المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلقات مهمة من التاريح لفهم اسباب العداء بين الجنوب واليمن


الهمشري
2010-09-18, 12:52 PM
هذه الحلقات كنت قد نشرت بعضا منها في بعض المنتديات العربية واليمنية والجنوبية، ولاهميتها ارتأيت اعادة نشرها هنا لتعم الفائدة
مقدمة:

لاشك ان الكل يعرف بان ما سمي باليمن يمتد من جنوب مكة المكرمة الى البحر العربي ويصل الى ظفار، وان كل هذه المنطقة لم تتوحد تحت حكم سياسي موحد الا فترات قليلة جدا الا قبل الميلاد في عهد مملكة سبأ التي بدأ يصلنا تاريخها موثق منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وقد استطاع السبأيون من الوصول الى شمال افريقيا وبلاد المغرب، حتى ان لهم حروبا مع الروم. وقد استمرت دولتهم طويلا حتى بدات بالانهيار التدريجي في حوالي القرن الثالث الميلادي، حيث بدأت بعض الدويلات بالظهور على انقاض مملكة سبأ، مثل دولة حمير وتمنع.
ولن نخوض في الحروب التي دارت بين تلك الدول والدويلات لانه بظهور الاسلام تم توحيد جميع العالم الاسلامي تحت راية الاسلام.
ولكننا سوف نبدأ منذ بداية التفكك الاسلامي ( اليسير) للدولة العباسية في اواسط القرن الثالث للهجرة،وبخاصة منذ بداية ظهور الاسماعيلية القرمطية لانها كانت بداية الانسلاخ عن الدولة العباسية المركزية في بغداد، وما يهمنا هنا هو اليمن واحداثها.

و سابدأ بعد المقدمة بذكر الخلافات التاريخية بين ابناء اليمن من الدولة القرمطية فسوف امر مرورا ليس بالعميق على الدول التي كان لها تاثير قوي بالنسبة لليمنيين، ولن اخوض في التفاصيل الدقيقة وانما سوف اركز على اهم النقاط التي نحن بصددها.
قامت الدولة القرمطية في اليمن من اتجاهين جغرافيين احدهما في الجنوب وبشكل خاص كان في يافع بقيادة علي ابن الفضل، والاخرى في الشمال وكانت في حجة بقيادة المنصور ابن حوشب.
بالنسبة للمنصور ابن حوشب فلم تكن له طموحات كبيرة واستطاع ان يبني له قاعدة في حجة والمناطق القريبة منها ولم يتوسع كثيرا.
ما يهمنا هنا هو دولة ابن الفضل، ولا اريد ان اخوض في جدل تارخي وعقائدي ولكني ساتجاوز هذا كله لاصل الى ما اريد ايضاحه لاحقا. فعلى الرغم من انه قد اتهم ( ابن الفضل ) بفساد عقيدته الا ان الطريقة التي كان يقسم بها الثروات بين الناس قد لاقت استحسانا بين كثير ممن اتبعه طوعا، وعلى الرغم من انه استطاع ان يقهر كثير من ملوك وسلاطين وشيوخ كثير من مناطق الوسط الغربي من اليمن بقوة السلاح الا انه باسلوبه بتقسيم الثروات استطاع ان يجلب اليه الكثير من الاتباع حتى ان كثيرا من المناطق الشمالية دخلت طوعا في دولته وبدون أي حروب.
الا ان دخوله صنعاء كان بعد طول معارك عدة، فقد دخلت قواته الى صنعاء ثلاث مرات وكانت تتقهقر بعد ان يستقر له الحكم فيها، حتى استطاع ان يستولي على مناطق نفوذ ابن حوشب.
ان من اهم اسباب عدم استقرار الحكم لابن الفضل في صنعاء هو محاولة المقاومة من قبل تحالف نشأ بين امراء اليعفريين (حكام صنعاء آنذاك ) بعض المشايخ من بكيل والائمة الزيديين من صعدة.
وعلى الرغم من انهم استعادوا صنعاء من يد ابن الفضل الا انهم سرعان ما خسروها ثانية وثالثة، الى ان تم قتل علي بن الفضل سنة 303هـ.
وبموت ابن الفضل ضعفت دولة القرامطة التي استمرت حوالي 17 عاما .
ولكن ما يهمنا هنا هو الاحداث السياسية التي نتجت عن هذه الحركة.
ان اهم امر برز في هذه الفترة هو التحالفات التي نشأت بسبب الظلم الذي شعر به المهزومين بهذه الحرب، وابرزها على الاطلاق كانت تحالف اليعفريين السنة مع الائمة الزيدية المائلون الى التشيع وهو تحالف الفرقاء عقائديا وهو ما ظهر جليا بعد استعادة صنعاء للمرة الاولى من ايدي ابن الفضل، حيث كان من ابرز خروجهم منها مرة اخرى هو الاختلاف العقائدي ودعوة الهادي يحي بن الحسين الزيدي الى نفسه ودعا الى التشيع ومن هنا برز الخلاف.
لتسارع الاحداث ولاختلاف المذاهب بدأت تتولد لدى كل فريق مطامع بدأ ببثها بين اتباعه، ولتسارع انهيار الدولة الحديثة امام جيوش التحالف الجديد بقيادة اسعد بن ابي يعفر وبعدم اشراك الهادي في هذا الحلف استطاعوا القضاء على دولة القرامطة الذين شعروا بانه قد انتزع منهم سلطانهم وانهم قد عادوا الى العهد السابق لدفع الضرائب وعدم المساواة في تقاسم الثروة لذا فقد بدأ يولد نوع من الحقد على من نزعوا منهم المساواة بالاضافة الى اختلاف منهاجي العقيدة.

