المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس مهم قدمته ثورتا تونس ومصر لثورة الجنوب:


بائع المسك
2011-02-07, 02:54 AM
درس مهم قدمته ثورتا تونس ومصر لثورة الجنوب:
قدمت لنا ثورة شباب تونس ومصر درساً مهماً للغاية بشأن مشكلة يعاني منها الحراك الجنوبي منذ انطلاقته، والعنوان الرئيسي لهذا الدرس ينص على أنه:
((يجب أن يكون لكل ثورة شعبية، قضية عادلة، مؤسسة على أسباب واقعية، وأهداف محددة ومشروعة، ولها ممثل شرعي معبر عنها))
وتحت هذا العنوان الرئيس تندرج عناوين ونتائج وتفاصيل عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1ــ إن عدم وضوح أسباب ومرتكزات القضية، يكون سبباً مباشراً لضعف وهج الثورة وبهوة زخمها ومن ثم تعثرها حتى ولو كانت أهدافها واضحة ومحددة ومشروعة، وبإسقاط ذلك على القضية التي ترتكز عليها ثورة الشباب المصري وقبلهم ثورة الشباب التونسي وقبلهم ثورة الشباب والشعب الجنوبي، يتبين أن قضية استبداد وفساد النظامين التونسي والمصري واحتكارهما للسلطة لأكثر من اثنين وعشرين سنة من الأول وأكثر من 32سنه من الثاني، جعل هاتين القضيتين عادلتين تبرران ثورة الشعبين بنظر الرأي العام الداخلي والدولي، كما أن قضية انقلاب نظام صنعاء على اتفاقيات الوحدة مع الجنوبيين ثم لجوئه إلى إقصاء شركائه الجنوبيين من السلطة. وطردهم خارج البلاد وضم الجنوب إلى حكمه بالقوة ونهب ثرواتها وتوزيعها غنائم حرب بين أهله...الخ، جعل من القضية الجنوبية قضية عادلة تبرر ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء بنظر الرأي العام المحلي والدولي، الأمر الذي يستنتج منه أن مرتكزات القضية التي قامت لأجلها الثورات الثلاث واضحة ومحددة، وتبرر ثورة الشعوب لأجلها..
2ــ إن وضوح أسباب ومرتكزات القضية التي تتبناها أية ثورة شعبية، يتطلب وضوح أهدافها وتناسب تلك الأهداف مع أسباب ومرتكزات تلك القضية وهذا التناسب هو الذي يمنحها صفة المشروعية، ولو أسقطنا هذا المتطلب على أهداف الثورات الثلاث، لوجدنا أن أهداف الثورة التونسية لم تكن واضحة ومحددة فقد رفع الشباب الثائر شعاراً عفوياً مفاده ((خبز وماء ابن علي لا)) أي أن الهدف هو رحيل الرئيس من الحكم، وهو هدف متناسب مع أسباب ومرتكزات القضية، ومن ثم فهو مشروعاً، إلا أنه بعد تحقيق ذلك الهدف ورحيل الرئيس اكتشف التونسيون أنهم مازالوا تحت حكم نظام الرئيس المخلوع وحزبه ورموزه السابقين، مما جعلهم يواصلون ثورتهم تحت هدف آخر هو إسقاط نظام الرئيس المخلوع وحل حزبه الحاكم، فدخلوا بسبب ذلك في عملية إرباك وتخبط حول حل هذه الإشكالية التي طرأت بعد أن كان قد شارك أطراف معارضة في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، فأعيد تشكيلها وقدم وزراء الحزب الحاكم استقالتهم من الحزب، وبدأ الحديث عن حكومة انتقالية وتعديل الدستور..الخ، وهكذا فمازالت هذه الثورة بتقديري الشخصي في حالة مخاض لا يمكن الجزم معه بانتصارها إلا بتأسيس نظام سياسي وطني معبر عن إرادة شعبية حقيقية، وسبب ذلك هو عدم وضوح هدف الثورة منذ البداية رغم وضوح وعدالة القضية، ونفس الأمر ينطبق على ثورة شباب مصر فأسباب ومرتكزات قضيتها واضحة وعادلة لكن الهدف غير واضح ومحدد، فهل هو إسقاط النظام أم إسقاط الرئيس أم تنحيه أم تفويض سلطاته لنائبه أم إصلاح النظام ومحاسبة الفاسدين وتعديل الدستور...