المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة تحليلية في اسباب رفض الجنوبيين سلوك الحكومة اليمنية كجزء من فلسفة المؤامرة على


نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:43 PM
هذا البحث في غاية الاهمية ..لعلاقته باحداث الساعة في اليمن ورفض ابناء الجنوب عامة والضالع خاصة سلوك الحكومة اليمنية تجاه الشعب اليمني عامة والجنوبيين خاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
فلسفة المؤامرة على العرب والسنة في جزيرة العرب

المقدمة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الصفدية ص293
- وانما جماع الشر تفريط في حق او تعدي الى باطل وهو تقصير في السنة او دخول في البدعة كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور او تكذيب بحق وتصديق بباطل ..ولهذا عامة ما يؤتى الناس من هذين الوجهين فالمنتسبون الى اهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرت تفريط في معرفة النصوص او فهم معناها او القيام بما تستحقه من الحجة ودفع معارضها فهذا عجز وتفريط في الحق وقد يحصل منهم دخول في باطل اما في بدعة ابتدعها اهل البدع وافقوهم عليها واحتاجوا الى اثبات لوازمها واما في بدعة ابتدعوها هم لظنهم انها من تمام السنة كما اصاب الناس في مسألة كلام الله وغير ذلك من صفاته ومن ذلك ان احدهم قد يحتج بكل ما يجده من الادلة السمعية وان كان ضعيف المتن والدلالة ويدع ما هو اقوى وابين من الادلة االعقلية اما لعدم علمه بها واما لنفوره عنها واما لغير ذلك, وفي مقابلة هؤلاء المنتسبين الى الاثبات بل الى السنة والجماعة ايضا من لايعتمد في صفات الله على اخبار الله ورسوله بل قد عدل عن هذه الطريق وعزل الله ورسوله عن هذه الولاية فلا يعتمد في هذا الباب الا على ما ظنه من المعقولات –


في الوقت الذي كان فيه جمع من علماء اليمن يجتمعون في صنعاء ..الساعة تلو الساعة ..يتداولون قضية احداث صعدة ليصدروا بيانا ..اظهر ما فيه هو صبغة الخطاب السلفي العلمي لاهل السنة والجماعة ..كان الرئيس اليمني في زيارة لمنطقة حراز للقاء بسلطان البهرة محمد برهان الدين زعيم طائفة دينية..يكاد يكون الاجماع عليها متحققا من انها اسوأ من طائفة الحوثية..

سلطان البهرة هذا اجتمع مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ..
تقرير عن موقع العربية الالكتروني حول استقبال حسني مبارك زعيم الاسماعيلية
اكتسبوا أرضية جديدة بعد لقاء زعيمهم بالرئيس مبارك
بهرة مصر أكرمهم السادات.. وبعد رحيله تعرضوا للمطاردات الأمنية

القاهرة - ايمان عزام
اكتسـبت طائفة البهـرة في مصر أرضية جديدة لممارسـة شعائرها الدينية بعيدا عن المطاردات الأمنية والتخفي عن أعين رجال الصحـافة والإعلام، بعدما يوصف بأنه لقـاء تاريخي بين زعيـم الطائفة الدكتور محمد برهان سلطـان والرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ قبل أسابيع.
وعكست جولة ميدانية قامت بها "العربية.نت" مرونة نسبية في ممارسة هذه الطائفة لشعائرها مقارنة بما كان يحدث قبل أشهر.. ويعتبر مسجد الحاكم بأمر الله بالقاهرة الفاطمية وسط العاصمة المصرية، وهو المركز الرئيسي لهم.
وخلال تواجدنا في المسجد في صلاة الجمعة الماضية، لوحظ تزايد إقبال أبناء البهرة على ارتياده، وأداء بعض الطقوس الدينية الخاصة بهم مع ارتداء ملابس تميز أبناء هذه الطائفة عن غيرهم.
كانت بداية لقاءاتنا خلال الجولة مع أحد قيادي الطائفة ويدعى "شبير" وقد رفض بابتسامة الحديث عن طقوس الطائفة قائلا إنه غير مأذون له بإجراء مقابلات صحفية، وبعد محاولات منا للتحدث تدخل أحد العاملين في المسجد طالبا عدم ذكر اسمه، ونصحني أن أقابلهم بوصفي باحثة أعد رسالة ماجستير ولست صحفية، لأن هناك تخوفا من الصحفيين، وكشف لنا أن أفراد الطائفة في مصر ليسوا بالعدد الكثير، وأنهم ينتمون إلى جذور غير مصرية وبالتحديد أصول هندية وباكستانية وإيرانية.
وأضاف أن بداية ظهورهم الرسمي جاءت في أواخر عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، في سياق حالة الانفتاح مع التيارات الدينية لمواجهة مجموعات الشيوعيين واليساريين. وفي هذا الإطار تمت إعادة ترميم وافتتاح مسجد الحاكم بأمر الله.
وبمرور الوقت قام البهرة بشراء أراض ومحلات تجارية محاطة بالمسجد وبأسعار مرتفعة، وليلة الخميس يتوافد عليهم اتباع الطائفة في أقاليم مصر لأداء صلاة الجمعة، لكن الريح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، فانقلبت المرونة ضد البهرة تشددا بعد اغتيال السادات عام 1981، ولم يكن ذلك استهدافا خاص بهم وإنما ضمن المطاردات الأمنية لكل الجماعات الدينية، ونال البهرة نصيبا من هذه المضايقات، فعادت الطائفة إلى إخفاء طقوسها الدينية، وأصبح رموزها يتجنبون الحديث عن الصحافة مما دفع كثيرا من الصحافيين إلي التعامل معهم بطريقة مخابراتية أو على أساس أنهم باحثون يعدون دراسات علمية حول الطائفة وإنجازاتها.
ولا يخضع مسجد الحاكم بأمر الله لنفوذ وإشراف البهرة، فهو مسجد تابع لوزارة الأوقاف المصرية، لكن الوزارة تغض الطرف عنهم، باعتبار أنهم لا يمثلون خطرا سياسيا وأمنيا على الدولة، شأنهم شأن الطرق الصوفية والجماعات الشيعية التي تمارس شعائرها في منطقة القاهرة المكتظة بالأضرحة ومساجد آل البيت النبوي، مثل مساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها. وتشبه شعائر البهرة في مصر إلى حد كبير شعائر شيعة العراق خاصة في يوم عاشوراء، حيث يصر بعضهم على جرح نفسه بآلة حادة حتى يسيل منه الدم، ظنا أن ذلك يجعله قريبا من الحسين رضي الله عنه. ويبتعد كثير من المصريين عنهم بسبب بعض الكتابات والشائعات التي يروجها البعض بشأنهم، كما أن اختلاف لغتهم ساهم إلى حد كبير في هذا النفور، بالإضافة لعوامل أخرى كقبولهم اختلاط النساء بالرجال في الصلاة.
ويواجه أبناء البهرة ذلك الابتعاد من المصريين بالعزلة، ويصرون على أداء الصلاة في أحد أركان المسجد، وخلال الصلاة يضربون صدورهم بقبضات اليد ويصدرون أصواتا غير مفهومة تزعج المصلين من غير أبناء الطائفة. ويعوضون هذه العزلة في ذات الوقت بالبشاشة مع المصريين خلال عمليات البيع والشراء للسلع اليومية من خلال عدة متاجر يملكها أبناء الطائفة في المنطقةويوقر أبناء البهرة زعماءهم الدينيين لدرجة أعلى كثيرا من توقير المصريين لأصحاب العمامات البيضاء أو الأزهريين " من خريجي الأزهر" ويظهر ذلك في تعاملهم مع ممثل زعيم الطائفة، فيكادون يحملونه من فوق الأرض أثناء سيره لأداء الصلاة، ويطلقون على الزعيم في الغالب لقب "برهان". وتصل المبالغة ببعضهم إلى أن هذا اللقب جاء ذكره في القران الكريم في الآية الكريمة: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا لكم نورا مبينا".
كما يعتقدون أن في مسجد الحاكم بأمر الله، بئر مقدس، وأن جدهم مدفون فيه فيصرون على الوضوء في بقعة محددة من المسجد والشرب منه للتبارك به.
وتظهر شعائر البهرة بشكل ملموس في بعض المناسبات الشهيرة خاصة يوم عاشوراء، حيث يرتدون الملابس السوداء حزنا على الحسين رضي الله عنه، ويكثرون من الصدقات ويقضون ليلتهم في البكاء والنحيب بصوت مرتفع، والملاحظ أن المصريين من أهل السنة يحتفلون بطريقتهم الخاصة بهذا اليوم، فيذبحون البط والاوز ويصنعون العجائن.
وتعكس جولتنا ومقابلاتنا مع بعض أبناء الطائفة من نساء والرجال داخل مسجد الحاكم بأمر الله، أن أبناء البهرة في مصر يدينون بالولاء للوطن الذي يعيشون فيه، رغم الكتابات المضادة المتعددة التي تستهدفهم، لدرجة جعلت بعض البسطاء في القاهرة يعتقدون أن طائفة البهرة معادية للإسلام.
وكثيرا ما تجد الشائعات حولهم من يمهد لها الأرض الخصبة لنشرها بين الناس، مثل الإشاعة التي ترددت بأنهم قاموا بشراء مسجد الحاكم بأمر الله، بالرغم من أن المسجد يقع تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية، ويأتي ولاء هذه الطائفة للوطن الذي يعيشون فيه، إلى تعليمات اصدرها سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين خلال الاحتفال بعيد ميلاده الرابع والتسعين ببومباي بالهند، حيث اكتسـبت طائفة البهــرة في مصر أرضية جديدة لممارسـة شعائرها الدينية بعيدا عن المطاردات الأمنية والتخفي عن أعين رجال الصحـافة والإعلام، بعدما يوصف بأنه لقـاء تاريخي بين زعيـم الطائفة الدكتور محمد برهان سلطـان والرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ قبل أسابيع.
ويوضح الدكتور عبدالحليم عويس أن البهرة لفظ هندي قديم بمعنى التاجر، مشيرا إلى انهم انقسموا إلى فرقتين هما: البهرة الداوودية، نسبة إلى قطب شاه داوود، وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري، وداعيتهم يقيم في بومباي، ثم البهرة السليمانية، نسبة إلى سليمان بن حسن وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم. ويوجد عدة آلاف من أتباع الطائفة الإسماعيلية نسبة قليلة منهم، يستقرّون في جنوب شرق السعودية منذ مئات السنين، وهم من أصول يمنية. ويقول د.عبدالعظيم المطعني الأستاذ بجامعة الازهر أن البهرة يطبقون السرية في الفترات التي تشتد عليهم فيها الأحداث، ويعد الامام أو الزعيم في طائفة البهرة بمثابة محور الدعوة والعقيدة.
ويقول المفكر الاسلامي والناقد المعروف د.مصطفى الشكعة إن البهرة يعتقدون أن للإسلام سبع دعائم لا يكون الإنسان مسلما إلا بها، وهي الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد، ولهم ايضا مفاهيم تتعلق بالمبدأ والمعاد وعذاب القبر ونعيمه والجنة والنار وغيرها من الأمور الغيبية.
ومراتب الدعــاة عند البهرة الإسماعيلية عديدة وهي الإمام والحجة أو الباب وداعي الدعاة وداعي البلاغ والداعي المطلق والداعي المأذون والداعي المحصور والجناح الأيمن والجناح الأيسر والمكاسر والمكالب والمستجيب، و يذهب ابناء البهرة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لاداء فريضة الحج كبقية المسلمين- انتهى-


واستقبلته فرنسا وقد كان والد ال سلطان برهان الدين تستقبله بريطانيا استقبال الملوك والرؤساء باحدى وعشرين طلقة
ما الذي يجعل بالرئيس اليمني يغامر في موقف كهذا ويظهر فيه مع زعيم طائفة دينية يتفق اهل الشرع على اخراجها من اهل السنة والجماعة..؟
ما الذي يجعل الرئيس حسني مبارك كذلك يفعل نفس الشيء وربما احسن مع زعيم هذه الطائفة؟
ما هي فلسفة هذه الطائفة للنصوص العقلية والنقلية الدينية والكونيه؟

ما علاقة هذه الطائفة بطائفة الحكماء اللذين يحكمون العالم بالحكمة الكونية ..وقد برز منها بروتوكولات حكماء بني صهيون؟؟
ما هي فلسفتهم التي ينطلقون منها ضد العرب والسنة في بلاد الاسلام عامة والجزيرة خاصة ؟؟
ما الفرق عندهم بين الانبياء والحكماء؟
لماذا يقدمون شريعة الحكماء على شريعة الانبياء؟
من اين استنبطوا فكرة الاشتراكية والرأسمالية؟
ما هي عمدتهم النقليه في فلسفة النصوص؟
ما علاقة فلسفتهم بعلم الفلك والتنجيم والسحر؟
كيف يستعملون علم التنجيم في سياستهم وحكمتهم؟؟
ما علاقة الربط بين هذا الكلام والصفويين والفاطميين والماسونيين؟ د
ما علاقة هذه الفلسفة بالليبرالية والعلمانية والديمقراطية ؟
ان المتفحص في سلوك الرئيس اليمني مع هذه الطائفة لن يجد لهسوى احد ثلاثة احتمالات
الاحتمال الاول ان يكون مخدوعا بهذه الطائفة وهذا ليس بغريب فقد اعترف الرئيس اليمني ان قد انخدع بطائفة الشباب المؤمن ..والتي نتجت حرب صعدة ..ويبدوا انه قدر الشعب اليمني ان بيتلى بحاكم يحسن الظن بكل الطوائف ..ولا حولى ولا قوة الا بالله
الاحتمال الثاني ان يكون الرئيس اليمني مكرها بسبب سيطرة هذه الطائفة وعلاقتها القوية بالماسونية ..وهناك بنظري شروط للاكراه يحددها العلماء
الاحتمال الثالث ان يكون مقتنعا ومصدقا للنبوءات الكونية التي اخبرته هذه الطائفة
كل هذه الاسئلة وتفصيلات هامة سنتناولها بعون الله فيهذا الجهد الذي وفقني الله تعالى اليه

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:45 PM
سورتا الكهف ويوسف عمدتيهما في فلسفة النصوص
جاء في لسان العرب
فلسف : الفَلْسفة : الـحِكْمة، أَعجمي، وهو الفَـيْلسوف وقد تَفَلْسَف .

اولامن المهم ان نعرف الاسس النقلية والعقلية التي تستند عليها هذه الطائفة
ثانيا قد تستغرب اننا نجمع العديد من الطوائف الى هذه الطائفة والسبب ان الفلاسفة موجودون في كل الامم كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة اللهفان ج1 ص727
والفلاسفة لا تختص بأمة من الأمم، بل هم موجودون فى سائر الأمم، وإن كان المعروف عند الناس الذين اعتنوا بحكاية مقالاتهم: هم فلاسفة اليونان. فهم طائفة من طوائف الفلاسفة، وهؤلاء أمة من الأمم، لهم مملكة وملوك، وعلماؤهم فلاسفتهم، ومن ملوكهم الإسكندر المقدونى. وهو ابن فيلبس. وليس هو بالإسكندر ذى القرنين الذى قص الله تعالى نبأه فى القرآن، بل بينهما قرون كثيرة، وبينهما فى الدين أعظم تباين. فذو القرنين كان رجلا صالحا موحدا لله تعالى، يؤمن بالله تعالى وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وكان يغزو عُبَّاد الأصنام، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وبنى السد بين الناس وبين يأجوج و مأجوج. وأما هذا المقدونى فكان مشركا يعبد الأصنام هو وأهل مملكته. وكان بينه وبين المسيح نحو ألف سنة وستمائة سنة. والنصارى تؤرخ له. وكان إرسطاطاليس وزيره وكان مشركا يعبد الأصنام. وهو الذى غزا دارا بن دارا ملك الفرس فى عقر داره فثل عرشه، ومزق ملكه، وفرق جمعه، ثم دخل إلى الصين، والهند، وبلاد الترك، فقتل وسبى.
وكان لليونانيين فى دولته عز وسطوة بسبب وزيره إرسطو، فإنه كان مشيره ووزيره ومدبر مملكته.
وكان بعده لليونان عدة ملوك يعرفون بالبطالسة، وأحدهم بطليموس، كما إن كسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم.
ثم غلبهم الروم واستولوا على ممالكهم، فصاروا رعية لهم، وانقرض ملكهم، فصارت المملكة للروم، وصارت المملكة واحدة. وهم على شركهم من عبادة الأصنام وهو دينهم الظاهر، ودين آبائهم، فنشأ فيهم سقراط أحد تلامذة فيثاغورس، وكان من عبادهم، ومتألهيهم، وجاهرهم بمخالفتهم فى عبادة الأصنام، وقابل رؤساءهم بالأدلة والحجج على بطلان عبادتها، فثار عليه العامة، واضطروا الملك إلى قتله، فأودعه السجن ليكفهم عنه، ثم لم يرض المشركون إلا بقتله، فسقاه السم خوفا من شرهم، بعد مناظرات طويلة جرت له معهم. ومذهبه فى الصفات قريبا من مذهب أهل الإثبات، فقال: إنه إله كل شيء وخالقه، ومقدره. وهو عزيز، أى منيع، ممتنع أن يضام وحكيم، أى محكم أفعاله على النظام.
وقال: إن علمه، وقدرته، ووجوده، وحكمته، بلا نهاية، لا يبلغ العقل أن يصفها.
وقال: إن تناهى المخلوقات بحسب احتمال القوابل، لا بحسب الحكمة والقدرة، فلما كانت المادة لا تحتمل صورا بلا نهاية تناهت الصور، لا من جهة بخل فى الواهب، بل لقصور فى المادة.
قال: وعن هذا اقتضت الحكمة الإلهية أنها وإن تناهت ذاتا وصورة وحيزا ومكانا. إلا أنها لا تتناهى زمانا فى آخرها، لا من نحو أولها، فاقتضت الحكمة استبقاء الأشخاص باستبقاء الأنواع، وذلك بتجدد أمثالها، ليحفظ الأشخاص ببقاء الأنواع، ويستبقى الأنواع بتجدد الأشخاص. فلا تبلغ القدرة إلى حد النهاية، ولا الحكمة تقف على غاية.
ومن مذهبه: أن أخص ما يوصف به الرب سبحانه، هو كونه حيا قيوما، لأن العلم، والقدرة، والجود، والحكمة، تندرج تحت كونه حيا قيوما، فهما صفتان جامعتان للكل.
وكان يقول: هو حى ناطق من جوهره، أى من ذاته وحياته، ونطقنا وحياتنا لا من جوهرنا، ولهذا يتطرق إلى حياتنا ونطقنا العدم والدثور والفساد، ولا يتطرق ذلك إلى حياته ونطقه. وكلامه فى المعاد والصفات والمبدأ أقرب إلى كلام الأنبياء من كلام غيره.
وبالجملة، فهو أقرب القوم إلى تصديق الرسل، ولهذا قتله قومه.
وكان يقول: إذا أقبلت الحكمة خدمت الشهوات العقول، وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات.
وقال: لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. وقال: ينبغى أن يُغْتَم بالحياة ويفرح بالموت، لأن الإنسان يحيا ليموت، ثم يموت ليحيا.
وقال: قلوب المغرمين بالمعرفة بالحقائق منابر الملائكة. وقلوب المؤثرين للشهوات مقاعد للشياطين.
وقال: للحياة حدان: أحدهما: الأمل، والآخر: الأجل. فبالأول بقاؤها، وبالآخر فناؤها.
وكذلك أفلاطون. كان معروفا بالتوحيد، وإنكار عبادة الأصنام، وإثبات حدوث العالم وكان تلميذ سقراط، ولما هلك سقراط قام مقامه، وجلس على كرسيه.
وكان يقول إن للعالم صانعا محدثا، مبدعا أزليا، واجبا بذاته عالما بجميع المعلومات.
قال: وليس فى الوجود رسم ولا طلل إلا ومثاله عند البارى تعالى.
يشير إلى وجود صور المعلومات فى علمه.
فهو مثبت للصفات، وحدوث العالم. ومنكر لعبادة الأصنام، ولكن لم يواجه قومه بالرد عليهم، وعيب آلهتهم فسكتوا عنه. وكانوا يعرفون له فضله وعمله.
وصرح أفلاطون بحدوث العالم. كما كان عليه الأساطين. وحكى ذلك عنه تلميذه إرسطو. وخالفه فيه، فزعم أنه قديم، وتبعه على ذلك ملاحدة الفلاسفة، من المنتسبين إلى الملل وغيرهم، حتى انتهت النوبة إلى أبى على بن سينا، فرام بجهده تقريب هذا الرأى من قول أهل الملل، وهيهات اتفاق النقيضين، واجتماع الضدين.
فرسل الله تعالى وكتبه وأتباع الرسل فى طرف. وهؤلاء القوم فى طرف.
وكان ابن سينا، كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبى من أهل دعوة الحاكم، فكان من القرامطة الباطنية، الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا رب خالق، ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى.
وكان هؤلاء الزنادقة، يتسترون بالرفض، ويبطنون الإلحاد المحض، وينتسبون إلى أهل بيت الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. وهو وأهل بيته براء منهم نسبا ودينا، وكانوا يقتلون أهل العلم والإيمان، ويدعون أهل الإلحاد والشرك والكفران، لا يحرمون حراما، ولا يحلون حلالا. وفى زمنهم ولخواصهم وضعت رسائل إخوان الصفا.
ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك، والكفر الملحد، وزير الملاحدة، النصير الطوسى وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة، والمنجمين، والطبائعيين، والسحرة. ونقل أوقاف المدارس والمساجد، والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر فى كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرب جل جلاله: من عمله، وقدرته، وحياته، وسمعه، وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد البتة.
واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن فلم يقدر على ذلك. فقال: هى قرآن الخواص. وذاك قرآن العوام. ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين، فلم يتم له الأمر. وتعلم السحر فى آخر الأمر. فكان ساحرا يعبد الأصنام.
وصارع محمد الشهرستانى ابن سينا فى كتاب سماه «المصارعة » أبطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد، ونفى علم الرب تعالى وقدرته، وخلقه العالم، فقام له نصير الإلحاد وقعد، ونقضه بكتاب سماه «مصارعة المصارعة » ووقفنا على الكتابين - نصر فيه: أن الله تعالى لم يخلق السماوات والأرض فى ستة أيام. وأنه لا يعلم شيئا، وأنه لا يفعل شيئا بقدرته واختياره، ولا يبعث من فى القبور.
وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله، وملائكته، وكتبه، ورسوله، واليوم الآخر.
والفلسفة التى يقرؤها أتباع هؤلاء اليوم هى مأخوذة عنه وعن إمامه ابن سينا، وبعضها عن أبى نصر الفارابى، وشيء يسير منها من كلام إرسطو. وهو - مع قلته وغثاتته وركاكة ألفاظه - كثير التطويل، لا فائدة فيه. وخيار ما عند هؤلاء، فالذى عند مشركى العرب من كفار قريش وغيرهم خير منهم فإنهم يدأبون حتى يثبتوا واجب الوجود، ومع إثباتهم له فهو عندهم وجود مطلق، لا صفة له ولا نعت، ولا فعل يقوم به، لم يخلق السماوات والأرض بعد عدمهما، ولا له قدرة على فعل، ولا يعلم شيئا. وعباد الأصنام كانوا يثبتون ربا خالقا مبدعا عالما، قادرا حيا، ويشركون به فى العبادة فنهاية أمر هؤلاء الوصول إلى شيء برَّز عليهم فيه عباد الأصنام وهم فرق شتى لا يحصيهم إلا الله عز وجل.
وأحصى المعتنون بمقالات الناس منهم اثنتى عشرة فرقة، كل فرقة منها مختلفة اختلافا كثيرا عن الأخرى.
فمنهم أصحاب الرواق، وأصحاب الظلة، والمشاؤون، وهم شيعة إرسطو. وفلسفتهم هى الدائرة اليوم بين الناس، وهى التى يحكيها ابن سينا والفارابى، وابن خطيب الرى وغيرهم. ومنهم الفيثاغورية، والأفلاطونية، ولا تكاد تجد منهم اثنين متفقين على رأى واحد، بل قد تلاعب بهم الشيطان كتلاعب الصبيان بالكرة. ومقالاتهم أكثر من أن نذكرها على التفصيل.
هذا كلام مجمل عن الفلاسفة والفلسفة ..ولكن كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في شأنهم في الصفدية
-- وحقيقة الامر ان المتفلسفة نوعان نوع معرضون عما جاءت به الرسل بعد بلوغ ذلك لهم وقيام الحجة عليهم بما جاءت به الرسل , فهؤلاء كفار اشقياء بلا ريب . ومن كان منهم مؤمنا بما جاءت به الرسل ظاهرا وباطنا فهذا مؤمن حكمه حكم اهل الايمان , لكن لايمكن مع هذا ان ان نعتقد ما يناقض الايمان من اقوالهم , بل نوافقهم في الاقوال التي توافق اقوال الرسل , او في الاقوال التي لاتتعلق بالدين لا نفيا ولا اثباتا من الامور الطبيعية والحسابية—
وهو ما يدل على ان معهم جزء من الحكمة والصواب ينبغي علينا ان نعلمها , لاننا مطالبين بالعدل مع كل الناس قال تعالى
{يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} قال شيخ الاسلام في السياسة الشرعية -فأمر الله المسلمين ألا يحملهم بغضهم للكفار على ألا يعدلوا.-
-
لقد طورت هذه الطائفة من وسائل نموها ودفاعها ..تماما كما تفعل الفيروسات التي تطور من جهاز مناعتها عند تعاملها مع نمط معين من المضادات الحيوية ..واصبحت تعتمد على النصوص الصحيحة وتكتفي بمقدمات صحيحة ثم تحرف تأويلاتها بفلسفتهم .
الفصل بين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية
من قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح يبين الله تعالى ما كان بينهما ..ومن هنا انطلقت فلسفتهم للنصوص ..كيف؟؟
هناك انبياء وهناك حكماء..لان موسى عليه السلام نبي والعبد الصالح كان حكيما
الانبياء لهم الشريعة الظاهرة والناموس الظاهري واتباعهم اهل الشريعة الظاهرة..اما الحكماء فلهم الشريعة الباطنه والناموس الباطني واتباعهم الصفوة من الناس
من الصعوبة ان يتفقا كل من اهل الشريعة الظاهرة واهل الشريعة الباطنة لان موسى عليه السلام لم يتفق مع العبد الصالح الحكيم
الحكماء هم افضل واكمل واعلم لان الله تعالى ارسل موسى عليه السلام للتعلم من العبد الحكيم

