بدلا عن جذرها السياسي المحدد موضوعيا بإسقاط الوحدة بالحرب و تحويلها إلى احتلال استيطاني أسوأ من الاحتلال البريطاني ؟؟؟ . و ألم تكن ثقافة العنف من حيث المبدأ موجودة بدرجات متفاوتة في كل بلدان العالم، و إلاَّ لما وجدت الجريمة والمحاكم و السجون ؟؟؟ . و ألم يكن رفضه لفرز القوى السياسية و رفضه للحوار على قاعدة الشمال و الجنوب رفضا للقضية الجنوبية ، خاصة و انه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا حلها حلاً شرعياً بدون قيادة سياسية جنوبية لها ؟؟؟ . و ألم يكن الإصرار على وحدة القوى السياسية في ظل انقسام الواقع بين شمال و جنوب هو من الثقافة الارادوية التي لا علاقة لها بالعلمية و التي عفا عنها الزمن ؟؟؟ . و أود هنا أن أقول بأنه ليس لدينا مانع من ان يكون هو ذاته الممثل للجنوب اذا ما قام الحوار على قاعدة الشمال و الجنوب ، لأن الأهم هو تمثيل الجنوب و ليس الأهم من يمثله .
ثالثا: انه ليس هناك من حل شرعي للقضية الجنوبية إطلاقاً إلا بالحوار بين طرفيها اللذين هما الشمال و الجنوب . و تبعا لذلك ليس هناك مفر من الحوار على هذه القاعدة وفقا للشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، أو وفقاً للشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره مهما طال الزمن . و لكنني أتمنى ألاَّ يطول هذا الزمن و ان يجلس الرئيس علي عبدالله صالح للحوار مع الرؤساء الجنوبيين الثلاثة لحل القضية، و الذين تُرفع صورهم في عموم فعاليات الحراك من باب المندب غربا الى سلطنة عمان شرقا . و اقول للذين يقولون أن الحراك بلا قيادة ان يقولوا لنا ما معنى ذلك ؟؟؟ ، و عليهم ان يدركوا بان تجزئة القوى السياسية و فرزها إلى شمال و جنوب قد بدأ من يوم 7 يوليو 1994م ، و انه لا يوجد اليوم اي سياسي جنوبي ضد القضية الجنوبية ولا يوجد أي سياسي شمالي معها ، و بالتالي ماذا يعني ذلك ؟؟؟ .
رابعا : إن القضية الجنوبية كما قلنا سابقا هي قضية وطنية تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعية من السلاطين الى المساكين و ليست قضية حزبية تخص الأحزاب . و لو كان الرئيس علي سالم البيض و الرئيس علي ناصر محمد و الرئيس حيدر ابو بكر العطاس ما زالوا في الحزب الاشتراكي لما رفعت صورهم في المسيرات و المظاهرات بكل تأكيد ، لأن القضية الجنوبية قضية وطنية ما فوق الحزبية و هي التي حتّمت ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي خارج الأحزاب . فلو كان الحراك تابعاً للأحزاب لكانت قد مزقته الأحزاب على عددها بالضرورة . صحيح أن هناك عناصر في الحراك منحدرة من الأحزاب، و لكنها منخرطة في الحراك بصفتها الجنوبية و ليست بصفتها الحزبية . حيث أن الوظيفة السياسية للأحزاب هي ما بعد الوطنية و ليست ما قبلها ، و هي وظيفة طبقيه و ليست وظيفة وطنية بالضرورة أيضاً ، و على من يسعى من الجنوبيين إلى جر الحراك إلى الأحزاب أن يدرك بأنه يجر الحراك إلى التمزيق والضياع، وأنه بذلك يشارك في دفن القضية الجنوبية دون إدراك.
خامساً: إن قيادات الأحزاب القائمة حاليا لا تقرأ الواقع بشكل صحيح ، و لو كانت تقرأ الواقع بشكل صحيح لما وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه . فعلى سبيل المثال بعد حرب 1994م مباشرة عندما كان الحزب الاشتراكي مازال قائدا للجنوب رفضت قيادته و معها قيادات الأحزاب الأخرى في السلطة والمعارضة أن يبقى الحزب ممثلا للجنوب . و هذا ما أدخله في علاقة نفي النفي الموضوعية مع القضية الجنوبية . والآن و بعد أن أصبح وجود الحزب نافيا للقضية الجنوبية، و وجودها نافيا له ، سارعت كل هذه القيادات للعمل على إعادة الحزب من جديد كممثل للجنوب خلافا للواقع الموضوعي الملموس الذي أصبح يرفض الحزب في الجنوب أكثر من غيره . و في تقديري انه يستحيل بعد الآن أن ينسجم الحزب الاشتراكي مع القضية الجنوبية و يخرج من علاقة نفي النفي معها إلاَّ بعودته إلى حزبين كما كان قبل إعلان الوحدة . و إذا ما حصل ذلك فانه من البديهي بأن يكون حزب الوحدة الشعبية هو الأقرب إلى الحزب الاشتراكي و ستظل العلاقة بينهما علاقة عضويه و رفاقية ومنسجمة أفضل من الآن .
سادسا: ان كل مشكلات اليمن هي مشكلات ذاتية يتوقف وجودها على وجود حامليها باستثناء القضية الجنوبية التي هي قضية موضوعية يتوقف وجودها على حلها و ليس على وجود حامليها . فعلى سبيل المثال لو غاب الحوثيون غابت مشكلتهم ، و لو غاب تنظيم القاعدة في اليمن غابت مشكلته ، و لو غاب اللقاء المشترك غابت قضيته ، لأنها كلها مشكلات ذاتيه أوجدها حاملوها و ليست هي التي أوجدت حامليها و مرتبط وجودها بوجود حامليها . أما القضية الجنوبية فهي قضية موضوعية وُجدت قبل وجود حامليها و هي التي أوجدت حامليها و مرتبط وجودها بحلها و ليس بوجود حامليها . فلو غاب الحراك الوطني السلمي الجنوبي و غاب كل السياسيين الجنوبيين ، فان القضية الجنوبية ستظل قائمه بقوة الواقع . و لو كانت القضية الجنوبية قضية ذاتية تتعلق بالافراد لكانت قد حُلت عبر المليارات التي صرفها النظام على الجنوبيين في شراء الذمم و في السيارات و الهبات و غيرها ، ناهيك عما صرفه النظام للموظفين معه في السلطة.
سابعا : إننا هنا نود القول بأننا لسنا ضد الوحدة من حيث المبدأ ، وإنما نحن ضد الاحتلال الذي جاءت به الحرب. و نحن ندعو السلطة للحوار حول الوضع القائم ما إذا كان هو وحدة أم انه احتلال ؟؟؟ . و نطلب ممن يخالفنا المسلمات التالية أن يدحضها أو يأتي بغيرها ، و أولاها : أن أية وحدة سياسية بين دولتين هي وحدة السيادة الوطنية وليست حكم طرف على الطرف الآخر و نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و طمس تاريخه السياسي و هويته لصالح غيره .
و ثانيها : ان ما هو قائم حاليا في الجنوب ليس وحدة و إنما هو احتلال ، لأنه قائم على نتائج الحرب و ليس على اتفاقيات الوحدة و دستورها . و ثالثها : بأنها لا توجد شرعية لأي حل مهما كان صائبا الا باستفتاء شعب الجنوب على هذا الحل ، سواءً كان هذا الحل هو فك الارتباط او الجنوب العربي او الفيدرالية أو الحكم المحلي او غيره ، لأنه لا يوجد و لن يوجد أي حل مشروع إلا برضى الشعب صاحب الشأن . و لذلك فانه لا يجوز -من حيث المبدأ- القبول بأي حل ما لم يكن مربوطا باستفتاء شعب الجنوب على هذا الحل ، و لا يجوز -من حيث المبدأ أيضاً- رفض أي حل إذا ما رُبط باستفتاء شعب الجنوب عليه حتى و لو كان الوضع القائم ذاته . و رابعها : ان الجنوب ملك لأهله و ليس ملكا لغيرهم ، و انه ليس هناك من حل إلا بذلك . و خامسها : ان الجنوبيين ليسوا ملزمين بدستور الحرب و قوانينه ، و ليسوا ملزمين بما ترتب على الحرب بما في ذلك العملة النقدية الشمالية التي حلت محل عملة الوحدة التي هي الدرهم المتفق عليها في اتفاقية إعلان الوحدة. و بالتالي أين هي الوحدة لمن يدعونها ؟؟؟ .
