قلم حر
2011-04-04, 11:58 AM
ياسر اليافعي
الحراك الجنوبي هو الأول في العالم العربي الذي تبنى النضال السلمي ، منذُ 2007 وهو في ساحات النضال وفي كل محافظات الجنوب وقدم أكثر من 300 شهيد والآلاف الجرحى ، وهذا الكلام لم نقله نحن ولكن قالته مراكز دراسات عربية وأجنبية في دراسات تم نشرها مؤخراً ، وهذا بحد ذاته انجاز يحسب للحراك السلمي الجنوبي وأبناء الجنوب .
للأسف الكثير من شباب التغيير في المحافظات الشمالية ومن خلال نقاش دار بيني وبين بعض الإخوة سوى على مواقع التواصل الاجتماعية والمنتديات على شبكة الانترنت يعتبرون ما يجري في الجنوب جزء مما يجري في باقي المحافظات مثله مثل الحديدة أو تعز ومطالبهم هي حقوقيه في الدرجة الأولى وليست سياسية ، وهم بذلك يكررون نفس أخطاء النظام ويعيدونا إلى مربع الصفر طبعاً ليس الكل وإنما الكثير ممن تناقشنا معهم ، وبما أنهم شباب لا يعلمون حقيقة ما حدث في الجنوب ولم يذوقوا المرارة التي ذقناها طول 17 عام ولا يبالون كثيراً بذلك ونظرتهم قاصرة جداً وهذا الفهم القاصر يزيد التشدد عند الطرف الآخر ولذلك أصبحنا نسمع عن مشروع الجنوب العربي واليمننه وما إلى ذلك كردة فعل عن نكران الآخر وعدم تقبله أو الاعتراف بقضيته .
كما يعلم الجميع الجنوب دفع ثمناً باهضاً جراء أخطاء وتصرفات النظام وخصوصا منذُ ما بعد حرب صيف 1994 هذا الثمن وهذه المعاناة لا يحس ولا يشعر بها إلا أبناء هذه المحافظات تجهيل متعمد – فقر – بطالة – تهميش – تهجير - قمع – حصار – قصف – نهب للممتلكات العامة والخاصة والأراضي من قبل شلة من المتنفذين والفاسدين ، والاهم في ذلك كله عندما يشعر الشاب أن لا قيمه له ولا لشهادته ولا لعلمه ولا يوجد هناك أمل يلوح في الأفق بغد أفضل ويحس نفسه حبيس قريته أو مدينته وكأنه لا مكان له في البلد .
وهذا كله مناقض تماماً لأهداف الوحدة التي ضللنا نحلم بها منذُ كنا أطفال ونهتف بتحقيقها صباح كل يوم .
قد يقول البعض هذه المعاناة بكل مكان في الشمال والجنوب نقول لهم نحن توحدنا وضحينا من اجل ننهي المعاناة ومن اجل نقضي على السلبيات ونعزز الايجابيات التي كانت موجودة في الجنوب بدولة كان اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وليست محافظة من محافظات الشمالية لكن النظام قضاء على كل الايجابيات وأضاف سلبيات كثيرة وكبيره وهنا الفرق !!
و لذلك تكونت وتشكلت مع مرور الأيام وازدياد المعاناة " القضية الجنوبية " وعلى بعدين البعد الأول وهو السياسي وهو الأهم والأخطر ويأتي هذا البعد من وجهة نظري من الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها القيادات الجنوبية في المفاوضات على اتفاقيات الوحدة حيث لم تراعي التمثيل النيابي الذي تستحقه المحافظات الجنوبية ، وكذلك عدم تعويض أبناء الجنوب عن فترة الحكم الاشتراكي التي جعلت من الجنوبيين مجرد مجموعة من الفقراء لا يملكون غير رواتبهم فقط بسبب السياسيات التي كان يتبعها النظام الاشتراكي في الجنوب وسياسة التهميش والإفقار والنهب والسلب وحب الذات التي عامل بها نظام علي صالح الجنوبيين .
