المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لك الله ياعدن


عبدالله صالح
2011-03-02, 12:40 AM
احببت ان تكون اولى مشاركاتي بمقال للكاتب الجنوبي محمد بالفخر يتحدث فيه عن ما يجري في عدن بعنوان لك الله ياعدن ومنقول من موقع عدن الغد
اترككم مع المقال



لك الله يا عدن
محمد بالفخر
عدن هذه المدينة الجميلة في شكلها المحصنة في موقعها الرقيقة في مشاعر أبنائها الدافئة لمن بحب احتضنها الساحرة لعشاقها المتسامحة مع من غدر بها وسرق ابتسامتها.
عدن عنوان المحبة عنوان الرقي والتقدم عنوان كل الخيرين
ذكرها سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث منها: أنه سيخرج من عدن أبين اثنا عشر ألف ينصرون الله ورسوله .
وقوله :تخرج نار من قعر عدن تسوق الناس إلى ارض المحشر .
عدن فوق ترابها وفي شواطئها وعلى سفوح جبالها استقبلت أنماطا شتى من البشر القادمين من الجبال اليمنية وسهول أبين وتبن ومرتفعات يافع والضالع وردفان . ومن صحراء شبوه وجبالها ووديان حضرموت وسواحلها . ومن أدغال القرن الإفريقي حتى أحراش الهند.
استقبلت الجميع أحبت من أحبها وأعطت من أعطاها آلفت بين الجميع كأم رؤوم.
ساوت بين الجميع دون تفرقة ولا تمييز الجديد منهم مثل القديم
الأول مثل التالي حنت على الجميع حتى الأشقياء منهم .
خرج الكثير منهم متنكرا لها بعد ا ن أثرته وأغنته من خيراتها بعد أن كان حافيا عاريا .
تعرضت للغزو البريطاني الذي جثم على صدور أبنائها ما يزيد على قرن من الزمان حتى لفظته في النهاية بسواعد أبنائها الأشاوس فخرج خافضا الرأس يجر أذيال الخيبة وغابت شمسه التي كانت لا تغيب .
تعرضت للعقوق ونكران الجميل من كثير من أبنآئها بعد
أن كان لا يجيد أبجديات الحروف فأصبح يشار إليه بالبنان ولم يرع للام الحنون حقها
تصارع الكثير منهم على مصالحهم الضيقة وتقاتلوا وأراقوا الدماء انهارا على تربتها الغالية وألبسوها السواد كما فعل قابيل بأخيه هابيل على أرضها منذ بداية الخليقة .
كل ذلك نسته الأم الحنون واحتضنت لقاء التصالح والتسامح في جمعية ردفان الخيرية في العام 2006م وأقيمت مهرجانات لهذا الغرض كلها انتهت بإسالة الدماء وإزهاق الأرواح ممن لا يعجبهم التصالح والتسامح ويعيشون على سياسات فرق تسد واستمرت عدن في تقديم الشهيد تلو الشهيد دون أن يدركها احد أو ينصرها ناصر .
وبعد أن هبت رياح التغيير في العالم العربي قادمة من تونس الخضراء مرورا بأرض الكنانة ومن بعدها مباشرة ارض شيخ المجاهدين عمر المختار تحركت الجماهير في عدن مغلقة ملفات الحراك داعية كغيرها لإسقاط النظام وسرعان ما جوبهت بالقمع والتنكيل والاعتقالات فسقط الشهداء والجرحى واحدا تلو الآخر في أسلوب عدواني قمعي حاقد مغلفا بثقافة الحقد والكراهية .
ومتناقض تماما مع ما أعلن عن توجيهات ووعود رئيس النظام بعدم التعرض للمتظاهرين بل حمايتهم أيضا . ولا ندري هل عدن واقعة ضمن من شملتهم تلك التوجيهات أم أنها خصصت لمدن أخرى في مقدمتها صنعاء وتعز التي نشاهد فيهما رجال الأمن في منتهى الهدؤ والطمأنينة والابتسامة الرائعة ويحملون العصي بدلا من السلاح الآلي .
وإلا بماذا نفسر مجزرة الجمعة التي ارتكبتها قوات الأمن في خور مكسر والمعلا و كريتر وغيرها من مديريات عدن .
إذا كانت الجماهير كما يقول كثير من الإعلاميين والمراقبين قد اسقطوا شعارات فك الارتباط واستبدلوه بشعار إسقاط النظام ومع ذلك استمرت عنجهية قوى الأمن بهذه البلطجة التي لم يسبق لها مثيل إلا ما قام به مرتزقة القذافي وكتائبه الأمنية
ألهذه الدرجة استرخصت دماء أبناء عدن ؟
سمعنا عن لجنة تحقيق في مجزرة الأسبوع الماضي وإذا بها لجنة تحاول استرضاء أسر الضحايا بثمن بخس وتعويضات لن تعيد كليبا حيّا ولن تقيم القصاص على جسّاس وبالتالي سيفلت المجرمون من العقاب .
على الرغم انه قد تم الحديث عن الأسف لما حصل ولكنه استدرك في نفس اللحظة عن تحميل الضحية المسؤولية لما جرى لها . وليس معاقبة الفاعل على جريمته ولربما إنهم لا يعتبرون ما حدث جريمة طالما أن الضحية ليست له قبيلة تحميه وطالما أنه من الفرع فلا حاجة للعويل إذا .

فهذا قدرك يا عدن يا قبلة الثائرين ومدرسة الحرية ومنبع العزة والكرامة وليس لدينا ما نقوله سوى لك الله يا عدن وحسبك الله ونعم الوكيل
خاتمه :
قال تعالى : ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيما)) صدق الله العظيم
[email protected]