المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدجاجة المتحولة الى ذئب


القاضى2
2008-05-07, 06:20 PM
:rolleyes:في البداية دعوني اروي كيف بدأت هذه الدجاجة حياتها , عرف عن هذه الدجاجة أنها ولدت في أحضان عمها الذي يرتعب أفراد عشيرته حينما يسمع اسمه فهو صاحب باع طويل في البطش و الرعب فكان عم هذه الدجاجة العامل الأساسي لاستئذاب هذه الدجاجة فتحولت بعد الحادية عشر من عمرها لذئب بهيئة دجاجة ممارسة بهذه الهيئة نشاطاتها الإرهابية منها السرقة و التهديد بالقتل مستخدمة أسلحة بيضاء و في كثير من المرات تستخدم الأسلحة النارية , وبمرور خمس سنوات بدأت دجاجتنا المستئذبة تبوأها للائحة الشخصيات المطلوبة من السلطات الخطرة و ما أن بلغت العشرين من عمرها حتى أصبحت عنصرا مهما في عصابة تنهب و تسلب دون محاسبة كونها هي السلطة التي تحكم البلاد ( الغابة ) و من بعدها ساهمت في الإطاحة برأس عصابتها معلنة ( الثورة ) لتصبح نائبا لرئيس العصابة الجديدة التي أصبحت بحكم الغاب و ليس بحكم الديمقراطية هي السلطة الحاكمة . بعثت دجاجتنا للدراسة خارج الغابة ( القطر ) مع العلم عدم إكمال دجاجتنا المرحلة الثانوية أصلا و لكن دعونا لا نستغرب ذلك من تلك الغابة و طريقة الحكم فيها , عموما بعثت الدجاجة لأحد الحضائر القريبة ( ! دولة شقيقة)لها و لم يسلم كل من قام بتلقين دجاجتنا أي درس من أساليبه في التهديد بالقتل بغرض الحصول على الدرجات و من ثم الحصول على إجازة أكاديمية و هذا الذي لم تحصل عليه دجاجتنا بفضل من الله كون السلطات في تلك الدولة تتبعت آثار هذه الدجاجة و لكنها فشلت بالإمساك به أو بالحقيقة أغفلت بملاحقته بأمر من رئيس القطر الشقيق الذي يرى في دجاجتنا مستقبل قائد يقود هذه الأمة للوحدة المزعومة و بعد عودة الدجاجة قامت كما في السابق بالإطاحة بمرؤسها لتتسلم بعد ذلك مقاليد السيطرة و القيادة في الغابة التي بدا قاطنوها راضين عن القيادة الجديدة ليستدعي بعد ذلك كل أصحاب السوابق و المجرمين ليشاركوه في السيطرة على الغابة التي كان يرمز لها بعاصمة السعادة لتتحول بعدها لسجن يحيط بكل من يسكن فيها فارضة على الجميع قوانين تعسفية دكتاتورية و كل هذا باسم مجلس قيادة الثورة الذي يحكم فيه و بانفرادية مطلقة حزب البعث ومرت سنوات زينت فيه دجاجتنا مظهرها بأنها ملهمة الشعب و قائدة لهذه الأمة و حتى تكسب حب الشعوب المجاورة بادرت بإبعاد إحدى الدول الشقيقة من الحظيرة العربية متذرعة بتعاون هذه الدولة مع الكيان الصهيوني! و حققت ما أراد في مؤتمر القمة الذي عقد في عاصمة دجاجتنا و من بعدها دخلت دجاجتنا حربا ضروس مع دولة مجاورة لها بعد أن عقدت دجاجتنا اتفاق يقضي بموجبه عدم تعرض أي دولة على الأخرى و لكن هذا ما لم تقم به دجاجتنا بعد أن قامت بتمزيق الاتفاقية علنا معلنة الحرب و مدعية بأنها البوابة الشرقية للأمة و يجب مساعدة الدول المجاورة لها ليتسن لها صد العدوان الذي دام ثمانية سنوات كان من الممكن أن تستثمر في إعمار الغابة و راح ضحيتها أكثر من مليون بريء من سكان الغابة ناهيك عن المفقودين و الأسرى و في المقابل كان لهذه الحرب فرصة كثيرة لتمكين العدو الصهيوني بالأراضي المحتلة و أيضا بتراكم الديون على غابتنا السعيدة ( الحزينة ) بالانتصار بقادسية دجاجتنا , و بانتهاء الحرب اصبح على عاتق الدول المجاورة المساهمة في إعادة إعمار ما دمر من جراء الحرب من بنية تحتية و مدن قد مسحت من الوجود و بعدها أحست دجاجتنا بسخونة الرأي العام في الغابة الذي من الممكن أن يطالب بتفسير ما حدث مما جعل دجاجتنا تفكر في إلهاء السكان بمشكلة أخرى أو ربما حرب جديدة , اختلقت دجاجتنا قصة لا يصدقها مجنون قبل عاقل بان دولة مجاورة له ! ساهمت بدور فعال في حربه الماضية بأنها تهدد اقتصاده المنهار أصلا متذرعة بان تلك الدولة(البستان ) ترفع من إنتاجها للذهب الأسود ( النفط) مما أعاد التوتر للمنطقة المحيطة بالغابة ,و عقدت اجتماعات عدة لتدارك الحدث فقدمت الدولة المسالمة( البستان ) الكثير من التسهيلات منها إسقاط الكثير من الديون على حكومة (عصابة) الغابة و بعد إن اجتمعت عدة دول