المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "العنف في صور مقطعية"شهادة الباحثة أروى عبده عثمان


ابن المعلا
2010-12-07, 11:38 AM
شهادة للتاريخ تظهر مستوى الثقافة والديمقراطية التي يتمتع بها الدحابشة

مع العلم أنني لا أتفق والكثير مما تكتبه ولكن أنظروا المستوى الثقافي للدحابشة





أروى عبده عثمان مواليد مدينة تعز 22/11/1965
ليسانس آداب فلسفة / جامعة صنعاء/1989م
باحثة في مركز الدراسات والبحوث اليمنية رئيسة بيت الموروث الشعبي – صنعاء

ثلاثي الانتهاك
: حالات الانتهاك حالة جديدة قديمة بالنسبة لشخصي ، وسنون الانتهاك ومخالبها الناشطة والماشطة تتحدد كما قلت مراراً في كتاباتي، وهي المسؤولة عن انتهاك الإنسان وانتهاك الوطن ، والحياة بشكل عام : من خلال سلطات ثلاث :
مشايخ الحكومة
مشايخ الفتوى
ومشائخ التقاليد والأعراف
أفرز هذا الثلاثي بعنفه الصارخ ، والمستتر ثقافة العنف في هوائنا الذي نتنفسه ، عبر التعبئة الناسفة في كل المؤسسات والتجمعات النخبوية أو العامة حتى ، فإما معنا ، أو ضدنا . هذا المطلقات الناسفة أتخمت بها : شوارعنا ، ومناهجنا ، ساحات العلم والمعرفة ، في العمل ، والسوق ، والمسجد ، حتى في غرف نومنا .

في الجامعة .. معركة الشَعر:
في الجامعة كنا ناشطات ، وترصد حركتنا وضحكاتنا تياران اقصائيان :

المسجد بكل عدته من أئمة وخطباء عرب ويمنيين ، فيقذف حممه علينا ، وكأن الآخرة على بعد خطوات من شعيراتنا المجعدات الخارجة من تحت المصر ، وكأن هذه الشعيرات هي سبب البطالة لعشرات العمال الذين يحيطون بالجامعة ، بل وهي السبب الفساد ، واغتصاب فلسطين .. الخ ، ناهيك عن ألفاظ : قل أعوذ برب الفلق ، البصق ، والشتم .

وتمثل التيار الثاني بجنود الأمن الوطني ، فقد تقوت عضلاتهم علينا ، وكانوا يحققون مع الشباب الذين يجلسون معنا ، ويوزعون التهم بالمجان . إننا منتميات للشيوعيين ، وأحيانا أننا أمنيات ، نشتغل معهم ، واننا خطيرات شيوعياً ، وأمنياً ، أما دوريات عسكر الجامعة من الأمنيين فكان تقوم بالتمشيط على مدار الساعة أروقة الجامعة وقاعات المحاضرات ، والتحرش بنا ،

وبعد ذلك خرجنا ببيان شهير ، كانت حملة توقيعات من كافة الكليات التي تمنع دخول العسكر إلى قلب الجامعة ، ونُشر البيان في مجلة الحكمة ، ونوقش في مجلس الشورى آنذاك 1988. ولذا لم أستطيع أن أتعين في الجامعة كمعيدة ، كوني حاصلة على الأولى في دفعتي ، وكما بلغتني إحدى الصديقات برسالة من الأمن ، بأني لو تعينت في القسم أركب على ظهورهم .. وصدقوا فيما قالوا .

ارجموا الشيطان :
أما الصبية في الشارع فكانوا يزفونا من الجامعة حتى سكن الطالبات ارجموا الشيطان ، ويرموننا بالحجارة ، كوننا كما يقولون سافرات ، منحلات ، والرجم بالحجارة ، كمن يقيم الحد ، وكأننا كنا في خلوة ، أو مارسنا الزنا .. الكل يقيم الحد . سجن الطالبات : أقسى درجات العنف عندما كنت ادخل سكن الطالبات ( سكن الروني) في الغرفة السفلية الصغيرة ، ذات اللون الأخضر الداكن ، في الساعة السابعة ، يغلق علينا الباب الحديدي بالأقفال ، ثم الباب الخارجي بأقفال مثل سجون كبار المجرمين .. كل يوم عند الساعة السابعة ، تتحطم إنسانيتي ، وتهدر كل مساحة من التفكير ، ومن الحلم ، ادخل في متاهات الكوابيس الصاحية والصاخبة معاً ، ماذا لو .. التي لا تنتهي منذ 1985 ، وحتى الآن ، ماذا لو ، حدث حريق ، تماس كهربائي ، انفجار أنبوبة غاز ، ووو ؟ ماذا لو .. مازالت تحفر في نفسي حتى اليوم ، بل حتى اللحظة ، وبعدها أصبت بالرهاب من الأماكن المغلقة ، والأماكن المدهونة بالطلاء الأخضر .