توقيع استبرق

صقر المشألي
2011-04-03, 01:08 AM
أريد تشير بان الرسالة جاءت في ضروف في غاية الصعوبه و كان الكل ساكت و للعلم اذا نشرت في الصحف اليمنية في عام 1995 لكانت عليها حملة كبيرة من قبل الوحدويين و لكن اليوم ستكون مقبولة لديهم في ظل الحراك السلمي الجنوبي...هذه الرسالة انا انشرها كرد فعل على اللقاء الذي جمع الزنداني و صادق الاحمر و الاخيرين اليوم يطالبون بما طالبهم به مسدوس قبل 14 عام..أتمنى نشرها للاطلاع في كل المنتديات لنعطي الرجل حقه في ما قدمه في ظروف صعبة رغم معارضته على نشرها لانه يعتبرها وثقيه انتهت صلاحيتها و لكن التاريخ مسئولية وطنية على كل جنوبي لنسجلها له لتاريخ و نترك اليمنيين الذين اليوم يتباكون على الوحدة يشاهدون مناشدات الجنوبيين لهم قبل 14 سنه وها هو مدسوس مثال للعقل و الحكمة..لكم تحياتي واليكم نصها:
في رسالة من القيادي الجنوبي د. محمد حيدرة مسدوس الى حاكم صنعاء بعثها بداية 1995 عند عودتة الى صنعاء((سربت بقصد من مطبخ الرئيس و نشرت في جريدة بريد الجنوب السنة الثانية العدد رقم 85 الاثنين الاول شعبان 1417 هجرية))
عنوانها:الحرب ألغت الوحدة السياسية بين سكان شطري اليمن وأدت الى احتلال, للشمال للجنوب بالقوة والغت الوحدة الطوعية بين البلدين
تكشف الوثيقة الهامة التي ننشرها هنا بنصها الكامل(( لابد أن ندرك جيدا تاريخ إرسالها و ماهو اليوم حاصل على الواقع)).الوثيقة تكشف عن جملة من الأخطار التي خلفتها الوحدة على سكان الجنوب بسبب السيطرة الشمالية بقوة الحرب على المقدرات السياسية والأقتصادية وضم دولة الجنوب وإلغاء تاريخها و ابعاد أبنائها . وتطرح الوثيقة جملة هامة من العناوين حول اختلاف نظرة و تصورالجنوبيين للوحدة عن تصور الشماليين لها. و اول قضية هامة وأساسية في هذا الميدان أن الوحدة حصلت بين شطرين (بلدين معترف بهما في العالم) ولم تحصل بين حزبين(الاشتراكي والمؤتمر) وبالتالي فانه يترتب على ذلك منظومة من الضوابط المختلفة كليا عن تلك التي سادت بعد نهاية المرحلة الانتقالية في ابريل 1993 , واستمرات بعد الحرب.ذلك أن الهدف الأساسي من المرحلة الانتقالية لم يتحقق و هو دمج الدولتين و بدلا من البحث في الاسباب فان الشماليين لجئوا الى خيار الحرب و القوة المسلحة لفرض تصورهم للوحدة وبالتالي كان ضم الجنوب.. هذه الوثيقة-الرسالة موجهة من شخصية جنوبية بارزة و كانت في بداية 1995 عند عودتة لصنعاء و هم في احلى اعراسهم بالنصر, انه القيادي البارز في الجنوب و نائب رئيس الوزراء لدولة الوحدة د.مسدوس, وهنا يكشف في رسالتة التي بعثها لرئيس صالح عند عودتة مباشرة من داخل صنعاء , بعد سلسلة من المشاورات و القاءاتة مع رسل العقيد صالح قبل العودة و الضمانات التي طرحت و جرى التخلي عنها و فيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيمالفريق علي عبدالله صالح المحترم
رئيس الجمهورية تحية وبعد
اكتب اليكم هذه الرسالة وأوجزها على النحو التالي:
1- بعد كل ماحصل كنت اعتقد بأن في حكمة يمانية يمكن أن تحصل و تحافظ على الوحدة السياسية بين الشطرين و تحول دون تحويلها الى وحدة ضم و إلحاق كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. وبسبب هذا الاعتقاد دفعت الى عودة جميع العسكريين من سلطنة عمان وأرسلت عدة نقاط مع العقيد سالم علي قطن كانت في تقديري تشكل الأساس للخروج من الأزمة و إخراج الوحدة اليمنية الى بر الأمان الدائم و قد عرفت من العقيد سالم علي قطن بعد عودته إلى صنعاء و من د.علي حسن الأحمدي عبر الهاتف بأن تلك النقاط مقبولة و على أساس ذلك أعددت وثيقة وأحضرتها عند عودتي كانت في تقديري تشكل المخرج من الأزمة و أخراج الوحدة اليمنية إلى بر الأمان و لكني للأسف بعد عودتي قد وجدت عكس هذه الحكمة عند الجميع فنحن لدينا قضية و طنية و ليست قضية ذاتية ولو كانت المسألة ذاتية لكنت قد بقيت في صنعاء أثناء الأزمة والحرب وأنا في أعلى منصب حكومي بين الجنوبيين المتواجدين في صنعاء و من المقربين من رئيس الدولة(منكم)وكذلك كنت اعرف جيدا بأن موازين القوى العسكرية لصالح صنعاء بالكامل اذا ما اتجهت الأزمة نحو الحرب وكنت ادرك بأن الحرب هي تدمير للوحدة السياسية بين سكان الشطرين و هذا ما كنت اعمل من أجل تجنبه .أما النقاط المرسلة مع العقيد سالم علي قطن فقد كان اهمها التالي:أ- إلى أي مدى يمكن تأمين مستقبل سكان الشطرين دستوريا في الوحدة كحل موضوعي للأزمة؟
ب-إلى أي مدى يمكن للرئيس ان يدرك خطورة نتائج الحرب على الوحدة السياسية بين الشطرين؟
2-إن من يدعي السياسة لابد وأن تكون لدية قضية وهذه القضية ليست القضية الذاتية وإنما هي قضية الناس الذين يمثل مصالحهم المادية و المعنوية أسوة باخوانهم الأخرين في الوطن. أما اذا كان الامر على خلاف ذلك فانه لايجوز لأحد ان يدعي السياسة لأن ذلك كذب على الناس و خداع للنفس.فكم تكون السياسة قذرة عندما تعتمد المغالطة الوطنية او عندما تكون من دون قضية حيث أن بعض المسؤولين في السلطة لازالوا متأثرين بكتاب(الأمير) الذي كان يعتمد المغالطة الوطنية في القرون الوسطى ولا يدركون بأننا اليوم على أبواب القرن الواحد والعشرين الذي تغيرت فية وظيفة السياسة من القدرة على إخفاء الحقيقة الى القدرة على كشفها و تقديمها للناس,حيث أخذت السياسة اليوم طابعا علميا بدلا عن طابعها الذاتي القديم القائم على المكر و الخديعة, وأصبحت تسير بشكل حتمي نحو الحقيقة.ولذلك فأننا نتمنى للسلطة ان تدرك مسبقا نتائج ماتفعلة حيث أن الناس يقعون في الخطأ ليس لأنهم يريدون أن يكونوا خاطئين وإنما فقط لأنهم لم يدركون مسبقا نتائج أفعالهم.
3-إنه اذا كانت الوحدة الايطالية و الوحدة الألمانية والوحدة الأمريكية قد تمت بالقوة فان هذه الوحدات قد كانت استجابة لتطور الإنتاج الوطني و ضرورة موضوعية لوحدة السوق الوطنية من أجل استيعاب فائض الانتاج الوطني ,ثم ان هذه الوحدات وغيرها من الوحدات التي تمت بالقوة العسكرية قد تمت في عصر القوة العسكرية و نظام الدكتاتوريات , وليس في عصر القوة الاقتصادية و نظام الديمقراطيات وحقوق الإنسان , حيث ان عصر القوة العسكرية قد كان ما قبل ظهور أي مرجعية دولية تحتكم اليها الشعوب غير القوة . فقد كان ذلك العصر ماقبل ظهور الأمم المتحدة و ما قبل تشابك العالم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا الى درجة العضوية . هو عصر جديد ينفي عصر القوة العسكرية و بديل له بالضرورة , وبالتالي لايمكن تركيب زمن العصور الوسطى على العصر الجديد.
4-إن جميع الوحدات التي تمت بالقوة المشار اليها اعلاه بما فيها ,انظمام ألمانيا الشرقية الى الغربية الأخير لم تقم عبر حوار وحدوي كما حصل في اليمن , ولم تقم عبر دستور جديد وتسمية جديدة لدولة الوحدة وعلم جديد ونشيد وطني جديد وعملة جديدة , وعبر اتفاق على دمج دولتين في دولة واحدة كما حصل في اليمن قبل الأزمة و الحرب , ومع كل ذلك فان هذه الوحدات المشار إليها أعلاه قد أصبحت قائمة على آلية الفدرالية, حيث عرف التاريخ نوعين من آلية الدولة , هما الآلية المركزية و الآلية الفدرالية.
5-إن مفهوم الوحدة اليمنية لايعني وحدة الأرض الجغرافية, لأن مثل هذه الوحدة الجغرافية موجود منذ أن خلقها الله و ستبقى الى ماشاء الله, وإنما يعني الوحدة السياسية بين السكان المالكين لهذه الأرض . والوحدة السياسية للسكان المالكين لهذه الارض مرهون بوحدة وتوازن مصالحهم المادية والمعنوية, فأن الحرب الأخيرة قد دمرت وألغت مثل هذه المصالح , وبالتالي فانها بذلك ألغت الوحدة السياسية بين سكان الشطرين , ولهذا فانه لابد من الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على معالجتها في اطار الوحدة اليمنية وليس من خلال الضم والالحاق.
6- إن يوم 22 مايو 1990 هو يوم تدشين قيام الوحدة و ليس يوم قيامها ,حيث أن قيام الوحدة من الناحية العملية هو وظيفة الفترة الانتقالية و مبرر وجودها و وقد سميت بالفترة الانتقالية لأنها تعني الانتقال من دولتي الشطرين الى دولة الوحدة وكان يفترض أ يكون يوم نهاية الفترة الانتقالية هو يوم استكمال قيام الوحدة, ولكن ذلك لم يحصل للأسف فقد ظل الجيش جيشين و الامن أمنين و الشرطة شرطتين و كل وزارة وزارتين و القضاء قضاء ين والمناهج الدراسية منهجين و العملة عملتين و الاقتصاد اقتصاديين و الإدارة إدارتين....الخ وظلت كافة أجهزة و مؤسسات الدولتين وكافة المنظمات الجماهيرية والاجتماعية وغيرها مشطره ولكون كل شي خلال الفترةالانتقالية لم يتوحد غيرالعلم والنشيد والتمثيل الخارجي الذي أعلن يوم تدشين قيام الوحدة فانة قد كان على الجميع أن يطالب بتوحيد أجهزة و مؤسسات الدولتين قبل المطالبة بالانتخابات ولكن ذلك لم يحصل للأسف ايضا,فهذه هي الحقيقة بعينها , ومن يخالفني هذه الحقيقة علية يقول لماذا جاءت الفترة الانتقالية وما هي وظيفتها و ماذا تم فيها؟ فالوحدة من الناحية القانونية يمكن اعتبارها قامت, ولكنها من الناحية العملية لم تقم بعد.
7-إن ادخال الشعب في الانتخابات في ظل و جود دولتين بلباس دولة واحدة و في المقدمة وجود جيش دولة الشمال و جيش دولة الجنوب قد كان خاليا من العقل و خاليا من المسؤولية الوطنية بالنسبة لاصحاب السلطة و بالنسبة لاصحاب المعارضة و مع ان النتيجة في الانتخابات جاءت شطرية رغم وجود المسؤولين في المحافظات الجنوبية من المحافظات الشمالية, الا أن هذه النتيجة لم تلفت انتباه أي من القوى السياسية لكون غاية الجميع في السلطة هي السلطة وليس غيرها.