لتهدئة الموقف المثار من قبل دجاجتنا و في آخر جلسة بين الدول الأطراف نرى هروب ممثل دجاجتنا من الاجتماع عائدا للغابة ليكون فجر اليوم التالي إيذانا بهبوب الكارثة العظمى (النكسة العربية الثانية ) و التي أطلق عليها عالمنا بجريمة العصر و القرن العشرين , فمن كان يصدق أن يقوم أخ و جار بالاعتداء على جاره و الذي عرف عنه السلام و مد يد العون و الخير لكل من يقع في مصيبة من مصائب الدنيا دون رجوع دجاجتنا التي كشفت عن حقيقتها بأنها ذئب . لم يضع ذئبنا بالحسبان موقف العالم من فعلته متناسيا أن لهذه الدولة المسالمة أصدقاء سيقفوا بصف الحق و بجانب الشعب الذي غدر به و هو غارق في منامه الذي يرى فيه الحلم العربي منتهكا حرمة و سيادة دولة معترف بها و مما زاد ذئبنا غباءا ادعاءه بتخليص سكان هذا البستان من بطش حكامه الذين هم رمز البلاد و المتقبلين من الشعب منذ نشأة هذا البستان , فشكل حكومة تدعي بأنها تمثل الشعب الذي لطالما يرغب باستعادة أرضه و حكامه مما جعل من ذئبنا يغير تفسير الكارثة و استبدال ادعائه بشعار سابق كان قد ادعت الغابة فيه بان البستان جزأ لا يتجزأ من أراضي الغابة و لكن بثوب جديد بان البستان هي(المحافظة19) و هو شعار يعبر عن مدى الحقد المكبوت في قلوب كل من ترأس الغابة منذ القدم و هذا الحدث لم يكن المحاولة الأولى من الغابة ولكن هي المحاولة الأولى و الأخيرة التي نفذت بها الغابة تهديداتها بهذا الشكل الوحشي و مر شهرين مع تزايد طلبات الترجي بانسحاب الغربان من البستان دون جدوى حتى اجتمعت الأمة بشكل طارئ للبت في إمكانية إشراك قوات غير عربية في إبعاد الغربان أو يتم الاستعانة بقوات مشتركة من داخل الحظيرة العربي! ة و بذلك الاجتماع ظهر الحلم العربي على حقيقته بعد أن أيدت قلة من الأقطار عدم قبولها للتدخل الأجنبي و تقبلها لما حصل للبستان الجميل الذي كان يوما من الأيام السند لهم و المأوى لشعوبهم و كذلك ظهر في ذلك الاجتماع أن كثيرا من الدول ما تزال تؤمن بعودة الحق لأصحابه الأصليين و هذا تجلى في التصويت الذي انتهى باستدعاء القوات الأجنبية لإبعاد الغربان من البستان و كان ذلك آخر قرار تصدره قمة عربية يؤثر على المستوى الدولي , اجتمع المشردون من البستان في ضيافة شتى الدول الصديقة معلنين تمسكهم ببستانهم و بحكام هذا البستان حتى آخر قطرة من دمائهم في سبيل عودة البستان لهم و تحقق ما أرادوه بعد سبع شهور مرت على بستان أصابته الغربان بالدمار فلم يسلم من الغربان لا قريب و لا بعيد تاركين وراءهم المئات من الشهداء الأبرياء الذين رفضوا أن يسايروا أوامر الذئب مضحين بدمائهم في سبيل حفظ الدار و العرض و لم تنتهي الغربان من ذلك بل أشعلت ما لم تتمكن الحصول عليه من ثروة البستان ( النفط) ليعود البستان لأصحابه بعد فضل من الله و بجهود الأشقاء من شتى بقاع الأرض و حرر البستان من دون أن تحرر قيود اكثر من 500 أسي! ر ما زالوا محتجزين في سجون الذئب . إن ما يحز بالنفس حين نسمع هذه الأيام بان طفلا رضيعا قد مات بسبب الحصار المفروض على الغابة و كثير من الأبرياء يموتون بسبب الحصار الذي وضعته الأمم المتحدة بغرض الإطاحة بذئبنا الذي تطاول على مصالح العملاق ( أمريكا ) و لكن في رأيي أن أمريكا عفوا العملاق بات مستفيدا من ذئبنا الذي عاد لأصله الدجاجة لكن هذه المرة و هي تبيض بيضا من ذهب فهل من المعقول أن يقتل العملاق مصدر رزقه الذي يأتيه من البساتين الخائفة من تعرض الذئب المدجن لها من جديد لا اعتقد ذلك كون العملاق كان قادرا على الإطاحة بدجاجتنا بعد أم الهزائم التي يمجد لها كل من دجاجتنا في تلك المهزلة التاريخية عموما ما زالت دجاجتنا تعيش في قصورها و حولها أبناءها الذين باتوا ينتظروا الفرصة للانقضاض على الدجاجة الأم ( ذئبنا ) لتكرر مأساة سكان الغابة السعيدة ( الحزينة ) من جديد و لكن من يدري لربما يحين لهؤلاء الفرصة لنيل حريتهم إذا ما تعاونوا على التخلص من هذا الذئب و أبناءه و كل من يحيط بهم من مرتزقة . أتمنى في الختام أن تحوز هذه القصة الجميلة على إعجابكم رغم طولها و على طريقة إخواننا اليابانيين ( توتة ..توتة .. ما خلصت الحتوتة..