بعد ان بدأت دولة القرامطة بالتهاوي بدأت الدول الصغيرة ذات الاطماع التوسعية بمحاولة السيطرة على اكبر مساحة من الارض، ولكن فيما يبدو أنه لم تستطع أي دولة من السيطرة الكاملة على اليمن وبخاصة المناطق الاستراتيجية، ولن اخوض في تفاصيل طويلة ولكن سأذكر اهم الدول التي كانت تتنازع فيما بينها وتكون الغلبة لهذه الدولة قبل ان تغلبها الدولة الاخرى.
وكانت اهم الدول هي الدولة اليعفرية في صنعاء وبعض المناطق القريبة منها والدولة الزيادية في منطقة تهامة والسواحل والدولة الزيدية في صعدة وبعض المناطق القريبة، وهذه كانت اهم الدول بعد انهيار دولة علي بن الفضل.
اود الاشارة الى نقطة مهمة جدا وهي الخلاف التام في اعتقاد هذه الدويلات فالزيدية كانت شيعة على خلاف شيعة القرامطة والزيادية سنة يتبعون الدولة العباسية المركزية، بينما اليعفريون سنة ولكن يدعون الى انفسهم، وهذه النقطة لاشك انها تكرس التباعد بين كل المناطق اجتماعيا بالاضافة الى التباعد والاطماع السياسية.
بقيت الصراعات متواصلة بين هذه الدويلات كرا وفرا الا ان هناك ما اود الاشارة اليه وهو انتهاء الدولة الزيادية التي كانت تدين بالولاء للعباسيين وذلك بانتهاء نسلهم في تهامة وقد استطاع الامساك بمقاليد الحكم عقب الزياديين مجموعة من الاحباش الذين كانوا بالاصل عبيدا لدى الزياديين، واستطاع شخص من هؤلاء العبيد اسمه نجاح وكان مولى أبي الجيش اسحق بن إبراهيم آل زياد بن ابيه ان يؤسس دولة آل نجاح سنة 412هـ، وقد والا العباسيين.

