المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاميليا وملحمة التوحيد (10) !


عابد الله
2010-11-04, 05:17 PM
كاميليا وملحمة التوحيد


(10)



د. أكرم حجازي


4/11/2010


http://img842.imageshack.us/img842/9466/20100826033146.jpg






نحن المسلمين مأمورون أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. وتأسيسا على ذلك فلا يمكن لنا، ولا بأي منطق كان أو زمان أو مكان، أن نؤمن ببعض آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى حد التأليه بينما نكفر بالبعض الآخر ونكفرهم ونشتمهم ونهينهم من أجل عيون الرافضة وما يفترونه على الله ورسوله والمؤمنين من كذب وفجور. ولما نكون كذلك فمن باب أولى ألاّ نكْفر بالمسيح عيسى بن مريم أو بموسى عليهما السلام ولا بالكتب المنزلة عليهما. أما التحريف والشرك فيقع على النصارى واليهود وليس على الأنبياء وكتب الله عز وجل، ولهذا فلن تنال أفعالهم الشركية وهرطقاتهم العقدية ولا تبعيتهم لهذين النبيين من حبنا لهما وإيماننا بهما وبما أنزل عليهما، والصلاة والسلام عليهما والاقتداء بهما وطاعتهما وفق ما جاء في القرآن الكريم. لا. لن نفعل. ولن ننجر لعواطفنا وأهوائنا فيما أمرنا الله به ونهانا عنه.

الرافضة واليهود والنصارى يعلمون هذا علم اليقين. ويعلمون أننا لن نتنكر لفضل آل البيت والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ولا لنبوة الأنبياء والأصفياء والأتقياء من خلق الله. ولن نغيِّب عقولنا ونطمس على أبصارنا وبصيرتنا فتأخذنا حمية الجاهلية ونطعن بأعراضهم أو نسبَّ أحدا منهم أو نشتمه أو نفتري عليه أو نهينه أو نؤذيه أو نكذبه أو نتطاول على أحد منهم. ولن نتطاول على الله عز وجل ونزعم أن ربنا غير رب عيسى وموسى وآل البيت، ويعلمون أيضا أننا لن ننكر حكما شرعيا واحدا أو خبرا من السماء أو نحرِّف بعقيدتنا وأصول ديننا كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات. ولن نتبع غير الإسلام دينا. هذا هو منطق الإسلام والمسلمين في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

لكننا لم نر أو نسمع أو نقرأ منهم إلا الشتائم والسباب والاستهزاء والاستهتار وأفحش الأقوال والأوصاف والتكفير. لم نحصل، نحن المسلمين، من هؤلاء إلا على لغة الفتك والخطف وغزو الديار وسفك الدماء واستباحة الأعراض وكل محرم، ونهب الثروات والهيمنة والسيطرة والتشريد والمطاردة والاستضعاف والقهر اليومي لشيوخنا ونسائنا وأطفالنا والدسائس والمؤامرات على الإسلام وأهله وعلى دين الله جل وعلا.

لا ريب أننا نفهم منطق هؤلاء كأعداء لله ولرسوله وللمؤمنين. فهم في حرب مع الإسلام إلى أن تقوم الساعة. وسنة التدافع بيننا وبينهم قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. لكن المشكلة في أصحاب منطق التخذيل من بني جلدتنا وعقيدتنا. ورغم صمتهم المريب فقد جاءت أول الطعون منهم. وكان الأولى بهؤلاء من العلماء والفقهاء والمثقفين والمفكرين والكتاب أن ينتصروا أولا لدين الله حتى يستقيم انتصارهم لعباد الله. لكنهم، إلا من رحم الله، لم يفعلوا، وفضلوا سلوك منطق الإحباط والتخذيل. هذا المنطق واقع، لا محالة، بين المصالح أو الزندقة أو بين الصمت المخزي والتواطؤ وحتى بين التحريض والإدانة الفاجرة.