8-إن هذه الغاية زائد إصرار الحزب الاشتراكي على تحزيب الوحدة السياسية بين الشطرين ممثلين بدولتين , زائد المؤتمرات القبلية و الاحداث الامنية التي حدثت أثناء الفترة الانتقالية وغيرها , قد شكلت جميعها العوامل الذاتية الى جانب العوامل الموضوعية لاجهاض اندماج الدولتين في دولة الوحدة خلال الفترة الانتقالية .
9-إنه بسبب تعثر اندماج الدولتين في دولة واحدة خلال الفترة الانتقالية وأدت الى كارثة الحرب و إعلان الانفصال , ولكونه لم يتم توحيد الدولتين في دولة واحدة فقد ظلت أجهزة و مؤسسات الدولتين قائمة حتى جاءت الحرب وأدت الى حل أجهزة ومؤسسات دولة الجنوب السابقة بالقوة وتحويل الوحدة السياسية بين الشطرين الى ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب.
10-لكون الحزب الاشتراكي قد أعطى الوحدة طابعا حزبيا و قد حزب الأزمة أيضا فانه جعل عامة الناس و بعض القوى السياسية في الداخل والخارج تعتقد أن الأزمة ليس أزمة الوحدة ولذلك فقد كانت دوافع الحرب مختلفة ,فالبعض قد خاضها ضد الحزب الاشتراكي و قياداته لتصفية حسابات سابقة و البعض قد خاضها من أجل السيطرة على الجنوب ولكنة اتضح للجميع ألان بأن الأزمة أزمة الوحدة وأن الحرب قد أدت الى ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب و هذه هي مشكلة السلطة مع الواقع و مع العالم بالتأكيد.
11-إن جميع القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري لا تنظر ولا ترى المشكلة مع الواقع و مع العالم هي مشكلة ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب بدلا عن الوحدة السياسية بينهما , وإنما فقط تنظر الى السلطة و الديمقراطية على حد قولها , وهي لا تدرك بأن بنا سلطة الدولة مرهون بالوحدة السياسية بين الشطرين وبأن الديمقراطية السياسية التي تطالب بها مرهونة ببناء سلطة دولة الوحدة , وتحويل المجتمع اليمني الى المدنية حتى لاتكون هذه الديمقراطية التي تطالب بها مثل ديمقراطية الصومال ورواندا وببوروندي.
12-إن القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري قد اصبحت جميعها تعمل ضد الوحدة اليمنية بدون إدراك, وذلك من خلال تجاهلها لطبيعة المشكلة مع الواقع ومع العالم . فهي بسبب طابعها الشطري والمناطقي لا تنظر إلا لذاتها و لا تتاثر إلا بسكان مناطقها و لكونها جميعا تقريبا من المناطق الشمالية فقد أصبح مستقبل سكان الجنوب لدى هذه القوى على هامش إصلاح واقع سكان الشمال وهذا المدمر لمستقبل الوحدة اليمنية بكل تأكيد.
13-إنني على يقين بأن هنا بعض القوى الدولية والإقليمية المعادية للوحدة اليمنية تزين الأمور للسلطة وتوهمها بان الحرب قد حسمت الأمور ولم يبقى سوى الاستمرار على تثبيت نتائج الحرب وذلك من أجل أن تصبح الوحدة بالقوة , وبالتالي يصبح ذلك أساس لأي حركة انفصالية قادمة وضياع الوحدة , كما ان هناك بعض القوى الدولية تدرك الطابع الشطري للقوى السياسية و تعمل على إشغالها بموضة الديمقراطية بدلا عن النظر الى إصلاح الوحدة السياسية بين الشطرين للهدف ذاته .حيث أن سكان الجنوب قد أصبحوا الآن يكفرون بالوحدة , وهذا ما يوفر الظروف لميلاد حركة انفصالية وبالتالي حتى وان كانت هناك إمكانية لقمعها فإنها ستشكل بداية لمشكلة مستعصية في مستقبل اليمن بكل تأكيد.
14-إننا لابد أن ندرك بأن الحركة الوطنية في الجنوب التي سحقت وسرق تأريخها و هي جعلت سكان الجنوب يعترفون بأن الجنوب هو الجنوب اليمني و ليس الجنوب العربي , كما كان يطلق علية في عهد الاستعمار و في عهد دولة الجنوب العربي , وهي التي خلقت لديهم القناعة بالوحدة السياسية بين الشطرين , وبالتالي لا بد أن ندرك بأن ما يجري منذ أنتها الحرب يقنع سكان الجنوب بصواب ما كانوا يعتقدون و ليس بصواب ما جاءت بيه الحركة الوطنية اليمنية لهم, حيث أصبحوا يحسون وكأنهم في غابة وحوش وسائرون الى مصير مجهول – فهل السلطة تعرف ذلك ؟؟؟و هل القوى السياسية اليمنية جميعها تدرك بأن ردود الفعل لدى سكان الجنوب تختلف من حيث المبدأ عن ردود الفعل لدى سكان الشمال ؟؟؟ لقد مضى على نهاية الحرب عام ونصف و لأزل البعض يعيش حالة نشوة نصر لكنة مع الأيام سيتلاشى بتدريج و كما سبق وأن، قلت اعلاة بأن سكان الجنوب سيكفرون بالوحدة و هذا سيوفر ظروف لميلاد حركات تحررية في المستقبل. 15-إن العالم بأسرة يعرف بأن ردود الفعل لدى سكان الجنوب تحمل طابعا سياسيا يتعلق بالوحدة السياسية بين الشطرين. أما ردود الفعل لدى سكان الشمال فتحمل طابعا اجتماعيا يتعلق بإصلاح الحكام و استبدالهم.فهل السلطة تدرك ذلك؟؟وهل السلطة وجميع القوى السياسية اليمنية تدرك بأن هناك فارقا مبدئيا كبيرا بين مفهوم الوحدة اليمنية و بين مفهوم الوحدة الوطنية؟؟
16-إن جميع القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري تعتقد بأن الوحدة السياسية بين الشطرين هي:إذابة كيان في كيان على طريقة القرون الوسطى ,وهي لذلك تحاول أن تجعل مفهوم الوحدة اليمنية و مفهوم الوحدة الوطنية واحدا , وأن الحل هو في إسقاط السلطة أو استبدالها بالتدريج.
17-إن الوحدة اليمنية تعني الوحدة السياسية بين الشطرين , أما الوحدة الوطنية فتعني الوحدة الاجتماعية لسكان الوحدات الإدارية ,وبالتالي فان كانت القوى السياسية اليمنية تدرك ذلك و تتجاهلة ,فانها كما أسلفنا قوى شطرية و ليست وحدوية , وإن كانت لاتدرك ذلك فانها لاتفهم السياسة, وبالتالي حرام ان تقدم نفسها الى ,الشعب بأنها قواة السياسية.
18-أذا كان تاريخ المملكة المتوكلية و تاريخ الجمهورية العربية اليمنية من بعدها يبين بأن هناك مراعاة ثابتة لبعض مناطق جنوب الشطر الشمالي سابقا في السلطة والثروة بسبب كثافتها السكانية و بسبب بعض الحساسيات المذهبية للحفاظ على الوحدة الوطنية , و مساحتها الجغرافية لا تتجاوز كثيرا مرمى المدفع,و لم تكن دولة ولم تدخل في حوار مع صنعاء من اجل الوحدة ,و لا زال سكانها يعتقدون بأنهم مظلومون, فكيف يمكن أن يتم تجاهل تأمين مستقبل سكان الجنوب في السلطة و الثروة الذين كانوا دولة و لديهم ثلاثة أرباع الأرض و الثروة ودخلوا في وحدة سياسية مع سكان الشمال؟ ثم كيف يمكن أن تكون هناك مراعاة للحفاظ على الوحدة الوطنية,ولا تكون هناك مراعاة للحفاظ على الوحدة اليمنية,التي هي كما أسلفنا تعني الوحدة السياسية بين الشطرين؟مع العلم بأن بريطانيا وهي نظام استعماري قد منحت السلاطين والشائخ الجنوب حكم مناطقهم.
19-إننا نؤمن إيمانا عميقا بالوحدة بين الشطرين,وقد ناضلنا من أجلها منذ عهد الاستعمار البريطاني الذي رفضنا فيه واقع التشطير, ولكن ما نلاحظه الآن هو ضم و إلحاق وليس وحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين.وهنا فارق مبدئي كبير بين الوحدة السياسية و بين الضم والالحاق, . فالوحدة السياسية ليست أبدا إذابة كيان في كيان, وإنما هي تعني بالضبط وعلى وجه التحديد إيجاد كيان جديد يضم الكيانين على قاعدة تأمين مستقبل سكان الشطرين دستوريا في الوحدة.أما إذابة كيان في كيان فتعني ضم الجنوب إلى الشمال, وبالتالي ضياع مستقبل سكان الجنوب في السلطة بسبب قلة, عددهم , وضياع مستقبلهم في الثروة بسبب أثار النظام السابق في الجنوب الذي أمم الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و حرم ظهورها بين سكان الجنوب و حول ثروة الشعب إلى ملكية الدولة و حول سكان الجنوب إلى فقراء يعيشون فقط على مرتباتهم من قبل الدولة,في حين أن النظام في الشمال كان على عكس ذلك تماما بما في ذلك ملكية القبيلة و حدودها.
20-أن تحويل الملكية الخاصة الى ملكية الدولة و تحريم ظهورها بين سكان الجنوب سابقا , وتحويل سكان الجنوب الى موظفين مع الدولة , هو الذي جعل الموظفين في الجنوب اكثر من الموظفين في الشمال.ولهذا على أساس ما سبق أعلاه فانه لا بد من الادراك بأنه كلما تركزت السلطة و المال في الشمال و تركز الفقر في الجنوب و غيّب عن السلطة ,كلما أصبحت الوحدة اليمنية ضائعة و أصبحت في خطر بالضرورة.و من هذه الزاوية فانه من البديهي في اطار توزيع و تمليك أراضي الدولة العقارية و الزراعية .و في اطار نظام الخصخصة الجديد بأن يكون الجنوبيون أحق من غيرهم باعتبارها ثروتهم , وهذا مايجب على السلطة و على جميع الاحزاب السياسية ان تدركه . فنحن يمكن لنا وبكل سهولة أن نجامل السلطة و نصلح أمورنا الشخصية معها ,ولكن مثل ذلك هو على حساب مستقبل الوحدة و مستقبل الوطن و خداع للسلطة ذاتها , وعلى حساب الضمير الإنساني.
