المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقيدة الروحية والعقيدة السياسية....قراءة جاده


بسام البان
2008-06-07, 01:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



العقيدة الروحية والعقيدة السياسية



1 - العقيدة الروحية هي اساس البحث عن رعاية شؤون الاخرة، والعقيدة السياسية هي اساس البحث عن رعاية شؤون الدنيا، فكل فكرة تتخذ اساسا ما بعده اساس تعتبر عقيدة تنبثق عنها افكار واحكام، فان كانت الافكار والاحكام تتعلق بشؤون الاخرة كيوم القيامة والثواب والعقاب وكالعبادات، او تتعلق برعاية هذه الشؤون اي شؤون الاخرة كالوعظ والارشاد والتخويف بعذاب الله والاطماع بثوابه فان هذه العقيدة تكون عقيدة روحية، وان كانت الافكار والاحكام تتعلق بشؤون الدنيا مثل القدر والتكليف والخير والشر والحسن والقبح ومثل البيع والاجارة والزواج والشركة والارث، او تتعلق برعاية هذه الشؤون اي شؤون الدنيا مثل اقامة امير على الجماعة وطاعة هذا الامير ومحاسبته ومثل العقوبات والجهاد فان مثل هذه العقيدة تكون عقيدة سياسية .

2 - النصرانية عقيدة روحية لان الافكار والاحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الاخرة وكذلك الافكار التي تتعلق برعاية هذه الشؤون اي شؤون الاخرة وتنبثق عن العقيدة النصرانية تتعلق بشؤون الاخرة والرأسمالية عقيدة سياسية لان الافكار والاحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الدنيا مثل الحريات والنفعية وكذلك الافكار التي تتعلق برعاية هذه الشؤون اي شؤون الدنيا وتنبثق عن العقيدة الرأسمالية تتعلق بشؤون الدنيا مثل الديمقراطية والقتال، الاشتراكية ومنها الشيوعية عقيدة سياسية لان الافكار والاحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الدنيا مثل تحديد الملكية او منعها وكذلك الافكار والاحكام التي تتعلق برعاية هذه الشؤون اي شؤون الدنيا وتنبثق عن العقيدة الاشتراكية اي تتعلق بشؤون الدنيا مثل حصر الديمقراطية في الطبقة العاملة ودكتاتورية العمال . اما العقيدة الاسلامية فانها عقيدة سياسية روحية، لانها منبثق عنها افكار واحكام تتعلق بشؤون الاخرة وتنبثق عنها افكار واحكام تتعلق بشؤون الدنيا وكذلك الافكار والاحكام التي تتعلق برعاية الشؤون وتنبثق عن العقيدة الاسلامية منها افكار واحكام تتعلق برعياة شؤون الاخرة ومنها افكار واحكام تتعلق برعاية شؤون الدنيا .

3 - العقيدة الروحية لا تشكل وجهة نظر في الحياة لانها تتعلق بما قبل الحياة وما بعد الحياة ولا علاقة لها بالحياة ولذلك لا يضيرها ان تطبق عليها اية عقيدة سياسية ومن السهل ان تطبق عليها اية عقيدة سياسية دون اي مقاومة، فما يسمى في هذا العصر"بالايدلوجية"غير موجود في العقيدة الروحية، اما العقيدة السياسية فانها تشكل وجهة نظر في الحياة لانها هي نفسها فكرة معينة محددة عن الحياة الدنيا والافكار والاحكام التي تنبثق عنها افكار واحكام معينة محددة غير محدودة تتعلق بالدنيا فالعقيدة السياسية تصور الحياة صورة خاصة وتصويرها يكون حسب فكرة العقيدة ومن هنا كان من غير السهل ان تطبق على جماعة تحمل عقيدة سياسية عقيدة سياسية غيرها الا بالحديد والنار او الا بعد اقناعهم بفساد عقيدتهم السياسية فيتخذون العقيدة السياسية الحاكمة عقيدة سياسية لهم ومن هنا سهل على الدول الغربية ان تستعمر الكنغو وصعب عليها استعمار الجزائر الا بالحديد والنار .