سنة أولى تدريس : تعينت كمدرسة بعد الوحدة 1990، ومدرسة الفلسفة . كانت كلمة فلسفة تفجعهم ، وكنا آنذاك متحمسات للفكر المتحرر ، ومندفعات لاستنهاض تفكير الطالبات، خارج المرجعيات ، ولذا قطع راتبي ، أكثر من مرة ، ولم أكن أعرف متى أستلمه لتداخل الأشهر في بعضها . ولم يكتفوا بذلك بل أدخلوني في متاهات .

سنة أولى كتابة : عندما بدأت الكتابة في منتصف التسعينات كان البعض يصفق لي عندما أكتب في قضايا التراث ، ويعتجن وجهه عندما أكتب في قضايا المجتمع في صحيفة معارضة . بل أن كاتبة مشهورة في صحيفة رسمية ، كتبت تمتدح مقالاتي ، وبعض مفرداتي ، قالت : لقد انتقدها البعض ، لماذا تكتبي عن هذه الاشتراكية ؟

جرأة .. يعني مباحة :
لكن هل اكتفى العنف في النيل مني بهذين الشيئين ، مطلقاً ، كان العنف قاسياً من بعض إخوتنا المثقفين , وغير المثقفين . أن تكتبي أو مايطلق عليك صحفية ، يعني أن تكوني لحماً مباحاً ، وكأن جرأتك في الكتابة ، هي شفرة لجرأة هيا بنا إلى السرير .. بل والبعض يعرض كمن يعرض على بائعة هوى رخيصة ، ويشتد العنف أكثر على الكاتبة عندما تكون مطلقة .. وتأتيها الدعوات المجانية من رموز ، وكنا نعتبرهم أخوة .. فكم سمعت بتعبير ( جوع مطلقة ) ، وكم أتتني طلبات أن أكون عشيقة ، بحجة إنني متحررة ، ودارسين الفلسفة ( جنتهم الدنيا) عشيقة في بلاد السلط الثلاثية . ( انظر مقالة عن الفيد العاطفي في صحيفة الثوري )

الميثاق : حرمان ، وتشنجات :
تفاجأت مرة في صحيفة الميثاق في العدد (1141) 15 سبتمبر 2003 بعنوان لا دواء لتشنجات أروى ، على إثر مقالة في صحيفة الثوري عن مبادرة الرئيس المكوكية لإصلاح العالم ، بينما بيتنا – الوطن مخرب ، وعلى أثر ذلك وصفوني بالمتشنجة ويعزوها شيوخ مقاليد الميثاق من أن سبب تشنجاتي حالة ( الحرمان لطويلة التي عانتها بعد تجربة حياتية فاشلة ، خرجت بعدها لتشن حرباً ضروساً ضد الذكور المتوحشين بأسلوب بلدي أثلج صدور جميع المعقدات من أمثالها ) علماء النفس الذين فاقوا فرويد ويونج في التحليل النفسي ، وفككوا عقدي من الذكور والكبت ، وعقدة الذكور اللعينة اسطوانة اسمعها ، على الدوام خصوصاً في الرسائل التي تصلني ( انظروا لموقع سبأ نبا ). صحيفة الميثاق لم تكتف بذلك ، بل واصلت بخبراتها وبأحقيتها في تفكيك العقد ، عبر جلسات التحليل النفسي – بدون الشيزلونج ، ولكن عبر قراءة الكف والفنجان ، وأوراق السحر .. حيث قالت : أن حالة تشنجي استمرت حتى مع زواجي الجديد ( غير أن استمرار حالة التشنج عند أروى بعد تجربتها الجديدة ، وخلطها في كتاباتها بين الخاص والعام ، أمر يستعصي على الفهم ، خاصة في مقالها الأخير في صحيفة الثوري عن المبادرة اليمنية المتجاوزة لفهمها المتواضع وتشنجاتها المزمنة ، شفاها الله ) لم يكتفوا بالتعرض لخصوصيتي ، ومواصلتهم "الفرتشة" لحالتي النفسية المحرومة / المأزومة والمزمنة ، التي لم يشفها زوجان . بل وينعتوني بتفكيري المحدود الذي لا يستطيع فهم مبادرات الحكومة التي تتجاوز معادلات اينشتاين ، فمبادرتهم جنس الهي لا يمكن لأي إنسان متواضع ، غبي أن ينفذ إليها.

