الصقر الجارح
2011-02-13, 11:01 PM
رحل سريعا .. ولا عزاء
بقلم / إياد الشعيبي
إهداء لمن يهمه الأمر :
ها قد تحققت الأماني الشاحبة
وتزينت تلك الجباه ..
وعلت زغاريد الحرائر
إنا قادمون ..
سقط الطغاة ، وتناثرت أسنانهم
وتكشفت سوءاتهم
وغدو على جرف النهاية
ساقطون .
حان رحيلكم معشر الأصنام
هذا "هبل" آلهة الطغيان
حطمته أحذية الشرفاء
فارحلوا كي لا تطال وجوهكم
وأنتم صاغرون.
انفرط عقد الاستبداد ، وبدت حبات مسبحة الكهنوت المسمى "حاكم عربي" تنخلع واحدة بعد أخرى ، فليست من محاسن الصدف أن يغادر الرئيس المخلوع "مبارك" القاهرة ، في ذات اليوم الذي غادر فيه زميله "بن علي" تونس "مساء الجمعة" نفسها ، وهو اليوم الذي لا أشك سلفا أن يغادر فيه الرئيس المخلوع "علي عبد الله صالح" اليمن الذي عقد لقاء عاجلا مع مجلس الحرب الوطني الجمعة ذاتها ، بل وبقية "كراسي" أنظمة السقوط.
هم ليسوا سواء في نزوة الحكم وقمع شعوبهم واستبدادها وحسب ، بل هم متشابهون في الجينات الخلقية والعقود العمرية ، وحتى في الصفات السيكولوجية ، فتشابهت رتبهم العسكرية ، وأرصدتهم البنكية ، فكان لزاما أن تتشابه الهبات الشعبية الثائرة عليهم ، وتتوالى بلحظات زمنية متقاربة محددة مواقيت سقوطهم في مزابل التاريخ.
المراقب للتطورات المتسارعة في مصر منذ اندلاع ثورة الـ 25 من يناير ، وقبلها ثورة الـ "بوعزيزي" في ديسمبر الماضي ، سيجد بالفعل كم أن هؤلاء الحكام الذين طالما كان يخال لشعوبها من عنتهم أنهم المخلدون ، سيجد كم قصورهم التي تحوم في أرجائها مدرعات الجيش وفرق الكوماندوز ، وقوات المهمات الخاصة ، والمخابرات ، كم هي أوهن من بيت العنكبوت ، وكم هذه القوات عاجزة من أن تقتل "الحرية" مهما تلطخت أياديها بدماء الأحرار !!.
ولست هنا كي أشيد بثورة شعب مصر العظيمة ، وما مثلته وتمثله من تحول فاصل في تاريخ الأمة العربية بل والعالم من أقصاه إلى أدناه ، فلربما لرموز السياسة في العالم من ذوي النظرات الثاقبة قدرة في صياغة ما ينصفها.
فقط "ارحل" .. ارحل من جنوبنا .. ارحل من يمننا .. ارحل سريعا ولا عزاء ، الحق ركب توأميك ، فإن شوقا داخلنا يجرنا للحظة لا ندمع فيها إلا فرحا ، لحظة نسترد فيها كرامة شعبنا من مخالب نظامك الساقط لا بد قسما.
كل ما نتمناه أن تفهم نفسك قبل أن تفهمنا ، لن ينفعك مستشاروك ، ولا فرق القتل ، ولا مصاصي دماء وثروات الشعب ، ولا المتملقين في منابر الإعلام الصفراء ، فأولئك لن يقوون على قتل الحقيقة .
وحين يثور الشعب لن يبقى لأحزاب "الظل" المعارض قيمة في أيقونة "حوار" كانت تستمرأ فتاتك ، لتشرعن بقائك ، وتتآمر على جوهر قضايا البلد في اصطفاف قديم جديد هو نفسه من أحرق الجنوب واحتلها بالقوة ، وهو نفسه من أحرق صعدة وهو نفسه من سيتآمر على ثورة شباب يجب أن يعود فيها الجنوب لأهله ، ويسقط فيها نظامك لأجل أن يستقيم أمره ، ويبدأ صياغة تاريخ جديد .
