بائع المسك
2011-02-10, 02:32 AM
مقترحات مهمة للقيادات الشبابية:
إخواني الإجلاء/قيادات الحركة الشبابية والطلابية واتحاد شباب الجنوب والقيادات الشابة في هيئات الحراك الجنوبية:
اسمحوا لي أن أخاطبكم بندائي هذا بأمر أخفقنا جميعاً عن بلوغه منذ ما يقارب من خمس سنوات مضت، ولكن اللحظة التاريخية الطارئة على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي العام في الوطني العربي، تستلزم بل تحتم على الشباب الجنوبي انجاز ذلك الأمر الآن وليس غداً، لأن ثورتهم التي انطلقت منذ ما يقارب من خمس سنوات، هي التي كان من المفترض أن تكون صانعت ذلك المشهد ومحور ارتكازه تبعاً لشرف أسبقيتها وجسامة تضحياتها وعظمة وعدالة قضيتها، ولكن طالما شاءت الظروف الداخلية والخارجية ــ التي نعلمها جميعاً ـــ أن تخطف ذلك الحق والشرف عن ثورة شباب الجنوب أو على الأقل تبهته وتمنحه لغيرها، فإنه من المؤسف والمؤلم بل والمخزي أن نترك ملامح هذا المشهد التاريخي النادر والخاطف، يتشكل ثم يتلاشى أمام أبصارنا دون أن تكون لثورتنا الجنوبية مساحة ولو صغيرة فيه، لأن هذا الأمر لو حدث ستكون نتائجه كارثية على قضية الجنوب، فضلاً عن كونه وصمة عار على كل جنوبي وسنعظ على خيبتنا تلك أصابع الندم ونذرف دموع الحزن والأسأ.. لذلك وانطلاقاً من الواجب الوطني والأخلاقي والعقائدي تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وهويةً وقضيةً، وجدت نفسي ملزماً بتوجيه هذه المقترحات أو النداء إليكم والى كل شباب الجنوب، واسمحوا لي قبل الدخول في مضمون ندائي لكم، أن أذكركم وأبين لكم أسباب اقتصار ندائي عليكم دون بقية فئات الشعب الجنوبي، وأوجز تلك الأسباب بالاتي:
أولاً: سبب عام ومعلوم لدى الكافة مفاده: بأن الشباب (وهم الفئة العمرية التي لم تتجاوز الأربعين سنة) هم على مر تاريخ ثورات الأمم والشعوب، مفجروها ومحركوها ووقودها.
ثانياً: إن ثورة الجنوب منذ انطلاقتها، هي ثورة شبابية وطلابية بامتياز شكل الشباب الجنوبيون عمودها الفقري المحرك لها ميدانياً وإعلامياً وتضحيةً، ولا حاجة للتدليل على ذلك لأنه مما لا يستطيع احد إنكاره.
ثالثاً: إن لدى الجيل الجنوبي الذي عاصر المرحلة التاريخية السابقة على عام 1990م ـــوهم آباؤنا ــ إرثاً مثقلاً بالصراعات والخصومات المتأصلة في النفوس، وأثبتت الأحداث اللاحقة لذلك التاريخ، أنه من المستحيل عقلاً ومنطقاً أن يطلب الابناء من آبائهم، شطب ومسح ذاكرتهم الماضية لكي يتمكنوا من العيش في الحاضر أو لكي يدعون ابناءهم يبنون حاضرهم ومستقبلهم بعيداً عن خصومات ماضيهم وتناقضاته.
رابعاً: إن فشل جميع المحاولات السابقة في تأسيس كيان شبابي وطلابي جنوبي موحد وقوي وفاعل، يرجع إلى سببين رئيسين هما:
أ) سلطان الأبوية الجائر الذي أراد من خلاله الآباء إخضاع الأبناء له، ضماناً لتبعيتهم العمياء لوصايتهم ورغباتهم المشحونة بخصومات وتناقضات الماضي.
