المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة المانية:- صالح يكذب بوقاحه على السعودية


النعماني
2010-12-08, 10:31 PM
ل تقرير سياسي نشرته صحيفة "دير شبيجل" الألمانية أن الإدارة الأمريكية اكتشفت مؤخرا مواصلة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح استخدام مساعدات قدمتها امريكا في حربه ضد الحوثيين" رغم التزامه السابق بالكف عن ذلك وهو ماتسبب في حالة من السخط لدى الأمريكيين واصفة إياه بأنه لا يكاد يكون هناك شخص يكذب بوقاحة مثله.
.
وأشار التقرير الذي تنشر "وكالة أنباء عدن " ترجمة خاصة له ، والذي أعدته الصحفية يوليا فون ميتلشتادت أن صالح حاول خداع المجتمع الدولي والدول المجاورة موضحة بأنه تعمد تقديم الكثير من المعلومات المغلوطة للعربية السعودية أثناء حربها ضد الحوثيين وهو ما تسبب في تورط السعودية بشكل أكبر في النزاع اليمني.

وقال التقرير :" حتى في الغارات الجوية التي شنتها العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين نهاية 2009 ، سقط العديد من المدنيين على ما يبدو بسبب أن اليمن قدمت معلومات كاذبة عن الهدف. هل كان ذلك متعمدا؟ يبدو من المؤكد أن الأمر كذلك.
ولأهمية التقرير تنشر ana"" نصه كاملا
اليمن يصبح ملاذا لتنظيم القاعدة. مراسلات السفارة الامريكية تكشف أن الحكومة اليمنية تستخدم مساعدات مكافحة الارهاب من الولايات المتحدة في حملتها الدموية ضد المتمردين -- بينما الامريكان يقومون بأنفسهم بملاحقة الإرهابيين سرا في البلاد.

معالي الرئيس علي عبد الله صالح ، الرئيس الأول والوحيد للجمهورية اليمنية ، والحاكم على 23 مليون نسمة و 50 مليون قطعة سلاح ناري ، ليس بالشخص الذي يرغب الإنسان أن يكون عدوا له. و لكن الأسوأ من ذلك أن يكون صديقا لك. في اليمن يدعونه القائد.

القائد يخوض منذ عام 2004 حربا لا هوادة فيها ضد المتمردين الحوثيين في الشمال -الشيعة المهمشين سياسيا و في أغسطس 2009 وصلت الحرب دورتها السادسة ، حيث أراد القائد هزيمة الحوثيين أخيرا و بلا رحمة. فرفض المفاوضات وقال "ان الحرب لن تنتهي أبدا ، مهما كلفت من المال و الشهداء".

وفيات المدنيين و تدفقات اللاجئين و الأضرار الكارثية على البنية التحتية ، كل هذه الأمور لا تهم صالح. مزيدا من الأسلحة يحركها الى داخل معقل الحوثيين في صعدة ، و يقحم الجنود في حرب خنادق طويلة مع المتمردين. و يتضائل أكثر فأكثر إهتمامه بمكافحة الإرهاب ضد مجموعة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

"نحن نحارب لكم ، للولايات المتحدة واسرائيل" ، قال صالح في مقابلة مع السفير الاميركي. و إدعى ان الحرب ضد الحوثيين هي في الواقع حرب بالوكالة بين إيران وأمريكا. إنها حرب عبثية تلك التي يخوضها الرئيس كما يرى الأمريكان أنفسهم. هذا الانطباع يخرج به من يطالع مئات التقارير التي أرسلتها السفارة الأميركية في العاصمة صنعاء في السنوات القليلة الماضية إلى واشنطن. و مع هذا فإن الأمريكان يُعتبرون مشاركين في هذه الحرب. الوثائق الداخلية للسفارة تبين أن صالح أساء إستخدام مساعدات الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب لأغراضه الخاصة -- وأن الجيش الامريكي إضطر نتيجة لذلك إلى القيام بملاحقة تنظيم القاعدة بنفسه.

اليمن بلد يعيش مرحلة سقوط حر في الطريق إلى أفغانستان أو صومال جديدة على مقربة من احتياطيات النفط الرئيسية في العالم. من اليمن ، تم ارسال الطرود المفخخة على متن طائرات متجهة الى الولايات المتحدة في اواخر اكتوبر تم إكتشافها في دبي والمملكة المتحدة و قد ظهرت عليها آثار تشير إلى القاعدة. و في اليمن تم تجهيز الانتحاري الذي حاول في ديسمبر 2009 ، تفجير طائرة شركة طيران نورث ويست في الجو.