الحدعشري
2010-09-18, 01:03 PM
تسلم اخي الهمشري على اعادة هذا المقال

على الاقل للتذكير ... لانه الاغلب مننا ننسى بسهوله

تحياتي لك ولقلمك وعوده حميده

الهمشري
2010-09-18, 01:04 PM
ان من اهم الدول التي قامت في تلك الفترة كانت دولة الصليحيين والتي منها الملكة اروى بنت احمد الصليحي ذائعة الصيت، وقد تأسست الدولة الصليحية على يد المؤسس لها ابو الحسن علي بن محمد الصليحي سنة 439هـ وكان ذلك في بلاد حراز، وقد قامت الدولة على اساس عقائدي اسماعيلي وكانت امتدادا لدولة القرامطة وكانت تابعة للدولة الفاطمية في المغرب العربي (وبعدها مصر).
لا اريد الخوض كثيرا في الحروب التي قامت بين الصليحيين ومنافسيهم من الممالك الاخرى، حتى وصلوا الى ابواب عدن، حيث استطاع ملوك عدن ان يعقدوا صلحا مع ابي الحسن علي الصليحي على ان يبقى آل معن ملوك عدن امراء على ما يملكون، وعندما قام ابو الحسن بتزويج ابنه المكرم احمد بن علي الصليحي على اروى بنت احمد الصليحي (التي اصبحت لاحقا الملكة) جعل خراج عدن كمهر لها.
وكانت فترة الملكة اروى هي الاطول من بين كل الفترات التي التي حكم بها الصليحيون وكانت فترة حكمها حوالي 40 عاما منذ 492هـ الى 532هـ وكانت اكثر الفترات ازدهارا بالعمران والعلم والتجارة والزراعة، ويمكن ان نقول بانها من اهم الفترات استقرارا وازدهارا في معظم الاراضي اليمنية، ويعود ذلك الى نظام الاسماعيليين القائم على توزيع الثروات بشكل متكافئ بين عموم الشعب.
وتعد هذه الفترة من اهم الفترات التي كانت قد بدأت بصفحة جديدة من التسامح بين معظم اليمنيين نظرا الى تقارب المذهب والاستقرار السياسي والاجتماعي والتطور الاقتصادي، الا ان الفترات اللاحقة اعادت الوضع الى نفس السوء السابق كما سيظهر لاحقا.
قيام الدولة الايوبية والتهيئة لقيام الدولة الرسولية:
بعد وفاة الملكة اروى بنت احمد الصليحي بدأت الدولة الصليحية تتهاوى وخاصة بعد ان قام الائمة الزيدية بمحاولة الاستيلاء على صنعاء من ايدي بني حاتم ومحاولة التوسع جنوبا، وقيام المهدي في تهامة بمحاولة التوسع جنوبا وشرقا، وهنا بدأت النعرات والاطماع بالظهور مجددا.
كانت الدولة الفاطمية في مصر تتهاوى على ايدي القائد صلاح الدين الايوبي وبعد حصول ذلك شعر صلاح الدين ان من حقه ان يمتلك اليمن ويعيدها الى السنية بحكم انهم كانوا يتبعون الدولة الفاطمية الشيعية، وفعلا ارسل اخاه توران شاة الى اليمن بحملة كبيرة جدا سنة 569هـ واستطاع من خلالها ان يخضع الكثير من الممالك الصغيرة والتي لم يخضعها بالحرب اقام معها صلحا، وان بقت كثير من المناطق خارج السيطرة الايوبية مما جعل الامور غير مستقرة تماما.
بعض المصادر ذكرت ان آخر الحكام الايوبيين السلطان المسعود الايوبي قبل مغادرته اليمن ذاهبا الى الشام سنة 626هـ ولى نائبا له على اليمن هو الامير نورالدين عمر بن علي بن رسول الملقب بالمنصور والذي اوصاه في كتاب بان يستقل بالحكم لنفسه ولا يدخل عليها احد من الايوبيين وان كان اباه السلطان الكامل نفسه وذلك بعد وفاة السلطان المسعود.