ثقافة البلسن ، والكلوركس : أن الثقافة الرسمية بمرجعياتها الثابتة والنصية ، تجزم بأن المرأة لو كتبت ، فيجب أن تكون كتابتها في أحوال الطبيخ ، والبلسن ، وثقافة الكلوركس ، ومرطبات ومقشرات البشرة والجسد ، لكن أن تعطي رأيها في السياسي والاجتماعي ، فذلك يعد تجاوزاً خطيراً ، لأنه من اختصاص الفحول .

(2) جامعة صنعاء والملابس الداخلية :
حادثة أخرى فرقعت في وجهي ، وهي كتابتي لمقال عن جامعة صنعاء ، على ما أذكر ( جامعة صنعاء لبيع الملابس الداخلية ) 2002 ، عن أسواق الملابس الداخلية المنتشرة في طرقاتها ، ومقاصفها ، ومكتباتها ، وأروقتها ، وعلى ضوء هذه المقالة أرسل لي خطاباً من قبل إدارة الجامعة يطلبون مني الاعتذار ، ويطلبون من صحيفة الشورى التي أنزلت المقال ، ورفضت الاعتذار .. وبعدها بأشهر كان قسم الإعلام في الجامعة يريد أن اعمل فكرة محاضرة صغيرة عن نشاطي وكتاباتي (احتفاء صغير) وكان تواصلي مع الأستاذ الدكتور المنظم للفعالية ، وقبل الفعالية بيوم ، اعتذروا لي ، بحجة انشغالهم ، لكن بعض الطلاب المنظمين للفعالية ، قالوا ، من أن أمرا من رئاسة الجامعة صدر بإلغاء الفعالية جملة وتفصيلاً ،بسبب مقالتي المسيئة للجامعة . لم يكتف أساطين الجامعة بذلك ، ففي المقايل ، تناولوا هذه المقالة ، بل واتصلوا بالدكتور عبده عثمان والدكتور عبد العزيز المقالح ، وجماعات حزبية ، الأول بأنهم كانوا يضنونني ابنته لتشابه الأسم ، والثاني الدكتور بحجة أني أعمل في المركز ، والثالثة بأنني اكتب في صحفهم - كنت حزبية آنذاك - بأن يؤدبونني على الألفاظ المسيئة للصرح والحرم الجامعي .

(3) السعواني .. والمصَر هو الحل :
مقالة كتبتها عن صدور قرار من وزارة الإعلام بإلزام المذيعات الحجاب وكان عنوان المقال ( المصر هو الحل ) وشبهت بعض المذيعات المحجبات بأن أشكالهن كأنهن مصابات بشقيقة مزمنة ، أما عندما يطقمن باللون الأحمر ، تصبح أشكالهن كالمحصوبات . عندها أصدر قاتل جار الله عمر في إحدى مرافعاته بيانه بتكفير كثير من الأسماء من ضمنهم أنا بسبب هذا المقال ( نشرت مرافعته في الصحف ومواقع الإنترنت) .

