المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجيب امر جكامنا العرب ما ان تقع مشكلة من المشاكل


الزومحي المفلحي
2011-04-10, 06:02 PM
عجيب أمر حكامنا العرب ما إن تقع مشكلة من المشاكل في بلادهم، سواء كانت هذه المشكلة صغيرة أو كبيرة حتى يبادروا إلى تحميلها غيرهم ويبرئون أنفسهم منها على الرغم من أنها تتعلق بهم مباشرة أحيانا والأمثلة على ذلك كثيرة وشاهدة فدعونا نتأمل هذه الأمثلة.

المثال الأول
في تونس خرج آلاف التونسيين للتظاهر والمطالبة بحريتهم وبإسقاط النظام حتى بادر النظام إلى اتهام الشعب التونسي بأنه مأجور ومنفذ لأجندة خارجية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار تونس وتخدم مصالح خارجية وعندها حدثت مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمتظاهرين وعندما تعالت أصوات التنديد والاستنكار لهذه الجريمة البشعة نجد النظام يبرئ نفسه ويتهم المتظاهرين العزل بأنهم هم الذين بدأوا بالهجوم على قوات الأمن التي أصلا كانت لحمايتهم. أصحيح هذا؟

المثال الثاني
في مصر عندما نجحت الثورة التونسية في الإطاحة بالطاغية بن علي خرجت الجماهير المصرية مطالبة بتغيير النظام ومطالبة بالإصلاحات عندها بدأ النظام باتهام هذه الجماهير بأنها عميلة وتعمل لحساب أجندات خارجية هدفها زعزعة امن مصر وأحيانا يتهمها بأنها تسعى إلى قيام إمارة إسلامية وأين العجب من قيام الإمارة الإسلامية؟ وأخرج النظام المصري رجال الشرطة لمواجهة المتظاهرين وتعامل رجال الأمن والشرطة مع المتظاهرين وكأنهم يتعاملون مع عدو وقتلوا وجرحوا منهم المئات بل الآلاف وفي الأخير يتهم المتظاهرين بأنهم هم الذين اعتدوا على رجال الأمن. فمن يصدق هذا؟

المثال الثالث
في ليبيا والتي تعيش تحت وطأة حكم غجري منذ 41 عاما خرجت جماهير ليبيا للمناداة بالحرية وتغيير النظام فحاربهم القذافي وأتباعه واتهم جماهير الشعب بأنهم أتباع القاعدة وأنهم إرهابيون ويريدون إقامة إمارة إسلامية في ليبيا وأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة حسب تعبير العقيد القذافي، وكذلك اتهم القذافي معارضيه بأنهم يسعون لتدمير ليبيا وأنهم يخدمون مخططات خارجية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار ليبيا وجند القذافي كل أتباعه بل و استأجر مرتزقة أفارقة لقتال معارضيه ومازال يقتل ويجرح ولا تسلم منه مدرسة ولا منزل ولا مسجد إيمانا منه بأنه يحرر ليبيا من أتباع القاعدة ومن العملاء. أيعقل هذا؟

ومازال مستمرا في غطرسته يقتل ويشرد كل من يخالفه وهو مستعد لإبادة شعب ليبيا للحفاظ على كرسي الحكم وذلك بقوله “أنا لست رئيسا حتى ارحل أنا قائد ثورة إلى الأبد” فلك الله شعب ليبيا.

المثال الرابع
عندما خرج المتظاهرون في كل أنحاء الجمهورية اليمنية للمناداة بإسقاط حكم علي عبد الله صالح والذي يحكم اليمن بيد من حديد منذ 33 سنة وهم يطالبون بإسقاط نظام علي عبد الله صالح ورحيله رغم ما حققه من إنجازات عظيمة في فترة حكمه الممتدة من عام 1978م إلى يومنا هذا أي عام 2011م ومن هذه الانجازات العظيمة:

•‫زيادة نسبية الأمية بين أفراد المجتمع اليمني بشكل كبير جدا يفوق كل المعدلات في الوطن العربي.‬
•‫ارتفاع معدل الفقر باليمن إلى 76% كأعلى معدل فقر بين الدوال العربية.
•‫ارتفاع نسبة الفساد والرشوة بين موظفي الحكومة اليمنية بشكل يفوق كل أقرانه من البلدان العربية.
‬وحفاظا على هذه المكاسب والمنجزات بادر النظام للدفاع عنها وجند بلاطجته للهجوم على الشباب المعتصمين المطالبين بتغيير النظام وفي هذه الأثناء يظهر أشجع دكتاتور في الوطن العربي وهو على عبد الله صالح حاكم اليمن ويتهم المتظاهرين ليس في اليمن فحسب بل في مصر وليبيا وتونس واليمن والبحرين وبقية الدول العربية بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل وأنه توجد غرفة في تل أبيب تدار من واشنطن لزعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية وهذه الجماهير كلها من شرق الوطن العربي إلى غربه منفذة لهذه المخططات الغربية. أيعقل هذا؟

وعندما بادرت أمريكا بالتنديد بخطاب صالح وتحذيره من اتخاذ أمريكا كبش فداء حسب تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية سارع صالح للاعتذار عما بدر منه واعتذر لأمريكا وإسرائيل ولم يعتذر للشعوب العربية التي اتهما بالعمالة. فيا ترى من يستحق الاعتذار؟

ومازالت بلاطجة النظام في اليمن تعتدي على المتظاهرين العزل بالخناجر والحجارة والسلاح الحي والقنابل المسيلة للدموع والغازات السامة وكل يوم ويزيد فيها عدد الشهداء والجرحى مع استمرار وجود هذا النظام وبلاطجته وعندما تعالت التنديدات بالاعتداءات المتكررة لرجال الأمن على المتظاهرين يبادرنا علي عبد الله صالح بألعوبة مضحكة وهي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والتحقيق لما وقع أمام بوابة جامعة صنعاء يوم السبت 12/3/2011م . فأي استخفاف هذا؟

مئات القتلى والجرحى في عموم الجمهورية وصالح يقول الأغلبية مازالت معي ومن يعارضني فهم قلة قليلة فعليهم هم أن يرحلوا عجيب هذا!؟

نقول له كفى علي صالح
كفى ظلم.
كفى قتل.
كفى غطرسة.
كفى أرحل.

فالأمثلة كثيرة ومتنوعة في وطننا العربي الكبير فلا أدري متى يتحمل الحكام هموم بلدانهم ويحلون مشاكلها قبل أن تستفحل عليهم كان الله في عون الشعوب على حكامها …

وكان الله في عون الحكام على طمع أنفسهم وفساد حاشيتهم وبطانتهم