هكذا يستغل اليمن المساعدات الأميركية – و الأمريكان يتفرجون

قادة تنظيم القاعدة ينتقلون من أفغانستان وباكستان إلى اليمن ، ناصر الوحيشي مثلا , السكرتير المقرب من اسامة بن لادن.
البلاد ، و بسبب وجود العديد من القبائل في المناطق الجبلية النائية ، من الصعب السيطرة عليها. و عمل الأمريكان على رفع مستوى الجيش اليمني من أجل تطوير مهاراته في مكافحة الارهاب. و لكن في الواقع ، يجري استغلال الكثير من الأسلحة والمعدات وتدريب الوحدات الخاصة من قبل الولايات المتحدة في الحرب في صعدة. ومن الواضح أن هذه الحرب ما كان لها أن تستمر من دون الدعم الأميركي.

الأمريكان يعرفون هذا و لكنهم يتغاضون عنه. في برقية أمريكية سربها موقع ويكيليكس ورد ما يلي : "هناك حملة مشتركة لمكافحة الارهاب في اليمن من شأنها أن تسمح لصالح تركيز إمكاناته الأمنية المحدودة في مكافحة المتمردين الحوثيين في صعدة. النتيجة الأساسية التي يحسبها صالح هي ، أن 'القبضة الحديدية' للولايات المتحدة والحكومة اليمنية سترسل في آن واحد رسالة واضحة إلى الحراك الجنوبي ، أو أي طرف آخر يخطط لاثارة الاضطرابات السياسية في البلاد بأنه ينتضره مصير مماثل "

القوات الخاصة الامريكية و المدربين العسكريين البريطانيين متواجدون في البلاد و يقومون بتدريب القوات اليمنية على مكافحة الارهاب. ما مجموعه 160 مليون دولار دفعها الأمريكان منذ 2002. و في ديسمبر 2009 ، إكتشفوا أنه يتم استخدام وحدتين من أربع وحدات خاصة مدربة على مكافحة الإرهاب في الحرب ضد الحوثيين -- على الرغم من أنها أرسلت أصلا في يوليو للبحث عن تسعة رهائن غربيين صعدة فقط ، بما في ذلك عدد من الألمان. "وقد حاولت الحكومة أن تستعرض عضلاتها عن طريق إنشاء قوات لمكافحة الارهاب تعتبر قوات النخبة ، كما قالت السفارة الامريكية. ولا يبدوا أن الأمريكان غاضبون بشكل أساسي من مشاركات القوات الخاصة في الحرب الأهلية و لكن لأن القوات الخاصة لم تتمكن من تكريس المزيد من الجهد في سبيل أداء مهمتها الفعلية ضد تنظيم القاعدة فرع جزيرة العرب.

لا يكاد يكون هناك شخص يكذب بوقاحة صالح

الأمر نفسه ينطبق على المعدات العسكرية. و أكد ضابط يمني رفيع المستوى لدبلوماسيين امريكيين ما كان الرئيس صالح ينفيه و هو : أن المعدات العسكرية الأمريكية تستخدم ضد الحوثيين خلافا لسياسة حكومة الولايات المتحدة الرسمية. طالب الضابط الأمريكان ، بأنه ينبغي تدريب وحدات مكافحة الإرهاب في المستقبل على "حرب غير تقليدية" كما في أفغانستان -- "ملمحا الى أن وحدة مكافحة الارهاب سوف تستمر في مهامها في صعدة" ، كما تقول الرسالة . "وعلى الرغم من ملاحظة المخاوف الاميركية من تحويل القوات والمعدات إلى غير أهدافها ، فإن ذلك لم يؤدي إلى تحول كبير في تركيز الحكومة من الحوثيين إلى القاعدة في جزيرة العرب".

لكن على الرغم من أن الأمريكان يعرفون على الأقل منذ نهاية ديسمبر 2009 أن الرئيس صالح يستخدم إمداداتهم من الأسلحة والقوات المدربة ضد المتمردين ، فإن بناء التعاون معه لا يزال مستمرا. في اجتماع عقد في يناير من هذا العام وعد الجنرال الاميركي ديفيد بتريوس رئيس اليمن ب 150 مليون دولار للسنة الحالية وحدها.

أيضا بالنسبة للحصول على طائرات هليكوبتر فإن أمريكا تساعده. "فالولايات المتحدة يمكن ان تقنع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ، لتوفير ست طائرات هليكوبتر من كل دولة إذا حالت البيروقراطية الأميركية دون موافقة سريعة على الصفقة" هكذا اقترح صالح كما أشار السفير. وأجاب الجنرال بأنه قد نظر في طلب الحكومة لطائرات الهليكوبتر وبالفعل ناقش ذلك مع المملكة العربية السعودية." عندها أكد الرئيس صالح: "أعدكم بأننا لن تستخدم طائرات الهليكوبتر في صعدة ، بل سنستخدمها ضد القاعدة فقط".