منطق المخذلين هذا صمت صمت القبور وهم يشاهدون شنودة ويستمعون لاستخفافه بالمسلمين الذين سينسون حكاية كاميليا شحاتة كما نسوا من قبل مأساة وفاء قسطنطين وأخواتها، ولما استفاقوا نطقوا كفرا. وليتهم ظلوا صامتين بدلا من تمييع قضية عشرات المسلمات المعروفة أسماؤهن، واللواتي تسومهن أديرة شنودة العذاب ليل نهار.

منطق المخذلين والعار والفجور وصل به الأمر أن يحظر على المسلمين مس الإنجيل وهم على جنابة، وصار يعتبر الدفاع عن الكنائس نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله! وينتفض، فزعا، للدفاع عن كرامة شنودة. ويطالب بمقارعة الحجة بالحجة! منطق مريع حقا. فلم نعد ندري إذا غدا المساس بالله وبدينه وكتابه الكريم، والطعن بالصحابة، وبالأمة واستضعافها، بوقاحة لا نظير لها في تاريخ الأمم مجرد أطروحة فكرية، عند هؤلاء، لا يفسد الخلاف فيها للود قضية. منطق خبيث وهو يزعم أن ليس له الحق في تكفير بيشوي حتى لو كان كافرا أصليا بينما يظن أن له كل الحق في إنكار إسلام كاميليا حتى لو أثبتت الأدلة بطلان مزاعمه!

منطق هؤلاء يكمن في إسلامهم الذي يعتقدون به، إسلام لو جئنا بالاثنين وسبعين فرقة التي تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم لما استطعنا أن نصنفهم لأي من إحداها ينتمون! ويكأن لكل واحدة لهم فيها نصيب. فإسلامهم ليس له مبدأ ولا مذهب. فلا هو سني ولا هو شيعي ولا رافضي ولا خوارجي ولا معتزلي ولا إباضيي ولا صوفي ولا بهائي ولا إسماعيلي ولا كنسي ولا كنيسي ولا لبرالي ولا اشتراكي ولا علماني ولا دهري ولا شيطاني. فمن يكون إذن؟ ومن أين جاؤوا به؟

وحدهم، في مصر، أصحاب الوقفات الأسبوعية في المساجد ومعهم، ومنهم، نشطاء الميديا على الفيس بوك واليوتيوب وغرف الدردشة على البالتوك ومواقع النصرة كالمرصد الإسلامي لمقاومة التنصير وبعض المثقفين والمشايخ والعلماء والرموز الإعلامية والإسلامية والجهادية وخبراء مقارنة الأديان مَن اخترق الصمت وهزّ عرش الكنيسة ومرغ أكاذيبها بوحل الحقيقة، وأقض مضاجع الكهنة فيها. فقد واظبوا على التظاهر نصرة لكاميليا شحاتة وأخواتها حتى بلغت وقفاتهم 14 وقفة. لم يكلوا ولم يملوا بقدر ما اجتهدوا وفتشوا عن هوامش سلمية التحرك مسجلين نجاحات ملحوظة في تحييد قوى الأمن والحيلولة دون اصطدامهم بها.

هؤلاء نشطوا في الدعوة واستطاعوا تنظيم عمليات إشهار الإسلام للفتيات النصرانيات بأمان، وتثبيت الإشهار رسميا وتوثيقه بأشرطة مرئية بات موقع اليوتيوب يعج بها رغم أنف الكنيسة، فكانت الضربة الأولى عبر إشهار إسلام منال رمزي مملوك (23/9/2010) التي ردت على محاولات التشكيك بإسلامها في شريط مرئي ثاني، ثم منى عبد الله شنودة (30/10/2010) التي قدمت أول شهادة عن التعذيب الذي تعرضت له في الكنيسة حين عرف أهلها بإسلامها، وجيهان نادي وديع (31/10/2010) وأخيرا ماريان التي دخلت إحدى غرف الدردشة طالبة التعرف على الإسلام فإذا بها تعلن إسلامها فجر الأربعاء (3/11/2010) وسط فرحة عارمة من مئات الحضور في الغرفة.