4 - وجهة النظر او ما يسمى بالايدلوجية التي تعطيها العقيدة الرأسمالية هي النفعية وطريقتها الحريات العامة حرية الاعتقاد،وحرية التملك، والحرية الشخصية، وحرية الرأي، فهي تصور الحياة بالنفعية والحصول على هذه النفعية لا بد ان يملك الحريات ووجهة النظر التي تعطيها العقيدة الاشتراكية هي التطور اي الانتقال من حال الى حال احسن بشكل ذاتي وطريقتها التناقضات اي صراع المتناقضات فهي تصور الحياة بأنها تطور دائم اي بالانتقال الى حال احسن بشكل حتمي والحصول على هذا التطور اي الانتقال الى حال احسن لا بد من تشجيع التناقضات اذا وجدت ولا بد من ايجادها اذا لم توجد، اما وجهة النظر التي تعطيها العقيدة الاسلامية فهي الحلال والحرام وطريقتها التقيد بالحكم الشرعي فهي تصور الحياة بانها الحلال والحرام فما كان حلالا سواء اكان واجبا او مندوبا او مباحا يؤخذ بلا تردد وما كان مكروها يؤخذ بتردد ولا شيء في اخذه وما كان حراما لا يؤخذ .

5 - حين قام الغرب بالغزو الثقافي استهدف وجهة النظر الاسلامية مثل هجومه على عقيدة القدر وعلى تقديس المسلمين لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وعلى الصحابة وكان من اسلحته ايضا نزع الثقة من صلاحية الاحكام الشرعية لمعالجة مشاكل العصر مثل هجومه على احكام الجهاد بان الاسلام قام على القتال والوحشية وعلى تعدد الزوجات وعلى الطلاق وغير ذلك وكان من اسلحته الهجوم على تحكيم الحكم الشرعي واتخذ من اراء بعض الفقهاء تكئة للهجوم، فما قاله بعض الفقهاء من المصالح المرسلة ومن رعاية المصلحة ومن تحكيم العرف، ومن تغير الاحكام بتغير الازمان قد اتخذه الغرب اداة لجعل النفعية مقياس الاعمال وليس الحكم الشرعي فنتج عن ذلك ضعف اتخاذ الحلال والحرام مقياسا، بدأ هذا الضعف يتسرب فأخذ اولا بشكل جعل المنفعة اساس الحكم الشرعي وليس الدليل ووجد من اقوال بعض العلماء حيثما تكون المصلحة فثم حكم الله اداة لتركيز جعل المنفعة هي المقياس للحكم الشرعي ثم تدرج الى جعل المنفعة مقياس الحياة ولما حكم البلاد الاسلامية وفرض سيطرته كلها على ربوعها اخذ يبث عقيدته وهي فصل الدين عن الدولة ويركز ما اوجده من وجهة نظره وهي النفعية حتى غلبت على وجهة النظر الاسلامية عند كثير من الناس فصار الطاغي في البلاد الاسلامية هو جعل النفعية مقياس الحياة وان كان قد بقي اثر لجعل الحلال والحرام مقياس الحياة .

6 - اجتاحت البلاد الاسلامية منذ سنة 1954 فكرة ايجاد ايديولوجية جديدة اي وجهة نظر عن الحياة واجتاحت مشاعر القومية والاشتراكية فصحبت النفعية فكرة التطور والتقدم وحتمية التاريخ اي وجدت محاولات خلط وجهة النظر الرأسمالية مع وجهة النظر الاشتراكية غير ان هذه ظلت مجرد دعاية ولم يأخذ بها احد ولكن تغلغلت فكرة النفعية اي وجهة النظر الغربية واشتد الشعور بالحاجة الى تغيير المجتمع برمته الى مجتمع اخر يسير مع العصر اي يسير مع الغرب والشرق واصبح الحال بعد عشر سنوات اي في سنة 1964 كما يلي : تغلغل وجهة نظر المبدأ الرأسمالي اي الايديولوجية الغربية مع تطلع الى وجهة نظر الاشتراكية اي الايديولوجية الشيوعية الى جانب شعور كاسح بضرورة تغيير المجتمع برمته وسار في هذه الحال الحكام وسندهم الغرب والشرق وتبناها جمهرة المثقفين وكاد يفتتن بها عامة الناس .

7 - يلاحظ ان العقيدة الاسلامية لم تعد لدى المسلمين عقيدة سياسية ولكنها ظلت عقيدة روحية ووجهة النظر التي تشكلها لم يعد لها وجود في واقع الحياة وان كانت موجودة فرديا فأساس موطن الداء كامن في هذين الامرين في الخلل الذي طرأ على اساس المفاهيم عن الحياة وهي العقيدة السياسية وفي الخلل الذي طرأ على تصوير الحياة الذي تشكله العقيدة السياسية فبعد ان كان تصوير الحياة بانه الحلال والحرام صار تصوير الحياة بانها المنفعة .