لا يكاد أي شخص يكذب بمثل هذه الوقاحة كالرئيس. إنه يكذب على شعبه و على البرلمان و على حلفائه.

الكذبة الأولى

الكذبة المفضلة الأولى: إن الحوثيين هم حزب الله الجديد. أدلته المختارة هي: شريط فيديو يظهر الحوثيين وهم يهتفون "الموت لاميركا ، الموت لاسرائيل". أو دي في دي قدمه الرئيس صالح في صيف عام 2009 ، شخصيا للجنرال بترايوس : يظهر فيه المتمردون الحوثيون في زي حزب الله -- غريب فقط , أن نائب مدير جهاز الأمن القومي -المخابرات اليمنية - أكد لمصادر أميركية أنه لا يوجد لديه معرفة بأي شيء من هذا القبيل. وبعد ذلك بشهر واحد يتم إعلام السناتور الاميركي جون ماكين ، بأن الاجهزة الأمنية ألقت القبض على شبكتين من الإيرانيين في اليمن. و بعد ذلك بوقت قصير ، ذكرت وسائل الاعلام اليمنية أنه تم إكتشاف ستة مخازن مليئة بالرشاشات الايرانية والصواريخ قصيرة المدى والذخائر. الأدلة ليست متاحة إما أنها سر أو جزء من إجراءات المحكمة يمنع كشفها.

"في الاونة الاخيرة فشلت الحكومة في اثبات ادعاءاتها بأن سفينة إيرانية قبالة سواحلها في البحر الأحمر ، قامت ينقل مدربين عسكريين إيرانيين بالإضافة إلى أسلحة و متفجرات إلى الحوثيين. في الحقيقة ، تبين التقارير السرية للسفارة أن السفينة لم تقم بنقل أي أسلحة على الاطلاق.

و يعلق الأمريكان: "منذ بداية القتال في 2004 ، جربت الحكومة اليمنية العديد من الطرق ، بما في ذلك الصلات المزعومة للحوثيين مع ايران وحزب الله لإقناع حكومة الولايات المتحدة ،بإعتبار الحوثيين منظمة ارهابية اجنبية". في تعليقه كان السفير واضحا : "السفير مقتنع تماما أن اليمن إذا كان لديه أدلة ملموسة عن الصلات بين الحوثيين وحزب الله أو ايران ، فإنه كان سيعرضها فورا. عدم عرض أدلة من هذا القبيل يعني ان الحكومة. لا يوجد لديها دليل حقيقي. " و نفوذ طهران في الحقيقة "يقتصر على العلاقات الدينية غير الرسمية بين اليمن والعلماء الايرانيين وإستثمارات إيرانية ضئيلة".

بالنسبة لصالح ، فإن كذبة إيران تكمن قيمتها على أي حال : في ضمان الدعم من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة - المعارضتين لخطط الهيمنة الإيرانية - ضد الحوثيين.

السعوديون يعرفون أن صالح يكذب ، إلا أنهم يسعون إلى تحقيق أهدافهم الخاصة في التوصل الى خلق منطقة عازلة على عرض عشرة كيلومترات في عمق اليمن. و عندما اقتحم المتمردون الحوثيون الحدود ، إستغل السعوديون الفرصة لتنفيذ خطتهم. الرئيس صالح لم يكن لديه أي اعتراض على العكس من ذلك ، كان "في سعادة غامرة" عندما قامت المملكة العربية السعودية بقصف مواقع الحوثيين. الآن ، سوف تلتزم له السعودية بالمساعدات و تفتح حنفية المال، وتلك هي الاستفادة الأكبر في الحصول على المساعدات العسكرية والأسلحة من البلد الجار.

في الواقع ، أعلنت المملكة العربية السعودية في نهاية عام 2009 تعهدها بتوفير الأسلحة والذخائر اليمنية بقيمة 62 مليون دولار. كما تقدم الجيران للعمل كوسيط في صفقات أسلحة مع الجمهورية التشيكية وبلغاريا وسلوفاكيا. "ومن المؤكد تقريبا أن معظم هذه الأسلحة تشق طريقها إلى السوق السوداء المزدهرة في اليمن أو يعاد تصديرها ، و هو مجال دخل تقليدي لحكومة صالح. علما بأنه لا أحد يمكن أن يتكهن أين تبقى هذه الأسلحة أو تظهر مرة أخرى ، وربما تقع حتى في أيدي الجماعات المتطرفة الذين يتوقون لمهاجمة مصالح غربية في اليمن ، ومن المفارقات ، ربما أيضا في المملكة العربية السعودية ودول الخليج المجاورة ، " كما هو مذكور في رسالة تحليلية.