هذا النشاط الدعوي والوقفات حطما خطط الكنيسة وكبريائها تحطيما، وأوقفا عمليات الاختطاف المنظمة، من قبل الكنيسة، بالتعاون مع الأمن المصري الذي سبق له وتواطأ في تسليم كاميليا وأخواتها. وشتان بين منطق المحبطين والمخذلين ومنطق هؤلاء الواقع بين الواجب الديني والأخلاقي وبين استنهاض الهمم لنصرة الإسلام والدفاع عن دين الله بما يتوفر من هوامش وإمكانيات متاحة. منطق نبيل ومسؤول لم ينشط بسبب إغلاق الفضائيات كما تروج صحيفة « اليوم السابع» وتنقل عنها بعض الصحف والفضائيات بخبث ظاهر، ولم يستمر إلا بفعل قلة مؤمنة وصابرة لم تسلم حتى من محاولات التطفل على حناجرها.

أما القاعدة فكانت الجهة الوحيدة التي أعلنت عن دخولها على خط الأزمة المشتعلة في مصر عبر العبارة التي ختمت بها اثنين من إصداراتها الأول هو: « أغيثوا إخوانكم في باكستان - بن لادن 2/10/2010 ». أما الرسالة فعنوانها: « من ينتصر لوفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وأخواتهما»؟ والثاني للشيخ يحيى آدم غدن الشهير بـ: عزام الأمريكي: « مؤتمرات التخذيل وفريضة الجهاد - 23/10/2010». ولا شك أن العبارة يمكن قراءتها كرسالة تحريضية عامة، خاصةً، وأنها تماثل إلى حد ما العبارة السابقة التي اعتادت أن تختم بها مؤسسة « السحاب» بعض إصداراتها: « أين أحفاد صلاح الدين لتحرير فلسطين؟».

لكن المفاجأة جاءت من الخاص وليس من العام. فمع التباشير الأولى من فجر يوم 31/11/2011 تناقلت وسائل الإعلام بيانا أصدرته دولة العراق الإسلامية بعنوان: « بيانُ: إنذارٍ وإمهال للكنيسة النّصرانيّة المِصرية » يتحدث عن السيطرة على كنيسة «سيدة النجاة» في حي الكرادة في العاصمة العراقية – بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء المحصنة، واحتجاز قرابة 130 من روادها بينهم كاهنين. ثم صدرت عن مؤسسة الفرقان بيان صوتي في أقل من ساعة على صدور البيان. فلنسجل بعض المعطيات:

• سبب الهجوم على الكنيسة كان واضحا لا لبس فيه، وهو: « نُصرةً لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مِصر المُسلمة».

• والهدف بحسب البيان أيضا: « تبيان حالِ أخواتنا في الدّين، المأسورات في سُجون أديرة الكفر وكنائس الشّرك في مِصر، وإطلاقِ سراحهنّ جميعهنّ، والإعلان عن ذلك عبر وسيلة إعلاميّة تصلُ إلى المجاهدين في فترة الإمهال»، أما بحسب البيان الصوتي فالهدف هو ذاته لكنه بلغة أوضح: « مطلبنا بسيط واضح: أسيراتنا اللاتي عند أبناء ملتكم في مصر مقابل أبناء ملتكم المحتجزين عندنا في الكنيسة».

• الجهة المخاطبة بحسب لغة البيان هي: « كنيسة مصر النّصرانيّة المُحاربة ورأس الكفر فيها»، وكذلك: « مَنْ كانت له مِسكةُ عقل من رؤوس النّصارى وكنائسهم ومنظماتهم في بلاد العالم، ممّن له تأثير على تلك الكنيسة المحاربة والضغط عليها»، بالإضافة إلى الفاتيكان بحسب البيان الصوتي: « ونقول للفاتيكان: كما اجتمعتم قبل أيام بنصارى الشرق الأوسط على اختلاف فرقهم لدعمهم وتأييدهم فالآن اضغطوا عليهم ليفكوا أسر أخواتنا وإلا فالقتل سيعمكم جميعا وسيجلب شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة إن لم تأخذوا على يديه».