8 - طريقة العلاج لا بد ان تبدأ بالعقيدة ببيان انها عقيدة سياسية والتركيز على ذلك بشكل مؤثر من الناحية الروحية التي فيها فهي معروفة عند الجميع وكذلك بربطها بالافكار عن الحياة وبرعاية شؤون الدنيا بربط الايمان بالله تعالى بالايمان بالقران وبمعنى الايمان بالقران وربط الايمان برسالة محمد ونبوته بالسنة وبمعنى الايمان بالسنة ثم بعد ذلك الانتقال الى وجهة النظر التي تشكلها هذه العقيدة اي الانتقال الى ان مقياس الحياة هو الحلال والحرام وان تصوير الحياة في نظر الاسلام هو الحلال والحرام وليس النفعية ولا التطور او ما يسمى بالتقدمية .

9 - ان العقيدة تعني التصديق الجازم والتصديق غير الجازم ليس بعقيدة، والتصديق الجازم يوجب بل يحتم عدم قبول غير ما يعتقد لا الى جانب ما يعتقد ولا بد له، يعني اذا قال يجوز هذا فان ذلك ليس عقيدة لانه ليس تصديقا جازما بل تصديقا فقط فالاعتقاد بان القران كلام الله يعني التصديق الجازم بان القرار وحده هو الصالح لانه وحي من الله، فالقول بانه صالح وان غيره صالح ليس تصديقا جازما به بل تصديقا فقط والاعتقاد بان الحديث اذا صح عن رسول الله هو وحده الصالح لانه وحي من الله فالقول بانه صالخ وان غيره صالح ليس تصديقا جازما بل تصديقا فقط فالعقيدة تحتم وجود الجزم في التصديق فاذا فقد الجزم خرجت عنها صفة الاعتقاد ووجهة النظر مرتبطة بالعقيدة فاذا قيل ان الحكم الشرعي جاء للمنفعة وهذه منفعة فان هناك خلالا في ربط وجهة النظر بالعقيدة فيصحح هذا الخلل بأن الحكم الشرعي دليله الشرع اي ما جاء وحيا من الله وليس دليله المنفعة، واذا قيل ان الحكم الشرعي لا يصلح في هذا العصر بل كان في العصور السابقة والان الصالح هو المنفعة او القوانين الحديثة فان هناك خللا في العقيدة وفي ربط وجهة النظر فيها فيصحح هذا الخلل بان الاعتقاد بوجود الله ونبوة محمد يناقض ذلك فالخطاب في القران والحديث للناس في كل عصر ثم بعد التسلم ينتقل الى تصحيح الربط واذا قيل ان تصوير الحياة بالحلال والحرام لا يعارض تصويرها بالنفعية فان هناك خللا في الربط فيصحح هذا الخلل بان الحلال والحرام دليله الشرع وليس المنفعة فالمطلوب هو الشرع وليس المصلحة او المنفعة واذا قيل ان تصوير الحياة بالحلال والحرام لا يناسب العصر بل الذي يناسبه المصلحة او المنفعة فان هناك خللا في العقيدة وفي الربط فيصحح هذا الخلل بان كتاب الله جاء للانسان في كل عصر وليس في عصر معين ثم بعد التسليم ينتقل الى تصحيح الربط .

بسام البان
2008-06-08, 07:50 PM
ماذا بكم ياعضاء الضالع بوابة الجنوب

اين ردودكم ومشاركاتكم المعروفين بها


اتيناكم بموضوع جاد عطشان لمداخلاتكم الرائعة


تحياتي لك

بسام البان
2008-06-12, 02:13 AM
نعود مرة اخرى فهل من متحاورون معنا في هذا الموضوع

ام لا



تحياتي للجميع

أبو عامر اليافعي
2008-06-12, 02:21 AM
اخي بسام البان
انت لم تات بفكرة نناقشها انت اتيت بالدنيا والاخرة
وفتحت موضوع يختص فيه كل تاريخ البشرية وعلاقاتهم واديانهم وعلاقة الدنيا بالاخرة والدين بالسياسة
الموضوع كبير ومتشعب ومعقد ولهذا النقاش فيه يحتاج لاعوام.
اضف الى ذلك ان الناس تركيزها في مشاكلها الخاصة ومشكلة الجنوب .
فاعذرنا يا اخي
ونتمنى ان تاتي بفكرة محدودة او نقطة من نقاطك وخاصة التي لها علاقة بما نعانيه اليوم
فالجائع لايعرف الا الخباز والخبز.
ولايهمه شيء اخر غير ما يحتاجه.
وشكرا لك.