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:46 PM
الخير والشر والصلاح والفساد والحلال والحرام لهم ابعاد نسبية وليست مطلقة فما يكون حراما او فسادا او شرا في هذه الشريعة قد يكون العكس في الشريعة الاخرى شريطة العلم بالحكمة الكونية ..لان موسى عليه السلام استنكر التخريب والقتل ..الخ الذي قام به العبد الحكيم
العبودية لله تعالى نسبية وليست مطلقة شريطة العلم بالحكمة الكونية لان العبد الصالح كان ايضا بتعبد لله تعالى بتلك الافعال وموسى عليه السلام يتعبد الله تعالى بأنكاره تلك الافعال
هناك تفسيرا باطنيا وهناك اسرار للنصوص النقلية والعقلية الكونية والشرعية لايعرفها سوى الحكماء

الانبياء وشريعتهم واتباعهم مقيدة بالزمكانات اما الحكماء وشريعتهم واتباعهم فلا تقييد عليهم ..ولذا تجد الفاطميين يسمون دعاتهم بالمطلقين
هناك فرق وفصل بين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية ..الامر المستلزم فصل الدين عن الدولة ( أي العلمانية) لان موسى عليه السلام انفصل وفارق العبد الصالح الحكيم
فلسفة الغاء الفرق بين الازمنة والامكنة والذوات – وحدة الوجود-
ومشكلة هؤلاء انهم يلغون الفرق مطلقا بين الازمنة والامكنة والذوات وسنن الاعتبار وقصص الاعتبار ..والا لو كان عندهم فرق لعرفوا انه بناء على اقرار الفرق يصبح ان هذه القصة وما جرى بين العبد الصالح وكليم موسى عليه السلام لاتلغي الفرق في الافضلية بين موسى عليه السلام وبين العبد الصالح وبين موسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وسلم وبين زمن ومكان حادثة تلك القصة وبين زمن ومكان حوادث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لانهم يقولون ان الزمن واحد والمكان واحد

والحكمة واحدة مطلقا قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ج1 ص437

فصل الحكمة في التفرقة بين زمان وزمان ومكان ومكان

وأما قوله: «وخَصَّ بعضَ الأزمنة والأمكنة، وفضل بعضها على بعض، مع تساويها ـ إلخ» فالمقدمة الأولى صادقة، والثانية كاذبة، وما فَضَّلَ بعضها على بعض إلا لخصائص قامت بها اقتضت التخصيص، وما خص سبحانه شيئاً إلا بمُخَصِّصٍ، ولكنه قد يكون ظاهراً وقد يكون خفيًّا، واشتراك الأزمنة والأمكنة في مسمى الزمان والمكان كاشتراك الحيوان في مسمى الحيوانية والإنسان في مسمى الإنسانية، بل وسائر الأجناس في المعنى الذي يعمها، وذلك لا يوجب استواءها في أنفسها، والمختلفات تشترك في أمور كثيرة، والمتفقات تتباين في أمور كثيرة، والله سبحانه أحكم وأعلم من أن يفضل مِثْلاً على مِثْل من كل وجه بلا صفة تقتضي ترجيحه، هذا مستحيل في خلقه وأمره، كما أنه سبحانه لا يفرق بين المتماثلين من كل وجه؛ فحكمته وعَدْله تأبى هذا وهذا؛ وقد نَزَّه سبحانه نفسَه عمن يَظُنُّ به ذلك، وأنكر عليه زعمه الباطل، وجعله حكماً منكراً، ولو جاز عليه ما يقوله هؤلاء لبطلت حُجَجُه وأدلته؛ فإن مَبْنَاها على أن حكم الشيء حكم مثله، وعلى ألا يسوي بين المختلفين؛ فلا يجعل الأبرار كالفجار، ولا المؤمنين كالكفار، ولا مَنْ أطاعه كمن عصاه، ولا العالم كالجاهل وعلى هذا مَبْنَى الجزاء؛ فهو حكمة الكوني والديني، وجزاؤه الذي هو ثوابه وعقابه وبذلك حصل الاعتبار، ولأجله ضُرِبَت الأمثال، وقصت علينا أخبار الأنبياء وأممهم، ويكفي في بطلان هذا المذهب المتروك الذي هو من أفسد مذاهب العالم أنه يتضمن لمساواة ذات جبريل لذات إبليس وذات الأنبياء لذات أعدائهم، ومكان البيت العتيق بمكان الحُشُوشِ وبيوتِ الشياطين، وأنه لا فرق بين هذه الذوات في الحقيقة، وإنما خصت هذه الذات عن هذه الذات بما خُصّت به لمحض المشيئة المرجِّحَة مِثْلاً على مثل بلا موجب، بل قالوا ذلك في جميع الأجسام، وأنها متماثلة، فجسم المِسْكِ عندهم مُسَاوٍ لجسم البول والعذرة، وإنما امتاز عنه بصفة َعرَضِية، وجسم الثَّلْج عندهم مُسَاوٍ لجسم النار في الحقيقة، وهذا مما خرجوا به عن صريح المعقول، وكابروا فيه الحسَّ، وخالفهم فيه جمهور العقلاء من أهل الملل والنِّحَلِ، وما سَوَّى الله بين جسم السماء وجسم الأرض، ولا بين جسم النار وجسم الماء، ولا بين جسم الهواء وجسم الحجر، وليس مع المنازِعِينَ في ذلك إلا الاشتراك في أمر عام، وهو قبول الانقسام وقيام الأبعاد الثلاثة والإشارة الحِسّية، ونحو ذلك مما لا يوجب التشابه فضلاً عن التماثل، وبالله التوفيق.

هكذا فلسفت طائفة الحكماء تلك النصوص- الايات القرآنيه من سورة الكهف- لتستخرج لها مذهبا وطريقة وسياسة تحكم بها العالم

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:49 PM
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسائل ومسائل ابن تيمية ج2 ص 66-67
:
بطلان الاحتجاج بقصة موسى والخضر على مخالفة الشريعة:

ولا حجة فيها لوجهين (أحدهما) : أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى فإن موسى، كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل، ولهذا جاء في الحديث الصحيح «أن موسى لما سلم على الخضر قال: وأنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه» ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلّم: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِخَمْسٍ: جُعِلَتْ صُفُوفَنَا كَصُفُوفِ المَلاَئِكَةِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فَأيَّ رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدَهُ وَطَهُورُهُ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» وقد قال تعالى: {وَمَا أرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلْنَّاسِ بَشِيراً ونَذِيراً} وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُم جَميعاً} الآية.
فمحمد صلى الله عليه وسلّم رسول الله إلى جميع الثقلين: إنسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، ملوكهم وزهادهم، الأولياء منهم وغير الأولياء. فليس لأحد الخروج عن مبايعته باطناً وظاهراً، ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة في دقيق ولا جليل، لا في العلوم ولا الأعمال، وليس لأحَدٍ أن يقول له كما قال الخضر لموسى، وأما موسى فلم يكن مبعوثاً إلى الخضر

(الثاني) : أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الأمور التي فعلها تباح في الشريعة، إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر، ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك، ولو كان مخالفاً لشريعته لم يوافقه بحال.
وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإِنسان أن يحفظه لصاحبه بإِتلاف بعضه، فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعي على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يذبح الشاة التي خاف عليها الموت. وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبي الصائل، ولهذا قال ابن عباس: وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم. وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا كان لذرية قوم صالحين.
(الوجه الثامن) أنه قال: ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلّم النبوة بالحائط إلى آخر كلامه وهو متضمن أن العلم نوعان، (أحدهما): علم الشريعة وهو يأخذه عن الله كما يأخذ النبي فإنه قال: والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره، وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه فلا بد أن يراه هكذا.

فلسفة الاختفاء والظهور –رجال الغيب-
يرى هؤلاء انه يحدث لاصحاب الحق اختفاء لفترة من السنين ثم يظهرون في الوقت المعلوم .. وذلك من قصة اصحاب الكهف اللذين انامهم الله تعالى ثلاثمئة سنه ..وهو ما تجده عندهم في قصة المهدي العسكري عند الصفويين حيث يقولوا انه دخل السرداب في نومة كهفية وسيعود في الوقت المحدد ..كذلك عند الباطنية الفاطميين كما قال الاخ احمد امين الشجاع حول اهتمامهم باليمن
لأنه في نظرهم مقر الإمام المستتر (الطيب بن الآمر) الذي سيظهر آخر الزمان ويحكم الناس، أما الآن فينوب عنه (الدعاة المطلقون) –حسب معتقداتهم- وآخرهم محمد برهان الدين الذي يحمل الرقم الـ 52 في الترتيب.
وفي حوار مع جريدة (الناس) –العدد 60 بتاريخ 13/8/2001م- يقول سلمان أكبر -نائب السلطان- عن استتار إمامهم: "ولا يعني أن دعوة الإمام المستتر غير موجودة في اليمن وإنما هي موجودة، وأتباعه دائماً موجودون هنا، أما الدعاة المطلقون فقد انتقلوا إلى الهند"
وامتدت اثار هذه الفلسفة خصوصا من الكلمة التي موجودة في قوله تعالى (((وليتلطف))) من سورة الكهف ..حيث يرون بفلسفتهم انه ينبغي عليهم ان يختفوا في اوقات معينة ويخرجون بتلطف خفي سحري ..لان هناك علاقة بين مادة السحر لغويا وما لطف من قول او فعل او تأثير قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لدى تفسيره رحمه الله الاية 102-لان السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه –فتم تفسير قوله تعالى (((وليتلطف)))- وليتسحر – أي ليقول قولا او ليفعل فعلا يقتضي اثرا سحريا فيختفي عن الانظار..فتجدهم يبحثون في الاسباب الموجبة للاختفاء والظهور السحري والذي يمكن اجمال انواعه الى كما يقول ابن كثير رحمه الله
ثم ذكر ابو عبدالله الرازي ان انواع السحر ثمانية
النوع الاول سحر الكلدانيين والكشدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعه المتحيرة وهي السيارة وكانوا يعتقدون انها مدبرة العالم وتأتي بالخير والشر—لاحظ في تقرير الاخ احمد امين الشجاع ان اركان الدين عندهم سبعة ..وهناك الهودية الذين يهتمون برقم سبعة فيبحثون عن اشخاص يكون لهم اسماء سبعة من اباءهم..الخ-
النوع الثاني سحر اصحاب الاوهام والنفوس القوية ثم استدل الرازي على ان الوهم له تأثير بأن الانسان يمكنه ان يمشي على الجسر الموضوع على وجه الارض ولايمكنه ان يمشي عليه اذا كان ممدودا على نهر او نحوه وما ذاك الا لان النفوس خلقت مطيعة للاوهام-وهذا النوع من السحر ينطلي على اصحاب النفوس الضعيفة المتذبذبة-
النوع الثالث
من السحر الاستعانة بالارواح الارضية وهم الجن ..قال واتصال النفوس الناطقة بها اسهل من اتصالها بالارواح السماوية لما بينهما من المناسبة والقرب
النوع الرابع سحر التخيييلات والاخذ بالعيون
النوع الخامس الاعمال العجيبة والتيي سمونها الحيل الميكانيكة
النوع السادس سحر الاستعانة ببعض خواص الادوية والاطعمه والدهانات
النوع السابع سحر تعليق القلب والفك والربط
النوع الثامن السعي بالنميمة من وجوه خفيفة لطيفة وذلك شائع بين الناس
قال ابن كثير رحمه الله وانما ادخل الرازي كثيرا من هذه الانواع المذكورة في فن السحر للطافة مداركها لان السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه
ولذا تجدهم يهتمون كثيرا بكل ما لطف وخفيت اسبابه عن العامة من الناس من العلوم والمعارف والاسباب ولعل ابرزها هذه الايام هو البحث الدؤوب والذي جعل قناة الجزيرة تخصص برنامجا عنه وهو الزئبق الاحمر المطلوب في تحقيق سرعة الاستحالة
قال ابن كثير رحمه الله المرجع السابق
حكى الرازي في تفسيره عن المعتزلة انهم انكروا وجود السحر قال وربما كفََروا من اعتقده واما اهل السنه فقد جوزوا ان يقدر الساحر ان يطير في الهواء ويقلب الانسان حمارا والحمار انسانا الا انهم قالوا ان الله يخلق الاشياء عندما يقول الساحر تلك الرقي والكلمات المعينة
تجدر الاشارة الى ان المملكة العربية السعودية تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تحارب السحرة تحقيقا للمراد الامري الديني كما يكشف هذا التقرير من مواقع سعودية الكترونية ..وصحف ايضا

ساحر مكة . . من أخطر المشعوذين ، ويـدّعي مرافقته لملك الجن !!

كلما أرادوا القبض عليه تحول إلى قطة !!

الساحر في قبضة رجال الأمن

المدينة : تم مساء أمس القبض على ( أخطر السحرة والمشعوذين ) الموجودين على
مستوى المملكة من قِبل الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة في حي الكعكية ،
جنوب مكة المكرمة ، وقد تضرر منه كثير من الناس من الرجال والنساء ...
وقد أشتهر هذا الساحر الخطير بجلب الأموال حيث يتقاضى من الضحية مئة ألف
ريال سعودي ، ويعطيه مقابلها ( خمسة ملايين ريال سعودي ) يزعم الساحر بأنه
يسحبها من حساب الدولة دون أن يتضرر أحد من التجار أو الفقراء والمساكين ..
ويدعى أنه أرسل من عند الله، وأن معه ملك الجن لحل مشاكل الناس خاصة ممن
يعيشون حياة البؤس و الفقر ، أو من الأثرياء الذين جار عليهم الزمن وافتقروا
وأكدت المصادر أن الساحر المذكور ، يعتبر من الأقوياء والمشهورين بالسحر
والشعوذة ، خاصة سحر ( جلب الأموال ) بحيث يجعل الشخص يصبح مليونيراً
في لحظات ، وسحر التفريق بين المرء وزوجه ، وسحر المحبة .. ويدّعى هذا
الساحر أن له علاقة مباشرة بملك الجن، وأن ملك الجن يحبه ولا يرفض له أي طلب
وأفادت المعلومات أن الساحر ينتمي لدولة ( النيجر ) وهو مقيم في المملكة بطريقة
غير نظامية وسبق له الدخول للمملكة بتأشيرة عمرة.
يذكر أن الجهات المسؤولة في هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وكذلك
البحث الجنائي، والشرطة سبق وأن حاولوا ( أكثر من مرة ) إلقاء القبض على
هذا الساحر، ولكن بعد محاصرة الموقع الذي تأكدوا بوجوده فيه، ودخول الجهات
الأمنية للموقع للقبض عليه، فإنه وفي لحظة يختفي تماماً ولا يرى له أثر !!
وفي إحدى المرات بعد محاصرته، نادى الساحر بأسماء الجن، فتحول الساحر
فجأة إلى قـطـة وهرب أمام أعين الناس وأختفي !!
قبل ستة أشهر ، تم (التنسيق) مع بعض المواطنين ممن يعرفونه وتضرروا منه ،
فذهبوا لبيت الساحر ، وقالو بأنهم يعيشون ظروفاً مالية صعبة وأنهم خسروا
الملايين في سوق الأسهم ويلتمسون منه مساعدتهم في تعويض المبالغ التي
خسروها في الأسهم.. وفعلاً أبدى الساحر استعداده، فطلب منهم تجهيز مكان
آمن وإحضار مبلغ مئة ألف ريال لتعويضهم بدلها بـ( خمسة ملايين ريال)
وفعلاً تم تجهيز المكان الآمن في موقع بعيد عن المنطقة السكنية، وقام الساحر
بتفقده قبل أيام بصحبة ملك الجن - حسب زعمه - وأكد أن ملك الجن وافق على
إحضار المبلغ خمسة ملايين ريال في الموقع المذكور.. وفي يوم أمس الأول
(الاثنين) وبعد العشاء، تم إدخال الساحر ومعاونه للمنزل المحدد.. وبعدها تم
إبلاغ الجهات الأمنية التي حضرت بصحبة ( أحد الرقاة والقراء المشهورين بعلاج
السحر والمس ) وتم القراءة على البيت والموقع الذي بداخله الساحر ( قبل مداهمته )
ونصح الشيخ القارىء، رجال الأمن أن ( يحصّـنوا أنفسهم بالأذكار، وتلاوة القرآن )
قبل الدخول للموقع، خشية أن تتكرر عملية اختفائه كما حدث في مرات سابقة ..
وبفضل من الله وتوفيقه، كان صوت الحق أقوى من صوت الباطل، مصداقاً لقوله تعالى
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ).. فداهمت الجهات الأمنية الموقع
بقيادة العقيد محمد عبد الله المنشاوى مديرا لأمن الوقائي بشرطة العاصم ة المقدسة،
وعدد من الضباط والأفراد، وعندما دخل رجال الأمن للغرفة المعدة للساحر، ومعه جميع
أدوات السحر والشعوذة، لم يظهر على الساحر الخوف والرعب، فنادى الجن بأعلى صوته.
ولكن دون فائدة، ثم نادى على ملك الجن.. ولم يرد عليه !!
فظهرت على وجه الساحر علامات الخوف والانزعاج. . وكان طوال فترة القبض عليه
يتمتم بعبارات غير مفهومة، توحي بأنه يستنجد بالجن، لكن القرآن الكريم قد أحرقهم
وعطل قواهم، وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
فتم القبض على الساحر ومساعده في المنزل، دون أي مقاومة.. لأنه كان معتقداً أن ملك
الجن سينقذه ويخفيه كما أخفاه في مرات سابقة، وتم تقييده بالسلاسل، وسلم لمركز
شرطة حي ( الكعـكية ) لحين تقديمه للقضاء الشرعي لاتخاذ الأحكام الشرعية بحقه.
والحمد لله رب العالمين،،

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:52 PM
لقد اثرت فلسفة الظهور والاختفاء – رجال الغيب-فجعلوا لهؤلاء مراتب ومنازل ومقامات كالابدال والاوتاد والغوث والاقطاب..قال شيخ الاسلام في رسائل ومسائل ابن تيمية ج1 ص59

القول في معنى الأَبدال:
والذين تكلموا باسم البدل أفردوه بمعان منها أنهم إِبدال ومنها أنهم كلما مات منهم رجل أبدل الله مكانه رجلاً ، ومنها أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بالحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا أكثر، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض، وبهذا التحرير يظهر المعنى باسم النجباء. فالغرض أن هذه الأسماء تارة تفسر بمعان باطلة بالكتاب والسنة وإجماع السلف مثل تفسير بعضهم بأن الغوث هو الذي يغيث الله به أهل الأرض من رزقهم ونصرهم. فإِن هذا نظير ما تقوله النصارى في الباب وهو معدوم العين والأثر، وتشبيه بحال المنتظر الذي دخل السرداب من نحو أربعمائة وأربعين سنة، وكذلك من فسر الأربعين الأبدال بأن الناس إنما ينصرون ويرزقون بهم فذلك باطل بل النصر والرزق يحصل بأسباب من أوكدها دعاء المسلمين المؤمنين وصلاتهم وإخلاصهم ولا يتقيد ذلك لا بأربعين ولا بأقل ولا أكثر كما في الحديث المعروف أن سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم أيسهم له مثل ما يسهم لضعفتهم؟ فقال «يَا سَعْدُ وَهَلْ تُنْصَرون وَتُرْزَقون إِلاَّ بِضُعَفَائِكُم بِدُعَائِهِمِ وَصَلاتِهِم وَإِخلاَصهِم» .
وقد يكون للنصر والرزق أسباب أخر فإِن الكفار أيضاً والفجار ينصرون ويرزقون. وقد يجدب الله الأرض على المؤمنين ويخيفهم من عدوّهم، لينيبوا إليه ويتوبوا من ذنوبهم، فيجمع لهم بين غفران الذنوب، وتفريج الكروب، وقد يملي للكفار ويرسل السماء عليهم مدراراً ويمدهم بأمواله وبنين ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، إما ليأخذهم في الدنيا أخذ عزيز مقتدر، وإما ليضعف عليهم العذاب في الآخرة، فليس كل إنعام كرامة ولا كل امتحان عقوبة قال الله تعالى: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} .
فصل
القول في رجال الغيب وخاتم الأولياء وما أشبه من التسميات
وليس في أولياء الله المتقين بل ولا أنبياء الله ولا المرسلين من كان غائب الجسد دائماً عن أبصار الناس بل هذا من جنس قول القائل بأن علياً في السحاب وأن محمد بن الحنفية في جبال رضوى، وأن محمد بن الحسن في سرداب سامرا، وأن الحاكم في جبل مصر، وأن الابدال رجال الغيب في جبل لبنان. فكل هذا ونحوه من قول أهل الإِفك والبهتان، نعم قد تخرق العادة في حق الشخص فيغيب تارة عن أبصار الناس أما لدفع عدو عنه وإما لغير ذلك. وأما أنه يكون هكذا طول عمره فباطل، نعم يكون نور قلبه وهدى فؤاده وما فيه من أسرار الله وأمانته وأنواره ومعرفته غيباً عن الناس، ويكون صلاحه وولايته غيباً عن أكثر الناس، فهذا هو الواقع. وأسرار الحق بينه وبين أوليائه وأكثر الناس لا يعلمون.
وانت تجد اثر هذه الفلسفة في ظهور واختفاء هؤلاء بحسب ما يرونه من قراءاتهم للامان والخوف
ومن اثار تأويلاتهم لسورة الكهف هو
فلسفة الكهوف والانفاق والفجوات
لقد اثرت قراءاتهم التأويلية في سورة الكهف ..وجعلوا يرون ان صنع الانفاق والكهوف والفجوات الحسية والمعنوية هي الاصل الذي يجب ان يسلكه السالك في المقامات والاحوال والمنازل..وكلما قدر المرء على اتخاذ الانفاق الحسية والمعنوية للوصول الى الغايات ..واتخاذ الكهوف للاختفاء الحسي والمعنوي.. واتخاذ الفجوات والهوات الحسية والمعنوية بينه وبين الناس وبين الناس بعضها ببعض..عرف ان هذا المرء من السالكين
فلسفة خروج الملك القحطاني
لقد التبس عليهم الامر بين قصة ذي قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان ص727ج1


والفلاسفة لا تختص بأمة من الأمم، بل هم موجودون فى سائر الأمم، وإن كان المعروف عند الناس الذين اعتنوا بحكاية مقالاتهم: هم فلاسفة اليونان. فهم طائفة من طوائف الفلاسفة، وهؤلاء أمة من الأمم، لهم مملكة وملوك، وعلماؤهم فلاسفتهم، ومن ملوكهم الإسكندر المقدونى. وهو ابن فيلبس. وليس هو بالإسكندر ذى القرنين الذى قص الله تعالى نبأه فى القرآن، بل بينهما قرون كثيرة، وبينهما فى الدين أعظم تباين. فذو القرنين كان رجلا صالحا موحدا لله تعالى، يؤمن بالله تعالى وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وكان يغزو عُبَّاد الأصنام، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وبنى السد بين الناس وبين يأجوج و مأجوج. وأما هذا المقدونى فكان مشركا يعبد الأصنام هو وأهل مملكته. وكان بينه وبين المسيح نحو ألف سنة وستمائة سنة. والنصارى تؤرخ له. وكان إرسطاطاليس وزيره وكان مشركا يعبد الأصنام. وهو الذى غزا دارا بن دارا ملك الفرس فى عقر داره فثل عرشه، ومزق ملكه، وفرق جمعه، ثم دخل إلى الصين، والهند، وبلاد الترك، فقتل وسبى.
وكان لليونانيين فى دولته عز وسطوة بسبب وزيره إرسطو، فإنه كان مشيره ووزيره ومدبر مملكته.
وموضوع القحطاني هذا يرونه فيلسوفا – أي حكيما – يخرج من اليمن ولهذا عظم اهتمامهم باليمن ..ومن المسلمين من وقع ايضا في فتنة هذا الملك القحطاني كما جاء في الحديث الصحيح – لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاة-ايام حادثة جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني رحمهما الله اذ تأولا النصوص الكشفية من الرؤى وقتذاك بالخروج على المملكة العربية السعودية..ولايزال الى اليوم العديد من المسلمين يتأولون الدلالات النظرية والكشفية بخروج هذا الرجل الي يسوق الله تعالى به الناس بعصاة وبنظري اننا علينا ان نسأل انفسنا لماذا تميز اهل الدين الصحيح بمسمى اهل السنة والجماعة ...؟
مما ينبغي معرفته ان الفردية كانت الى قبا مجيء النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان بنتظر اهل الدين من اليهود والنصارى علامات في افراد مناط بهم التغيير الكوني والشرعي ..بينما لما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم اثبت المولى تعالى الاصل في الحكمة الكونية بالجماعة ..فكانت قوة وقدرة وارادة النصر بالجماعة المهاجرين والانصار ..وليس كما في قصة موسى عليه السلام وداؤود وسليمان حيث يبرز دور الفرد كأصل ..فالاسلام عزَه الله تعالى بعمر بن الخطاب .وكان لكل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم دورا لايقل اهمية عن الدور الذي للاخر ..فصاروا مجموعة اذا ما تم عزل احد افرادها ضر ذلك بالتشكيل الفضائي للمجموعة . اما هؤلاء ففي رؤوسهم دور الفرد والبحث عن الفرد وانتظار الفرد والتهيئة للفرد ..ولذا وأن كان امر القحطاني حقا واقعا كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن لايمكن الانقياد لفلسفة الفردية والتي يسعى لتعزيزها اساطينهم والمتسترين بزي اهل السنة والجماعة كمشايخ وعلماء ودعاة ..فلدينا من نصوص القران والسنة القطعية ونصوص الاجماع ما تغنينا بأذن الله تعالى ولايمكن ان تكون مقاصدنا ورجاءنا ووجهاتنا لاشخاص يصبح سرابا
قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ج1 ص123