21-إن قضية الشمال والجنوب ليس ذات أهمية,فقط من وجهة نظر العلاقات الاشتراكية التي كانت تقتضي بأن يكون كل شيء للدولة , والدولة هي رأسمال الجميع. أما من وجهة نظر العلاقات الرأسمالية التي تخطتها اليمن الآن وفي المستقبل و التي تقتضي بأن يكون له حقه والدولة ليست مسئولة عن الجميع,فان مسألة الشمال والجنوب تصبح مسألة جوهرية في نظر سكان الجنوب و في نظر العالم,شأن الملكية الخاصة إلى حد كبير.وقد أصبح العالم وسكان الجنوب يدينوننا بضياع دولة الجنوب التي كانت رأسمالهم ونتحمل مسئولية ذلك تاريخياً و وانسانيين و اخلاقياً وستكون وصمت عار في جبين قيادات الجنوب على على مداء التاريخ الجنوبي.
22-إن السلطة لا زالت تصر على إن الوحدة قد عمدت بالدم.وهذا يعني بأن الوحدة قد أصبحت وحدة بالقوة, وبالتالي فأنها ليست الوحدة السياسية الطوعية التي أعلن عن قيامها في 22 مايو 1990 , وإنما هي وحدة 7 يوليو 1994 . ومن هنا فأن الحرب وإعلان الانفصال قد شكلا انقلابا على وحدة 22 مايو 1990 , وحولا الوحدة السياسية التي وعدنا بها سكان الشطرين إلى وحدة ضم كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. صحيح بأن هناك آلاف الشهداء قد سقطوا في الحرب, ولكن هناك مقابل لهم أضعافهم, وجميعهم خسارة على الوطن من الجانبين.
23-إن البعض يعتقد بأن تكريس الضم وطمس أي هوية للجنوب بما في ذلك تاريخ الثورة وأرشيف الدولة التي كانت في الجنوب هو الذي يرسخ الوحدة اليمنية, ولكنهم لم يدركونا بأن مثل ذلك هو الذي يرسخ الهوية الجنوبية أكثر فأكثر في نفوس كل سكان الجنوب وكل أبناء الجنوب بدون استثناء مهما حاول البعض منهم أن يتكتم على ذلك.
24-إن ما يؤكد بأن الحرب و إعلان الانفصال قد شكلا انقلابا على وحدة 22 مايو 1990 , هو ما قيل أمام الشيخ أحمد بن جلال ألعبيدي من أن وثيقة العهد والاتفاق قد أغلقت الأبواب أمام الرئيس ولم يبقى سبيل غير الحرب, وأنه لا بد من تدمير الوحدات الجنوبية المتواجدة في المناطق الشمالية ونقل المعركة إلى الجنوب.أما الاجتماع السري الخاص الذي عقد في صنعاء بعد التوقيع على وثيقة العهد و الاتفاق في الأردن, فقد توصل إلى خلاصة مفادها بأن الرئيس قد أدخل نفسه و أدخل الجميع معه في كارثتين هما:::قبوله بمساواة الفرع (الجنوب)بالأصل(الشمال) , وقبوله بوثيقة العهد والاتفاق, وانه قد أصبح لا يوجد أي سبيل غير استخدام القوة لإسقاطهما, وهذا الذي حصل بالفعل . و في تقديري بأن ذلك يمكن أن يكون مبررا من وجهة نظر العلاقة مع الحزب الاشتراكي اليمني , ولكنه من وجهة نظر الوحدة السياسية بين الشطرين قد كان عبثا كبيرا بهذه الوحدة, خاصة وأن الأصل قد أصبح اليوم في الثروة و في التطور, وما عداهما هو الفرع في كل بلدان العالم.
25-إن أي وحدة بين دولتين عضوين في الأمم المتحدة و, حتى وإن كانتا في شعب واحد,فان هذه الوحدة في ظروف الأمم المتحدة و في ظروف الديمقراطية الدولية وحقوق الإنسان, وفي عصر القوة الاقتصادية وتشابك العالم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا الى درجة العضوية ...الخ لا يمكن أبدا أن يكتب لها النجاح و لا يمكن أن يكتب لها الاستمرار و البقاء الدائم و الثابت إلا في ظل آلية غير آلية الضم, وذلك بسبب أن ضم الأقل إلى الأكثر بالقوة العسكرية و نظام الديكتاتوريات,ولذلك فان الشعار المطلوب رفعه من قبل جميع الوحدويين اليمنيين في الشمال والجنوب هو ((لا للضم و لا للانفصال, نعم للوحدة بين الشطرين)).
26- إن العيب الشرعي و الجوهري الأول والأساسي للوضع القائم هو تحويل الوحدة بين الشطرين من وحدة سياسية طوعية الى وحدة ضم بالقوة كنتيجة للحرب. و هذا هو الذي خلق المشكلة مع الواقع ومع العالم بكل تأكيد.أما العيب الثاني للوضع القائم فليس في الفساد كما يشاع ,وإنما في إشاعة الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها لأنها لا تسمح للحاكم بالمحاسبة, حيث أن الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي فقط.فلا يجوز أن تكون اليمن حقل تجارب للديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها .فأبجدية الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية تبدأ بإزالة السلاح الناري من المجتمع و تنظيم حملة , فلم يحصل و لا يمكن أن يحصل إدخال أي مجتمع مسلح في الديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية قبل إزالة السلاح الناري بالضرورة.
27-إن التكوينات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية في أي مجتمع لا ينفيها حتما غير التكوينات الطبقية فقط, وطالما أن التكوينات الطبقية لم تظهر بعد في ا��مجتمع اليمني ,فان الوعي في هذا المجتمع لا يمكن بالضرورة ان يكون وعيا وحدويا ,وإنما هو لا زال محكوما الى حد كبير بالوعي القبلي و المناطقي والمذهبي و الشطري ,ولا يمكن أن يكون على غير ذلك , ولهذا فان أي أحزاب سياسية تظهر على مثل هذا الواقع لا يمكن أن توجد لها أساس اجتماعي غير هذه التكوينات ,ولا يمكن لها بالضرورة إلا أن تمثل مصالح هذه التكوينات بصرف النظر عن نواياها , وبالتالي فان الخروج من الأزمة و إخراج الوحدة اليمنية الى بر الأمان الدائم لا يمكن أن يكون عبر الأحزاب والحزبية و أنما عبرالحلول الوطنية التي تؤمن المصالح المادية و المعنوية لسكان الشطرين بالضرورة.
28-إن الوحدة بين الشطرين قد حملت أمراضها معها عندما تحزبت وأعطي لها طابع حزبي بدلا عن طابعها الموضوعي كوحدة سياسية بين الشطرين ممثلين بدولتين عضوين في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية , وحملت أمراضها معها عندما اشترطت الوحدة بالديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها.
29-إن الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية في أي مجتمع قبلي و مناطقي و مذهبي و شطري مثل اليمن , لا بد وأن تتقاطع مع ديمقراطية القبيلة العفوية و تحولها الى فوضى تمنع قيام سلطة الدولة , وتعرقل قيام الوحدة ,وتجهض قيام الديمقراطية السياسية ذاتها . فلو نظرنا بمسؤولية وطنية الى واقع الشطر الشمالي سابقا, فأننا سوف نجد بأن سكان شماله , هم قبائل و يعتمدون على القبيلة في السلطة . أما سكان جنوبه(المناطق الوسطى) فهم شبه مدنيين و يعتمدون على الحزبية المناطقية للوصول الى السلطة و الانتقام من القبيلة .و بالنسبة للجنوب سابقا فقد وصل بكامل مناطقة الى المدنية و شبة مدنية , ولكن قواة السياسية قد صفيت وأصبح بدون قوى سياسية فاعلة ,بدءاً بالحرب الاهلية التي فازت بها الجبهة القومية أثناء الاستقلال الوطني في الجنوب وسحقت فيها بقية الحركة الوطنية هناك , ومرورا بأحداث الرئيس قحطان الشعبي و أحداث الرئيس سالمين و أحداث الرئيس علي ناصر محمد , وانتهاء بالأزمة الأخيرة التي أدت الى كارثة الحرب و إعلان الانفصال , وحاليا تجري المحاولة لسد الفراغ بالقبيلة وبالأحزاب الدينية معا..وهناك العديد من القبائل و السكان يقولون انه مادام الحكم في اليمن قبليا فانه من الأفضل و من الأشرف لنا بأن يحكمنا سلاطين الجنوب وليس قبائل الشمال.
30-لقد برهنت الحياة بأن الحزبية ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي فقط , وهذا يعني بأن المجتمع اليمني لا زال ما قبل الحزبية في الحياة السياسية,لكونه لا زال في مراحل ماقبل ظهور الطبقات في سلم التطور الاجتماعي.و في تقدير بأن ظاهرة المنظمات الخيرية الأخيرة هي دليل على ذلك , ودليل على أن وظيفة الأحزاب الطبقية و الاجتماعية لم تظهر بعد, و بالتالي فان محاولة حل التناقضات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية عبر الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية هي بمثابة صب الزيت على النار, ولذلك بسبب ان القبيلة الأكبر و المنطقة الأكثر و المذهب الأكثر و الشطر الأكبر , سيحكم الأقل كل في مستواه,على هذه القاعدة, وليس على القاعدة الطبقية و الاجتماعية التي تقتضيها قواعد الديمقراطية السياسية.
31-إنه لاشك بأن الديمقراطية السياسية تقتضي خضوع الأقلية لحكم و قرار الأغلبية ذات طابع طبقي واجتماعي , وليس ذات طابع قبلي أو مناطقي أو مذهبي أو شطري كما هو حاصل في اليمن .ثم أن الأقلية و الأغلبية في التناقضات الطبقية و الاجتماعية متغيرة و غير ثابتة,على ضوء تغير الظروف و على ضوء السياسات التي تعالج هذه الظروف,حيث يمكن أن تتحول الأقلية بموجبها الى الأغلبية , وتتحول الأغلبية الى اقلية .أما في التناقضات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية فان الأقلية و الأغلبية ثابتة لا تتغير.فالديمقراطية السياسية جاءت كحل للتناقضات الطبقية والاجتماعية فيما يخص سلطة الدولة, وليس كحل للتناقضات القبلية و الشطرية و المناطقية و المذهبية بالضرورة.