(4) شارع القات والشمة والمجانيين
عنف الشارع ، أقوى من أي عنف ، إذ عند كل خروج ودخول لابد من تطهيرنا بتعبيرات مفخخة بالتكفير ، بالألفاظ الفاحشة ، أما عن بصاق القات والبردقان ، فهي أم الروايات ، وحدث ولا حرج . وتعد التحرشات الجنسية في المواصلات العامة ، هي القاصفة بامتياز، وإذا مارفعت صوتك استهجاناً ، ستأتيك الردود : من قال لأبوها تخرج الشارع ، بل وأحيانا يلصق بك انك من قمت بالتحرش بالرجل .. حتى المجانيين انشحنوا بالتعبئة الثلاثية لمقاليد المشيخة الملغمة بالعنف وهو ما حدث لي قبل شهرين ، عند إحدى الجولات الرئيسية في صنعاء . فجأة دفعة قوية خرتني من الرصيف إلى الشارع ، استبد بي الرعب مما حدث ، فقد كان أحد المجانيين المتسخين جداً ، يصرخ تحجبي .. تجمع الناس ، وعسكر الجولة ، وهشوه ، وباستخفاف قالوا : هو مجنون يرحم .. قلت : هل المجنون يقول اتحجبي الرد : ونت اتحجبي ، وتتجنبي كل هذا الخبر اما المهوسون للحجاب من أطفال العمارة ، والحوش ، والطرقات هو ما نتعرض له في كل لحظة انظر مقالاتي ( أختي في الإثلام) ، ( الجلببة ) .. الخ.

(5) عنف الإيميل : تصلني بعض الرسائل في الإيميل تهاجمني من أني ضد الإسلام ، والحجاب ليس فقط من اليمنيين ، بل ومن مهاجرين عرب ، لكن أغلبها تحثني على مراجعة نفسي في كتاباتي ، ثم دلق فضائل الحجاب ، وأهمية الدين ، ويجب احترام دعاته .. الخ .

(6) فحل يكتب لها :
عنف كتاباتي الجريئة - هكذا تصنف - لابد أن يكون وراءها فحل ، فمنذ كتابة تقديم طلب عمل منذ 1985 ، قوبلت بانبهار بين شخصي وورقة الطلب ، وباستغراب : معقول أنت من كتب بهذا الخط الجميل والقوي .. هو خط رجالي 100% ، أما النساء فجرت العرف أن تكون خطوطهن مخربشة ، وعقب كل جرة قلم ، اذكر مثل أمي : " الكعكة في يد الغريب عجبة ) وخرجت من دائرة هذا العنف عندما بدأت أكتب على الكمبيوتر .

(7) حق الإبداع :
عنف مصادرة حق الإبداع ، عند تأسيسي لبيت الموروث الشعبي ، طلع أكثر من واحد معه بيت موروث ، والبعض كان بيفعل ، ولكنه أجله ، فدخلت عقله ، وبرخثت ، وسرقت فكرته من بين الأفكار العظيمة التي ينتظر فقط الزمان ، والمكان ليلقي قنبلة إبداعه . وكل ما قمت بفعالية ، يطلع مجموعة فكرتهم كالزعيم المسرحي الذي قال فكرة المدرهة بنات أفكاره ، والمدرهة طقس يمارس من آلاف السنيين ، حتى لو تكلمت في حديث عابر يخرج لك عاجز ( ويصفق بيديه ( ابب كانت الفكرة بلقفي ، بس شفطتها ) ، ( انظر المقابلة ملحق الثورة الثقافي العدد 15468تاريخ 19مارس2007) . فكل فكرة إبداعية ، لا يمكن أن تنتجها المرأة بل تكون سرقتها ، من فحل أو يكون مبدعها الحقيقي ، فحل أيضاً : زوج /أخ / أب ، صديق ( مقالة ستصدر في النداء الأسبوع المقبل )