ومنها قوله تعالى: {والذين كفروا أعمالُهم كَسَرَابٍ بِقيعَةٍ يَحْسَبُه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ووجد الله عنده فوفّاه حسابه، والله سريع الحساب * أو كظُلُمَاتٍ في بحر لِّجُيٍّ يَغْشَاه مَوْج من فوقه مَوْج من فوقه سَحَابٍ، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يَدَه لم يَكَدْ يراها، ومَنْ لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
ذكر سبحانه للكافرين مثلين: مثلاً بالسَّرَاب، ومثلاً بالظلمات المتراكمة، وذلك لأن المُعْرِضين عن الهُدَى والحق نوعان: أحدهما مَنْ يظن أنه على شيء فيتبين له عند انكشاف الحقائق خلافُ ما كان يظنه، وهذه حال أهل الجهل وأهل البِدَعِ والأهواء الذين يَظنون أنهم على هُدًى وعلم، فإذا انكشفت الحقائق تبين لهم أنهم لم يكونوا على شيء، وأن عَقَائدهم وأعمالهم التي ترتَّبَتْ عليها كانت كسَرَاب بقيعة يُرَى في عين الناظر ماء ولا حقيقة له، وهكذا الأعمال التي لغير الله وعلى غير أمره، يحسبها العامل نافعةً له وليست كذلك، وهذه هي الأعمال التي قال الله عز وجل فيها: {وقَدِمْنَا إلى ما عَمِلُوا من عمل فجعلناه هَبَاء منثوراً} وتأمَّل جَعْلَ الله سبحانه السَّرَاب بالقِيعة ـ وهي الأرض القَفْر الخالية من البناء والشجر والنبات ـ والعالم فمحلُّ السراب أرض قفر لا شيء بها، والسراب لا حقيقة له، وذلك مطابق لأعمالهم وقلوبهم التي أقفرت من الإيمان والهدى. وتأمل ما تحت قوله: {يَحْسَبُهُ الظمآن ماء} والظمآن الذي قد اشتد عَطَشُه فرأى السَّرَابَ فظنه ماء فتبعه فلم يجذه شيئاً، بل خانه أحْوَجَ ما كان إليه، فكذلك هؤلاء، لما كانت أعمالُهم على غير طاعة الرسول، ولغير الله جُعِلت كالسراب، فرفعت لهم أظمأ ما كانوا وأحوج ما كانوا إليها، فلم يجدوا شيئاً، ووجدوا الله سبحانه ثَمَّ؛ فجازاهم بأعمالهم ووفَّا

ولكن المشكلة في هؤلاء هو اتباعهم المتشابه على حساب المحكم..فيغلون في المتشابه ويجعلونه محكما واساسا لقواعدهم التأويلية – أي الفلسفية- الذي هو اصل الشر والفتنة التي يسعون لها بتأويلاتهم (((هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب)))
قال ابن القيم في اعلام الموقعين ج1 ص7
بعض آثار التأويل

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:53 PM
وبالجملة فافتراقُ أهل الكتابَيْنِ، وافتراقُ هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إنما أوجبه التأويل، وإنما أريقت دماء المسلمين يوم الجمل وصِفِّين والحَرةِ وفتنة ابن الزبير وهلم جرا بالتأويل، وإنما دخل أعداءُ الإسلام من المتفلسفة والقَرَامطة والباطنية والإسماعيلية والنصيرية من باب التأويل، فما امتحن الإسلام بمحنة قَطُّ إلا وسببها التأويل؛ فإن محنته إما من المتأولين، وإما أن يسلط عليهم الكفار بسبب ما ارتكبوا من التأويل وخالفوا ظاهر التنزيل وتعلَّلوا بالأباطيل، فما الذي أراق دماء بني جذيمة وقد أسلموا غير التأويل حتى رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وتبرأ إلى الله من فعل المتأول بقتلهم وأخذ أموالهم؟ وما الذي أوجب تأخر الصحابة رضي الله عنهم يوم الْحُدَيبية عن مُوَافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير التأويل حتى اشتد غضبه لتأخرهم عن طاعته حتى رجعوا عن ذلك التأويل؟ وما الذي سَفَكَ دمَ أمير المؤمنين عثمان ظلماً وعُدْواناً وأوقع الأمة فيما أوقعها فيه حتى الآن غير التأويل؟ وما الذي سَفَكَ دم علي رضي الله عنه وابنه الحسين وأهل بيته رضي الله تعالى عنهم غير التأويل؟ وما الذي أراقَ دم عَمَّار بن ياسر وأصحابه غير التأويل؟ وما الذي أراق دم ابن الزبير وحجر بن عدي وسعيد بن جُبَير وغيرهم من سادات الأمة غير التأويل؟ وما الذي أريقت عليه دماء العرب في فتنة أبي مسلم غير التأويل؟ وما الذي جَرَّد الإمام أحمد بين العقابين وضَرْب السياط حتى عَجَّت الخليقة إلى ربها تعالى غير التأويل؟ وما الذي قتل الإمام أحمد بن نصر الخزاعي وخَلّد خلقاً من العلماء في السجون حتى ماتوا غير التأويل؟ وما الذي سَلّط سيوفَ التتار على دار الإسلام حتى ردوا أهلها غير التأويل؟ وهل دخلت طائفةُ الإلحادِ من أهل الحلول والاتحاد إلا من باب التأويل؟ وهل فتح باب التأويل إلا مضادةً ومناقضةً لحكم الله في تعليمه عباده البيان الذي امتنَّ الله في كتابه على الإنسان بتعليمه إياه؛ فالتأويل بالألغاز والأحاجِيِّ والأغلوطات أوْلٰى منه بالبيان والتبيـين، وهل فرق بين دفع حقائق ما أخبرت به الرسل عن الله وأمرت به بالتأويلات الباطلة المخالفة له وبين رَدِّه وعدم قبوله، ولكن هذا رد جحود ومعاندة، وذاك رد خداع ومصانعة.
قال أبو الوليد بن رشد المالكي في كتابه المسمى بـ «الكشف عن مناهج الأدلة» وقد ذكر التأويل وجنايته على الشريعة، إلى أن قال: {وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} وهؤلاء أهلُ الجدل والكلام، وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنهم تأوَّلُوا كثيراً مما ظنوه ليس على ظاهره، وقالوا: إن هذا التأويل هو المقصود به، وإنما أمر الله به في صورة المتشابه ابتلاء لعباده واختباراً لهم، ونعوذ بالله من سوء الظن بالله، بل نقول: إن كتاب الله العزيز إنما جاء مُعْجِزاً من جهة الوضوح والبيان، فما أبعد من مقصد الشارع مَنْ قال فيما ليس بمتشابه: إنه متشابه، ثم أول ذلك المتشابه بزعمه، وقال لجميع الناس: إن فرضكم هو اعتقاد هذا التأويل، مثل ما قالوه في آية الاستواء على العرش وغير ذلك مما قالوا: إن ظاهره متشابه، ثم قال: وبالجملة فأكثر التأويلات التي زعم القائلون بها أنها المقصود من الشرع إذا تأملت وجَدْتَ ليس يقوم عليها برهان. انتهى

و
الرد على هذه الشبهات بسيط وغير مكلف ولله الحمد
وهو كما يلي
ان التوراة يغلب عليها الشريعة الظاهرة ..والسبب ان بني اسرائيل مجبولين على التكتم والتبطن والتستر زد على ذلك ان وقوعهم تحت الحكم الفرعوني كرس هذه الجبلة الاستبطانية ..فأنزل الله تعالى التوراة بشريعة العدل الظاهرية( أي اخرج ما في قلبك..او الذي في قلبك على لسانك) لان مشكلتهم كانت متمثلة بعدم التواطؤ بين القلب واللسان وبين القلب والجوارح ..فكانت التوراة تحاكي هذا الداء ,كمعالجة له ..ولما قست قلوبهم وغلب عليهم الاستظهار والصدع بالطيب والخبيث والفاسد والصالح لعدم اتباعهم الحكمة ..انزل الله تعالى الانجيل بالشريعة الباطنه بكظم الغيظ وستر العمل تقربا لله تعالى...

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:54 PM
ولكن الله تعالى انزل القران بالشريعة الظاهرة والباطنة ..

ثانيا ان الحكمة الكونية التي وصل اليها العلماء والحكماء في علوم كثيرة يحقق الاعجاز العلمي من القران انها كلها ولله الحمد موجودة في كتاب الله تعالى والسنة النبوية _ - الحكمة الشرعية-ما لم يتحقق لها التوافق في التوراة والانجيل ..الامر الذي بؤكد التواطؤ بين الحكمة الكونية والشرعية في الكتاب والسنة

قراءتهم الفلسفية لسورة يوسف
اولا الاستدلال على علم التنجيم
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الصفدية
-والاشكال الكوكبية والاتصالات الفلكية وان كانت تحدث بها انواع من الغرائب في هذا العالم فلا بد من استعداد القوابل ولابد ان تكون تلك الاتصالات جارية على القانون المعتاد عندهموكلاهما منتف في الخوارق- أي معجزات الانبياء- فالمادة السفلية لاتقبل مثل هذا في العادة والاتصالات الفلكية لايحدث عنها مثل هذا ولهذا كان ما يحدث من الغرائب بسبب تمزيج القوى الفعالة السماوية او القوى المنفعلة الارضية ليس هو مما اعتيد نظيره مثل دفع بعض الحيوان عن مكان او جذبهم اليه او امراض بعض الابدان او موتها او غير ذلك من الامور- انتهى الصفدية ص186
حيث يبين شيخ الاسلام بأن هناك تأثير بسبب الاتصالات الفلكية والاشكال الكوكبية بين القوى الفعالة السماوية والقوى المنفعلة الارضية ولكن لابد من وجود التهيئة الحسية والمعنوية وهو ما اسماه – استعداد القوابل – الامر الذي علينا ان نعرف كيف تمت تهيئة ابداننا ونفسياتنا حتى يتمكنوا من اخضاعنا لمثل تلك التأثيرات الجزئية والكاملة بحسب استعداد القوابل عندنا ..ولعل اهم القوابل المتسببة في خضوعنا لتلك التأثيرات هو الابتعاد عن مراد الله تعالى الديني الامري من الصلاة والصيام واعمال البر والتقوى...
يستدل هؤلاء الفلاسفة – الحكماء- كما يسمون انفسهم على ان قوله تعالى((( اذ قال يوسف لابيه يأبت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين))
ان في هذه الايات دلالات على ان الحكمة الكونية في معرفة حقائق الكتاب تتحقق من خلال قراءة الاحداث الفلكية للنجوم من اجل معرفة الاحداث الارضية والسماوية في الخلق والامر..فالله تعالى بقياسهم انما ارى يوسف عليه السلام ما سيكون من خلال كشفه لما في الكتاب بسجود الاحد عشر كوكبا والشمس والقمرله عليه السلام وكيف انها تحققت ..حتى انكشفت لهم الملاحم الارضية والاحداث السفلية كنبوءات نوستر ديموس ونحوه
يقول ابن القيم في زاد المعاد ج 1 ص2626

والسادس: من استدلال بآثار علوية جعلها الله تعالى علامات وأدلة وأسباباً لحوادث أرضية لا يعلمُها أكثرُ الناس، فإن الله سبحانه لم يخلق شيئاً سدى ولا عبثاً. وربط سبحانه العالَم العُلوي بالسُّفلي، وجعل عُلويه مؤثراً في سُفليه دون العكسِ، فالشمس، والقمرُ لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وإن كان كسوفُهما لِسبب شر يحدث في الأرض، ولٰهذا شرع سُبحانه تغيـيرَ الشر عند كُسوفهما بما يدفع ذلك الشر المتوقعَ مِن الصلاة والذكر والدعاء والتوبة والاستغفار والعتق، فإن هذه الأشياءَ تُعارضُ أسباب الشر، وتُقاومها، وتدفع موجباتها إن قويت عليها. وقد جعل الله سبحانه حركةَ الشمس والقمر، واختلافَ مطالعهما سبباً للفصول التي هي سببُ الحر والبرد، والشتاء والصيف، وما يحدُث فيهما مما يليق بكُل فصل منها، فمن له اعتناء بحركاتهما، واختلاف مطالعهما، يستدِلُّ على ما يحدث في النبات والحيوان وغيرهما، وهٰذا أمر يعرفه كثيرٌ من أهل الفلاحة والزراعة، ونواتي السفن لهم استدلالاتٌ بأحوالهما وأحوالِ الكواكب على أسباب السلامةِ والعطبِ مِن اختلاف الرياح وقوتها وعُصوفها، لا تكاد تَختَلُّ.
والأطباءُ لهم استدلالات بأحوال القمر والشمس على اختلاف طبـيعة الإنسان وتهيئها لِقبول التغير، واستعدادها لأمور غريبة ونحو ذلك.
وواضعو الملاحم لهم عناية شديدة بهذا، وأمور متوارثَة عن قدماء المنجمين، ثم يستنتجون مِن هٰذا كُله قياسات وأحكاماً تشبه ما تقدم ونظيره.
وسنة الله في خلقه جارية على سنن اقتضته حكمته، فحكم النظير حكمُ نظيره. وحكمُ الشيء حكم مثله، وهٰؤلاء صرفوا قوى أذهانهم إلى أحكام القضاءِ والقدر، واعتبار بعضه ببعض، والاستدلال ببعضه على بعض، كما صرف أئمة الشرع قوى أذهانهم إلى أحكام الأمر والشرع، واعتبار بعضه ببعض، والاستدلال ببعضه على بعض، والله سبحانه له الخلق والأمر، ومصدر خلقه وأمره عن حكمة لا تختل ولا تتعطل ولا تنتقِضُ، ومن صرف قوى ذهنه وفكره، واستنفد ساعاتِ عمره في شيءٍ مِن أحكام هٰذا العالم وعلمه، كان له فيه من النفوذ والمعرفة والاطلاع ما ليس لغيره. ويكفي الاعتبارُ بفرع واحدٍ من فروعه، وهو عبارة الرؤيا، فإن العبد إذا نفد فيها، وكَمُل اطلاعه، جاء بالعجائب. وقد شاهدنا نحن وغيرُنا مِن ذلك أموراً عجيبة، يحكم فيها المعبرُ بأحكام متلازمة صادقة، سريعة وبطيئة، ويقول سامعها؛ هٰذه علم غيب. وإنما هي معرفة ما غاب عن غيره بأسبابٍ انفرد هو بعلمها، وخفيت على غيره، والشارع صلوات الله عليه حرم من تعاطي ذٰلك ما مضرتُه راجحة على منفعته، أو ما لا منفعة فيه، أو ما يُخشى على صاحبه أن يجره إلى الشرك، وحرم بذل المال في ذٰلك، وحرم أخذه به صيانة للأمة عما يُفسد عليها الإيمان أو يخدِشُه، بخلاف علم عبارة الرؤيا، فإنه حقٌّ لا باطل، لأن الرؤيا مستندة إلى الوحي المنامي، وهي جزء من أجزاء النبوة. ولٰهذا كُلما كان الرائي أصدقَ، كانت رؤياه أصدقَ، وكلما كان المعبرُ أصدق، وأبر وأعلم، كان تعبـيرُه أصح، بخلاف الكاهن والمنجم وأضرابهما ممن لهم مدد من إخوانهم من الشياطين، فإن صناعتهم لا تَصِحُّ مِن صادق ولا بار، ولا متقيد بالشريعة، بل هم أشبهُ بالسحرة الذين كلما كان أحدُهم أكذبَ وأفجرَ، وأبعدَ عن الله ورسوله ودينه، كان السحرُ معه أقوى وأشد تأثيراً، بخلاف علم الشرع والحق، فإن صاحبَه كلما كان أبر وأصدقَ وأدينَ، كان علمه به ونفوذه فيه أقوى، وبالله التوفيق.

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:55 PM
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسائل ومسائل ابن تيمية ج2 ص 66-67
:
بطلان الاحتجاج بقصة موسى والخضر على مخالفة الشريعة:

ولا حجة فيها لوجهين (أحدهما) : أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى فإن موسى، كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل، ولهذا جاء في الحديث الصحيح «أن موسى لما سلم على الخضر قال: وأنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه» ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلّم: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِخَمْسٍ: جُعِلَتْ صُفُوفَنَا كَصُفُوفِ المَلاَئِكَةِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فَأيَّ رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدَهُ وَطَهُورُهُ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» وقد قال تعالى: {وَمَا أرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلْنَّاسِ بَشِيراً ونَذِيراً} وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُم جَميعاً} الآية.
فمحمد صلى الله عليه وسلّم رسول الله إلى جميع الثقلين: إنسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، ملوكهم وزهادهم، الأولياء منهم وغير الأولياء. فليس لأحد الخروج عن مبايعته باطناً وظاهراً، ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة في دقيق ولا جليل، لا في العلوم ولا الأعمال، وليس لأحَدٍ أن يقول له كما قال الخضر لموسى، وأما موسى فلم يكن مبعوثاً إلى الخضر

(الثاني) : أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الأمور التي فعلها تباح في الشريعة، إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر، ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك، ولو كان مخالفاً لشريعته لم يوافقه بحال.
وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإِنسان أن يحفظه لصاحبه بإِتلاف بعضه، فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعي على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يذبح الشاة التي خاف عليها الموت. وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبي الصائل، ولهذا قال ابن عباس: وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم. وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا كان لذرية قوم صالحين.
(الوجه الثامن) أنه قال: ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلّم النبوة بالحائط إلى آخر كلامه وهو متضمن أن العلم نوعان، (أحدهما): علم الشريعة وهو يأخذه عن الله كما يأخذ النبي فإنه قال: والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره، وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه فلا بد أن يراه هكذا.

فلسفة الاختفاء والظهور –رجال الغيب-
يرى هؤلاء انه يحدث لاصحاب الحق اختفاء لفترة من السنين ثم يظهرون في الوقت المعلوم .. وذلك من قصة اصحاب الكهف اللذين انامهم الله تعالى ثلاثمئة سنه ..وهو ما تجده عندهم في قصة المهدي العسكري عند الصفويين حيث يقولوا انه دخل السرداب في نومة كهفية وسيعود في الوقت المحدد ..كذلك عند الباطنية الفاطميين كما قال الاخ احمد امين الشجاع حول اهتمامهم باليمن
لأنه في نظرهم مقر الإمام المستتر (الطيب بن الآمر) الذي سيظهر آخر الزمان ويحكم الناس، أما الآن فينوب عنه (الدعاة المطلقون) –حسب معتقداتهم- وآخرهم محمد برهان الدين الذي يحمل الرقم الـ 52 في الترتيب.
وفي حوار مع جريدة (الناس) –العدد 60 بتاريخ 13/8/2001م- يقول سلمان أكبر -نائب السلطان- عن استتار إمامهم: "ولا يعني أن دعوة الإمام المستتر غير موجودة في اليمن وإنما هي موجودة، وأتباعه دائماً موجودون هنا، أما الدعاة المطلقون فقد انتقلوا إلى الهند"
وامتدت اثار هذه الفلسفة خصوصا من الكلمة التي موجودة في قوله تعالى (((وليتلطف))) من سورة الكهف ..حيث يرون بفلسفتهم انه ينبغي عليهم ان يختفوا في اوقات معينة ويخرجون بتلطف خفي سحري ..لان هناك علاقة بين مادة السحر لغويا وما لطف من قول او فعل او تأثير قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لدى تفسيره رحمه الله الاية 102-لان السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه –فتم تفسير قوله تعالى (((وليتلطف)))- وليتسحر – أي ليقول قولا او ليفعل فعلا يقتضي اثرا سحريا فيختفي عن الانظار..فتجدهم يبحثون في الاسباب الموجبة للاختفاء والظهور السحري والذي يمكن اجمال انواعه الى كما يقول ابن كثير رحمه الله
ثم ذكر ابو عبدالله الرازي ان انواع السحر ثمانية
النوع الاول سحر الكلدانيين والكشدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعه المتحيرة وهي السيارة وكانوا يعتقدون انها مدبرة العالم وتأتي بالخير والشر—لاحظ في تقرير الاخ احمد امين الشجاع ان اركان الدين عندهم سبعة ..وهناك الهودية الذين يهتمون برقم سبعة فيبحثون عن اشخاص يكون لهم اسماء سبعة من اباءهم..الخ-
النوع الثاني سحر اصحاب الاوهام والنفوس القوية ثم استدل الرازي على ان الوهم له تأثير بأن الانسان يمكنه ان يمشي على الجسر الموضوع على وجه الارض ولايمكنه ان يمشي عليه اذا كان ممدودا على نهر او نحوه وما ذاك الا لان النفوس خلقت مطيعة للاوهام-وهذا النوع من السحر ينطلي على اصحاب النفوس الضعيفة المتذبذبة-
النوع الثالث
من السحر الاستعانة بالارواح الارضية وهم الجن ..قال واتصال النفوس الناطقة بها اسهل من اتصالها بالارواح السماوية لما بينهما من المناسبة والقرب
النوع الرابع سحر التخيييلات والاخذ بالعيون
النوع الخامس الاعمال العجيبة والتيي سمونها الحيل الميكانيكة
النوع السادس سحر الاستعانة ببعض خواص الادوية والاطعمه والدهانات
النوع السابع سحر تعليق القلب والفك والربط
النوع الثامن السعي بالنميمة من وجوه خفيفة لطيفة وذلك شائع بين الناس
قال ابن كثير رحمه الله وانما ادخل الرازي كثيرا من هذه الانواع المذكورة في فن السحر للطافة مداركها لان السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه
ولذا تجدهم يهتمون كثيرا بكل ما لطف وخفيت اسبابه عن العامة من الناس من العلوم والمعارف والاسباب ولعل ابرزها هذه الايام هو البحث الدؤوب والذي جعل قناة الجزيرة تخصص برنامجا عنه وهو الزئبق الاحمر المطلوب في تحقيق سرعة الاستحالة
قال ابن كثير رحمه الله المرجع السابق
حكى الرازي في تفسيره عن المعتزلة انهم انكروا وجود السحر قال وربما كفََروا من اعتقده واما اهل السنه فقد جوزوا ان يقدر الساحر ان يطير في الهواء ويقلب الانسان حمارا والحمار انسانا الا انهم قالوا ان الله يخلق الاشياء عندما يقول الساحر تلك الرقي والكلمات المعينة
تجدر الاشارة الى ان المملكة العربية السعودية تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تحارب السحرة تحقيقا للمراد الامري الديني كما يكشف هذا التقرير من مواقع سعودية الكترونية ..وصحف ايضا

ساحر مكة . . من أخطر المشعوذين ، ويـدّعي مرافقته لملك الجن !!

كلما أرادوا القبض عليه تحول إلى قطة !!