32-لقد انتشر الوعي القبلي و انتشرت الحزبية المناطقية بعد اعلان الوحدة بصورة لم يسبق لها مثيل .حيث اصبح العرف القبلي يحل محل النظام والقانون في الجنوب , واصبح يترسخ اكثر فأكثر في الشمال ,فالقبيلة هي بطبيعتها انفصالية و العرف القبلي لا يوحد الشعوب,بالتالي لا يمكن له أن يوحد اليمن فمن يدعي القبيلة و يعتز بها لا يمكن له ان يكون وحدويا و لا يجوز له أن يدعي الوحدة اليمنية. أما التعددية الحزبية فهي لا تقل خطرا عن ذلك,لكون ظهور الأحزاب قبل ظهور الطبقات و المجتمع الطبقي يجعلها بالضرورة ذات طابع قبلي و مناطقي و مذهبي و شطري مهما حاول أصحاب النوايا الطيبة.
33-إنه لا يمكن أن يوحد اليمن غير آلية جديدة تقوم على أساس النظام والقانون , ولكن النظام والقانون يتطلبان سلطة دولة , وسلطة الدولة لا يمكن أن تقام إلا عبر وسائل الاكراه القانونية لردع و تربية المخالفين وليس عبر الديمقراطية السياسية بالضرورة ,حيث ان الحاكم لا يستطيع أن يمارس الإكراه((حتى وان كان هذا الإكراه قانونيا))لردع وتربية المخالفين و بناء سلطة الدولة وإخضاع مراكز القوى لسلطة الدولة , إلا خارج الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية.و ذلك بسبب أن الفاسدين و المافيا و مراكز القوى و عددهم غير قليل سينحازون في الانتخابات لصالح خصوم الحاكم من أجل إسقاطه و الانتقام منه,ناهيك عن المخالفين بدون وعي الذين لا يمكن أن يكونوا مع الحاكم في الانتخابات وإنما سيكونون مع خصومة, و هؤلاء بالتأكيد ستكون نسبتهم عالية لغياب الوعي القانوني لديهم , و عدم تعود المجتمع على النظام والقانون الذي لم يأت بعد. وهكذا سيجد الحاكم نفسه مضطرا الى ترك الأمور فالتة من أجل سلامة شعبيته للبقاء في الحكم ,فالديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي لإدارة سلطة الدولة هي ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي , وهي عبارة عن أسلوب لإدارة سلطة الدولة وليس أسلوبا لبناء سلطة الدولة بالضرورة.
34-إننا حتى اذا ما افترضنا بأن الديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي للسلطة صالحة في كل مكان و زمان فان صعود أي من أحزاب المعارضة الى السلطة عبر الانتخابات في أي بلد من البلدان المتخلفة مثل اليمن سوف يجد نفسه بالتأكيد عاجزاً عن أن يفعل شيئا,لكون أدوات التنفيذ موالية للحكام المهزومين في الانتخابات و ليس موالية بعد للقانون, حيث ان مسؤولي الجيش و الأجهزة الأمنية و أجهزة الشرطة وغير ذلك هم عادة من مناطق الحكام المهزومين في الانتخابات ومن أصحابهم و من أصدقائهم و من أصحاب المصالح المشتركة معهم....الخ وهذا هو ما يؤكد بأن الديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي لإدارة سلطة الدولة , هي نتاج للمدنية و للوعي القانوني و ليست المدنية و الوعي القانوني نتاج لها كما ترى ذلك الحركة السياسية اليمنية.فالمجتمع الطبقي هو الذي يخلق التعددية الحزبية وليست هي التي تخلقه بالضرورة.
35- إن من يخالفني هذه الحقائق الواردة أعلاه علية أن يدحضها بالحجة و ليس بالرفض.فانا متأكد تماما بأن كل هذه المسائل الواردة أعلاه هي مسائل موضوعية وليست ذاتية وهي لذلك مسائل حتمية لا مفر منها مهما قاومها الناس بقوة الإرادة. صحيح أن موازين القوى الذاتية و قوة إرادة الحكام تكبح فعل الحتميات و تمنعها لفترة من الزمن, ولكنها لا يمكن مطلقا أن تلغيها, ولهذا فأنه لا بد من ترك الشطارة السياسية تجاه أزمة الوحدة اليمنية , وتجاه مسألة الديمقراطية السياسية و التبادل السلمي للسلطة و لابد من العودة الى الحكمة و أمانة الضمير في الوطن كله,حيث أن الشطارة السياسية في الإطار الوطني لا تجوز من حيث المبدأ إلا في المجتمع الطبقي فقط أما في المجتمع القبلي و المناطقي و الشطري ...الخ مثل اليمن ,فان مثل هذه الشطارة السياسية ستكون لصالح طبقات و فئات اجتماعية على حساب طبقات و فئات اجتماعية أخرى. لأن مثل هذه الطبقات و الفئات الاجتماعية لم تظهر بعد, وبالتالي فان هذه الشطارة في أخر المطاف ستكون لصالح الغير بالضرورة, وذلك بسبب تشابك العالم الى درجة العضوية.
36-أن ترك الشطارة السياسية بعدم السير نحو الانتخابات قبل معالجة أزمة اليمن, حيث ان السير نحو الانتخابات بدون معالجة أزمة الوحدة هي السير نحو الخطأ بكل تأكيد .كما أن ترك الشطارة السياسية يتجسد أيضا في التخلي عن الاعتقاد بأن القوى السياسية التي كانت تقود دولة الجنوب السابقة قد انتهت, وبالتالي فان الحرب قد حسمت الأمور ولم يبقى غير تثبيت الأمر الواقع,فلا بد من الإدراك بأن من حمل قضية و عبر عنها سياسيا سوف يكسب أصحاب هذه القضية, وسوف يصبح هو صاحب التأثير و الثقل فيهم مهما كانت محدودية تأثيره و ضعفه ,ومهما كانت قوة وإرادة غيره.
فالمسائل كما أسلفنا حتمية لا مفر منها مهما قاومها الناس بقوة الإرادة , ولهذا فان الحل الوحيد الذي لا غيرة لتأمين مستقبل الوحدة اليمنية و إخراجها الى بر الأمان, وبناء سلطة الدولة التي يجب أن تكون سلطة النظام و القانون هو فقط في التالي:::
أولا:تأمين الوحدة اليمنية دستوريا من الضم والالحاق , الذي جاء كتحصيل حاصل لنتائج الحرب ,وتأمين مستقبل سكان الجنوب دستوريا في السلطة و الثروة , اذا كانت الوحدة في نظر السلطة هي وحدة بالقناعة و ليس بالقهر , وهذا هو الامتحان الحقيقي للسلطة و المعارضة تجاة الوحدة اليمنية بالفعل لا بالكلام, وتأمين الوحدة دستوريا من خطر الانفصال الذي قد يحدث في المستقبل بكل تأكيد.
ثانيا:تعليق الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية لمدة عشر سنوات باستثناء الصحف غير الحزبية و باستثناء حق الإضراب و التظاهر و حق تكوين المنظمات الجماهيرية و الاجتماعية , وذلك حتى يتم بناء سلطة الدولة وفرضها على كامل تراب اليمن , وعلى الحاكم و المحكوم.
37-إن هذه الورقة تحتوي على مضمون الوثيقة المشار اليها أعلاه و التي احضرتها عند عودتي , وهي تتطابق مع محضر لقائنا في سلطنة عمان مع الوفد الذي جاء من صنعاء الى مسقط بعد الحرب مباشرة برئاسة عبد العزيز عبد الغني و عضوية كل من عبد الوهاب ألأنسي و علي محسن الأحمر و آخرين .ففي هذا اللقاء الذي لا زال محضرة مع سلطنة عمان كان الوفد الذي جاء من صنعاء متمسكا بمواصلة الحوار في الداخل بدلا عن الخارج و على ضوء ما اتفق عليه طلبنا تأخير العقيد سالم علي قطن الذي جاء ضمن الوفد من صنعاء من أجل ترتيب إعادة العسكريين تحت إشرافه, ومن أجل إعطائه النقاط المشار إليها أعلاه.
38- إن ما جاء اعلاة ليس فقط انه يتطابق مع محضر لقائنا في سلطنة عمان , وإنما هو تعبير عن قناعة جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بدون استثناء ولا يمكن بالضرورة أن تكون قناعاتهم خلاف لذلك حتى وان تكتموا على ذلك. فالقضية ليست قضية سلطة ومعارضة ,و إنما هي قضية وحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين ,وبالتالي فان كل من تبقى من السياسيين الجنوبيين في الداخل او الخارج هم في الواقع ليسوا معارضة سياسية كما هو حال القوى السياسية الأخرى ,حيث أن لا يمكن موضوعيا و منطقيا أن تنطبق عليهم صفة المعارضة ,و ليس من مصلحة الوحدة السياسية بين الشطرين ان تنطبق عليهم صفة المعارضة السياسية ,فهم من الناحية الموضوعية و المنطقية اما ان يكونوا شركاء في الوحدة وأما ان يكونوا خارج السياسة فقط,فليس من المعقول لأي قيادة ان تقود دولة وتعلن توحيدها مع دولة أخرى حتى وان كانتا في شعب واحد ان تقوم بهذا العمل و من ثم تتحول هي الى معارضة لسلطة دولة الوحدة ,و كيف يمكن ان يحدث ذلك؟؟ وهذا هو الخطأ النظري الذي وقع فيه بعض منظري الحزب الاشتراكي اليمني و تمكنوا من جر الحزب اليه,و هكذا أجهضت الوحدة في معركة الحزب دون إدراك.
39-إن ما هو مطلوب موضوعيا و منطقيا , وما هو مطلوب وطنيا من السلطة ,هو أن تدرك بأن الوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين سكان الشمال و سكان الجنوب , وليست وحدة حزبية بين الحزب الاشتراكي اليمني و المؤتمر الشعبي العام ,أو بين شمال الشمال و جنوبه(المناطق الوسطى)كما يريدها البعض.
