المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خروج الزعيم بفضل رايه الخضراء وعطاء الشعب الوفي لزعيم الجنوبي!!


الثائر الصلب
2011-01-01, 11:08 PM
خروج الزعيم باعوم ورفاقه بفضل رايه الخضراء وعطاء الشعب الجنوبي الوفي لزعيم الجنوبي
دأب الشعب الجنوبي على الخروج إلى الشارع العام وممراته مشيا على الأقدام.. للتعبير، بشكل سلمي وحضاري، عن موقف موحد من قضيتة الجنوبيه العادله وعن احتجاج عن اعتقال الزعيم باعوم ورفاقه وجميع المعتقلين الجنوبيين، أي قضية لها اهداف وتوحد لهدف صادق من ضمير الجميع ووجدانه النفس العميقه سوف تجد ثمره هذا الجهد بدا من التظاهر لتوجيه رسالة موحدة حولها. وهنا نتذكر المسيرات المليونية المؤلفه العظيمة التي خرج فيها ابناء الجنوب في جميع محافظات الجنوب ، في صف وحدوي متراص، للتنديد بالمذابح التي يقترفها الاحتلال اليمني بابناء الجنوب وباجتياح كل الحواجز وتصدي للعيره الناريه للمحتل ومسيرة ائتلاف «وطننا» للمطالبة بإطلاق سراح مواطنينا المحتجزين في سجون الاحتلال اليمني .. أضف إلى ذلك تلك المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تقيمها، هنا وهناك، بعض القيادات الميدانيه وعلى راسهم العميد الطماح ورفاقه الابطال وتصريح للمنظمات الحقوقية الانسانيه والنقابية للتنديد بالخروقات التي ترتكبها السلطات اليمنيه بحق المعتقلين الجنوبيين ... ...
بهذا يكون الجنوبيين قد راكموا تجارب غنية في مجال التظاهر السياسي في الشارع العمومي، وأصبحوا متمكنين من إواليات هذا التقليد الجماهيري، وأبدعوا في تأطيره وتنظيمه، وتفننوا في تأثيثه بنفس احتفالي يفي بالغرض السياسي، وصاروا يحرصون على تثبيثه وتوريثه للأجيال القادمة كمكسب ديمقراطي يدخل في نطاق ما تحقق بفضل نضال الشعب الجنوبي وقواه الحية من مكتسبات حقيقية في مجال الحريات العامة، لا سيما ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، ومن ضمنها الحق في التظاهر كشكل من أشكال الاحتجاج السلمي والديمقراطي.
المسيرات التي تندد في ارجاء الجنوب تندرج، من دون شك، ضمن هذا التقليد، ولعلها تزيد على ذلك بكثير. فإذا كانت مسيرة موسومة باللون الأخضر لِما يرمز إليه هذا اللون من قيم السلم والعطاء والخصوبة والإيمان العميق والصادق بعدالة القضية الجنوبيه العادله الأولى؛ فإن مسيرة الحراك يصح أن توصف بالخضراء. هنا يعكس ذلك الشعور الفياض للأمة، ويتمثل خفقان الوجدان العام للشعب الجنوبي التواق للحريه، ويكشف عن الشفافية المطلقة للدولة الحديثه، حتى أنه يميل نحو تجاوز معنى اللون باستعادة الرمزية والقيم التي استندت عليها المسيرة الحراكيه الخضراء.
فالحراك الجنوبي السلمي تجاوزت ذلك الطابع الاحتجاجي والمطلبي المتداول في أشكال المظاهرات المعروفة عالميا، لأنها كانت، بحق وحقيق، مسيرة وجود. فالشعب الجنوبي من أعالي المهره إلى باب المندب أصر على أن تطأ أقدامه في لحظة للمعركة الكرامة والكينونة والوجود واستعاده هويته، وكأنه يتجند لمقاومة استعمار اجنبي غاشم الذي تم طرده مسبقا ولكن الاحتلال اليمني اخص من الاجنبي في مذابحه التي تفتقر الى قيم الانسانيه.
حدث المسيرة الاخضراء والافتات الزعاميه القياديه الجنوبيه صنعه ابناء الجنوب الاحراربكل طبقاته وشرائحه ، بكل أجياله وأعمار بناته وأبنائه، بكل ألوان أطيافه السياسية والإيديولوجية، بكل تنظيماته والحقوقية والثقافيةبكل جهاته ومناطقه ومدنه ، بكل اطيافه بكل عناصر مشهده الإعلامي، بكل مكونات نسيجه
حدث المسيرة الخضراء أثبت، لمن يحتاج إلى إثبات، أن الجنوب العربي يمارس سيادته على كامل ترابه الوطني المسلوب، ليس فقط بالمعنى السياسي المتعارف عليه كونيا في القاموس الدبلوماسي للأمم المتحدة، ولكن أيضا بمعنى آخر ينجلي في توحد نبض قلوب الجنوب العربي بإيقاع واحد موحد.
حدث المسيرة الحراكيه السلميه الخضراء ترجم درجة عليا من الالتفاف الوطني بلغت في شموخها سمو الوطن والانتماء للتربة الجنوبيه الإسلامية، العربية، ...
حدث استطاع أن يلفت أنظار العالم إلى عدالة قضيتنا الجنوبيه بقوه الحراك الجنوبي السلمي، لكنه استطاع أيضا أن يزعزع أركان خصوم وحدتنا الترابية، بفضل هذه الحشود من الشباب ورجال الأحرار التي خرجت عن بكرة أبيها لتصرخ بصوت واحد:
لا للحتلال الجمهويه العربيه اليمنيه في جنوبنا العربي الذي يمتص ثرواتنا
لا للمشيخه وسلطنه لا للارهاب
لا للاحتواء الإعلامي وتزييف حقيقة قضيتنا الجنوبيه المقدسة،
لا للفدراليه
لا للكراهية والنزعات العدوانية والعنصرية،
لا لكل أشكال التضييق السياسي والدبلوماسي على الجنوب العربي، نعم للاستقلال وفك الارتباط من الجمهوريه العربيه اليمنيه بشرعيه دوليه هذه الحمه الجنوبيه الموحده إن كانت تستمد قوتها من التاريخ والجغرافيا والحضارة، فإنها تجد امتداداتها اليوم في عمق دلالة الصورة والمعنى، انطلاقا من قلب مدينة عدن. وهنا يحق لنا أن نتصور ردود فعل الشعوب اتجاه قضيتنا الجنوبيه اللذين لا تستهدفهما المسيرة ولكنهما معنيان بدلالاتها. ولنا أيضا أن نتصور ذلك الارتباك الذي سيحصل في دواليب حكام العرب وصنيعتهم، والإحراج الذي ستخلقه المسيرة في نفوس الذين عبأتهم الآلة الاحتلاليه اليمنيه ضد بلادنا، كما يحق لنا أن نتوقع ذلك الأثر الذي ستحدثه المسيرة في نفوس الديمقراطيين ودعاة السلم والأمن في العالم...
إنها رسالة واضحة لا غبار عليها. رسالة من شعب يأبى الظلم والإهانة وطمس الهويه، رسالة قوية بمضمونها الإنساني، وبشكلها الحضاري، سيتلقاها العالم ويقرأها بعناية، وسيتفاعل معها بما من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها من أجل إنصاف الجنوب العربي وتاريخه.

.