• وحدد البيان والرسالة إنذارا زمنيا مدته 48 ساعة لتنفيذ المطالب.

لا شك أن البيانين الصادرين عن دولة العراق الإسلامية يحملان تهديدات واضحة. لكن ليس فيما يتعلق بالمحتجزين. فقد كانت صيغة النصين تستهدفان الضغط على الجهات المعنية للتدخل في إطلاق سراح المسلمات المختطفات في الكنيسة القبطية في مصر. وكان الهدف من العملية هو إيصال قضية كاميليا ووفاء وأخواتهن إلى الجهات المعنية ووسائل الإعلام الدولية على أوسع نطاق. بدليل أن تنفيذ العملية تزامن إلى حد ما مع صدور البيانين، وهي حالة غير مسبوقة لدى أي من جماعات القاعدة في العالم. بالإضافة إلى ما بثته قناة البغدادية من اتصال جرى بين مراسلها وأحد المهاجمين.

• ولا ريب أن المهلة المحددة كانت كافية للدخول في مفاوضات ولو من باب الخداع والتورية وكسب المزيد من الوقت لتحرير المحتجزين. فلم يتحدث أي من البيانين عن أي تهديد لحياة المحتجزين من النصارى. بل أن بيان دولة العراق الإسلامية أعطى الكثير من التطمينات خاصة وهو يتوجه إلى الجهات المعنية بعبارات من نوع: «مطلبنا بسيط واضح» أو « مَنْ كانت له مِسكةُ عقل» أو « إن لم تأخذوا على يديه»! لكن الذي حصل كان على العكس تماما. فقد نشطت فضائيات عربية رسمية وخاصة، وصحف مغرضة كعادتها، على النقيض من وسائل الإعلام الدولية، في الاستخفاف بعقول الناس والتعمية حتى على هدف الهجوم ووجهته والغاية منه لدرجة أن بعضهم تحدث عن مطالبات تتعلق بالإفراج عن أسرى القاعدة لدى الحكومة، وبعضهم قال بأن الهجوم يستهدف البورصة! أما الذين صمتوا صمت القبور، وتواطؤوا في ارتكاب جريمة خطف المسلمات في مصر، من أي جهة كانوا سواء من داخل مصر أو من خارجها، ما كانوا مستعدين أصلا للتدخل الإنساني وإنقاذ الأرواح بقدر ما كانوا مستعجلين على إغلاق ملف القضية مهما كانت النتائج حتى لا تفرض حضورها على وسائل الإعلام في العالم وتبدأ البشرية بالتساؤل عن حقيقة ما يجري في كنائس مصر، وكذلك تمهيدا لإصدار بيانات الإدانة، لاسيما وأن العملية برمتها عرقلت سريان حكاية الطرود الملغومة المتماثلة تماما مع شقيقتها السابقة الجمرة الخبيثة. فبالكاد صدر البيانين حتى تبعهما تدخل وحشي من الحكومة العراقية الطائفية والقوات الأمريكية وبتواطؤ مخز من العالم تسبب بمذبحة في الكنيسة ذهب ضحيتها عشرات المحتجزين بين قتيل وجريح. هكذا بالضبط، حين يجري تشويه الحقيقة، يكون التلاعب السياسي والإعلامي بأرواح الناس رخيصا كا حصل بكنيسة «سيدة النجاة».

بيان دولة العراق الإسلامية الذي صدر بعد وقوع المذبحة (3/11/2010) بدا وكأن « الدولة» كانت على اتصال بمقاتليها خاصة وهو يتحدث عن بعض وقائع المذبحة مشيرا إلى مواجهات دموية وقعت بين المهاجمين الخمسة والقوات الحكومية، وأن الأحزمة الناسفة تم تفجيرها بوجه القوات المهاجمة لما دخلت بوابة الكنيسة، وأن إطلاق النار كان عشوائيا وبكل الاتجاهات، وبمختلف أنواع الأسلحة، وعن استهانة القوات المهاجمة والكنيسة بأبناء ملتها. ومع أن عدد القتلى فاق الخمسين قتيلا وقرابة السبعين جريحا إلا أن الحكومة وناطقيها تحدثوا، دون غيرهم من القوى السياسية ووسائل الإعلام العراقية، عن نجاح العملية في تحرير المحتجزين! لا بل وعن اعتقال خمسة من المهاجمين! ولم نجد في البيان حديثا عن أي نصر أو شماتة بالضحايا. هذه هي الحقيقة.