ب) فقدان الأبناء(الشباب) الثقة بالنفس الناتج عن تصور واعتقاد فاسد حول طبيعة ومكانة دورهم في صنع حاضرهم ومستقبلهم بالنظر إلى طبيعة ومكانة دور آبائهم في تلك المعادلة، بحيث اعتقد الشباب ــ خطئاً ــ بأن دورهم هو مكمل وتابع لدور آبائهم ومنفذ لأوامرهم، ولم يستوعبوا بأنهم العنصر الفاعل والحاسم في تلك المعادلة، ولا أودُّ أن أطيل في هذه المسألة المهمة والخطيرة ولكن اكتفي بالإحالة إلى تجربة ثورة تونس ومصر التي لم يقدها أو يخطط لها العلماء والمفكرون والسياسيون بل تفاجئوا بها فكان دورهم هو إيجاد المبررات والمرتكزات الواقعية والقانونية والسياسية التي ارتكزت عليها تلك الثورة..الخ وهكذا اتخذ كل واحد دوره الطبيعي في هذه المعادلة المعقدة.
خامساً: أثبتت حقائق وأحداث المرحلة السابقة، بأن انتظار الشباب توحد كيانات آبائهم وربط مصير كيانهم الشبابي بتلك الكيانات، خطأ كبير وفادح ينبغي تداركه..
وعلــــــــــيه وانطلاقاً من الحقائق السابقة، فإن ندائي لكم يطلب منكم التحرك سريعاً لإعادة الثورة الجنوبية إلى مكانها الطبيعي المتقدم في لوحة مشهد اللحظة التاريخية الراهنة عربياً ودولياً، وذلك من خلال إعادة ترتيب وتنظيم صفوفكم وجهودكم وإمكانياتكم لقيادة ثورة شعبية لا تهدأ إلا برحيل المحتل عن ارض الجنوب، ولكي تستطيعون انجاز ذلك فإنه يلزمكم أولاً تجاوز إرباكات وتعقيدات المرحلة السابقة ومعوقاتها القائمة، ليتم إعادة ترتيب وتنظيم صفوفكم بطريقة عملية دقيقة وفعالة وغير معقدة، لذلك اقترح عليكم اتخاذ الإجراءات التالية:
أولاً: بشأن تجاوز تعقيدات المرحلة السابقة ومعوقاتها القائمة:
وسبيل ذلك هو:
1ــ إنهاء حالة التبعية العمياء والمطلقة بين المكونات الشبابية وهيئات الحراك، تلك التبعية التي جعلت من تلك المكونات مجرد فرع تابع ومنفذ لقراراتها المتخبطة، وهو ما يقتضي استبدال تلك التبعية بشراكة ندية وتنسيق عقلاني ومخطط عند اقتضاء المصلحة العليا ذلك فقط.
2ــ طي صفحة الخصومات والخلافات الشبابية السابقة ومحاولة نسيانها في هذه المرحلة واعتراف كل مكون بوجود الآخر بالكيفية التي هو موجود فيها وفي النطاق الذي ينشط فيه حالياً، وإرجاء أي خطوات أو مناقشات بشأن الدمج بين الكيانات الشبابية في ظل الظروف الراهنة ولو لمدة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها حتى يتم الاتفاق على آلية عملية سليمة ودقيقة لانجاز ذلك الدمج أو التوحد، لان الخطوات الارتجالية والعاطفية المندفعة لم ولن تحقق إلا مزيداً من التعقيدات التي لا تحتملها المرحلة الراهنة، بمعنى آخر تركيز نشاط الشباب حول مسالة تنسيق الجهود وتنظيم الصفوف فقط كما سيأتي.