الساحر في قبضة رجال الأمن

المدينة : تم مساء أمس القبض على ( أخطر السحرة والمشعوذين ) الموجودين على
مستوى المملكة من قِبل الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة في حي الكعكية ،
جنوب مكة المكرمة ، وقد تضرر منه كثير من الناس من الرجال والنساء ...
وقد أشتهر هذا الساحر الخطير بجلب الأموال حيث يتقاضى من الضحية مئة ألف
ريال سعودي ، ويعطيه مقابلها ( خمسة ملايين ريال سعودي ) يزعم الساحر بأنه
يسحبها من حساب الدولة دون أن يتضرر أحد من التجار أو الفقراء والمساكين ..
ويدعى أنه أرسل من عند الله، وأن معه ملك الجن لحل مشاكل الناس خاصة ممن
يعيشون حياة البؤس و الفقر ، أو من الأثرياء الذين جار عليهم الزمن وافتقروا
وأكدت المصادر أن الساحر المذكور ، يعتبر من الأقوياء والمشهورين بالسحر
والشعوذة ، خاصة سحر ( جلب الأموال ) بحيث يجعل الشخص يصبح مليونيراً
في لحظات ، وسحر التفريق بين المرء وزوجه ، وسحر المحبة .. ويدّعى هذا
الساحر أن له علاقة مباشرة بملك الجن، وأن ملك الجن يحبه ولا يرفض له أي طلب
وأفادت المعلومات أن الساحر ينتمي لدولة ( النيجر ) وهو مقيم في المملكة بطريقة
غير نظامية وسبق له الدخول للمملكة بتأشيرة عمرة.
يذكر أن الجهات المسؤولة في هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وكذلك
البحث الجنائي، والشرطة سبق وأن حاولوا ( أكثر من مرة ) إلقاء القبض على
هذا الساحر، ولكن بعد محاصرة الموقع الذي تأكدوا بوجوده فيه، ودخول الجهات
الأمنية للموقع للقبض عليه، فإنه وفي لحظة يختفي تماماً ولا يرى له أثر !!
وفي إحدى المرات بعد محاصرته، نادى الساحر بأسماء الجن، فتحول الساحر
فجأة إلى قـطـة وهرب أمام أعين الناس وأختفي !!
قبل ستة أشهر ، تم (التنسيق) مع بعض المواطنين ممن يعرفونه وتضرروا منه ،
فذهبوا لبيت الساحر ، وقالو بأنهم يعيشون ظروفاً مالية صعبة وأنهم خسروا
الملايين في سوق الأسهم ويلتمسون منه مساعدتهم في تعويض المبالغ التي
خسروها في الأسهم.. وفعلاً أبدى الساحر استعداده، فطلب منهم تجهيز مكان
آمن وإحضار مبلغ مئة ألف ريال لتعويضهم بدلها بـ( خمسة ملايين ريال)
وفعلاً تم تجهيز المكان الآمن في موقع بعيد عن المنطقة السكنية، وقام الساحر
بتفقده قبل أيام بصحبة ملك الجن - حسب زعمه - وأكد أن ملك الجن وافق على
إحضار المبلغ خمسة ملايين ريال في الموقع المذكور.. وفي يوم أمس الأول
(الاثنين) وبعد العشاء، تم إدخال الساحر ومعاونه للمنزل المحدد.. وبعدها تم
إبلاغ الجهات الأمنية التي حضرت بصحبة ( أحد الرقاة والقراء المشهورين بعلاج
السحر والمس ) وتم القراءة على البيت والموقع الذي بداخله الساحر ( قبل مداهمته )
ونصح الشيخ القارىء، رجال الأمن أن ( يحصّـنوا أنفسهم بالأذكار، وتلاوة القرآن )
قبل الدخول للموقع، خشية أن تتكرر عملية اختفائه كما حدث في مرات سابقة ..
وبفضل من الله وتوفيقه، كان صوت الحق أقوى من صوت الباطل، مصداقاً لقوله تعالى
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ).. فداهمت الجهات الأمنية الموقع
بقيادة العقيد محمد عبد الله المنشاوى مديرا لأمن الوقائي بشرطة العاصم ة المقدسة،
وعدد من الضباط والأفراد، وعندما دخل رجال الأمن للغرفة المعدة للساحر، ومعه جميع
أدوات السحر والشعوذة، لم يظهر على الساحر الخوف والرعب، فنادى الجن بأعلى صوته.
ولكن دون فائدة، ثم نادى على ملك الجن.. ولم يرد عليه !!
فظهرت على وجه الساحر علامات الخوف والانزعاج. . وكان طوال فترة القبض عليه
يتمتم بعبارات غير مفهومة، توحي بأنه يستنجد بالجن، لكن القرآن الكريم قد أحرقهم
وعطل قواهم، وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
فتم القبض على الساحر ومساعده في المنزل، دون أي مقاومة.. لأنه كان معتقداً أن ملك
الجن سينقذه ويخفيه كما أخفاه في مرات سابقة، وتم تقييده بالسلاسل، وسلم لمركز
شرطة حي ( الكعـكية ) لحين تقديمه للقضاء الشرعي لاتخاذ الأحكام الشرعية بحقه.
والحمد لله رب العالمين،،

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:56 PM
لقد اثرت فلسفة الظهور والاختفاء – رجال الغيب-فجعلوا لهؤلاء مراتب ومنازل ومقامات كالابدال والاوتاد والغوث والاقطاب..قال شيخ الاسلام في رسائل ومسائل ابن تيمية ج1 ص59

القول في معنى الأَبدال:
والذين تكلموا باسم البدل أفردوه بمعان منها أنهم إِبدال ومنها أنهم كلما مات منهم رجل أبدل الله مكانه رجلاً ، ومنها أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بالحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا أكثر، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض، وبهذا التحرير يظهر المعنى باسم النجباء. فالغرض أن هذه الأسماء تارة تفسر بمعان باطلة بالكتاب والسنة وإجماع السلف مثل تفسير بعضهم بأن الغوث هو الذي يغيث الله به أهل الأرض من رزقهم ونصرهم. فإِن هذا نظير ما تقوله النصارى في الباب وهو معدوم العين والأثر، وتشبيه بحال المنتظر الذي دخل السرداب من نحو أربعمائة وأربعين سنة، وكذلك من فسر الأربعين الأبدال بأن الناس إنما ينصرون ويرزقون بهم فذلك باطل بل النصر والرزق يحصل بأسباب من أوكدها دعاء المسلمين المؤمنين وصلاتهم وإخلاصهم ولا يتقيد ذلك لا بأربعين ولا بأقل ولا أكثر كما في الحديث المعروف أن سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم أيسهم له مثل ما يسهم لضعفتهم؟ فقال «يَا سَعْدُ وَهَلْ تُنْصَرون وَتُرْزَقون إِلاَّ بِضُعَفَائِكُم بِدُعَائِهِمِ وَصَلاتِهِم وَإِخلاَصهِم» .
وقد يكون للنصر والرزق أسباب أخر فإِن الكفار أيضاً والفجار ينصرون ويرزقون. وقد يجدب الله الأرض على المؤمنين ويخيفهم من عدوّهم، لينيبوا إليه ويتوبوا من ذنوبهم، فيجمع لهم بين غفران الذنوب، وتفريج الكروب، وقد يملي للكفار ويرسل السماء عليهم مدراراً ويمدهم بأمواله وبنين ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، إما ليأخذهم في الدنيا أخذ عزيز مقتدر، وإما ليضعف عليهم العذاب في الآخرة، فليس كل إنعام كرامة ولا كل امتحان عقوبة قال الله تعالى: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} .
فصل
القول في رجال الغيب وخاتم الأولياء وما أشبه من التسميات
وليس في أولياء الله المتقين بل ولا أنبياء الله ولا المرسلين من كان غائب الجسد دائماً عن أبصار الناس بل هذا من جنس قول القائل بأن علياً في السحاب وأن محمد بن الحنفية في جبال رضوى، وأن محمد بن الحسن في سرداب سامرا، وأن الحاكم في جبل مصر، وأن الابدال رجال الغيب في جبل لبنان. فكل هذا ونحوه من قول أهل الإِفك والبهتان، نعم قد تخرق العادة في حق الشخص فيغيب تارة عن أبصار الناس أما لدفع عدو عنه وإما لغير ذلك. وأما أنه يكون هكذا طول عمره فباطل، نعم يكون نور قلبه وهدى فؤاده وما فيه من أسرار الله وأمانته وأنواره ومعرفته غيباً عن الناس، ويكون صلاحه وولايته غيباً عن أكثر الناس، فهذا هو الواقع. وأسرار الحق بينه وبين أوليائه وأكثر الناس لا يعلمون.
وانت تجد اثر هذه الفلسفة في ظهور واختفاء هؤلاء بحسب ما يرونه من قراءاتهم للامان والخوف
ومن اثار تأويلاتهم لسورة الكهف هو
فلسفة الكهوف والانفاق والفجوات
لقد اثرت قراءاتهم التأويلية في سورة الكهف ..وجعلوا يرون ان صنع الانفاق والكهوف والفجوات الحسية والمعنوية هي الاصل الذي يجب ان يسلكه السالك في المقامات والاحوال والمنازل..وكلما قدر المرء على اتخاذ الانفاق الحسية والمعنوية للوصول الى الغايات ..واتخاذ الكهوف للاختفاء الحسي والمعنوي.. واتخاذ الفجوات والهوات الحسية والمعنوية بينه وبين الناس وبين الناس بعضها ببعض..عرف ان هذا المرء من السالكين
فلسفة خروج الملك القحطاني
لقد التبس عليهم الامر بين قصة ذي قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان ص727ج1


والفلاسفة لا تختص بأمة من الأمم، بل هم موجودون فى سائر الأمم، وإن كان المعروف عند الناس الذين اعتنوا بحكاية مقالاتهم: هم فلاسفة اليونان. فهم طائفة من طوائف الفلاسفة، وهؤلاء أمة من الأمم، لهم مملكة وملوك، وعلماؤهم فلاسفتهم، ومن ملوكهم الإسكندر المقدونى. وهو ابن فيلبس. وليس هو بالإسكندر ذى القرنين الذى قص الله تعالى نبأه فى القرآن، بل بينهما قرون كثيرة، وبينهما فى الدين أعظم تباين. فذو القرنين كان رجلا صالحا موحدا لله تعالى، يؤمن بالله تعالى وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وكان يغزو عُبَّاد الأصنام، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها، وبنى السد بين الناس وبين يأجوج و مأجوج. وأما هذا المقدونى فكان مشركا يعبد الأصنام هو وأهل مملكته. وكان بينه وبين المسيح نحو ألف سنة وستمائة سنة. والنصارى تؤرخ له. وكان إرسطاطاليس وزيره وكان مشركا يعبد الأصنام. وهو الذى غزا دارا بن دارا ملك الفرس فى عقر داره فثل عرشه، ومزق ملكه، وفرق جمعه، ثم دخل إلى الصين، والهند، وبلاد الترك، فقتل وسبى.
وكان لليونانيين فى دولته عز وسطوة بسبب وزيره إرسطو، فإنه كان مشيره ووزيره ومدبر مملكته.
وموضوع القحطاني هذا يرونه فيلسوفا – أي حكيما – يخرج من اليمن ولهذا عظم اهتمامهم باليمن ..ومن المسلمين من وقع ايضا في فتنة هذا الملك القحطاني كما جاء في الحديث الصحيح – لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاة-ايام حادثة جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني رحمهما الله اذ تأولا النصوص الكشفية من الرؤى وقتذاك بالخروج على المملكة العربية السعودية..ولايزال الى اليوم العديد من المسلمين يتأولون الدلالات النظرية والكشفية بخروج هذا الرجل الي يسوق الله تعالى به الناس بعصاة وبنظري اننا علينا ان نسأل انفسنا لماذا تميز اهل الدين الصحيح بمسمى اهل السنة والجماعة ...؟
مما ينبغي معرفته ان الفردية كانت الى قبا مجيء النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان بنتظر اهل الدين من اليهود والنصارى علامات في افراد مناط بهم التغيير الكوني والشرعي ..بينما لما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم اثبت المولى تعالى الاصل في الحكمة الكونية بالجماعة ..فكانت قوة وقدرة وارادة النصر بالجماعة المهاجرين والانصار ..وليس كما في قصة موسى عليه السلام وداؤود وسليمان حيث يبرز دور الفرد كأصل ..فالاسلام عزَه الله تعالى بعمر بن الخطاب .وكان لكل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم دورا لايقل اهمية عن الدور الذي للاخر ..فصاروا مجموعة اذا ما تم عزل احد افرادها ضر ذلك بالتشكيل الفضائي للمجموعة . اما هؤلاء ففي رؤوسهم دور الفرد والبحث عن الفرد وانتظار الفرد والتهيئة للفرد ..ولذا وأن كان امر القحطاني حقا واقعا كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن لايمكن الانقياد لفلسفة الفردية والتي يسعى لتعزيزها اساطينهم والمتسترين بزي اهل السنة والجماعة كمشايخ وعلماء ودعاة ..فلدينا من نصوص القران والسنة القطعية ونصوص الاجماع ما تغنينا بأذن الله تعالى ولايمكن ان تكون مقاصدنا ورجاءنا ووجهاتنا لاشخاص يصبح سرابا
قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ج1 ص123

ومنها قوله تعالى: {والذين كفروا أعمالُهم كَسَرَابٍ بِقيعَةٍ يَحْسَبُه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ووجد الله عنده فوفّاه حسابه، والله سريع الحساب * أو كظُلُمَاتٍ في بحر لِّجُيٍّ يَغْشَاه مَوْج من فوقه مَوْج من فوقه سَحَابٍ، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يَدَه لم يَكَدْ يراها، ومَنْ لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
ذكر سبحانه للكافرين مثلين: مثلاً بالسَّرَاب، ومثلاً بالظلمات المتراكمة، وذلك لأن المُعْرِضين عن الهُدَى والحق نوعان: أحدهما مَنْ يظن أنه على شيء فيتبين له عند انكشاف الحقائق خلافُ ما كان يظنه، وهذه حال أهل الجهل وأهل البِدَعِ والأهواء الذين يَظنون أنهم على هُدًى وعلم، فإذا انكشفت الحقائق تبين لهم أنهم لم يكونوا على شيء، وأن عَقَائدهم وأعمالهم التي ترتَّبَتْ عليها كانت كسَرَاب بقيعة يُرَى في عين الناظر ماء ولا حقيقة له، وهكذا الأعمال التي لغير الله وعلى غير أمره، يحسبها العامل نافعةً له وليست كذلك، وهذه هي الأعمال التي قال الله عز وجل فيها: {وقَدِمْنَا إلى ما عَمِلُوا من عمل فجعلناه هَبَاء منثوراً} وتأمَّل جَعْلَ الله سبحانه السَّرَاب بالقِيعة ـ وهي الأرض القَفْر الخالية من البناء والشجر والنبات ـ والعالم فمحلُّ السراب أرض قفر لا شيء بها، والسراب لا حقيقة له، وذلك مطابق لأعمالهم وقلوبهم التي أقفرت من الإيمان والهدى. وتأمل ما تحت قوله: {يَحْسَبُهُ الظمآن ماء} والظمآن الذي قد اشتد عَطَشُه فرأى السَّرَابَ فظنه ماء فتبعه فلم يجذه شيئاً، بل خانه أحْوَجَ ما كان إليه، فكذلك هؤلاء، لما كانت أعمالُهم على غير طاعة الرسول، ولغير الله جُعِلت كالسراب، فرفعت لهم أظمأ ما كانوا وأحوج ما كانوا إليها، فلم يجدوا شيئاً، ووجدوا الله سبحانه ثَمَّ؛ فجازاهم بأعمالهم ووفَّا

ولكن المشكلة في هؤلاء هو اتباعهم المتشابه على حساب المحكم..فيغلون في المتشابه ويجعلونه محكما واساسا لقواعدهم التأويلية – أي الفلسفية- الذي هو اصل الشر والفتنة التي يسعون لها بتأويلاتهم (((هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب)))

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:58 PM
قال ابن القيم في اعلام الموقعين ج1 ص7
بعض آثار التأويل

وبالجملة فافتراقُ أهل الكتابَيْنِ، وافتراقُ هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إنما أوجبه التأويل، وإنما أريقت دماء المسلمين يوم الجمل وصِفِّين والحَرةِ وفتنة ابن الزبير وهلم جرا بالتأويل، وإنما دخل أعداءُ الإسلام من المتفلسفة والقَرَامطة والباطنية والإسماعيلية والنصيرية من باب التأويل، فما امتحن الإسلام بمحنة قَطُّ إلا وسببها التأويل؛ فإن محنته إما من المتأولين، وإما أن يسلط عليهم الكفار بسبب ما ارتكبوا من التأويل وخالفوا ظاهر التنزيل وتعلَّلوا بالأباطيل، فما الذي أراق دماء بني جذيمة وقد أسلموا غير التأويل حتى رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وتبرأ إلى الله من فعل المتأول بقتلهم وأخذ أموالهم؟ وما الذي أوجب تأخر الصحابة رضي الله عنهم يوم الْحُدَيبية عن مُوَافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير التأويل حتى اشتد غضبه لتأخرهم عن طاعته حتى رجعوا عن ذلك التأويل؟ وما الذي سَفَكَ دمَ أمير المؤمنين عثمان ظلماً وعُدْواناً وأوقع الأمة فيما أوقعها فيه حتى الآن غير التأويل؟ وما الذي سَفَكَ دم علي رضي الله عنه وابنه الحسين وأهل بيته رضي الله تعالى عنهم غير التأويل؟ وما الذي أراقَ دم عَمَّار بن ياسر وأصحابه غير التأويل؟ وما الذي أراق دم ابن الزبير وحجر بن عدي وسعيد بن جُبَير وغيرهم من سادات الأمة غير التأويل؟ وما الذي أريقت عليه دماء العرب في فتنة أبي مسلم غير التأويل؟ وما الذي جَرَّد الإمام أحمد بين العقابين وضَرْب السياط حتى عَجَّت الخليقة إلى ربها تعالى غير التأويل؟ وما الذي قتل الإمام أحمد بن نصر الخزاعي وخَلّد خلقاً من العلماء في السجون حتى ماتوا غير التأويل؟ وما الذي سَلّط سيوفَ التتار على دار الإسلام حتى ردوا أهلها غير التأويل؟ وهل دخلت طائفةُ الإلحادِ من أهل الحلول والاتحاد إلا من باب التأويل؟ وهل فتح باب التأويل إلا مضادةً ومناقضةً لحكم الله في تعليمه عباده البيان الذي امتنَّ الله في كتابه على الإنسان بتعليمه إياه؛ فالتأويل بالألغاز والأحاجِيِّ والأغلوطات أوْلٰى منه بالبيان والتبيـين، وهل فرق بين دفع حقائق ما أخبرت به الرسل عن الله وأمرت به بالتأويلات الباطلة المخالفة له وبين رَدِّه وعدم قبوله، ولكن هذا رد جحود ومعاندة، وذاك رد خداع ومصانعة.
قال أبو الوليد بن رشد المالكي في كتابه المسمى بـ «الكشف عن مناهج الأدلة» وقد ذكر التأويل وجنايته على الشريعة، إلى أن قال: {وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} وهؤلاء أهلُ الجدل والكلام، وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنهم تأوَّلُوا كثيراً مما ظنوه ليس على ظاهره، وقالوا: إن هذا التأويل هو المقصود به، وإنما أمر الله به في صورة المتشابه ابتلاء لعباده واختباراً لهم، ونعوذ بالله من سوء الظن بالله، بل نقول: إن كتاب الله العزيز إنما جاء مُعْجِزاً من جهة الوضوح والبيان، فما أبعد من مقصد الشارع مَنْ قال فيما ليس بمتشابه: إنه متشابه، ثم أول ذلك المتشابه بزعمه، وقال لجميع الناس: إن فرضكم هو اعتقاد هذا التأويل، مثل ما قالوه في آية الاستواء على العرش وغير ذلك مما قالوا: إن ظاهره متشابه، ثم قال: وبالجملة فأكثر التأويلات التي زعم القائلون بها أنها المقصود من الشرع إذا تأملت وجَدْتَ ليس يقوم عليها برهان. انتهى

و الرد على هذه الشبهات بسيط وغير مكلف ولله الحمد
وهو كما يلي
ان التوراة يغلب عليها الشريعة الظاهرة ..والسبب ان بني اسرائيل مجبولين على التكتم والتبطن والتستر زد على ذلك ان وقوعهم تحت الحكم الفرعوني كرس هذه الجبلة الاستبطانية ..فأنزل الله تعالى التوراة بشريعة العدل الظاهرية( أي اخرج ما في قلبك..او الذي في قلبك على لسانك) لان مشكلتهم كانت متمثلة بعدم التواطؤ بين القلب واللسان وبين القلب والجوارح ..فكانت التوراة تحاكي هذا الداء ,كمعالجة له ..ولما قست قلوبهم وغلب عليهم الاستظهار والصدع بالطيب والخبيث والفاسد والصالح لعدم اتباعهم الحكمة ..انزل الله تعالى الانجيل بالشريعة الباطنه بكظم الغيظ وستر العمل تقربا لله تعالى...

ولكن الله تعالى انزل القران بالشريعة الظاهرة والباطنة ..

ثانيا ان الحكمة الكونية التي وصل اليها العلماء والحكماء في علوم كثيرة يحقق الاعجاز العلمي من القران انها كلها ولله الحمد موجودة في كتاب الله تعالى والسنة النبوية _ - الحكمة الشرعية-ما لم يتحقق لها التوافق في التوراة والانجيل ..الامر الذي بؤكد التواطؤ بين الحكمة الكونية والشرعية في الكتاب والسنة

قراءتهم الفلسفية لسورة يوسف
اولا الاستدلال على علم التنجيم
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الصفدية
-والاشكال الكوكبية والاتصالات الفلكية وان كانت تحدث بها انواع من الغرائب في هذا العالم فلا بد من استعداد القوابل ولابد ان تكون تلك الاتصالات جارية على القانون المعتاد عندهموكلاهما منتف في الخوارق- أي معجزات الانبياء- فالمادة السفلية لاتقبل مثل هذا في العادة والاتصالات الفلكية لايحدث عنها مثل هذا ولهذا كان ما يحدث من الغرائب بسبب تمزيج القوى الفعالة السماوية او القوى المنفعلة الارضية ليس هو مما اعتيد نظيره مثل دفع بعض الحيوان عن مكان او جذبهم اليه او امراض بعض الابدان او موتها او غير ذلك من الامور- انتهى الصفدية ص186
حيث يبين شيخ الاسلام بأن هناك تأثير بسبب الاتصالات الفلكية والاشكال الكوكبية بين القوى الفعالة السماوية والقوى المنفعلة الارضية ولكن لابد من وجود التهيئة الحسية والمعنوية وهو ما اسماه – استعداد القوابل – الامر الذي علينا ان نعرف كيف تمت تهيئة ابداننا ونفسياتنا حتى يتمكنوا من اخضاعنا لمثل تلك التأثيرات الجزئية والكاملة بحسب استعداد القوابل عندنا ..ولعل اهم القوابل المتسببة في خضوعنا لتلك التأثيرات هو الابتعاد عن مراد الله تعالى الديني الامري من الصلاة والصيام واعمال البر والتقوى...
يستدل هؤلاء الفلاسفة – الحكماء- كما يسمون انفسهم على ان قوله تعالى((( اذ قال يوسف لابيه يأبت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين))
ان في هذه الايات دلالات على ان الحكمة الكونية في معرفة حقائق الكتاب تتحقق من خلال قراءة الاحداث الفلكية للنجوم من اجل معرفة الاحداث الارضية والسماوية في الخلق والامر..فالله تعالى بقياسهم انما ارى يوسف عليه السلام ما سيكون من خلال كشفه لما في الكتاب بسجود الاحد عشر كوكبا والشمس والقمرله عليه السلام وكيف انها تحققت ..حتى انكشفت لهم الملاحم الارضية والاحداث السفلية كنبوءات نوستر ديموس ونحوه
يقول ابن القيم في زاد المعاد ج 1 ص2626

والسادس: من استدلال بآثار علوية جعلها الله تعالى علامات وأدلة وأسباباً لحوادث أرضية لا يعلمُها أكثرُ الناس، فإن الله سبحانه لم يخلق شيئاً سدى ولا عبثاً. وربط سبحانه العالَم العُلوي بالسُّفلي، وجعل عُلويه مؤثراً في سُفليه دون العكسِ، فالشمس، والقمرُ لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وإن كان كسوفُهما لِسبب شر يحدث في الأرض، ولٰهذا شرع سُبحانه تغيـيرَ الشر عند كُسوفهما بما يدفع ذلك الشر المتوقعَ مِن الصلاة والذكر والدعاء والتوبة والاستغفار والعتق، فإن هذه الأشياءَ تُعارضُ أسباب الشر، وتُقاومها، وتدفع موجباتها إن قويت عليها. وقد جعل الله سبحانه حركةَ الشمس والقمر، واختلافَ مطالعهما سبباً للفصول التي هي سببُ الحر والبرد، والشتاء والصيف، وما يحدُث فيهما مما يليق بكُل فصل منها، فمن له اعتناء بحركاتهما، واختلاف مطالعهما، يستدِلُّ على ما يحدث في النبات والحيوان وغيرهما، وهٰذا أمر يعرفه كثيرٌ من أهل الفلاحة والزراعة، ونواتي السفن لهم استدلالاتٌ بأحوالهما وأحوالِ الكواكب على أسباب السلامةِ والعطبِ مِن اختلاف الرياح وقوتها وعُصوفها، لا تكاد تَختَلُّ.
والأطباءُ لهم استدلالات بأحوال القمر والشمس على اختلاف طبـيعة الإنسان وتهيئها لِقبول التغير، واستعدادها لأمور غريبة ونحو ذلك.
وواضعو الملاحم لهم عناية شديدة بهذا، وأمور متوارثَة عن قدماء المنجمين، ثم يستنتجون مِن هٰذا كُله قياسات وأحكاماً تشبه ما تقدم ونظيره.
وسنة الله في خلقه جارية على سنن اقتضته حكمته، فحكم النظير حكمُ نظيره. وحكمُ الشيء حكم مثله، وهٰؤلاء صرفوا قوى أذهانهم إلى أحكام القضاءِ والقدر، واعتبار بعضه ببعض، والاستدلال ببعضه على بعض، كما صرف أئمة الشرع قوى أذهانهم إلى أحكام الأمر والشرع، واعتبار بعضه ببعض، والاستدلال ببعضه على بعض، والله سبحانه له الخلق والأمر، ومصدر خلقه وأمره عن حكمة لا تختل ولا تتعطل ولا تنتقِضُ، ومن صرف قوى ذهنه وفكره، واستنفد ساعاتِ عمره في شيءٍ مِن أحكام هٰذا العالم وعلمه، كان له فيه من النفوذ والمعرفة والاطلاع ما ليس لغيره. ويكفي الاعتبارُ بفرع واحدٍ من فروعه، وهو عبارة الرؤيا، فإن العبد إذا نفد فيها، وكَمُل اطلاعه، جاء بالعجائب. وقد شاهدنا نحن وغيرُنا مِن ذلك أموراً عجيبة، يحكم فيها المعبرُ بأحكام متلازمة صادقة، سريعة وبطيئة، ويقول سامعها؛ هٰذه علم غيب. وإنما هي معرفة ما غاب عن غيره بأسبابٍ انفرد هو بعلمها، وخفيت على غيره، والشارع صلوات الله عليه حرم من تعاطي ذٰلك ما مضرتُه راجحة على منفعته، أو ما لا منفعة فيه، أو ما يُخشى على صاحبه أن يجره إلى الشرك، وحرم بذل المال في ذٰلك، وحرم أخذه به صيانة للأمة عما يُفسد عليها الإيمان أو يخدِشُه، بخلاف علم عبارة الرؤيا، فإنه حقٌّ لا باطل، لأن الرؤيا مستندة إلى الوحي المنامي، وهي جزء من أجزاء النبوة. ولٰهذا كُلما كان الرائي أصدقَ، كانت رؤياه أصدقَ، وكلما كان المعبرُ أصدق، وأبر وأعلم، كان تعبـيرُه أصح، بخلاف الكاهن والمنجم وأضرابهما ممن لهم مدد من إخوانهم من الشياطين، فإن صناعتهم لا تَصِحُّ مِن صادق ولا بار، ولا متقيد بالشريعة، بل هم أشبهُ بالسحرة الذين كلما كان أحدُهم أكذبَ وأفجرَ، وأبعدَ عن الله ورسوله ودينه، كان السحرُ معه أقوى وأشد تأثيراً، بخلاف علم الشرع والحق، فإن صاحبَه كلما كان أبر وأصدقَ وأدينَ، كان علمه به ونفوذه فيه أقوى، وبالله التوفيق.

نبيل العوذلي
2007-10-06, 01:59 PM
المتفرس في القراءات الكونية لهذه الطائفة يمكنه حصرها الى ثلاثة مدارس عالمية
المدرسة الكلاسيكية الحتمية في بريطانيا ورمزها ساعة بيغ بن
المدرسة الاحتمالية الكمية الفرنسية ورمزها برج ايفل
المدرسة النسبية الامريكية ورمزها تمثال الحرية

قراءة في الحكمة الكونية لساعة بيغ-بن الانجليزية رومية العاشق والمعشوق

كان الفيزيائيون الفلكيون الى عهد ما قبل ميكانيكا الكم يرون ولايزال البعض منهم على هذه الرؤية ان الحتمية الكونية هي التي تسير اقدار الكون ..وقد تأثرت المملكة المتحدة كثيرا بهذه الفلسفة .والتي ساهمت كثيرا في خلق الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس..ولكننا لم نفكر يوما لماذا اتخذ الانجليز والذي اشعر ببعض الفخر انني حينما طرقت هذه الدنيا مولودا من بطن والدتي كان على يد ممرضي ودكاترة تلك الامبراطورية العظمى في محافظة عدن بمستشفى الملكة اليزابيت ..قد جعلوا ساعة بيغ بن رمزا لهذه الامبراطورية العظمى ..ولماذا اتخذ الفرنسيين برج ايفل رمزا لفرنسا ولماذا اتخذ الامريكان تمثال الحرية رمزا ليو اس ايه

اذا اردت ان تعرف شيء ما عن حياة الانجليز فانظر الى بيغ بن ....
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الكتاب المخصص للرد على الفلاسفة – الصفدية-
وحقيقة الامر ان المتفلسفة نوعان نوع معرضون عما جاءت به الرسل بعد بلوغ ذلك لهم وقيام الحجة عليهم بما جاءت به الرسل , فهؤلاء كفار اشقياء بلا ريب . ومن كان منهم مؤمنا بما جاءت به الرسل ظاهرا وباطنا فهذا مؤمن حكمه حكم اهل الايمان , لكن لايمكن مع هذا ان ان نعتقد ما يناقض الايمان من اقوالهم , بل نوافقهم في الاقوال التي توافق اقوال الرسل , او في الاقوال التي لاتتعلق بالدين لا نفيا ولا اثباتا من الامور الطبيعية والحسابية—انتهى

وانت تجد ان الفلاسفة الانجليز الذين يعود اليهم تحليل خطوات المملكة المتحدة بناء على عقيدتهم الفلسفية في بيغ بن لايعدون ان يكونوا احد هذين النوعين من الفلاسفة ..
يرى هؤلاء ان الحياة تسير في الكون كالساعة فكل عنصر في مكانه يقوم بدوره المنشود له تماما مثل اسنن وتروس وعجلات عقارب الساعة ..وقد انعكست اثر هذه الفلسفة على سياسة بريطانيا اذ ان هذه الفلسفة تقتضي
ابقاء الفرق بين الطبقات ..لانهم يرون وفق هذه الفلسفة ان تفريقا نوعيا في الخلق يقتضي ان تظل كل طبقة في مكانها وتقوم بالدور المتوافق مع تركيبتها ..ولذا كانت سياسة بريطانيا قائمة على عبارة – فرِِق تسد- لابد من ابقاء الفرق بين الناس بالتمييز والتخصص ..
ذلك انهم يرون ان الحكمة الكونية في الخلق والامر اقتضت التخصصات والممايزة الحسية والمعنوية ..ولعل العديد من الابحاث بل وخبرات الناس قد اكدت ذلك ..والنبي صلى الله عليه وسلم يقول – الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا – فلم ينفي النبي صلى الله عليه وسلم التفاضلية في المعدنية الكونية تلك التي ينظر اليها الانجليز وغلى فيها هتلر حتى قسم الناس الى اقسام ...ولكنه صلى الله عليه وسلم جعل التخاير في الفقه بين الناس الذي هو الفهم والفطنة والحكمة مقدم على التفاضلية المعدنية الكونية في الناس ..ولذا تجد ان استراتيجية المملكة المتحدة دائما ما تحب ان تتعامل علىاساس هذه التفاضلية الكونية في معادن الناس ..ومن عاش معهم في عدن تجد انهم كيف جعلوا قوم من الجنوبيين في السلك العسكري وقوم في السلك الاداري وقوم في السلك المدني ...الخ ..ولذا فأن فلسفة البلاط الملكي للملكة المتحدة يرى ان الاصول الاولية – الهيولي الجنسي – لتركيبة الجنس العربي انما تنبع من بلاد جنوب الجزيرة العربية , وحجتهم ان العرب الاصليين من ارم ذات العماد وثمود من بلاد عدن- ابين وشبوة وحضرموت وبدوا نجد ..الخ هم المعنيين بالحكمة الكونية اكثر من العرب اللذين اتصلت عروبتهم بالتركيبة الجنسية مع انبياء بني اسرائيل عليهم السلام من موسى وسليمان وداؤود وعيسى عليهم الصلاة والسلام تلك الحكمة المتصلة ببرج ايفل الفرنسي
لقد قسمت الحكمة الفلسفية لساعة بيغ بن العالم وفق خط جرينتش الى شرق وغرب خط جرينتش وشمال وجنوب خط الاستواء الى اربعة وعشرين منطقة زمنية لها مقامات ومنازل وحالات بحيث ان
المقام الواحد يعادل 3600حالة ويعادل 60 منزلا كونيا فلكيا يقتضي تعاقبية بين الليل والنهار وفق دورة فلكية يومية خلال 24ساعة واسبوعية وشهرية وسنوية وعقدية وقرنية والفية
لقد نظر هؤلاء الى تلك الدورة الفلكية موجب اصلي في انبعاث رياح التغيير الكوني في الخلق والامر – الثورات والانقلابات والخروج المسلح-ونحن لاننكر ان لتلك الافلاك اثر في
اولا القلبيات مقامات وحالات ومنازل الحب والكره
ثانيا العقليات مقامات وحالات ومنازل الاستحسان والاستقباح
ثالثا النفسيات مقامات وحالات ومنازل الانجذاب والتنافر
مثلها مثل التأثير الكوني الذي يحصل من الشمس والقمر ...ولكن الظن انها انها هي السبب الاصلي شرك بالله تعالى لانها انما تستمد تلك القدرة التأثيرية من الله تعالى وما اودع فيها جلى وعلى ...
ولما كان لهذه النجوم والكواكب والافلاك تأثير نسبي على الناس والنبات والبحار والجماد ظن البعض من هؤلاء الفلاسفة انها ارباب تدبر وتؤثر وتشارك وتقرر ..فجعل الله تعالى المراد الديني الشرعي والمتمثل بشرعة ومنهاج النبي صلى الله عليه وسلم من توحيد وصلاة وصيام وزكاة وحج والتي تتصل بزمكانيات ايضا كأوقات الصلاة ووقت شهر رمضان ووقت الافطار ووقت الزكاة ووقت الحج ومكاناتهما فدل على ان عقيدة اهل السنة والجماعة في الذات الالاهية الحسية والمعنوية من غير تمثيل وتكييف وتشبيه هي الصائبة بحمدالله لانه لو لم يكن ذلك لما كان لاثر تلك الحركات بزمكاناتها من ضلاة وصيام وحج ..اثر في مقامات وحالات ومنازل الحب والكره قلبيا والاستحسان والاستقباح عقليا والانجذاب والتنافر نفسيا

قواعد الحكمة الكونية لبيغ بن
القاعدة الاولى
استمرارية عناصر الخلق والامر على حال من السكون او الحركة بمعدل ثابت ومنتظم كلا الى قراره الحتمي ما لم يؤثر على ذلك مؤثر خارجي
لقد انعكس اثر هذه القاعدة على سياسة الانجليز فهم يرون ان هناك حتمية كونية على عناصر الخلق من انسان وحيوان وجماد وسائل وغازات ارضية وسماوية..والامر من القوانين والمعادلات فيزيائيا وكيميائيا وبيولوجيا وسيكولوجيا وجيولوجيا..الخ هذه الحتمية تجعل كل عنصر وكل امر على حال او مقام او منزل من السكون – الهدوء الغفلة الاسترخاء النوم – او الحركة – الصعود او النزول او التقدم او التراجع او الانحراف يمينا او يسار ..الخ ما لم يدخل عامل خارجي يؤثر في ذلك السكون او تلك الحركة
هذه هي اجندة البلاط الملكي البريطاني ..الاحترام الانقياد الاستسلام للقدر الكوني الا بعوامل خارجية
هل عرفت فلسفة المملكة المتحدة السياسية في تسكين الاضداد الكونية للدول- ( المعارضة)- ومن ثم تحريكها في الوقت الذي تراه مناسبا حسب قراءة حكماءها للحكمة الكونية
طبعا هناك قصور اذ جعلوا التأثير على حركة او سكون المراد فقط خارجيا لان الله تعالى يقول بشأن الجماد كما في سورة الكهف((( فوجد فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه)))..فجعل الخطاب للجدار ارادة – مؤثر داخلي- فأذا كان هذا بشأن الجماد فمابالك بشأن البشر ..ولكن يبدوا لي انهم صححوا وجه القصور من ميكانيكا الكم
هل يلزم لكل حركة تغيير مؤثر خارجي يدفعها للثورة فقط؟؟
هل الارادة التي تنشأ عند الناس تكون فقط بسبب وكما يعتقد اساطين هذه المدرسة من تأثير الافلاك؟؟
هل يرى اساطين هذه الحكمة ان الوقت قد حان لمد المعارضة الساكنة عندهم منذ وقت للدول العربية بقوة تدفعهم للحراك والتغيير لتقسيم جديد للجزيرة العربية؟؟
ما هي ردود الافعال المناسبة للاستفادة من هذه الاجندة الفلسفية؟؟
هل يمكن ان تكون هناك نقاط التقاء او نقاط اختلاف مع هذه الاجندة؟؟

القاعدة الثانية
يمكن التأثير على معدلات السكون او الحركة لعناصر الخلق والامر اما بالزيادة او بالنقصان او بتسبيق العنصر الموالي

ولعل هذا ما يميز الحكمة الانجليزية ..اذ يعترفون بالقدر الكوني الحتمي الواقع ولكن يحاولوا ام ان يعجلوا من الضديد الكوني الموالي لهم بحيث يحقق السبق لعدوهم او ينقصوا من سرعة العدو المضاد لهم ..ولذا تجد ان بريطانيا حينما ثار عليها الشعوب تعاملت مع هذه الرياح الكونية بالاحترام الى حد تيقنت فيه انه ثابت فانسحبت لتحتضن الضديد الكوني لتلك الرياح وتسكنه الى الوقت المعلوم ومن ثم تدفعه بمؤثرات تحركه على عكس حكمة برج ايفل

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:02 PM
القاعدة الثالثة
حتمية الصراع بين الاضداد الكونية متعادلة ومستمرة والجزاء من جنس العمل ..ولذا تجد ان تعامل الانجليز مع البلاط الملكي وتعامل البلاط الملكي مع رياح التغيير كان على هذا الاساس ..على عكس الثورة الفرنسية التي نفت البلاط الملكي الفرنسي .. ولكن هذه القوة التي يتحدثون عنها هي قائمة بالله تعالى وحده كما يقول ابن القيم في شفاء العليل
-حيث يقول رحمه الله تعالى
وهذه القوة هي المشار إليها بقولنا: «لا حول ولا قوة إلاَّ بالله العليّ العظيم»، وشأن الكلمة أعظم ممّا قال، فإن العالم العلوي والسفليّ له تحوّل من حال إلى حال، وذلك التحوّل لا يقع إلاَّ بقوة يقع بها التحوّل، فكذلك الحول، وتلك القوة قائمة بالله وحده، ليست بالتحويل، فيدخل في هذا كلّ حركة في العالم العلوي والسفلي، وكلّ قوة على تلك الحركة قسْرية أو إرادية أو طبيعية، وسواء كانت من الوسط أو إلى الوسط أو على الوسط، وسواء كانت في الكمّ أو الكيف أو في الأَيْن، كحركة النبات وحركة الطبيعية وحركة الحيوان وحركة الفلك وحركة النفس والقلب، والقوة على هذه الحركات التي هي حول، فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله. ولما كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفَى على أكثر الناس، وكان هذا شأن هذه الكلمة كانت كنزاً من كنوز الجنة فأُوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش. وكأن قائلها أسلم واستلم لمن أزمة الأمور بيديه وفوّض أمره إليه. انتهى كلامه رحمه الله


على عكس رؤية فلاسفة بيغ بن واللذين كانوا يرون بالحتمية الجبرية المفروضة على الاجسام في الارض من بشر ونبات وحيوان وجماد لانهم وبحسب قانون نيوتن للجاذبية الفلسفي يرون ان التأثير من النجوم الاساسية والثابتة كالشمس والقمر ..الخ مرتبط بالمسافة بين الاجسام ..وحيث ان اقرب الكواكب لسكان الارض الشمس والقمر والارض...الخ فأن التأثير متصل على الاجسام بهذه الكواكب فصارت الحتمية الثابتة التي يرونها في الليل والنهار وفق الدورات الفلكية المتعاقبة والمولدة الليل والنهار باعثة السكون والحركة في الاجسام ..وبالتالي فأنه سيكون هناك نقاط تتركز فيها اشعة الشمس خلال دورات التعاقب بين الليل والنهار تركيزا يكون اشد واكثر من نقاط اخرى .وبحسابات فلكية يمكن معرفة اماكن وازمنة هذه التركيزات على تلك الاماكن لتكون بنظرهم الفلسفي مرشحة للحراك والثورة ..وبناء على القاعدة الاولى بتسليط مؤثرات خارجية على اهل تلك النقطة من الارض يمكن بسهولة ان يتم تهييجهم وتحريضهم ..فيقومون بالتسبيق الى مثل تلك الاماكن بزرع العميل او الباعث ليتصل بعلاقة مسبقة الى حين ان يأتي الوقت الزماني لبعث تلك المؤثرات في الناس ليقوموا بالتغير في الواقع فيتحول عناصر الحركة السابقين من ملوك وحكام الى عناصر سكون ويصبح عناصر السكون الماضيين هم عناصر الحركة المعنيين بزمام المبادرة والسيطرة في الخلق والامر بنظرهم ....

انهم ينظرون للمسألة من ناحية العدل وتحقيق الحكمة الكونية خدمة للرب عند المؤمنين منهم فلا يتهاونوا في تنفيذ هذا المراد ولا يرحمون احد في سبيل تحقيقه اللهم ان اساطين الحكمة الكونية حينما يرون ومن خلال علامات مساعدة يقيسون من خلالها مدى السكون والحركة التي حلت على الناس والملوك والحكام في بقعة ما فينظرون الى مدى السكون الذي حل على اهل هذا المكان او اهل هذا الملك او اهل هذا البيت من الحكم او على هذا الشخص بعينه سواء اكان ملك او حاكم.
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في ج1 ص297

ثم إن المستدلين بذلك على حدوث الأجسام قالوا: إن الأجسام لا تخلو عن الحوادث، وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، ثم تنوعت طرقهم في الأدلة في المسألة المتقدمة فتارة يثبتونها بأن الأجسام لا تخلو عن الحركة والسكون وهما حادثان، وتارة يثبتونها بأن الأجسام لا تخلو عن الاجتماع والافتراق وهما حادثان، وتارة يثبتونها بأن الأجسام لا تخلو عن الأكوان الأربعة: الاجتماع والافتراق والحركة والسكون، وهي حادثة-انتهى.ولكن هذا التأثير الذي رأوه بين الاجسام العلوية والسفلية انما هو مقيد بأنواع من الحركات كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة اللهفان ج1 ص582
--- فإن الحركات ثلاث: إرادية، وطبعية، وقسرية.
فإن المتحرك إن كان له شعور بحركته وإرادة لها، فحركته إرادية، وإن لم يكن له شعور بحركته، أوله بها شعور وهو غير مريد لها، فحركته إما على وفق طبعه، أو على خلافه، فالأولى طبعية، والثانية قسرية.
أظهر من هذا أن يقال: مبدأ الحركة إما أن يكون أمرا مباينا للمتحرك، أو قوة فيه، فالأول الحركة فيه قسرية، والثانى، إما أن يكون له به شعور أم لا، فالأول: الحركة فيه إرادية، والثانى طبعية.
فالحركة متى لازمت الشعور والإرادة فهى إرادية، ومتى انتفى عنها الأمران، فإن كانت بقوة فى المتحرك فهى الطبعية، وإن كانت من غير قوة فى المحرك فهى القسرية. وكل حركة فى السماوات والأرض: من حركات الأفلاك، والنجوم، والشمس، والقمر، والرياح، والسحاب، والنبات، والحيوان، فهى ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسماوات والأرض، كما قال تعالى:
{فَالمُدَبِّرَاتِ أمْرا} [النازعات: 5]، وقال {فَالمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} [الذاريات: 4].
وهى الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل عليهم السلام، وأما المكذبون للرسل، المنكرون للصانع، فيقولون: هى النجوم.
وقد أشبعنا الرد على هؤلاء فى كتابنا الكبير المسمى بالمفتاح.

.وقد تستغرب على بساطة القياس الذي يقيس به اساطين بيغ بن الفلاسفة مدى سكون وحركة الناس
..ستعرفه اذا ما رجعت الى ذاكرتك قليلا قبيل غزو الامريكيين والبريطانيين للعراق بأعوام واللذي كان يحرص فيه الشهيد صدام حسين على الظهور بمظهر القادر على الحركة من خلال ما كان يظهر به كل عام في جولته الرياضيه التي يسبح المسافة والتي قطعها عند فراره حال محاولة اغتيال الرئيس العراقي السابق ..والزامه قيادة حزب البعث الرياضة ومراقبة اوزانهم خلال عدة من الاشهر ..ولعل هذا ما عقله الرئيس الشهيد بضرورة المحافظة على قدرة الحركة لانها احد اهم ابعاد القياس عند البعض من الاعداء ..ولعل هذا بالضبط ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حينما امر الصحابة بالرمل في الطواف لتوجيه رسالة الى المشركين فلا يظنون ان السفر قد اعياهم ..وانت تجد اثر هذه الحكمة عند الانجليز وخاصة البلاط الملكي البريطاني والذي لايفتىء فيه الملوك والامراء والنبلاء من ممارسة الرياضة والفروسية والجولف والسباحة..الخ..لانهم بنظرهم وحسب فلسفتهم من بيغ بن ان الناس اللذين تقل معدلات وكميات تحركهم يدل بنظرهم على ان استعدادات اجسامهم لاستقبال الطاقة والحيوية من الشمس والقمر قد بدأت تضعف وهو ما يقيسون به بدء الانتهاء والتحول الى عناصر سكون ليحل بدلا عنها عناصر الحركة الجديدة ..على عكس الحكمة الكونية في برج ايفل والتي ترى بأستمرارية الفيض التأثيري في الاخرين كأصل في ديمومة البقاء ..والصواب هو الجمع بين الامرين
ووفق فلسفة بيغ بن فأن الكثير من اهل الجزيرة العربية من الملوك والناس قد اصبحوا وبما لايدع مجالا للشك عندهم في حالة برزخية بين العصر والمغرب ايذانا بحلول الليل عليهم ليسكنوا فيه بعد ان كانوا متحركين حركة ولدت هذه الدول العظيمة بدءا بالمملكة حتى دول الخليج ليحل محلهم آخرين ممن بدأ النهار معهم وهو ما يجب ان يتعلق بالزمن الذي يؤثرون فيه عليهم بتأثيرات خارجية تزيد من فاعلية الحراك السياسي الثوري لدفع تلك العناصر التي باتت علامات السكون تحل على ابدانهم وعلى عقولهم وقلوبهم ونفسياتهم ..بفعل المؤامرة التي عجلت من تسكينهم بالترف والملك ..

والانجليز يحترمون هذه الجبرية الحتمية فينقادون لها ويستسلمون لها حالما يتيقنون بحتميتها , ولعل هذا ما يفسر كيف ان البلاط الملكي الذي كان له الامر والنهي قد رضي بوضعه لانه يرى ان حال السكون قد بدأ معه وحال الحركة قد بدأ مع العصر الجمهوري والحكومات الوزارية ..لقد وجد الانجليز ان الاحتفاظ بعناصر الحكمة الكونية من عناصر السكون والحركة من اهم الاسباب المساعدة على امتلاك ادوات التغيير والتأثير في العالم فتكون لهم اليد الطولى في كل تغييير كوني يرون ان زمكانه قد بدأ ..ولعل هذا ما يفسر احترامهم لقوانين مثل استقبال واحترام اللاجئين السياسيين والمعارضة حتى مع اقرب الدول لهم صداقة , احتراما لهذه الحكمة الكونية التي يعتقدون بها فيظلوا ممتلكين اودوات التغيير والتأثير في العالم ولان من عقيدتنا نحن المسلمين مدافعة القدر بالقدر فأنني توصي كل تلك الدول خاصة المملكة العربية السعودية بضرورة دراسة اجندة المؤامرة التي انطلت عليهم لتعجيل تسكينهم – أي تحويلهم الى عناصر سكون- ليحل عنهم عناصر الحركة الجديدة واللذين هم بلا شك ليسوا من العرب ومدافعة هذا القدر الكوني المصطنع بأقدار كونية مبنية على تحريك السكون الذي اصاب البلاط الملكي السعودي والعرب في المملكة ..ولاحاجة لان افصل في اسرار هذه السبل اذ ان كلامنا موجودا في هذا المضمار

ولكن يمكننا بعون الله تعالى لغوص في باطن هذه الفلسفة والتي اثمرت جقا في التقسيم الموجود للعالم عامة وجزيرة العرب خاصة ..وتكون دولة اسرائيل

يتصور فلاسفة هذه المدرسة الجبرية ان هناك علاقة بين النجوم والكواكب في السماء وما يصدر عنها من اشعاعات وبين الاجسام الحية والجامدة والسائلة على الارض بما فيها الانسان طبعا ..ولكن يمكن القول ان الشمس بنظرهم المؤثر الاساسي في تحريك الارادات الحسية والمعنوية الارضية ..ويمكننا ان نفصل في عناصر هذه الحكمة الفلسفية ونتحدث عن كل عنصر انشاء الله بقدر ما دعت الحاجة التي يهدينا الله تعالى اليها بنوره تبارك وتعالى والذي اشرقت السماوات والارض به
العنصر الاول الاحداثيات
حيث يعتبر خط الطول الذي يمر بالمرصد الواقع في قرية جرينتش اللندنية والواقعة جنوب لندن والذي يقسم الكرة الارضية الى الشرق والغرب 180درجة شرقا ومثلها غربا من خط جرينتش ..اما خط العرض فينصف الكرة الارضية الى الشمال والجنوب بخط الاستواء 90درجة شمالا ومثلها جنوبا من خط الاستواء ..
ان هذا الخط بنظر اقطاب هذه الفلسفة يمثل الوحدة الاساسية للزمن المحكم الواحد والذي تعود اليه كل الازمنة في الارض ,,أي يمثل ديمومة الزمن حسب فلسفتهم ...وبين جهات الشمال والجنوب تقع جهات فرعية تصل الى 32جهة فرعية الفرق بين اتجاه واخر عباره عن 15دقيقة و11ثانية ..فتصبح اشعة الشمس الساقطة على كل بقعة من الارض بناء على الاعتبار لهذين المحكمين خط جرينتش وخط الاستواء بمثابة متجهات اشعاعية بها تتم قراءة التوقع التنبؤي كونيا لسنن المدافعة بين اهل السكون والحركة ..بسبب ان شعاع الشمس والمتأثر بحركة الشمس والارض والقمر تارة يكون بمتجه من نقطة الى نقطة وتارة يعود الى نفس الفترة معاكسا وهو ما يفسرقياسهم بسنن المدافعة التعاقبية بين الليل والنهار وما يحملانه من عناصر السكون والحركة على الارض في الخلق والامر ..ولكن هذا الشعاع له محكم , اذ ان الشمس حينما تشرق على الارض تتعرض نقاط معينة من الارض لهذه الاشعة ..فيكون للشعاع نقطة بداية ونقطة نهاية ضمن فترة محددة مكانيا كمتجه مستقيم قبل ان ينكسر فيتغير مساره سواء بفعل دوران الارض حول نفسها او بفعل جريان الشمس في فلكها او.. ..فيتحقق لنفس الشعاع الشمسي مثلا عودة له من النقطة التي انتهى اليها قبيل انكسار مساره لنفس المكان السابق فيستنتجون ان هناك دفع من عناصر المكان الاول الى المكان الثاني ثم يعود لاهل المكان الثاني ارادة على دفعهم مرة اخرى لاعادتهم الى نفس المكان ..وعلى هذه الاسس يتم تقسيم الحدود الجغرافية والتي تكون منها تقسيم الجزيرة العربية ..وحاليا يسعون لتقسيم جديد حسب قياساتهم الفلكية للدورات الفلكية كل مائة عام , وقد سمعنا انهم قد نشروا فعلا الخارطة المتقررة لهذا التقسيم الجديد

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:08 PM
العنصر الثاني الفئات
بناءا على الكلام السابق فأنه يتم تقسيم الناس الى فئات تبعا لثلاثة متغيرات اساسية المقامات..المنازل ..الاحوال وفق تأثير الشمس على كل بقعة من الارض حسب فلسفتهم بحيث ان هناك ترتيب رأسي يضمن من يكون فوق ومن يكون وسط ومن يكون اسفل وهناك ترتيب افقي يضمن من يكون يمين ومن يكون يسار ومن يكون امام ومن يكون خلف ومن يكون وسط ..بناءا على اسقاطات الدورة الفلكية للشمس في بقاع الارض والتي قسمونها بحسب خطوط الطول والعرض الى بقع مكانية بحيث انهم رأوا وبحسب فلسفتهم للنصوص الكونية ان هناك ظاهر لنقطة بزوغ الشمس مثلا من المشرق ..
ولكن هناك ايضا باطن بنظرهم خفي لبزوغ الشمس من نقطة اخرى عند غروبها وقد تم تحديدها بقرية جرينتش ككناية عندهم انها النقطة المسؤولة عن بداية التدافعية الكونية العكسية وفق القاعدة الثالثة والتي تنص على
حتمية الصراع بين الاضداد الكونية متعادلة ومستمرة والجزاء من جنس العمل فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه..وتقسيم الناس الى الفئات بحسب تأثير الشمس عليهم يتم وفق علاقة اكوان السكون والحركة والاجتماع والافتراق والاتصال والانفصال ..فلا يلزم بنظرهم الاستقرارية المطلقة للفئة ان تكون مناط ومحط الاهتمام كعنصر اساسي للحكمة الكونية .اذ قد تتحول الفئة الى مقام ومنزل وحال اكوان السكون والافتراق والانفصال بعد اذ كانت على مقام ومنزل وحال من الحركة والاجتماع والاتصال ..ولعل هذا ما يفسر سعيهم لتغيير بعض ملوك وحكام الدول والممالك
والقدر المشترك الذي ينشىء في صفات عناصر الفئة يضمن قوة التجاذب فيما بينهم وفعالية التأثير الجذبي في الاخرين بسبب استعداداتهم لقبول الشحن الفكرية والاعتقادية والثورية للحراك على السكون واهله فهؤلاء بنظرهم ممن يستحق الدعم والتأييد الكوني تحقيقا للحكمة الكونية ..ولذا رأت بريطانيا ان دعم اليهود في بداية المائة السنة الماضية لتكوين دولتهم على حساب الشعب الفلسطيني بأنه من اجل خدمة الرب ..بل ودعمت تكوين العديد من الدول العربية الاسلامية في جزيرة العرب على اعتبار ان ذلك تحقيقا لمراد الحكمة الكونية , وهي اليوم مستعدة لدعم الثورات ضدها على اعتبار ان اللذين دعمتهم قد بدأوا يدخلون في ليلهم ليحل بدلا عنهم دماء جديدة اكثر حيوية ونشاط ..والسؤال هل يرون ان ذلك قد يكون متحققا في شأن اليهود بحيث يدعمون نضال الشعب الفلسطيني ..؟
نعم يرون ذلك ومستيقنين منه ولكنهم وفق القاعدة الثانية والتي تسمح بالتدخل على عناصر السكون والحركة اما بالزيادة او بالنقصان في معدلات السكون والحركة لهذه العناصر ..فيتدخلون لاعاقة وتكبيح حراك الشعب الفلسطيني والذي بدت تلوح ملامح نصره بأذن الله تعالى ...فرأى البعض منهم انه على اسرائيل ان تقبل بحماس وبدولة فلسطينية يضمنون هم لها التكبيح والتخميل ويضمنون لاسرائيل التعجيل المستمر والرفع الدائم على بقية الدول العربية ..سوى انني اظن ان بعض منهم قد اعتبر ان هناك خطا يجب ان يصحح خدمة للرب ايضا
العنصر الثالث العلاقة
حيث يعتبر اساطين هذه الفلسفة ان ثمة علاقة جبرية بين عناصر السماء وعناصر الارض ..هذه العلاقة تعتمد على مدى الانجذاب والتنافر بين هذه العناصر ..فهناك انجذاب بين عناصر معينة وهناك تنافر بين عناصر اخرى يعتمد هذا الانجذاب والتنافر على التناظرية التماثلية بين العناصر بالاجتماع والاقتران وبالافتراق والابتعاد , على ان هذه العلاقة المتبادلة تتجسد على شكل فاعل ومفعول به او مؤثر ومتأثر او مرسل ومستقبل او جاذب ومنجذب او نافر ومنفر ..الخ من تلك الصور التي تظهر في العلاقات بين الناس ..ولكن اساطين هذه المدرسة قد جعلوا الثقل الي يحمله الشخص بين اقرانه كشيخ قبيلة او كوجاهة او كأمام ..او كأي رمز يتفق اهل مكان ما على انه يجسد رمز الثقل بالنسبة لديهم ...ليس سوى بعد لثقل حسي مادي في بنية هذه الرموز التي تشكل محل جذب للآخرين

...ولكن اسقاطاتهم الفلسفية حول مفهوم هذا العنصر في هذه الفلسفة له ابعاد واعماق اخرى منها ان التأثير الناشىء من الشمس على الاجسام التي على الارض له ابعاد جذبيه وتنافرية اخرى غير متعلقة بالثقل ولكنها متعلقة ايضا بالمعتقدات التي ينشحن بها عناصر العلاقة ..والتي رأوا ان تأثير القطبية المتباعدة بين المشرق والمغرب قد اثرت في ذلك التشكيل الاعتقادي لدى الناس فأتخذوا انماط من الرموز والعبادات والسلوكيات بما يتناسب مع ذلك التأثير من الشمس على اهل المشرق والمغرب وعلى اهل الوسط من الارض كما تبين كتب اساطينهم والتي ترى ان الاعتقادات والعبادات انما بسبب الافلاك والكواكب والنجوم ..كلا حسب تقديمه وتأخيره لها..ولكن اصحاب فلسفة بيغ بن يجعلون من الشمس الاصل المحكم الذي يبنون عليه فلسفتهم
ولذا فأن تقسيم الكرة الارضية وفق خطوط الطول والعرض الى 24 منطقة زمنية تحتوي كل منطقة على جزء من الارض يمتد على 15درجة طولية بحيث ان الحركة في هذه البقاع تمثل حركة دالية يتم مقابلة اعلى الجزء الايمن بأسفل الجزء الايسر واعلى الجزء الايسر بأسفل الجزء الايمن من الكرة الارضية ..ويبقى الاتفاق على الجزء الايمن والايسر من الكرة سواء اكان الايمن هو الشرقي والايسر هو الغربي او العكس بحسب اسقاطات القياس الفلسفي للجهات ..حينها سيتم معرفة تحركهم في تفعيل وتعجيل بعض البقاع من الارض وفق هذه الفلسفة ..بل ولعل هذا هو التفسير للثورات التي حدثت ابان العهد الثوري في بدايات القرن الماضي في العالم وافرزت هذا التقسيم الموجود في دول العالم واللذين يرون انه يجب ان يتشكل وفق خارطة جديدة

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:15 PM
نهاية وفترات وحدود العلاقات
فوفق حركة الشمس خلال دوراتها الفلكية تتكون علاقات بين هذه الحركة وما تفرضه من انبعاث طاقي خلال اشعتها المسلطة على بقاع الارض تنشأعلاقة بين هذه الحركة في السماء وعناصر الارض لكل بقعة تتركز فيها هذه الاشعة بحيث ان لهذه العلاقة فترة و حدود مكانية جغرافية لكل نمط من العلاقة فلابد من معرفة الفترة التي تتم فيها وبها وعليها هذه العلاقة والحدود الجغرافية المحددة فيها وعليها هذه العلاقة والنهاية العظمى والنهاية الصغرى لهذه العلاقة بمثابة المآل الذي تؤول اليه نتيجة تلك العلاقة سواء بشكل جديد من التجاذب او بشكل جديد من التنافر او بشكل جديد من الاجتماع او بشل جديد من الافتراق او بشكل جديد من الاتصال او بشكل جديد من الانفصال ..فنهايات كل العلاقات الناشئة بين الاجسام السماوية والارضية وبين الاجسام الارضية والارضية تؤول الى احدى اشكال التجاذب او التنافر او الاجتماع او الافتراق او الاتصال او الانفصال..وعلى هذه الاسس تم تكوين الحدود الجغرافية للدول في الجزيرة العربية والحدود الجغرافية لكل محافظة او مديرية او مركز او مدينه او امارة او..الخ ضمن فترة يرون انها تمتلك نهاية عظمى ونهاية صغرى لهذه العلاقة من اجل احداث التقسيم الجديد الناشىء بقياسهم حتميا وهو ما يسعون لتحقيقه في تجزيء المجزء وتقسيم المقسم ..خصوصا المملكة العربية السعودية
العنصر الرابع فلسفة فك وربط العلاقة بين الخلق
لقد وصل اساطين هذه الفلسفة الى اسرار فك وربط العلاقات بين الناس بالتفريق والتجميع بينهم خدمة للحكمة الكونية ..فيفرقون بين عناصر الفئة التي يجب ان تتحول الى مدار السكون بفك اواصر الروابط فيما بينهم ويجمعون بين عناصر الفئة المعنية بالحكمة الكونية وفق قياساتهم الفلسفية ..كيف؟؟

لابد اولا من تحديد الفئات المراد فك الروابط مثلا...المملكة هناك فئات في الاسرة المالكة يتم تقسيمهم اما بحسب الفترات من خلال معرفة المواليد خلال مائة عام كمثال افتراضي وتقسيمهم الى
الاباء من 1901-1933
الابناء من 1934-1966
الاحفاد من 1967-2000
ثم تزداد كمية الدقة بتقسيم كل قسم الى ثلاثة اقسام اخرى من احدى عشر سنة ليكونوا اباء الاباء- اباء الابناء- اباء الاحفاد- وابناء الاباء- ابناء الابناء- ابناء الاحفاد -و احفاد الاباء- احفاد الابناء- احفاد الاحفاد ..وقد اسهبنا في هذه المسألأة من خلال الموضوع الذي كتبناه حول الطريقة المثلى لتفادي المشاكل بانتقال الملك في احفاد الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى والذي اثاره الاخ طالب الفويزان في موضوع مستقل يمكن الرجوع اليه ..وبتحديد الفترات للعناصر يجب ايضا معرفة حدود كل فئة على الواقع سواء اكانت حدود امارة او سلطات او ثقل او تأثير في الاكوان الستة التجاذب والتنافر والجمع والفرق والاتصال والانفصال ..ثم يجب تحديد كل انواع العلاقات التي بين الفئات وبين عناصر الفئات ومعرفة النقاط التي تكون هذه العلاقات بين الفئات وبين افرادها متحققة ومتواجدة والنقاط التي تكون عندها تلك العلاقات غير متحققة وغير متواجدة ..ولعل اهم عنصر في فلسفة الفك والربط هو معرفة الميول لعناصر العلاقة خلال فترة ما ..فاذا وجد الميول خلال فترة ما في مختلف نقاط تلك العلاقة امكن القول بأن هذه العلاقة يمكن فكها او فك روابطها
ان فلسفة فك وربط العلاقة تجسد مفهوم البناء والهدم للعلاقات بين الفئات وعناصرها ..والتي يتم تكوين المعرفة بها من خلال التعدادات السكانية وما تحتويه من احصاءات على البشر في بقعة ما
فلسفة الجهات الجغرافية واثرها على الخلق والامر
تلعب الاتجاهات الجغرافية عند اساطين فلسفة بيغ بن الدور الاساسي في تشكيل شخصيات الناس واستعدادات القوابل الكونية للتفاعل مع نمط من النصوص النقلية والعقلية ...وذلك بسبب تأثير درجة حرارة الشمس على الفئات وعناصرها ..والصراع الذي يحرك الناس كما يرون انما بسبب حراك الجهة التي ينتمي اليها الناس والمتشكلة بنظرهم بفعل حرارة الشمس وتفاعلها مع استعدادات القوابل في الاشخاص والبيئة المحيطة بهم بما تحتويه من هواء وماء وتراب ...الخ , والوحدة الاولية للحالة المثلى لوجدة المتجهات العمودية لاكمل نظام بنظرهم وهو النظام اليميني لوحدة الامتجهات الجغرافية الاصلية ليس سوى ثلاثة محاور لكرة تمثل فلسفة الاقدار الجبرية الكونية التي تسير على الخلق والامر بثنائيتها الييل والنهار وما تمثله من مرادات السكون والحركة والنور والظلام والاجتماع والافتراق والاتصال والانفصال ..هذه المحاور من الكرة عبارة عن ثلاثة محاور يمينية موجبة تكون الزاوية فيما بينها اقل من 180درجة ( فلسفة كرة القدم) بحيث ان القانون الذي يحكمها...
ان أي حراك من جهة جغرافية يتجه الى جهة جغرافية اخرى يقتضي ازاحة او صعود في محور الجهة الثالثة اشبه بتسلق الثعبان على الحبل او العمود يشبه دوران اسنان القلاووظ..وهوما يمثل ايضا ان الحالة المثالية للنظام اليميني المنشود انما هو عبارة عن التقاء عناصر ثلاثة فئات من ثلاثة جهات جغرافية تكون الزاوية المثالية بين هذه المحاور اقل من 180 درجة اذ ان لكل زاوية معينة معنى فلسفي يمثل نوع الرابطة بين جهتين جغرفيتين يمكن اجمالها الى
الزاوية الحادة . والزاوية القائمة, والزاوية المنفرجه ,,فلكل رقم تأويل لغوي يقتضى معنى ..وذلك بحسب نظرة فلاسفة
يقول الدكتور ماهر عبدالقادر في فلسفة العلوم – الجزء الثاني- المشكلات المعرفية ص 179 باب منطق الكشف العلمي ناقلا مقدمة الطبعة الانجليزية لكارل بوبر1959
-في مقدمتي القديمة لطبعة 1934 حاولت ان اشرح بأيجاز شديد خوفي من اتجاهي نحو الموقف السائد الان في الفلسفة خاصة تجاه الفلسفة اللغوية .. ومدرسة محللي اللغة school of ******** analysts –
ذلك ان صنف من الفلاسفة يرون ان المشكلة تكمن في تحليل اللغة ..والتي يرون ان قوله تعالى في سورة يوسف عليه السلام ((( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث))) – تأويل الاحاديث- هو مقصدهم أي لغة الكلام ولغة الجسد ولغة الحركات ولغة الحالات والمقامات والمنازل..الخ
اما بالنسة للجهات فكذلك لكل جهة تأويل لغوي يقتضي معنى ..وهم في ذلك بين نسبة الصواب ونسبة من الخطأ دائما ما يقعون فيها بسبب اسقاطهم العمل بالحكمة الشرعية واليك ما وقع عندنا ولله الحمد فيما كتبناه في الهيمنة الامية فيما فوق البرمجة اللغوية العصبية والذ ي قد وقع عندهم مثله
إن وحدة التماثل الكوني ببساطة تعني أنك إذا ما تحركت في الجهات الأفقية الثمان
1 - اليمين واليسار
2 - الأمام والخلف
3 - أمام اليمين وأمام اليسار
4 - خلف اليمين وخلف اليسار
على امتداد الكرة الأرضية الأفقي وتحركت في المستويات الرأسية الثلاثة
1 - الأعلى
2 - الأوسط
3 - الأسفل
على مستويات التغيير الرأسي الكرة الأرضية فإنك ستجد وحدة المحكمات الأصلية والأساسية في المخلوقات هم أنس وجن ودواب وأشياء جمادية وسائلة وغازية.. وستجد أيضاً وحدة المحكمات الأصلية والأساسية في القوانين الحسية والمعنوية والتي تحكم العلاقات بالنفي والإثبات والاتصال والانفصال والدخل والخرج والجمع والتفريق لهذه المخلوقات بتوافق وانسجام عجيب يتقرر بسببه حقيقة وحدة الصانع والفاعل والمؤثر دون ومن غير الحلول والاتحاد الذي وقع عند البعض بسبب هذه الوحدة التماثلية الكونية للخلق والأمر.
إن وحدة التماثل الكوني هذه تكشف لنا عن الحتميات الثابتة والمتماثلة في طبائع الناس واخلاقياتهم المجبولين عليها لا إرادياً والمجموعة في القلبيات والعقليات والنفسيات من حب وكره واستحسان واستقباح واشتهاء واستنفار، هذه الوحدة التماثلية بين المخلوقات والقوانين التي تسير عليها وبها وفيها والناشئة لوحدة الصانع والفاعل والمؤثر وهو الله سبحانه وتعالى تمكننا من تقرير قواعد القدرات الغير محدودة عندنا بفعل اجمال المفصلات المتشابهة إلى محكمات مجملة جامعة.

ويجب أن تعرف بأن الجهات الأفقية التي ذكرناها سابقاً وكذلك المستويات الرأسية وهي:
1 - اليمين واليسار 1 - الأعلى
2 - الأمام والخلف 2 - الأوسط
3 - أمام اليمين وأمام اليسار 3 - الأسفل
4 - خلف اليمين وخلف اليسار
تحمل معاني تلك الحتميات الكونية للمخلوقات والقوانين بمثماثلاتها المتشابهة والمتعددة والمتنوعة.
أولاً جهة اليمين (اللين)
هل استطعت أن تكتشف بأن القاعدة الحركية المحكمة عند البشر تبين بأن اللين يغلب على الجهة اليمنى من أبدانهم فيكاد يكون كل البشر يتعاملون باليد اليمنى عند الكتابة والطعام والمناولة والسحب والدفع والإشارة ونحو ذلك، ودعك من الاستثناء الحاصل في الناس الذين يستعملون أيديهم اليسرى، إذ أن لكل قاعدة استثناء لا تلغي الحكم بالمحكمات المؤسسة عليها هذه القاعدة.
واللين ينقسم في طبائع البشر الحتمية إلى :
1 - لين حسي
2 - لين معنوي
ويكون إما
1 - لين محمود
2 - لين مذموم

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:17 PM
وسنتناول لاحقاً الحديث حول الحسيات الظاهرية، لأننا معنيين هنا بالحديث حول المعنويات والمتمثلة بالقلبيات والعقليات والنفسيات وهي تكون كما يلي :
1 - لين قلبي محمود أو مذموم
2 - لين عقلي محمود أو مذموم
3 - لين نفسي محمود أو مذموم
1 - اللين القلبي المحمود
ويقصد به تحقيق العمل بركن اللين القلبي الحب من العطف والود والرحمة والمسامحة والعفو لمن يجب ويستحق هذا اللين الحبي كحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم وحب الوطن والوالدين والأصدقاء الصادقين والأصحاب الصالحين وحب المستضعفين والمساكين أياً كان جنسهم ودينهم ولونهم، فهذا لين حبي محمود.
2 - اللين القلبي المذموم
ويقصد به اللين الحبي في غير محله ومكانه وزمانه، كحب الفساد والخطأ وحب من لا يجب محبته من الناس والأشياء والأحوال.
* اللين العقلي
1 - اللين العقلي المحمود
وهو استحسان الأشياء التي ينبغي استحسانها عقلياً كالشرف والمروءة والرجولة والفتوة والعفة والنخوة... إلخ، بحيث يكون هذا الاستحسان العقلي مبني على أساس الاحترام باللين المحمود لعقليات الناس المتفاوتة والمتفاضلة بين النقص والكمال، فيلين صبغة الخطاب على قدر العقول المخاطبة ولا يستقبح هذا اللين المحمود، بل يحسبه عنده من المستحسنات العقلية في مخاطبة عقول الناس.
ويمكنك أن تقيس مدى لينك العقلي المحمود عند مخاطبة الأطفال ومدى احتمالك لأسئلتهم السطحية وتفاعلك للإجابة عليها دون ملل أو تضجر، ذلك أن كثير من الناس يستثقل مخاطبة الأطفال والإجابة على أسئلتهم السطحية والتي تميز عقلياتهم البسيطة، كما يمكنك أن تقيس مدى لينك العقلي المحمود عند مخاطبة العقليات من الناس ما هم دونك وإحتمال سطحياتهم وقشورياتهم العقلية دون تضجر.
إن النجاح يتحقق بعدة عوامل حسية ومعنوية قلبياً وعقلياً ونفسياً، وأئمة الناجحين كانوا يتميزون بتلك المقدرات الغير محدودة قلبياً وعقلياً ونفسياً بحيث استطاعوا قيادة الجماهير بمختلف تفاوتاتهم وتفاضلاتهم القلبية والعقلية والنفسية، والناس الذين لا يستطيعون سوى مخاطبة الناس بصبغة واحدة، ويرون أن الخروج عن هذه الصبغة في مخاطبة الناس هو انحراف عن جادة الرشد والصواب هؤلاء تغلب عليهم حرفية الفهم العقلي والقلبي والنفسي المقيدة بتلك الصبغة والتي يرون أنها صبغة محتكرة على اناس معينين ويجب على الناس فهم الحقائق فقط بهذه الصبغة وعن طريقها وهؤلاء عليهم أن يدركوا أن حرفيتهم هذه في الفهم والمعرفة ستقود إلى التقوقع والانقراض.
2 - اللين العقلي المذموم
وهو الاسترسال العقلي مع الناس في تفاهات السخف والقبح والوقاحة باسم اللين والملاطفة، ذلك أن الاسترسال في تفاهات السخف والقبح والوقاحة يستدرج صاحبه إلى الوقوع في الإزدراء من الناس والشماتة على وجه المسارقه والتدريج الخفي، فيصبح محل السخرية والاستهزاء والإزدراء والشماتة من قبل الناس وهو يحسب أنه على شيء من العقل واللطف.

* اللين النفسي
1 - اللين النفسي المحمود
أن تكون أحاسيسك ومشاعرك النفسية ترغب في الطيبات القولية والعملية والاشيائية كالنظافة والترتيب والتنظيم والتهذيب والتأديب والتزكية... إلخ, ولذا فأنك تجد أصحاب اللين النفسي المحمود على ذوق من الحسيات والمشاعر الذوقية في أقوالهم وأعمالهم وأذواقهم، فيعرفون بأثر الألوان وتمازجاتها على نفسيات الناس، فيختارون الألوان التي ترتاح إليها الأنفس ويصنعون الترتيبات المنسجمة في بيوتهم ومكاتب أعمالهم بتنظيم يبعث على الاستئناس والراحة النفسية، فيعرفون أين يضعوا هذه القطعة من الأثاث وأين يجعلون هذا النوع من الزينة، كل ذلك لتعزيز بواعث السعادة النفسية والهدوء النفسي.
2 - اللين النفسي المذموم

وهو لين يجعل الأحاسيس والمشاعر ترتاح بالمتناقضات العشوائية والمتعارضات المتعاكسة في الأقوال والأعمال والأشياء والترتيبات والألوان... إلخ، فتجد أصحاب هذا النوع المذموم من اللين ترتاح نفسياتهم للمخالفات في اللبس والذوق، فيختارون ألوان شاذة وترتيبات مزعجة وتهذيبات مقززة، باسم اللين النفسي والهدوء النفسي والراحة النفسية...واستغرب كثيرا حينما ارى من الرجال والنساء ممن يتذوقون الوان معينه وحلقات وقصات لشعورهم بشكل يبعث على التقزز وهم يحسبون انهم على حال ذوقي من الجمال....واستغرب من تلك المرأة التي تنجذب لرجل اشبه بالخنثى في ملبسه وقصات شعره..الخ.. واستغرب من الرجل الذي ينجذب للمرأة السافرة الوقحة في لبسها ومشيها و..الخ
ثانياً جهة اليسار (الشدة)
والشدة تنقسم في الطبائع الحتمية للبشر إلى :
1 - شدة حسية
وسيكون لنا لاحقاً حديث حول هذا الأمر.
2 - شدة معنوية
وتنقسم إلى :
1 - شدة محمودة
2 - شدة مذمومة
وهذه الشدة تكون في القلبيات والعقليات والنفسيات :
1 - شدة قلبية محمودة أو مذمومة
2 - شدة عقلية محمودة أو مذمومة
3 - شدة نفسية محمودة أو مذمومة
1 - الشدة القلبية
1 - الشدة القلبية المحمودة
ذلك أن من الناس ما تكون قلبياته شديدة كالحجارة، كما قال صلى الله عليه وسلم (إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة).
وهذه الشدة المحمودة في الرشد والحق والصواب مطلوبة في الإنسان ومنها ما هو جبلي ومنها ما هو مكتسب، وكذلك الحال لكل صفات المعاني المتعلقة بالجهات والمستويات المذكورة سابقاً، والإنسان عليه أن يحلل شاكلته الشخصوية الحسية والمعنوية ويكتشف جوانب القوة والضعف والنقص والكمال والزيادة

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:28 PM
الشدة القلبية المذمومة
وهي القساوة في الحب والكره وتنقسم إلى :
1 - الجمود العاطفي
بحيث تجد أن الإنسان لا يحب ولا يكره فلا يرحم ولا يعطف ولا يشتاق ولا يكون... إلخ.
2 - الشدة العاطفية القاتلة
أو كما يقولوا - ومن الحب ما قتل - فتجد أن من الناس ما تكون عاطفته قاتله في الحب والكره لنفسه أو للآخرين، فعندما يحبك بقتلك بحبه بالغيرة والاهتمام... إلخ.
3 - الشدة العقلية
1- الشدة العقلية المحمودة
2- وهي التمسك بالإستحسانات والاستقباحات العقلية المحمودة بشدة كالشرف والحقوق المشروعة والغيرة والمحكمات العرفية والأخلاقية والإنسانية والتي هي محل إتفاق بين العقلاء، وتجد الناس في هذا المقام طرائق شتى... ولعل الزعيم العربي صدام حسين والذي توفى وهو يرد الشهادتين احد ابرز ائمة هذا النوع من الشدة العقليه المحموده..رحمه الله تعالى
2 - الشدة العقلية المذمومة
وهي التمسك بالاجتهادات المبنية على أساس الاستقراء والاستنباط العقلي من النقليات كالكتب السماوية بشدة مذمومة تقود إلى التطرف والغلو والتتطع والتكلف، وأنت تجد من الناس من لا يقبل من النظر والسمع والحس إلا ما قلت به طائفته أو أحد أفراد طائفته وكأن العلم والفهم محتكر على طائفته مطلقاً.
3 - الشدة النفسية
1 - الشدة النفسية المحمودة
ذلك أن النفسيات لها سعة محددة عند البشر متفاوتة من حيث القدرة على تكلف المهام، والشدة النفسية المحمودة هي تكلف المهام ضمن سعة وحدود القدرة والطاقة والاستطاعة النفسية للفرد.
2 - الشدة النفسية المذمومة
وهي تكلف المهام في غير سعة وحدود الاستطاعة والقدرة والطاقة النفسية للفرد، وهي ما يسمى بظلم النفس.
ولعل في هذا الإجمال البسيط لجهتي اليمين واليسار ما يغني اللبيب على تشكيل نوع من الاحاطة بالمعاني الرائعة لوحدة التماثل الكوني لهاتين الجهتين، لننتقل إلى جهة الأمام والخلف وما تعلق بهما من معان أخرى.
3 - جهة الأمام (الإقدام)
والاماميات تكون أيضاً حسية ومعنوية قلبياً وعقلياً ونفسياً وتكون:
1 - إقدام محمود
كالمسارعة والجراءة والسبق والنهضة والنجدة، حيث تجد من الناس من يغلب عليه أحوال مقام هذا الركن المحمود فتجده سباقاً ومسارعاً ومقداماً... إلخ.
2 - إقدام مذموم
كالتعجل والتهور والاندفاع، حيث تجد من الناس ما يغلب عليه العجلة والتهور والاندفاع المستعجل حسياً ومعنوياً وفي قلبياته وعقلياته ونفسياته.
4 - جهة الخلف (الأناة)
وهي تكون إما :
1 - أناة محمودة
كالتأني والتريث والحلم والمصابرة.
2 - أناة مذمومة
كالتراجع والفرار والتثبط والتخاذل حيث تجد بعض الناس من يغلب عليه أحوال هذا المقام الحسية والمعنوية والقلبية والنفسية.
5 - جهة أمام اليمين (الإقدام اللين)
وهو :
1 - إقدام لين محمود
والمتمثل بالمسارعة والسبق والجراءة والنهضة والنجدة اللينة واللطيفة والهادئة والمؤدبة... إلخ.
2 - إقدام لين مذموم
والمتمثل بالإندفاع والتعجل والتهور اللين بالخداع والمكر والكيد.
6 - جهة أمام اليسار (الإقدام بشدة)
وهو أيضاً
1 - محمود
كالمسارعة والمسابقة والنهضة والنجدة بقوة ورجولة ووضوح.
2 - مذموم
كالتعجل والتهور والاندفاع بوحشية وسبعية غوغائية.
7 - جهة خلف اليمين (الإناة بلين)
وهو ايضاً :
1 - محمود
كالتريث والتأني والحلم اللطيف والجميل والحسن.
2 - مذموم
كالتراجع والانسحاب بخلسة وخسة واستخفاء لين.
8 - جهة خلف اليسار (الإناة بشدة)
وهو ايضاً :
1 - محمود
كالتريث والتأني القوي والشديد والصريح.
2 - مذموم
كالتراجع والانسحاب والتثابط القوي والشديد والوقح.
وهذا ما يتعلق بالجهات الثمان الأفقية وما تقتضية من معان معنوية في طبائع الناس الحتمية لوحدة التماثل الكوني في الخلق والأمر.
أما على مستوى التغيير الرأسي (الأعلى، الأوسط، الأسفل) فله أيضاً من المعاني الحسية والمعنوية والقلبية والعقلية والنفسية ما يفسر لنا بحتميات الطبائع البشرية الموجودة في الناس.
1 - مستوى الأعلى (العلو)
1 - علو حسي
2 - علو معنوي
وهو ينقسم إلى :
1 - علو محمود
2 - علو مذموم
أولاً : العلو المحمود
وهي الرفعة والعزة بالعلم والمعرفة الجامعة والمتخصصة، ومن الناس من يسعى لنيل الرفعة والعزة الحسية الظاهرة بين الناس ومنهم من يكتفي بأن تكون له رفعة معنوية، بينما قد يكون على مكانة حسية منخفضة، وأكمل الناس من يكتفي بالرفعة المعنوية القلبية والعقلية والنفسية ولا يعبه بالرفعة الحسية من أمور ظاهرة في المسكن والملبس والمركوب والطعام... إلخ.
1 - مستوى الوسط (الوسطية)
1 - الوسطية المحمودة
2 - الوسطية المذمومة
1 - الوسطية المحمودة
1 - الوسطية القلبية المحمودة
وخير من حقق الوسطية القلبية والعقلية والنفسية بمحموديتها المطلوبة هو خير الخلق صلى الله عليه وسلم، ومثل ما أن هناك وسطية بين مستوى التغيير الرأسي (الأعلى، الأسفل) كذلك هناك وسطية بين متجهات التغيير الأفقي والتي ذكرناها سابقاً.
اذا سيصبح لدينا ان لكل جهة معنى..بالنسبة لهم يرجعون الجهات الاصلية الى اربع جهات هي الشمال والجنوب والشرق والغرب ..وتحتوي على 28 جهة فرعية هي شمال شرق وشمال شمال شرق وشمال شرق الشمال والشمال الشرقي ووشمال شرق الشرق وشرق شمال شرقو شرق الشمال وشرق الجنوب وشرق جنوب شرق وجنوب شرق الشرق والجنوب الشرقي وجنوب شرق الجنوب وجنوب جنوب شرق وجنوب الشرق وجنوب غرب وجنوب جنوب غرب وجنوب غرب الجنوب والجنوب الغربي وجنوب غرب الغرب وغرب جنوب غرب وغرب الجنوب وغرب الشمال وغرب شمال غرب وشمال غرب الغرب والشمال الغربي وشمال غرب الشمال وشمال شمال غرب وشمال الغرب ..وهذه الثمانية والعشرين جهة ليست سوى تركيبا من الجهات الاساسية الاربعة فيما يسمونه بمركبات المتجهات ..واذا ما حصل تقابل بين كل اتجاه وكل نقطة مكانية على بقعة معينة من الارض يتكون حينها ما يسمى بالمجال الاتجاهي ..والذي قد يكون لعناصر معينة او لفئات عمرية معينة ..ويشكل ما يسمى بالكميات الاتجاهية اما الكميات الغير اتجاهية فتتكون ايضا من اربعة عناصر اساسية هي الهواء والماء والنار والتراب هذه العناصر هي بنظرهم اصل التركيب الجنسي في البشر وما مثلما ان هناك 28فرعا للاتجاهات الاصلية الاربعة كذلك هناك عناصر عديدة لهذه العناصر الاربعة هي اصل التركيب البشري .
وبناء على قاعدة تصنيف الناس ومعرفة القدر المتفق والمشترك والمختلف فيما بينهم على ااساس هذه الفلسفة يمكن بكل بساطة ضرب هذا بهذا ودفع هذا بهذا وتقريب هذا من هذا وشق هذا عن هذا ..كيف؟
عند تقسيم المجتمع الى فئاته الاساسية يتم تكوين مصفوفات بحسب كل جهة جغرافية علىاساس المذهب والجنس واللون مثلا او بحسب المحركات الاساسية للجذب والتنافر والتسكين والتحريك والتجميع والتفريق والوصل والفصل في كل مجتمع فتتم معرفة انه يمكن تحريض اصحاب جهات معينة بناء على اتفاق مذهبهم ضد مذهب اخر لجهات اخرى .علما ان الجهات تعني ايضا اتجاهات كل فئة السياسية او القبلية او المذهبية او الشعوبية ..وهكذا في عمليات فلسفية تشرترك فيها مفاهيم جبر المجموعات والجبر الخطي وجبر المصفوفات والتفاضل والتكامل وضرب المتجهات ...الخ

.والنبي صلى الله عليه وسلم يقول – الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا- حيث يثبت النبي صلى الله عليه وسلم التفاضلية الكونية المعدنية التي يتحدثون عنها في فلسفتهم هذه ولاينفيها عليه الصلاة والسلام ولكنه عليه الصلاة والسلام ومع اثباته هذه التفاضلية الكونية في معادن البشر سوى انه عليه الصلاة والسلام قدم التخاير الشرعي بالتفقه في الدين على التفاضلية الكونية ..والامر كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وجمهور العلماء على ان جنس العرب خير من غيرهم كما ان جنس قريش خير من غيرهم وجنس بني هاشم خير من غيرهم . وقد ثبت في الصحيح – الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا -..لكن تفضيل الجملة على الجملة لايستلزم ان يكون كل فرد افضل من كل فرد فأن غير العرب خلق كثير خير من اكثر العرب وفي غير قريش من المهاجرين والانصار من هو خير من اكثر قريش وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من اكثر بني هاشم- مجموع الفتاوى 19-ص21
فصل حول حقيقة المال ودورته السحرية العالمية – قصة استعباد العالم
ان اسوأ ما يمكن ان يقهر الانسان هو ان يكتشف في يوم من الايام انه قد استغفل واستهبل وهو يحسب انه حاذق ..
لقد انطلت اعظم خديعة ساحرة على الناس عامة واصحاب خاصة الا من رحم الله الا وهي انهم يعملون لغيرهم غصبا عنهم وهم يحسبون انهم يعملون لحسابهم الخاص..؟؟؟؟؟

اتعرف الساعة التي تعين بها الوقت.. نعم..نعم..الساعة التي تتكون من عقرب الساعات والدقائق والثواني.. تعرفها بالتأكيد
ولعلك على معرفة بالميكانيكا التي تعمل بها هذه الساعة .. انها بسيطة.. اتعرف كيف تعمل؟

عندما يتحرك عقرب الثواني 3600 خطوة يكون عقرب الدقائق قد تحرك 60 خطوة وعقرب الساعات خطوة واحدة
وذلك بسبب ان الدورة المبنية عليها هذه الساعة ميكانيكيا تحقق هذه المعادلة جبريا غصبا عنها فتروس عقرب الثواني تحرك تروس عقرب الدقائق والتي بدورها تحرك عقرب الساعات

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:29 PM
لقد فكر ارباب المال العظام من وحي هذه الساعة والتي تعبر بحركتها عن مماثلة كونية لحركة الارض والشمس والقمر والمجرات. نعم لقد فكر هؤلاء لماذا لانجعل العالم كله ساعة واحدة .
لماذا لانلزم العالم بدورة جبرية تحقق جبرية معينة في حركة الناس ؟
لماذا لانجعل هذه الجبرية تجعل صنف الناس يقومون بدور عقرب الثواني والصنف الثاني يقومون بدور عقرب الدقائق والصنف الثالث بدور عقرب الساعات ؟
لماذا لانجعل اصحاب عقرب الثواني عندما يخطون 3600 خطوة ليتقاضوا ريالا واحدا او دولارا واحدا او ينا واحدا في حركتهم الحسية والمعنوية يتقاضى اصحاب عقرب الدقائق نفس المبلغ ولكن بستين خطوة فقط واصحاب عقرب الساعات يتقاضون نفس الاجر ولكن فقط بخطوة واحدة .. انها معادلة جبرية حاذقة صنعها ارباب المال العظام
اسست دورة المال العالمية عقب الحرب العالمية الثانية واستفاد ارباب المال من جبرية المراد الكوني بوجود اناس من اصحاب الغنى واخرين متوسطي الغنى والصنف الثالث اصحاب الدخل البسيط...وذلك بجعل الفوائد الربوية والتي بينت الدراسات العقلية الغربية انها جبريا تؤدي الى هذا الاساس للمعاملات المالية .
ان دورة المال العالمية مبنية على الاتصال الحاذق الخفي كما تبين احركات المالية.. حتى ان قوة الاتصال في هذه الدورة العظيمة جعلتها تتاثر بادنى حدث سياسي او اقتصادي او حتى تصريح اعلامي.... ان صنف من الناس يحسب بتجارته انه يحقق مكسب لنفسه فقط وهذا غير صحيح مطلقا ؟

اولا انت بادنى حركة تجارية في مؤسستك او شركتك او بقالتك انما تحرك سن من اسنن التروس في هذه الدورة غصبا عنك لانها مبنية على الاتصال الحاذق الخفي , وبالتالي فانك تحقق مكسبا لاخرين غصبا عنك عند كل كسب تكسبه , بل ان الفاجعة ان هذا الكسب يتضاعف لاصحاب عقرب الساعات غصبا عنك

انها العولمة المالية الحاذقة .. كيف المخرج؟
قال تعالى((يمحق الله الربا ويربي الصدقات))..... الصدقات يربيها الله تعالى .. ولعلي انتهز حديثي عن المال هنا داعيا اهل المال الى كفالة الدعاة لله تعالى .. واخص الذين انعم الله تعالى عليهم بدين الوسطية المحمود , لان الانفاق هو السبيل السليم لمدافعة هذه الدورة العظيمة الماكرة (( وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)).. والحاجة اليوم ماسة لكفالة اهل الدين الصحيح من اهل السنة والجماعة والذين يتميزون بدين الوسطية المحمود بعيدا عن التطرف الشاذ؟؟؟



حقيقة ما قلته هو متحقق جبريا , لانك انت عندما تشتري من البقالة بالعملة المحلية , وصاحب البقالة يشتري من تجار الجملة ايضا بالعملة المحلية ولكن تجار الاستيراد يجلبون البضائع من الخارج بالعملات العالمية كالدولار او اليورو او الجنيه الاسترليني.. اذا العملية واضحة فكلما تحرك معدل الشراء بين الناس بالعملات المحلية كلما ادى ذلك جبريا الى تحريك العملات العالمية لارباب المال... انها معادلة محكمة تؤدي الى تحقيق كسب لارباب المال عند كل كسب تحققه انت في بلدك بسبب ان الاصل في هذه الدورة هو الفوائد الربوية .

وهذه الفوائد جبريا ستقسم العالم الى
1- اصحاب الدخل المرتفع - عقرب الساعات -
2- اصحاب الدخل المتوسط -عقرب الدقائق -
3- اصحاب الدخل المنخفض - عقرب الثواني -
لقد ادرك ارباب المال العظام اهمية ان يظل اصحاب عقرب الثواني والدقائق في العالم بصحة جيدة كي يضمنوا مقدرتهم على تحريك اسنن تروس عقرب الثواني والدقائق في هذه الدورة المالية الكبيرة .. انها العولمة المالية الحاذقة.. وما الاهتمام بنا نحن الا لذلك .. وهم لايترددون ابدا في ابقاء حتمية المعادلة والتي تحقق لهم ان العامل الذي يضرب بمطرقته 3600ضربة ليتقاضى دولارا واحدا في البلدان ذات الدخل المنخفض سيتحصل العامل في البلدان ذات الدخل المتوسط على نفس الدولار ولكن بستين ضربة بمطرقته بينما يتحصل العامل الذي في الدول ذات الدخل المرتفع على نفس الدولار ولكن بضربه واحده بمطرقته... وفي سبيل ابقاء حتمية هذه المعادلة بين الناس يحرقون ملايين الاطنان من المواد الغذائية كل عام حفاظا على ما يسمونه بسعر السوق والذي هو ليس سوى الحتمية في هذه المعادلة.
ان هذه المعادلة تكشف لنا انك بكل حركة مالية او تجارية في بلدك انما تحرك احد اسنن التروس في هذه الدورة غصبا عنك .. فلا تفرح اذا كثيرا بما عندك من مال انما انت خادم مثلي ومثلك وغصبا عني وعنك مع اسياد هذه الدورة العظام.. ولهذا نصحتك بالعمل بمقتضى اية واحدة من سورة البقرة (( يمحق الله الربا ويربي الصدقات)) لانك بهذا تقوم بعمل دورة ربانية مضادة لهذه الدورة الشيطانية .. فافهم ترشد..
الامر الاخر ان هذه الدورة تكشف عن وجود تراكم هرمي للثروة بيد ارباب المال العظام جبريا .. لان كل دولة تضع كمية من الذهب مقابل تسلسل رقمي من الاوراق - العملة- ولابد ان تد فع كمية من الذهب عند كل تسلسل رقمي جديد والذهب ببساطة عندهم وليس عندنا نحن المساكين ....ان الاستقلال الذاتي بالاكتفاء الذاتي هو السبيل الاسلم لتخفيف الضغط من ارباب هذه الدورة العظام

ان الدورة المالية العظيمة هذه تشبه الدورة الوخزية لجسم الانسان في الطب الصيني بشبكاتها ونقاط الشبكة من بنوك ومصارف ومؤسسات وشركات و.....

انها دورة عظيمة تكشف عن اناس عظام ولكنهم للاسف لايقنعوا الا بنصيب الاسد معنا نحن المساكين وهذه ستؤدي حتما الى تنامي شعور الحنق والنقمة مننا عليهم يوما بعد يوم
والله اعلم

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:31 PM
وهم يجعلون ان لكل اتجاه اشعاعي شمسي مقدار من التأثير الطاقي الفوتوني على الناس مما يمكن بنظرهم التنبؤ والتحكم في التفاعلات الطاقية للناس وفق هذه الرؤية الفلسفية وقد كانت لنا محاولة حسنة ولله الحمد في لجم هذا الكلام لاننا اذا انكرنا الامر وقعنا كما قال شيخ الاسلام رحمه الله في رسائل ومسائل ابن تيمية ج2 ص152

وكذلك كثير من أهل الحديث والسنة قد ينفي حصول العلم لأحد بغير الطريق التي يعرفها، حتى ينفي أكثر الدلالات العقلية من غير حجة على ذلك. وكذلك الأمور الكشفية التي للأولياء، من أهل الكلام من ينكرها، ومن أصحابنا من يغلو فيها، وخيار الأمور أوساطها.
ولذا فمن الاحسن ان نثبت ما وقع عندهم من حق وننفي ما وقع عندهم من خطاعبر موضوع هو كما يلي
قال عليه الصلاة والسلام :" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " حديث صحيح ...

وقد أوتي الرسول عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم ...بمعنى أنه عليه الصلاة والسلام يجمع تفاصيل الكلام في مجمل بسيط واضح ...وكلمة الناس التي وردت في الحديث تشمل الناس من المسلم واليهودي والنصراني والمشرك...وهذا ما تجده في الناس حقاً...
فعلى مستوى الألوان تجد أن اللون السائد على الأفريقيين هو الأسود واللون السائد على الشرق أسيويين كالصينيين واليابانيين...إلخ هو اللون الأصفر واللون السائد على العرب هو اللون الأزهر واللون السائد على الغربيين هو الأحمر وهكذا تجد بعض ألوان الناس عبارة عن خليط من ألوان عدة..
هذه الألوان في الناس ليست إلا سلسلة من الترددات الضوئية لأطياف ذرات جسم الإنسان كما تقرر هذه الحقيقة الفيزياء ...
إذ أن لكل جسم سلسلة من الترددات تسمى بالطيف الذري نستوضح من خلاله طبائع هذا الجسم التركيبية في بناءه الذري بحيث أنه بناء على اللون الغالب في الإنسان نستطيع أن نقول أن هذا الجسم ذهبي أو فضي أو نحاسي أو حديدي أو....إلخ
واللون ليس إلا الظاهر لباطن التركيبة البنائية للأجسام فكل جسم يتكون من عناصر أولية وهذه العناصر تتكون من وحدات بنائية نسميها الذرات...والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل فيه موجبات الخير والشر...فقال تعالى:( وهديناه النجدين ) البلد آية 10.
قال ابن مسعود رضي الله عنه :" النجدين :الخير والشر وكذلك قال ابن جرير.
وقال تعالى :( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) الشمس"7-8"
قال ابن عباس رضي الله عنه :"بين لها الخير والشر وقال سعيد ابن جبير: ألهمها الخير والشر...
هذا الخير والشر الذي أراده الله كوناً بإرادته الكونية في الخلق يعبر عنه الصينيون بقوة الين واليانغ أي قوة السلب والإيجاب...إذ أن هاتين القوتين موجودتين في الإنسان حسياً ومعنوياً...وهنا يكمن السر في قول الرسول عليه الصلاة والسلام :" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة " بإقرار المماثلة الكونية بين الناس والمعادن وتقرير الخيرية بالتزام المرادات الشرعية لقول النبي عليه الصلاة والسلام" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" ... لتتقرر الخيرية بين معادن الناس بناء على التفقه في الدين لقوله عليه الصلاة والسلام :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " حديث صحيح
:" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"-

على أنه صلى الله عليه وسلم لم ينفي التخاير بين الناس بناء على أساس المراد الكوني وهو هنا معادن الناس ولكنه صلى الله عليه وسلم جعل الكمال في الخيرية سببه التفقه في الدين عندما قال عليه الصلاة والسلام :" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا "-
وبالتحقق من وجود المماثلة الكونية بين الناس والمعادن يتحقق عندنا العلم واليقين بوجود مشاركة حسية ومعنوية بين الناس والمعادن ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" هذا أحد جبل يحبنا ونحبه" ..حديث صحيح
والدليل الثاني هو بكاء جذع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس من جوارها فلما احتضن جذعها واخذعليه الصلاة والسلام يهدأه سكت الجذع عن الصوت .... وهو في الصحيح
ومن الادلة الثانية من القران هو
1- { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس } الروم 41
2- { والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}الأعراف 58
وإذا ما تقرر عندنا العلم واليقين تحقق المشاركة الحسية والمعنوية بين الناس والمعادن وتبادل التأثيرات بالسلب والإيجاب فيما بينهم علمنا عندئذ الحكمة من نهي الشريعة عن استعمال الرجال لنوع معين من المعادن كالذهب والحرير والنحاس والسماح للنساء باستعمالها والنهي عن استعمال الحديد للجنسين ذلك أن التقارن بين الإنسان وأنواع معينة من المعادن توجب على الإنسان تخلقاً بأحوال تلك المعادن حسياً ومعنوياً فتزداد في الناس نوع معين من الطاقات النارية أو النورية أو الطينية ...على حساب نوع آخر فيميل الإنسان بحبه وكرهه القلبي أو باستحسانه واستقباحه العقلي أو باشتهائه ونفوره النفسي نحو أشياء معينة توجبها تلك المزاوجه بين هذا الإنسان وهذا النوع من المعدن وحيث أن المكان الذي يعيش فيه الناس تتحقق فيه الغلبة لنوع معين من المعادن في ترابه وماءه ومأكله وهواءه نجد أثر ذلك واضحاً في طبائع الناس الكونية عند أبناء المناطق الجبلية والساحلية والصحراوية والسهلية والنهرية...إلخ
ولهذا أوجبت الشريعة على الإنسان الهجرة من المكان الذي يعيش فيه عندما لا تزداد ولا تتحسن طاقته الإيمانية أو العقلية أو العلمية فلا ينتفع من الناس ولا ينفعهم قال تعالى :{ ومن يهاجر في سبيل الله يجد مراغماً كثيراً وسعة } النساء 100 .. والهجرة كما يعرفها الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله في الثلاثة الأصول:( بأنها من بلاد الشرك إلى بلاد الإيمان ) ولكن الهجرة اليوم قد تكون من بلد إسلامي تكثر فيه المعاصي والظلم إلى بلد إسلامي آخر تقل فيه , وقد تكون الهجرة لابتغاء الرزق وقد تكون الهجرة في نفس البلد الذي تعيش فيه من المدينة إلى الريف والعكس أو قد تكون من هذا الحي بعينة لسوء الجيرة والصحبة إلى حي آخر حسن الجيرة والصحبة , أو قد تكون من مكان العمل إلى عمل آخر أو من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى يكون فيها المدرسون أكمل ديناً وأحسن أخلاقاً , بل قد تكون الهجرة من نفس البيت إلى بيت آخر في عمارة أخرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن كان الشؤم ففي إحدى ثلاث : الدار والفرس والمرأة " حديث صحيح ..
ذلك أن تغيير المكان الذي يعيش فيه الإنسان يستلزم تغيير الاحتكاك بالمعادن المتواجدة في كل مكان ينتقل إليه الإنسان في التراب والهواء والماء والمأكل بل وحتى حيطان الدار ومادة الأثاث والفرش المقترنة مع كل مكان ينتقل إليه الإنسان ولعل هذا ما أدركه الغربيون في رحلاتهم وسياحاتهم ومغامراتهم التي تجدد الطاقة والحيوية سوى أن كفرهم وفسقهم بمرادات الله الشرعية والتي هي الأصل في جدوى الانتفاع بهذا التغيير من حيث أنها أصل الزاد الطاقي الذي يجدد حسيات ومعنويات الإنسان قال تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } البقرة 197
وكمل من وفق بالجمع بين مرادات الله الكونية والشرعية كما يريده الله من الكتاب والسنة...
ثانياً: العلاقة بين المعادن والناس
.[ سنة التزاوج والتوالد بين الاشياء المخلوقة حسيا ومعنويا ]
وتجد ان العلاقة بين المعادن قائمة على التزاوج والتوالد او عدمه ... كما يسميها الكيميائيون بالتفاعلات ... وهذه العلاقة كائنة كونا بين كل الاشياء التي خلقها الله سبحانه وتعالى حسيا ومعنويا .
وقد قرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في معرض حديثه حول تفسير سورة الاخلاص في مجموع الفتاوى الجزء 17 حيث قال رحمه الله :
--{ والمقصود هنا ان التولد لابد له من اصلين - وقال ايضا - والمقصود ان المتولدات خلقت من اصلين كما خلق ادم من تراب وماء والا فالتراب المحض الذي لم يختلط به ماء لا يخلق منه شيء لا حيوان ولا نبات , والنبات جميعه إنما يتولد من أصلين أيضاً- وقال رحمه الله - والمقصود هنا: انه قد يكون الشيء من أصلين بانقلاب المادة التي بينهما إذا التقيا كأن بينهما مادة قتنقلب وذلك لقوة حك أحدهما بالآخر فلا بد من نقص أجزاءها وعذا مثل تولد النار بين زنادين إذا قدح الحجر بالحديد أو بالشجر كالمرخ والعفار فإنه بقوة الحركة الحاصلة من قدح - أي حك - أحدهما بالآخر يستحيل بعض أجزاءها ويسخن الهواء الذي بينهما فيصير ناراً.... انتهى كلامه رحمه الله
فالعلاقة بين الأشياء المخلوقة من إنس وجن وملائكة ودواب ونبات وجماد وهواء وماء وتراب ومعادن قائمة على التزاوج وعدمه والتوالد وعدمه..هذه التزاوجات والتولدات متحققه بين المخلوقات ومنفية عن الخالق جل وعلا , قال تعالى:{ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } وقال تعالى:{ ولم يكن له كفواً أحد }
وأنا عندما أحقق تقرير هذه المسألة عقدياً ليس إلا بعلمي بما وقع فيه الصينيون من شرك في مفهوم مرادات الله الكونية كالين واليانغ والتايجي والتي تعني أصل الكون أو الفطرة ونحو ذلك من العقائد التي كانت الأصل في نشوء فلسفات الحضارة الغربية اليوم والتي ليست سوى قدرة على تحليل تراث الشرق
وقد تحقق اليوم كما ذكر أحد الدكاترة بأنه " ما من حضارة نشأت إلا وكان سببها عقيدة دينية كاملة أو ناقصة أو منحرفة يميناً أو يساراً وما يمثله هذا المعنى من عقائد ومناهج كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ...
فإذا ما تقررت عندك تلك الأصول العقدية , فإنه يجب أن ينكشف لك تماثل المكافأة والتكافؤ بين المخلوقات فيما بينها البين , وهذا يعني لنا بلغة العصر بأن القوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية...الخ تكاد تكون واحدة بين المخلوقات من إنس وجن وجماد وحيوان وهواء وماء...الخ
هذا التوحد يكون في المحكم القطعي احيانا بين المخلوقات أو المتشابه فقد يبدو لك باختلاف هذه القوانين..
هذه العلاقة التزاوجية والتوالديه بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً تظهر بالائتلاف أو التنافر على صور الاتحاد والتعازز والتعاضد والترابط أوالسيطرة والهيمنة والغلبة والرعب والتخويف...إلخ , فتجد الماء يقهر النار والنار تأكل الخشب والماس يقطع الحديد والحديد يكسر الصخر والنور يرعب النار والهواء يرفع الثقل والماء يحمل الحديد...إلخ

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:32 PM
الحديد...إلخ
ومن خلال العلم بصور العلاقات التي تظهر بها هذه التزاوجات والتولدات بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً يتم استنباط المعاني التي يعقلها الايقاظ وفي القرآن تجسيد لمثل هذه الصور والمعاني والتماثل التكافؤي فيما بين المخلوقات وفي السنة أيضاً, قال تعالى :{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } النور 35...
{ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } إبراهيم (25,54)
ومن السنة المقررة لمثل هذه التماثلات والتكافؤات بين الأشياء المخلوقة قول الرسول عليه الصلاة والسلام :
1) " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ البلاء , والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء .." صحيح البخاري- كتاب المرضى
2) " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي فقال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ماهي يارسول الله ؟ قال هي النخلة "...حديث صحيح صحيح البخاري كتاب العلم

ولكنهم وفق هذه المعطيات استطاعوا ان يؤثروا على هدي وسلوك وصفات الناس وطبائعهم بالسلب والايجاب وذلك بزيادة المائية في الناس او نقصها او زيادة النارية او نقصها من خلال السلوك والطعام ..واعتبروا ان الاصل المادي هو الهواء والتراب والنار والماء ..وبقدر التناسب فيما بين هذه العناصر في جسم الانسان يحصل الضعف والقوة والذي يهمنا هنا ما هي المعالجات السليمة لمدافعة مؤامرة هذه الفلسفة
ببساطة يمكن إعادة الأصول الأولية للطاقة إلى الأصول الأولية التي خلق الله منها المخلوقات الجن والإنس والملائكة والله خلق الإنسان من الطين وخلق الجن من النار وخلق الملائكة من النور فيكون لدينا ثلاثة أصول أولية للطاقة:
1) الطاقة الطينية
2) الطاقة النارية
3) الطاقة النورية
وما يقوم به الإنسان من هدي ظاهري- أقوال وأفعال وعادات وعبادات- وهدي باطني-اعتقادات وأحوال ومشاعر وإرادات- كل ذلك يكون سبباً في زيادة نوع من إحدى الطاقات الثلاث أو نقصانها أو زيادة نوعين منهما بنسبة من هذه ونسبة من هذه أو الثلاث الأنواع بنسب متفاوتة علماً أن الإنسان يحوي الطاقات الثلاث...وكل ما ازداد نوع معين من الطاقة في الإنسان بفعل هدي معين استوجب تأثيرات بالسلب أو بالإيجاب على قلب وعقل نفس الإنسان مما يجعله يحب أشياء قد لا يجب محبتها أو يحصل له الإفراط في محبتها بفعل هذا الهدي والذي قد يكون على هيئة تمرينات أو يفرط في محبتها وهذه الأحوال تعلقها بالقلب أما من جهة العقل فإنه قد يستحسن أشياء لا ينبغي استحسانها ويستقبح أشياء لا يجب استقباحها أو قد يزيد أو ينقص في الاستحسان والاستقباح , ومن جهة النفس فإنه قد يشتهي أشياء يجب النفرة منها أو ينفر من أشياء يجب اشتهائها ...
ولذا فإنه ينبغي الإحاطة بمجمل ومفصل تمرينات الطاقة لما لها من سلب أو إيجاب في التأثير على الأحوال الباطنة فيقدم ما هو المفيد منها ويؤخر الضار منها ويثبت النافع وينفى المضر
عندما تغلب على الإنسان طاقة معينة كالطاقة الطينية أو النارية أو النورية بفعل هدي ظاهري وباطني معين تستوجب هذه الزيادة في الإنسان شكل وشاكلة - شخصية - معينة إما أن تكون طينية أو نارية أو نورية والتوازن المحمود بين هذه الطاقات ظاهراً وباطناً سبب في تكوين الإنسان السوي ذكر أو أنثى وبين الذكر والأنثى ثمة فروقات بحيث أن ما يتناسب مع الذكر قد لا يتناسب مع الأنثى أو العكس وثمة توافقات يتفق فيهما كل من الذكر والأنثى بتناسب مشترك ودليل ذلك الاعتقادات والعبادات والأقوال والأفعال التي يشترك فيها الذكر والأنثى معاً دون تميز أحدهما على الآخر قال تعالى :( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) ( ياأيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) , وهناك عبادات وأقوال وأفعال يتحقق فيها التخصيص فيتميز بها الذكر عن الأنثى كالجهاد والقضاء والإمارة وتتميز بها المرأة على الرجل كتربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ...
إن هذا يكشف لنا باستحسان غلبة طاقة معينة بفعل هدي معين لأحد الجنسين على طاقة أخرى موافقة لمرادات الله الكونية والشرعية , فمن غير المنطقي أن يتم زيادة بواعث وأسباب الطاقة النارية عند الإناث فيصبحن أكثر غضباً وشدة وسلاطة في الأقوال والأفعال بقدر ما تكون الحاجة لزيادة بواعث وأسباب الطاقة الطينية النورية فيهن أكمل لأنوثتهن ولطبيعتهن وجبلتهن التي فطهرهن الله عليها والله أعلم ......وهنا علينا ان نسأل انفسنا هل يمكننا ان نحدد هدي كوني معين تتم به انشاء الله مدافعة تلك السلبية الكونية التي اوقعونا فيها قال
الطعام
ابن القيم في زاد المعادج1 ص1459
فصل في هديه في الاحتماء في التخم، والزيادة في الأكل على قدر الحاجة، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب
في «المسند» وغيره: عنه أنه قال: «مَا مَلأَ آدَميٌّ وعَاءً شَراً من بَطنٍ، بحَسب ابن آدَمَ لقَيماتٌ يقمنَ صلبَه، فإن كَانَ لاَ بد فَاعلاً، فَثلثٌ لطَعامه، وثلثٌ لشَرَابه، وثلثٌ لنَفَسه».
الأمراض نوعان: أمراضٌ مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبـيعية، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأوّل. والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدميّ بطنه من هٰذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضاً متنوعة، منها بطيء الزوال وسريعه. فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدرَ الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.
ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها؛ مرتبة الحاجة. الثانية؛ مرتبة الكفاية. والثالثة؛ مرتبة الفضلة. فأخبر النبـي : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النقس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبَع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن.
هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً. وأما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبـي من اللبن، حتى قال: والذي بعثك بالحق، لا أجد له مسلكاً، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شَبعوا.
والشبع المفرط يضعف القوى والبدن، وإن أخصبه، وإنما يَقوىٰ البَدَن بحسب ما يَقبَل من الغذاء، لا بحَسَب كثرته.
ولما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء هوائي، وجزء مائي، قسم النبـي طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة.
فإن قيل: فأين حظ الجزء الناري؟
قيل: هٰذه مسألة تكلم فيها الأطباء، وقالوا: إن في البدن جزءاً نارياً بالفعل، وهو أحد أركانه واسطقسَاته.
ونازعهم في ذلك آخرون من العقلاء من الأطباء وغيرهم، وقالوا: ليس في البدن جزءٌ ناري بالفعل، واستدلوا بوجوه:
أحدها: أن ذلك الجزء الناري إما أن يدعى أنه نزل عن الأثير، واختلط بهذه الأجزاء المائية والأرضية، أو يقال: إنه تولد فيها وتكون، والأول مستبعد لوجهين، أحدهما: أن النار بالطبع صاعدة، فلو نزلت، لكانت بقاسرً من مركزها إلى هذا العالم. الثاني: أن تلك الأجزاء النارية لا بد في نزولها أن تعبرَ على كرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونحن نشاهد في هذا العالم أن النار العظيمة تنطفىء بالماء القليل، فتلك الأجزاء الصغيرة عند مرورها بكرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونهاية العظم أولى بالأنطفاء.
وأما الثاني؛ وهو أن يقال: إنها تكونت هاهنا، فهو أبعد وأبعد، لأن الجسم الذي صار ناراً بعد أن لم يكن كذلك، قد كان قبلَ صيرورته إما أرضاً، وإما ماءً، وإما هواء لانحصار الأركان في هذه الأربعة، وهذا الذي قد صار ناراً أولاً، كان مختلطاً بأحد هٰذه الأجسام، ومتصلاً بها، والجسم الذي لا يكون ناراً إذا اختلط بأجسام عظيمة ليست بنار ولا واحدٍ منها، لا يَكون مستعداً لأن ينقلب ناراً لأنه في نفسه ليس بنار، والأجسام المختلطة باردة، فكيف يكون مستعداً لانقلابه نارا

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:35 PM
الحديد...إلخ
ومن خلال العلم بصور العلاقات التي تظهر بها هذه التزاوجات والتولدات بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً يتم استنباط المعاني التي يعقلها الايقاظ وفي القرآن تجسيد لمثل هذه الصور والمعاني والتماثل التكافؤي فيما بين المخلوقات وفي السنة أيضاً, قال تعالى :{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } النور 35...
{ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } إبراهيم (25,54)
ومن السنة المقررة لمثل هذه التماثلات والتكافؤات بين الأشياء المخلوقة قول الرسول عليه الصلاة والسلام :
1) " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ البلاء , والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء .." صحيح البخاري- كتاب المرضى
2) " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي فقال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ماهي يارسول الله ؟ قال هي النخلة "...حديث صحيح صحيح البخاري كتاب العلم

ولكنهم وفق هذه المعطيات استطاعوا ان يؤثروا على هدي وسلوك وصفات الناس وطبائعهم بالسلب والايجاب وذلك بزيادة المائية في الناس او نقصها او زيادة النارية او نقصها من خلال السلوك والطعام ..واعتبروا ان الاصل المادي هو الهواء والتراب والنار والماء ..وبقدر التناسب فيما بين هذه العناصر في جسم الانسان يحصل الضعف والقوة والذي يهمنا هنا ما هي المعالجات السليمة لمدافعة مؤامرة هذه الفلسفة
ببساطة يمكن إعادة الأصول الأولية للطاقة إلى الأصول الأولية التي خلق الله منها المخلوقات الجن والإنس والملائكة والله خلق الإنسان من الطين وخلق الجن من النار وخلق الملائكة من النور فيكون لدينا ثلاثة أصول أولية للطاقة:
1) الطاقة الطينية
2) الطاقة النارية
3) الطاقة النورية
وما يقوم به الإنسان من هدي ظاهري- أقوال وأفعال وعادات وعبادات- وهدي باطني-اعتقادات وأحوال ومشاعر وإرادات- كل ذلك يكون سبباً في زيادة نوع من إحدى الطاقات الثلاث أو نقصانها أو زيادة نوعين منهما بنسبة من هذه ونسبة من هذه أو الثلاث الأنواع بنسب متفاوتة علماً أن الإنسان يحوي الطاقات الثلاث...وكل ما ازداد نوع معين من الطاقة في الإنسان بفعل هدي معين استوجب تأثيرات بالسلب أو بالإيجاب على قلب وعقل نفس الإنسان مما يجعله يحب أشياء قد لا يجب محبتها أو يحصل له الإفراط في محبتها بفعل هذا الهدي والذي قد يكون على هيئة تمرينات أو يفرط في محبتها وهذه الأحوال تعلقها بالقلب أما من جهة العقل فإنه قد يستحسن أشياء لا ينبغي استحسانها ويستقبح أشياء لا يجب استقباحها أو قد يزيد أو ينقص في الاستحسان والاستقباح , ومن جهة النفس فإنه قد يشتهي أشياء يجب النفرة منها أو ينفر من أشياء يجب اشتهائها ...
ولذا فإنه ينبغي الإحاطة بمجمل ومفصل تمرينات الطاقة لما لها من سلب أو إيجاب في التأثير على الأحوال الباطنة فيقدم ما هو المفيد منها ويؤخر الضار منها ويثبت النافع وينفى المضر
عندما تغلب على الإنسان طاقة معينة كالطاقة الطينية أو النارية أو النورية بفعل هدي ظاهري وباطني معين تستوجب هذه الزيادة في الإنسان شكل وشاكلة - شخصية - معينة إما أن تكون طينية أو نارية أو نورية والتوازن المحمود بين هذه الطاقات ظاهراً وباطناً سبب في تكوين الإنسان السوي ذكر أو أنثى وبين الذكر والأنثى ثمة فروقات بحيث أن ما يتناسب مع الذكر قد لا يتناسب مع الأنثى أو العكس وثمة توافقات يتفق فيهما كل من الذكر والأنثى بتناسب مشترك ودليل ذلك الاعتقادات والعبادات والأقوال والأفعال التي يشترك فيها الذكر والأنثى معاً دون تميز أحدهما على الآخر قال تعالى :( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) ( ياأيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) , وهناك عبادات وأقوال وأفعال يتحقق فيها التخصيص فيتميز بها الذكر عن الأنثى كالجهاد والقضاء والإمارة وتتميز بها المرأة على الرجل كتربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ...
إن هذا يكشف لنا باستحسان غلبة طاقة معينة بفعل هدي معين لأحد الجنسين على طاقة أخرى موافقة لمرادات الله الكونية والشرعية , فمن غير المنطقي أن يتم زيادة بواعث وأسباب الطاقة النارية عند الإناث فيصبحن أكثر غضباً وشدة وسلاطة في الأقوال والأفعال بقدر ما تكون الحاجة لزيادة بواعث وأسباب الطاقة الطينية النورية فيهن أكمل لأنوثتهن ولطبيعتهن وجبلتهن التي فطهرهن الله عليها والله أعلم ......وهنا علينا ان نسأل انفسنا هل يمكننا ان نحدد هدي كوني معين تتم به انشاء الله مدافعة تلك السلبية الكونية التي اوقعونا فيها قال
الطعام
ابن القيم في زاد المعادج1 ص1459
فصل في هديه في الاحتماء في التخم، والزيادة في الأكل على قدر الحاجة، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب
في «المسند» وغيره: عنه أنه قال: «مَا مَلأَ آدَميٌّ وعَاءً شَراً من بَطنٍ، بحَسب ابن آدَمَ لقَيماتٌ يقمنَ صلبَه، فإن كَانَ لاَ بد فَاعلاً، فَثلثٌ لطَعامه، وثلثٌ لشَرَابه، وثلثٌ لنَفَسه».
الأمراض نوعان: أمراضٌ مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبـيعية، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأوّل. والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدميّ بطنه من هٰذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضاً متنوعة، منها بطيء الزوال وسريعه. فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدرَ الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.
ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها؛ مرتبة الحاجة. الثانية؛ مرتبة الكفاية. والثالثة؛ مرتبة الفضلة. فأخبر النبـي : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النقس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبَع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن.
هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً. وأما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبـي من اللبن، حتى قال: والذي بعثك بالحق، لا أجد له مسلكاً، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شَبعوا.
والشبع المفرط يضعف القوى والبدن، وإن أخصبه، وإنما يَقوىٰ البَدَن بحسب ما يَقبَل من الغذاء، لا بحَسَب كثرته.
ولما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء هوائي، وجزء مائي، قسم النبـي طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة.

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:36 PM
فإن قيل: فأين حظ الجزء الناري؟
قيل: هٰذه مسألة تكلم فيها الأطباء، وقالوا: إن في البدن جزءاً نارياً بالفعل، وهو أحد أركانه واسطقسَاته.
ونازعهم في ذلك آخرون من العقلاء من الأطباء وغيرهم، وقالوا: ليس في البدن جزءٌ ناري بالفعل، واستدلوا بوجوه:
أحدها: أن ذلك الجزء الناري إما أن يدعى أنه نزل عن الأثير، واختلط بهذه الأجزاء المائية والأرضية، أو يقال: إنه تولد فيها وتكون، والأول مستبعد لوجهين، أحدهما: أن النار بالطبع صاعدة، فلو نزلت، لكانت بقاسرً من مركزها إلى هذا العالم. الثاني: أن تلك الأجزاء النارية لا بد في نزولها أن تعبرَ على كرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونحن نشاهد في هذا العالم أن النار العظيمة تنطفىء بالماء القليل، فتلك الأجزاء الصغيرة عند مرورها بكرة الزمهرير التي هي في غاية البرد، ونهاية العظم أولى بالأنطفاء.
وأما الثاني؛ وهو أن يقال: إنها تكونت هاهنا، فهو أبعد وأبعد، لأن الجسم الذي صار ناراً بعد أن لم يكن كذلك، قد كان قبلَ صيرورته إما أرضاً، وإما ماءً، وإما هواء لانحصار الأركان في هذه الأربعة، وهذا الذي قد صار ناراً أولاً، كان مختلطاً بأحد هٰذه الأجسام، ومتصلاً بها، والجسم الذي لا يكون ناراً إذا اختلط بأجسام عظيمة ليست بنار ولا واحدٍ منها، لا يَكون مستعداً لأن ينقلب ناراً لأنه في نفسه ليس بنار، والأجسام المختلطة باردة، فكيف يكون مستعداً لانقلابه نارا

نبيل العوذلي
2007-10-06, 02:38 PM
.
قلنا: الكلام في حصول تلك الأجزاء النارية كالكلام في الأول، فإن قلتم: إنا نرى من رش الماء على النورة المطفأة تنفصل منها نار، وإذا وقع شعاع الشمس على البلورة، ظهرت النار منها، وإذا ضربنا الحجر على الحديد، ظهرت النار وكل هٰذه النارية حدثت عند الاختلاط، وذلك يبطل ما قررتموه في القسم الأول أيضاً.
قال المنكرون: نحن لا ننكر أن تكون المعاكّة الشديدة محدثة للنار، كما في ضرب الحجارة على الحديد، أو تكون قوة تسخين الشمس محدثة للنار، كما في البلّورة، لكنا نستبعد ذلك جداً في أجرام النبات والحيوان، إذ ليس في أجرامها من الاصطكاك ما يوجب حدوثَ النار، ولا فيها من الصفاء والصقال ما يبلغ إلى حد البلورة، كيف وشعاع الشمس يقع على ظاهرها، فلا تتولد النار ألبتة، فالشّعاع الذي يصل إلى باطنها كيف يولد النار
الوجه الثاني: في أصل المسألة: أن الأطباء مجمعون على أن الشرابَ العتيقَ في غاية السخونة بالطبع، فلو كانت تلك السخونة بسبب الأجزاء النارية، لكانت محالاً إذ تلك الأجزاء النارية مع حقارتها كيف يعقل بقاؤها في الأجزاء المائية الغالبة دهراً طويلاً، بحيث لا تنطفىء مع أنا نرى النارَ العظيمة تطفأ بالماء القليل.
الوجه الثالث: أنه لو كان في الحيوان والنبات جزءٌ ناري بالفعل، لكان مغلوباً بالجزء المائي الذي فيه، وكان الجزء الناري مقهوراً به، وغلبة بعض الطبائع والعناصر على بعض يقتضي إنقلاب طبـيعة المغلوب إلى طبـيعة الغالب، فكان يلزم بالضرورة انقلاب تلك الأجزاء النارية القليلة جداً إلى طبـيعة الماء الذي هو ضد النار.
الوجه الرابع: أن الله سبحانه وتعالى ذكر خلق الإنسان في كتابه في مواضع متعددة، يخبر في بعضها أنه خلقه من ماء، وفي بعضها أنه خلقه من تراب، وفي بعضها أنه خلقه من المركب منهما وهو الطين، وفي بعضها أنه خَلَقَه من صَلصال كالفخار، وهو الطين الذي ضربته الشمس والريح حتى صار صلصالاً كالفخار، ولم يخبر في موضع واحد أنه خلقه من نار، بل جعل ذلك خاصية إبليس. وثبت في «صحيح مسلم»: عن النبـي قال: «خلقَت المَلاَئكَة من نورٍ، وخلقَ الجَانّ من مَارجٍ من نَارٍ، وخلقَ آدَم مما وصفَ لَكم»، وهذا صريح في أنه خلق مما وصفه الله في كتابه فقط، ولم يصف لنا سبحانه أنه خلقه من نار، ولا أن في مادته شيئاً من النار.
الوجه الخامس: أن غاية ما يستدلون به ما يشاهدون من الحرارة في أبدان الحيوان، وهي دليل على الأجزاء النارية، وهذا لا يدل، فإن أسباب الحرارة أعمّ من النار، فإنها تكون عن النار تارة، وعن الحركة أخرى، وعن انعكاس الأشعة، وعن سخونة الهواء، وعن مجاورة النار، وذلك بواسطة سخونة الهواء أيضاً، وتكون عن أسباب أخر، فلا يلزم من الحرارة النار.
قال أصحاب النار: من المعلوم أن التراب والماء إذا اختلطا فلا بد لهما من حرارة تقتضي طبخهما وامتزاجهما، وإلا كان كلٌّ منهما غير ممازج للآخر، ولا متحداً به، وكذلك إذا ألقينا البذرَ في الطين بحيث لا يصل إليه الهواء ولا الشمس فسد، فلا يخلو، إما أن يحصل في المركب جسم منضج طابخ بالطبع أو لا، فإن حصل، فهو الجزء الناري، وإن لم يحصل، لم يكن المركب مسخناً بطبعه، بل أن سخن كان التسخين عرضياً، فإذا زال التسخين العرضي، لم يكن الشيء حاراً في طبعه، ولا في كيفيته، وكان باردا مطلقاً، لكن من الأغذية والأدوية ما يكون حاراً بالطبع، فعلمنا أن حرارتها إنما كانت، لأن فيها جوهراً نارياً