بعد موت المسعود تولى الامر نهائيا الملك المنصور وزاد تثبيته للحكم ان اعلن الولاء للدولة العباسية ببغداد، واستطاعت الدولة الرسولية ان تستولي على معظم اراضي اليمن من حضرموت شرقا الى تهامة غربا وامتد حكمهم الى مكة المكرمة، وكانت عاصمتهم تعز وقد استمرت دولتهم حوالي 230 سنة عندما انهارت دولتهم سنة 858هـ على ايدي الطاهريون.
من اهم ما حدث في فترة الرسوليون هي التطور الكبير في العلوم وانشاء المدارس والجامعات والباقية آثارها الى اليوم، مثل المدرسة الاشرفية في تعز.
وكانت اهم مميزات فترة حكمهم هي القوة الضاربة في التعامل مع التمردات والتي حافظت على بقائهم لهذه الفترة الطويلة. ومثال على ضربهم التمردات هو قمعهم للثورات المتعاقبة التي قامت في حضرموت على يد السلطان سالم بن ادريس الذي تم القضاء عليه بواسطة حملات برية وبحرية كبرى لم يكن يطيقها، وهناك ايضا في تهامة وغيرها من الاماكن التي كانت تدعو الى الاستقلال عن الدولة الرسولية.
وقد حققت هذه الدولة سمعة واسعة على مستوى العالم الاسلامي آنذاك.
كانت نهاية الدولة الرسولية سنة 858هـ على يد الطاهريين بعد ان دبت الخلافات القوية بين ابناء الاسرة الحاكمة الرسولية.
الدولة الطاهرية:
لن اخوض فيها كثيرا لان فترة حكمهم البالغة حوالي 63 عام كانت مليئة بالاضطرابات ومحاولة ملوكها اخماد التمردات ومحاربة الائمة الزيديين.
وكانت نهاية الدولة الطاهرية على ايدي المماليك الذين استعان بهم الزيود في معظم ارجاء اليمن التي كان يسيطر عليها الطاهريون، ولم يبقى في ايديهم الا عدن التي فقدوها على ايدي العثمانيون بعد سنة 923هـ.
من اهم احداث تلكم الفترة قيام الدولة الكثيرية في حضرموت على يد السلطان بو طويرق منتصف القرن التاسع الهجري.
من اهم النتائج التي يمكن الحصول عليها من خلال ما سبق ان العداوة بين مختلف الممالك والسلطنات قد تزايدت بشكل كبير لا يمكن ان يخفى على احد.
بعد انهيار الدولة الطاهرية قويت شوكة الائمة الزيديين الذين انقلبوا على حلفاؤهم المماليك الذين اعلنوا بالولاء للعثمانيين بعد سقوط مصر في ايديهم.
زادت الصراعات التي لم تحسم لاي جهة حتى دخل العثمانيون اليمن سنة 945هـ.
حيث بدأت حركة التمردات على العثمانيين بقيادة اسرة شرف الدين الزيدية التي لم تكن قواتها تدين بالولاء لقائد واحد من اسرة شرف الدين، بل انه بدأت الصراعات بينهم البين وكان الاولى ان يوجهوا حرابهم ضد العثمانيين، ولهذا لم تكلل أي من ثوراتهم بالنجاح الى ان جاءت الاسرة القاسمية من الائمة الزيدية بقيادة الامام القاسم بن محمد الذي خلفه ابنه المؤيد محمد بن القاسم الذي استطاع ان يخرج العثمانيين من آخر معاقلهم في تعز سنة 1045هـ، لتبدأ بهذا فترة الدولة القاسمية والتي استطاعت ان تحتل مناطق اليمن من ظفار شرق الى تهامة غرب ومن عدن جنوب حتى جبال فيفا ونجران شمال.