ثانياً: بشأن تنظيم الصفوف وتنسيق الجهود:
من المعلوم أن تنظيم الصفوف وتنسيق الجهود يستلزم منطقياً وجود هيئة قيادية متآلفة ومتجانسة مع بعضها، تتولى انجاز هذه المهمة، وهذا ما يفتقره الكيان الشبابي الجنوبي المنقسم على بعضه تبعاً لانقسام كيان آبائه، وظروف اللحظة التاريخية لا تسمح مطلقاً بأية مغامرة جديدة في لم شمل الكيانات الشبابية وتوحيدها في الوقت الراهن، لذلك فإنه يقتضي البحث عن وسائل وآليات أخرى أكثر فعالية وأماناً وملائمة لظروف المرحلة لأجل تحقيق هذه الخطوة، وعليه فإني اقترح لتحقيق ذلك، الوسائل والإجراءات التالية:
1ــ تشكيل لجنة تنسيق عليا (مصغرة) بين المكونات الشبابية على مستوى الجنوب، يتم تشكيلها بالتوافق بين قيادة الحركة الشبابية واتحاد شباب الجنوب وليس بالضرورة الإعلان من الاسماء، وتحدد مهامها في الإعداد والتحضير للفعاليات في المدن الرئيسية والتنسيق بشأنها مع هيئات الحراك وبقية مكونات المجتمع الجنوبي.
2ــ تتولى لجنة التنسيق العليا الإشراف على تشكيل قيادة شبابية ميدانية في مدينتي عدن والمكلا كخطوة أولى وعاجلة، لأنه لا يمكن الحديث عن ثورة أو حراك إلا بتحريك هاتين المدينتين بحيث تتكون تلك القيادة الميدانية من المكونين الشبابين (الحركة الشبابية+اتحاد الشباب) وعن كل مديرية أو حارة ممثل واحد فقط بشرط أن يكون بالنسبة لعدن من ابناء عدن أو على الأقل يكون قد ولد واستقر فيها. ثم تجتمع تلك القيادة الميدانية وتختار لها رئيساً ومنسقاً وهذا المنسق يكون هو حلقة الوصل بين القيادة الميدانية وممثليها بالمديريات وبينها وبين بقية هيئات الحراك وفروع قيادة المكونات الشبابية بحيث يكون بقية الأعضاء غير معلومين لأحد.
3ــ تقوم القيادة الميدانية بالمحافظات بتشكيل بنائها التنظيمي في المناطق والحارات والشوارع وفقاً لما يعرف بالشكل العنقودي (عنقود العنب) وهي طريقه أثبتت التجارب فعاليتها بالواقع عند تطبيقها من الجماعات الإسلامية وغيرها من الجماعات التي دخلت في صراعات طويلة مع الأنظمة السياسية وكان آخرها جماعة الحوثي مع نظام صنعاء، وهذا التنظيم العنقودي مستوحٍ من شكل عنقود العنب الذي يتكون من ساق واحد تتفرع منه فروع عديدة وفي كل فرع من هذه الفروع عدة فروع صغيره تتصل بكل واحد منها ثلاثة حبات عنب، بحيث يمكن للشخص أن ينزع تلك الثلاث الحبات لوحدها مع بقاء العنقود محتفظاً بوجوده متناسقاً، لأن كل ثلاث حبات لها ارتباط واحد فقط مستقل عن غيرها.. وترتيباً على ذلك فإن تطبيق تلك الوسيلة التنظيمية على القيادة الميدانية المقترحة بكل محافظة سيتخذ الطريقة التالية:
أــ قيادة ميدانية للمحافظة مكونة من رئيس ومنسق وممثل عن كل مديرية أو حارة..
ب ــ ممثل المديرية أو الحارة هو القائد الميداني الأول بمديريته أو حارته وهو حلقة الوصل الوحيدة بين المديرية أو الحارة وقيادة المحافظة، وسيقوم بدوره في تأطير ثلاثة شباب أو خمسة فقط، بطريقة سرية ممن يعرفهم ويثق بهم، ثم سيكلف كل واحد من هولاء بان يقوم كل منهم بتأطير ثلاثة إلى خمسة من زملائه لا يعرف بهم احد إلا هو فقط، وهولاء الثلاثة أو الخمسة يؤطر كل واحد منهم ثلاثة أو خمسة من أصدقائه وزملائه وهكذا دواليك سيتكون لدينا بناء تنظيمي هرمي ضخم متماسك وصعب الاختراق لأنه عبارة عن خلايا صغيرة مستقلة يسود بين أعضاءها الألفة والمودة والثقة النابعة من علاقة الصداقة والقرابة التي يصعب معها تسريب الأسرار أو الوشاية ببعظهم، وفي حالة حدث مثل ذلك أو حدث انكشاف لأحد أعضاء الخلية فإن أضرار ذلك على التنظيم محدودة جداً وسيقتصر على أعضاء تلك الخلية فقط لان أعضاء بقية الخلايا غير معلومين لهم.
ج ــ إن التشكيل العنقودي هذه يعد أفضل وسيلة لتشكيل قاعدة جماهيرية عريضة صلبة ومتماسكة ، كما انه أمن وسيلة لنقل المعلومات والتوجيهات السرية إلى جميع القواعد وبأقل كلفة ممكنه خصوصاً مع وسائل الاتصال الحديثة، كما انه أفضل وسيلة لحشد الشباب في المسيرات وتنظيمها بسرية حيث بإمكان المعلومة أن تنتقل تلقائياً خلال ساعات قليلة إلى كل بيت وحارة وشارع ومنطقة عن طريق حلقات الوصل بين تلك الخلايا، أي انه يمكن الدعوة لمسيرة حاشدة في نفس مساء اليوم الذي ستخرج فيه، فتصل تلك الدعوة إلى كل بيت وحارة في نفس الليلة، فيتحقق عنصر المفاجأة في فعاليات الحراك الجنوبي التي ستربك قوات الاحتلال، كما أن مميزات هذا التشكيل هو توزيعه للمسؤوليات، حيث سنجد أن كل شاب مسئول عن ثلاثة أفراد وكل فرد من هولاء مسئول عن ثلاثة آخرين وهكذا يشعر الجميع بأنه مسئول عن المهمة المسندة للجميع، كما أنها ستقضي على مرض التسابق على المنصات لأن القيادة غير ظاهرة فيها، وهذه الخاصية هي سر نجاح الحركات الجهادية في تنفيذ مهامها رغم صعوبتها وخطورتها، لذلك فإنها بالنظر إلى طبيعة النضال السلمي للثورة الجنوبية ستكون أكثر فعالية وملائمة ونجاحاً.
4ــ إن الخطوات والوسائل السابقة هي بتقديري الشخصي الأكثر ملاءمة وواقعية وفعالية في ظل ظروف الكيان الشبابي حالياً، لقيادة ثورة شعبية في عدن والمكلا، كما أن هذه الخطوات العملية ستقود تلقائياً إلى تأسيس كيان شبابي قوي وموحد، كما انه وفقاً للطريقة السابقة يمكن تشكيل لجان أمنية أو شعبية لحماية الفعاليات وتنظيمها وفرقاً إعلامية لتغطيتها بدقة وسرية متناهية.
5ــ إن الأفكار السابق طرحها يمكن الاستفادة منها من جميع التيارات والجماعات الحراكية منفردة أو مجتمعة سواء تم الاتفاق على لجان تنسيق بين تلك المكونات حسب مقترحي السابق أو لم يتم، بل بإمكان الشباب الداعين لانتفاضة 11فبراير الاستفادة من تلك الأفكار والمقترحات بل وتطويرها..
هل آن الأوان لأن نعيد لعقولنا موقعها السيادي والقيادي لثورة شعبنا أم سنظل نتخبط وسط اندفاعاتنا العاطفية المرتجلة التي ستقودنا إلى انتكاسات مؤلمة...ستجيب الأيام القادمة عن ذلك..
هذا ما أردت توضيحه لإخواني قيادات المكونات الشبابية وجميع شباب الجنوب.. أتمنى للجميع التوفيق والسداد ونصراً قريباً بإذن الله لقضيتنا الجنوبية.