الخوف على المدى الطويل عند الامريكان يكمن في أن تتحول الكذبة إلى "نبوءة صادقة" و تنشب حربا إقليمية بين الشيعة والسنة ، تغذيها الدعاية الكاذبة للرئيس اليمني : "لا نستطيع تخيل سوى عدد قليل من الطرق تشجع على التدخل الإيراني في التمرد الحوثي أكثر فعالية من حقيقة أن يقدم الجيران السنة الدعم العسكري و المالي لعلي عبد الله صالح في 'عملية الأرض المحروقة' التي يشنها ضد الأقلية الشيعية في البلاد "

الكذبة الثانية

الكذبة المفضلة الثانية : "لا أقدام أمريكية على الأراضي اليمنية"
هكذا عبر نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ، رشاد العليمي ، أمام الصحفيين. و تسعى الحكومة جاهدة إلى إعطاء إنطباع بأن التعاون مع الامريكان يقوم فقط على التدريب والمساعدة التقنية وتبادل المعلومات.

في 6 أيلول / سبتمبر 2009 في اجتماع مع كبير مسؤولي الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب جون برينان ، الرئيس صالح يتحدث بصوت عال حسب رسالة من السفارة "عن السماح بالإستخدام غير المحدود للأراضي اليمنية من قبل أمريكا في عمليات مكافحة الإرهاب" -- برا وجوا وبحرا. "واشار الى ان الحكومة الامريكية يجب ان تتحمل مسؤولية نجاح او فشل العمليات ضد تنظيم القاعدة في اليمن" يقول الرئيس "لقد فتحت لكم الباب على مصراعية لمكافحة الإرهاب ، وأنا لا أتحمل المسؤولية".

الوثائق توضح ان الولايات المتحدة و بناء على دعوة من اليمن تقوم بنفسها بمطاردة الارهابيين في البلاد و تقوم بشن الغارات الجوية. و هكذا قامت الطائرات الحربية الأمريكية في 17 و24 ديسمبر 2009 بقصف معسكرات لتنظيم القاعدة في وأرحب و في محافظتي أبين و شبوة.

و بعد أسبوعين من ذلك إلتقي صالح بتريوس وقال "سنواصل القول بأنها كانت قاذفاتنا و ليست قاذفاتكم". و أضاف العليمي نائب رئيس مجلس الدولة ، أنه كان للتو في البرلمان "و كذب" عندما قال ان القنابل صنعت في أمريكا ، ولكنها استخدمت من قبل الحكومة اليمنية.

ليس من مصلحة حكومة صالح نشر كل ما يمارسه الأمركان في البلد. فقط عندما اقترح بتريوس جلب أفراد من الولايات المتحدة و نشرهم في مناطق نفوذ تنظيم القاعدة مجهزين بالمعلومات من طائرات بدون طيار ، إعترض الرئيس : "لا يمكنكم دخول هذه المناطق" – ذلك من شأنه أن يكون مفضوحا.

و يتبع ذلك حل وسط بطريقة صالح النموذجية... الطائات الحربية و الطائرات بدون طيار تقلع من خارج الأراضي اليمنية -- وبالتالي بعيدا عن الأنظار – و تنفذ الهجمات في اليمن عندما يتم الإبلاغ عن أهداف القاعدة.

الأمر مناسب تماما للامريكان. بعد انتقادات على سقوط العديد من الضحايا المدنيين في هجوم 17 ديسمبر - هناك 49 مدنيا بينهم 18 طفلا لقوا حتفهم ، - و تذكر الرسائل : "لقد نجت الحكومة الأمريكية من عاصفة الانتقادات... و في حين أن الولايات المتحدة قد تجنبت الجزء الأكبر من الإنتقاد حتى الآن فإن تسرب مزيد من المعلومات من واشنطن والتغطية الدولية لتورط الولايات المتحدة قد يعمل على إثارة المشاعر المعادية لاميركا. هذا الأمر قد يضع الالتزام الذي أعربت عنه الحكومة اليمنية على ملاحقة تنظيم القاعدة ، على المحك".

الكذبة الثالثة

الكذبة المفضلة الثالثة : لا توجد إصابات بين المدنيين.