40- إن الهبوط بالوحدة اليمنية الى منزلة الوحدة الوطنية ,و اعتبار مشكلة سكان الجنوب الذين دخلوا في و حدة سياسية مع سكان الشمال هي نفس مشكلة المظلومين من سكان الشمال حسب منطق المعارضة هو أمر غير واقعي و غير منطقي و لايمكن أقناع سكان الجنوب بهذا المنطق,وهو منطق يهدف الى حصر المشكلة في الحكام من أجل الإطاحة بهم أو استبدالهم بالتدريج و هذا الحل الذي تراه المعارضة هو بمثابة علاج لغير المرض.41- إن أكثرية سكان الجنوب كانوا متأثرين بالحزب الاشتراكي وموالين له , ولكن ذلك ليس حبا فيه, وإنما لأنهم كانوا يرون فية صورة الدولة التي كانت رأسمالهم ولكنهم حاليا يقولون بأن الحزب قد خانهم و قد تخلى عنهم و أصبح حزب المعارضة السابقة للنظام السابق في الشمال و ليس حزبهم, أما الأقلية من سكان الجنوب المعادين للحزب فقد صفوا حساباتهم معه أثناء الحرب وبعدها, وبالتالي فان الجنوبيين بصورة عامة يمكن لهم بعد الان أن يقبلوا بأي تصرف تجاه الحزب الاشتراكي, ولكنهم لن يقبلوا مثل ذلك تجاه الجنوب حتى و ان تكتموا على ذلك.
42- أن صنع القرار السياسي الخاص بشؤون الدولة و المجتمع من قبل الحزب الاشتراكي قد انتهى تماما مع إعلان قيام الوحدة بين الشطرين, والحزب من جانبه لم يهتم بذلك رغم انه هو الذي حزب الوحدة, وإنما ظل يهتم فقط بحياته الداخلية و علاقاته بالأحزاب الأخرى , وبالتسكين الوظيفي لاعضائه, وذلك بسبب أن أكثريته الساحقة أصبحت من المعارضة السابقة للنظام في الشمال ومع ظهور الأزمة الأخيرة التي أدت الى كارثة الحرب وإعلان الانفصال زج الحزب بكامل طاقته من اجل تحزيب الأزمة و نجح في ذلك تماما, و لكن مع قيام الحرب انتفت الحزبية من الأزمة وأخذت الحرب طابعها الموضوعي كحرب بين مؤسسات دولة الشمال السابقة و مؤسسات دولة الجنوب السابقة بعيدة كل البعد عن الحزبية, ولهذا فان الحرب وإعلان الانفصال ليس لهما علاقة بالحزبية, ولا داعي لتحزيبها, اذا كان أصحاب السلطة بالفعل دعاة وحدة دائمة و ثابتة بين الشطرين
43- إن الوحدة اليمنية ليست إذابة كيان في كيان و إنما هي وحدة سياسية بين كيانين أما إذابة كيان في كيان فهي ضم وإلحاق بالضرورة ولهذا إنني على يقين تام بأنه بعد كل ما حصل لا يوجد ولا يمكن ان يوجد أي حل لتأمين مستقبل الوحدة و إخراجها الى بر الأمان الدائم , و بناء سلطة النظام و القانون غير الحل الوارد أعلاه فقط حيث أنه بدون هذا الحل فأن البديل هو المزيد من الركود و عدم الاستقرار, وبالتالي تمزيق اليمن لا محالة. فالوضع القائم في نظر سكان الجنوب و في نظر العالم بالنسبة للوحدة اليمنية هو عبارة عن وحدة ضم بالقوة وليست و حدة سياسية بالقناعة بين شطرين كانا دولتين, وهي بشكلها الحالي غير مقبولة لدى العالم و لدى سكان الجنوب مهما كانت المجاملات الدولية للسلطة و مهما كانت حيلة وشطارة السلطة تجاه سكان الجنوب.
44- أن الأيام القادمة ستفرض بالضرورة اصطفافا جنوبيا من أجل إصلاح مسار الوحدة أو الدخول في مؤامرة مع المعارضة للإطاحة بالسلطة وبعد الإطاحة بالسلطة الله أعلم كيف يمكن ان تكون علية اليمن و كيف يمكن أن تكون علية مصير أصحاب السلطة و لهذا فأن أفضل الطرق لإنقاذ الوحدة وإنقاذ أصحاب السلطة هو الحل الوارد أعلاه فقط.
45-إن السلطة بإمكانها أن تقدم على هذا الحل الوارد اعلاة من خلال حوار سياسي مع الجنوبيين في الداخل و الخارج و على رأسهم من هو منهم في السلطة و اذا ما فعلت ذلك سواء عبر حوار او من دون حوار فإنها سوف تؤمن مستقبل الوحدة و سوف تتمكن من بناء سلطة الدولة و فرضها على كامل تراب اليمن و سوف تدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
46-إنه طالما وأن الإنسان لا يمكن ان يصل الى المعرفة المطلقة لكافة الأشياء ,فأن التفكير و البحث الدائمين فيها هما وظيفة العقل الذي أكرم الله الإنسان به وهذا التفكير و البحث الدائمان و المستمران في مشكلات المجتمع هم أمر ضروري و موضوعي و منطقي , وإلا ركدت وماتت حركة الحياة الاجتماعية في المجتمع و وبالتالي فان الذين يسخرون, من التفكير والبحث في مشكلات المجتمع هم كارثة المجتمع و هم الأغبياء الحقيقيون , لأنهم لا يستطيعون أن يبرهنوا بأنهم قد وصلوا الى نهاية المعرفة حتى في شؤون أعمالهم اليومية فقط و هذه السخرية عادة مايصاب بها المنتصرون في الإحداث العسكرية و الإحداث الإدارية
47-إن المنتصر في الاحداث العسكرية و الاحداث الادارية كقاعدة عامة يكونون أكثر بعدا عن فهم الحقيقة , بينما المهزومون يكونون أكثر فهما لها بالضرورة ولكي يفهم المنتصرون الحقيقة فانه بموجب هذه القاعدة العامة لا مناص لهم من هزيمة لكي يفهموا الحقيقة حيث انه كقاعدة عامة تقريبا لا يفهم الحقيقة في الاحداث الاجتماعية غير المهزوم فلا يمكن للانسان في الاحداث الاجتماعية و الادارية ان يفهم الحقيقة الا عبر الهزيمة و ليس عبر النصر اذ أن المنتصر كقاعدة عامة تقريبا لايرى حجم أخطائه , و بالتالي فان كل منتصر لا بد له من هزيمة لكي يفهم الحقيقة, وهكذا دواليك الحياة وحتى يصل جميع الناس في الاحداث الاجتماعية الى فهم الحقيقة . فهل يمكن للسلطة قي اليمن ان تكون استثناء و تفهم الحقيقة و تقبل بها دون المرور بالهزيمة؟!
اخيراً اقول لكم سعادة الرئيس بان الجنوب كان دولة و ليس جزاء من اليمن و لكن نتيجة لشعارات القومية العربية و خداعنا بالوحدة العربية , اليوم الجنوب يدفع ثمنها... أتمنى بان تحتفض بها لتاريخ..
لكم تحياتي محمد حيدة مسدوس صنعاء بتاريخ 20 مارس 1995.

صقر المشألي
2011-04-03, 01:10 AM
إلى الجنوبيين في الحوارالخميس ,
كتب/ د. محمد حيدرة مسدوس
إن القاعدة العامة للسياسة المتعارف عليها دولياً تقول إن النقيض السياسي للسلطة هي المعارضة، وأن النقيض السياسي للمعارضة هي السلطة. و لكن الاتفاق بين السلطة واللقاء المشترك يقول بأن رئيس الدولة الذي هو رأس السلطة راعياً للحوار. و في هذه الحالة مع من الحوار و ما هو هدفه ؟؟؟ . و لهذا فإنني أطلب من الجنوبيين في الحوار و بالذات الجنوبيين التابعين للقاء المشترك ان يفهموا بان الهدف من الحوار هو دفن القضية الجنوبية. فلو كان الأمر على غير ذلك منذ بداية الحوار بينهما بعد حرب 1994م ، لما قََبِل مجلس التنسيق الاعلى لأحزاب المعارضة سابقا و اللقاء المشترك لاحقا بأن يكون الرئيس راعيا للحوار و هو طرف فيه ، و لما قبل الطرفان فشل الحوار المتكرر منذ 15 سنة. و لذلك و لمزيد من التوضيح فإنني اطلب من الجنوبيين التابعين للقاء المشترك في الحوار بأن يفكروا تماما في السؤال التالي ، و هو : اذا ما انسحبوا من الحوار مثل الحوثيين هل سيستمر الحوار كما استمر بعد انسحاب الحوثيين أم إنه سيتوقف ؟؟؟ . فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا كاف لإقناعهم بأن الهدف من الحوار هو دفن القضية الجنوبية.
إن أصحاب السلطة واللقاء المشترك مازالوا حتى الآن يصرون على واحدية اليمن الجنوبية واليمن الشمالية وعلى واحدية تاريخيهما و ثورتيهما خلافاً لما كان عليه في الواقع و لما هو موثق في المنظمات الدولية. و هذا يعني بأن هذا الإصرار هو إصرار على طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و دفن قضيته ، و إلاَّ كيف يمكن حلها بدون مفهوم الشمال و الجنوب لحلها ؟؟؟ . و هل يعقل ان تٌحل عبر حوار وطني شامل و هي قضية بين طرفين و ليست بين أكثر من طرفين ؟؟؟ . فهم منذ البداية يستخفون بقضية شعب كان دولة ذات سيادة ، و يستخفون أكثر بكرامة الجنوبيين التابعين لهم . حيث لم يتركوا لهم غير ما يعيبهم أمام أهلهم في الجنوب . فعلى سبيل المثال عندما يبحثون القضية الجنوبية في الحوار كما يقولون، هل السلطة تريد من الجنوبيين التابعين لها في الحوار أن يقفوا ضد قضية وطنهم و بأي وجه يمكن لهم أن يقفوا ضدها ؟؟؟ . و هل اللقاء المشترك يريد من الجنوبيين التابعين له في الحوار أن يمثلوها و بأي وجه يمكن لهم أن يمثلوها ؟؟؟ . أمَّا اذا كانوا جميعهم يريدون بحثها دون تمثيل لها ، فهذا دفن واضح لها ، و إلاَّ بأي منطق لم يكن ذلك دفناً لها ؟؟؟ .