إخواني الإجلاء/قيادات الحركة الشبابية والطلابية واتحاد شباب الجنوب والقيادات الشابة في هيئات الحراك الجنوبية:
اسمحوا لي أن أخاطبكم بندائي هذا بأمر أخفقنا جميعاً عن بلوغه منذ ما يقارب من خمس سنوات مضت، ولكن اللحظة التاريخية الطارئة على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي العام في الوطني العربي، تستلزم بل تحتم على الشباب الجنوبي انجاز ذلك الأمر الآن وليس غداً، لأن ثورتهم التي انطلقت منذ ما يقارب من خمس سنوات، هي التي كان من المفترض أن تكون صانعت ذلك المشهد ومحور ارتكازه تبعاً لشرف أسبقيتها وجسامة تضحياتها وعظمة وعدالة قضيتها، ولكن طالما شاءت الظروف الداخلية والخارجية ــ التي نعلمها جميعاً ـــ أن تخطف ذلك الحق والشرف عن ثورة شباب الجنوب أو على الأقل تبهته وتمنحه لغيرها، فإنه من المؤسف والمؤلم بل والمخزي أن نترك ملامح هذا المشهد التاريخي النادر والخاطف، يتشكل ثم يتلاشى أمام أبصارنا دون أن تكون لثورتنا الجنوبية مساحة ولو صغيرة فيه، لأن هذا الأمر لو حدث ستكون نتائجه كارثية على قضية الجنوب، فضلاً عن كونه وصمة عار على كل جنوبي وسنعظ على خيبتنا تلك أصابع الندم ونذرف دموع الحزن والأسأ.. لذلك وانطلاقاً من الواجب الوطني والأخلاقي والعقائدي تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وهويةً وقضيةً، وجدت نفسي ملزماً بتوجيه هذه المقترحات أو النداء إليكم والى كل شباب الجنوب، واسمحوا لي قبل الدخول في مضمون ندائي لكم، أن أذكركم وأبين لكم أسباب اقتصار ندائي عليكم دون بقية فئات الشعب الجنوبي، وأوجز تلك الأسباب بالاتي:
أولاً: سبب عام ومعلوم لدى الكافة مفاده: بأن الشباب (وهم الفئة العمرية التي لم تتجاوز الأربعين سنة) هم على مر تاريخ ثورات الأمم والشعوب، مفجروها ومحركوها ووقودها.
ثانياً: إن ثورة الجنوب منذ انطلاقتها، هي ثورة شبابية وطلابية بامتياز شكل الشباب الجنوبيون عمودها الفقري المحرك لها ميدانياً وإعلامياً وتضحيةً، ولا حاجة للتدليل على ذلك لأنه مما لا يستطيع احد إنكاره.
ثالثاً: إن لدى الجيل الجنوبي الذي عاصر المرحلة التاريخية السابقة على عام 1990م ـــوهم آباؤنا ــ إرثاً مثقلاً بالصراعات والخصومات المتأصلة في النفوس، وأثبتت الأحداث اللاحقة لذلك التاريخ، أنه من المستحيل عقلاً ومنطقاً أن يطلب الابناء من آبائهم، شطب ومسح ذاكرتهم الماضية لكي يتمكنوا من العيش في الحاضر أو لكي يدعون ابناءهم يبنون حاضرهم ومستقبلهم بعيداً عن خصومات ماضيهم وتناقضاته.
رابعاً: إن فشل جميع المحاولات السابقة في تأسيس كيان شبابي وطلابي جنوبي موحد وقوي وفاعل، يرجع إلى سببين رئيسين هما:
أ) سلطان الأبوية الجائر الذي أراد من خلاله الآباء إخضاع الأبناء له، ضماناً لتبعيتهم العمياء لوصايتهم ورغباتهم المشحونة بخصومات وتناقضات الماضي.