الهمشري
2010-09-18, 01:07 PM
تسلم اخي الهمشري على اعادة هذا المقال

على الاقل للتذكير ... لانه الاغلب مننا ننسى بسهوله

تحياتي لك ولقلمك وعوده حميده

شكرا على المرور اخي

وعودتنا هي بعد عودة الفريق اول ركن الكوكني
ولك الشكر

الايام دول
2010-09-18, 01:12 PM
شكرا الاخ الهمشري على هذا الايجاز ونجروا منك المزيد وخاصة فيما يخص الجنوب


ولك الشكر وكل عام وانتم بخير

الهمشري
2010-09-19, 04:48 AM
واو دان اضع ملاحظة واحدة فقط، وهي انه في هذه الحلقة والحلقة القادمة سوف يكون ذكر الاحداث يتسلسل بالسنين على حسب احداث المنطقة والحدث الذي يتبعه يرجع من بداية احداثة المهمة.
فالى الموضوع:
اولا اريد ان اشير الى ان الدولة القاسمية قد تأسست على يد الامام القاسم بن محمد الذي اشعل الثورة ضد الاتراك العثمانيين واستطاع ان يفرض عليهم صلحاً على ان يحكم المناطق التي تحت يده على حسب المذهب الزيدي المخالف لمذهب العثمانيين.
وبعد وفاته سنة 1029هـ تولى الامامة بعده ابنه محمد بن القاسم الذي نقض عهده مع العثمانيين وبدأ بمحاربتهم من جديد واستطاع ان يخرجهم من اليمن للمرة الاولى نهائيا سنة 1045هـ.
ونتيجة للقوة التي شعر بها ومن خلال الممارسة للحرب بدأ بالعمل على توسيع رقعة حكمه.
وهنا لا بد من الاشارة الى انه كان يعتبر المدن التي يأخذها من ايدي العثمانيين اراضٍ مفتوحة يحاول فيها تكريس المذهب الزيدي بشكل مكثف.
والجدير ذكره هنا انه كان للامام محمد بن القاسم ابن اخ اسمه احمد بن الحسن كان ذا بأس شديد وكان احد ابرز قادة جيشة الذي سيره الى كل الاتجاهات.
ولكنه حدث خلاف بينه وبين عمه حول اموال ابيه التي رفض تسليمها للامام وفر الى عدن ( سيأتي تفصيله ).
مما يجدر الاشارة اليه ان جيوش الامامة دخلوا مدينة تعز سنة 1038هـ بعد حصار العثمانيين داخلها لمدة عشرة اشهر بقيادة الامام حسن بن القاسم وبدخولهم اليها اعتبروا بانها بلاد كفر لانها كانت تحت احتلال اجنبي ( على حد تأويلهم ) وفرضوا عليها خراجا ( كالجزية ) وهو غير الزكاة المشروعة في الاسلام، وامروا ان يرفع الاذان على الطريقة الزيدية أي بــ (حي على خير العمل ).
وقد ادى هذا الامر الى تدهور العلاقة بين سكان تعز والائمة مما ادى الى محاولة قيام تمرد عليهم سنة 1083هـ وقد بان النصر فيه لاهل تعز الا ان الامام ارسل جيش بقيادة محمد بن احمد بن الحسن ( صاحب المواهب ) ليجتمع مع جيش صالح بركات ويخمدوا هذه الثورة ويستبيحوا تعز من قبل الجنود لنهبها، وفرضت عليهم ضرائب مجحفة لها من التسميات ما يضحك سامعها كــــ (ضريبة التنباك ) وغيرها كثير.
وما يهمنا هنا هو العودة الى احمد بن الحسن الملقب بــ (سيل الليل ) وسياتي شرح سبب التسمية في موضعه.
بعد الخلاف الذي صار بينه وبين عمه فر الى عدن باموال ابيه ولكنه وعند وصوله الى اطراف قعطبة كانت الاخبار قد وصلت الى عامل الامام هناك واستطاع ان يأخذها منه ويعيدها الى الامام المتوكل في صنعاء.
واستطاع احمد بن الحسن من الوصول الى عدن بعد ان
نجى بنفسه وكان ذلك في سنة 1051هـ.
وعند وصوله الى عدن استقبلة اميرها حسين بن عبدالقادر السليماني اليافعي واكرمه غاية الاكرام
وكان احمد بن الحسن كثير الدهشة لما لعدن من استقرار امني واقتصادي وحركة تجارية غير عادية ، حيث سمح له التجوال في كل المدينة بحرية كاملة.
ولكن الامام راسل حسين بن عبدالقادر على ارسال ابن اخاه اليه او معاداته، فما كان من الامير حسين الا ان اشار على احمد بن الحسن بالذهاب الى يافع حيث يستعصي على الامام الوصول اليه.
وهكذا وصل الى يافع حيث تم اكرامة غاية الاكرام وتم تزويجه من يافع وحاول استمالة ابناء يافع والهجوم على اطراف ملك عمه وحدث ان جاء معه بضع مئات في محاولته السيطرة على قعطبة ولكن لم يتم لهم النصر.
وقد خشي الامام من هذه المحاولة من ابن اخية الذي يعرفه بانه لن يستسلم ولهذا قام بمراسلته وبعث اليه برسول من صنعاء يدعوه للعودة والمصالحة
وهكذا فقد عاد احمد بن الحسن الى صنعاء بحلول 1053هـ وقام الامام بتزويجه ابنته دلالة على ان الامور قد عادت الى سابق عهدها قبل الخلاف.
وقد حاول احمد بن الحسن تحريض عمه على غزو عدن لما بها من اموال وتجارة فلم يستجب له عمه.
في السنة التالية لعودة احمد بن الحسن توفي الامام المؤيد محمد ابن القاسم ودعي الى الامامة اخاه المتوكل على الله اسماعيل ابن القاسم وكان ذلك سنة1054 هـ وكان مجتهدا في علوم الزيدية وله رسائل وكتب وفتاوي مشهورة اهمها كما ذكر الاكوع (اجابة السامع في استباحة اموال الشوافع ).
وقد استغل احمد بن الحسن هذه الصفة بعمه الامام الجديد من اجل الوصول الى غايته في احتلال عدن، حيث قال لعمه الامام ان حسين بن عبدالقادر يدعو الى الجهالة والكفر والفساد في عدن وانه يجب جهاده واعادته الى جادة الصواب وبنفس الوقت يستفاد من الاموال التي سيتم الاستيلاء عليها من عدن.
وهكذا تم توجيه جيش عظيم الى جهة الجنوب ومر بالضالع وغزاها ووصل الى لحج وحاصرها وغزاها وبعدها استطاع ان يدخل عدن معتمدا على ما خزنه في ذاكرته من نقاط الضعف التي كان قد جمعها من فترة تواجده في عدن عند خلافه مع الامام المتوكل.
واستطاع الامير حسين بن عبدالقادر النجاة بنفسه والهروب الى ارض اجداده يافع.
وقد كان احمد بن الحسن يبيح لجنوده كل المدن التي يغزونها لفترة معينة من الزمن يسلبونها وينهبون كل ما تطاله ايديهم، ويقتلون كل من يشكون بانه يريد المقاومة او يخالفهم.
وفرضوا في الاذان بـــ ( حي على خير العمل ) تمهيدا للدعوة الزيدية.
وايضا فرض الخراج على اهل عدن.
وكانت كل هذه الامور من اهم اسباب العداء والكراهية لجيوش الائمة من قبل كل المناطق التي غزوها، واعتبر اهل عدن ان هذا جزاء للاحسان الذي قدمه امير عدن لاحمد بن الحسن.
حضرموت واخبارها في فترة الدولة القاسمية:

في البداية لم اذكر ما كان يحدث في حضرموت وما شرقها لان الاوضاع كانت شبه مستقرة سياسيا واقتصاديا
الا اني ذكرت على عجل قيام الدولة الكثيرية وذلك لاني سابدأ بالحديث عنها من هذه النقطة.
وسأختصر في ذكر ان الدولة الكثيرية قد استعانت بقبائل يافع في بعض حروبها بموجب عهد مخاواة ( اخوة ) التي مكنت يافع من العيش في حضرموت كأنهم في بلدهم يافع.
واقول ان السلطنة الكثيرية حدثت فيها خلافات فيما بين كل بدر بن عبدالله الكثيري المدعوم من يافع وبين عمه بدر بن عمر الكثيري الذي حاول ان يجمع حوله بعض الافراد الا انه لم يوفق لما لابن اخيه من النفوذ والتأثير على باقي القبائل الحضرمية.
ولهذا قام الأمير بدر بن عمر بمراسلة الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم ويعلمه بانه اعتنق المذهب الزيدي، وعندما علم السلطان بدر بن عبدالله بالامر ارسل عمه الى السجن، فبلغ الخبر الى الامام المتوكل الذي غضب غضبا شديدا وارسل جيشا من حوالي 10000 مقاتل بقيادة الامير احمد بن الحسن ابن القاسم باتجاه الجنوب والشرق وكان لابد ان يمر عبر البيضاء والعوالق ليصل الى حضرموت وكان لقاء الجيش الزيدي بجيش مكون من قبائل الرصاص في البيضاء ويافع والعوالق وآل فضل
وبسبب معاهدة سرية بين احمد بن الحسن والعوالق انسحب العوالق من ساحة المعركة وعلى اثر ذلك شعر آل يافع ان في الامر شيء فانسحبوا مباشرة من اجل تحصين يافع واستعدوا للحرب والدفاع عن ارضهم
اما الرصاص وقبائلة فقد واصلوا المعركة حيث حدث فيهم قتل كثير وقتل شيخهم حسين الرصاص وارسل رأسه الى الامام المتوكل، ولم يقتل من جيش الامام الا 6 أفراد فقط ثم استسلمت البيضاء للامام.
وهاجم يافع واستطاع ان يستولي عليها لتكون هذه المعركة هي اول نصر للأئمة الزيدية على الجنوب.
ودخل احمد بن الحسن عبر اراضي آل فضل والعوالق بدون معارك.
وعندما سمع السلطان بدر بن عبدالله الكثيري عن هزيمة يافع بادر الى اخراج عمه من السجن وراسل الامام المتوكل بالولاء حفاظا على السلامة.
وعين الامامُ بدرَ بن عمر واليا على ظفار، وكان ذلك كله سنة 1065هـ.
ولكن السلطان بدر بن عبدالله لم يستكن لهذا الامر فقد ارسل جيشاً الى ظفار سنة 1069هـ لطرد عمه منها
وهرب بدر بن عمر الى صنعاء عند الامام المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم محاولا تحريضه على غزو حضرموت وقد تم له ذلك عبر بعض الشعراء.
وجهز الامام جيش بقيادة احمد بن الحسن مرة اخر في شوال سنة 1069هـ ليصل الى عقبة بامسدوس بحضرموت عندما يلاقي بعض قوات السلطان بدر بن عبدالله ويهزمهم ليواجه قبائل آل بن محفوظ ونهد ليهزمهم ويبيح ارضهم لجنوده الذين اثخنوا بالقتل لكل من لاقوه من النساء والاطفال والرجال والشيوخ ونهبوا ممتلكاتهم وارضهم قبل الن يتقدموا الى عمق حضرموت ليلتقوا بالسلطان بدر بن عبدالله في منطقة هينن حيث كانت الغلبة لجيش الامام نتيجة وجود اسلحة متطورة لديهم، ثم توجهوا الى شبام واخذوها قهرا بالسيف وعندما كانوا في طريقهم من هينن الى شبام كانوا يقتلون كل ماهو آدمي يصادفهم من الاطفال والنساء حتى انهم اسموا احمد بن الحسن بــ (سيل الليل ) تشبيها بسيل الليل الذي لا يمكن الخروج من اهواله لعدم تمكن الرؤية، ولهذا سمي احمد بن الحسن بهذا الاسم وعرف به.
وعندما رأى السلطان بدر بن عبدالله هذه الهوال راسل الامام المتوكل مرة اخرى معلنا له الولاء والطاعة حقنا للدماء.
وارسل المتوكل احد اقاربه عاملا على حضرموت، ولم يقم له الحضارم وزنا لما اصابهم من الحقد والكره والبغض للامام المتوكل وجيوشه مما اصابهم منهم، ولهذا عين بدر بن عمر الكثيري سلطانا لديه على حضرموت وقد فرض الامام على الحضارم خراجاً كالجزية - كباقي مناطق الشوافع - زاد من بغض الحضارم وعداوتهم للامام.
وفي سنة 1079هـ قام بعض الثوار بمحاصرة عامل الامام في ظفار وطرده منها واعلنوا بالولاء للسلطان عيسى بن بدر بن عمر الكثيري الذي بدوره قطع علاقاته بشكل جزئي مع الامام، وكان الامام على وشك ان يرسل جيشا لتاديب الحضارم على هذا الفعل الا ان القلاقل التي حدثت في معظم مناطق اليمن حالت دون ذلك لماحاول من اخمادها بارسال الجيوش لقمع التمردات.

الهمشري
2010-09-20, 02:46 AM
اخواني اود ان اشير الى ان الحروب التي دارت بين القاسميين وابناء يافع وتحالفهم قد استمرت الى سنة 1145هـ وهنا في هذه الحلقة (http://www.yafe1.com/vb3/forumdisplay.php?f=14)سوف نستعرض بشكل مختصر ما حدث من المهم من الاحداث في هذه الفترة.
اولا اريد ان اقول ان اكثر المعارك شهرة صارت بين ابناء يافع والزيود منها:
خرفة وقعطبة والبيضاء ولحج وجبن وابين والزاهر والحزبة والمعسال والكثير من المعارك ايضا.
في سنة 1112هـ استطاعت جيوش الامام القاسمي من السيطرة على خرفة من بلاد حالمين وذلك بعد معارك كر وفر مع اميرها قاسم بن شعفل ونهبوها واخربوا ديارها – كما هي عادتهم- ولكن ابناء يافع بني قاصد وبني مالك بقيادة السلطان معوضة بن عفيف اغاروا على الزيود في خرفة واخرجوهم من جبل اهل حجيل بعد قتال ضاري ومن كامل خرفة وقد قتل بهذه المعركة قواد جيش الامام وهم علي بن يحي وعامر بن صالح ومحمد فرحان.
وبعد هذه المعركة ادرك الامام صاحب المواهب انه لن يستطيع السيطرة على المناطق اليافعية والمحاددة لها ولهذا قام بمهادنة يافع وطلب ود ابناء يافع بزواج ابنة السلطان قحطان، ومما ذكر عند خطبة الامام لابنة السلطان قحطان قصة احب ان اوردها هنا وهي:
ان الامام ارسل مهر خطيبته حمولة عشرين جمل من الذهب والفضة والحلي والبنادق والجنابي المذهبة، ولكن الامير احمد بن قاسم بن شعفل والاميرحسين بن احمد بن شعفل وثلاثمائة رجل من قبائل حالمين قاموا بالاستيلاء على هذه القافلة واسروا عبد السلطان قحطان المسمى سعيد بن جوهر، فقام السلطان قحطان ومعه السلطان ناصر بن صالح بن هرهرة ومعهم الكثير من القبائل من بني قاصد والسفال بالتحرك بجيش جرار نحو خرفة واحاطوا بها من كل مكان، وقام السيد عبدالعالم وهو من عقلاء خرفة بالتوسط لدى السلطان قحطان وبن هرهرة ومشايخ يافع وبعدها قام الامير احمد بن شعفل بذبح العقاير وارجع القافلة الى السلطان قحطان وتحالف مع آل يافع.
وفي سنة 1114هـ اجتمع في العر السلطان قحطان بن عفيف والسلطان صالح بن احمد بن هرهرة والسلطان احمد الرصاص والسلطان منصر العولقي من اجل حل الخلاف بين السلطان بن عفيف والسلطان الفضلي على اطراف ابين ، وبعدها تحالف الفضلي مع الامام واخذو الطرية من الشيخ سالم بن صالح الكلدي.
ولكنه ندم على تحالفه مع الزيود لما بادلوه بالاحسان سوءاً فاجتمع مع السلطان قحطان العفيفي والسلطان احمد بن علي الرصاص بسيلة كلد وحالفهم على اخراج الزيود من ابين.
وبعد اخراج الزيود من ابين قام السلطان قحطان باخراج الزيود من عدن ولحج بعد معارك ضارية ولكن الزيود شددوا الحملة على عدن ولحج واستولوا عليها بعد فترة قصيرة من سيطرة السلطان قحطان عليها.
ولكن السلطان ناصر بن صالح بن هرهرة استعاد الكرة مرة اخرى سنة 1117هـ وهجم على لحج واعمالها واستولوا على الرعارع واخربوا قلاعا لكي لا يستفيد منها العدوا فيما اذا عاود الكرة مرة اخرى وسيطر ابناء يافع على قلعة حمادي الحصينة من ايدي الزيود، وبالمقابل قام السلطان قحطان بمحاصرة الطرية وقطع الامداد على الحامية الزيدية فيها حتى كادوا يهلكون جوعا، وانسلوا في احد الليالي هاربين ودخلها السلطان قحطان.
وكان في حضرموت سنة 1116هـ السلطان عمر بن جعفر الكثيري قد انتحل المذهب الزيدي وحاول ان ينشره بين الناس بالقوة، وقام بدر بن طويرق بارسال العقائر الى يافع لانقاذ حضرموت من بطش هذا الرجل، وارسل معه السلطان عمر بن صالح بن هرهرة ومعه ستة الاف مقاتل من يافع واستولى السلطان بدر بن طويرق على جميع حضرموت بمساعدة يافع التي بقيت حتى سنة 1119هـ.