إنه بدلاً عن هذه اللعبة السياسية القذرة كلها ، فإنني اقتصر الطريق للجميع ، و أقول للجميع إن كانت الوحدة موجودة فليست هناك قضية جنوبية ، و إن كانت غير موجودة فليست هناك وحدة . هكذا يقول المنطق و هكذا بالضرورة . فقد كنت أتمنى أن لا أرى أخي و صديقي عبدربه منصور هادي يلقي كلمة في لجنة الحوار المشتركة باسم السلطة ، و هو يعلم و جميع الحاضرين يعلمون بما في ذلك الدبلوماسيون إنه لم يكن صانع قرار في السلطة و لم يكن أفضل ما فيها و إنما فقط لأنه جنوبي . و كنت أتمنى ايضاً أن لا أرى ولدي و تلميذي عيدروس النقيب يلقي كلمة باسم اللقاء المشترك ، و هو يعلم و الحاضرون يعلمون بأنه لم يكن صانع قرار في اللقاء المشترك و لم يكن أفضل ما فيه و إنما فقط لأنه جنوبي . و الأكثر من ذلك ان كلاً من السلطة و اللقاء المشترك أختار جنوبياً لرئاسة فريقه . و بالتالي ألم يكن ذلك ضحكاً عليهم و استخفافاً بكرامتهم أمام أهلهم في الجنوب و أمام العالم ؟؟؟ . فنحن نعرف بأن هذا الحوار هو محاولة استباقية للحوار الشرعي و الحقيقي بين الشمال و الجنوب الذي يتطلبه واقع العلاقة المؤلمة بينهما منذ حرب 1994م و الذي تطالب به القوى الدولية و الأقليمية منذ ان أصدرت قراريها أثناء الحرب . و لكنني على يقين بان هذه المحاولة هي محاولة استباقية فاشلة للأسباب التالية:
أولاً : أن الأزمة السياسية في البلد هي أزمة الوحدة التي أسقطتها الحرب و حولتها الى أسوأ من الاحتلال ، و أعتقد أن أصحاب السلطة واللقاء المشترك أصبحوا الآن يدركون ذلك و يدركون بأن القضية الجنوبية هي أم القضايا كلها ، و لكنهم يسعون الى حلها ضمنياً بما يسمح لهم بدفنها الى الأبد ، غير أن الواقع يقول بأنه يستحيل إيجاد أي حل شرعي لها إلاّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : الشمال و الجنوب . فليست هناك موجبات موضوعية لأي حوار سياسي إلاّ مع الجنوبيين حول القضية الجنوبية. و لذلك فإن الحوار الوطني الشامل هو كلام فارغ و لا معنى له .
ثانياً: أن المتحاورين لم يحددوا مسبقاً مواضيع الحوار ، لأن تحديد مواضيع الحوار مسبقاً يحدد أطرافها ، و هذا ما سيكشف الهدف الخفي من الحوار . و لكننا نقول لهم حتى و إن انطلقوا من العكس و قالوا إن المتحاورين هم الذين يحددون مواضيع الحوار أثناء الحوار كما يقولون ، فإنهم لا يستطيعون بحث القضية الجنوبية بدون حاملها السياسي الذي هو الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و بالذات الرئيس علي سالم البيض الذي أعلن الوحدة مع الشمال ، و الرئيس علي ناصر محمد ، و الرئيس حيدر أبو بكر العطالس ، و غيرهم الكثير من القيادات السياسية الجنوبية التي تشترط الاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس للحوار من أجل حلها وفقاً للشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، أو وفقاً للشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و بالتالي على ماذا يمكن لهم أن يتحاوروا غير الانتخابات ؟؟؟ . و حتى الانتخابات اذا ما تحاوروا حولها أين سيجرونها ، لأن الجنوب بيد الحراك ، و شمال الشمال بيد الحوثيين . و هذ يعني بأن المتحاورين لم يعد يمثلون غير سكان محافظة صنعاء و اليمن الأسفل من الشمال الذين ليست لهم مشكلة غير الانتخابات . فقد ظلوا يتحاورون حولها منذ حرب 1994م و مازالوا يتحاورون ، و لكنهم لم يفعلوا غير ضياع الوقت ليكبر الانفجار . و لولا القوى الدولية و دول الجوار و بالذات السعودية لكان تصومل اليمن ، لأن مصالح القوى الدولية ودول الجوار تتطلب الحفاظ على اليمن من الصوملة. أمَّا اصحاب السلطة والمعارضة فلم و لن يمنعوا الصوملة من اليمن بكل تأكيد مهما أدَّعوا ذلك . و في اعتقادي بان هناك نوعين من تنظيم القاعدة في اليمن ، أحدهما تابع للأجهزة الامنية و يستهدف ما تبقى من الجنوبيين في الأجهزة الأمنية والعسكرية وبالذات المتعاطفين مع الحراك ، و هناك ما يعزز هذا الاعتقاد، و هو أن هناك بنداً شبه ثابت في التحقيق مع المعتقلين ، و هو علاقتهم بالجنوبيين في أجهزة الدولة ، و سوف يشمل هذا الاستهداف كل السياسيين الجنوبيين مستقبلاً ، و الآخر تابع للخارج و يستهدف ما يؤذي النظام و المصالح الاجنبية في اليمن .
ثالثاً: إنه ليس أمام المتحاورين غير أن يخرجوا بتوصيات للسلطه بالحوار مع الجنوبيين لحل القضية الجنوبية ، و بالحوار مع الحوثيين لحل مشكلة صعدة إن كانوا صادقين مع الوطن . فالقضية الجنوبية قضية أرض و ثروة تم نهبهما و قضية هوية و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال ، و هي لذلك قضية وطن و هوية بإمتياز . و بالتالي فإنه يستحيل حلها الاّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : الشمال و الجنوب ، و من يقل بغير ذلك من الجنوبيين في الحوار هو ضدها و سيدخل التاريخ كخائن لها بالضرورة . كما أن مشكلة صعدة قد أصبحت مشكلة مذهبية وسلالية لا يمكن حلها إلاّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : السلطة والحوثيون .
رابعاً : ان حرب 1994م و نتائجها من الناحية العلمية والأكاديمية البحتة قد أخرجت الشمال من الجنوب و أسقطت يمنيته في وجدان الشعب هناك . كما أنها قد أخرجت الحزب الاشتراكي من الجنوب الى الأبد و بالذات الشماليين فيه ، لأنهم قبل إعلان الوحدة ظلوا يبحثون عن مستقبلهم السياسي في عدن و ليس في صنعاء ، و من البديهي بان يكون ذلك على حساب أهلها ، و هو ما حصل بالفعل و خلق نوعاً من الكراهية لهم قبل إعلان الوحدة . و كان هذا النوع من الكراهية أحد الأسباب الذاتية للصراعات الجنوبية السابقة . صحيح أن الأخ علي منصّر حاول أن يعيد الحزب إلى الجنوب من خلال دعوته الأخيرة لمجلس تنسيق منظمات الحزب في الجنوب ، و لكن الحزب لن يعود إلى الجنوب إلاَّ بعودته إلى فرعين كما كان سابقاً و كما قال الأخ الدكتور عبدالرحمن الوالي قبل سبع سنوات . حيث ان الشماليين في الحزب لن يرضوا بوجود الهوية الجنوبية ، و الجنوبيين فيه لن يرضوا بطمسها . و هذا هو اللغز الغبي الذي تركته لنا الحركة الوطنية . و الأكثر من ذلك أن الحزب لن يكون فاعلاً و مفيداً في الجنوب إلاَّ ببقية منظمات أحزاب اللقاء المشترك في الجنوب و تشكيل لقاء مشترك جنوبي خاص بهم يتبنى القضية الجنوبية و يناضل مع الحراك من أجل حلها . كما أن إجتماع مجلس تنسيق منظمات الحزب في الجنوب قد أخفق عندما اعترف ضمنياً بالحوار الوطني الشامل كآليّة لحل القضية الجنوبية، و هو يدرك بأنه يستحيل حلها إلاَّ بالحوار بين طرفيها اللذين هما : الشمال والجنوب .
خامساً : إن المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة قد ظلوا جميعهم و في مقدمتهم أصحاب الحزب الاشتراكي يرفضون فكرة إزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحدة منذ أكثر من 15 سنة رغم بديهيتها حتى انتصرت لذاتها بظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي . و أذكر أننا عندما تحاورنا مع وفد صنعاء في سلطنة عمان بعد الحرب قد طرحت إزالة آثار الحرب و العودة إلى الحوار من حيث توقف قبل الحرب ، و قاطعني الأستاذ عبدالوهاب الآنسي و هو حينها نائباً لرئيس الوزراء ، و قال : تحدث عن نفسك في إطار العفو العام و لا تتحدث عن الوطن ، لأن الوطن من مسؤوليتنا . فقمت من الكرسي و قلت للعمانيين خلاص انتهى الحوار طالما و الوطن لهم ، فلم يعد هناك شيئ نتحاور عليه . فتدخل العمانيون و علي محسن الاحمر الذي كان ضمن وفد صنعاء و أوقفوا الآنسي و طلبوا مني مواصلة الحديث . و عندما جاء دور الأخ محمد سعيد عبدالله (محسن) في الحديث قاطعه الآنسي مرة ثانية و كرر نفس الكلام . و في ليلة رمضانية عند الرئيس علي ناصر محمد في القصر الجمهوري بصنعاء عندما جاء ليفتتح مركز الدراسات الخاصة به ، كان عنده قادة المعارضة و عدد كبير من أصحاب السلطة ، و كانوا يتحدثون عن الوضع السياسي و يتجاهلون الحرب و نتائجها ، و عندما طرحتها لهم سخروا مني ، و قال عبدالوهاب الآنسي : لو تصبح الحرب خاطئة في أي يوم من الأيام لسلمت نفسي للشرطة تسجنني . فقلت له سيأتي هذا اليوم و أتمنى ان توفي بوعدك ....الخ . فهل من يقول هكذا يسعى لحل القضية الجنوبية أم أنه يسعى لدفنها عبر الحوار الوطني الشامل ؟؟؟ .