الخ.، فعدم تحديد ثورة الشباب احد هذه الأهداف والتمسك به، هو الذي مكن مبارك من إحداث حالة الإرباك للشارع من خلال خطواته الإصلاحية والأمنية وهو الذي مكن نائبه الجديد بدهائه الأمني أن يستدرج المعارضة وممثلين عن شباب ثورة 25يناير إلى حوار مائع يهدف منه امتصاص حالة الاحتقان والغضب الجماهيري. بينما لو كان هدف الثورة واضح ومحدد من حيث غايته وآلية تحقيقه عملياً ودستورياً، منذ الانطلاقة لأمنت الثورة هذه الاختراقات والتعثرات...إذا كان هذا واقع حال أهداف ثورتي تونس ومصر فما هو حال هدف الثورة الجنوبية المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة من حيث وضوحه وتناسبه مع مرتكزات القضية الجنوبية؟
دعونا نبدأ بالتأمل في مدى وضوح ذلك الهدف على صعيد واقع حالنا الوطني ثم على الصعيد العربي والدولي، فبالنسبة لواقعنا الداخلي نستطيع القول بأن الغالبية العظمى ليس لديها مشكلة بشأن وضوح ذلك الهدف واقتناعها فيه مع اختلاف وضبابية بشأن وسيلة وآلية تحقيقه، وحقيقة أن هذا الاختلاف والضبابية يشكلا خطراً كبيراً على تماسك ووحدة تلك الأغلبية الجماهيرية، وهذا الأمر يتطلب تحرك جدي للبحث عن أسباب هذا الاختلاف وإزالة تلك الغشاوة التي تحجب الرؤية السليمة لطريق الثورة الجنوبية، وباعتقادي أن ابرز سبب لهذه الضبابية، هو عدم تأصيل مرتكزات القضية الجنوبية وأهدافها بما يحصن الوعي الجنوبي من الاختراق الذي يسبب الإرباك، أما بالنسبة لوضوح الهدف عند غير الجنوبيين، فشواهد الحال تنبؤنا بأن ذلك الهدف غير واضح للرأي العام الخارجي وسبب عدم الوضوح ذاك، يرجع بدرجه رئيسيه إلى أن الرأي العام الدولي لم يقتنع بملائمة هدف الاستقلال وتناسبه مع مرتكزات القضية الجنوبية حسب فهمه لها مقرونة بأزمة نظام صنعاء السياسية والاقتصادية، وسبب عدم الاقتناع هذا يرجع إلى فشل الجنوبيين في إعطاء توصيف سياسي وقانوني لقضيتهم وأهدافها بمعزل عن قضية شعب الجمهورية العربية اليمنية وأهدافها، لأن الجنوبيين لم يتفقوا أساساً على ذلك التأصيل حتى الآن، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنهم فشلوا إعلامياً داخلياً وخارجياً، لذلك، فإن هذه الفرصة التاريخية التي أنتجتها ثورة تونس ومصر تحتم على الجنوبيين سرعة الاتفاق على رؤية واضحة ومؤصلة لقضيتهم وأهدافها وتعميمها بجميع اللغات على العالم كله وتحصين الوعي الجنوبي بها. فقضية الجنوب غير قضية تونس ومصر.
3ــ إن غياب الممثل أو القائد او الحامل السياسي لاي قضيه، يجعلها عرضه للاختراق والانقسام والسرقة والاختلاس، فلو أسقطنا هذه الحقيقة على الثورات الثلاث، لوجدنا أن ثورة شباب وتونس ركب موجتها أحزاب المعارضة التونسية العتيقة التي لا تتمتع بأي ثقل جماهيري أو إسهام فعلي في تلك الثورة، لهذا فقد رأيناهم يتسابقون على مقاعد حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت عقب فرار الرئيس بن علي وعندما رفض الشعب تلك الحكومة رأيناهم ينسحبون منها خجلاً، وهكذا فثورة شباب تونس معرضة حتى الآن للسرقة من هولاء، لأنها بلا