ب) فقدان الأبناء(الشباب) الثقة بالنفس الناتج عن تصور واعتقاد فاسد حول طبيعة ومكانة دورهم في صنع حاضرهم ومستقبلهم بالنظر إلى طبيعة ومكانة دور آبائهم في تلك المعادلة، بحيث اعتقد الشباب ــ خطئاً ــ بأن دورهم هو مكمل وتابع لدور آبائهم ومنفذ لأوامرهم، ولم يستوعبوا بأنهم العنصر الفاعل والحاسم في تلك المعادلة، ولا أودُّ أن أطيل في هذه المسألة المهمة والخطيرة ولكن اكتفي بالإحالة إلى تجربة ثورة تونس ومصر التي لم يقدها أو يخطط لها العلماء والمفكرون والسياسيون بل تفاجئوا بها فكان دورهم هو إيجاد المبررات والمرتكزات الواقعية والقانونية والسياسية التي ارتكزت عليها تلك الثورة..الخ وهكذا اتخذ كل واحد دوره الطبيعي في هذه المعادلة المعقدة.
خامساً: أثبتت حقائق وأحداث المرحلة السابقة، بأن انتظار الشباب توحد كيانات آبائهم وربط مصير كيانهم الشبابي بتلك الكيانات، خطأ كبير وفادح ينبغي تداركه..
وعلــــــــــيه وانطلاقاً من الحقائق السابقة، فإن ندائي لكم يطلب منكم التحرك سريعاً لإعادة الثورة الجنوبية إلى مكانها الطبيعي المتقدم في لوحة مشهد اللحظة التاريخية الراهنة عربياً ودولياً، وذلك من خلال إعادة ترتيب وتنظيم صفوفكم وجهودكم وإمكانياتكم لقيادة ثورة شعبية لا تهدأ إلا برحيل المحتل عن ارض الجنوب، ولكي تستطيعون انجاز ذلك فإنه يلزمكم أولاً تجاوز إرباكات وتعقيدات المرحلة السابقة ومعوقاتها القائمة، ليتم إعادة ترتيب وتنظيم صفوفكم بطريقة عملية دقيقة وفعالة وغير معقدة، لذلك اقترح عليكم اتخاذ الإجراءات التالية:
أولاً: بشأن تجاوز تعقيدات المرحلة السابقة ومعوقاتها القائمة:
وسبيل ذلك هو:
1ــ إنهاء حالة التبعية العمياء والمطلقة بين المكونات الشبابية وهيئات الحراك، تلك التبعية التي جعلت من تلك المكونات مجرد فرع تابع ومنفذ لقراراتها المتخبطة، وهو ما يقتضي استبدال تلك التبعية بشراكة ندية وتنسيق عقلاني ومخطط عند اقتضاء المصلحة العليا ذلك فقط.
2ــ طي صفحة الخصومات والخلافات الشبابية السابقة ومحاولة نسيانها في هذه المرحلة واعتراف كل مكون بوجود الآخر بالكيفية التي هو موجود فيها وفي النطاق الذي ينشط فيه حالياً، وإرجاء أي خطوات أو مناقشات بشأن الدمج بين الكيانات الشبابية في ظل الظروف الراهنة ولو لمدة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها حتى يتم الاتفاق على آلية عملية سليمة ودقيقة لانجاز ذلك الدمج أو التوحد، لان الخطوات الارتجالية والعاطفية المندفعة لم ولن تحقق إلا مزيداً من التعقيدات التي لا تحتملها المرحلة الراهنة، بمعنى آخر تركيز نشاط الشباب حول مسالة تنسيق الجهود وتنظيم الصفوف فقط كما سيأتي.