النظام ما صدق يدخل الوحدة بهذه الشروط التي كان من المفروض يأُتمن عليها ويحترم تضحيات الجنوبيين إلا انه سارع وبعد حرب 1994 بتسريح ما تبقى من كوادر في الدولة وخصوصا في الجيش والأمن وبعض الدوائر الحكومية المهمة ، الاستيلاء على كل المؤسسات المنتجة وغير المنتجة ، افسد التعليم بشكل لا يمكن تصوره وافرغ العملية التعليمة من مضمونها وجعلها شكليه فقط حتى اوجد لدينا جيل في الجنوب مُفرغ بشكل كبير من التعليم ومن تمكن منهم من مواصلة تعليمه العالي يتم تهميشه أما بعدم حصوله على وظيفة أو توظيفه في وظيفة هامشيه تهمش خبراته وما تبقى من عمره ، وتم التعامل مع الجنوب على هذا الأساس ونسوا ان الوحدة هي في الأساس وحدة شراكه بين شريكين أساسيين وقامت على اتفاقيات وبرغم إن هذه الاتفاقيات تنحاز للطرف الأخر إلا إن هذا الطرف لم يكفيه ذلك وسارع بتعديل الدستور على هواه وتقسيم الجنوب وتوزيعه على قيادات عسكرية في الجيش وتحويله إلى ثكنة عسكريه ، فالجنوب يحكمه اليوم قيادات المحاور والألوية العسكرية والقيادات الأمنية وليس أبناءه مثل ما يروج النظام .
واخيراً ومن باب حسن النوايا على شباب التغيير اولاً الاعتراف بشهداء الحراك الجنوبي والذين كان لهم الدور الكبير في الوقوف ضد ظلم علي عبد الله صالح ونظامه واعتبار هؤلاء الشهداء شهداء الثورة السلمية الشبابية ، ثانياً الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية وحلها يجب إن يكون سياسي وبالحوار مع كل الإطراف المعنية بها على الساحة .
وهذا ليس من باب شحت المواقف ولكن حتى لا نكرر أخطاء نظام علي عبد الله صالح ونبدأ صفحه جديدة نرمم بها ما أفسده هذا النظام إن كان هناك جديه ومصداقية ،أما القضية الجنوبية لها شهدائها وتضحياتها وهم من يدافع عنها ويديرها ويحرسها ولا خوف عليها ابداً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الموضوع تم نشره في اكثر من منتدى يمني وموقع اخباري ومجموعات على الفايس بك لقياس نبض شباب الثورة ومدى جديتهم في الاعتراف بقضيتنا :)
الحراك الجنوبي هو الأول في العالم العربي الذي تبنى النضال السلمي ، منذُ 2007 وهو في ساحات النضال وفي كل محافظات الجنوب وقدم أكثر من 300 شهيد والآلاف الجرحى ، وهذا الكلام لم نقله نحن ولكن قالته مراكز دراسات عربية وأجنبية في دراسات تم نشرها مؤخراً ، وهذا بحد ذاته انجاز يحسب للحراك السلمي الجنوبي وأبناء الجنوب .
للأسف الكثير من شباب التغيير في المحافظات الشمالية ومن خلال نقاش دار بيني وبين بعض الإخوة سوى على مواقع التواصل الاجتماعية والمنتديات على شبكة الانترنت يعتبرون ما يجري في الجنوب جزء مما يجري في باقي المحافظات مثله مثل الحديدة أو تعز ومطالبهم هي حقوقيه في الدرجة الأولى وليست سياسية ، وهم بذلك يكررون نفس أخطاء النظام ويعيدونا إلى مربع الصفر طبعاً ليس الكل وإنما الكثير ممن تناقشنا معهم ، وبما أنهم شباب لا يعلمون حقيقة ما حدث في الجنوب ولم يذوقوا المرارة التي ذقناها طول 17 عام ولا يبالون كثيراً بذلك ونظرتهم قاصرة جداً وهذا الفهم القاصر يزيد التشدد عند الطرف الآخر ولذلك أصبحنا نسمع عن مشروع الجنوب العربي واليمننه وما إلى ذلك كردة فعل عن نكران الآخر وعدم تقبله أو الاعتراف بقضيته .
كما يعلم الجميع الجنوب دفع ثمناً باهضاً جراء أخطاء وتصرفات النظام وخصوصا منذُ ما بعد حرب صيف 1994 هذا الثمن وهذه المعاناة لا يحس ولا يشعر بها إلا أبناء هذه المحافظات تجهيل متعمد – فقر – بطالة – تهميش – تهجير - قمع – حصار – قصف – نهب للممتلكات العامة والخاصة والأراضي من قبل شلة من المتنفذين والفاسدين ، والاهم في ذلك كله عندما يشعر الشاب أن لا قيمه له ولا لشهادته ولا لعلمه ولا يوجد هناك أمل يلوح في الأفق بغد أفضل ويحس نفسه حبيس قريته أو مدينته وكأنه لا مكان له في البلد .