لقد قال لي الأخ سيف صائل في أحد اجتماعات الأمانة العامة للحزب عام 2003م ، قال : يبدو أن ما تقوله سيصبح صحيحاً . فقلت له لو عندي أدنى شك في ذلك لخجلت من حضوري معكم و أنتم لا تعيرون له اهتماماً. و هذا ما أكرره الآن لمن لم يسمعني من الجنوبيين في الحوار . و أقول لهم ما هو مستقبل الحوار على ضوء ما جاء أعلاه غير الفشل ؟؟؟ .

26/8/2010

صقر المشألي
2011-04-03, 01:12 AM
نقاط ثلاث للحراك..خلاف اللقاء المشترك مع النظام خلاف حول السلطةالأربعاء , 4 أغسطس 2010 م
كتب/ د. محمد حيدرة مسدوس
النقاط الثلاث أدناه هي لعامة الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و هي خاصة باتفاق السلطة مع اللقاء المشترك . و قبل النقاط الثلاث اود القول بان توافق ردود الفعل الجنوبية على الاتفاق قد كانت تعبيرا صادقا عن القضية الجنوبية و اظهرت اداتها السياسيه الجنوبية و شكلت رسالة واضحه لكل المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة بان الجنوبيين في الداخل و الخارج مجمعون على قضيتهم كما هم مجمعون على دفنها . فما قاله علي ناصر و العطاس و محمد علي احمد و غيرهم في الخارج حول الاتفاق كان متوافقا مع ما قاله قادة الحراك في الداخل رغم استباق بعضهم بطرح الحل قبل الحوار . اما النقاط الثلاث ، فهي :
أولا: ان السلطة بهذا الاتفاق مع اللقاء المشترك تريد من اللقاء المشترك ان يجلب لها القادة الجنوبيين الى الحوار و ان يجعل القضية الجنوبية قضية سلطه ومعارضه و ليست قضية شمال و جنوب ، بحيث يتم دفنها على هذا الاساس وفقا لسياسة اللقاء المشترك ، او ان يقف اللقاء المشترك مع السلطة ضد الحراك و يتم دفنها بالقوه وفقا لسياسة السلطة . هذا بالضبط ما تريده السلطة من الاتفاق مع اللقاء المشترك . و لكن اللقاء المشترك لا يستطيع ان يجلب القادة الجنوبيين الى الحوار كما يريد هو و كما تريد السلطة ، لان الشرط الاول للقاده الجنوبيين هو الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضيه سياسيه بين الشمال و الجنوب ، و لا يستطيع الوقوف علنا مع السلطة ضد الحراك ، لان الوقوف علنا معها ضد الحراك سيخلق انشقاقا في احزاب اللقاء المشترك بين الشماليين و من تبقى من الجنوبيين في تلك الاحزاب . و لهذا و طالما و اللقاء المشترك لا يستطيع ذلك ، فانها لا توجد مصلحه للسلطه في حوار جدي معه . و بالتالي فان مصير الاتفاق هو الفشل مثل سابقيه .
ثانيا : اذا كان وفد اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الذي ذهب الى القاهرة قد قال بان قادة الحراك في الداخل هم اعضاؤه ، فانه كان يفترض بان يكون ذلك محل ترحيب و ليس محل رفض . و قد كنت اتمنى على الجنوبيين الذين استقبلوهم في القاهرة أن يطلبوا منهم اعلان ذلك رسميا حتى يكون ذلك إعترافا من جانبهم بادبيات الحراك و شعاراته ، و يكونون ملزمين بها و تسقط مبررات الحوار الذي ذهبوا من اجله . و لو كان تم ذلك فإنني على يقين بان الجنوبيين في الوفد سيقبلون ، و ان الشماليين في الوفد سيرفضون ، و حينها سينكشف المستور و ستظهر الحقيقه لمن لم يدركها بان القضية موضوع الحوار هي قضية شمال و جنوب و ليست قضية سلطه و معارضه . فلم يحصل في التاريخ لأية قوى سياسيه بان تدعو الى حوار دون تحديد موضوع الحوار مسبقا ، لان موضوع الحوار هو الذي يحدد أطرافه . فاذا كان موضوع الحوار هو القضية الجنوبية ، فان طرفيها ، هما : الشمال و الجنوب ، وآلية حلها هو الحوار بينهما و ليس الحوار بين السلطة و المعارضة . و المضحك أن شخصيات من المعارضة وردت في كشف السلطة لمؤتمر الحوار الوطني ، و شخصيات من حزب السلطة وردت في كشف المعارضة لمؤتمر الحوار الوطني ، مما يدل بإن الهدف الاول للطرفين هو دفن القضية الجنوبية . و لهذا فإنني أنصح العناصر الجنوبية الذين وردت أسماؤهم في الكشفين بأن يرفضوا المشاركه في دفن قضية وطنهم ، مع أنني مقتنع قناعه مطلقه بإنها لن تدفن حتى وإن قمنا بخيانتها كلنا ، و إنما أريدهم أن يتقوا الله في أنفسهم من عقاب التاريخ .
ثالثا : ان خلاف اللقاء المشترك مع النظام اذا ما وجد ، فانه خلاف حول السلطة ، و هو لذلك خلافا ذاتي محكوم بموازين القوى . اما خلاف الجنوبيين مع النظام فهو خلاف على وطن ، و هو لذلك خلاف موضوعي محكوم بعدالته من عدمها و ليس محكوما بموازين القوى كما يعتقد البعض . فلو كان الخلاف ذاتي على السلطة بالنسبة للجنوبيين لكان الاقتراب من اللقاء المشترك و التحالف معه امراً ضرورياً لخلق ميزان قوى يسمح بالوصول الى السلطة . و لكن الخلاف بالنسبة للجنوبيين هو خلاف موضوعي على وطن . و طالما و هو خلاف موضوعي على وطن ، اي على القضية الجنوبية ، فإن الركون الى اللقاء المشترك في حلها هو ضياع لها ، لان مثل ذلك يخلط الاوراق و يحوّل القضية الجنوبية من قضية شمال و جنوب الى قضية سلطه و معارضه و تبعا لذلك يتحول طابع الصراع من صراع موضوعي بين حق و باطل محكوم بعدالته من عدمها الى صراع ذاتي محكوم بموازين القوى السياسيه ، و في موازين القوى السياسيه يظل الشماليون هم الاكثر و الاقوى الى الابد و يظل الجنوبيون هم الاقل و هم الاضعف الى الابد أيضا ً . و لهذا فانه من الضروري التمسك الصارم بالطابع الموضوعي للصراع بالنسبة للقضيه الجنوبية و عدم الخروج عنه . فهو الاقوى من كل موازين القوى ، و هو الاقوى من كل الارادات السياسيه مهما كانت قوتها . فعلى سبيل المثال : اذا كانت الوحدة موجودة في الواقع و في النفوس كما هم يقولون ، فانها لا توجد قضيه جنوبيه و لا نستطيع نحن ان نوجدها مهما كانت قوة قوانا السياسيه و ضعف قواهم السياسيه ، و اذا كانت العكس كما نقول نحن ، فانها العكس مهما كانت قوة قواهم السياسيه و ضعف قوانا السياسيه . و بالتالي فانه لا يجوز موضوعيا للجنوبيين بأن يشاركوا في اي حوار مالم يقم على قاعدة الشمال و الجنوب وفقا لقراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب او على قاعدة استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره فقط و لا غير و بالضرورة كذلك . وعلى بعض الجنوبيين الذين لأيةتمون كثيرا بالعمل السياسي أن يتذكروا بأن أسلافنا الجنوبيين من الاجيال السابقه قد ظلوا ( 130 ) عاما في العمل الميداني ضد بريطانيا و لم يحققوا النصر الاّ عندما توج العمل الميداني بالعمل السياسي و اصبح قائدا له في ستينيات القرن الماضي . هكذا يجب أن يكون فهم و موقف الحراك

ابو عهد الشعيبي
2011-04-03, 10:55 AM
اشكركم وأحييكم اخواني الاعزاء على تفاعلكم مع الطلب , وارجو من الدكتور رفيق مشكوراً إكمال باقي المهمة ..
مع صادق احترامي

رفيق الجنوب
2011-04-04, 03:42 AM
اشكركم وأحييكم اخواني الاعزاء على تفاعلكم مع الطلب , وارجو من الدكتور رفيق مشكوراً إكمال باقي المهمة ..
مع صادق احترامي

تحيه يا غالي

حقيقه تم التواصل اليوم مع الدكتور بصعوبه بالغه وعلى ما يبدوا ان تلفونه مراقب لانني من البارحه لم استطع التواصل معه

ولكن تمكنا اليوم

وفي انتظار الدكتور بارسال لنا المقالات ان كن يحتفظ بها بارشيف تاريخي واعتقد ذلك

وعند استلامها سيتم التواصل معكم

تحيه

رمضان يحي
2011-08-03, 07:51 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :-اقدم لكم في هذا الرابط\ حزب الأحرار الاشتراكيين (http://intekhabatmasr.com/egyptian-political-parties/13-liberal-party-of-socialists.html)

بزعامة المرحوم / مصطفي كامل مراد (احد الضباط الاحرار) - اصدر اول صحيفة معارضة في مصر
(جريدة الاحرار1977)
شارك في كل انتخابات شهدتها مصر سواء برلمانية أو محلية
- لديه مقرات في كل محافظات الجمهورية
-يملك 12 صحيفة ما بين يومية واسبوعية وشهرية (الاحرار– الحقيقة – افاق عربية - المواجهة – حديث المدينة – العامل المصري – الأخبار الزراعية- أخبار الصعيد – المدينة الحرة " الزملكاوية"
– النور – أخبار الصباح - شارك بفاعلية قي الساحة السياسية
(انتقل إلى حزب الغد فيما بعد)
- وفي 6 / 12 / 2004 م تم اختيار حلمي سالم رئيسا لحزب الاحرار بفرار من لجنة شئون الاحراب قي 22 /12/ 2004 واستمر حتى الان
وشكرا في انتظار ارائكم,,,,,,,,,,,,,,,,,,