ثانياً: بشأن تنظيم الصفوف وتنسيق الجهود:
من المعلوم أن تنظيم الصفوف وتنسيق الجهود يستلزم منطقياً وجود هيئة قيادية متآلفة ومتجانسة مع بعضها، تتولى انجاز هذه المهمة، وهذا ما يفتقره الكيان الشبابي الجنوبي المنقسم على بعضه تبعاً لانقسام كيان آبائه، وظروف اللحظة التاريخية لا تسمح مطلقاً بأية مغامرة جديدة في لم شمل الكيانات الشبابية وتوحيدها في الوقت الراهن، لذلك فإنه يقتضي البحث عن وسائل وآليات أخرى أكثر فعالية وأماناً وملائمة لظروف المرحلة لأجل تحقيق هذه الخطوة، وعليه فإني اقترح لتحقيق ذلك، الوسائل والإجراءات التالية:
1ــ تشكيل لجنة تنسيق عليا (مصغرة) بين المكونات الشبابية على مستوى الجنوب، يتم تشكيلها بالتوافق بين قيادة الحركة الشبابية واتحاد شباب الجنوب وليس بالضرورة الإعلان من الاسماء، وتحدد مهامها في الإعداد والتحضير للفعاليات في المدن الرئيسية والتنسيق بشأنها مع هيئات الحراك وبقية مكونات المجتمع الجنوبي.
2ــ تتولى لجنة التنسيق العليا الإشراف على تشكيل قيادة شبابية ميدانية في مدينتي عدن والمكلا كخطوة أولى وعاجلة، لأنه لا يمكن الحديث عن ثورة أو حراك إلا بتحريك هاتين المدينتين بحيث تتكون تلك القيادة الميدانية من المكونين الشبابين (الحركة الشبابية+اتحاد الشباب) وعن كل مديرية أو حارة ممثل واحد فقط بشرط أن يكون بالنسبة لعدن من ابناء عدن أو على الأقل يكون قد ولد واستقر فيها. ثم تجتمع تلك القيادة الميدانية وتختار لها رئيساً ومنسقاً وهذا المنسق يكون هو حلقة الوصل بين القيادة الميدانية وممثليها بالمديريات وبينها وبين بقية هيئات الحراك وفروع قيادة المكونات الشبابية بحيث يكون بقية الأعضاء غير معلومين لأحد.
3ــ تقوم القيادة الميدانية بالمحافظات بتشكيل بنائها التنظيمي في المناطق والحارات والشوارع وفقاً لما يعرف بالشكل العنقودي (عنقود العنب) وهي طريقه أثبتت التجارب فعاليتها بالواقع عند تطبيقها من الجماعات الإسلامية وغيرها من الجماعات التي دخلت في صراعات طويلة مع الأنظمة السياسية وكان آخرها جماعة الحوثي مع نظام صنعاء، وهذا التنظيم العنقودي مستوحٍ من شكل عنقود العنب الذي يتكون من ساق واحد تتفرع منه فروع عديدة وفي كل فرع من هذه الفروع عدة فروع صغيره تتصل بكل واحد منها ثلاثة حبات عنب، بحيث يمكن للشخص أن ينزع تلك الثلاث الحبات لوحدها مع بقاء العنقود محتفظاً بوجوده متناسقاً، لأن كل ثلاث حبات لها ارتباط واحد فقط مستقل عن غيرها.. وترتيباً على ذلك فإن تطبيق تلك الوسيلة التنظيمية على القيادة الميدانية المقترحة بكل محافظة سيتخذ الطريقة التالية:
أــ قيادة ميدانية للمحافظة مكونة من رئيس ومنسق وممثل عن كل مديرية أو حارة..
ب ــ ممثل المديرية أو الحارة هو القائد الميداني الأول بمديريته أو حارته وهو حلقة الوصل الوحيدة بين المديرية أو الحارة وقيادة المحافظة، وسيقوم بدوره في تأطير ثلاثة شباب أو خمسة فقط، بطريقة سرية ممن يعرفهم ويثق بهم، ثم سيكلف كل واحد من هولاء بان يقوم كل منهم بتأطير ثلاثة إلى خمسة من زملائه لا يعرف بهم احد إلا هو فقط، وهولاء الثلاثة أو الخمسة يؤطر كل واحد منهم ثلاثة أو خمسة من أصدقائه وزملائه وهكذا دواليك سيتكون لدينا بناء تنظيمي هرمي ضخم متماسك وصعب الاختراق لأنه عبارة عن خلايا صغيرة مستقلة يسود بين أعضاءها الألفة والمودة والثقة النابعة من علاقة الصداقة والقرابة التي يصعب معها تسريب الأسرار أو الوشاية ببعظهم، وفي حالة حدث مثل ذلك أو حدث انكشاف لأحد أعضاء الخلية فإن أضرار ذلك على التنظيم محدودة جداً وسيقتصر على أعضاء تلك الخلية فقط لان أعضاء بقية الخلايا غير معلومين لهم.
ج ــ إن التشكيل العنقودي هذه يعد أفضل وسيلة لتشكيل قاعدة جماهيرية عريضة صلبة ومتماسكة ، كما انه أمن وسيلة لنقل المعلومات والتوجيهات السرية إلى جميع القواعد وبأقل كلفة ممكنه خصوصاً مع وسائل الاتصال الحديثة، كما انه أفضل وسيلة لحشد الشباب في المسيرات وتنظيمها بسرية حيث بإمكان المعلومة أن تنتقل تلقائياً خلال ساعات قليلة إلى كل بيت وحارة وشارع ومنطقة عن طريق حلقات الوصل بين تلك الخلايا، أي انه يمكن الدعوة لمسيرة حاشدة في نفس مساء اليوم الذي ستخرج فيه، فتصل تلك الدعوة إلى كل بيت وحارة في نفس الليلة، فيتحقق عنصر المفاجأة في فعاليات الحراك الجنوبي التي ستربك قوات الاحتلال، كما أن مميزات هذا التشكيل هو توزيعه للمسؤوليات، حيث سنجد أن كل شاب مسئول عن ثلاثة أفراد وكل فرد من هولاء مسئول عن ثلاثة آخرين وهكذا يشعر الجميع بأنه مسئول عن المهمة المسندة للجميع، كما أنها ستقضي على مرض التسابق على المنصات لأن القيادة غير ظاهرة فيها، وهذه الخاصية هي سر نجاح الحركات الجهادية في تنفيذ مهامها رغم صعوبتها وخطورتها، لذلك فإنها بالنظر إلى طبيعة النضال السلمي للثورة الجنوبية ستكون أكثر فعالية وملائمة ونجاحاً.
4ــ إن الخطوات والوسائل السابقة هي بتقديري الشخصي الأكثر ملاءمة وواقعية وفعالية في ظل ظروف الكيان الشبابي حالياً، لقيادة ثورة شعبية في عدن والمكلا، كما أن هذه الخطوات العملية ستقود تلقائياً إلى تأسيس كيان شبابي قوي وموحد، كما انه وفقاً للطريقة السابقة يمكن تشكيل لجان أمنية أو شعبية لحماية الفعاليات وتنظيمها وفرقاً إعلامية لتغطيتها بدقة وسرية متناهية.
5ــ إن الأفكار السابق طرحها يمكن الاستفادة منها من جميع التيارات والجماعات الحراكية منفردة أو مجتمعة سواء تم الاتفاق على لجان تنسيق بين تلك المكونات حسب مقترحي السابق أو لم يتم، بل بإمكان الشباب الداعين لانتفاضة 11فبراير الاستفادة من تلك الأفكار والمقترحات بل وتطويرها..
هل آن الأوان لأن نعيد لعقولنا موقعها السيادي والقيادي لثورة شعبنا أم سنظل نتخبط وسط اندفاعاتنا العاطفية المرتجلة التي ستقودنا إلى انتكاسات مؤلمة...ستجيب الأيام القادمة عن ذلك..
هذا ما أردت توضيحه لإخواني قيادات المكونات الشبابية وجميع شباب الجنوب.. أتمنى للجميع التوفيق والسداد ونصراً قريباً بإذن الله لقضيتنا الجنوبية.