ممثل شرعي يقودها ويحرص على تحقيق أهدافها مستقبلاً. ونفس الأمر يحدث حالياً مع ثورة شباب مصر فهي مهددة بالإجهاض أو الالتفاف على أهدافها الوطنية السامية في الحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية، ففي حين أن الملايين تهتف بالشارع بسقوط النظام، فإن ممثلي المعارضة وستة شباب قيل بأنهم ممثلون عن المتظاهرين في ميدان التحرير، يتحاورون مع نظام مبارك على مطالب إصلاحية لذلك النظام، ونفس الأمر حدث ويحدث مع ثورة الجنوب فقد لاحظنا كيف حصل التسابق على إنشاء الهيئات الوهمية لاستثمار غليان الشعب الجنوبي لحسابات وأطماع شخصية، ثم رأينا كيف أن كل هيئه حاولت الاستحواذ على الأخرى تحت مبرر التوحيد الذي هو بريء عن مثل تلك الخطوات الاستحواذية والأنانية،ثم رأينا كيف أن فوضى ذلك التسابق، دفع الشيخ طارق الفضلي تحت تأثير ثورة شباب تونس ومصر العفوية، إلى أن يكفر بالهيئات والقيادات ويحرق كل شيء ويقرر النزول إلى الشارع لقيادة ثورة الحجارة بدون قيادة، دون أن يتأمل في نتائج غياب القيادة عن ثورة شباب تونس ومصر، ودون أن يتأمل في ظروف ومرتكزات وأهداف الثورة التونسية والمصرية المختلفة جداً عن مرتكزات وأهداف الثورة الجنوبية.
5ــ كان ما سبق ثلاثة دروس بليغة جداً مستخلصة من ثورتي تونس ومصر تتطلب اللحظة التاريخية الراهنة من الجنوبيين الوقوف أمامها والاستفادة منها ومعالجة مسار ثورتهم طبقاً لها، فمخطئ من يعتقد أن ثورة الجنوب ستنتصر دون وضوح وتأصيل مرتكزات قضيتها وتلاؤم وتناسب أهدافها ووضوحها وتحديدها طبقاً لتلك المرتكزات، ومخطئ من يعتقد أن الثورة الجنوبية تستطيع بلوغ أهدافها بتحريك الشارع بدون قيادة أو ممثل شرعي لها، ذلك أنها وان استطاعت طرد المحتل بهبة شعبية عفوية، فلن تستطيع إعادة بناء الدولة، ومخطئ من يتصور من انه يستطيع قيادة ثورة الجنوب بدون إشراك الشباب في جميع مستويات القيادة، ومخطئ بل خاطئ من يعتقد انه يستطيع استنساخ النموذج التونسي والمصري بحذافيره في واقع ثورة الجنوب، إن اكبر ربح يمكن الحصول عليه من ثورة تونس ومصر هو الاستفادة من الأخطاء التي صاحبت الثورتين كما سبق بيانه بعضها، واستثمار اللحظة التاريخية التي جعلت تلك الثورتان العالم فيها أكثر تفهماً لمطالب الشعوب العربية بعيداً عن رغبات حكامها..
ختاماً: حذارِ ثم حذارِ أن تأخذنا العاطفة والحماس والانبهار والإعجاب بأصداء ثورتي تونس ومصر وتداعياتهما عالمياً، للاندفاع في خطوات غير مدروسة ولا محسوبة النتائج، فنصدم بنتائجها السلبية مستقبلاً فتضرنا أكثر مما تنفعنا، إن حقيقة مشهد اللحظة بل الفرصة التاريخية الراهنة، يتطلب خطوتين من الجنوبيين أولها التحرك بأقصى سرعة ممكنة لاستثمار صدى وتداعيات هذه الفرصة التاريخية داخلياً وخارجياً بما يخدم القضية الجنوبية وثانيها: أن يكون ذلك التحرك عقلانياً ومبنياً على نظر ثاقب لدخائل الأحداث والنفوس والمواقف، لان ملامح ذلك المشهد لم تكتمل بعد وأؤكد بان ملامح ذلك المشهد لم تكتمل بعد، وبتقديري الشخصي الذي لا اشك فيه أن التحرك لاستثمار هذه الفرصة التاريخية ــ يجب أن ينصب أولاً صوب ترتيب وإصلاح الداخل قبل الانطلاق نحو الخارج..
للجميع فائق تقديري واحترامي

