المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صراع القوى في ساحتي التغيير والسبعين


العرب العاربه
2011-03-31, 04:04 AM
صراع القوى في ساحتي التغيير والسبعين


منذ خروج الحراك الشعبي في صنعاء ضد نظام الحكم والمناداة باسقاطه من قبل الشباب ومن ثم سرقة حراكهم من قبل احزاب اللقاء المشترك والكفة كانت تتأرجح لصالح قوى التغيير التي استأسدت بكل قواها ضد النظام القمعي الذي لم يجد بدا من الانتقام من المعتصمين فقام بالقتل الهستيري للعزل امام مرأى ومسمع من العالم غير عابئ بما سيجره عليه من مسؤوليات قانونية وتاريخية... ومع ذلك فقد صمدت جماهير التغيير على امل ان استمرارها سيستنزف قوى النظام الذي تنفخ فيه الروح قوى اقليمية ودولية وتسهر على بقائه على سدة السلطة غير مهتمة لما يعانيه شعبه من ويلات بسببه!!!!!,,,الى ان قلب رئيس النظام المتهاوي الطاولة على رأس مناوئيه وساق حشوده الغفيرة الى ساحة السبعين يخطب فيهم خطبة الانتصار التي اصابت خصومه بالذهول من هول الصدمة واذا بهم يتخبطون بشكل عشوائي محموم في سباق مع الزمن يقيمون الاجتماعات تلو الاجتماعات بشكل متواصل لانقاذ مايمكن انقاذه من اجل استعادة التوازن واعادة خلط الأوراق من جديد وقد حدث جراء ذلك كما قلنا سابقا تسرب لاعداد كبيرة من ساحة التغيير لصالح ساحة التحرير بل ان رئيس النظام نفسه اصبح هو من يخوض بنفسه حركة التغيير فقد ابدى استعداده في خطابة الى تبني مطالب الشباب ملوحا بانه لن يسلم السلطة الى احزاب اللقاء المشترك وانما الى اياد امينة . كما طالب شباب التغييرالى انشاء حزبهم وقيادتهم بعيدا عن احزاب الافك المشترك لتمثلهم في مفاوضاتهم معه
خاصة بعد ان لمس نبرة الحقد التي ظهرت في تصريحات كل من محمد قحطان ومحمد الصبري والتي افزعت المنتمين الى المؤسسات العسكرية والقبلية والتجارية التي رأت في تصريحاتهما تهديدا مباشرا للمرجعية الزيدية التي تمسك بتلابيب الحكم منذ مايزيد عن الف عام لاسيما وان لدى المنتمين الى الطائفة الزيدية تجربة مريرة في عام 1968 عندما قامت قيادات تنتمي الى منطقة تعز بسحل القيادات العسكرية (الزيدية) في قلب العاصمة صنعاء بشارع جمال
فظلت تلك الحادثة راسخة في اعماق ابناء مناطق شمال الشمال بانهم في حالة استيلاء المنتمين الى منطقة تعز على السلطة فانهم سيقومون بالمذابح والمجازر ضدهم مثلما فعلوها سابقا ولذلك ومن اجل تفادي الوقوع في قبضة عناصر حاقدة فان حزب الاصلاح قام بعقد اجتماعات متوالية (اقتصرت) على ابناء الطائفة الزيدية من اجل التشاور فيما بينها في مستقبل العلاقة مع بقية الاحزاب المنضوية تحت تكتل احزاب اللقاء المشترك محاولة الامساك بزمام المبادرة وقطع الطريق على بقية الاحزاب من اجل الهيمنة الزيدية على كل مناطق اليمن بعاليه وسافله وعندما تنهبت مجموعة تعز المنضوية في الحزب الاشتراكي اليمني وحزب الاصلاح بان المؤسسة العسكرية القبلية الزيدية قد قطعت الطريق امام تمرير مخططاتهم اوعزوا الى ياسين سعيد نعمان بالتصريح بانه ( لاصوت يعلو فوق صوت الشعب) مما يعني بانه شعار مضاد ومناوئ للقبيلة والعسكر . ويبدو ان الرئيس علي عبد الله صالح يرقب الساحة جيدا بحيث ان زخم المظاهرات المليونية قد امده بثقة اكبر للمضي مع انصاره الى نهاية ولايته باعتباره قد اكتسب شرعية شعبية بخروج تلك الاعداد الهائلة في ميدان السبعين ويرى المحللون بان المعارضة التي صبرت 33 عاما باستطاعتها الانتظار الى نهاية فترته اذا كان فعلا سيسلم السلطة بدلا من الدخول في المجهول ويرى محللون آخرون بان التململ في ساحة التغيير الذي ظهر من خلال تصريحات محمد الصبري الناطق باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني المعارض المنشور في جريدة الوطن الكويتية الذي قال : بان ((المعطل لعجلة التغيير في اليمن اليوم هو الجانب الأمريكي وبعض الأشقاء العرب لأسباب غير حقيقة تخص الأمن والاستقرار في اليمن، وهم يعرفون ان مصدر القلق والخطر على الأمن والاستقرار هو صالح ونظام حكمه)).يدل على ان أحزاب اللقاء المشترك استوعبوا الرسالة- .
ان احزاب اللقاء المشترك اظهرت ان اجندتها غير اجندة الشباب في ساحة التغيير وقد بدا واضحا انتهازية المشترك من خلال تقديم انفسهم كبديل ومفاوض باسم الشعب من اجل تقاسم السلطة مع الحزب الحاكم وهو ماسبق ان نوه اليه بعض المحليين قبل عدة اشهر عندما بدأت جلسات الحوار الوطني وتهديد احزاب اللقاء المشترك بالنزول الى الشارع في حالة عدم تلبية مطالبهم وذلك لابتزاز السلطة. وكان ذلك في عام 2010 مما يدل على ان المسألة لاتعدو ان تكون مجرد تقاسم للسلطة حيث لم تبدأ بعد الثورات العربية في اسقاط الأنظمة ومن ضمن الحلول التي وضعت انذاك هو تشكيل حكومة وطنية وهذا هو مايحدث الآن بحذافيره.