لا نظن أن الهجوم على الإسلام سيعيقه مقتل مئات النصارى أو هدم عشرات الكنائس أو إحراقها كما جرى في القوقاز. إذ أن قوى الظلم لا يردعها دين أو مبدأ في المضي قدما فيما تخطط له أو تسعى إلى تحقيقه. فقد قتلوا أسراهم في المعارك حتى لا يقعوا في الأسر، وسبق لهم وأغرقوا سفنا تنقل بني جلدتهم لتحقيق أهداف سياسية كما فعلت عاصابات الهاجاناة اليهودية حين نسفت السفينة « بتريا » في ميناء حيفا وتسببت بغرق 240 من المهاجرين اليهود في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 1940 للضغط على بريطانيا التي أغلقت باب هجرة اليهود إلى فلسطين. وهم من استعمل القنابل الذرية ضد المدنيين وأطلقوا حربين عالميتين على أراضيهم. هؤلاء لا يردعهم إلا رادع القوة المماثل. ولعله آن الأوان للنصارى أن يدركوا الحقيقة ويأخذوا جانب الحذر وعدم الركون إلى كهنتهم قبل فوات الأوان.

ولا نظن أن المشكلة انتهت بقدر ما يبدو القادم أسوأ جراء استمرار السياسات الخرقاء. فقد حمل بيان دولة العراق الإسلامية بعد المذبحة تهديدات مروعة لا يمكن التعامل معها بغطرسة واستخفاف. ومما جاء فيه: «إنّ وزارة الحرب بدولة العراق الإسلاميّة تُعلن أنّ كلّ المراكز والمنظمّات والهيئات النّصرانيّة رؤوساً وأتباعاً، أهدافٌ مشروعة للمجاهدين حيثما طالته أيديهم، وليعلم هؤلاء المشركون وفي مقدّمتهم طاغوت الفاتيكان الخرِف، أنّ سيفَ القتلِ لن يُرفع عن رقاب أتباعهم حتى يعلنوا براءتهم ممّا يفعل كلبُ الكنيسة المِصريّة، ويُظهروا للمجاهدين سعيهم الجادّ للضغط على تلك الكنيسة المحاربة لإطلاق سراح المأسورات من سجون أديرتها، وليَلزَموا بعد ذلك صوامعهم، ويكُفّوا عن الإسلام وكتابه ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم وأهله أذاهم، وإلا فوالذي بعث محمداً بالحقِّ ليُظهره على الدّين كلّه: لنفتحنّ عليهم أبواب الخراب وبحور الدّم، ولنستأصلنّ شأفتهم، ولنفرقنّ جمعهم، ولنسيرنّ فيهم سيرةَ أبي عمر البغداديّ رحمه الله في عبدة الشيطان، ... فلينظروا مواطئ أقدامهم ولا يغرنّهم في المسلمين الغرور».

لا شك أنه إعلان حرب وليس بيانا سياسيا ولا إعلاميا. لكن هذه المرة ثمة حديث صريح عن « الرؤوس والأتباع »، وفي أي مكان « حيثما طالته أيديهم». ولو كنت مكان الكنيسة لما فارقت عيناي موطئ قدماي. لذا من الأولى أن يسارع ذوي العقل والحكمة إلى احتواء الموقف وحقن الدماء بدلا من التبجح والغطرسة والتغني بتسجيل المواقف المنددة الخاوية من أي جدوى أو الصمت المخزي.




نشر بتاريخ 04-11-2010
المصدر موقع المراقب د. أكرم حجازي
http://www.almoraqeb.net

لجين حضرموت
2010-11-06, 11:12 PM
جزاك الله خيرا

بو مدرك
2010-11-07, 04:18 PM
اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد 00
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ..