هندي عدني
2010-09-26, 04:24 AM
الفتاة مريم محمد النقيب ، في الـ 18 من عمرها ، من ولاية الضالع في الجنوب العربي ، ، تفوقة في دراستها الابتدائية والثانوية ، وحفظت القرآن الكريم وأحسنت تلاوته ،
قبل أشهر من هذا العام 2010م ، شعرت بآلالام في ركبتها أعقبه ورم بسيط في بلاد تفتقر لتقنية الفحوصات الطبية والعلاج ، أضافة الى التقاليد المحافظة كالحجاب وحياء النسوة بعد العاشرة من أعمارهن في عدم البوح بما تعانيه من آلالام.
وآلام الفتاة مريم لم يكن سهل التسكين ، أو مرض عابر تقضي المضادات الحيوية عليه ، فآلامها كانت شديدة لايستطيع تحملها حتى الرجال ، حسب تأكيد أطباء مختصين ، فقد تمكنت الالام من تقييد حركتها ،
وبداء والدها الموظف رحلة الفحص والعلاج ،
وفي أول لقاء له مع طبيب العظام الضالعي د.عبدالسلام عبدالاة (بلدياتي ) في عدن ، ظهرت علامات الفاجعة للاب ، بالفحص الاولي للخلاياء والانسجة (بنتك عندها سرطان ولن تعيش أكثر من سته أشهر)..!
ومن شدة الصدمة والخوف والحسره أغمي عليه من الخبر، وأدركت أبنته "مريم" بالنتيجة السلبية للفحص بعد أن فاق من غيبوبته، و من خلال دموعه المنهمرة عليها وتقربه منها واحتضانه لها ، وعلى الرغم من انه رجل متعلم ومؤمن وتقي لايقطع فرضا من صلواته ، الا أنه أب لم ييأس ، وتكلف ديونا للسفر من القاهرة الى الاردن آملا بالعلاج ، لكن دون فائدة .
ومع بداية رمضان دخل والد مريم الانترنت لاول مرة في حياته لغرض التواصل مع البرفسور الضالعي الدكتور أحمد ناشر طاهر المتخصص في علاج الاورام السرطانية بالليزر ، وهو أيضا (بلدياتي) يحمل الجنسية الامانية وواحد من مشاهيرها ، تخرج في النيف الاول من الثمانينيات من كلية الطب بعدن بامتياز وذهب للتخصص هناك فابدع وتمسك به الالمان ،
فبعد أطلاعه على ملفات مريم والصور على البريد الاليكتروني ، وجدها غير مطمنه ونصح بتلبية كل ماترغب به مريم مع استخدام جرعة كيماوية أفتراضية ، مبديا أسفه الشديد لحالتها المتأخرة،
زادت آلام مريم يوما بعد يوم ، وعندما طلبت من والدها أن يذهب بها الى الكعبة في مكة المكرمة لاداء العمرة في رمضان، لم يتردد لحضة واحدة ، وعلى وجه السرعة سافرا الى مكة وبعد الطواف طلبت من والدها ان يقرب عربتها الى الكعبة للملامستها الحجر،وهناك بداءت تتلو القرآن الكريم بصوت ملائكي كالحورية يشع من وجهها النور ، وكانت تبكي مع الدعاء لنصرة أهل الجنوب وتحرير أرضهم من اليمنيين ، ومريم عاشت آلآم المرض والخوف معا أياما قصفت فيها مدينتها الآمنة الضالع بالدبابات اليمنية التي تحتل جيوشها الغازية أرض الجنوب العربي منذ حرب صيف عام 1994م ، تلك الحرب كانت فيها مريم طفلة رضيعة غير مدركة لما يدور، ولكن بأستمرار الاحتلال لم تنتهي الحرب وزادت ذروتها في الثلاث السنوات الاخيرة من عمرها فقد شاهدت دماء الجنوبيين تهدر بوحشية تفوق قصف أسرائيل لفلسطين ، ولم تصمد دموع والدها وبعض المنصتين المعتمرين ، وعلى الرغم من شدة آلامها الا أنها تماسكت حتى الجزء الاخير ، دون أن تلتفت يمينا اوشمال ، وعندما نضرت الى وجه والدها شاهدت دموعه ، فقالت له مبتسمة ؛ لاتبكي يا أبي فقد زال آلمي واشعر بسعادة كبيرة اليوم ، ولن أبكي أبدا ،
من المعتمرين الذين أنصتوا لها وبكوا معها كان دكتور أردني ، تقدم الى والدها وعرض عليه المساعدة للسفر معه الى الاردن وعلى نفقته الخاصة ، الا أن النقيب شكره على كرمه ودماثة خلقه ، وأخبره بان وجوده هنا فقط لتنفيذ وصية مريم ، وعليا ان أعود بها الى الضالع لتلقى ربها هناك باذنه تعالى ، وجزاك الله خيرا ، فالنية الصادقة لفعل الخير تحسب لصاحبها وان لم تتم ،
بعد عودة مريم الى الضالع كانت الابتسامة لاتفارقها وهي تنضر ألى النساء والاطفال ، وكلما سمعت قذيفة مدفع ، ترفع يداها عاليا للدعاء ، اللهم ألطف بعبادك ، وازل الخوف من نفوس الاطفال والنساء يا أرحم الراحمين ، اللهم أهلك الدحابيش اليمنيين من جيوش الغزاة الطامعين يارب العالمين، اللهم أسكن الشهداء الجنوبيين جناتك ، اللهم أدخل السكينة في نفوس أمهاتهم ، والصبر والسلوان في نفوس أبائهم وأخوانهم وخواتهم يا رحمن يارحيم ،
وفي فجر يومنا هذا السبت 25 أيلول-1010 م أدت مريم صلاتها الاخيرة واعقبتها بالدعاء الاخير لنصرة ابناء الجنوب وتحرير أرضهم
ونامت نومها الابدي العميق لتنتقل روحها الطاهرة الى الله ، لتحضى بتشييع مهيب حضره الالاف من أبناء المدينة ضلت أجراس هواتف المنازل ترن من كل بيت (مريم ماتت) وكان الخبر مزلزلا كالصاعقة في نفوس السكان.
الله يرحمها و بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، فقد علم "الضالع برس" نباء وفاة الشابة إمة اللة محمد سيف علي النقيب أحد مثقفي مدينة الضالع وشعراءها ، صباح يومنا السبت 25 سبتمبر 2010م بعد صراع طويل مع المرض، وبهذا المصاب الجلل لايسعنا ألا أن ننكس أعلام الجنوب في الضالع ونعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام .. ، وبدء أستقبال العزاء في حي نشام بمدينة الضالع
وندعو الله ان يسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها الصبر والسلوان وان لله وان اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي القدير
المعزون:
أسرة تحرير الضالع برس
وكل اعضاء منتديات الضالع
http://aldhlapres.blogspot.com/
قبل أشهر من هذا العام 2010م ، شعرت بآلالام في ركبتها أعقبه ورم بسيط في بلاد تفتقر لتقنية الفحوصات الطبية والعلاج ، أضافة الى التقاليد المحافظة كالحجاب وحياء النسوة بعد العاشرة من أعمارهن في عدم البوح بما تعانيه من آلالام.
وآلام الفتاة مريم لم يكن سهل التسكين ، أو مرض عابر تقضي المضادات الحيوية عليه ، فآلامها كانت شديدة لايستطيع تحملها حتى الرجال ، حسب تأكيد أطباء مختصين ، فقد تمكنت الالام من تقييد حركتها ،
وبداء والدها الموظف رحلة الفحص والعلاج ،
وفي أول لقاء له مع طبيب العظام الضالعي د.عبدالسلام عبدالاة (بلدياتي ) في عدن ، ظهرت علامات الفاجعة للاب ، بالفحص الاولي للخلاياء والانسجة (بنتك عندها سرطان ولن تعيش أكثر من سته أشهر)..!
ومن شدة الصدمة والخوف والحسره أغمي عليه من الخبر، وأدركت أبنته "مريم" بالنتيجة السلبية للفحص بعد أن فاق من غيبوبته، و من خلال دموعه المنهمرة عليها وتقربه منها واحتضانه لها ، وعلى الرغم من انه رجل متعلم ومؤمن وتقي لايقطع فرضا من صلواته ، الا أنه أب لم ييأس ، وتكلف ديونا للسفر من القاهرة الى الاردن آملا بالعلاج ، لكن دون فائدة .
ومع بداية رمضان دخل والد مريم الانترنت لاول مرة في حياته لغرض التواصل مع البرفسور الضالعي الدكتور أحمد ناشر طاهر المتخصص في علاج الاورام السرطانية بالليزر ، وهو أيضا (بلدياتي) يحمل الجنسية الامانية وواحد من مشاهيرها ، تخرج في النيف الاول من الثمانينيات من كلية الطب بعدن بامتياز وذهب للتخصص هناك فابدع وتمسك به الالمان ،
فبعد أطلاعه على ملفات مريم والصور على البريد الاليكتروني ، وجدها غير مطمنه ونصح بتلبية كل ماترغب به مريم مع استخدام جرعة كيماوية أفتراضية ، مبديا أسفه الشديد لحالتها المتأخرة،
زادت آلام مريم يوما بعد يوم ، وعندما طلبت من والدها أن يذهب بها الى الكعبة في مكة المكرمة لاداء العمرة في رمضان، لم يتردد لحضة واحدة ، وعلى وجه السرعة سافرا الى مكة وبعد الطواف طلبت من والدها ان يقرب عربتها الى الكعبة للملامستها الحجر،وهناك بداءت تتلو القرآن الكريم بصوت ملائكي كالحورية يشع من وجهها النور ، وكانت تبكي مع الدعاء لنصرة أهل الجنوب وتحرير أرضهم من اليمنيين ، ومريم عاشت آلآم المرض والخوف معا أياما قصفت فيها مدينتها الآمنة الضالع بالدبابات اليمنية التي تحتل جيوشها الغازية أرض الجنوب العربي منذ حرب صيف عام 1994م ، تلك الحرب كانت فيها مريم طفلة رضيعة غير مدركة لما يدور، ولكن بأستمرار الاحتلال لم تنتهي الحرب وزادت ذروتها في الثلاث السنوات الاخيرة من عمرها فقد شاهدت دماء الجنوبيين تهدر بوحشية تفوق قصف أسرائيل لفلسطين ، ولم تصمد دموع والدها وبعض المنصتين المعتمرين ، وعلى الرغم من شدة آلامها الا أنها تماسكت حتى الجزء الاخير ، دون أن تلتفت يمينا اوشمال ، وعندما نضرت الى وجه والدها شاهدت دموعه ، فقالت له مبتسمة ؛ لاتبكي يا أبي فقد زال آلمي واشعر بسعادة كبيرة اليوم ، ولن أبكي أبدا ،
من المعتمرين الذين أنصتوا لها وبكوا معها كان دكتور أردني ، تقدم الى والدها وعرض عليه المساعدة للسفر معه الى الاردن وعلى نفقته الخاصة ، الا أن النقيب شكره على كرمه ودماثة خلقه ، وأخبره بان وجوده هنا فقط لتنفيذ وصية مريم ، وعليا ان أعود بها الى الضالع لتلقى ربها هناك باذنه تعالى ، وجزاك الله خيرا ، فالنية الصادقة لفعل الخير تحسب لصاحبها وان لم تتم ،
بعد عودة مريم الى الضالع كانت الابتسامة لاتفارقها وهي تنضر ألى النساء والاطفال ، وكلما سمعت قذيفة مدفع ، ترفع يداها عاليا للدعاء ، اللهم ألطف بعبادك ، وازل الخوف من نفوس الاطفال والنساء يا أرحم الراحمين ، اللهم أهلك الدحابيش اليمنيين من جيوش الغزاة الطامعين يارب العالمين، اللهم أسكن الشهداء الجنوبيين جناتك ، اللهم أدخل السكينة في نفوس أمهاتهم ، والصبر والسلوان في نفوس أبائهم وأخوانهم وخواتهم يا رحمن يارحيم ،
وفي فجر يومنا هذا السبت 25 أيلول-1010 م أدت مريم صلاتها الاخيرة واعقبتها بالدعاء الاخير لنصرة ابناء الجنوب وتحرير أرضهم
ونامت نومها الابدي العميق لتنتقل روحها الطاهرة الى الله ، لتحضى بتشييع مهيب حضره الالاف من أبناء المدينة ضلت أجراس هواتف المنازل ترن من كل بيت (مريم ماتت) وكان الخبر مزلزلا كالصاعقة في نفوس السكان.
الله يرحمها و بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، فقد علم "الضالع برس" نباء وفاة الشابة إمة اللة محمد سيف علي النقيب أحد مثقفي مدينة الضالع وشعراءها ، صباح يومنا السبت 25 سبتمبر 2010م بعد صراع طويل مع المرض، وبهذا المصاب الجلل لايسعنا ألا أن ننكس أعلام الجنوب في الضالع ونعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام .. ، وبدء أستقبال العزاء في حي نشام بمدينة الضالع
وندعو الله ان يسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها الصبر والسلوان وان لله وان اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي القدير
المعزون:
أسرة تحرير الضالع برس
وكل اعضاء منتديات الضالع
http://aldhlapres.blogspot.com/