المصدر أونلاين
بقلم / إياد الشعيبي
إهداء لمن يهمه الأمر :
ها قد تحققت الأماني الشاحبة
وتزينت تلك الجباه ..
وعلت زغاريد الحرائر
إنا قادمون ..
سقط الطغاة ، وتناثرت أسنانهم
وتكشفت سوءاتهم
وغدو على جرف النهاية
ساقطون .
حان رحيلكم معشر الأصنام
هذا "هبل" آلهة الطغيان
حطمته أحذية الشرفاء
فارحلوا كي لا تطال وجوهكم
وأنتم صاغرون.
انفرط عقد الاستبداد ، وبدت حبات مسبحة الكهنوت المسمى "حاكم عربي" تنخلع واحدة بعد أخرى ، فليست من محاسن الصدف أن يغادر الرئيس المخلوع "مبارك" القاهرة ، في ذات اليوم الذي غادر فيه زميله "بن علي" تونس "مساء الجمعة" نفسها ، وهو اليوم الذي لا أشك سلفا أن يغادر فيه الرئيس المخلوع "علي عبد الله صالح" اليمن الذي عقد لقاء عاجلا مع مجلس الحرب الوطني الجمعة ذاتها ، بل وبقية "كراسي" أنظمة السقوط.
هم ليسوا سواء في نزوة الحكم وقمع شعوبهم واستبدادها وحسب ، بل هم متشابهون في الجينات الخلقية والعقود العمرية ، وحتى في الصفات السيكولوجية ، فتشابهت رتبهم العسكرية ، وأرصدتهم البنكية ، فكان لزاما أن تتشابه الهبات الشعبية الثائرة عليهم ، وتتوالى بلحظات زمنية متقاربة محددة مواقيت سقوطهم في مزابل التاريخ.
المراقب للتطورات المتسارعة في مصر منذ اندلاع ثورة الـ 25 من يناير ، وقبلها ثورة الـ "بوعزيزي" في ديسمبر الماضي ، سيجد بالفعل كم أن هؤلاء الحكام الذين طالما كان يخال لشعوبها من عنتهم أنهم المخلدون ، سيجد كم قصورهم التي تحوم في أرجائها مدرعات الجيش وفرق الكوماندوز ، وقوات المهمات الخاصة ، والمخابرات ، كم هي أوهن من بيت العنكبوت ، وكم هذه القوات عاجزة من أن تقتل "الحرية" مهما تلطخت أياديها بدماء الأحرار !!.
ولست هنا كي أشيد بثورة شعب مصر العظيمة ، وما مثلته وتمثله من تحول فاصل في تاريخ الأمة العربية بل والعالم من أقصاه إلى أدناه ، فلربما لرموز السياسة في العالم من ذوي النظرات الثاقبة قدرة في صياغة ما ينصفها.
فقط "ارحل" .. ارحل من جنوبنا .. ارحل من يمننا .. ارحل سريعا ولا عزاء ، الحق ركب توأميك ، فإن شوقا داخلنا يجرنا للحظة لا ندمع فيها إلا فرحا ، لحظة نسترد فيها كرامة شعبنا من مخالب نظامك الساقط لا بد قسما.
كل ما نتمناه أن تفهم نفسك قبل أن تفهمنا ، لن ينفعك مستشاروك ، ولا فرق القتل ، ولا مصاصي دماء وثروات الشعب ، ولا المتملقين في منابر الإعلام الصفراء ، فأولئك لن يقوون على قتل الحقيقة .
وحين يثور الشعب لن يبقى لأحزاب "الظل" المعارض قيمة في أيقونة "حوار" كانت تستمرأ فتاتك ، لتشرعن بقائك ، وتتآمر على جوهر قضايا البلد في اصطفاف قديم جديد هو نفسه من أحرق الجنوب واحتلها بالقوة ، وهو نفسه من أحرق صعدة وهو نفسه من سيتآمر على ثورة شباب يجب أن يعود فيها الجنوب لأهله ، ويسقط فيها نظامك لأجل أن يستقيم أمره ، ويبدأ صياغة تاريخ جديد .
المصدر أونلاين