الكاش
2011-02-07, 03:42 AM
درس مهم قدمته ثورتا تونس ومصر لثورة الجنوب:
قدمت لنا ثورة شباب تونس ومصر درساً مهماً للغاية بشأن مشكلة يعاني منها الحراك الجنوبي منذ انطلاقته، والعنوان الرئيسي لهذا الدرس ينص على أنه:
((يجب أن يكون لكل ثورة شعبية، قضية عادلة، مؤسسة على أسباب واقعية، وأهداف محددة ومشروعة، ولها ممثل شرعي معبر عنها))
وتحت هذا العنوان الرئيس تندرج عناوين ونتائج وتفاصيل عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1ــ إن عدم وضوح أسباب ومرتكزات القضية، يكون سبباً مباشراً لضعف وهج الثورة وبهوة زخمها ومن ثم تعثرها حتى ولو كانت أهدافها واضحة ومحددة ومشروعة، وبإسقاط ذلك على القضية التي ترتكز عليها ثورة الشباب المصري وقبلهم ثورة الشباب التونسي وقبلهم ثورة الشباب والشعب الجنوبي، يتبين أن قضية استبداد وفساد النظامين التونسي والمصري واحتكارهما للسلطة لأكثر من اثنين وعشرين سنة من الأول وأكثر من 32سنه من الثاني، جعل هاتين القضيتين عادلتين تبرران ثورة الشعبين بنظر الرأي العام الداخلي والدولي، كما أن قضية انقلاب نظام صنعاء على اتفاقيات الوحدة مع الجنوبيين ثم لجوئه إلى إقصاء شركائه الجنوبيين من السلطة. وطردهم خارج البلاد وضم الجنوب إلى حكمه بالقوة ونهب ثرواتها وتوزيعها غنائم حرب بين أهله...الخ، جعل من القضية الجنوبية قضية عادلة تبرر ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء بنظر الرأي العام المحلي والدولي، الأمر الذي يستنتج منه أن مرتكزات القضية التي قامت لأجلها الثورات الثلاث واضحة ومحددة، وتبرر ثورة الشعوب لأجلها..
2ــ إن وضوح أسباب ومرتكزات القضية التي تتبناها أية ثورة شعبية، يتطلب وضوح أهدافها وتناسب تلك الأهداف مع أسباب ومرتكزات تلك القضية وهذا التناسب هو الذي يمنحها صفة المشروعية، ولو أسقطنا هذا المتطلب على أهداف الثورات الثلاث، لوجدنا أن أهداف الثورة التونسية لم تكن واضحة ومحددة فقد رفع الشباب الثائر شعاراً عفوياً مفاده ((خبز وماء ابن علي لا)) أي أن الهدف هو رحيل الرئيس من الحكم، وهو هدف متناسب مع أسباب ومرتكزات القضية، ومن ثم فهو مشروعاً، إلا أنه بعد تحقيق ذلك الهدف ورحيل الرئيس اكتشف التونسيون أنهم مازالوا تحت حكم نظام الرئيس المخلوع وحزبه ورموزه السابقين، مما جعلهم يواصلون ثورتهم تحت هدف آخر هو إسقاط نظام الرئيس المخلوع وحل حزبه الحاكم، فدخلوا بسبب ذلك في عملية إرباك وتخبط حول حل هذه الإشكالية التي طرأت بعد أن كان قد شارك أطراف معارضة في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، فأعيد تشكيلها وقدم وزراء الحزب الحاكم استقالتهم من الحزب، وبدأ الحديث عن حكومة انتقالية وتعديل الدستور..الخ، وهكذا فمازالت هذه الثورة بتقديري الشخصي في حالة مخاض لا يمكن الجزم معه بانتصارها إلا بتأسيس نظام سياسي وطني معبر عن إرادة شعبية حقيقية، وسبب ذلك هو عدم وضوح هدف الثورة منذ البداية رغم وضوح وعدالة القضية، ونفس الأمر ينطبق على ثورة شباب مصر فأسباب ومرتكزات قضيتها واضحة وعادلة لكن الهدف غير واضح ومحدد، فهل هو إسقاط النظام أم إسقاط الرئيس أم تنحيه أم تفويض سلطاته لنائبه أم إصلاح النظام ومحاسبة الفاسدين وتعديل الدستور...الخ.، فعدم تحديد ثورة الشباب احد هذه الأهداف والتمسك به، هو الذي مكن مبارك من إحداث حالة الإرباك للشارع من خلال خطواته الإصلاحية والأمنية وهو الذي مكن نائبه الجديد بدهائه الأمني أن يستدرج المعارضة وممثلين عن شباب ثورة 25يناير إلى حوار مائع يهدف منه امتصاص حالة الاحتقان والغضب الجماهيري. بينما لو كان هدف الثورة واضح ومحدد من حيث غايته وآلية تحقيقه عملياً ودستورياً، منذ الانطلاقة لأمنت الثورة هذه الاختراقات والتعثرات...إذا كان هذا واقع حال أهداف ثورتي تونس ومصر فما هو حال هدف الثورة الجنوبية المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة من حيث وضوحه وتناسبه مع مرتكزات القضية الجنوبية؟
دعونا نبدأ بالتأمل في مدى وضوح ذلك الهدف على صعيد واقع حالنا الوطني ثم على الصعيد العربي والدولي، فبالنسبة لواقعنا الداخلي نستطيع القول بأن الغالبية العظمى ليس لديها مشكلة بشأن وضوح ذلك الهدف واقتناعها فيه مع اختلاف وضبابية بشأن وسيلة وآلية تحقيقه، وحقيقة أن هذا الاختلاف والضبابية يشكلا خطراً كبيراً على تماسك ووحدة تلك الأغلبية الجماهيرية، وهذا الأمر يتطلب تحرك جدي للبحث عن أسباب هذا الاختلاف وإزالة تلك الغشاوة التي تحجب الرؤية السليمة لطريق الثورة الجنوبية، وباعتقادي أن ابرز سبب لهذه الضبابية، هو عدم تأصيل مرتكزات القضية الجنوبية وأهدافها بما يحصن الوعي الجنوبي من الاختراق الذي يسبب الإرباك، أما بالنسبة لوضوح الهدف عند غير الجنوبيين، فشواهد الحال تنبؤنا بأن ذلك الهدف غير واضح للرأي العام الخارجي وسبب عدم الوضوح ذاك، يرجع بدرجه رئيسيه إلى أن الرأي العام الدولي لم يقتنع بملائمة هدف الاستقلال وتناسبه مع مرتكزات القضية الجنوبية حسب فهمه لها مقرونة بأزمة نظام صنعاء السياسية والاقتصادية، وسبب عدم الاقتناع هذا يرجع إلى فشل الجنوبيين في إعطاء توصيف سياسي وقانوني لقضيتهم وأهدافها بمعزل عن قضية شعب الجمهورية العربية اليمنية وأهدافها، لأن الجنوبيين لم يتفقوا أساساً على ذلك التأصيل حتى الآن، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنهم فشلوا إعلامياً داخلياً وخارجياً، لذلك، فإن هذه الفرصة التاريخية التي أنتجتها ثورة تونس ومصر تحتم على الجنوبيين سرعة الاتفاق على رؤية واضحة ومؤصلة لقضيتهم وأهدافها وتعميمها بجميع اللغات على العالم كله وتحصين الوعي الجنوبي بها. فقضية الجنوب غير قضية تونس ومصر.
3ــ إن غياب الممثل أو القائد او الحامل السياسي لاي قضيه، يجعلها عرضه للاختراق والانقسام والسرقة والاختلاس، فلو أسقطنا هذه الحقيقة على الثورات الثلاث، لوجدنا أن ثورة شباب وتونس ركب موجتها أحزاب المعارضة التونسية العتيقة التي لا تتمتع بأي ثقل جماهيري أو إسهام فعلي في تلك الثورة، لهذا فقد رأيناهم يتسابقون على مقاعد حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت عقب فرار الرئيس بن علي وعندما رفض الشعب تلك الحكومة رأيناهم ينسحبون منها خجلاً، وهكذا فثورة شباب تونس معرضة حتى الآن للسرقة من هولاء، لأنها بلا ممثل شرعي يقودها ويحرص على تحقيق أهدافها مستقبلاً. ونفس الأمر يحدث حالياً مع ثورة شباب مصر فهي مهددة بالإجهاض أو الالتفاف على أهدافها الوطنية السامية في الحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية، ففي حين أن الملايين تهتف بالشارع بسقوط النظام، فإن ممثلي المعارضة وستة شباب قيل بأنهم ممثلون عن المتظاهرين في ميدان التحرير، يتحاورون مع نظام مبارك على مطالب إصلاحية لذلك النظام، ونفس الأمر حدث ويحدث مع ثورة الجنوب فقد لاحظنا كيف حصل التسابق على إنشاء الهيئات الوهمية لاستثمار غليان الشعب الجنوبي لحسابات وأطماع شخصية، ثم رأينا كيف أن كل هيئه حاولت الاستحواذ على الأخرى تحت مبرر التوحيد الذي هو بريء عن مثل تلك الخطوات الاستحواذية والأنانية،ثم رأينا كيف أن فوضى ذلك التسابق، دفع الشيخ طارق الفضلي تحت تأثير ثورة شباب تونس ومصر العفوية، إلى أن يكفر بالهيئات والقيادات ويحرق كل شيء ويقرر النزول إلى الشارع لقيادة ثورة الحجارة بدون قيادة، دون أن يتأمل في نتائج غياب القيادة عن ثورة شباب تونس ومصر، ودون أن يتأمل في ظروف ومرتكزات وأهداف الثورة التونسية والمصرية المختلفة جداً عن مرتكزات وأهداف الثورة الجنوبية.
5ــ كان ما سبق ثلاثة دروس بليغة جداً مستخلصة من ثورتي تونس ومصر تتطلب اللحظة التاريخية الراهنة من الجنوبيين الوقوف أمامها والاستفادة منها ومعالجة مسار ثورتهم طبقاً لها، فمخطئ من يعتقد أن ثورة الجنوب ستنتصر دون وضوح وتأصيل مرتكزات قضيتها وتلاؤم وتناسب أهدافها ووضوحها وتحديدها طبقاً لتلك المرتكزات، ومخطئ من يعتقد أن الثورة الجنوبية تستطيع بلوغ أهدافها بتحريك الشارع بدون قيادة أو ممثل شرعي لها، ذلك أنها وان استطاعت طرد المحتل بهبة شعبية عفوية، فلن تستطيع إعادة بناء الدولة، ومخطئ من يتصور من انه يستطيع قيادة ثورة الجنوب بدون إشراك الشباب في جميع مستويات القيادة، ومخطئ بل خاطئ من يعتقد انه يستطيع استنساخ النموذج التونسي والمصري بحذافيره في واقع ثورة الجنوب، إن اكبر ربح يمكن الحصول عليه من ثورة تونس ومصر هو الاستفادة من الأخطاء التي صاحبت الثورتين كما سبق بيانه بعضها، واستثمار اللحظة التاريخية التي جعلت تلك الثورتان العالم فيها أكثر تفهماً لمطالب الشعوب العربية بعيداً عن رغبات حكامها..
ختاماً: حذارِ ثم حذارِ أن تأخذنا العاطفة والحماس والانبهار والإعجاب بأصداء ثورتي تونس ومصر وتداعياتهما عالمياً، للاندفاع في خطوات غير مدروسة ولا محسوبة النتائج، فنصدم بنتائجها السلبية مستقبلاً فتضرنا أكثر مما تنفعنا، إن حقيقة مشهد اللحظة بل الفرصة التاريخية الراهنة، يتطلب خطوتين من الجنوبيين أولها التحرك بأقصى سرعة ممكنة لاستثمار صدى وتداعيات هذه الفرصة التاريخية داخلياً وخارجياً بما يخدم القضية الجنوبية وثانيها: أن يكون ذلك التحرك عقلانياً ومبنياً على نظر ثاقب لدخائل الأحداث والنفوس والمواقف، لان ملامح ذلك المشهد لم تكتمل بعد وأؤكد بان ملامح ذلك المشهد لم تكتمل بعد، وبتقديري الشخصي الذي لا اشك فيه أن التحرك لاستثمار هذه الفرصة التاريخية ــ يجب أن ينصب أولاً صوب ترتيب وإصلاح الداخل قبل الانطلاق نحو الخارج..
للجميع فائق تقديري واحترامي




ربما يقرؤون ويفهمون ويهديهم الله اخي الكريم ..


انت حطية النقاط على الحروف فهل من مبصرا يقرئها قراءة صحيحه !!!


انتظرك كتاباتك على أحر من الجمر


دمت متألقا

بائع المسك
2011-02-07, 04:08 AM
ربما يقرؤون ويفهمون ويهديهم الله اخي الكريم ..



انت حطية النقاط على الحروف فهل من مبصرا يقرئها قراءة صحيحه !!!


انتظرك كتاباتك على أحر من الجمر


دمت متألقا


مرحبا فيك يا بن الكاش عساك بصحة وعافية وشكرا لمرورك وثنائك، وتقبل فائق تقديري واحترامي ;)