وهنا اريد ان اذكر قصيدة للشاعر المرحوم الفقية احمد بن علي بن حيدر عز الدين البكري التي ذكر فيها الكثير من المعارك والاحداث في تلكم الفترة واتمنى ان تكون هذه القصيدة كاملة وهي:
بدع الــقـــــــــــوافي يا مهيمن سالك === يامرتجى يا فالـــــــق الاصــباح
يا باقياً وارواح خـــــــــلقــــــــك فاني === ومحــــــي الأجســـــاد والأرواح
لأن ما عـــمــل الفقيه بصالـــــــــــــح === ولا ذنوباً جــــــائرات اقــــــــــباح
لكنني راجي لعـــــــــــــفـــو الاهي === يفضل عليا بعفـــــوه الســـــماح
برحــــــمته نسعـــــــــــــد بها شقوتنا === يبدل الأكدار قلوب افـــــــــــــراح
والفي صلاتي ما ترنم حـــــــــــــادي === وعد ما البلبل بصــــوته نـــــــــاح
على محمد وآله والصــــــحــــــــــــبة === ما غرد القمري عشي واصبــــاح
قال الفقيه الــــــــــــــــبكري المترنم === رجلاً تقياً صـــــادقاً نــصــــــــــــاح
يفــــــتح لي المنهاج على حــــــقيقه === وإحياء علوم الـدين هي مفتاحي
ولي من الرومي طــــــــــويل مظفر === سم العـــــــــــداء وشـــاهده نواح
البطن لاسفل مثل بطـــــن الـحــــيه === والكعب لعلي غاسقاً ذباحــــــــي
يا ويل من لاقـاه لا مـــــــــــــــد يـتـه === فلا عاد له مــــــنجي ولا مــسناح
اذا قد قرح من صــــــدر ابو عبداللـه === تزعزعت لجـــــبــال والأشــــبـــاح
جدي خذه لي من سلاح الـــــــدوله === هاشه نهار اتجاذبت لــــــــــــرواح
بالمسحر الباروت ضلا مسقــــــــف === نهار عزرائيل كاسه طــــــــــــــــاح
يقسم الـــــمـــــــــــوت المنايا بيننا === وإحنا على قتل النفوس إشحــاح
مدري وحد منكم شاهـــــــــــــــدنا === نهار ضلا الحــــــــــرب والقــــــراح
أخطأت يوم انك تعــــاتب يافــــــــع === في قتلة المعسال والـــــــــمرباح
صــــحـــيح انتم الف جيشاً هـــائل === وإحنا ميه لكن اسود املاحــــــي
تعز خــــذناها وخــــــــذنا قعطبــــه === واب والــــــراحه ونجـــــد الجــــاح
خــــذنا جهتكم وخـــــــذنا العامـــل === والعسكر أووكم هــــريب اصـــياح
وجحاف خذناها وخـــــــذنا ما بـــها === وامسى السمـــر من راسها مياح
يافـــــع قبل ما يعرفون الـــــــدوله === ولا معــــاهم للسفاط مــــــــــزاح
وأرضهم ما تتسع للعــــــــــامـــــل === وهي جبال شامخــــات افــــــــياح
فقــــــــط تكلفـــــنا ولا نا هـــــايب === مانا لمن هو للعــــــرب مـــــــــداح
ملأ ابن يحى الــــحـــاشدي كلـفنا === يقول فيها طــــايحـــــــاً واصـــــلاح
نـصرت عمر قحطان لا جاء خــــطه === جابوه مثل المارب الــــــــــــرحراح
عمر الذي خــــــــذكم بقاعة زهـره === خـــــــــذ خيلكم والبغلةالســـــلاح
صليت بالمعسال يوم الــــــــــزينه === وعيادكم جتنا من الــــــــــــــنــواح
يا وادعي ما كان قـــــولك صـادق === في وادعه ما كان قولك صـــــــاح
بن هرهره ذي له قـــــرون جليله === راس الشوافع للبروج اصـحـــــاح
وازكى صلاتي ما ترنم حــــــادي === على محمد يوم نــــــــــــــــوره لاح

الوليدي
2010-09-20, 02:56 AM
تعظيم سلام لك على هذا الطرح الرائع

من طرحك هذا اثبات بما لايدع مجال لشك

ان سر ضعف الجنوب هو عدم توحده عكس اليمنيين

الكوكني ابو مافيش
2010-09-20, 03:54 AM
جميل ان يتعلم ابنائنا من التاريخ القديم فيه العبره وفيه الفائده الكبيره

استمر اخي الهمشري نتابعك