تأثيرات مقطعية :
التأثير التي أحدثته صحيفة الميثاق ، المزيد من الضحك والاستخفاف ، ولم أتأثر حتى بتهديدات جار الله السعواني ، عنف الشارع هو ما أخافه ، يرعبني وأحس بأن المستقبل الغامض يوسع الفجوة مع الشارع ، دائرة عنف تتجدد ، وتتقوي ، وتتغول خصوصاً على النساء .. فكل ما ندلف الشارع نحمل تعويذة ( الله يستر) . ومايزيد من خصوبة إرهاب وعنف الشارع المنظم بامتياز كل ما يدلقه من استبداد ، يتعاضد مع استبداد المسجد والمنهج المدرسي ، والبطالة التي تحول الكائنات إلى قطعان متوحشة .. استفتح بصباحاتي بفيروزيات، لتضفي مساحة للجمال ، لكن يباغتني كل يوم من يبدد هذا الصوت الملائكي ، ويقول فوقي : أنت في الشارع .. معارك محمومة في الدقيقة أحس كأني عشر نساء ، أتعلم فنون الإستشراس ، والألفاظ النابية للدفاع عن النفس الذي تأتيك في كل لحظة من عراك بجنبية ، بمسدس ، بآلي ، بلكمة طائشة من مجنون ، بسائق مخدر بالقات والشمة ، وبمنحرف معتل ، ومهووس جنسياً أو مهووس دينياً . تعبئة مرعبة إذا لم يتصد لها المجتمع المدني، ودولة بمؤسسات مدنية ، تفعل دور القانون وتحترم مواطنيها ، ستحل كارثة ، سنتحول إلى غاب .

تستاهل .. ومازلت حزينة :
مازلت حزينة لأني لم أرفع قضيتي في المحاكم ، لما كتبته صحيفة الميثاق. لم أكن خائفة إلا من جلسات المقايل التي ستلوكني ، وستبدع وستتفنن ، ولن تقف معي ، كونهم عجزة ، لا يستطيعون ان يساعدوا حتى أنفسهم بدليل أن البعض ، قال لي : وأنت بابنت الناس ، ليش تحشري نفسك في قضايا غويطة ، وأخر : تستاهل من قال لأبوها تكتب ، وتستاهل من قال لأبوها تخرج الشارع ، وتستاهل من قال لأمها تضحك ، تتنفس . أعترف بخيبتي ، وعجزي ، لأني لم أقاضي الصحيفة في المحكمة ، وعطلت قانوناً _ ولو في أثر رجعي لرفع قضيتي ، لفعلتها - .

لسنا بأمهات المؤمنين : من خلال تجربتي ، وتجارب زميلاتي اللواتي تعرضن للعنف القاسي كالزميلة رحمة حجيرة .. هناك كثير من الأقلام انبرت تدافع عنا لكن بخطاب ينهل من نفس كأس العنف والثقافة الفحولية ، عن نفسي صحيفة الثوري : استهجنت الموضوع ، وردت على ما كتب في الميثاق ، وكذلك صحيفة الوحدوي .. لكن دفاعهم المشكور ، دفاع مازال ينهل ثقافة العفة ، والشرف ، والدفاع عن العرض ، والطهارة .. كنت أريد دفاعاً كصاحبة قضية كإنسانة تنتهك ، كمواطنة ، لا يتدخل في خصوصيتي أن أكون فاضلة أو عكس ذلك ، فهذا القاموس البدوي الفضفاض هو الذي يزيدنا الأمور عنفاً على عنفهم . وفي حملة التشهير ضد الزميلة رحمة : كانت مفاهيم البريئة العفيفة الطاهرة ، أنها عائشة ، وفاطمة .. ( وهذا كتبته في كتابي المخطوط سؤال المرأة في المحكي الشعبي ) . نحن لسنا بامهات المؤمنين ، ولن نكون .. نكون مواطنات حقوق ، وواجبات ، وقانون مدني يسودنا .

القراءة والكتابة في مواجهة العنف :
القراءة و الكتابة ، والإيمان بقضيتي ، هي التي تجعلني أواصل الحياة في ظل الأمواج العاتية للعنف المنظم . قراءة جديدة للموروث الشعبي ، وبمزيد من الإطلاع على ثقافة الآخر وكذلك الفنون ، وسائل لتبديد العنف ، وقهره ، وسائل للتغيير ، بل والتجاوز ، لما هو موجود ، للانطلاق إلى آفاق مفتوحة تستوعب الإنسان بإبداعاته ، وفضاءاته .

رسائل : المجتمع المدني :
نعول على برامجه في حقوق الإنسان ، ونتمنى أن يكون جاداً في تبنيه لقضايا الإنسان والمرأة بشكل خاص . الدولة : أكثر من ينظم العنف ويفعله ، ويجدده .. وهو بوق ، ومصنع كبير قوي لإنتاج العنف .. الإعلام : من جنس الدولة المواطنة ، تفعيل لمؤسسات الدولة ، سيادة القانون .. ما نأمله من الدولة . أروى عثمان