وهذا كله مناقض تماماً لأهداف الوحدة التي ضللنا نحلم بها منذُ كنا أطفال ونهتف بتحقيقها صباح كل يوم .
قد يقول البعض هذه المعاناة بكل مكان في الشمال والجنوب نقول لهم نحن توحدنا وضحينا من اجل ننهي المعاناة ومن اجل نقضي على السلبيات ونعزز الايجابيات التي كانت موجودة في الجنوب بدولة كان اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وليست محافظة من محافظات الشمالية لكن النظام قضاء على كل الايجابيات وأضاف سلبيات كثيرة وكبيره وهنا الفرق !!
و لذلك تكونت وتشكلت مع مرور الأيام وازدياد المعاناة " القضية الجنوبية " وعلى بعدين البعد الأول وهو السياسي وهو الأهم والأخطر ويأتي هذا البعد من وجهة نظري من الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها القيادات الجنوبية في المفاوضات على اتفاقيات الوحدة حيث لم تراعي التمثيل النيابي الذي تستحقه المحافظات الجنوبية ، وكذلك عدم تعويض أبناء الجنوب عن فترة الحكم الاشتراكي التي جعلت من الجنوبيين مجرد مجموعة من الفقراء لا يملكون غير رواتبهم فقط بسبب السياسيات التي كان يتبعها النظام الاشتراكي في الجنوب وسياسة التهميش والإفقار والنهب والسلب وحب الذات التي عامل بها نظام علي صالح الجنوبيين .
النظام ما صدق يدخل الوحدة بهذه الشروط التي كان من المفروض يأُتمن عليها ويحترم تضحيات الجنوبيين إلا انه سارع وبعد حرب 1994 بتسريح ما تبقى من كوادر في الدولة وخصوصا في الجيش والأمن وبعض الدوائر الحكومية المهمة ، الاستيلاء على كل المؤسسات المنتجة وغير المنتجة ، افسد التعليم بشكل لا يمكن تصوره وافرغ العملية التعليمة من مضمونها وجعلها شكليه فقط حتى اوجد لدينا جيل في الجنوب مُفرغ بشكل كبير من التعليم ومن تمكن منهم من مواصلة تعليمه العالي يتم تهميشه أما بعدم حصوله على وظيفة أو توظيفه في وظيفة هامشيه تهمش خبراته وما تبقى من عمره ، وتم التعامل مع الجنوب على هذا الأساس ونسوا ان الوحدة هي في الأساس وحدة شراكه بين شريكين أساسيين وقامت على اتفاقيات وبرغم إن هذه الاتفاقيات تنحاز للطرف الأخر إلا إن هذا الطرف لم يكفيه ذلك وسارع بتعديل الدستور على هواه وتقسيم الجنوب وتوزيعه على قيادات عسكرية في الجيش وتحويله إلى ثكنة عسكريه ، فالجنوب يحكمه اليوم قيادات المحاور والألوية العسكرية والقيادات الأمنية وليس أبناءه مثل ما يروج النظام .
واخيراً ومن باب حسن النوايا على شباب التغيير اولاً الاعتراف بشهداء الحراك الجنوبي والذين كان لهم الدور الكبير في الوقوف ضد ظلم علي عبد الله صالح ونظامه واعتبار هؤلاء الشهداء شهداء الثورة السلمية الشبابية ، ثانياً الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية وحلها يجب إن يكون سياسي وبالحوار مع كل الإطراف المعنية بها على الساحة .
وهذا ليس من باب شحت المواقف ولكن حتى لا نكرر أخطاء نظام علي عبد الله صالح ونبدأ صفحه جديدة نرمم بها ما أفسده هذا النظام إن كان هناك جديه ومصداقية ،أما القضية الجنوبية لها شهدائها وتضحياتها وهم من يدافع عنها ويديرها ويحرسها ولا خوف عليها ابداً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الموضوع تم نشره في اكثر من منتدى يمني وموقع اخباري ومجموعات على الفايس بك لقياس نبض شباب الثورة ومدى جديتهم في الاعتراف بقضيتنا :)