النظام اليمني لا يتجنب المدنيين ، في القتال سواء ضد تنظيم القاعدة أو الحوثيين. بعد الهجمات الامريكية على معسكر لتنظيم القاعدة في 17 و24 ديسمبر التي امتدحها الرئيس صالح صراحة ذكر التقرير ان "نائب رئيس مجلس الدولة رشاد العليمي قال للسفير إن الذين قتلوا من المدنيين في غارة جوية هم على الأرجح من البدو الفقراء من المنطقة الذين يقدمون للإرهابيين و أفراد أسرهم الدعم اللوجستي". و لكن رسميا ، ينفي اليمنيون أنه كانت هناك خسائر بين المدنيين خارج نطاق أهالي مقاتلي القاعدة.

حتى في الغارات الجوية التي شنتها العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين نهاية 2009 ، سقط العديد من المدنيين على ما يبدو بسبب أن اليمن قدمت معلومات كاذبة عن الهدف. هل كان ذلك متعمدا؟ يبدو من المؤكد أن الأمر كذلك.

في رسالة من وثائق السفارة تُعرض مناقشة بين السفير الاميركي في الرياض و نائب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الأمير خالد بن سلطان : " سلط السفير الضوء على مخاوف حكومة الولايات المتحدة من تقديم صور الأقمار الصناعية لمنطقة الحدود اليمنية لأنها لا تعرف ماذا ستفعل بها المملكة العربية السعودية بالتحديد".

كمثال لمخاوفه ذكر السفير غارة جوية على مستشفى يمني. عندما أبرز السفير صور الأقمار الصناعية للمبنى المدمر قال الأمير "هذا معروف بالنسبة لي". واضاف "اذا كانت لدينا طائرات بلا طيار ما كانت لدينا هذه المشكلة ". و أكد الأمير "لقد بذلنا قصارى جهدنا لعدم التعرض لأية أهداف مدنية". و في الوثيقة يذكرأيضا "أن نصيب السعوديين كان 130 حالة وفاة ، واليمنيين فقدوا أكثر من 1000... على ما يبدو أن قتل العديد من المدنيين حدث رغم أننا كنا نتمنى ان لا يحدث ذلك." و أضاف "كان الهجوم على المستشفى بناء على معلومات من الحكومة اليمنية بأنها قاعدة عمليات للحوثيين. هناك العديد من مثل هذه البيانات لأهداف كاذبة تصلنا من اليمنيين". و في الأخير اعطى الامريكان المملكة العربية السعودية صور الأقمار الصناعية لمنطقة الحدود على الرغم من أنهم يعرفون أنه يمكن استخدامها في الغارات الجوية ضد مواقع الحوثيين.

الرئيس صالح كاذب بشكل صارخ ، ولكن و كما ورد في إحدى الوثائق "إن الولايات المتحدة لا ترى أي بديل حقيقي عن دعم صالح " و هكذا يستمر الرئيس في اللعب على المخاوف الإرهابية لجيرانه العرب. و يتهم الامريكان. بأنهم "حادين المزاج ومتسرعين ، إذا كنتم بحاجة لنا" ، ولكن "ذو دم بارد عندما نكون نحن بحاجة لكم".

"نحن بحاجة إلى الأفعال ، وليس الكلمات" هذا ما يكرره صالح في كثير من الأحيان ، وبالأفعال يقصد الرئيس : العربات المدرعة والأسلحة والطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر لإستخدامها ضد الحوثيين. و إن لم يستجب الأمريكان لطلبه فإنه يستشيظ غضبا ، كما أشار السفير بعد لقاء مع صالح ، حيث إدعى بأن الأمريكان يحافظون على بقاء تنظيم القاعدة على قيد الحياة لتبرير وجودهم في المنطقة. "لقد أعطيتكم الضوء الأخضر و فتحت لكم الأبواب جوا و بحرا و برا ولكنكم مع ذلك لم ترغبوا في تدمير القاعدة." أو أنه يهدد بأنه سيتفاوض قريبا مع أعضاء تنظيم القاعدة.

ثم في وقت لاحق يعلق الأمريكان بأن صالح كان مرة أخرى بطبيعته المعروفة....أحيانا متعجرف يعامل الآخرين بإزدراء ، ثم متسامح و لطيف ".

ويمكن أن يكون الرئيس مسليا أيضا ، فمثلا بعد أن وردت أخبار بأن حوالي أربع حاويات مليئة بالمتفجرات وصلت من جيبوتي ، ربما كانت للمتمردين. طلب صالح من الأمريكان : "قولوا لاسماعيل جيلة (الرئيس جيبوتي) لا يهمني اذا كان يهرب ويسكي الى البلاد - شريطة أن يكون من نوع جيد - ، ولكن لا مخدرات أو أسلحة

المصدر: مجلة دير شبيجل الالمانية